Asd_alhag Admin
عدد الرسائل : 485 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 09/02/2008
| موضوع: ليس الغريب للإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام السبت 17 مايو - 0:46:47 | |
| قصيدة ليس الغريب للإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام
لَيسَ الغريبُ غَريبَ الشَّأم و اليمن إن الغريبَ غريبُ اللَّحدِ و الكفـــن إن الغريبَ له حقٌّ لغُربتـــــــــــــهِ على المقيمينَ في الأوطان والسَّكنِ سفري بعيدٌ وزادي لنْ يُُبَلِّغَنــــــي وقُوَّتي ضَعُفَتْ والموتُ يطلبنــــــي ولي بقايا ذنوبٍ لستُ أعلمهـــــــا الله يعلمُهــــــا في السَّرِ والعلَــــــــن مـا أَحلمَ الله عني حيثُ أمهلنــــي وقد تماديتُ في ذنبي و يستُرنـــــي تمُرُّ سـاعـاتُ أيامي بلا نــــــــدم ولا بُكاءٍ ولا خــوفٍ ولا حـــــــزن أنا الذي أُغلِقُ الأبوابَ مُجتهِــــداً على المعاصي وعينُ الله تنظرنـــي يا زلة كُتِبتْ في غفلة ذهَبَــــــتْ يا حسرةً بقيت في القلب تُحرقنــــي دعني أنوح على نفسي وأندبهــا وأقطع الدهرَ بالتذكير و الحــــــــزن كأنني بين تلك الأهلِ مُنطرحَـــاً على الفراش وأيديهم تُقلِّبنـــــــــــــي وقد أتوا بطبيبٍ كــي يُعالجنــي ولم أرَ الطِّبَّ هذا اليــوم ينفعُنـــــــي واشتد نزعي وصار الموت يجذبها من كل عرق بلا رفق ولا هــــــون واستخرج الروح مني في تغرغرها وصار ريقي مريرا حين غرغرنـي وغمضوني وراح الكل وانصرفوا بعد الإياس وجدوا في شِرَا الكفـــــن وقام من كان حِبَّ لنّاس فـي عجل نحو المغسل يأتيني يغسلنــــــــــــــي وقال يا قوم نبغي غاسلا حذقــــــا حراً أريباً لبيباً عارفاً فطـــــــــــــــن فجاءني رجلٌ منهم فجردنـــــــــي من الثياب وأعرانـــــي وأفردنــــــي وأودعوني على الألواح منطرحـا وصار فوقي خرير الماء ينظفنــــــي وأسكبَ الماء من فوقي وغسلنــي غُسلاً ثلاثاً ونــــادى القــوم بالكفـــــن وألبسوني ثيابـــــا لا كمام لهــــــا وصار زادي حنــوطي حيـن حنطنـي وأخرجوني من الدنيـــا فوا أسفــا علـى رحيـــل بــــــلا زادٍ يُبلِّغُنـــــــي وحملــوني على الأكتـــاف أربعةٌ من الرجـــال وخلفـــي مـن يشيعنـــي وقدموني إلى المحراب وانصرفوا خـــلف الإمــام فصــلى ثـم ودعنــــي صلوا عليَّ صلاةً لا ركوع لهـــا ولا سجــودَ لعــل الله يـرحمـنــــــــــي وأنزلوني إلى قبري على مهــــلٍ وقدمــــوا واحـــداً منهـــم يُلـحِّدُنــــــي وكشف الثوب عن وجهي لينظرني وأسكــب الدمـع مـن عينيـهِ أغرقنــــي فقـــام مُحترِمـاً بالــعـزم مُشتمــلاً وصَفَّفَ اللبن مــن فـوقي وفارقنـــــي وقال هُلوا عليه الترب واغتنموا حُسنَ الثواب من الرحمــن ذي المنــن في ظلمـــة القبر لا أم هناك ولا أبٌ شفــيــقٌ ولا أخٌ يؤنســــنــــــــــــي فريدٌ وحيدُ القبرِ , يــا أسفــــــا علـــى الفراق بــــلا عمـــل يزودنـــي وهالني صورةٌ في العين إذ نظرتْ من هول مطــلع ما قد كــان أدهشنـــي من منكر ونكير مــا أقول لهــــم قد هـــــالني أمرهــــم جداً فـأفزعنـــي وأقعدوني وجدُّوا في سؤالهــــــم مـــالي سواك إلهي مــن يخلصنـــــــي فامننْ عليَّ بعفوٍ منك يــا أملــي فــإننـي مُوثــقٌ بالـذنـب مُـرتَـهـــــــــن تقاسم الأهلُ مالي بعدما انصرفوا وصار وزري على ظهري فـأثقلنـــي واستبدلت زوجتي بعلا لها بدلي وحَـكمَـتـهُ فـي الأمـوال والسـكـــــــــن وصيَّرَتْ ولدي عبدا ليخدُمهـــــا وصـار مالـي لهـم حِـلاً بــلا ثمـــــــن فـلا تَغُرَّنَّـك الـدنيـا وزينتـهــــــا وانظـر إلى فعلهــا في الأهل والوطــن وانظر إلى من حوى الدنيا ليجمعها هل راح منهـا بغيــر الحنط و الكفـــــن خُذِ القناعة من دنياك وارض بها لـو لـم يـكـن لـك إلا راحــة البــــــــــدن يا زارع الخير تحصد بعده ثمرا يا زارع الشــر مَـوقُـوفٌ علـى الوهـــن يا نفس كُفي عن العصيان واكتسبي فعـــلا جميـــلا لعــل الله يـرحمنـــــــــي يا نفس ويحك توبي واعملي حسناً عســى تُجــازيـنَ بعـد المـوت بالحســـن ثم الصلاة على المختـــار سيدنــــا ما وصَّـــا البرقَ في شَّـــام وفي يمـــــن والحمدلله مُمْسِينا و مُصبِحِنـــــــــا بالخيــر والعفــو والإحســـان والـمنــــــن
| |
|