مـنتدى ثــــــــــار الله الإسلامـي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مـنتدى ثــــــــــار الله الإسلامـي


 
الرئيسيةالبوابةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ]

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Empty
مُساهمةموضوع: موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ]   موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Icon_minitime1الجمعة 28 مارس - 16:18:24


** عن موسوعة أهل البيت عليهم السلام

= النبي الأعظم الخاتم أبو الزهراء محمد صلى الله عليه وآله وسلم :

في مولده الشريف

- الشيخ الطوسي في تهذيبه ، عن أبي عبد الله بن عياش قال : حدثني أحمد بن زياد الهمداني ، وعلي بن محمد التستري ، قالا : حدثنا محمد بن الليث المكي ، قال : حدثني أبو إسحاق بن عبد الله العريضي ، قال : وحك في صدري ما الأيام التي تصام ؟ فقصدت مولانا أبا الحسن علي بن محمد ، وهو بصريا ، ولم أبد ذلك لاحد من خلق الله ، فدخلت عليه فلما بصر بي ، قال يا أبا إسحاق جئت تسألني عن الأيام التي يصام فيهن وهي الأربعة : أولهن اليوم السابع والعشرون من رجب ، يوم بعث الله تعالى محمدا إلى خلقه رحمة للعالمين ، ويوم مولده بمكة ، وهو السابع عشر من شهر ربيع الأول ، ويوم الخامس والعشرين من ذي القعدة ، فيه دحيت الكعبة ، ويوم الغدير ، فيه أقام رسول الله أخاه عليا علما للناس ، وإماما من بعده ، قلت : صدقت جعلت فداك لذلك قصدت ، أشهد أنك حجة الله على خلقه .

- ابن بابويه ، قال : حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، قال : حدثني أبي ، عن جده أحمد بن أبي عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبد الله قال : كان إبليس لعنه الله يخترق السماوات السبع ، فلما ولد عيسى عليه السلام حجب عن ثلث سماوات ، فلما ولد رسول الله حجب عن السبع كلها ، ورميت الشياطين بالنجوم ، وقالت قريش : هذا قيام الساعة الذي كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه . وقال عمرو بن أمية : وكان من أزجر أهل الجاهلية : أنظروا هذه النجوم التي تهتدى بها وتعرف بها أزمان الشتاء والصيف ، فإن كان رمي بها فهو هلاك كل شئ ، وإن كانت ثبتت ورمي بغيرها فهو أمر حدث ، وأصبحت الأصنام كلها صبيحة ولد النبي ليس منهم صنم إلا وهو منكب على وجهه ، وارتجس في تلك الليلة إيوان كسرى ، وسقطت منه أربع عشر شرفة ، وغاضت بحيرة ساوة ، وفاض وادي السماوة ، وخمدت نيران فارس ، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام ، ورأى الموبذان في تلك الليلة في المنام إبلا صغيرا تقود خيلا عرابا قد قطعت دجلة ، وانسربت في بلادهم . وانفصم طاق الملك كسرى من وسطه ، وانخرقت عليه دجلة العوراء وانتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز ثم استطار حتى بلغ المشرق ، ولم يبق سرير ملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوسا ، والملك مخرسا ، لا يتكلم يومه ذلك ، وانتزع علم الكهنة ، وبطل سحر السحرة ، ولم يبق كاهنة في العرب إلا حجبت عن صاحبها ، وعظمت قريش في العرب ، وسموا آل الله عز وجل . قال أبو عبد الله : إنما سموا آل الله لأنهم في بيت الله الحرام .
وقالت آمنة : إن ابني والله سقط فاتقى الأرض بيده ، ثم رفع رأسه إلى السماء فنظر إليها ، ثم خرج مني نور أضاء له كل شئ ، وسمعت في الضوء قائلا يقول : إنك قد ولدت سيد الناس فسميه محمدا وأتي به عبد المطلب لينظر إليه ، وقد بلغه ما قالت أمه ، فأخذه ووضعه في حجره ثم قال : الحمد لله الذي أعطاني * هذا الغلام الطيب الاردان قد ساد في المهد على الغلمان
ثم عوذه بأركان الكعبة وقال فيه أشعارا . قال : وصاح إبليس لعنه الله في أبالسته فاجتمعوا إليه ، وقالوا : ما الذي أفزعك يا سيدنا ؟ فقال لهم : ويلكم لقد أنكرت السماوات والأرض منذ الليلة ، لقد حدث في الأرض حدث عظيم ، ما حدث مثله منذ رفع الله عيسى بن مريم ، فاخرجوا وانظروا ما هذا الحدث الذي قد حدث ؟ فافترقوا ثم اجتمعوا إليه فقالوا : ما وجدنا شيئا . فقال إبليس لعنه الله : أنا لهذا الامر ، ثم انغمس في الدنيا فجالها حتى انتهى إلى الحرم ، فوجد الحرم محفوفا بالملائكة ، فذهب ليدخل ، فصاحوا به ، فرجع ثم صار مثل الصر ، وهو العصفور ، فدخل من قبل حراء وقال له جبرئيل : وراك لعنك الله ، فقال له : حرف أسألك عنه يا جبرئيل ، ما هذا الحدث الذي حدث منذ الليلة في الأرض ؟ فقال له : ولد محمد صلى الله عليه وآله ، فقال له : هل لي فيه نصيب ؟ قال : لا . قال : في أمته ؟ قال : نعم ، قال : رضيت.

- محمد بن يعقوب ، عن حميد بن زياد ، عن محمد بن أيوب ، عن محمد بن زياد ، عن أسباط بن سالم ، عن أبي عبد الله ، قال : كان حيث طلقت آمنة بنت وهب وأخذها المخاض بالنبي حضرتها فاطمة بنت أسد امرأة أبي طالب ، فلم تزل معها حتى وضعت ، فقالت إحديهما للأخرى : هل ترين ما أرى ؟ قالت : وما ترين ؟ قالت : هذا النور الذي قد سطع ما بين المشرق والمغرب ، فبينما هما كذلك إذ دخل عليهما أبو طالب ، فقال لهما : ما لكما ؟ من أي شئ تعجبان ؟ فأخبرته فاطمة بالنور الذي قد رأت ، فقال لها أبو طالب : ألا أبشرك ؟ فقالت : بلى ، فقال : أما إنك ستلدين غلاما يكون وصي هذا المولود.


عدل سابقا من قبل Asd_alhag في الأحد 30 مارس - 10:06:56 عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ]   موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Icon_minitime1الجمعة 28 مارس - 16:20:02

توحيد النبي الله تعالى عند ولادته وتيقظه للايمان بالله سبحانه وتعالى في صغره

- الشيخ أحمد بن علي الطبرسي في كتاب " الاحتجاج " قال : روي عن موسى بن جعفر عن أبيه : عن آبائه ، عن الحسين بن علي ، قال : إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم ، كان قد قرأ التوراة والإنجيل والزبور ، وصحف الأنبياء ، وقد عرف دلائلهم ، جاء إلى مجلس فيه أصحاب رسول الله ، وفيهم علي بن أبي طالب ، وابن عباس ، وابن سعيد الجهني.
فقال : يا أمة محمد ما تركتم لنبي درجة ولا لمرسل فضيلة إلا نحلتموها نبيكم ، فهل تجيبوني عما أسألكم عنه ؟ فكاع القوم عنه .
فقال علي بن أبي طالب : نعم ما أعطى الله نبيا درجة ، ولا مرسلا فضيلة ، إلا وقد جمعها لمحمد ، وزاد محمدا على الأنبياء أضعافا مضاعفة .
وساق الحديث مما ذكره اليهودي مما أعطى الله سبحانه الأنبياء ، وأمير المؤمنين يذكر ما أعطى الله تعالى رسول الله وزاده عليهم إلى أن قال اليهودي : فإن هذا عيسى بن مريم ، يزعمون أنه تكلم في المهد صبيا . قال له علي : لقد كان كذلك ، ومحمد سقط من بطن أمه ، واضعا يده اليسرى على الأرض ، ورافعا يده اليمنى إلى السماء يحرك شفتيه بالتوحيد .
فقال له اليهودي : فإن هذا إبراهيم قد تيقظ بالاعتبار على معرفة الله تعالى ، وأحاطت دلالته بعلم الايمان به .
قال له علي : لقد كان كذلك ، وأعطي محمد أفضل من ذلك ، قد تيقظ بالاعتبار على معرفة الله تعالى وأحاطت دلالته بعلم الايمان به ، وتيقظ إبراهيم وهو ابن خمس عشرة سنة ، ومحمد كان ابن سبع سنين ، قدم تجار من النصارى فنزلوا بتجارتهم بين الصفا والمروة ، فنظر إليه بعضهم فعرفه بصفته ونعته ، وخبر مبعثه وآياته .
فقالوا له : يا غلام ما اسمك ؟ قال : محمد ، قالوا : ما اسم أبيك ؟ قال : عبد الله ، قالوا : ما اسم هذه ؟ وأشاروا بأيديهم إلى الأرض ، قال : الأرض ، قالوا : فما اسم هذه ؟ وأشاروا بأيديهم إلى السماء ، قال : السماء ، قالوا : فمن ربهما ؟ قال : الله ، ثم انتهرهم وقال : أتشككوني في الله عز وجل ؟ !
ويحك يا يهودي لقد تيقظ بالاعتبار على معرفة الله عز وجل مع كفر قومه ، إذ هو بينهم يستقسمون بالأزلام ويعبدون الأوثان ، وهو يقول : لا إله إلا الله .
قال اليهودي : فهذا يحيى بن زكريا يقال : إنه أوتي الحكم صبيا والحلم والفهم ، وإنه كان يبكي من غير ذنب ، وكان يواصل الصوم .
قال له علي : لقد كان كذلك ، ومحمد أعطي ما هو أفضل من هذا ، إن يحيى بن زكريا كان في عصر لا أوثان فيه ولا جاهلية ، ومحمد أوتي الحكم والفهم صبيا بين عبدة الأوثان وحزب الشيطان ، فلم يرغب لهم في صنم قط ، ولم ينشط لأعيادهم ، ولم ير منه كذب قط ، وكان أمينا صدوقا حليما ، وكان يواصل صوم الأسبوع والأقل والأكثر ، فيقال له في ذلك ، فيقول : إني لست كأحدكم ، إني أظل عند ربي فيطعمني ويسقيني ، وكان يبكي حتى يبتل مصلاه خشية من الله عز وجل من غير جرم .

- وذكر ابن أبي الحديد : أنه روي أن بعض أصحاب أبي جعفر محمد بن علي الباقر سأله عن قول الله عز وجل : ( إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ) فقال : يوكل الله بأنبيائه ملائكة يحصون أعمالهم ، ويؤدون إليه تبليغهم الرسالة ، ووكل بمحمد ملكا عظيما منذ فصل عن الرضاع يرشده إلى الخيرات ومكارم الأخلاق ، ويصده عن الشر ومساوي الأخلاق ، وهو الذي كان يناديه : السلام عليك يا محمد يا رسول الله ، وهو شاب لم يبلغ درجة الرسالة بعد ، فيظن أن ذلك من الحجر والأرض ، فيتأمل فلا يرى شيئا .

- وروى محمد بن علي بن شهرآشوب في كتاب " الفضائل " قال : روى الشعبي ، وداود بن عامر : أن الله تعالى قرن جبرائيل بنبوة محمد صلى الله عليه وآله ثلاث سنين ، يسمع حسه ولا يرى شخصه ، ويعلمه الشئ بعد الشئ ، ولا ينزل عليه القرآن ، فكان في هذه المدة مبشرا بالنبوة غير مبعوث إلى الأمة .

- قال الشيخ المتكلم الفاضل أبو علي محمد بن أحمد بن الفتال النيسابوري المعروف بابن الفارسي رضي الله عنه في " روضة الواعظين " : اعلم أن الطائفة قد اجتمعت على أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان رسولا نبيا مستخفيا ، يصوم ويصلي على خلاف ما كانت قريش تفعله منذ كلفه الله .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ]   موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Icon_minitime1الجمعة 28 مارس - 16:21:33

معرفة أهل الكتاب له (صلى الله عليه وآله) في وقت ولادته أنه النبي المبعوث خاتم النبيين

- محمد بن علي بن بابويه ، باسناده عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، رفعه باسناده قال : لما بلغ عبد الله بن عبد المطلب زوجه عبد المطلب آمنة بنت وهب الزهري ، فلما تزوج بها حملت برسول الله .فروي عنها أنها قالت :لما حملت به لم أشعر بالحمل ، ولم يصبني ما يصيب النساء من ثقل الحمل ، ورأيت في نومي كان آتيا أتاني فقال لي :قد حملت بخير الأنام ، فلما كان وقت الولادة خف علي ذلك حتى وضعته ، وهو يتقي الأرض بيديه وركبتيه ، وسمعت قائلا يقول : وضعت خير البشر فعوذيه بالواحد الصمد ، من شر كل باغ وحاسد .فولد رسول الله عام الفيل لاثنتي عشرة مضت من شهر ربيع الأول يوم الاثنين .فقالت آمنة :لما سقط إلى الأرض اتقى الأرض بيديه وركبتيه ، ورفع يده إلى السماء ، وخرج مني نور أضاء ما بين السماء إلى الأرض ، ورميت الشياطين بالنجوم وحجبوا عن السماء ، ورأت قريش الشهب والنجوم تسير في السماء ، ففزعوا لذلك وقالوا : هذا قيام الساعة ، واجتمعوا إلى الوليد بن المغيرة فأخبروه بذلك ، وكان شيخا كبيرا مجربا ، فقال : أنظروا إلى هذه النجوم الذي يهتدي بها في البر والبحر ، فإن كانت قد زالت فهو قيام الساعة ، وإن كانت ثابتة فهو لأمر قد حدث .وأبصرت الشياطين ذلك ، فاجتمعوا إلى إبليس فأخبروه بأنهم قد منعوا من السماء ورموا بالشهب ، فقال :اطلبوا ، فإن أمرا قد حدث ، فجالوا في الدنيا ورجعوا وقالوا :لم نر شيئا .فقال :أنا لهذا ، فخرق ما بين المشرق والمغرب ، فلما انتهى إلى الحرم وجد الحرم محفوفا بالملائكة ، فلما أراد أن يدخل صاح به جبرئيل فقال له :إخسأ يا ملعون ، فجاء من قبل حراء فصار مثل الصر قال :يا جبرئيل ما هذا ؟ قال : هذا نبي قد ولد وهو خير الأنبياء ، فقال :هل لي فيه نصيب ؟ قال :لا ، قال : ففي أمته ؟ قال : بلى ، قال : قد رضيت .
قال :وكان بمكة يهودي ، يقال له :يوسف ، فلما رأى النجوم يقذف بها وتتحرك ، قال :هذا نبي قد ولد في هذه الليلة ، وهو الذي نجده في كتبنا أنه إذا ولد ، وهو آخر الأنبياء ، رجمت الشياطين ، وحجبوا عن السماء فلما أصبح جاء إلى نادي قريش فقال :يا معشر قريش هل ولد فيكم الليلة مولود ؟ قالوا :لا ، قال :أخطأتم والتوراة :ولد إذا بفلسطين وهو آخر الأنبياء وأفضلهم ، فتفرق القوم ، فلما رجعوا إلى منازلهم أخبر كل واحد منهم أهله بما قال اليهودي ، فقالوا :لقد ولد لعبد الله بن عبد المطلب ابن في هذه الليلة : فأخبروا بذلك يوسف اليهودي .فقال لهم :قبل أن أسألكم أو بعده ؟ فقالوا :قبل ذلك ، قال :فأعرضوه علي فمشوا إلى باب بيت آمنة ، فقالوا :أخرجي ابنك ينظر إليه هذا اليهودي ، فأخرجته في قماطه ، فنظر في عينيه وكشف عن كتفيه ، فرأى شامة سوداء بين كتفيه ، وعليها شعرات ، فلما نظر إليه وقع على الأرض مغشيا عليه ، فتعجب منه قريش وضحكوا عليه ، فقال :أتضحكون يا معشر قريش هذا نبي السيف ليبترنكم وقد ذهبت النبوة من بني إسرائيل إلى آخر الأبد ، وتفرق الناس ويتحدثون بخبر اليهودي . ونشأ رسول الله في اليوم كما ينشأ غيره في الجمعة ، وينشأ في الجمعة كما ينشأ غيره في الشهر .


- محمد بن يعقوب ، بإسناده عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : لما ولد النبي جاء رجل من أهل الكتاب إلى ملا من قريش ، فيهم هشام بن المغيرة ، والوليد بن المغيرة ، والعاص بن هشام ، وأبو وحرة بن أبي عمرو بن أمية وعتبة بن ربيعة فقال : أولد فيكم مولود الليلة ؟ قالوا : لا ، قال : فولد إذن بفلسطين غلام اسمه أحمد ، به شامة كلون الخز الأدكن ويكون هلاك أهل الكتاب واليهود على يديه ، قد أخطأتم والله يا معشر قريش .
فتفرقوا وسألوا ، فأخبروا أنه قد ولد لعبد الله بن عبد المطلب غلام ، فطلبوا الرجل فلقوه ، فقالوا : إنه قد ولد فينا والله غلام ، قال : قبل أن أقول لكم أو بعد ما قلت لكم ؟ قالوا : قبل أن تقول لنا ، قال : فانطلقوا بنا إليه حتى ننظر إليه ، فانطلقوا حتى أتوا أمه ، فقالوا : أخرجي ابنك حتى ننظر إليه ، فقالت : إن ابني والله لقد سقط وما سقط كما يسقط الصبيان ، لقد اتقى الأرض بيديه ورفع رأسه إلى السماء فنظر إليها ، ثم خرج منه نور حتى نظرت إلى قصور بصرى. فسمعت هاتفا في الجو يقول : لقد ولدتي سيد الأمة فإذا وضعتيه فقولي : أعيذه بالواحد من شر كل حاسد وسميه محمدا . قال الرجل : فأخرجيه لنا ، فأخرجته فنظر إليه ، ثم قلبه ونظر إلى الشامة بين كتفيه ، فخر مغشيا عليه ، فأخذوا الغلام فأدخلوه إلى أمه ، وقالوا : بارك الله لك فيه ، فلما خرجوا أفاق ، فقالوا له : مالك ويلك ؟ قال : ذهبت نبوة بني إسرائيل إلى يوم القيامة ، هذا والله يبيرهم ، ففرحت قريش بذلك ، فلما رآهم قد فرحوا قال :أفرحتم ؟ ! أما والله ليسطون بكم سطوة يتحدث بها أهل المشرق والمغرب ، وكان أبو سفيان يقول :يسطو بمصره .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ]   موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Icon_minitime1الجمعة 28 مارس - 16:23:34

معرفة أهل الكتاب للنبي (صلى الله عليه وآله)بالنعت له في كتبهم وما ظهر لهم من دلائل النبوة

- محمد بن علي بن بابويه ، باسناده عن ابن عباس ، عن أبيه العباس بن عبد المطلب ، عن أبي طالب ، قال :خرجت إلى الشام تاجرا سنة ثمان من مولد النبي ، وكان في أشد ما يكون من الحر ، فلما أجمعت على السير ، قال لي رجال من قومي : ما تريد أن تفعل بمحمد وعلى من تخلفه ؟ فقلت : لا أريد أن أخلفه على أحد من الناس ، أريد أن يكون معي ، فقيل لي : غلام صغير في حر مثل هذا تخرجه معك ؟ فقلت : والله لا يفارقني حيث ما توجهت أبدا فإني لاوطئ له الرحل ، فذهبت فحشوت له حشية كساء وكتانا .وكنا ركبانا كثيرا ، فكان والله البعير الذي عليه محمد أمامي لا يفارقني فكان يسبق الركب كلهم ، فكان إذا اشتد الحر جاءت سحابة بيضاء مثل قطعة ثلج فتسلم عليه ، فتقف على رأسه ولا تفارقه ، وكانت ربما أمطرت علينا السحابة بأنواع الفواكه وهي تسير معنا ، وضاق الماء بنا في طريقنا حتى كنا لا نصيب قربة إلا بدينارين ، وكنا حيث ما نزلنا تمتلئ الحياض ، ويكثر الماء ، وتخضر الأرض .فكنا في كل خصب وطيب من الخير ، وكان معنا قوم قد وقفت جمالهم فمشى إليها رسول الله فمسح يده عليها فسارت ، فلما قربنا من بصرى الشام ، إذا نحن بصومعة قد أقبلت تمشي كما تمشي الدابة السريعة حتى قربت منا ووقفت ، وإذا فيها راهب ، وكانت السحابة لا تفارق رسول الله ساعة واحدة ، وكان الراهب لا يكلم الناس ولا يدري ما الركب وما فيه من التجارة .
فلما نظر إلى النبي عرفه ، فسمعته يقول له : إن كان أحد فأنت أنت ، قال : فنزلنا تحت شجرة عظيمة قريبة من الراهب ، قليلة الأغصان ليس لها حمل ، وكانت الركبان تنزل تحتها ، فلما نزلها رسول الله اهتزت الشجرة وألقت أغصانها على رسول الله وحملت من ثلاثة أنواع من الفاكهة :فاكهتان للصيف ، وفاكهة للشتاء ، فتعجب جميع من معنا من ذلك ، فلما رأى بحيرا الراهب ذلك ذهب ، فاتخذ لرسول الله طعاما بقدر ما يكفيه .ثم جاء وقال : من يتولى أمر هذا الغلام ؟ فقلت : أنا ، فقال : أي شئ تكون منه ؟ فقلت : أنا عمه ، فقال : يا هذا إن له أعماما ، أي الأعمام أنت ؟ فقلت أنا أخو أبيه من أم واحدة ، فقال : إنه هو ، وإلا فلست بحيراء .
ثم قال لي : يا هذا أتأذن لي أن أقرب هذا الطعام منه ليأكله ؟ فقلت : قربه إليه ، والتفت إلى النبي صلى الله عليه وآله فقلت : يا بني رجل أحب أن يكرمك فكل ، فقال : هو لي دون أصحابي ؟ فقال بحيرا : نعم هو لك خاصة ، فقال النبي : فإني لا آكل دون هؤلاء ، فقال بحيرا : إنه لم يكن عندي أكثر من هذا ، فقال : أفتأذن يا بحيرا أن يأكلوا معي ؟ فقال : بلى فقال : كلوا بسم الله ، فأكل وأكلنا معه ، فوالله لقد كنا مائة وسبعين رجلا وأكل كل واحد منا حتى شبع وتجشئ ، قال : وبحيرا قائم على رأس رسول الله يذب عنه ويتعجب من كثرة الرجال وقلة الطعام ، وفي كل ساعة يقبل رأسه ويافوخه ، ويقول : هو هو ورب المسيح ، والناس لا يفقهون ، فقال له رجل من الركبان : إن لك لشأنا وقد كنا نمر بك قبل اليوم فلا تفعل بنا هذا البر ؟ فقال بحيرا : والله إن لي لشأنا وشأنا وإني لأرى ما لا ترون ، وأعلم ما لا تعلمون ، وإن تحت هذه الشجرة لغلاما لو أنتم تعلمون منه ما أعلم لحملتموه على أعناقكم حتى تردوه إلى وطنه والله ما أكرمتكم إلا له .ولقد رأيت له وقد أقبل نورا أمامه ما بين السماء والأرض ، ولقد رأيت رجالا في أيديهم مراوح الياقوت والزبرجد يروحونه ، وآخرون ينثرون عليه أنواع الفواكه ، ثم هذه السحابة لا تفارقه ، ثم صومعتي مشت إليه كما تمشي الدابة على رجلها .ثم هذه الشجرة لم تزل يابسة قليلة الأغصان ولقد كثرت أغصانها واهتزت وحملت ثلاثة أنواع من الفواكه : فاكهتان للصيف ، وفاكهة للشتاء .
ثم هذه الحياض قد غارت وذهب ماؤها أيام تمرج بني إسرائيل بعد الحواريين حين وردوا عليهم ، فوجدنا في كتاب شمعون الصفا :أنه دعا عليهم فغارت وذهب ماؤها . ثم قال : متى ما رأيتم قد ظهر في هذه الحياض الماء فاعلموا أنه لأجل نبي يخرج في أرض تهامة مهاجرا إلى المدينة ، اسمه في قومه محمد الأمين وفي السماء أحمد ، وهو من عترة إسماعيل بن إبراهيم لصلبه ، فوالله إنه لهو .
ثم قال بحيرا : يا غلام أسألك عن ثلاث خصال بحق اللات والعزى إلا أخبرتنيها فغضب رسول الله عند ذكر اللات والعزى ، وقال :لا تسألني بهما فوالله ما أبغضت شيئا كبغضهما ، وإنما هما صنمان من حجارة لقومي .فقال بحيراء : هذه والله واحدة ، ثم قال : فبالله إلا ما أخبرتني ، فقال : سل عما بدا لك ، فإنك قد سألتني بإلهي وإلهك الذي ليس كمثله شئ .فقال : أسألك عن نومك وهيأتك وأمورك ويقظتك ، فأخبره عن نومه وهيأته وأموره ويقظته وجميع شأنه ، فوافق ذلك ما عند بحيرا من صفته التي عنده ، فانكب عليه بحيرا فقبل رجليه وقال : يا بني ما أطيبك وأطيب ريحك ؟ ! يا أكثر النبيين أتباعا ، يا من بهاء نور الدنيا من نوره ، يا من بذكره تعمر المساجد ، كأني بك قد قدت الأجناد والخيل الجياد ، وقد تبعك العرب والعجم طوعا وكرها ، وكأني باللات والعزى وقد كسرتهما ، وقد صار البيت العتيق لا يملكه أحد غيرك ، تضع مفاتيحه حيث تريد ، كم من بطل من قريش والعرب تصرعه ! معك مفاتيح الجنان والنيران ، معك الذبح الأكبر وهلاك الأصنام ، أنت الذي لا تقوم الساعة حتى تدخل الملوك كلها في دينك صاغرة قمئة ، فلم يزل يقبل يديه مرة ورجليه مرة ويقول :لان أدركت زمانك لأضربن بين يديك بالسيف ضرب الزند بالزند ، أنت سيد ولد آدم ، وسيد المرسلين ، وإمام المتقين ، وخاتم النبيين ، والله لقد ضحكت الأرض يوم ولدت ، فهي ضاحكة إلى يوم القيامة فرحا بك ، والله لقد بكت البيع والأصنام والشياطين ، فهي باكية إلى يوم القيامة ، أنت دعوة إبراهيم وبشرى عيسى ، أنت المقدس المطهر من أنجاس الجاهلية .
ثم التفت إلى أبي طالب فقال : ما يكون هذا الغلام منك فإني أراك لا تفارقه ؟ فقال أبو طالب : هو ابني ، فقال : ما هو بابنك ، وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون والده الذي ولده حيا ولا أمه ، فقال : إنه ابن أخي ، وقد مات أبوه وأمه حاملة به ، وماتت أمه وهو ابن ست سنين فقال : صدقت هكذا هو ، ولكن أرى لك أن ترده إلى بلده عن هذا الوجه ، فإنه ما بقي على ظهر الأرض يهودي ولا نصراني ولا صاحب كتاب إلا وقد علم بولادة هذا الغلام ولئن رأوه وعرفوا منه ما قد عرفت أنا منه ليبغنه شرا وأكثر ذلك هؤلاء اليهود .
فقال أبو طالب : ولم ذلك ؟ قال : لأنه كاين لابن أخيك هذا النبوة والرسالة ، ويأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى وعيسى ، فقال أبو طالب : كلا إن شاء الله لم يكن الله ليضيعه . ثم خرجنا به إلى الشام ، فلما قربنا من الشام رأيت والله قصور الشامات كلها قد اهتزت ، وعلا منها نور أعظم من نور الشمس ، فلما توسطنا الشام ، ما قدرنا أن نجوز سوق الشام من كثرة ما ازدحم الناس وينظرون إلى وجه رسول الله ، وذهب الخبر في جميع الشامات ، حتى ما بقي فيها حبر ولا راهب إلا اجتمع عليه .
فجاء حبر عظيم ، كان اسمه نسطور ، فجلس حذاه ينظر إليه ولا يكلمه بشئ حتى فعل ذلك ثلاثة أيام متوالية ، فلما كانت الليلة الثالثة لم يصبر حتى قام إليه فدار خلفه كأنه يلتمس منه شيئا ، فقلت له : يا راهب كأنك تريد منه شيئا ؟ فقال أجل إني أريد منه شيئا ، ما اسمه ؟ قلت : محمد بن عبد الله ، فتغير والله لونه ، ثم قال : فترى أن تأمره أن يكشف لي عن ظهره لأنظر إليه ؟ فكشف عن ظهره ، فلما رأى الخاتم انكب عليه يقبله ويبكي .
ثم قال : يا هذا أسرع برد هذا الغلام إلى موضعه الذي ولد فيه ، فإنك لو تدري كم عدو له في أرضنا لم تكن بالذي تقدمه معك ، فلم يزل يتعاهده في كل يوم ويحمل إليه الطعام ، فلما خرجنا منها أتاه بقميص من عنده ، فقال له : ترى أن تلبس هذا القميص لتذكرني به ؟ فلم يقبله ورأيته كارها لذلك ، فأخذت أنا القميص مخافة أن يغتم وقلت : أنا ألبسه ، وعجلت به حتى رددته إلى مكة ، فوالله ما بقي بمكة يومئذ امرأة ، ولا كهل ولا شاب ، ولا صغير ، ولا كبير إلا استقبلوه شوقا إليه ما خلا أبا جهل لعنه الله فإنه كان فاتكا ماجنا قد ثمل من السكر .

- محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري في " قرب الإسناد " عن أبيه ، عن الحسن بن ظريف عن معمر عن الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر قال : كنت عند أبي عبد الله ذات يوم وأنا طفل خماسي ، إذ دخل عليه نفر من اليهود ، فقالوا : أنت ابن محمد نبي هذه الأمة ، والحجة على أهل الأرض ؟ قال لهم : نعم . قال : إنا نجد في التوراة أن الله تبارك وتعالى آتى إبراهيم وولده الكتاب والحكمة والنبوة ، وجعل لهم الملك والإمامة ، وهكذا وجدنا ورثة الأنبياء لا تتعداهم النبوة والخلافة ، فما بالكم قد تعداكم ذلك وثبت في غيركم ، ونلقاكم مستضعفين لا ترقب فيكم ذمة نبيكم ؟ فدمعت عينا أبي عبد الله ثم قال : نعم لم تزل أنبياء الله مضطهدة مقهورة مقتولة بغير حق ، والظلمة غالبة ، وقليل من عبادي الشكور . قالوا : فإن الأنبياء وأولادهم علموا من غير تعليم ، وأوتوا العلم تلقينا ، وكذلك ينبغي لأئمتهم وخلفائهم وأوصيائهم ، فهل أوتيتم ذلك ؟ فقال أبو عبد الله : ادنه يا موسى فدنوت فمسح يده على صدري ثم قال : اللهم أيده بنصرك بحق محمد وآله . ثم قال : سلوه عما بدا لكم ، قالوا : كيف نسأل طفلا لا يفقه ، قلت : سلوني تفقها ودعوا العنت ، قالوا : أخبرنا عن الآيات التسع التي أوتيها موسى بن عمران ، قلت : العصا ، وإخراجه يده من جيبه بيضاء ، والجراد ، والقمل ، والضفادع ، والدم ، ورفع الطور ، والمن والسلوى آية واحدة ، وفلق البحر .
قالوا : صدقت فما أعطي نبيكم من الآيات التي نفت الشك عمن أرسل إليه : قلت : آيات كثيرة أعدها إنشاء الله فاسمعوا وعوا وافقهوا .
وذكر آيات كثيرة في الحديث مذكورة ، إلى أن قال موسى بن جعفر في الآيات : ومن ذلك أنه توجه إلى الشام قبل مبعثه مع نفر من قريش ، فلما كان بحيال بحيرا الراهب نزلوا بفناء ديره ، وكان عالما بالكتب ، وقد كان قرأ في التوراة مرور النبي صلى الله عليه وآله به ، وعرف أوان ذلك ، فأمر فدعى إلى طعامه ، فأقبل يطلب الصفة في القوم فلم يجدها ، فقال : هل بقي في رجالكم أحد ؟ فقالوا : غلام يتيم ، فقام بحيرا فاطلع ، فإذا هو برسول الله نائم ، وقد أظلته سحابة ، فقال للقوم : ادعوا هذا اليتيم ، ففعلوا وبحيرا مشرف عليه ، وهو يسير والسحابة قد أظلته ، فأخبر القوم بشأنه وأنه سيبعث فيهم رسولا وما يكون من حاله وأمره ، فكان القوم بعد ذلك يهابونه ويبجلونه فلما قدموا أخبروا قريشا بذلك ، وكان معهم عبد خديجة بنت خويلد ، فرغبت في تزويجه وهي سيدة نساء قريش ، وقد خطبها كل صنديد ورئيس قد أبتهم ، فزوجته نفسها للذي بلغها من خبر بحيراء .

- الطبرسي في " الاحتجاج " في حديث طويل عن الإمام موسى بن جعفر ، عن أبيه عن آبائه ، عن الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب قال له اليهودي : إن موسى قد ظلل بالغمام ، قال له علي : لقد كان كذلك ، وقد فعل لموسى في التيه ، وأعطي محمد أفضل من هذا ، إن الغمامة تظله من يوم ولد إلى يوم قبض في حضره وأسفاره فهذا أفضل مما أعطي موسى عليه السلام .

- محمد بن علي بن بابويه ، باسناده ، عن يعلي النسابة ، قال : خرج خالد بن أسيد بن أبي العيص وطليق بن سفيان بن أمية ، تجارا إلى الشام سنة خرج رسول الله فيها ، فكانا معه وكانا يحكيان : أنهما رأيا في مسيره وركوبه مما يصنع الوحش والطير ، فلما توسطنا سوق بصرى ، إذا نحن بقوم من الرهبان قد جاؤوا متغيري الألوان ، كأن على وجوههم الزعفران ، ترى منهم الرعدة ، فقالوا : نحب أن تأتوا كبيرنا فإنه ههنا قريب في الكنيسة العظمى ، فقلنا : مالنا ولكم ؟ فقالوا : ليس يضركم من هذا شئ ، ولعلنا نكرمكم ، وظنوا أن واحدا منا محمد ، فذهبنا معهم حتى دخلنا معهم الكنيسة العظيمة البنيان ، فإذا كبيرهم قد توسطهم وحوله تلامذته ، وقد نشر كتابا في يديه ، فأخذ ينظر إلينا مرة وفي الكتاب مرة ، فقال لأصحابه : ما صنعتم شيئا ، لم تأتوني بالذي أريد ، وهو الآن هيهنا . ثم قال لنا : من أنتم ؟ فقلنا : رهط من قريش ، فقال : من أي قريش ؟ فقلنا : من بني عبد شمس ، فقال لنا : معكم غيركم ؟ فقلنا : بلى معنا شاب من بني هاشم نسميه يتيم بني عبد المطلب ، فوالله لقد نخر نخرة كاد أن يغشى عليه ، ثم وثب فقال : أوه أوه هلكت النصرانية والمسيح ، ثم قام واتكىء على صليب من صلبانه وهو مفكر ، وحوله ثمانون رجلا من البطارقة والتلامذة ، فقال لنا : فيخف عليكم أن ترونيه ؟ فقلنا له : نعم ، فجاء معنا فإذا نحن بمحمد قائم في سوق بصرى ، والله لكأنا لم نر وجهه إلا يومئذ ، كأن هلالا يتلألأ من وجهه ، قد ربح الكثير واشترى الكثير ، فأردنا أن نقول للقسيس هو هذا فإذا هو سبقنا فقال : هو هو ، قد عرفته والمسيح ، فدنا منه وقبل رأسه ، وقال له : أنت المقدس .
ثم أخذ يسأله عن أشياء من علاماته ، فأخذ النبي يخبره ، فسمعناه يقول : لان أدركت زمانك لأعطين السيف حقه ، ثم قال لنا : أتعلمون ما معه ؟ معه الحياة والموت ، من تعلق به حي طويلا ، ومن زاغ عنه مات موتا لا يحيى بعده أبدا . هو الذي معه الذبح الأعظم به ثم قبل وجهه ورجع راجعا .

- وعنه باسناده ، عن بكر بن عبد الله الأشجعي ، عن آبائه ، قالوا : خرج سنة خرج رسول الله إلى الشام ، عبد مناة بن كنانة ، ونوفل بن معاوية بن عروة بن صخر بن نفاثة بن عدي تجارا إلى الشام ، فلقيهما أبو المويهب الراهب ، فقال لهما : من أنتما ؟ قالا : نحن تجار من أهل الحرم من قريش ، فقال لهما : من أي قريش ؟ فأخبراه ، فقال لهما : هل قدم معكما من قريش غيركما ؟ قالا : نعم شاب من بني هاشم اسمه محمد ، فقال أبو المويهب : إياه والله أردت ، فقالا : والله ما في قريش أخمل ذكرا منه ، إنما يسمونه يتيم قريش ، وهو أجير لامرأة منا يقال لها خديجة فما حاجتك إليه ؟ فأخذ يحرك رأسه ويقول : هو هو فقال لهما - : تدلاني عليه ؟ فقالا : تركناه في سوق بصرى بينما هو في الكلام ! إذ طلع عليهم رسول الله فقال : هو هو ، فخلي به ساعة يناجيه ويكلمه ، ثم أخذ يقبل بين عينيه ، وأخرج شيئا من كمه لا ندري ما هو ؟ ورسول الله يأبى أن يقبله ، فلما فارقه ، قال لنا : تسمعان مني ؟ هذا والله نبي آخر الزمان ، والله سيخرج إلى قريب فيدعو الناس إلى شهادة أن لا إله إلا الله ، فإذا رأيتم ذلك فاتبعوه . ثم قال : وهل ولد لعمه أبي طالب ولد يقال له علي فقلنا : لا ، قال : إما أن يكون قد ولد ، أو سيولد في سنته ، هو أول من يؤمن به ، نعرفه ، وإنا لنجد صفته عندنا بالوصية ، كما نجد صفة محمد : بالنبوة ، وإنه سيد العرب وربانيها وذو قرنيها ، يعطي السيف حقا ، اسمه في الملاء الاعلى علي ، وهو أعلى الخلايق يوم القيمة بعد الأنبياء ذكرا ، وتسميه الملائكة البطل الأزهر المفلج ، لا يتوجه إلى وجه إلا أفلج وظفر ، والله هو أعرف بين أصحابه في السماوات من الشمس الطالعة .

- وعنه باسناده ، عن محمد بن أبي عمير ، وأحمد بن أبي نصر جميعا ، عن أبان بن عثمان الأحمر ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : لما دعا رسول الله بكعب بن أسد ليضرب عنقه فأخرج ، وذلك في غزوة بني قريظة ، نظر إليه رسول الله فقال له : يا كعب أما نفعك وصية بن الحواش ، الحبر الذي أقبل من الشام ، فقال : تركت الخمر والخمير وجئت إلى البؤس والتمور ، لنبي يبعث ، هذا أوان خروجه ، يكون مخرجه بمكة ، وهذه دار هجرته ، وهو الضحوك القتال ، يجتزي بالكسرة والتميرات ، ويركب الحمار العاري ، في عينيه حمرة ، وبين كتفيه خاتم النبوة ، يضع السيف على عاتقه ، لا يبالي بمن لاقى ، يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر ؟ قال كعب : قد كان ذلك يا محمد ، لولا أن اليهود تعيرني أني خشيت عند القتل لآمنت بك وصدقتك ، ولكني على دين اليهودية ، عليه أحيا وعليه أموت ، فقال رسول الله : قدموه واضربوا عنقه ، فقدم وضربت عنقه .

قلت : قد ذكرت قصة كعب بن أسد بزيادة عند ذكر قصة الخندق وقصة بني قريظة في كتاب معاجز النبي صلى الله عليه وآله .

- وعنه باسناده ، عن محمد بن إسحاق بن يسار المدني ، قال : كان زيد بن عمرو بن نفيل أجمع على الخروج من مكة ، يضرب في الأرض ويطلب الحنفية دين إبراهيم ، وكانت امرأته صفية بنت الحضرمي كلما أبصرته قد نهض إلى الخروج وأراده آذنت به الخطاب بن نفيل .
فخرج زيد إلى الشام يلتمس ويطلب في أهل الكتاب الأول دين إبراهيم ويسأل عنه ، فلم يزل في ذلك فيما يزعمون حتى أتى الموصل والجزيرة كلها ، ثم أقبل حتى أتى الشام فجال فيها حتى أتى راهبا من أهل البلقاء فتبعه ، كان ينتهي إليه علم النصرانية فيما يزعمون ، فسأله عن الحنفية دين إبراهيم ، فقال له الراهب : إنك تسأل عن دين ما أنت بواجد له الآن ، من يحملك عليه اليوم ، لقد درس علمه ، وذهب من كان يعرفه ولكنه قد أظلك خروج نبي يبعث بأرضك التي خرجت منها بدين إبراهيم الحنيفية ، فعليك ببلادك فإنه مبعوث الآن ، هذا زمانه ، ولقد كان شام اليهودية والنصرانية فلم يرض شيئا منهما ، فخرج سريعا حين قال له الراهب ما قال يريد مكة ، حتى إذا كان بأرض لخم عدوا عليه فقتلوه . فقال ورقة بن نوفل ، وقد كان اتبع مثل أثر زيد ، ولم يفعل في ذلك مثل ما فعل ، فبكاه ورقة وقال فيه شعرا :
رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما * تجنبت تنورا من النار حاميا
بدينك ربا ليس ربا كمثله * وتركك أوثان الطواغي كماهيا
وقد تدرك الانسان رحمة ربه * وإن كان تحت الأرض ستين واديا .

- وروي أن عمر بن الخطاب ، وسعيد بن زيد قالا : يا رسول الله أنستغفر لزيد ؟ قال : نعم ، فاستغفروا له ، فإنه يبعث أمة واحدة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ]   موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Icon_minitime1الجمعة 28 مارس - 16:25:32

في صفات النبي صلى الله عليه وآله

- الشيخ في " أماليه " قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن فتني قراءة ، قال : حدثنا محمد بن عيسى العبيدي ، قال : حدثنا مولى علي بن موسى عن جده ، عن علي أنهم قالوا : يا علي صف لنا نبينا كأننا نراه فإنا مشتاقون إليه .
قال : كان نبي الله أبيض اللون ، مشربا حمرة ، أدعج العين ، سبط الشعر كث اللحية ، ذا وفرة ، دقيق المسربة ، كأن عنقه إبريق فضة ، يجري في تراقيه الذهب ، له شعر من لبته إلى سرته ، كقضيب خيط إلى السرة ، وليس في بطنه ولا صدره شعر غيره . شثن الكفين والقدمين ، شثن الكعبين ، إذا مشى كأنما يتقلع من الصخر ، إذا أقبل كأنما ينحدر من صبب ، إذا التفت التفت جميعا بأجمعه كله ، ليس بالقصير المتردد ، ولا بالطويل الممغط ، وكان في الوجه تدوير ، إذا كان في الناس غمرهم ، كأنما عرقه في وجهه اللؤلؤ ، عرقه أطيب من ريح المسك ، ليس بالعاجز ولا باللئيم .
أكرم الناس عشرة ، وألينهم عريكة ، وأجودهم كفا ، من خالطه بمعرفة أحبه ، من رآه بديهة هابه ، عزه بين عينيه ، يقول باغته : لم أر قبله ولا بعده مثله ، .


- محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد ، عن علي بن سيف ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر قال : قلت لأبي جعفر : صف لي نبي الله ، قال : كان نبي الله أبيض مشرب حمرة ، أدعج العينين ، مقرون الحاجبين ، شثن الأطراف ، كأن الذهب أفرغ على براثنه ، عظيم مشاشة المنكبين ، إذا التفت يلتفت جميعا من شدة استرساله ، سربته سائلة من لبته إلى سرته كأنها وسط الفضة المصفاة ، وكأن عنقه إلى كاهله إبريق فضة ، يكاد أنفه إذا شرب أن يرد الماء ، وإذا مشى تكفأ كأنه ينزل في صبب ، لم ير مثل نبي الله قبله ولا بعده .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ]   موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Icon_minitime1الجمعة 28 مارس - 16:27:18

صفته (صلى الله عليه وآله) في الإنجيل

- ابن بابويه في " أماليه " : حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه الله ، قال : حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي قال : حدثنا هشام بن جعفر ، عن حماد ، عن عبد الله بن سليمان ، وكان قارئا للكتب ، قال : قرأت في الإنجيل : يا عيسى جد أمري ، ولا تهزل ، واسمع وأطع ، يا ابن الطاهرة الطهر البكر البتول ، أنت من غير فحل أنا خلقتك رحمة للعالمين ، فإياي فاعبد ، وعلي فتوكل ، خذ الكتاب بقوة ، فسر لأهل السوريا بالسريانية ، بلغ من بين يديك أني أنا الله الدائم الذي لا أزول ، صدقوا النبي الأمي ، صاحب الجمل ، والمدرعة ، والتاج ، وهي العمامة ، والنعلين ، والهراوة وهي القضيب . الانجل العينين ، الصلت الجبين ، الواضح الخدين ، الاقنى الانف ، مفلج الثنايا ، كأن عنقه إبريق فضة ، كأن الذهب يجري في تراقيه ، له شعرات من صدره إلى سرته ، ليس على بطنه ولا على صدره شعر .
أسمر اللون ، دقيق المسربة ، شثن الكف والقدم ، إذا التفت التفت جميعا وإذا مشى كأنما يتقلع من الصخرة ، وينحدر من صبب ، وإذا جاء مع القوم بذهم ، عرقه في وجهه كاللؤلؤ ، وريح المسك تنفخ منه ، لم ير قبله مثله ولا بعده .
طيب الريح ، نكاح النساء ، ذو النسل القليل ، إنما نسله من مباركة لها بيت في الجنة لا صخب فيه ولا نصب ، يكفلها في آخر الزمان ، كما كفل زكريا أمك .لها فرخان مستشهدان ، كلامه القرآن ، ودينه الاسلام ( وأنا السلام ) ، طوبى لمن أدرك زمانه ، ( شهد أيامه ) ، وسمع كلامه .
قال عيسى : يا رب ، وما طوبى ؟ قال : شجرة في الجنة ، أنا غرستها ، تظل الجنان ، أصلها من رضوان ، وماؤها من تسنيم ، برده برد الكافور ، وطعمه طعم الزنجبيل ، من يشرب من تلك العين شربة لا يظمأ بعدها أبدا . فقال عيسى : " اللهم اسقني منها " قال : حرام يا عيسى على البشر أن يشربوا منها حتى يشرب ذلك النبي ، وحرام على الأمم أن يشربوا منها حتى تشرب أمة ذلك النبي ، أرفعك إلي ثم أهبطك في آخر الزمان لترى من أمة ذلك النبي العجائب ، ولتعينهم على اللعين الدجال ، أهبطك في وقت الصلاة لتصلي معهم ، إنهم أمة مرحومة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ]   موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Icon_minitime1الجمعة 28 مارس - 16:29:08

في صفته (صلى الله عليه وآله) ومدخله ومخرجه ومسكنه (صلى الله عليه وآله)

- ابن بابويه في " عيون الأخبار " قال : أخبرنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن منيع قال : حدثني إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بمدينة الرسول ، قال : حدثني علي بن موسى بن جعفر بن محمد ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين قال : قال الحسن بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام) : سألت خالي هند بن أبي هالة عن حلية رسول الله(صلى الله عليه وآله) وكان وصافا للنبي(صلى الله عليه وآله)، فقال : كان رسول الله(صلى الله عليه وآله)فخما مفخما ، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر .
أطول من المربوع ، وأقصر من المشذب ، عظيم الهامة ، رجل الشعر إن تفرقت عقيقته فرق ، وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه ، إذا هو وفرة . أزهر اللون ، واسع الجبين ، أزج الحواجب ، سوابغ في غير قرن ، بينهما له عرق يدره الغضب .
أقنى العرنين ، له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم ، كث اللحية ، سهل الخدين ضليع الفم ، أشنب مفلج الأسنان ، دقيق المسربة ، كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة معتدل الخلق ، بادنا متماسكا سواء البطن والصدر ، بعيد ما بين المنكبين .
ضخم الكراديس ، أنور المتجرد ، موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط ، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك . أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر ، طويل الزندين ، رحب الراحة شثن الكفين والقدمين ، سائل الأطراف ، سبط القصب ، خمصان الأخمصين مسيح القدمين ، ينبو عنهما الماء ، إذا زال زال قلعا ، يخطو تكفؤا ويمشي هونا ، ذريع المشية ، إذا مشى كأنه ينحط في صبب ، وإذا التفت التفت جميعا ، خافض الطرف ، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء ، جل نظره الملاحظة ، يبدر من لقيه بالسلام .
قال : فقلت له : صف لي منطقه . قال : كان متواصل الأحزان ، دائم الفكر ، ليست له راحة ، ولا يتكلم في غير حاجة ، يفتتح الكلام ويختمه بالثناء ، يتكلم بجوامع الكلم فصلا لا فضول فيه ولا تقصير ، رؤوفا ليس بالجافي ولا بالمهين ، تعظم عنده النعمة وإن دقت ، لا يذم منها شيئا ، غير أنه لا يذم ذواقا ولا يمدحه ، ولا تغضبه الدنيا وما كان لها .
فإذا تعوطى الحق لم يعرفه أحد ، ولم يقم لغضبه شئ حتى ينتصر له ، إذا أشار أشار بكفه وإذا تعجب قلبها ، وإذا تحدث اتصل بها يضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى ، وإذا غضب أعرض وأشاح ، وإذا فرح غض طرفه ، جل ضحكه التبسم ، يفتر عن مثل حب الغمام .
قال الحسن (عليه السلام) فكتمتها الحسين(عليه السلام)زمانا ، ثم حدثته ، فوجدته قد سبقني إليه ، وسألني عما سألته عنه ، ووجدته قد سأل أباه عن مدخل النبي(صلى الله عليه وآله)ومخرجه ، ومجلسه ، وشكله ، فلم يدع منه شيئا .
قال الحسين(عليه السلام): سألت أبي عن مدخل رسول الله(صلى الله عليه وآله)فقال : كان دخوله لنفسه مأذونا له في ذلك ، فإذا آوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء : جزء ، لله تعالى ، وجزء لأهله ، وجزء لنفسه ، ثم جزء جزءه بينه وبين الناس ، فيرد ذلك بالخاصة على العامة ، ولا يدخر عنهم منه شيئا .
وكان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل باذنه ، وقسمه على قدر فضلهم في الدين ، فمنهم ذو الحاجة ، ومنهم ذو الحاجتين ، ومنهم ذو الحوائج ، فيتشاغل بهم ، ويشغلهم فيما أصلحهم والأمة من مسألته عنهم وإخبارهم بالذي ينبغي ، ويقول : ليبلغ الشاهد منكم الغائب ، وأبلغوني حاجة من لا يقدر على إبلاغ حاجته ، فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يقدر على إبلاغها ثبت الله قدميه يوم القيامة ، لا يذكر عنده إلا ذلك ، ولا يقيد من أحد عثرة ، يدخلون روادا ، ولا يفترقون إلا عن ذواق ، ويخرجون أذلة ، فسألته عن مخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله)كيف كان يصنع فيه ؟ فقال : كان رسول الله(صلى الله عليه وآله)يخزن لسانه إلا عما يعنيه ، ويؤلفهم ولا ينفرهم ، ويكرم كريم كل قوم ، ويوليه عليهم ، ويحذر الناس ويحترس منهم ، من غير أن يطوى عن أحد بشره ولا خلقه . ويتفقد أصحابه ، ويسأل عما في الناس ، ويحسن الحسن ويقويه ، ويقبح القبيح ويوهنه .معتدل الامر ، غير مختلف ، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يميلوا ، ولا يقصر عن الحق ولا يجوزه الذين يلونه من الناس ، خيارهم أفضلهم عنده وأعمهم نصيحة للمسلمين ، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة وموازرة .قال : فسألته عن مجلسه ، فقال : كان لا يجلس فلا يقوم إلا على ذكر ، ولا يوطن الأماكن ، وينهى عن إيطانها ، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك ، ويعطي كل جلسائه نصيبه ، ولا يحسب أحد من جلسائه أن أحدا أكرم عليه منه ، من جالسه صابره حتى يكون هو المنصرف عنه ، من سأله حاجة لم يرجع إلا بها أو بميسور من القول .قد وسع الناس منه خلقه ، وصار لهم أبا وصاروا عنده في الحق سواء .
مجلسه مجلس حلم وحياء وصدق وأمانة ، لا ترفع فيه الأصوات ، ولا تؤبن فيه الحرم " ولا تنثى فلتأته " ، ولا يسئ جلسائه ، متعادلون متواصون بالتقوى ، متواضعين يوقرون الكبير ، ويرحمون الصغير ، ويؤثرون ذا الحاجة ، ويحفظون الغريب . فقلت : كيف كان سيرته في جلسائه ؟ فقال : كان دائم البشر ، سهل الخلق ، لين الجانب ، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب ولا فحاش ولا عياب ولا مداح ، يتغافل عما لا يشتهي ، فلا يؤيس منه ولا يخيب مؤمله .
قد ترك نفسه من ثلاث : المراء ، والاكثار ، وما لا يعنيه ، وترك الناس من ثلاث : كان لا يذم أحدا ، ولا يعيره ، ولا يطلب عثراته ولا عوراته ، ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه ، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير ، وإذا سكت تكلموا ولا يتنازعون عنده الحديث ، من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ ، حديثهم عنده حديث أولهم .
يضحك مما يضحكون منه ، ويتعجب مما يتعجبون منه ، ويصبر على الغريب على الجفوة في مسألته ومنطقه حتى أن كان أصحابه ليستجلبونهم ، ويقول : إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فأرفدوه ، ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ ، ولا يقطع على أحد كلامه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام . قال : فسألته عن سكوت رسول الله(صلى الله وعليه وآله) فقال : كان سكوته على أربع : على الحلم ، والحذر ، والتقدير ، والتفكر ، فأما التقدير : ففي تسوية النظر والاستماع بين الناس ، وأما تفكره فيما يبقى ويفنى ، وجمع له الحلم في الصبر ، فكان لا يغضبه شئ ولا ينفره .
وجمع له الحذر في أربع : أخذه الحسن ليقتدى به ، وتركه القبيح لينتهى عنه ، واجتهاده الوافي في إصلاح أمته ، والقيام فيما جمع لهم خير الدنيا والآخرة ، صلوات الله عليه وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ]   موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Icon_minitime1الجمعة 28 مارس - 16:30:57

بعثة النبي صلى الله عليه وآله

- الإمام أبو محمد الحسن بن علي في تفسيره عن أبيه قال : وأما تسليم الجبال والصخور والأحجار عليه فإن رسول الله(صلى الله عليه وآله)لما ترك التجارة إلى الشام ، وتصدق بكل ما رزقه الله تعالى من تلك التجارات ، كان يغدو كل يوم إلى حراء ، يصعده وينظر من قلته إلى آثار رحمة الله ، وأنواع عجائب رحمته وبدائع حكمته ، وينظر إلى أكناف السماء ، وأقطار الأرض ، والبحار ، والمفاوز ، والفيافي ، فيعتبر بتلك الآثار ويتذكر بتلك الآيات ، ويعبد الله حق عبادته.فلما استكمل أربعين سنة نظر الله إليه وإلى قلبه فوجده أفضل القلوب ، وأجلها ، وأطوعها ، وأخشعها وأخضعها ، أذن لأبواب السماوات ففتحت ، ومحمد(صلى الله عليه وآله)ينظر إليها ، وأذن للملائكة فنزلوا ، ومحمد رسول الله(صلى الله عليه وآله)ينظر إليهم ، وأمر بالرحمة فأنزلت عليه من لدن ساق العرش إلى رأس محمد (صلى الله عليه وآله)وغمرته ، ونظر إلى جبرئيل الروح الأمين المطوق بالنور ، طاووس الملائكة فهبط إليه فأخذ بضبعه وهزه .
وقال : يا محمد إقرأ ، قال :وما أقرأ ؟ قال :يا محمد (اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم ) .
ثم أوحي إليه ما أوحى إليه ربه عز وجل ، ثم صعد إلى العلو ، ونزل محمد(صلى الله عليه وآله)من الجبل ، وقد غشيه من تعظيم جلال الله ، وورد عليه من كبير شأنه ما ركبه الحمى والنافض وقد اشتد عليه ما يخافه من تكذيب قريش في خبره ، ونسبتهم إياه إلى الجنون وأنه يعتريه شيطان .
وكان من أول أمره أعقل خليقة الله ، وأكرم براياه ، وأبغض الأشياء إليه الشيطان وأفعال المجانين وأقوالهم ، فأراد الله عز وجل أن يشرح صدره ، ويشجع قلبه ، فأنطق الله الجبال والصخور والمدر ، وكلما وصل إلى شئ منها ناداه :السلام عليك يا محمد ، السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا رسول الله ، أبشر فإن الله عز وجل قد فضلك وجملك وزينك وأكرمك فوق الخلائق أجمعين من الأولين والآخرين ، لا يحزنك أن تقول قريش ، إنك مجنون وعن الدين مفتون ، فإن الفاضل من فضله رب العالمين ، والكريم من كرمه خالق الخلق أجمعين ، فلا يضيق صدرك من تكذيب قريش وعتاة العرب لك ، فسوف يبلغك ربك أقصى منتهى الكرامات ، ويرفعك ربك إلى أرفع الدرجات ، وسوف ينعم الله ويفرح أولياءك بوصيك علي بن أبي طالب(عليه السلام)وسوف يبث علومك في العباد والبلاد بمفتاحك وباب مدينة حكمتك علي بن أبي طالب(عليه السلام)وسوف يقر عينك ببنتك فاطمة(عليها السلام)وسوف يخرج منها ومن علي الحسن والحسين(عليهم السلام)سيدي شباب أهل الجنة ، وسوف ينشر في البلاد دينك ، وسوف يعظم أجور المحبين لك ولأخيك ، وسوف يضع في يدك لواء الحمد فتضعه في يد أخيك علي ، فيكون تحته كل نبي وصديق ، وشهيد ، يكون قائدهم أجمعين إلى جنات النعيم ، فقلت في سري يا رب :من علي بن أبي طالب الذي وعدتني به ؟ وذلك بعد ما ولد علي بن أبي طالب وهو طفل ، أو هو ولد عمي ؟ فقال بعد ذلك لما تحرك علي قليلا وهو معه : أهو هذا ؟ ففي كل مرة من ذلك أنزل عليه ميزان الجلال فجعل محمد(صلى الله عليه وآله)في كفة منه ، ومثل له علي وساير الخلايق من أمته إلى يوم القيامة فوزن بهم فرجح .
ثم أخرج محمد(صلى الله عليه وآله)من الكفة ، وترك علي في كفة محمد(صلى الله عليه وآله)التي كان فيها فوزن بسائر أمته فرجح بهم ، فعرفه رسول الله(صلى الله عليه وآله)بعينه وصفته ونودي في سره :يا محمد هذا علي بن أبي طالب صفيي الذي أؤيد به هذا الدين يرجح على جميع أمتك بعدك ، فذلك حين شرح الله صدري بأداء الرسالة ، وخفف علي مكافحة الأمة وسهل علي مبارزة العتاة الجبارة من قريش .

- وعن ابن عباس قال :إن أول ما ابتدأ به رسول الله(صلى الله عليه وآله)من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم ، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت كفلق الصبح .
ولما تزوج بخديجة(عليها السلام)وكمل له من العمر أربعون سنة ، قال :فخرج ذات يوم إلى جبل حراء ، فهتف به جبرئيل ولم يبدو له ، فغشي عليه ، فحملوه مشركو قريش إليها ، وقالوا :يا خديجة تزوجت بمجنون ، فوثبت خديجة من السرير ، وضمته إلى صدرها ، ووضعت رأسه في حجرها ، وقبلت عينيه ، وقالت :تزوجت نبيا مرسلا ، فلما أفاق قالت :بأبي أنت وأمي يا رسول الله(صلى الله عليه وآله)ما الذي أصابك ؟ قال :ما أصابني غير الخير ولكني سمعت صوتا أفزعني ، وأظنه جبرئيل فاستبشرت .
ثم قالت : إذا كان غداة غد فارجع إلى الموضع الذي رأيت فيه بالأمس ، قال :نعم فخرج وإذا هو بجبرئيل في أحسن صورة وأطيب رائحة ، فقال :يا محمد ربك يقرئك السلام ، ويخصك بالتحية والاكرام ، ويقول لك :أنت رسولي إلى الثقلين ، فادعهم إلى عبادتي ، وأن يقولوا : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، وعلي ولي الله ، فضرب بجناحه الأرض فنبع عين ماء ، فشرب منها وتوضأ ، وعلمه ( اقرأ باسم ربك الذي خلق )إلى آخرها ، وعرج جبرئيل إلى السماء ، وخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله)من حراء ، فما مر بحجر ولا مدر ولا شجر إلا وناداه : السلام عليك يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)فأتي خديجة وهي بانتظاره وأخبرها بذلك ، ففرحت به وبسلامته وبقائه .

- وذكر الشيخ علي بن إبراهيم بن هاشم ، وهو من أجل رواة أصحابنا في كتابه أن النبي(صلى الله عليه وآله)لما أتي له سبع وثلاثون سنة ، كان يرى في نومه كأن آتيا أتاه فيقول : يا رسول الله(صلى الله عليه وآله)فينكر ذلك ، فلما طال عليه الامر وكان بين الجبال يرعى غنما لأبي طالب ، فنظر إلى شخص يقول له : يا رسول الله ، فقال له : من أنت ؟ قال : أنا جبرئيل أرسلني الله إليك ليتخذك رسولا ، فأخبر رسول الله(صلى الله عليه وآله)خديجة بذلك ، وكانت خديجة قد انتهى إليها خبر اليهودي ، وخبر بحيرا ، وما حدثت به آمنة أمه ، فقالت : يا محمد إني لأرجو أن يكون كذلك ، وكان رسول الله(صلى الله عليه وآله)يكتم ذلك ، فنزل عليه جبرئيل ، وأنزل عليه ماءا من السماء ، فقال له :يا محمد قم توضأ للصلاة فعلمه جبرئيل الوضوء على الوجه واليدين من المرفق ، ومسح الرأس والرجلين إلى الكعبين ، وعلمه السجود والركوع .
فلما تم له أربعون سنة أمره بالصلاة ، وعلمه حدودها ، ولم ينزل عليه أوقاتها ، وكان رسول الله(صلى الله عليه وآله)يصلي ركعتين ركعتين في كل وقت ، وكان علي بن أبي طالب(عليه السلام) يألفه ، ويكون معه في مجيئه وذهابه لا يفارقه . فدخل علي إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله)وهو يصلي ، فلما نظر إليه يصلي ، قال : يا أبا القاسم ما هذا ؟ قال : هذه الصلاة التي أمرني الله بها ، فدعاه إلى الاسلام فأسلم ، وصلى معه ، وأسلمت خديجة(عليها السلام)وكان لا يصلي إلا رسول الله(صلى الله عليه وآله) وعلي وخديجة خلفه ، فلما أتى لذلك أيام :دخل أبو طالب(عليه السلام)إلى منزل رسول الله(صلى الله عليه وآله)ومعه جعفر ، فنظر إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله)وعلي بجنبه يصليان ، فقال لجعفر : يا جعفر صل جناح ابن عمك ، فوقف جعفر بن أبي طالب من الجانب الآخر ، فلما وقف على يساره بدر رسول الله(صلى الله عليه وآله)من بينهما وتقدم .
وأنشأ أبو طالب في ذلك يقول :
إن عليا وجعفرا ثقتي * عند ملم الزمان والكرب
والله لا أخذل النبي ولا * يخذله من بني ذوي حسب
لا تخذلا وانصرا ابن عمكما * أخي لامي من بينهم وأبي

- والذي ذكره ورواه الشيخ الفاضل محمد بن الحسن بن علي بن أحمد بن علي المعروف بابن الفارسي في " روضة الواعظين " قال : إعلم أن الطائفة قد اجتمعت على أن رسول الله(صلى الله عليه وآله) كان رسولا مستخفيا يصوم ويصلي على خلاف ما كانت قريش تفعله مذ كلفه الله تعالى .
فلما أتت أربعون سنة أمر الله عز وجل جبرئيل أن يهبط إليه باظهار الرسالة ، وذلك في اليوم السابع والعشرين من شهر الله الأصم ، فاجتاز بميكائيل ، فقال : أين تريد ؟ قال له : قد بعث الله عز وجل نبي الرحمة ، وأمرني أن أهبط إليه بالرسالة ، فقال له ميكائيل : فأجئ معك ؟ قال له : نعم ، فنزلا ووجدا رسول الله(صلى الله عليه وآله)نائما بالأبطح بين أمير المؤمنين وجعفر بن أبي طالب(عليهما السلام) .
فجلس جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه ، ولم ينبهه جبرئيل إعظاما له ، فقال ميكائيل لجبرئيل : إلى أيهم بعثت ؟ قال : إلى الأوسط ، فأراد ميكائيل أن ينبهه فمنعه جبرئيل .
ثم انتبه النبي فأدى إليه جبرئيل الرسالة عن الله تعالى ، فلما نهض جبرئيل ليقوم ، أخذ رسول الله(صلى الله عليه وآله)بثوبه فقال ما اسمك ؟ قال له : جبرئيل ، ثم نهض رسول الله(صلى الله عليه وآله)ليلحق بغنمه فما مر بشجرة ولا مدرة إلا سلمت عليه وهنأته .
ثم كان جبرئيل يأتيه ، فلا يدنو منه إلا بعد أن يستأذن عليه ، فأتاه يوما وهو بأعلى مكة ، فغمز بعقبه بناحية الوادي ، فانفجرت عين فتوضأ جبرئيل وتوضأ رسول الله(صلى الله عليه وآله)ثم صلى الظهر ، وهي أول صلاة فرضها الله عز وجل ، وصلى أمير المؤمنين تلك الصلاة مع رسول الله(صلى الله عليه وآله)فرجع رسول الله(صلى الله عليه وآله)من يومه فجاء إلى خديجة ، فأخبرها ، فتوضأت وصلت صلاة العصر من ذلك اليوم .
ثم أنزل الله تعالى : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) فجمع رسول الله(صلى الله عليه وآله) بني هاشم وهم نحو أربعين رجلا ، فأمر أمير المؤمنين ، فانضج لهم رجل شاة ، وخبز لهم صاعا من طعام ، وجاء بعس من لبن ، ثم أدخل إليه منهم عشرة فأكلوا حتى صدروا ، وأن منهم ليأكل الجذعة ، ويشرب الفرق ، ثم جعل يدخل إليه عشرة عشرة ، حتى أكلوا جميعا وصدروا . ثم قال لهم : إني بعثت إلى الأبيض ، والأسود ، والأحمر ، وأن الله عز وجل أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين ، وأني لا أملك لكم من الله حظا إلا أن تقولوا : لا إله إلا الله ، فقال : له أبو لهب لعنه الله : لهذا دعوتنا ؟ ثم تفرقوا عنه ، فأنزل الله تعالى : ( تبت يدا أبي لهب ).
ثم دعاهم دفعة ثانية ، فأطعمهم وسقاهم كالدفعة الأولى ، ثم قال لهم : يا بني عبد المطلب ، أطيعوني تكونوا ملوك الأرض وحكامها ، وما بعث الله نبيا إلا جعل له وصيا وأخا ووزيرا ، فأيكم يكون أخي ، ووزيري ، ووصيي ، ووارثي ، وقاضي ديني ؟ فقال أمير المؤمنين ، وهو أصغر القوم سنا : أنا يا رسول الله ، فلذلك كان وصيه . وروي أنه جمعهم ، وهم خمسة وأربعون رجلا ، منهم أبو لهب ، فظن أبو لهب أنه يريد أن ينزع عما دعاهم إليه ، فقام إليه فقال : يا محمد هؤلاء عمومتك ، وبنو عمك قد اجتمعوا فتكلم ، واعلم أن قومك ليست لهم بالعرب طاقة . فقام خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إن الرائد لا يكذب أهله ، والله الذي لا إله إلا هو ، إني رسول الله إليكم حقا خاصة ، وإلى الناس عامة ، والله لتموتن كما تنامون ، ولتبعثن كما تستيقظون ، ولتحاسبن كما تعملون ، ولتجزون بالاحسان إحسانا ، وبالسوء سوءا ، وإنها الجنة أبدا ، والنار أبدا ، إنكم أول من أنذرتم .
ثم آمن به قوم من عشيرته ، واجتمعت قريش إلى دار الندوة ، وكتبوا الصحيفة على بني هاشم ، ألا يكلموهم ، ولا يبايعوهم ، أو يسلموا إليهم رسول الله(صلى الله عليه وآله)ليقتلوه ، ثم أخرجوهم من بيوتهم حتى أنزلوا شعب أبي طالب ، ووضعوا عليهم الحرس ، فمكثوا بذلك ثلاث سنين . ثم بعث الله الأرضة على الصحيفة فأكلتها ولم يزل كذلك ، يريهم الآيات ، ويخبرهم بالمغيبات ، وأنزل الله تعالى عليه ( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه ) ومعناه لا تعجل بقراءة القرآن عليهم حتى أنزل عليك التفسير في أوقاته كما أنزل إليك التلاوة .
ثم أتاه جبرئيل عليه السلام ليلا ، وهو بالأبطح ، ومعه البراق ، وهو أصغر من البغل وأكبر من الحمار ، فركبه رسول الله(صلى الله عليه وآله)وأمسك جبرئيل بركابه ، ومضى إلى بيت المقدس ، ثم إلى السماء ، فتلقته الملائكة ، فسلمت عليه ، وتطايرت بين يديه ، حتى انتهى إلى السماء السابعة . قال عكرمة : لما اجتمعت قريش على إدخال بني هاشم وبني عبد المطلب شعب أبي طالب ، كتبوا بينهم صحيفة ، فدخل الشعب مؤمن بني هاشم وكافرهم ، ومؤمن بني عبد المطلب وكافرهم ، ما خلا أبا لهب ، وسفيان بن الحارث ، فبقي القوم في الشعب ثلاث سنين ، فكان رسول الله(صلى الله عليه وآله)إذا أخذ مضجعه ، ونامت العيون ، جاءه أبو طالب فأنهضه من مضجعه ، وأنام عليا مضجعه ، فقال علي : يا أبتاه إني مقتول ذات ليلة فقال أبو طالب :
إصبرن يا علي ، فالصبر أحجى * كل حي مصيره لشعوب
قد بذلناك ، والبلاء عسير * لفداء النجيب وابن النجيب
لفداء الأغر ذي الحسب الثاقب * والباع والفناء الرحيب
إن رمتك المنون بالنبل فاصبر * فمصيب منها وغير مصيب
كل حي وإن تطاول حيا * آخذ من سهامها بنصيب
قال علي بن الحسين كان أبو طالب يضرب عن رسول الله(صلى الله عليه وآله)بسيفه ، ويقيه بنفسه ، فلما حضرته الوفاة ، وقد قويت دعوة رسول الله(صلى الله عليه وآله)وعلت كلمته ، إلا أن قريشا على عداوتها وحسدها ، فاجتمعوا إلى أبي طالب ، ورسول الله(صلى الله عليه وآله)عنده ، فقالوا : نسألك من ابن أخيك النصف قال : وما النصف منه ؟ قالوا : يكف عنا ، ونكف عنه ، ولا يكلمنا ، ولا نكلمه ، ولا يقاتلنا ، ولا نقاتله ، لأن هذه الدعوة قد بعدت بين القلوب ، وزرعت الشحناء ، وأنبتت البغضاء . فقال : يا ابن أخي ، إن بني عمك وعشيرتك يسألونك النصف ، وأن تكف عنهم ، ويكفوا عنك ، فقال : يا عم ، لو أنصفني بنو عمي لأجابوا دعوتي ، وقبلوا نصيحتي ، وأن الله عز وجل أمرني أن أدعو إلى دين الحنيفية ، ملة إبراهيم ، فمن أجابني ، فله عند الله الرضوان ، والخلود في الجنان ، ومن عصاني ، قاتلته حتى يحكم الله بيننا ، وهو خير الحاكمين فقالوا يا أبا طالب ، سله ، أرسله الله إلينا خاصة ، أم إلى الناس كافة ؟ فقال أبو طالب : يا ابن أخي ، إلى الناس كافة أرسلت ، أم إلى قومك خاصة ؟ قال : بل أرسلت إلى الناس كافة ، إلى الأبيض ، والأسود ، والأحمر ، والعربي ، والعجمي ، والذي نفسي بيده ، لأدعون إلى هذا الامر ، الأبيض ، والأسود ، ومن على رؤوس الجبال ، ومن في لجج البحار ، ولادعون ألسنة فارس والروم .
فتجبرت قريش ، واستكبرت ، وقالت : أما تسمع إلى ابن أخيك وما يقول ؟ والله لو سمعت بهذا فارس والروم ، لاختطفتنا من أرضنا ، ولقلعت الكعبة حجرا حجرا . فأنزل الله تعالى : ( وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أو لم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شئ ) إلى آخر الآية .
وأنزلت في قولهم : لقلعت الكعبة حجرا حجرا : ( ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ) إلى آخرها . فلما سمعوا ذلك من النبي(صلى الله عليه وآله)خرجوا من عند أبي طالب ، فقالوا :ألا ترى محمدا لا يزداد إلا كبرا وتكبرا وإن هو إلا ساحر أو مجنون .
وتوعدوه ، وتحالفوا وتعاقدوا ، لئن مات أبو طالب ، لنجمعن قبائل قريش كلها على قتله ما أمسكت أيدينا السياط . وبلغ أبا طالب ذلك ، فجمع بنيه وبني أبيه ، وأحلافهم من قريش ، فوصاهم برسول الله(صلى الله عليه وآله) وقال : إن ابن أخي محمدا نبي ، كما يقول بذلك ، أخبرنا آباؤنا وعلماؤنا إن ابن أخي محمدا نبي صادق ، وأمين ناطق ، وأن شأنه أعظم شأن ، ومكانه من ربه أعلى مكان ، وأن يومي قد حضر ، وأنتم الخلفاء النجب ، فأجيبوا دعوته ، واجتمعوا على نصرته ، وارموا عدوه من وراء حوزته ، فإنه الشرف الباقي لكم على الدهر ، وأنشأ :
أوصي بنصر الأمين الخير مشهده * بعدي عليا وعم الخير عباسا
وحمزة الأسد المخشي صولته * وجعفرا أن يذوقوا قبله البأسا
وهاشما كلها أوصي بنصرته * أن يأخذوا دون حرب القوم أمراسا
كونوا فداء لكم أمي وما ولدت * من دون أحمد دون الروع أتراسا
بكل أبيض مصقول عوارضه * تخاله في سواد الليل مقباسا
فلما سمع النبي(صلى الله عليه وآله) قال : يا عم كلمة واحدة تجب لك بها شفاعتي يوم القيمة . فقال : يا بن أخي ، صدقت ، أنت نبي حق ، وربك إله حق ، ودينك دين حق . قال له : يا عم ، إن الله عز وجل وعدني أن قريشا ستؤمن غدا بما تنكره اليوم ، وأن الله تعالى سيفتح علي الأرض ، ويظهر دينه على جميع الأديان ، وأنك راحل إلى يوم القيامة ، فقل معي كلمة ، تستوجب من الله رضوانه ورحمته ، فقالوا : إن أبا طالب حرك بها شفتيه ، وأشار بإصبعه ، فسر (النبي صلى الله عليه وآله)بذلك ، واستغفر له .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ]   موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Icon_minitime1الجمعة 28 مارس - 16:32:44

في دفاع الله سبحانه وتعالى عنه الكفار من أهل الكتاب قبل البعثة لما علموا بنعته(صلى الله عليه وآله)

- الإمام أبو محمد الحسن بن علي العسكري في تفسيره ، عن أبيه علي بن محمد الهادي ، في حديث طويل قال : وأما دفاع الله القاصدين لمحمد إلى قتله ، وإهلاكه إياهم كرامة لنبيه ، وتصديقه إياه فيه ، فإن رسول الله(صلى الله عليه وآله)كان وهو ابن سبع سنين بمكة ، قد نشأ في الخير نشوءا لا نظير له في ساير صبيان قريش ، حتى ورد مكة قوم من يهود الشام فنظروا إلى محمد(صلى الله عليه وآله)وشاهدوا نعته وصفته . فأسر بعضهم إلى بعض : هذا والله محمد الخارج في آخر الزمان المدال على اليهود وساير أهل الأديان ، يزيل الله به دولة اليهود ، ويذلهم ، ويقمعهم ، وقد كانوا وجدوه في كتبهم النبي الأمي الفاضل الصادق ، فحملهم الحسد على أن كتموا ذلك ، وتفاوضوا في أنه ملك يزال .
ثم قال بعضهم لبعض : تعالوا نحتال فنقتله ، فإن الله يمحو ما يشاء ويثبت لعلنا نصادفه ممن يمحو ، فهموا بذلك ، ثم قال بعضهم لبعض : لا تعجلوا حتى نمتحنه ونجربه بأفعاله ، فإن الحلية قد توافق الحلية ، والصورة قد تشاكل الصورة ، وإنما وجدناه في كتبنا أن محمدا يجنبه ربه من الحرام ، والشبهات ، فصادفوه وألقوه وادعوه إلى دعوة وقدموا إليه الحرام والشبهة ، فإن انبسط فيهما أو في أحدهما فأكله ، فاعلموا أنه غير من تظنون ، وإنما الحلية وافقت الحلية ، والصورة قد ساوت الصورة ، وإن لم يكن الامر كذلك ولم يأكل منهما ، فاعلموا أنه هو ، فاحتالوا له في تطهير الأرض منه لتسلم لليهود دولتهم .فجاؤوا إلى أبي طالب فصادفوه ودعوه إلى دعوة لهم فلما حضر رسول الله(صلى الله عليه وآله)قدموا إليه وإلى أبي طالب والملا من قريش دجاجة مسمنة كانوا قد وقذوها وشووها ، فجعل أبو طالب وساير قريش يأكلون منها ، ورسول الله(صلى الله عليه وآله)يمد يده نحوها فيعدل بها يمنة ويسرة ، ثم أماما ، ثم خلفا ، ثم فوقا ، ثم تحتا ، لا تصيبها يده فقالوا مالك لا تأكل منها ؟ فقال : يا معاشر اليهود قد جهدت أن أتناول منها ، وهذه يدي يعدل بها عنها وما أراها إلا حراما يصونني ربي عنها ، فقالوا : ما هي إلا حلال فدعنا نلقمك منها .
فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): فافعلوا إن قدرتم فذهبوا ليأخذوا منها ويطعموه فكانت أيديهم يعدل بها عنها إلى الجهات ، كما كانت يد رسول الله(صلى الله عليه وآله)تعدل عنها . فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله)فهذه قد منعت منها ، فأتوني بغيرها إن كانت لكم ، فجاؤوه بدجاجة أخرى ، مسمنة ، مشوية قد أخذوها لجار لهم غائب ، لم يكونوا اشتروها وعملوها على أن يردوا عليه ثمنها إذا حضر .فتناول منها رسول الله(صلى الله عليه وآله)لقمة ، فلما ذهب أن يرفعها ثقلت عليه وفصلت حتى سقطت من يده ، وكلما ذهب يرفع ما تناوله بعدها ثقلت وسقطت . فقالوا : يا محمد فما بال هذه لا تأكل منها ؟ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): وهذه أيضا قد منعت منها ، وما أراها إلا من شبهة يصونني ربي عز وجل عنها . فقالوا : ما هي شبهة ، دعنا نلقمك منها ، قال : افعلوا إن قدرتم عليه ، فكلما تناولوا لقمة ليلقموه ، ثقلت كذلك في أيديهم وسقطت ، ولم يقدروا أن يعلوها .
فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): هو ما قلت لكم : شبهة يصونني ربي عز وجل عنها ، فتعجب قريش من ذلك ، وكان ذلك مما يقيمهم على اعتقاد عداوتهم إلى أن أظهروها لما أن أظهره الله عز وجل بالنبوة وأغرتهم اليهود أيضا وقالت لهم اليهود : أي شئ يرد عليكم من هذا الطفل ؟ ما نراه إلا سالبكم نعمكم وأرواحكم ، وسوف يكون لهذا شأن عظيم . وقال أمير المؤمنين : فتواطأت اليهود على قتله في جبل حراء وهم سبعون ، فعمدوا إلى سيوفهم فسموها ، ثم قعدوا له ذات غلس في طريقه على جبل حرا ، فلما صعد صعدوا وسلوا سيوفهم ، وهم سبعون رجلا من أشد اليهود وأجلدهم وذوي النجدة منهم ، فلما أهووا بها إليه ليضربوه بها التقى طرفا الجبل بينهم وبينه فانضما ، وصار ذلك حائلا بينهم وبين محمد(صلى الله عليه وآله)، وانقطع طمعهم عن الوصول إليه بسيوفهم ، فغمدوها ، فانفرج الطرفان بعد ما كانا انضما .
فسلوا بعد سيوفهم وقصدوه ، فلما هموا بإرسالها عليه انضم طرفا الجبل ، وحيل بينهم وبينه فغمدوها ، ثم ينفرجان فيسلونها إلى أن بلغ ذروة الجبل ، وكان ذلك سبعا وأربعين مرة .فصعدوا الجبل وداروا خلفه ليقصدوه بالقتل ، فطال عليهم الطريق ومد الله عز وجل في الجبل ، فأبطأوا عنه حتى فرغ رسول الله(صلى الله عليه وآله)من ذكره وثنائه على ربه واعتباره بعبرة .
ثم انحدر عن الجبل وانحدروا خلفه ولحقوه وسلوا سيوفهم ليضربوه بها فانضم طرفا الجبل وحال بينهم وبينه فغمدوها ثم انفرج فسلوها ، ثم انضم فغمدوها ، وكان ذلك سبعا وأربعين مرة ، كلما انفرج سلوها ، فإذا انضم غمدوها .
فلما كان في آخر مرة وقد قارب رسول الله(صلى الله عليه وآله)القرار سلوا سيوفهم فانضم طرفا الجبل ، وضغطهم الجبل ، ورضضهم ، وما زال يضغطهم حتى ماتوا جميعا .ثم نودي يا محمد : انظر إلى خلفك إلى من بغى عليك بالسوء ماذا صنع بهم ربك ، فنظر فإذا طرفا الجبل مما يليه منضمان ، فلما نظر انفرج الجبل ، وسقط أولئك القوم وسيوفهم بأيديهم ، وقد هشمت وجوههم وظهورهم وجنوبهم وأفخاذهم ، وسوقهم ، وأرجلهم ، وخروا موتى ، تشخب أوداجهم دما .
وخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله)عن ذلك الموضع سالما مكفيا مصونا محفوظا تناديه الجبال وما عليها من الأحجار والأشجار : هنيئا لك يا محمد نصرة الله عز وجل لك على أعدائك بنا ، وسينصرك إذا ظهر أمرك على جبابرة أمتك وعتاتهم بعلي بن أبي طالب(عليه السلام)وتسديده لاظهار دينك وإعزازه ، وإكرام أوليائك ، وقمع أعدائك ، وسيجعله تاليك وثانيك ، ونفسك التي بين جنبيك ، وسمعك الذي به تسمع ، وبصرك الذي به تبصر ، ويدك التي بها تبطش ، ورجلك التي عليها تعتمد ، وسيقضي عنك ديونك ، ويفي عنك بعداتك ، وسيكون جمال أمتك ، وزين أهل ملتك ، وسيسعد ربك عز وجل به محبيه ، ويهلك به شانئيه .

- وفي تفسير العسكري في حديث ذكر فيه أن رسول الله(صلى الله عليه وآله)ظهر منه ما ظهر من موسى على نبينا وآله عليه السلام من آيات التسع . قال الإمام : وأما الجراد المرسل على بني إسرائيل فقد فعل الله أعظم وأعجب منه بأعداء محمد ، فإنه أرسل عليهم جرادا أكلهم ، ولم يأكل جراد موسى رجال القبط ، ولكنه أكل زروعهم .وذلك أن رسول الله(صلى الله عليه وآله)كان في بعض أسفاره إلى الشام ، وقد تبعه مائتان من يهودها في خروجه عنها ، وإقباله نحو مكة ، يريدون قتله ، مخالفة أن يزيل الله دولة اليهود على يده ، فراموا قتله ، وكان في القافلة فلم يجسروا عليه .وكان رسول الله(صلى الله عليه وآله)إذا أراد حاجة ابتعد ، واستتر بأشجار تكنفه ، أو برية بعيدة ، فخرج ذات يوم لحاجته فابتعد وتبعوه ، وأحاطوا به ، وسلوا سيوفهم عليه ، فأثار الله من تحت رجل محمد من ذلك الرمل جرادا ، فاحتوشتهم وجعل تأكلهم فاشتغلوا بأنفسهم عنه ، فلما فرغ رسول الله(صلى الله عليه وآله)من حاجته ، وهم يأكلهم الجراد ، رجع إلى أهل القافلة .فقالوا له :ما بال الجماعة خرجوا خلفك لم يرجع منهم أحد ؟ فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله):جاؤوا يقتلونني فسلط الله عليهم الجراد ، فجاؤوا ونظروا إليهم فبعضهم قد مات ، وبعضهم قد كاد يموت ، والجراد يأكلهم ، فما زالوا ينظرون إليهم حتى أتى الجراد على أعيانهم فلم تبق منهم شيئا .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ]   موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Icon_minitime1الجمعة 28 مارس - 16:34:51

الإسراء والمعراج ونزول الشعب وبيعة العقبة:

- أبو علي الطبرسي في كتاب " أعلام الورى " : أسري برسول الله(صلى الله عليه وآله)إلى بيت المقدس ، وحمله جبرئيل على البراق ، فأتى به بيت المقدس ، وعرض عليه محاريب الأنبياء ، وصلى بهم ، ورده فمر رسول الله(صلى الله عليه وآله)في رجوعه بعير لقريش ، وإذا لهم ماء في آنية ، فشرب منه ، وأكفى ما بقي ، وقد كانوا أضلوا لهم بعيرا ، وكانوا يطلبونه . فلما أصبح قال لقريش : إن الله قد أسرى بي إلى بيت المقدس ، فأراني آيات الأنبياء ومنازلهم ، وإني مررت بعير لقريش في موضع كذا وكذا ، وقد أضلوا بعيرا لهم ، فشربت من مائهم ، وأهرقت باقي ذلك .
فقال أبو جهل : قد أمكنتكم الفرصة منه ، فسلوه كم فيها من الأساطين والقناديل ؟ فقالوا : يا محمد ، إن هنا من قد دخل بيت المقدس ، فصف كم أساطينه ، وقناديله ، ومحاربيه ؟ فجاء جبرئيل : فعلق صورة بيت المقدس تجاه وجهه ، فجعل يخبرهم بما سألوه عنه ، فلما أخبرهم قالوا : حتى يجئ العير ونسألهم عما قلت ، فقال لهم رسول الله(صلى الله عليه وآله): تصديق ذلك أن العير يطلع عليكم عند طلوع الشمس ، يقدمها جمل أحمر ، عليه عذارتان ، فلما كان من الغد أقبلوا ينظرون إلى العقبة ، ويقولون : هذه الشمس تطلع الساعة .فبينا هم كذلك ، إذ طلع عليهم العير حين طلع القرص ، يقدمها جمل أحمر ، فسألوهم عما قال رسول الله(صلى الله عليه وآله)قالوا : لقد كان هذا ضال لنا في موضع كذا وكذا ، وضعنا ماء فأصبحنا وقد أريق الماء ، فلم يزدهم ذلك إلا عتوا .
فاجتمعوا في دار الندوة ، وكتبوا بينهم صحيفة ، أن لا يؤاكلوا بني هاشم ، ولا يكلموهم ، ولا يبايعوهم ، ولا يزوجوهم ، ولا يتزوجوا إليهم ، ولا يحضروا معهم ، حتى يدفعوا محمدا إليهم فيقتلونه ، وإنهم يد واحدة على محمد ، ليقتلوه غيلة أو صراحا . فلما بلغ ذلك أبا طالب ، دخل الشعب مع بني هاشم ، وكانوا أربعين رجلا ، فحلف لهم أبو طالب بالكعبة ، والحرم ، والركن ، والمقام ، لئن شاكت محمدا شوكة لآتين عليكم يا بني هاشم ، وحصن الشعب ، وكان يحرسه بالليل والنهار ، فإذا جاء الليل ، يقوم بالسيف عليه ، ورسول الله(صلى الله عليه وآله)مضطجع ، ثم يقيمه ويضطجعه في موضع آخر ، فلا يزال الليل كله هكذا ، ووكل ولده ، وولد أخيه به ، يحرسونه بالنهار ، وأصابهم الجهد ، وكان من دخل من العرب مكة ، لا يجسر أن يبيع من بني هاشم شيئا ، ومن باع منهم شيئا انتهبوا ماله . وكان أبو جهل ، والعاص بن وائل والنضر بن الحارث بن كلدة ، وعقبة بن أبي معيط ، يخرجون إلى الطرقات التي تدخل مكة ، فمن رأوه معه ميرة نهوه أن يبيع من بني هاشم شيئا ، ويحذرونه إن باع شيئا أن ينهبوا ماله ، وكانت خديجة لها مال كثير ، فأنفقته على رسول الله(صلى الله عليه وآله)في الشعب ، ولم يدخل في حلف الصحيفة مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد المطلب بن عبد مناف وقال : هذا ظلم .
وختموا الصحيفة بأربعين خاتما ، ختمها كل رجل من رؤساء قريش بخاتمه ، وعلقوها في الكعبة ، وتابعهم أبو لهب على ذلك ، وكان رسول الله(صلى الله عليه وآله)يخرج في كل موسم ، فيدور على قبائل العرب ، فيقول لهم : تمنعون لي جانبي حتى أتلو عليكم كتاب ربي ، وثوابكم على الله الجنة ، وأبو لهب في أثره ، فيقول :لا تقبلوا منه ، فإنه ابن أخي ، وهو ساحر كذاب .فلم يزل هذه حاله ، فبقوا في الشعب أربع سنين ، لا يأمنون إلا من موسم إلى موسم ، ولا يشترون ، ولا يبايعون إلا في الموسم .
وكان يقوم بمكة موسمان في كل سنة : موسم للعمرة في رجب ، وموسم للحج في ذي الحجة ، فكان إذا جاءت المواسم ، يخرج بنو هاشم من الشعب ، فيشترون ويبيعون ، ثم لا يجسر أحد منهم أن يخرج إلى الموسم الثاني ، فأصابهم الجهد وجاعوا ، وبعثت قريش إلى أبي طالب : ادفع إلينا محمدا حتى نقتله ونملكك علينا فقال أبو طالب رضي الله عنه : قصيدته الطويلة اللامية التي يقول فيها .

فلما رأيت القوم لا ود فيهم * وقد قطعوا كل العرى والوسائل
ألم تعلموا أن ابننا لا مكذب * لدينا ، ولا يعبأ بقول الا باطل
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى ، عصمة للأرامل
يطوف به الهلاك من آل هاشم * فهم عنده في نعمة وفواضل
كذبتم وبيت الله نبزي محمدا * ولما نطاعن دونه ونقاتل
ونسلمه حتى نصرع دونه * ونذهل عن أبنائنا والحلائل
لعمري لقد كلفت وجدا بأحمد * وأحببته حب الحبيب المواصل
وجدت بنفسي دونه وحميته * ودرأت عنه بالذرى والكلاكل
فلا زال في الدنيا جمالا لأهلها * وشينا لمن عادى ، وزين المحافل
حليما ، رشيدا ، حازما ، غير طائش * يوالي إله الحق ليس بماحل
فأيده رب العباد بنصره * وأظهر دينا حقه غير باطل

فلما سمعوا هذه القصيدة أيسوا منه ، وكان أبو العاص بن الربيع ، وهو ختن رسول الله(صلى الله عليه وآله)يجئ بالعير بالليل ، عليها البر والتمر إلى باب الشعب ، ثم يصيح بها ، فتدخل الشعب ، فيأكلها بنو هاشم ، وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): لقد صاهرنا أبو العاص ، فأحمدنا صهره ، لقد كان يعمد إلى العير ونحن في الحصار فيرسلها في الشعب ليلا . فلما أتى لرسول الله(صلى الله عليه وآله)في الشعب أربع سنين ، بعث الله على صحيفتهم القاطعة دابة الأرض ، فلحست جميع ما فيها من قطيعة رحم وظلم وجور ، وتركت اسم الله باسمك اللهم ، ونزل جبرئيل على رسول الله(صلى الله عليه وآله)فأخبره بذلك ، فأخبر رسول الله(صلى الله عليه وآله)أبا طالب ، فقام أبو طالب ، فلبس ثيابه ، ثم مضى حتى دخل المسجد على قريش ، وهم مجتمعون فيه ، فلما بصروا به قالوا : قد ضجر أبو طالب ، وجاء الآن ليسلم محمدا ابن أخيه ، فدنا منهم ، وسلم عليهم ، فقاموا إليه ، وعظموه ، وقالوا : يا أبا طالب ، قد علمنا أنك أردت مواصلتنا ، والرجوع إلى جماعتنا ، وأن تسلم إلينا ابن أخيك ، قال : والله ما جئت لهذا ، ولكن ابن أخي أخبرني - ولم يكذبني - أن الله أخبره ، أنه بعث على صحيفتكم القاطعة دابة الأرض ، فلحست جميع ما فيها ، من قطيعة رحم وظلم وجور ، وتركت اسم الله ، فابعثوا إلى صحيفتكم ، فإن كان حقا ، فاتقوا الله ، وارجعوا عما أنتم عليه من الظلم وقطيعة الرحم ، وإن كان باطلا ، دفعته إليكم ، فإن شئتم قتلتموه ، وإن شئتم استحييتموه .
فبعثوا إلى الصحيفة ، فأنزلوها من الكعبة ، وعليها أربعون خاتما ، فلما أتوا بها نظر كل رجل منهم إلى خاتمه ، ثم فكوها فإذا ليس فيها حرف واحد ، إلا باسمك اللهم . فقال أبو طالب : يا قوم ، اتقوا الله ، وكفوا عما أنتم عليه ، فتفرق القوم ، ولم يتكلم أحد ، ورجع أبو طالب إلى الشعب ، وقال في ذلك قصيدته البائية ، التي أولها :

ألا من لهم آخر الليل منصب * وشعب العصا من قومك المتشعب
وقد كان في أمر الصحيفة عبرة * متى ما يخبر غائب القوم يعجب
محا الله منها كفرهم وعقوقهم * وما نقموا من ناطق الحق معرب
وأصبح ما قالوا من الامر باطلا * ومن يختلق ما ليس بالحق يكذب
وأمسى ابن عبد الله فينا مصدقا * على سخط من قومنا غير معتب
فلا تحسبونا مسلمين محمدا * لذي عزة منا ولا متعرب
ستمنعه منا يد هاشمية * مركبها في الناس خير مركب

وقال عند ذلك نفر من بني عبد مناف ، وبني قصي ، ورجال من قريش ولدتهم نساء بني هاشم : منهم مطعم بن عدي بن عامر بن لؤي ، وكان شيخا كبيرا كثير المال له أولاد ، وأبو البختري بن هشام وزهير بن أبي أمية المخزومي ، في رجال من أشرافهم : نحن برآة مما في هذه الصحيفة ، فقال أبو جهل : هذا قد قضي بليل .
قال علي بن إبراهيم : قدم أسعد بن زرارة وذكوان بن عبد قيس في موسم من مواسم العرب ، وهما من الخزرج ، وكان بين الأوس والخزرج حرب ، قد بقوا فيها دهرا طويلا ، وكانوا لا يضعون السلاح ، لا بالليل ولا بالنهار ، وكان آخر حرب بينهم يوم بعاث ، وكانت للأوس على الخزرج ، فخرج أسعد بن زرارة ، وذكوان إلى مكة ، في عمرة رجب ، يسألون الحلف على الأوس ، وكان أسعد بن زرارة صديقا لعتبة بن ربيعة فنزل عليه ، فقال له : إنه كان بيننا وبين قومنا حرب ، وقد جئناك نطلب الحلف عليهم ، فقال له عتبة ، بعدت دارنا عن داركم ، ولنا شغل لا نتفرغ لشئ ، قال : وما شغلكم وأنتم في حرمكم وأمنكم ؟ قال له عتبة : خرج فينا رجل يدعي أنه رسول الله ، سفه أحلامنا ، وسب آلهتنا ، وأفسد شبابنا ، وفرق جماعتنا ، فقال له أسعد : من هو منكم ؟ قال : ابن عبد الله بن عبد المطلب ، من أوسطنا شرفا وأعظمنا بيتا . وكان أسعد وذكوان وجميع الأوس والخزرج ، يسمعون من اليهود ، الذين كانوا بينهم ، النضير وقريظة وقينقاع : أن هذا أوان نبي يخرج بمكة ، يكون مهاجره بالمدينة ، لنقتلنكم به يا معشر العرب . فلما سمع ذلك أسعد ، وقع في قلبه ما كان سمعه من اليهود ، قال : فأين هو ؟ قال : هو جالس في الحجر ، وأنهم لا يخرجون من شعبهم ، إلا في الموسم .فلا تسمع منه ، ولا تكلمه ، فإنه ساحر ، يسحرك كلامه ، وكان هذا في وقت محاصرة بني هاشم في الشعب ، فقال له أسعد : فكيف أصنع وأنا معتمر ؟ لا بد لي أن أطوف بالبيت ، قال : ضع في أذنيك القطن فدخل أسعد المسجد وحشى أذنيه بالقطن فطاف بالبيت ورسول الله(صلى الله عليه وآله)جالس في الحجر مع قوم من بني هاشم : فنظر إليه نظرة فجازه ، فلما كان في الشوط الثاني قال في نفسه : ما أحد أجهل مني أيكون مثل هذا الحديث بمكة فلا أتعرفه حتى أرجع إلى قومي فأخبرهم ثم أخذ القطن من أذنيه ، ورمى به ، وقال لرسول الله(صلى الله عليه وآله):أنعم صباحا ، فرفع رسول الله(صلى الله عليه وآله)رأسه إليه وقال :أبدلنا الله به ما هو أحسن من هذا ، تحية أهل الجنة ، السلام عليكم .
فقال له أسعد : إن عهدك بهذا لقريب ، إلى ما تدعو يا محمد ؟ قال :إلى شهادة أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، وأدعوكم إلى ( أن لا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصيكم به لعلكم تعقلون ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصيكم به لعلكم تذكرون ) .
فلما سمع أسعد هذا ، قال له : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ، يا رسول الله بأبي أنت وأمي ، أنا من أهل يثرب ، من الخزرج ، وبيننا وبين إخواننا من الأوس حبال مقطوعة ، فإن وصلها الله بك ، فلا أجد أعز منك ، ومعي رجل من قومي ، فإن دخل في هذا الامر رجوت أن يتمم الله لنا أمرنا فيك ، والله يا رسول الله لقد كنا نسمع من اليهود خبرك ، وكانوا يبشروننا بمخرجك ، ويخبروننا بصفتك وأرجو أن تكون دارنا دار هجرتك عندنا ، فقد أعلمنا اليهود ذلك فالحمد لله الذي ساقني إليك ، والله ما جئت إلا لنطلب الحلف على قومنا .
وقد آتانا الله بأفضل مما أتينا له . ثم أقبل ذكوان . فقال له أسعد : هذا رسول الله(صلى الله عليه وآله)الذي كانت اليهود تبشرنا به وتخبرنا بصفته ، فهلم فأسلم ، فأسلم ذكوان . ثم قالا : يا رسول الله ، ابعث معنا رجلا يعلمنا القرآن ، ويدعو الناس إلى أمرك .
فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله)لمصعب بن عمير وكان فتى حدثا ، مترفا بين أبويه ، يكرمانه ، ويفضلانه على أولادهم ، ولم يخرج من مكة ، فلما أسلم ، جفاه أبواه ، وكان مع رسول الله(صلى الله عليه وآله)في الشعب حتى تغير وأصابه الجهد ، فأمره رسول الله(صلى الله عليه وآله)بالخروج مع أسعد ، وقد كان تعلم من القرآن كثيرا ، فجاء إلى المدينة ، ومعهما مصعب بن عمير ، فقدموا على قومهم ، وأخبروهم بأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله)وخبره ، فأجاب من كل بطن الرجل والرجلان ، وكان مصعب نازلا على أسعد بن زرارة ، وكان يخرج في كل يوم ، فيطوف على مجالس الخزرج ، يدعوهم إلى الاسلام ، فيجيبه الاحداث .
وكان عبد الله بن أبي شريفا في الخزرج ، وقد كان الأوس والخزرج اجتمعت على أن يملكوه عليهم ، لشرفه وسخائه ، وقد كانوا اتخذوا له إكليلا ، احتاجوا في إتمامه إلى واسطة كانوا يطلبونها ، وذلك أنه لم يدخل مع قومه الخزرج في حرب بعاث ، ولم يعن على الأوس ، وقال : هذا ظلم منكم للأوس ، ولا أعين على الظلم ، فرضيت به الأوس والخزرج .
فلما قدم أسعد ، كره عبد الله ما جاء به أسعد وذكوان ، وفتر أمره ، فقال أسعد لمصعب : إن خالي سعد بن معاذ من رؤساء الأوس ، وهو رجل عاقل شريف مطاع في بني عمرو بن عوف ، فإن دخل في هذا الامر ثم لنا أمرنا ، فهلم نأتي محلتهم ، فجاء مصعب مع أسعد إلى محلة سعد بن معاذ ، فقعد على بئر من آبارهم ، واجتمع إليه قوم من أحداثهم ، وهو يقرأ عليهم القرآن .
فبلغ ذلك سعد بن معاذ ، فقال لأسيد بن حضير - وكان من أشرافهم - : بلغني أن أبا أمامة أسعد بن زرارة قد جاء إلى محلتنا مع هذا القرشي ، يفسد شباننا ، فأته وانهه عن ذلك . فجاء أسيد بن حضير ، فنظر إليه أسعد ، فقال لمصعب : إن هذا رجل شريف ، فإن دخل في هذا الامر رجوت أن يتم أمرنا ، فاصدق الله فيه .
فلما قرب أسيد منهم قال : يا أبا أمامة يقول لك خالك : لا تأتنا في نادينا ، ولا تفسد شبابنا ، واحذر الأوس على نفسك ، فقال مصعب : أو تجلس ، فنعرض عليك أمرا ، فإن أحببته دخلت فيه ، وإن كرهته نحينا عنك ما تكره ؟ فجلس فقرأ عليه سورة من القرآن ، فقال : كيف تصنعون إذا دخلتم في هذا الامر ؟ قال : نغتسل ، ونلبس ثوبين طاهرين ، ونشهد الشهادتين ، ونصلي ركعتين ، فرمى بنفسه مع ثيابه في البئر ، ثم خرج ، وعصر ثوبه . ثم قال : اعرض علي فعرض عليه شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، فقالها ، ثم صلى ركعتين ، ثم قال لأسعد : يا أبا أمامة ، أنا أبعث إليك الآن خالك ، واحتال عليه في أن يجيبك ، فرجع أسيد إلى سعد بن معاذ ، فلما نظر إليه سعد قال : أقسم أن أسيدا قد رجع إلينا بغير الوجه الذي ذهب من عندنا .
وأتاهم سعد بن معاذ ، فقرأ عليه مصعب ( حم تنزيل من الرحمن الرحيم ) فلما سمعها ، قال مصعب : والله لقد رأينا الاسلام في وجهه قبل أن يتكلم فبعث إلى منزله ، وأتى بثوبين طاهرين ، واغتسل ، وشهد الشهادتين ، وصلى ركعتين .
ثم قام ، وأخذ بيد مصعب ، وحوله إليه ، وقال : أظهر أمرك ، ولا تهابن أحدا ، ثم جاء ، فوقف في بني عمرو بن عوف ، وصاح : يا بني عمرو بن عوف ، لا يبقين رجل ، ولا امرأة ، ولا بكر ، ولا ذات بعل ، ولا شيخ ، ولا صبي ، إلا أن يخرج ، فليس هذا يوم ستر ، ولا حجاب ، فلما اجتمعوا قال : كيف حالي عندكم ؟ قالوا : أنت سيدنا ، والمطاع فينا ، لا نرد لك أمرا ، فمرنا بما شئت ، فقال : كلام رجالكم ونسائكم وصبيانكم علي حرام ، حتى تشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، فالحمد لله الذي أكرمنا بذلك ، وهو الذي كانت اليهود تخبرنا به ، فما بقي دار من دور بني عمرو بن عوف في ذلك اليوم إلا وفيها مسلم أو مسلمة .
وحول مصعب بن عمير إليه ، وقال له : أظهر أمرك ، وادع الناس علانية ، وشاع الاسلام بالمدينة ، وكثر ، ودخل فيه من البطنين أشرافهم ، وذلك لما كان عندهم من أخبار اليهود .
وبلغ رسول الله(صلى الله عليه وآله)أن الأوس والخزرج قد دخلوا في الاسلام ، وكتب إليه مصعب بذلك . وكان كل من دخل في الاسلام من قريش ضربه قومه وعذبوه ، فكان رسول الله(صلى الله عليه وآله)يأمرهم أن يخرجوا إلى المدينة ، فكانوا يتسللون رجلا فرجلا ، فيصيرون إلى المدينة ، فينزلهم الأوس والخزرج عليهم ، ويواسونهم . قال : فلما قدمت الأوس والخزرج مكة ، جاءهم رسول الله(صلى الله عليه وآله)فقال لهم : تمنعون لي جانبي ، حتى أتلو عليكم كتاب ربكم ، وثوابكم على الله الجنة ؟ قالوا : نعم يا رسول الله ، فخذ لنفسك ولربك ما شئت ، فقال : موعدكم العقبة ، في الليلة الوسطى من ليالي التشريق . فلما حجوا رجعوا إلى منى ، وكان فيهم ممن قد أسلم بشر كثير ، وكان أكثرهم مشركين على دينهم ، وعبد الله بن أبي فيهم ، فقال لهم رسول الله(صلى الله عليه وآله)في اليوم الثاني من أيام التشريق : فاحضروا دار عبد المطلب على العقبة ، ولا تنبهوا نائما ، وليتسلل واحد فواحد .
وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله)نازلا في دار عبد المطلب ، وحمزة وعلي والعباس معه ، فجاءه سبعون رجلا من الأوس والخزرج ، فدخلوا الدار ، فلما اجتمعوا قال لهم رسول الله(صلى الله عليه وآله): تمنعون لي جانبي ، حتى أتلو عليكم كتاب ربي ، وثوابكم على الله الجنة ؟ فقال أسعد بن زرارة ، والبراء بن معرور ، وعبد الله بن حرام : نعم يا رسول الله فاشترط لنفسك ولربك ، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): تمنعوني مما تمنعون أنفسكم ، وتمنعون أهلي مما تمنعون أهليكم وأولادكم ؟ قالوا : فما لنا على ذلك ؟ قال : الجنة ، تملكون بها العرب في الدنيا ، وتدين لكم العجم ، وتكونون ملوكا ، فقالوا : قد رضينا .
فقام العباس بن نضلة وكان من الأوس فقال : يا معشر الأوس والخزرج ، تعلمون ما تقدمون عليه ؟ إنما تقدمون على حرب الأحمر والأبيض ، وعلى حرب ملوك الدنيا ، فإن علمتم أنه إذا أصابتكم المصيبة في أنفسكم خذلتموه وتركتموه ، فلا تغروه ، فإن رسول الله وإن كان قومه خالفوه ، فهو في عزه ومنعة .
فقال عبد الله بن حرام ، وأسعد بن زرارة ، وأبو الهيثم بن التيهان : مالك وللكلام ؟ يا رسول الله ، بل دمنا بدمك ، وأنفسنا بنفسك ، فاشترط لربك ولنفسك ما شئت . فقال رسول الله : أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيبا ، يكفلون عليكم بذلك ، كما أخذ موسى من بني إسرائيل اثني عشر نقيبا ، فقالوا : اختر من شئت ، فأشار جبرئيل إليهم ، فقال : هذا نقيب ، وهذا نقيب ، حتى اختار تسعة من الخزرج ، وهم : أسعد بن زرارة ، والبراء بن معرور ، وعبد الله بن حرام أبو جابر بن عبد الله ، ورافع بن مالك ، وسعد بن عبادة ، والمنذر بن عمرو ، وعبد الله بن رواحة ، وسعد بن الربيع ، وعبادة بن الصامت ، وثلاثة من الأوس ، وهم : أبو الهيثم بن التيهان ، وكان رجلا من أهل اليمن حليفا في بني عمرو بن عوف ، وأسيد بن حضير ، وسعد بن خيثمة .
فلما اجتمعوا ، وبايعوا رسول الله(صلى الله عليه وآله)صاح بهم إبليس : يا معشر قريش والعرب ، هذا محمد والصباة من الأوس والخزرج ، على جمرة العقبة ، يبايعونه على حربكم ، فأسمع أهل منى ، فهاجت قريش ، وأقبلوا بالسلاح ، وسمع رسول الله(صلى الله عليه وآله)النداء فقال لهم النبي(صلى الله عليه وآله)تفرقوا - فقالوا : يا رسول الله إن أمرتنا أن نميل عليهم بأسيافنا فعلنا ، فقال رسول الله لم أومر بذلك ولم يأذن الله لي في محاربتهم - فقالوا : يا رسول الله فتخرج معنا ؟ قال : أنتظر أمر الله .
فجاءت قريش على بكرة أبيها ، قد أخذوا السلاح ، وخرج حمزة ، ومعه السيف ، فوقف على العقبة ، هو وعلي بن أبي طالب ، فلما نظروا إلى حمزة قالوا : ما هذا الذي اجتمعتم عليه ؟ قال : ما اجتمعنا ، وما ههنا أحد ، والله لا يجوز أحد هذه العقبة إلا ضربته بسيفي ، فرجعوا ، وغدوا إلى عبد الله بن أبي .
وقالوا له : قد بلغنا أن قومك بايعوا محمدا على حربنا ، فحلف لهم عبد الله إنهم لم يفعلوا ، ولا علم له بذلك ، وإنهم لم يطلعوه على أمرهم ، فصدقوه ، وتفرقت الأنصار ، ورجع رسول الله(صلى الله عليه وآله)إلى مكة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ]   موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Icon_minitime1الجمعة 28 مارس - 16:36:45

في نزول الشعب وحماية أبي طالب وما يدل على إيمانه من طريق العامة

- محمد بن إسحاق ، من الجزء الأول من كتاب " المغازي " بالاسناد عن عقيل بن أبي طالب ، قال : جاءت قريش إلى أبي طالب ، قالوا : إن ابن أخيك هذا ، آذانا في نادينا ، ومتحدثنا ، فانهه عن ذلك ، فقال : يا عقيل ، انطلق فأتني بمحمد ، فانطلقت إليه ، فاستخرجته من كسر يقول من بيت صغير ، فجاء به في الظهيرة في شدة الحر ، فجعل يطلب الفئ ، يمشي فيه من شدة الحر الرمض . فلما أتاهم ، قال أبو طالب : إن بني عمك هؤلاء ، قد زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم ومتحدثهم ، فانته عن أذاهم .
فحلق رسول الله صلى الله عليه وآله ببصره إلى السماء ، فقال : أترون هذه الشمس ، فقالوا : نعم ، قال : فما أنا بأقدر على أن أدع ذلك منكم ، على أن تشعلوا منها شعلا فقال أبو طالب : ما كذب ابن أخي قط ، فارجعوا عنه . ويليه من الجزء قال : حدثنا بالاسناد عن أبي إسحاق قال : ثم قال أبو طالب في شعر : قال : من أجمع على ذلك من نصره لرسول الله صلى الله عليه وآله ، والدفاع عنه ، على ما كان من عداوة قومه له ، قال :
والله لن يصلوا إليك بجمعهم * حتى أوسد في التراب دفينا
فاصدع بأمرك ، ما عليك غضاضة * وأبشر بذاك ، وقر منك عيونا
ودعوتني ، وزعمت أنك ناصحي * ولقد صدقت ، وكنت قبل أمينا
وعرضت دينا لا محالة إنه * من خير أديان البرية دينا.

- ومن الجزء الأول من كتاب " المغازي " أيضا ، بالاسناد قال : لما تعاورت قريش على بني هاشم ، أن لا يناكحوهم ، ولا ينازلوهم ، لأجل منع أبي طالب عليه السلام منهم ، قال أبو طالب رحمه الله :
ألا أبلغا عني على ذات بيننا * لويا وخصا من لؤى بني كعب
ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا * نبيا كموسى ، خط في أول الكتب
وأن عليه في العباد محبة * ولا خير ممن خصه الله بالحب
وأن الذي ألصقتم من كتابكم * لكم كائن نحسا كراغية السقب
أفيقوا أفيقوا قبل أن يحفر الثرى * ويصبح من لم يجن ذنبا كذي الذنب
ولا تتبعوا أمر الوشاة لتقطعوا * أواصرنا بعد المودة والقرب
وتستجلبوا حربا عوانا وربما * أمر على من ذاقه جلب الحرب
فلسنا ورب البيت نسلم أحمدا * لعزاء من عض الزمان ولا كرب
أليس أبوانا هاشم شد أزره * وأوصى بنيه بالطعان وبالضرب
ولسنا نمل الحرب حتى تملنا * ولا نشتكي ما قد ينوب من النكب
ولكننا أهل الحفائظ والنهى * إذا طار أرواح الكماة من الرعب

وقال أبو طالب :
ألا أبلغا عني لؤيا رسالة * بحق وما تغني رسالة مرسل
بني عمنا الادنين تيما نخصهم * وإخواننا من عبد شمس ونوفل
يقولون لو أنا قتلنا محمدا * أقرت نواصي هاشم بالتذلل
كذبتم وبيت الله يثلم ركنه * ومكة والاشعار في كل معمل
وبالحج أو بالنيب تدمى نحوره * بمدماه والركن العتيق المقبل
تنالونه أو تعطفوا دون قتله * صوارم تفري كل عظم ومفصل
وتدعوا بويل أنتم إذ ظلمتموا * هنالك في يوم أغر محجل
فمهلا ولما ينكح الحرب بكرها * وتأتي تماما أو بآخر معجل
فإنا متى ما نمرها بسيوفنا * تجلجل ونفرك من نشاء بكلكل
وتلقوا ربيع الأبطحين محمدا * على ربوة من رأس عنقاء عيطل
وتأوي إليها هاشم إن هاشما * عرانين كعب آخرا بعد أول
فإن كنتموا ترجون قتل محمد * فروموا بما جمعتموا نقل يذبل
فإنا سنحميه بكل طمرة * وذي منعة نهد المراكل هيكل
وكل رديني ظماء كعوبه * وعضب كإيماض الغمامة مقصل
بأيمان شم من ذؤابة هاشم * مغاوير بالابطال في كل محفل

ومن الجزء المذكور أيضا ، بالاسناد عن ابن إسحاق قال : فلما سمعت بذلك قريش ورأوا من أبي طالب الجد ، وأيسوا منه ، أمدوا لبني عبد المطلب الجفاء ، وانطلق بهم أبو طالب ، وقاموا بين أستار الكعبة ، فدعوا الله على ظلم قومهم لهم ، وفي قطيعتهم أرحامهم واجتماعهم على محاربتهم ، وتناولهم سفك دمائهم .
فقال أبو طالب : اللهم إن قومنا أبوا النصر علينا فعجل نصرنا ، وحل بينهم وبين قتل ابن أخي ، ثم أقبل إلى جمع قريش ، وهم ينظرون إليه وإلى أصحابه . فقال أبو طالب رحمه الله : ندعو رب هذا البيت على القاطع المنتهك للمحارم ، والله لتنهن عن الذي تريدون ، أو لينزل الله بكم في قطيعتنا بعض الذي تكرهون ، فأجابوه : إنكم يا بني عبد المطلب ، لا صلح بيننا ، ولا رحم ، إلا على قتل هذا الصبي السفيه .
ثم عمد أبو طالب ، فأدخل الشعب ابن أخيه ، وبني أبيه ، ومن اتبعهم : من بين مؤمن دخل لنصر الله ونصر رسول الله صلى الله عليه وآله ، ومن بين مشرك ، فدخلوا شعبهم ، وهو شعب أبي طالب ، في ناحية من مكة .

- فلما قدم عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة ، إلى قريش ، فأخبروهم بالذي قال النجاشي لمحمد وأصحاب ، اشتد وجدهم ، وآذوا النبي صلى الله عليه وآله وأصحابه أذى شديدا ، وضربوهم في ظل الطريق ، وحصروهم في الشعب ، وقطعوا عنهم المادة من الأسواق ، فلم يدعوا أحدا من الناس يدخل عليهم بطعام ، ولا شيئا مما يرزقونهم ، فكانوا يخرجون من الشعب إلى الموسم ، فكانت قريش تبادرهم إلى الأسواق ، فيشرونها ويغلونها عليهم ، ونادى منادي الوليد في قريش : أيما رجل وجدتموه عند طعام يشتريه فزيدوا عليه .

- وبالاسناد ، ومن الجزء المذكور ، يليه بلا فاصلة ، قال ، عن ابن إسحاق في حديثه عن الوليد : فمن رأيتموه عند طعام يشتريه ، فزيدوا عليه ، وحولوا بينهم وبينه ، ولم يكن عنده نقد فليشتر على النقد ، ففعلوا ذلك ثلاث سنين ، حتى بلغوا القوم الشديد ، وحتى سمعوا أصوات صبيانهم يتصائحون من وراء الشعب ، فكان المشركون يكرهون ما فيه بنو هاشم من البلاء ، حتى كره عامة قريش ما أصاب ببني هاشم ، وأظهروا كراهيتهم لصحيفتهم القاطعة الظالمة ، التي تعاهدوا فيها على محمد ورهطه ، وحتى أراد رجل منهم أن يبرء منها .
وكان أبو طالب يخاف أن يغتالوا رسول الله صلى الله عليه وآله ليلا وسرا ، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أخذ مضجعه أو رقد ، بعثه أبو طالب من فراشه ، وجعله بينه وبين بنيه ، خشية أن يغتالوه .
وتصبح قريش ، فيسمعون من الليل أصوات صبيان بني هاشم الذين في الشعب يتصايحون من الجوع ، فإذا أصبحوا ، جلسوا عند الكعبة ، فيسأل بعضهم بعضا ، فيقول الرجل لصاحبه : كيف بات أهلك البارحة ؟ فيقول : بخير ، لكن إخوانكم هؤلاء الذي في الشعب بات صبيانهم يتصايحون من الجوع حتى أصبحوا .
فمنهم من يعجبه ما يلقى محمد ورهطه ، ومنهم من يكره ذلك . فقال أبو طالب : وهو يذكر ما طلبوا من محمد ، وما حسدوهم ، في كل موسم يمنعوهم أن يبتاعوا بعض ما يصلحهم ، وذكر ذلك شعرا :
ألاما لهم في آخر الليل معتم * طواني ، وأخرى النجم لم يتفحم
طواني وقد نامت عيون كثيرة * وسائر أخرى ساهم لم تنوم
لأحلام أقوام أرادوا محمدا * بسوء من لا يتقي الظلم يظلم
سعوا سفها واقتادهم سوء رأيهم * على قائل من رأيهم غير محكم
رجال نووا ما لن ينالوا نظامها * وإن حسدوا في كل نفر وموسم
أيرجون أن نسخي بقتل محمد * ولم تختضب سمر العوالي من الدم
أيرجون منا خطة دون نيلها * ضراب وطعن بالوشيح المقوم
خزيتم - وبيت الله - لا تقتلونه * جماجم نلقى بالحطيم وزمزم
وتقطع أرحام وتسبى حليلة * ويغشى عليه مجرم بعد مجرم
وينهض قوم بالدروع إليكم * يذبون عن أحسابهم كل مجرم

- ومن الجزء المذكور أيضا ، بالاسناد أيضا ، عن ابن إسحاق قال : ثم إن الله عز وجل برحمته : أرسل على صحيفة قريش التي كتبوا فيها تظاهرهم على بني هاشم الأرضة ، فلم يدع فيها اسما لله تعالى إلا أكلته ، وبقي فيها الظلم والقطيعة والبهتان ، فأخبر الله عز وجل بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله ، فأخبر أبا طالب .
فقال له أبو طالب : يا ابن أخي من حدثك بهذا ، وليس يدخل علينا أحد ، ولا تخرج أنت إلى أحد ، ولست في نفسي من أهل الكذب ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أخبرني ربي بهذا . فقال له عمه : إن ربك الحق وأنا أشهد أنك صادق .
فجمع أبو طالب رهطه ، ولم يخبرهم بما أخبره به رسول الله صلى الله عليه وآله ، كراهية أن يفشوا ذلك الخبر ، فيبلغ المشركين ، فيحتالوا للصحيفة الخب والمكر .
فانطلق أبو طالب برهطه ، حتى دخل المسجد ، والمشركون من قريش في ظل الكعبة ، فلما أبصروه تباشروا به ، وظنوا أن الحصر والبلاء حملهم على أن يدفعوا إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله فيقتلوه .
فلما انتهى إليهم أبو طالب ورهطه ، رحبوا به ، فقالوا : قد آن لك أن تطيب نفسك عن قتل رجل ، في قتله صلاحكم وجماعتكم ، وفي حياته فرقتكم وفسادكم . فقال أبو طالب : قد جئتكم في أمر ، لعله يكون فيه صلاح وجماعة ، فاقبلوا ذلك منا ، هلموا صحيفتكم التي فيها تظاهركم علينا ، فجاءوا بها ، ولا يشكون إلا أنهم يدفعون رسول الله صلى الله عليه وآله إذا نشروها ، فلما جاؤوا بصحيفتهم ، قال أبو طالب : بيني وبينكم ، إن ابن أخي قد أخبرني - ولم يكذبني - أن الله عز وجل قد بعث على صحيفتكم الأرضة فلم تدع لله تعالى اسما إلا أثبتته ونفت منها الظلم والقطعية والبهتان ، فإن كان كاذبا ، فلكم علي أن أدفعه إليكم تقتلونه ، وإن كان صادقا ، فهل ذلك ناهيكم عن تظاهركم علينا ؟ فأخذ عليهم المواثيق ، وأخذوا عليه ، فلما نشروها ، فإذا هي كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله ، وكانوا هم بالعذر أولى منهم فاستسر أبو طالب وأصحابه ، وقالوا : أينا أولى بالسخر والقطيعة والبهتان .
فقام المطعم بن عدي بن نوفل بن مناف ، وهشام بن عمرو أخو بني عامر بن لوي بن حارثة ، فقالوا : نحن براء من هذه الصحيفة القاطعة العادية الظالمة ،ولن نمالي أحدا في فساد أمرنا وأشرافنا ، وتتابع على ذلك ناس من أشراف قريش ، فخرج أقوام من شعبهم ، وقد أصابهم الجهد الشديد ، فقال أبو طالب في ذلك أمر محمد ، وما أرادوا من قتله :
تطاول ليلي بهم نصب * ودمع كسح السقاء السرب
للعب قصي بأحلامها * وهل يرجع الحلم بعد اللعب
ونفى قصي بني هاشم * كنفي الطهاة لطاف الحطب
وقالوا لأحمد أنت امرء * خلوف الحديث ضعيف النسب
وإن كان أحمد قد جاءهم * بحق ولم يأتهم بالكذب
على أن إخواننا وازروا * بني هاشم وبني المطلب
هما أخوان كعظم اليمين * أمرا علينا بعقد الكرب
فيا لقصي ألم تعلموا * بما قد مضى من شؤون العرب
فلا تمسكن بأيديكم * بعيد الأنوق بعجم الذنب
علام علام تلافيتم * بأمر مراح وحلم عزب
ورمتم بأحمد ما رمتم * على الآصرات وقرب النسب
فأما ومن حج من راكب * وكعبة مكة ذات الحجب
تنالون أحمد أو تصطلوا * ظباة الرماح وحد القضب
وتفترفوا بين أبياتكم * صدور العوالي وخيل عصب
تراهن ما بين ضافي السبيب * قطور الحزام طويل اللبب
وجرداء كالطير سمحوجة * طواها النقائع بعد الحلب
عليها صناديد من هاشم * هم الأنجبون مع المنتجب

وقال أبو طالب في شأن الصحيفة لما رأى من قومه لا يتناهون وقد رأوا ما فيها من العلم بما رأوا :
ألا من لهم أخر الليل منصب * وشعب العصا من قومك المتشعب
وحرب أتينا من لوى بن غالب * متى ما تزاحمها الصحيفة تخرب
إذا قائم في القوم قام بخطبة * ألدوا به ذنبا وليس بمذنب
وقد جربوا فيما مضى غب أمرهم * وما عالم أمرا كمن لم يجرب
وقد كان في أمر الصحيفة عبرة * متى ما يخبر غائب القوم يعجب
محى الله منها كفرهم وعقوقهم * وما نقموا من ناطق الحق معرب
فأصبح ما قالوا من الامر باطلا * ومن يختلق ما ليس بالحق يكذب
وأمسى ابن عبد الله فينا مصدقا * على سخط من قومنا غير معتب
فلا تحسبونا مسلمين محمدا * لذي عزة منا ولا متعرب
ستمنعه منا يد هاشمية * مركبها في الناس خير مركب
وما ذنب من يدعو إلى الرب والتقى * ومن يستطع أن يرأب الشعيب يرأب

- وبالاسناد ، قال : فلما ما رآهم أبو طالب بالعداوة ، وباراهم بالحرب ، عدت قريش على من منهم ، فأوثقوه وآذوه ، واشتد البلاء عليهم ، وعظمت الفتنة فيهم ، وزلزلوا زلزالا شديدا ، وعدت بنو جمح على عثمان بن مظعون ، وفر أبو سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم إلى أبي طالب ليمنعه ، وكان خاله ، فجاءت بنو مخزوم ليأخذوا به ، فمنعه .
فقالوا : يا أبا طالب ، منعت منا ابن أخيك ، أتمنع منا ابن أخينا ؟ فقال أبو طالب : أمنع منه ما أمنع ابن أخي ، فقال أبو لهب ، ولم يتكلم بكلام خير قط ليس يومئذ : صدق أبو طالب ، لا يسلمه إليهم ، وطمع فيه أبو طالب حين سمع منه ما سمع ، ورجاء نصره والقيام معه .

- قال : وحدثنا يونس ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : ما زالت قريش كافين عني ، حتى مات أبو طالب .

- وعن أبي إسحق قال : قال علي بن أبي طالب ، يرثي أبا طالب حين مات :
أرقت لنوح آخر الليل غردا * لشيخي ينعى والرئيس المسودا
أبا طالب مأوى الصعاليك ذا الندى * وذا الحلم لا خلفا ولم يك قعددا
أخا الملك خلا ثلمة سيسدها * بنو هاشم أو تستباح وتضهدا
فأمست قريش يفرحون لفقده * ولست أرى حبا لشئ مخلدا
أرادت أمورا ألزبتها حلومها * ستوردها يوما من الغي موردا
يرجون تكذيب النبي وقتله * وأن يفتروا بهتا عليه ومجحدا
كذبتم وبيت الله حتى نذيقكم * صدور العوالي والصفيح المهندا
فإما تبيدونا وإما نبيدكم * وإما تروا سلم العشيرة أرشدا
وإلا فإن الحي دون محمد * بنو هاشم خير البرية محتدا
وإن له فيكم من الله ناصرا * وليس نبي صاحب الله أوحدا
نبي أتى من كل وحي بخطبة * فسماه ربي في الكتاب محمدا
أغر كضوء البدر صورة وجهه * جلا الغيم عنه ضوءه فتفردا
أمين على ما استودع الله قلبه * وإن قال قولا كان فيه مسددا

ونقتصر في هذا الباب على ما ذكرنا هنا ، من طريق العامة ، من حماية أبي طالب لرسول الله صلى الله عليه وآله ، وذكر غير ذلك يطول به الكتاب ، ومن أراد الوقوف على الزيادة على ما ذكرنا ، فعليه بكتاب مستدرك يحيى بن الحسن بن البطريق ، فقد ذكر الكثير من طرق الجمهور ، ما يدل على حماية أبي طالب لرسول الله صلى الله عليه وآله ، وما يدل على إيمانه والحمد لله .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ]   موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Icon_minitime1الجمعة 28 مارس - 16:39:09

الهجرة إلى الحبشة وتصديق النجاشي للنبي(صلى الله عليه وآله) ومن تبعه

- لما اشتدت قريش في أذى رسول الله(صلى الله عليه وآله)وأصحابه أمرهم رسول الله(صلى الله عليه وآله)أن يخرجوا إلى الحبشة ، وأمر جعفر أن يخرج بهم ، فخرج جعفر وخرج معه سبعون رجلا حتى ركبوا البحر ، فلما بلغ قريشا خروجهم بعثوا عمرو بن العاص السهمي وعمارة بن الوليد إلى النجاشي أن يردهم إليهم ، وأن يعلماه أنهم مخالفون لهم ، فخرج عمارة وكان شابا حسن الوجه مترفا ، وأخرج عمرو بن العاص أهله ، فلما ركبوا السفينة شربوا الخمر فقال عمارة لعمرو بن العاص : قل لأهلك تقبلني . فقال : سبحان الله أيجوز هذا ؟ ! فتركه حتى انتشى ، وكان على صدر السفينة فدفعه عمارة وألقاه في البحر ، فتشبث عمرو بصدر السفينة وأدركوه فأخرجوه ، فلما أن رأى عمرو ما فعل به عمارة قال لأهله : قبليه !! فوردوا على النجاشي فدخلوا عليه - وقد كانوا حملوا إليه هدايا - فقال عمرو : أيها الملك إن قوما منا خالفونا في ديننا وصاروا إليك فردهم إلينا .فبعث النجاشي إلى جعفر فأحضره فقال : يا جعفر إن هؤلاء يسألونني أن أردكم إليهم . فقال : أيها الملك سلهم أنحن عبيد لهم ؟ قال عمرو : لا ، بل أحرار كرام . قال : فسلهم ألهم علينا ديون يطالبوننا بها ؟ قال : لا ، ما لنا عليهم ديون .
قال : فلهم في أعناقنا دماء يطالبوننا بذحولها قال عمرو بن العاص : لا ، ما لنا في أعناقهم دماء ولا نطالبهم بذحول . قال : فما تريدون منا ؟ قال عمرو : خالفونا في ديننا ودين آبائنا ، وسبوا آلهتنا ، وأفسدوا شباننا ، وفرقوا جماعتنا ، فردهم إلينا ليجتمع أمرنا . فقال جعفر : أيها الملك خالفناهم لنبي بعثه الله فينا ، أمرنا بخلع الأنداد ، وترك الاستقسام بالأزلام ، وأمرنا بالصلاة والزكاة ، وحرم الظلم والجور وسفك الدماء بغير حلها ، والزنا والربا والميتة والدم ، وأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي . فقال النجاشي : بهذا بعث الله عيسى بن مريم ، ثم قال النجاشي : يا جعفر أتحفظ مما أنزل الله على نبيك شيئا .
قال : نعم .قال : اقرأ . فقرأ عليه سورة مريم فلما بلغ إلى قوله : ( وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا * فكلي واشربي وقري عينا ) بكى النجاشي وقال : إن هذا هو الحق .
فقال عمرو : أيها الملك إن هذا ترك ديننا فرده علينا حتى نرده إلى بلادنا ، فرفع النجاشي يده فضرب بها وجهه ، ثم قال : لئن ذكرته بسوء لأقتلنك .
فقال عمرو - والدماء تسيل على ثيابه - : أيها الملك إن كان هذا كما تقول فإنا لا نعرض له ، فخرج من عنده .
وكانت على رأس النجاشي وصيفة له تذب عنه فنظرت إلى عمارة بن الوليد وكان فتى جميلا ، فلما رجع عمرو بن العاص إلى منزله قال لعمارة : لو راسلت جارية الملك ، فراسلها عمارة فأجابته فقال لعمرو بن العاص : قد أجابتني .
قال : قل لها : تحمل إليك من طيب الملك شيئا ، فقال لها ، فحملته إليه فأخذه عمرو بن العاص وكان الذي فعل به عمارة - حيث ألقاه في البحر - في قلبه ، فادخل الطيب على النجاشي فقال : أيها الملك إن من حرمة الملك وحقه علينا وإكرامه إيانا إذا دخلنا بلاده ونأمن فيه أن لا نغشه ، وإن صاحبي هذا الذي معي قد راسل حرمتك وخدعها وبعثت إليه من طيبك ، فعرض عليه طيبه ، فغضب النجاشي لذلك غضبا شديدا ، وهم أن يقتل عمارة ثم قال : لا يجوز قتله لأنهم دخلوا بلادي بأمان ، فدعا السحرة وقال : أعملوا به شيئا يكون عليه أشد من القتل .
فأخذوه ونفخوا في إحليله شيئا من الزئبق فصار مع الوحش ، فكان يغدو معهم ولا يأنس بالناس ، فبعثت قريش بعد ذلك في طلبه ، فكمنوا له في موضع فورد الماء مع الوحش فقبضوا عليه ، فما زال يضطرب في أيديهم ويصيح حتى مات ، فرجع عمرو إلى قريش فأخبرهم خبره وأنه بقي جعفر بأرض الحبشة في أكرم كرامة ، فما زال بها حتى بلغه أن رسول الله(صلى الله عليه وآله) قد هادن قريشا وقد وقع بينهم صلح ، فقدم بجمع من معه ووافى رسول الله(صلى الله عليه وآله)وقد فتح خيبر .
وولد لجعفر من أسماء بنت عميس بالحبشة عبد الله بن جعفر ، وولد للنجاشي ابن فسماه محمدا أو سقته أسماء من لبنها.
وقال أبو طالب - يحض النجاشي على نصرة النبي واتباعه - :
تعلم مليك الحبش أن محمدا نبي كموسى والمسيح ابن مريم
أتى بالهدى مثل الذي أتيا به وكل بأمر الله يهدي ويعصم
وإنكم تتلونه في كتابكم بصدق حديث لا حديث الترجم
فلا تجعلوا لله ندا وأسلموا فإن طريق الحق ليس بمظلم
وفيما رواه أبو عبد الله الحافظ بإسناده ، عن محمد بن إسحاق قال : بعث رسول الله(صلى الله عليه وآله)عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي في شأن جعفر بن أبي طالب وأصحابه وكتب معه كتابا :

بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى النجاشي الأصحم ملك الحبشة .
سلام عليك ، فإني أحمد إليك الله الملك القدوس المؤمن المهيمن ، وأشهد أن عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة ، فحملت بعيسى فخلقه من روحه ونفخه كما خلق آدم بيده ونفخه ، وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له ، والموالاة على طاعته ، وأن تتبعني وتؤمن بي وبالذي جاءني ، فإني رسول لله ، وقد بعثت إليكم ابن عمي جعفرا ومعه نفر من المسلمين ، فإذا جاءوك فأقرهم ودع التجبر ، فإني أدعوك وجنودك إلى الله ، وقد بلغت ونصحت فاقبلوا نصيحتي ، والسلام على من اتبع الهدى ) .

فكتب النجاشي إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله):
بسم الله الرحمن الرحيم إلى محمد رسول الله من النجاشي الأصحم بن أبحر .
سلام عليك يا نبي الله من الله ورحمة الله وبركاته ، لا إله إلا هو الذي هداني إلى الإسلام ، وقد بلغني كتابك يا رسول الله فيما ذكت من أمر عيسى ، فورب السماء والأرض إن عيسى ما يزيد على ما ذكرت ، وقد عرفنا ما بعثت به إلينا ، وقد قرينا ابن عمك وأصحابه ، فأشهد أنك رسول الله صادقا مصدقا ، وقد بايعتك وبايعت ابن عمك وأسلمت على يديه لله رب العالمين ، وقد بعثت إليك يا نبي الله أريحا بن الأصحم بن أبحر ، فإني لا أملك إلا نفسي ، وإن شئت أن اتيك فعلت يا رسول الله ، فإني أشهد أن ما تقول حق .

ثم بعث إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله)بهدايا ، وبعث إليه بمارية القبطية ، أم إبراهيم (على رواية)، وبعث إليه بثياب وطيب كثير وفرس ، وبعث إليه ثلاثين رجلا من القسيسين لينظروا إلى كلامه ومقعده ومشربه ، فوافوا المدينة ودعاهم رسول الله إلى الإسلام فآمنوا ورجعوا إلى النجاشي .

وفي حديث جابر بن عبد الله : أن رسول الله(صلى الله عليه وآله)صلى على أصحمة النجاشي .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ]   موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Icon_minitime1الجمعة 28 مارس - 16:41:15

في أذى المشركين للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)

- محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد الله ، قال : بينا النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في المسجد الحرام ، وعليه ثياب له جدد ، فألقى المشركون ناقة فملؤوا ثيابه بها ، فدخله من ذلك ما شاء الله ، فذهب إلى أبي طالب فقال له : يا عم كيف ترى حسبي فيكم ؟ فقال له : وما ذاك يا ابن أخي ؟ فأخبره الخبر ، فدعا أبو طالب حمزة ، وأخذ السيف وقال لحمزة : خذ السلا .ثم توجه إلى القوم ، والنبي معه ، فأتى قريشا وهم حول الكعبة ، فلما رأوه عرفوا الشر في وجهه ، ثم قال لحمزة :أمر السلا على سبالهم ، ففعل ذلك حتى أتى على آخرهم ، ثم التفت أبو طالب إلي فقال : يا ابن أخي هذا حسبك فينا .

- وروى عمر بن إبراهيم الأوسي في كتابه قال : نحر أبو جهل يوما جزورا ، ثم أخذ سلاها ، ورسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ساجد ، فغرسها بين كتفيه ، وإذا بفاطمة طرحته عنه فلما فرغ ، قال : اللهم عليك بأبي جهل بن هشام وبعتبة بن ربيعة ، وبشيبة بن ربيعة وبالوليد بن عتبة ، وبأمية بن خلف ، وبعقبة بن أبي معيط ، إنهم أوهنوني .
قال ابن مسعود رضي الله عنه والله لقد رأيتهم قتلى في قليب بدر .

- قال عمر بن إبراهيم الأوسي وغيره ، واللفظ له ، قال : روي أن صفوان لعنه الله ملأ سيفه سما واستأجر عمير بن وهب على قتل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فأتى راكبا راحلته ، وأناخها بباب المسجد ، ودخل على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وعلاه بالسيف ، وإذا بيده يبست ، فنظر إليه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال : مالك لا تفعل ما أمُرت به ؟ فولى راجعا طائر الأعيان .
فدعاه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وأقسم عليه بدينه ، فرجع ، فقال له : جلست أنت وصفوان بن أمية في الحجر ، وذكرتما أصحاب القليب من قريش ، وأنت قلت لولا دين علي وعيال لي أخاف عليهم الضعف بعدي لخرجت لقتل محمد ، وتحمل صفوان بدينك وعيالك ، فجئت إلي لتقتلني ، لم لا تفعل ؟ قال : مد يدك اشهد أن لا إله إلا الله ، وأنت محمد رسول الله وعلي ولي الله .

- وقال الأوسي : وقدم عامر بن طفيل ، يريد قتل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وقد أعطاه جعلا أربد بن قيس ، وقال أنظره إلى أن يصلي فاعله بالسيف ، فلما قدما على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وهو في صلاته ، فقدم عامر بن الطفيل ، وهو في صلاته ، فأتاه يريد الغدر به ، فإذا به مصفدا ، فصاح ، فأتي الخبر إلى أربد بن قيس ، فأتى مسرعا بغيظه مجهرا ، فلما وصل وإذا به مصفدا ، فجعلا يصيحان هذا ومحمد(صلى الله عليه وآله وسلم) بصلاته . فلما فرغ نظر إليهما فقالا : فكنا يا رسول الله : قال : تؤمنان بالله ؟ قالا : نعم ، ففكهما فقال عامر : والله لأملأنها عليك خيلا ورجلا فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) اللهم اكفنا شره وابتله بغدة كغدة البعير ، فخرج بسفره ، وإذا هي برقبته كبندقة ، فصاح ومات على البعير وانقلب على الأرض لا رحمه الله .

- وعن جابر بن عبد الله : أن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) نزل تحت شجرة ، فعلق بها سيفه ، ثم نام فجاء أعرابي فأخذ السيف وقام على رأسه : فاستيقظ عليه السلام فقال : يا محمد من يعصمك الآن مني ؟ قال : الله تعالى ، فرجف وسقط السيف من يده .
وفي خبر أنه بقي جالسا زمانا ولم يعاقبه النبي .

- حذيفة وأبو هريرة : جاء أبو جهل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)- وهو يصلي - ليطأ على رقبته فجعل ينكص على عقبيه ، فقيل : مالك ؟ قال : إن بيني وبينه خندقا من نار مهولا ، ورأيت الملائكة ذوي أجنحة فقال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): لو دنا مني لاخطفته الملائكة عضوا عضوا فنزل ( أفرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى ) .

- محمد بن إسحاق لما خرج النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) مهاجرا اتبعه سراقة بن جعشم مع خيله ، فلما رآه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)دعا ، فكأن قوائم فرسه ساخت حتى تغيبت ، فتضرع إلى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) حتى دعا وصار إلى الأرض ، فقصد كذلك ثلاثا والنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : يا أرض خذيه ، فإذا تضرع قال : دعيه ، فحلف بعد الرابعة أن لا يعود إلى ما يسؤوه .
وهذا الحديث والقصة مذكور من طرق الخاصة والعامة .

- الطبرسي في " الاحتجاج " في حديث طويل عن الإمام موسى بن جعفر عن آبائه ، عن الحسين بن علي ، عن أبيه(عليهم السلام) في حديث له مع يهودي ، قال أمير المؤمنين (عليه السلام):كان النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يؤذي قريشا بالدعاء فقام يوما فسفه أحلامهم ، وعاب دينهم ، وشتم أصنامهم ، وضلل آباءهم ، فاغتموا لذلك غما شديدا فقال أبو جهل : والله للموت خير لنا من الحياة ، فليس فيكم معاشر قريش أحد يقتل محمدا فيقتل به ؟ فقالوا : لا .
قال : فأنا أقتله ، فإن شاءت بنو عبد المطلب قتلوني ، وإلا تركوني ، قالوا : فإنك إن فعلت ذلك اصطنعت إلى أهل الوادي معروفا لا تزال تذكر به ، قال : إنه كثير السجود حول الكعبة ، فإذا سجد وجاء أخذت حجرا فشدخته به .
فجاء رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، فطاف بالبيت أسبوعا ، ثم صلى وأطال السجود ، فأخذ أبو جهل حجرا ، فأتاه من قبل رأسه ، فلما أن قرب منه أقبل فحل من قبل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فاغرا فاه نحوه ، فلما أن رآه أبو جهل فزع منه ، وارتعدت يده ، وطرح الحجر فشدخ رجله ، فرجع مدميا متغير اللون ، يفيض عرقا فقال له أصحابه : ما رأيناك كاليوم ؟ ! قال : ويحكم أعذروني ، فإنه أقبل من عنده فحل فاغرا فاه فكاد يبلعني ، فرميت بالحجر فشدخت رجلي .

- محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ( رضي الله عنه ) في " قرب الإسناد " : عن الحسن بن ظريف ، عن معمر ، عن الرضا عن أبيه موسى بن جعفر(عليهما السلام) في حديث طويل قال : إن أبا جهل عمرو بن هشام المخزومي أتاه ، يعني النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو نائم خلف جدار ، ومعه حجر يريد أن يرميه به فالتصق بكفه .

- وفي هذا الحديث أيضا : أن عامر بن الطفيل ، وأربد بن قيس أتيا النبي فقال عامر لأربد : إذا أتيناه فأنا أشاغله عنك ، فاعله بالسيف ، فلما دخلا عليه قال عامر : يا محمد حائر ؟ قال : لا حتى تقول : لا إله إلا الله ، وإني رسول الله ، وهو ينظر إلى أربد ، وأربد لا يحير شيئا فلما طال ذلك نهض وخرج ، وقال لأربد : ما كان أحد على وجه الأرض أخوف منك على نفسي فتكا منك ، ولعمري لا أخافك بعد اليوم ، فقال له أربد : لا تعجل فإني ما هممت بما أمرتني به إلا دخلت الرجال بيني وبينه حتى ما أبصر غيرك فأضربك .

- وعن أبي بصير ، عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال : لما ظهرت نبوة وعظم على قريش أمره ونزول الوحي عليه وما كان يخبرهم به قال بعضهم لبعض : ليس لنا إلا قتل محمد ، وقال أبو سفيان : أنا أقتله لكم ، قالوا : وكيف تصنع ؟ قال : بلغنا أنه يظل كل ليلة في مغار جبل أو في واد وقد عرفت أنه في هذه الليلة يمضي إلى جبل حراء فيظل فيه ، قالوا : ويحك يا أبا سفيان إنه لا يمشي عليه أحد إلا قذفه حتى يقطعه ، وكيف يمضي أحد إليه ؟ ! وبعثوا إلى أرصاد لهم على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال تجسسوا لنا عليه الليلة ، ودوروا من حول جبل حراء ، فلعل محمدا يعلوه فيقذفه ، فتكفون مؤنته ، فلما جن عليه الليل أخذ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بيد علي بن أبي طالب(عليه السلام)، ثم خرجا وأصحابه لا يشعرون ، وأبو سفيان وجميع من في الرصد مقنعون بالحديد من حول حراء ، فما شعروا حتى وافى رسول الله وأمير المؤمنين(عليهما السلام)بين يديه ، فصعدا جبل حراء فلما صارا عليه وفي ذروته ، اهتز الجبل وماج ، ففزع أبو سفيان ومن معه ، فتباعدوا من الجبل ، وقالوا : كفينا مؤنة محمد وقد قذفه حراء وقطعه ، فاطلبوه من حول الجبل ، فسمعوا النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : أسكن حراء فما عليك إلا نبي ووصي نبي .
فقال أبو سفيان : فسمعت محمدا ، يقول : جبل حراء إن قرب منك أبو سفيان ومن معه فأدمهم بهوامك حتى تنهشهم فتجعلهم حصيدا خامدين قال أبو سفيان : فسمعت حراء يلبيه من كل جوانبه ويقول : سمعا وطاعة لك يا رسول الله ولوصيك ، فسعينا على وجوهنا خوفا أن نهلك بما قال محمد ، وأصبحوا واجتمعت قريش فقصوا قصتهم وما كان من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وما خاطب به جبل حراء وما أجابه ، فقال أبو جهل لعنه الله : ماذا أنتم صانعون ؟ فقالوا : رأيك فأنت سيدنا وكبيرنا ، فقال : نكافح محمدا بالسيف علينا أم عليه ، غلبنا أم غلبناه ، ففي أحد الغلبين راحة ، فقال أبو سفيان : وقد بقي لي كيدا أكيد به محمدا ، فقالوا له : وما هو يا أبا سفيان ؟ فقال : إنه قد خبرت أنه يستظل من حر الشمس تحت حجر عال في هذا اليوم ، فآتي الحجر إذا استظل به محمد فأهدهده عليه بجمع ذي القوة ، فلعلنا نكفي مؤنته ، فقالوا له : فافعل يا أبا سفيان ، قال : فبعث أبو سفيان رصدا على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) حتى عرف أنه قد خرج هو وعلي معه حتى أتيا الحجر واستظل تحته ، وجعل رأسه في حجر علي صلوات الله عليهما ، فقال : يا علي إني راقد وأبو سفيان يأتيك من وراء هذا الحجر في جمع ذي قوة ، فإذا صاروا في ظهر الحجر استصعب عليهم ، ويمتنع من أن يعمل فيه أيديهم ، فمر الحجر أن ينقلب عليهم فإنه ينقلب ، فيقتل القوم جميعا ويفلت أبو سفيان وحده .
فقال أبو سفيان لأصحابه : لا تجزعوا من كلام محمد ، فإنه ما قال هذا القول إلا ليسمعنا حتى لا ندنوا من الحجر ، ثم إنه شجعهم حتى صاروا في ظهر الحجر ، ورسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) راقد في حجر علي بن أبي طالب ، فراموا الحجر أن يستهدهدوه أو يقلعوه فيلقوه على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، فاستصعب عليهم وامتنع منهم .
فقال أصحاب أبي سفيان : إنا نظن محمدا قد قال حقا ، إنا نعهد هذا الحجر لو رامه بعض عدونا لدهدهه وقلعه ، فما باله اليوم مع كثرتنا لا يهتز ! فقال أبو سفيان : اصبروا عليه .
وأحس بهم أمير المؤمنين صلوات الله عليه فصاح : يا حجر انقلب عليهم فأت عليهم غير صخر بن حرب ، فما استتم كلامه حتى انقض الحجر عليهم فتفرقوا ، فامتد الحجر ، وطال ، حتى كبس القوم جميعا غير أبي سفيان ، فإنه أفلت وهو يضحك ويقول : يا محمد ، لو أحييت لي الموتى ، وسيرت الجبال ، وأطاعك كل شئ لعصيتك وحدي ، فسمع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) كلامه فقال له : ويلك يا أبا سفيان ، والله لتؤمنن بي ، ولتطيعني مكرها مغلوبا ، إذا فتح الله مكة .
فقال أبو سفيان : أما وقد أخبرت يا محمد بفتح مكة وإيماني بك وطاعتي إياك قهرا لا يكون ، ففتح الله على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) مكة ، وأسر أبو سفيان ، فآمن مكرها وأطاع صاغرا .
فقال أبو عبد الله(عليه السلام):والله لقد دخل أبو سفيان بعد فتح مكة على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وهو في مسجده على منبره ، في يوم جمعة بالمدينة ، فنظر أبو سفيان إلى أكابر ربيعة ، ومضر ، واليمن ، وساداتهم في المسجد ، يزاحم بعضهم بعضا ، فوقف أبو سفيان متحيرا ، وقال في نفسه : يا محمد قدرت أن هذه الجماجم تذل لك حتى تعلو أعوادك هذه وتقول ما تقول ، فقطع النبي خطبته وقال له : على رغم أنفك يا أبا سفيان ، فجلس أبو سفيان خجلا ثم قال في نفسه : يا محمد إن أمكنني الله منك لأملأن يثرب خيلا ورجلا ولأعفين آثارك .
فقطع النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) خطبته ثم قال : يا أبا سفيان أما في حياتي فلا ، وأما بعدي يتقدمك من هو أشقى منك ، ثم يكون منك ومن أهل بيتك ما يكون ، تقول في نفسك ما تقول ، إلا أنك لا تطفئ نوري ولا تقطع ذكري ولا يدوم ذلك لكم ويسلبنكم الله إياه ، وليخلدنكم في النار ، وليجعلنكم شجرتها التي هي وقودها ، فمن أجل ذلك قال الله : ( والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم ) إلى تمام الآية ، والشجرة هم بنو أمية وهم أهل النار .

- ابن شهرآشوب ، عن طارق المحاربي : رأيت النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في سويقة ذي المجاز ، عليه حلة حمراء وهو يقول : يا أيها الناس ، قولوا : لا إله إلا الله تفلحوا ، وأبو لهب يتبعه ويرميه بالحجارة ، وقد أدمى كعبيه وعرقوبيه وهو يقول : يا أيها الناس لا تطيعوه فإنه كذاب .

- وعن ابن عباس : دخل النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) الكعبة ، وافتتح الصلاة ، فقال أبو جهل : من يقوم إلى هذا الرجل فيفسد عليه صلاته ؟ فقام ابن الزبعري وتناول فرثا ودما وألقى ذلك عليه ، فجاء أبو طالب وقد سل سيفه ، فلما رأوه جعلوا ينهضون ، فقال أبو طالب : والله لئن قام أحد حلأته بسيفي ، ثم قال : يا ابن أخي ، من الفاعل بك هذا ؟ قال : عبد الله ، فأخذ أبو طالب فرثا ودما فألقى عليه .
ثم قال ابن شهرآشوب : وفي روايات كثيرة متواترة ، أنه أمر عبيده : أن يلقوا السلا عن ظهره ، ويغسلوه ، ثم أمرهم أن يأخذوه فيمروا على سبال القوم بذلك .
والروايات في أمثال ذلك لا تحصى ، والله يعلم حيث يجعل رسالاته .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ]   موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Icon_minitime1الجمعة 28 مارس - 16:44:16

فيما عمله (صلى الله عليه وآله) بعد موت عمه أبي طالب(عليه السلام) قبل الهجرة

- عمر بن إبراهيم الأوسي في كتابه قال :قيل :إن رسول الله(صلى الله عليه وآله)لما مات أبو طالب عليه السلام لج المشركون في أذيته ، فصار يعرض نفسه على القبائل بالاسلام والايمان ، فلم يأت أحد من القبائل إلا صده ورده .
فقال بعضهم : أعلم أنه لا يقدر أن يصلحنا وهو قد أفسد قومه ، فعمد إلى ثقيف بالطائف فوجد سادتهم جلوسا ، وهم ثلاثة أخوة ، فعرض عليهم الاسلام وحذرهم من النار وغضب الجبار .
فقال أحدهم : أنا أسرق ثياب الكعبة إن كان الله بعثك نبيا .
وقال آخر : يا محمد عجز الله أن يرسل غيرك ؟
وقال آخر : لا تكلموه إن كان رسولا من الله كما يزعم ، هو أعظم قدرا أن يكلمنا ، وإن كان كاذبا على الله فهو أسرف بكلامه .
وجعلوا يستهزؤن به ، فجعل يمشي كلما وضع قدما وضعوا له صخرة ، فما فرغ من أرضهم إلا وقدماه تشخب دما ، فعمد لحائط من كرومهم ، وجلس مكروبا ، فقال :

اللهم إني أشكو إليك غربتي وكربتي وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين ، أنت رب المكروبين ، اللهم إن لم يكن لك علي غضب فلا أبالي ، ولكن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك ، وبك منك ، لا أحصي الثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ، لك الحمد حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

قيل : وكان في الكرم عتبة بن ربيعة ، وشيبة ، فكره أن يأتيهما ، لما يعلم من عداوتهما .
فقالا لغلام لهما يقال له عداس : خذ قطفين من العنب ، وقدحا من الماء ، واذهب بهما إلى ذلك الرجل ، وإنه سيسئلك أهدية أم صدقة ، فإن قلت : صدقة لم يقبلها ، بل قل له هدية .
فمضى ووضعه بين يديه ، فقال :هدية أم صدقة ؟ فقال :هدية ، فمد يده وقال :بسم الله ، وكان عداس نصرانيا ، فلما سمعه عجب منه ، وصار ينظره ، فقال له : يا عداس من أين ؟ قال :من أهل نينوى ، قال :من مدينة الرجل الصالح أخي يونس بن متى ، قال :ومن أعلمك ؟ فأخبره بقصته ، وبما أوحي إليه ، فقال :ومن قبله ؟ فقال : نوح ، ولوط ، وحكاه بالقصة ، فخر ساجدا لله ، وجعل يقبل قدميه ، هذا وسيداه ينظران إليه .
فقال أحدهما للآخر : سحر غلامك ، فلما أتاهما قالا له : ما شأنك سجدت وقبلت يديه ؟ فقال :يا أسيادي ما على وجه الأرض أشرف ولا ألطف ولا أخير منه ، قالوا : ولم ذلك ؟ قال : حدثني بأنبياء ماضية ، ونبينا يونس بن متى ، فقالا :يا ويلك فتنك عن دينك ، فقال :والله إنه نبي مرسل ، قال له :ويحك عزمت قريش على قتله ، فقال : هو والله يقتلهم ويسودهم ويشرفهم ، إن تبعوه دخلوا الجنة ، وخاب من لا يتبعه ، فقاما يريدان ضربه فركض للنبي وأسلم .


- ابن شهرآشوب في كتاب " الفضائل " لما توفي أبو طالب رحمة الله عليه واشتد على النبي(صلى الله عليه وآله)البلاء والأذى ، عمد إلى ثقيف بالطائف ، رجاء أن يؤوه سادتها : عبد يا ليل ، ومسعود ، وحبيب ، بنو عمرو بن عمير الثقفي ، فلم يقبلوه ، وتبعه سفهاؤهم بالأحجار ، وأدموا رجليه ، فخلص منهم ، واستظل في ظل حبلة منه ، وقال : اللهم إني أشكوا إليك من ضعف قوتي ، وقلة حيلتي وناصري ، وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين .
فأنفذ عتبة وشيبة ، ابنا ربيعة إليه بطبق عنب ، على يد غلام يدعى عداسا وكان نصرانيا ، فلما مد يده وقال :بسم الله ، فقال :إن أهل هذا البلد لا يقولونها ، فقال النبي(صلى الله عليه وآله):من أين أنت ؟ قال :من بلد نينوى ، فقال :من مدينة الرجل الصالح يونس بن متى ، قال :ومن أين تعرفه ؟ قال :أنا رسول الله والله أخبرني خبر يونس .فخر عداس ساجدا لله ، وجعل يقبل قدميه وهما يسيلان الدماء .
فقال عتبة لأخيه : قد أفسد عليك غلامك : ولما انصرف عند سيده قال : إنه والله نبي صادق ، فقالوا :إنه رجل خداع ، لا يفتنك عن نصرانيتك .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ]   موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Icon_minitime1الجمعة 28 مارس - 16:49:21

الهجرة إلى المدينة

- الشيخ الطوسي في "أماليه " قال :أخبرنا جماعة : منهم الحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون ، وأبو طالب بن عرفة ، وأبو الحسين الصفار ، وأبو علي الحسن بن إسماعيل بن أشناس ، قالوا :حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني ، قال : حدثنا أحمد بن سفيان بن العباس النحوي ، قال : حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح ، قال : حدثنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قاضي الشرقية ، قال : حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ، يعني الأشهلي عن داود بن حصين ، عن أبي غطفان ، عن ابن عباس ، قال : اجتمع المشركون في دار الندوة ، ليتشاوروا في أمر رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وأتى جبرئيل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخبره الخبر ، وأمره أن لا ينام في مضجعه تلك الليلة .
فلما أراد رسول الله(صلى الله عليه وآله)المبيت أمر عليا(عليه السلام)أن يبيت في مضجعه تلك الليلة ، فبات علي ، وتغشى ببرد أخضر حضرمي ، كان لرسول الله(صلى الله عليه وآله) ينام فيه ، وجعل السيف إلى جنبه ، فلما اجتمع أولئك النفر من قريش ، يطوفون ويرصدونه يريدون قتله ، فخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهم جلوس على الباب خمسة وعشرون رجلا ، فأخذ حفنة من البطحاء ، ثم جعل يذرها على ، رؤوسهم ، وهو يقرأ (يس والقرآن الحكيم )حتى بلغ (فأغشيناهم فهم لا يبصرون ).فقال لهم قائل : ما تنتظرون ؟ قالوا :محمدا قال : خبتم وخسرتم قد والله مر بكم ، فما منكم رجل إلا وقد جعل على رأسه ترابا ، قالوا : والله ما أبصرناه ، قال : فأنزل الله عز وجل ( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ).

- وعنه قال : حدثنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الامام بأنطاكية ، قال : حدثنا محفوظ بن بحر قال : حدثنا الهيثم بن جميل قال : حدثنا قيس بن ربيع ، عن حكيم بن جبير ، عن علي بن الحسين(عليهما السلام)في قول الله عز وجل (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله ) قال : نزلت في علي(عليه السلام)حين بات على فراش رسول الله(صلى الله عليه وآله).

- وعنه قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن العباس اليزيدي النحوي : قال : حدثنا الخليل بن أسد ، أبو الأسود الموميحاني قال :حدثنا أبو زيد سعيد بن أوس يعني الأنصاري النحوي قال : كان أبو عمرو بن العلاء إذا قرأ (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله ) قال كرم الله عليا فيه نزلت هذه الآية .

- عنه قال أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، قال : حدثنا محمد بن الصباح الجرجاني قال : حدثني محمد بن كثير الملائي ، عن عوف الاعرابي ، من أهل البصرة ، عن الحسن بن أبي الحسن ، عن أنس بن مالك ، قال : لما توجه رسول الله(صلى الله عليه وآله)إلى الغار ، ومعه أبو بكر ، أمر النبي(صلى الله عليه وآله)عليا(عليه السلام) أن ينام على فراشه ، ويتغشى ببردته ، فبات علي موطنا نفسه على القتل .
وجاءت رجال من قريش من بطونها يريدون قتل رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فلما أرادوا أن يضعوا عليه أسيافهم لا يشكون أنه محمد(صلى الله عليه وآله)فقالوا : أيقظوه ليجد ألم القتل ، ويرى السيوف تأخذه ، فلما أيقظوه فرأوه عليا تركوه ، وتفرقوا في طلب رسول الله(صلى الله عليه وآله)فأنزل الله عز وجل (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد ) .

- وعنه قال : أخبرنا جماعة ، قالوا : أخبرنا أبو المفضل ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله المحاربي ، قال : حدثنا أبو يحيى التميمي ، عن عبد الله بن جندب ، عن أبي ثابت ، عن أبيه ، عن مجاهد ، قال :فخرت عايشة بأبيها ومكانه مع رسول الله(صلى الله عليه وآله)في الغار ، فقال عبد الله بن شداد بن الهاد :وأين أنت من علي بن أبي طالب حيث نام في مكانه وهو يرى أنه يقتل ، فسكتت ولم تحر جوابا .

- وعنه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين ، عن إبراهيم العلوي النصيبي ببغداد ، قال : حدثنا محمد بن علي بن حمزة العلوي ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا الحسين بن زيد ، عن عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جده ، عن جعدة بن هبيرة ، عن أمه أم هانىء بنت أبي طالب قالت : لما أمر الله تعالى نبيه بالهجرة وأنام عليا على فراشه ، وسجاه ببرد حضرمي ، ثم خرج فإذا وجوه قريش على بابه ، فأخذ حفنة من تراب ، فذرها على رؤوسهم فلم يشعر به أحد منهم ، ودخل على بيتي ، فلما أصبح أقبل عليّ وقال : أبشري يا أم هاني فهذا جبرئيل يخبرني : أن الله عز وجل قد أنجى عليا من عدوه .قالت : وخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله)مع جناح الصبح إلى غار ثور ، فكان فيه ثلثا حتى سكن عنه الطلب ، ثم أرسل إلى علي وأمره بأمره وأداء الأمانة.

...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ]   موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Icon_minitime1الجمعة 28 مارس - 16:52:12

- وعنه قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن عبيد الله بن عمار الثقفي ، سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة ، قال : حدثنا علي بن محمد بن سليمان النوفلي ، سنة خمسين ومأتين ، قال حدثني الحسن بن حمزة أبو محمد النوفلي ، قال : حدثني أبي ، وخالي : يعقوب بن الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، عن الزبير بن سعيد الهاشمي ، قال : حدثنيه أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر رضي الله عنه ، بين القبر والروضة عن أبيه ، وعبيد الله بن أبي رافع جميعا ، عن عمار بن ياسر رضي الله عنه وأبي رافع مولى النبي .قال أبو عبيدة : وحدثنيه سنان بن أبي سنان الديلي : أن هند بن هند بن أبي هالة الأسيدي حدثه ، عن أبيه هند بن أبي هالة ربيب رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وأمه خديجة(عليها السلام)زوج النبي وأخته لامه فاطمة صلوات الله عليها .
قال أبو عبيدة : وكان هؤلاء الثلاثة : هند بن أبي هالة ، وأبو رافع ، وعمار بن ياسر جميعا يحدثون عن هجرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) بالمدينة ، ومبيته قبل ذلك على فراشه .
قال : وصدر هذا الحديث عن هند بن أبي هالة ، واقتصاصه عن الثلاثة : هند ، وعمار ، وأبي رافع ، وقد دخل حديث بعضهم في بعض .
قالوا : كان الله عز وجل مما يمنع نبيه بعمه أبي طالب فما كان يخلص إليه أمر يسوءه من قومه مدة حياته ، فلما مات أبو طالب نالت قريش من رسول الله(صلى الله عليه وآله)بغيتها ، وأصابته بعظيم من الأذى حتى تركته لقى ، فقال : لأسرع ما وجدنا فقدك يا عم ، وصلتك رحما ، وجزيت خيرا يا عم .
ثم ماتت خديجة(عليها السلام)بعد أبي طالب(عليها السلام)بشهر ، واجتمع بذلك على رسول الله(صلى الله عليه وآله)حزنان ، حتى عرف ذلك فيه .
قال هند : ثم انطلق ذوو الطول والشرف من قريش إلى دار الندوة ، ليرتأوا ويأتمروا في رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأسروا ذلك بينهم ، فقال بعضهم : نبني له علما ويترك برحا نستودعه فيه فلا يخلص من الصباة فيه إليه أحد ولا يزال في رنق من العيش حتى يتضيفه ريب المنون ، وصاحب هذه المشورة العاص بن وائل ، وأمية وأبي ابنا خلف .
فقال قائل : كلا ما هذا لكم برأي ، ولئن صنعتم ذلك ليتنمرن الحدب الحميم والمولى الحليف ، ثم ليأتين المواسم والأشهر الحرم بالأمن ، فلينتزعن من أنشوطتكم قولوا : قولكم . فقال عتبة ، وشيبة وشركهما أبو سفيان .قالوا : فإنا نرى نرحل بعيرا صعبا ونوثق محمدا عليه كتافا وشدا ثم نقصع البعير بأطراف الرماح ، فيوشك أن يقطعه بين الدكادك إربا إربا .
فقال صاحب رأيهم : إنكم لم تصنعوا بقولكم هذا شيئا ، أرأيتم إن خلص به البعير سالما إلى بعض الافاريق ، فأخذ بقلوبهم بسحره وبيانه وطلاقة لسانه فصبا القوم إليه ، واستجابت القبائل له قبيلة فقبيلة فليسيرن حينئذ إليكم بالكتائب والمقانب فلتهلكن كما هلكت إياد ومن كان قبلكم . قولوا : قولكم . فقال له أبو جهل : لكني أرى لكم أن تعمدوا إلى قبايلكم العشرة فتنتدبوا من كل قبيلة منها رجلا نجدا ، ثم تسلحوه حساما عضبا ، وتمهد الفتية حتى إذا غسق الليل وغور بيتوا بابن أبي كبشة بياتا فيذهب دمه في قبايل قريش جميعا ، فلا يستطيع بنو هاشم وبنو المطلب مناهضة قبايل قريش في صاحبهم فيرضون حينئذ بالعقل منهم .
فقال صاحب رأيهم : أصبت يا أبا الحكم ، ثم أقبل عليهم ، فقال : هذا الرأي ، فلا تعدلن به رأيا ، وأوكئوا في ذلك أفواهكم حتى يستتب أمركم ، فخرج القوم عزين وسبقهم بالوحي بما كان من كيدهم جبرئيل ، فتلا هذه الآية على رسول الله(صلى الله عليه وآله)(وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) .
فلما أخبره جبرئيل بأمر الله في ذلك ووحيه وما عزم له من الهجرة دعا رسول الله(صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب(عليه السلام) لوقته ، فقال له : يا علي إن الروح هبط على بهذه الآية آنفا ، يخبرني أن قريش اجتمعت على المكر بي وقتلي ، وأنه أوحي إلي عن ربي عز وجل أن أهجر دار قومي وأن انطلق إلى غار ثور تحت ليلتي وأنه أمرني أن آمرك بالمبيت على ضجاعي ومضجعي لتخفي بمبيتك عليه أثري ، فما أنت قايل وصانع ؟ فقال علي : أو تسلمن بمبيتي هناك يا نبي الله ؟ قال : نعم ، فتبسم علي ضاحكا ، وأهوى إلى الأرض ساجدا ، شكرا لما أنبأه رسول الله(صلى الله عليه وآله) من سلامته وكان علي أول من سجد لله شكرا ، وأول من وضع وجهه على الأرض بعد سجدته من هذه الأمة بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله).
فلما رفع رأسه قال له : امض بما أمرت ، فداك سمعي وبصري وسويداء قلبي ، ومرني بما شئت أكن فيه كسيرتك واقع بحيث مرادك ، وإن توفيقي إلا بالله .
قال : وأن ألقى عليك شبه مني ، أو قال : شبهي ؟ قال : إن يمنعني نعم ، قال : فأرقد على فراشي واشتمل ببردي الحضرمي . ثم إني أخبرك يا علي أن الله تعالى يمتحن أوليائه على قدر إيمانهم ومنازلهم من دينه فأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأوصياء ثم الأمثل فالأمثل ، وقد امتحنك يا ابن أمي وامتحنني فيك بمثل ما امتحن به خليله إبراهيم والذبيح إسماعيل فصبرا صبرا فإن رحمة الله قريب من المحسنين . ثم ضمه النبي إلى صدره وبكى إليه وجدا به ، وبكى علي عليه السلام لفراق رسول الله(صلى الله عليه وآله)، واستتبع رسول الله(صلى الله عليه وآله)أبا بكر بن أبي قحافة ، وهند بن أبي هالة ، فأمرهما أن يقعدا له بمكان ذكره لهما من طريقه إلى الغار ولبث رسول الله(صلى الله عليه وآله) بمكانه مع علي عليه السلام يوصيه ويأمره في ذلك بالصبر حتى صلى العشائين .
ثم خرج في فحمة العشاء ، والرصد من قريش قد أطافوا بداره ينتظرون أن ينتصف الليل وتنام الأعين فخرج وهو يقرأ هذه الآية (وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون ) وكان بيده قبضة من تراب ، فرمى بها في رؤوسهم فما شعر القوم به حتى تجاوزهم ، ومضى حتى أتى إلى هند وأبي بكر ، فنهضا معه حتى وصلوا إلى الغار .
ثم رجع هند إلى مكة بما أمره به رسول الله(صلى الله عليه وآله)ودخل رسول الله(صلى الله عليه وآله)وأبو بكر إلى الغار فلما خلق الليل وانقطع الأثر أقبل القوم على علي قذفا بالحجارة والحلم فلا يشكون أنه رسول الله(صلى الله عليه وآله)حتى إذا برق الفجر ، وأشفقوا أن يفضحهم الصبح ، هجموا على علي ، وكانت دور مكة يومئذ سوائب لا أبواب لها ، فلما بصر بهم علي قد انتضوا السيوف .
وأقبلوا عليه بها ، يقدمهم خالد بن الوليد بن المغيرة ، وثب به علي فختله وهمز يده ، فجعل خالد يقمص قماص البكر ، وإذا له رغاء فابذعر الصبح ، وهم في عرج الدار من خلفه ، وشد عليهم علي بسيفه يعني سيف خالد ، فأجفلوا أمامه إجفال النعم إلى ظاهر الدار وتبصروه ، وإذا هو علي قالوا : إنك لعلي ؟ قال : أنا علي قالوا : فإنا لم نردك فما فعل صاحبك ، قال : لا علم لي به .
وقد كان علم ، يعني عليا ، أن الله تعالى قد أنجى نبيه بما كان أخبره من مضيه إلى الغار واختبائه فيه فأذكت قريش عليه العيون ، وركبت في طلبه الصعب والذلول .
وأمهل علي ، حتى إذا أعتم من الليلة القابلة ، انطلق هو وهند بن أبي هالة حتى دخلا على رسول الله(صلى الله عليه وآله) في الغار ، فأمر رسول الله هندا أن يبتاع له ولصاحبه بعيرين .
فقال أبو بكر : قد كنت أعددت لي ولك يا نبي الله راحلتين نرتحلهما إلى يثرب ، فقال : إني لا آخذهما ولا أحدهما إلا بالثمن ، قال : فهي لك بذلك ، فأمر رسول الله(صلى الله عليه وآله)عليا فأقبضه الثمن .ثم وصاه بحفظ ذمته وأداء أمانته ، فكانت قريش تدعو محمدا في الجاهلية الأمين ، وكانت تستودعه وتستحفظه أموالها وأمتعتها ، وكذلك من يقدم مكة من العرب في الموسم ، وجاءته النبوة والرسالة والامر كذلك .
فأمر عليا أن يقيم صارخا يهتف بالأبطح غدوة وعشيا : من كان له قبل محمد أمانة أو وديعة فليأت فلنؤد إليه أمانته .
قال : فقال : إنهم لن يصلوا من الآن إليك يا علي بأمر تكرهه حتى تقدم علي : فأد أمانتي على أعين الناس ظاهرا ، ثم إني مستخلفك على فاطمة ابنتي ، ومستخلف ربي عليكما ، ومستحفظه فيكما ، فأمره أن يبتاع رواحل له ، وللفواطم ، ومن أزمع الهجرة معه من بني هاشم .
قال أبو عبيدة : فقلت لعبيد الله ، يعني ابن أبي رافع : أو كان رسول الله(صلى الله عليه وآله)يجد ما ينفقه هكذا ؟ فقال : إني سألت أبي عما سألتني ، وكان يحدث لي هذا الحديث فقال : وأين يذهب بك عن مال خديجة قال : إن رسول الله(صلى الله عليه وآله)قال : ما نفعني قط ما نفعني مال خديجة .
وكان رسول الله(صلى الله عليه وآله) يفك في مالها الغارم والعاني ويحمل الكل ، ويعطي في النائبة ، ويرفد فقراء أصحابه إذ كان بمكة ، ويحمل من أراد منهم الهجرة ، معه وكانت قريش إذا رحلت عيرها في الرحلتين ، يعني رحلة الشتاء والصيف ، كانت طائفة من العير لخديجة ، وكانت أكثر قريش مالا ، وكان ينفق منه ما شاء في حياتها ثم ورثها هو وولدها .
قال : وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله)لعلي وهو يوصيه : وإذا أبرمت ما أمرتك من أمر ، فكن على أهبة الهجرة إلى الله ورسوله ، وسر إلي لقدوم كتابي إليك ولا تلبث .
وانطلق رسول الله(صلى الله عليه وآله)لوجهه يؤم المدينة ، وكان مقامه في الغار ثلثا ، ومبيت علي على الفراش أول ليلة . قال عبيد الله بن أبي رافع : وقد قال علي بن أبي طالب يذكر مبيته على الفراش ومقام رسول الله في الغار :
وقيت بنفسي خير من وطئ الحصا * ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر
محمد لما خاف أن يمكروا به * فوقاه ربي ذو الجلال من المكر
وبت أراعيهم متى يأسرونني * وقد وطنت نفسي على القتل والأسر
وبات رسول الله في الغار آمنا * هناك وفي حفظ الاله وفي ستر
أقام ثلثا ثم زمت قلائص * قلائص يفرين الحصا أينما يفري

ولما ورد رسول الله(صلى الله عليه وآله)المدينة نزل في بني عمرو بن عوف بقباء ، فأراده أبو بكر على دخوله المدينة ، وألاصه في ذلك ، فقال : ما أنا بداخلها حتى يقدم ابن عمي وابنتي يعني عليا وفاطمة .
قالا : قال أبو اليقظان فحدثنا رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ونحن معه بقبا ، عما أرادت قريش من المكر به ، ومبيت علي على فراشه ، قال : أوحى الله عز وجل إلى جبرائيل وميكائيل أني قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر صاحبه ، فأيكما يؤثر أخاه ؟ وكلاهما كرها الموت ، فأوحى الله إليهما عبداي ألا كنتما مثل وليي علي آخيت بينه وبين محمد نبيي ، فآثره بالحياة على نفسه ؟ ثم ظل ، أو قال : رقد على فراشه يقيه بنفسه إهبطا إلى الأرض جميعا فاحفظاه من عدوه .
فهبط جبرئيل فجلس عند رأسه ، وميكائيل عند رجليه ، وجعل جبرئيل يقول : بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب ؟ ! والله عز وجل يباهي بك الملائكة .
قال : فأنزل الله عز وجل في علي وما كان من مبيته على فراش رسول الله (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد ) .
قال أبو عبيدة : قال أبي : وابن أبي رافع : ثم كتب رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلى علي بن أبي طالب كتابا يأمره بالمسير إليه ، وقلة التلوم وكان الرسول إليه أبا واقد الليثي فلما أتاه كتاب رسول الله(صلى الله عليه وآله) تهيأ للخروج والهجرة ، فآذن من كان معه من ضعفاء المؤمنين ، فأمرهم أن يتسللوا ويتخففوا إذا ملا الليل بطن كل واد إلى ذي طوى ، وخرج علي بفاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم ، وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب ، وقد قيل : هي ضباعة وتبعهم أيمن بن أم أيمن مولى رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وأبو واقد رسول رسول الله(صلى الله عليه وآله)فجعل يسوق بالرواحل فاعنف بهم .
فقال علي : إرفق بالنسوة أبا واقد ، إنهن من الضعائف ، قال : إني أخاف أن يدركنا الطالب ، أو قال : الطلب ، فقال علي أربع عليك فإن رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال لي : يا علي إنهم لن يصلوا من الآن بأمر تكرهه . ثم جعل - يعني عليا - يسوق بهن سوقا رفيقا وهو يرتجز ويقول :
ليس إلا الله فارفع ظنكا * يكفيك رب الناس ما أهمكا

وسار فلما شارف ضجنان أدركه الطلب سبع فوارس من قريش مستلئمين وثامنهم مولى الحرب بن أمية يدعى جناحا ، فأقبل علي على أيمن وأبي واقد وقد تراءى القوم فقال لهم : أنيخا الإبل وأعقلاها ، وتقدم حتى أنزل النسوة ودنا القوم ، فاستقبلهم علي منتضيا سيفه ، فأقبلوا عليه فقالوا : ظننت أنك يا غدار ناج بالنسوة ، ارجع لا أبا لك ، قال : فإن لم أفعل ؟ قالوا : لترجعن راغما ، أو لنرجعن بأكبرك سعرا وأهون بك من هالك .
ودنا الفوارس من النسوة والمطايا ليثوروها ، فحال علي بينهم وبينها ، فأهوى إليه جناح بسيفه ، فراغ علي عن ضربته ، وتختله علي فضربه على عاتقه ، فأسرع السيف مضيا فيه حتى مس كاثبة فرسه .
وكان علي يشتد على قدميه شد الفرس أو الفارس على فرسه ، فشد عليهم بسيفه وهو يقول :
خلوا سبيل الجاهد المجاهد * آليت لا أعبد غير الواحد

فتصدع القوم عنه فقالوا له : أغن عنا نفسك يا ابن أبي طالب ، قال : فإني منطلق إلى ابن عمي رسول الله بيثرب فمن سره أن أفري لحمه ، أو أهريق دمه فليتبعني أو فليدن مني .
ثم أقبل على صاحبيه أيمن وأبي واقد ، فقال لهما : أطلقا مطاياكما ، ثم سار ظاهرا قاهرا حتى نزل ضجنان فتلوم بها قدر يومه وليلته ، ولحق به نفر من المؤمنين المستضعفين وفيهم أم أيمن مولاة رسول الله(صلى الله عليه وآله)فصلى ليلته تلك هو والفواطم : أمه فاطمة بنت أسد رضي الله عنها ، وفاطمة بنت رسول الله(عليهما السلام)، وفاطمة بنت الزبير يصلون ليلتهم ، ويذكرون قياما وقعودا وعلى جنوبهم فلم يزالوا كذلك حتى طلع الفجر فصلى بهم صلاة الفجر .
ثم سار لوجهه ، فجعل وهم يصنعون ذلك منزلا بعد منزل يعبدون الله عز وجل ويرغبون إليه كذلك حتى قدم المدينة .
وقد نزل الوحي بما كان من شأنهم قبل قدومهم .
(الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا )إلى قوله تعالى (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى )الذكر علي ، والأنثى فاطمة (بعضكم من بعض ) يقول : علي من فاطمة أو قال : الفواطم ، وهن من علي ( فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب ) .
وتلا : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد ) قال : وقال له : يا علي أنت أول هذه الأمة إيمانا بالله ورسوله ، وأولهم هجرة إلى الله ورسوله ، وآخرهم عهدا برسوله ، لا يحبك والذي نفسي بيده إلا مؤمن قد امتحن الله قلبه للايمان ، ولا يبغضك إلا منافق أو كافر .

...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ]   موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Icon_minitime1الجمعة 28 مارس - 16:54:57

- وعنه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله ، أن رسول الله(صلى الله عليه وآله)لما خرج من الغار متوجها إلى المدينة ، وقد كانت قريش جعلت لمن أخذه مائة من الإبل ، فخرج سراقة بن مالك بن جعشم فيمن يطلب ، فلحق برسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): "اللهم اكفني شر سراقة بما شئت " ، فساخت قوائم فرسه فثنى رجله ثم اشتد ، فقال : يا محمد إني علمت أن الذي أصاب قوائم فرسي إنما هو من قبلك ، فادع الله أن يطلق لي فرسي ، فلعمري إن لم يصبكم مني خير لم يصبكم مني شر . فدعا رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فأطلق الله عز وجل فرسه ، فعاد في طلب رسول الله ، حتى فعل ذلك ثلاث مرات ، كل ذلك يدعو رسول الله فتأخذ الأرض قوائم فرسه . فلما أطلقت في الثالثة ، قال : يا محمد هذه إبلي بين يديك فيها غلامي ، وإن احتجت إلى ظهر أو لبن فخذ منه ، وهذا سهم كنانتي علامة ، وأنا أرجع فأرد عنك الطلب ، فقال لا حاجة لنا فيما عندك .

- قال الزمخشري في " ربيع الأبرار " : قال سراقة بن مالك بن جشعم الكناني الذي تبع رسول الله(صلى الله عليه وآله) في مهاجره فرسخت قوائم فرسه في الأرض ، فدعا له فتخلص يخاطب أبا جهل :
أبا حكم والله لو كنت شاهدا * لأمر جوادي إن تسوخ قوائمه
علمت ولم تشكك بأن محمدا * رسول ببرهان فمن ذا يقاربه
وقال الزمخشري : كان عكرمة بن أبي جهل إذا نشر المصحف غشي عليه ويقول : هذا كلام ربي .

- محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي حمزة ، عن سعيد بن المسيب ، قال : سألت علي بن الحسين ابن كم كان علي بن أبي طالب يوم أسلم ؟ فقال : أو كان كافرا قط ؟ إنما كان لعلي حيث بعث الله عز وجل رسوله عشر سنين ، ولم يكن يومئذ كافرا . ولقد آمن بالله تبارك وتعالى ورسوله ، وسبق الناس كلهم إلى الايمان بالله وبرسوله ، وإلى الصلاة ثلاث سنين ، وكانت أول صلاة صلاها مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) الظهر ركعتين ، وكذلك فرضها الله تبارك وتعالى على من أسلم بمكة ركعتين ركعتين ، وكان رسول الله(صلى الله عليه وآله)يصليها بمكة ركعتين ، ويصليها علي معه بمكة ركعتين مدة عشر سنين ، حتى هاجر رسول الله(صلى الله عليه وآله)إلى المدينة ، وخلف عليا في أمور لم يكن يقوم بها أحد غيره . وكان خروج رسول الله(صلى الله عليه وآله)من مكة في أول يوم من ربيع الأول ، وذلك يوم الخميس من سنة ثلاث عشرة من المبعث ، وقدم المدينة لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول مع زوال الشمس ، فنزل بقباء فصلى الظهر ركعتين ، والعصر ركعتين .
ثم لم يزل مقيما ينتظر عليا يصلي الخمس صلوات ركعتين ركعتين ، وكان نازلا على عمرو بن عوف فأقام عندهم بضعة عشر يوما ، يقولون له : أما تقيم عندنا فنتخذ لك منزلا ومسجدا ؟ فيقول : لا ، إني أنتظر علي بن أبي طالب وقد أمرته أن يلحقني ، ولست مستوطنا منزلا حتى يقدم علي ، وما أسرعه إن شاء الله .
فقدم علي والنبي في بيت عمرو بن عوف فنزل معه ، ثم إن رسول الله(صلى الله عليه وآله)لما قدم علي من قبا إلى بني سالم بن عوف ، وعلي عليه السلام معه يوم الجمعة مع طلوع الشمس ، فخط لهم مسجدا ، ونصب قبلته فصلى بهم الجمعة ركعتين ، وخطب خطبتين .
ثم راح من يومه إلى المدينة على ناقته التي كان قدم عليها وعلي معه لا يفارقه يمشي بمشيه .
وليس يمر رسول الله(صلى الله عليه وآله)ببطن من بطون الأنصار إلا قاموا إليه ، يسألونه أن ينزل عليهم فيقول لهم : خلوا سبيل الناقة فإنها مأمورة ، فانطلقت به ورسول الله(صلى الله عليه وآله)واضع لها زمامها حتى إذا انتهت إلى الموضع الذي ترى ، وأشار بيده إلى باب مسجد رسول الله(صلى الله عليه وآله)الذي يصلي عنده بالجنائز ، فوقفت عنده وبركت ووضعت جرانها على الأرض ، فنزل رسول الله(صلى الله عليه وآله)وأقبل أبو أيوب مبادرا حتى احتمل رحله ، فأدخله منزله ، ونزل رسول الله(صلى الله عليه وآله)وعلي معه حتى بنى له مسجده ، وبنيت له مساكنه ومنزل علي فتحولا إلى منازلهما .
فقال سعيد بن المسيب لعلي بن الحسين : جعلت فداك كان أبو بكر مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) حين أقبل إلى المدينة فأين فارقه ؟ فقال : إن أبا بكر لما قدم رسول الله(صلى الله عليه وآله)إلى قبا فنزل بهم ينتظر قدوم علي ، فقال له أبو بكر : انهض بنا إلى المدينة فإن القوم قد فرحوا بقدومك ، وهم يستريثون إقبالك إليهم ، فانطلق بنا ولا تقم بنا ههنا تنتظر قدوم علي ، فما أظنه يقدم عليك إلى شهر . فقال له رسول الله(صلى الله عليه وآله)كلا ما أسرعه ، ولست أريم حتى يقدم ابن عمي وأخي في الله عز وجل ، وأحب أهل بيتي إلي ، فقد وقاني بنفسه من المشركين ، قال : فغضب عند ذلك أبو بكر واشمأز ، وداخله من ذلك حسد لعلي ، وكان أول عداوة بدت منه لرسول الله(صلى الله عليه وآله)في علي ، وأول خلاف على رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فانطلق حتى دخل المدينة وتخلف رسول الله(صلى الله عليه وآله) بقبا ينتظر قدوم علي .
قال فقلت لعلي بن الحسين : متى زوج رسول الله فاطمة من علي ؟ فقال : في المدينة بعد الهجرة بسنة ، وكان لها يومئذ تسع سنين .
قال علي بن الحسين : ولم يولد لرسول الله من خديجة على فطرة الاسلام إلا فاطمة وقد كانت خديجة عليها السلام ماتت قبل الهجرة بسنة ، ومات أبو طالب رضي الله عنه بعد موت خديجة بسنة ، فلما فقدهما رسول الله(صلى الله عليه وآله) سئم المقام بمكة ، ودخله حزن شديد ، وأشفق على نفسه من كفار قريش ، فشكا إلى جبرئيل ذلك ، فأوحى الله عز وجل إليه : أخرج من القرية الظالم أهلها ، وهاجر إلى المدينة ، فليس لك اليوم بمكة ناصر ، وانصب للمشركين حربا فعند ذلك توجه رسول الله(صلى الله عليه وآله)المدينة .
فقلت له : فمتى فرضت الصلاة على المسلمين على ما هم عليه اليوم ؟ فقال : بالمدينة حين ظهرت الدعوة ، وقوي الاسلام ، وكتب الله عز وجل على المسلمين الجهاد ، زاد رسول الله(صلى الله عليه وآله)في الصلاة سبع ركعات : في الظهر ركعتين ، وفي العصر ركعتين ، وفي المغرب ركعة ، وفي العشاء الآخرة ركعتين ، وأقر الفجر على ما فرض : لتعجيل نزول ملائكة النهار من السماء ، ولتعجيل عروج ملائكة الليل إلى السماء ، وكان ملائكة الليل وملائكة النهار يشهدون مع رسول الله(صلى الله عليه وآله)صلاة الفجر ، فلذلك قال الله عز وجل (إن قرآن الفجر كان مشهودا )يشهده المسلمون وتشهده ملائكة النهار وملائكة الليل .

- الشيخ المفيد في كتاب " الاختصاص " عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن عمرو بن سعيد الثقفي ، عن يحيى بن الحسن بن فرات ، عن يحيى بن المساور ، عن أبي الجارود زياد بن المنذر ، عن أبي جعفر ، قال : لما صعد رسول الله(صلى الله عليه وآله)الغار طلبه علي بن أبي طالب ، وخشي أن يغتاله المشركون : وكان رسول الله(صلى الله عليه وآله)على حراء وعلي على ثبير فبصر به النبي فقال : مالك يا علي ؟ فقال : بأبي أنت وأمي خشيت أن يغتالك المشركون فطلبتك ، فقال رسول الله : ناولني يدك يا علي فرجف الجبل حتى تخطى برجله إلى الجبل الآخر ، ثم رجع الجبل إلى قراره .

- السيد الرضي في " الخصائص " باسناد مرفوع قال : قال ابن الكواء لأمير المؤمنين : أين كنت حيث ذكر الله نبيه ، وأبا بكر (ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ) فقال أمير المؤمنين : ويلك يا ابن الكواء كنت على فراش رسول الله(صلى الله عليه وآله) وقد طرح على ريطته ، فأقبلت قريش مع كل رجل منهم هراوة فيها شوكها ، فلم يبصروا رسول الله(صلى الله عليه وآله)حيث خرج ، فأقبلوا علي يضربونني بما في أيديهم ، حتى تنفض جسدي وصار مثل البيض ، ثم انطلقوا بي يريدون قتلي ، فقال بعضهم : لا تقتلوه الليلة ولكن أخروه واطلبوا محمدا . قال : فأوثقوني بالحديد ، وجعلوني في بيت ، واستوثقوا مني ومن الباب بقفل ، فبينا أنا كذلك إذ سمعت صوتا من جانب البيت يقول : يا علي ، فسكن الوجع الذي كنت أجده - وذهب الورم الذي كان في جسدي ، ثم سمعت صوتا آخر يقول : يا علي ، فإذا الحديد في رجلي قد تقطع ، ثم سمعت صوتا آخر يقول : يا علي ، فإذا الباب قد تساقط ما عليه ، وفتح ، فقمت وخرجت ، وقد كانوا جاؤوا بعجوز كمهاء ، لا تبصر ولا تنام تحرس الباب ، فخرجت عليها وهي لا تعقل من النوم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ]   موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Icon_minitime1الجمعة 28 مارس - 16:59:09

في تواضع النبي(صلى الله عليه وآله) لأهل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)

- الشيخ في " أماليه " قال : أخبرنا محمد بن محمد ( يعني المفيد ) قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمران المرزباني ، قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى المكي قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا هوذة بن خليفة قال : حدثنا عوف عن عطية الطفاوي ، عن أبيه ، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : بينا رسول الله صلى الله عليه وآله في بيتي إذ قال الخادم : يا رسول الله إن عليا وفاطمة بالسدة ، فقال : قومي فتنحي لي عن أهل بيتي ، قالت : فقمت فتنحيت في البيت قريبا ، فدخل علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وهما صبيان صغيران ، فوضعهما النبي صلى الله عليه وآله في حجره وقبلهما ، واعتنق عليا بإحدى يديه ، وفاطمة باليد الأخرى ، وقبل فاطمة وقال : اللهم إليك أنا وأهل بيتي لا إلى النار .

- وعنه قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عمر رحمه الله قال : حدثني بن عيسى بن أبي موسى بالكوفة ، قال : حدثني عبدوس بن محمد الحضرمي ، قال : حدثنا محمد بن فرات ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي ، قال : كان رسول الله(صلى الله عليه وآله)يأتينا كل غداة فيقول : الصلاة رحمكم الله الصلاة ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) .

- وعنه ، عن أبي محمد الفحام ، قال : حدثني عمر بن يحيى ، قال : حدثني إبراهيم بن عبد الله البلخي ، حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل ، قال : سمعت الصادق يقول : حدثني أبي محمد بن علي ، عن جابر بن عبد الله ، قال : كنت عند النبي(صلى الله عليه وآله) أنا من جانب ، وعلي أمير المؤمنين من جانب ، إذ أقبل عمر بن الخطاب ، ومعه رجل قد تلبب به ، فقال : ما باله ؟ قال : حكى عنك يا رسول الله أنك قلت : من قال : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، دخل الجنة ، وهذا إذا سمعته الناس فرطوا في الاعمال ، أفأنت قلت ذلك يا رسول الله ؟ قال : نعم إذا تمسك بمحبة هذا وولايته .

- وعنه باسناده ، قال : أخبرنا أبو عمرو ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد قال : حدثنا الحسين بن عبد الرحمن بن محمد الأزدي ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا عبد النور بن عبد الله بن سنان قال : حدثنا سليمان بن قرم ، قال : حدثني أبو الجحاف ، وسالم بن أبي حفصة ، عن نقيع أبي داود ، عن أبي الحمراء ، قال : شهدت النبي(صلى الله عليه وآله)أربعين صباحا يجئ إلى باب علي وفاطمة فيأخذ بعضادتي الباب ثم يقول : السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله الصلاة يرحمكم الله (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) .

- وعنه ، قال : أخبرنا أبو عمرو قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، قال : حدثنا موسى بن إبراهيم المروزي ، قال : حدثنا موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده ، عن جابر بن عبد الله ، قال : لما زوج رسول الله(صلى الله عليه وآله) فاطمة من علي أتاه أناس من قريش ، فقالوا : إنك زوجت عليا بمهر خسيس ، فقال : ما أنا زوجت عليا ولكن الله زوجه ليلة أسرى بي عند سدرة المنتهى أوحى الله إلى السدرة أن انثري ما عليك ، فنثرت الدر والجوهر والمرجان ، فابتدر الحور العين فالتقطن ، فهن يتهادينه ويتفاخرن ويقلن : هذا من نثار فاطمة بنت محمد عليهما السلام . فلما كانت ليلة الزفاف أتى النبي ببغلته الشهباء ، وثنى عليها قطيفة ، وقال لفاطمة : اركبي ، وأمر سلمان أن يقودها ، والنبي يسوقها .
فبينما هو في بعض الطريق إذ سمع النبي صلى الله عليه وآله وجبة ، فإذا هو جبرئيل في سبعين ألفا ، وميكائيل في سبعين ألفا ، فقال النبي : ما أهبطكم إلى الأرض ؟ قالوا : جئنا نزف فاطمة إلى علي بن أبي طالب فكبر جبرئيل ، وكبر ميكائيل ، وكبرت الملائكة ، وكبر محمد ، فوقع التكبير على العرائس من تلك الليلة .

- وعنه قال : أخبرنا أبو عبد الله حموية بن علي بن حموية البصري ، قال : حدثنا أبو الحسين محمد بن محمد بن بكر الفراني ، قال : حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ، قال : حدثنا أبو الفضل العباس بن الفرج الرياشي ، قال : حدثنا عثمان بن عمر ، عن إسرائيل ، عن ميسرة بن حبيب ، عن المنهال بن عمرو ، عن عائشة بنت طلحة ، عن عايشة ، قالت : ما رأيت من الناس أحدا أشبه كلاما وحديثا برسول الله من فاطمة كانت إذا دخلت عليه رحب بها وقبل يديها وأجلسها في مجلسه .
فإذا دخل عليها قامت إليه فرحبت به وقبلت يديه ، ودخلت عليه في مرضه فسارها فبكت ، ثم سارها فضحكت ، فقلت : كنت أرى لهذه فضلا على النساء فإذا هي امرأة من النساء ، فبينما هي تبكي إذ ضحكت ، فسألتها ، فقالت : إني كئيبة فلما توفي رسول الله سألتها ، فقالت : إنه أخبرني أنه يموت فبكيت ، ثم أخبرني أني أول أهله لحوقا به فضحكت .

- وعنه قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبان ، قال : حدثني جعفر بن ميسرة ، عن أبي عبد الله بن عبد الرحمن اليشكري عن أنس بن مالك ، قال : بينما أنا أوضئ رسول الله(صلى الله عليه وآله) إذ دخل عليه علي فجعل يأخذ من وضوئه فيغسل به وجهه ثم قال : أنت سيد العرب ، فقال : يا رسول الله أنت رسول الله وسيد العرب ، قال : يا علي أنا رسول الله وسيد ولد آدم ، وأنت أمير المؤمنين وسيد العرب .

- كتاب " المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة " بالاسناد عن سليم بن قيس الهلالي قال : جاء رجل إلى أمير المؤمنين(عليه السلام)فقال له : أخبرني بأفضل مناقبك من رسول الله(صلى الله عليه وآله)قال : كان لرسول الله لحاف ، وكنت مشتكيا ، فأجلسني عنده ثم حط اللحاف بين يدي عايشة ، وقام يصلي ويدعو ، فبات ليلته على ذلك الحال ، ويأتيني ويسألني وينظر إلي ، فما زال دأبه حتى أصبح ، فخرج يصلي بأصحابه الغداة ، فقال : اللهم اشف عليا وعافه فإنه أسهرني الليلة .
قال علي : فكأنما نشطت من عقال ، فقمت وخرجت إلى المسجد ، فلما رآني قال : أبشر يا علي إني لم أسأل الله تعالى فيك شيئا إلا أعطيته .

- ومن " الكتاب " أيضا بالاسناد ، عن الحسين بن علي ، عن أمه فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ، قالت : نزلت على سيدي قراءة هذه الآية ( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ) قالت فاطمة فجئت وهبت النبي(صلى الله عليه وآله)أن أقول له : يا أباه ، فجعلت أقول : يا رسول الله فأقبل علي وقال : يا بنية لم تنزل فيك ولا في أهلك من قبل ، قال : أنت مني وأنا منك ، وإنما نزلت في أهل الجفاء ، وإن قولك يا أباه أحب إلى القلب وأرضى للرب . ثم قال : أنت نعم الولد ، وقبل جبهتي ومسحني من ريقه ، فما احتجت إلى الطيب بعده .

- ابن بابويه في " أماليه " باسناده عن محمد بن الفيض بن المختار عن أبيه ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، عن أبيه ، عن جده ، قال : خرج رسول الله(صلى الله عليه وآله)وهو راكب ، وخرج علي(عليه السلام)وهو يمشي ، فقال له : يا أبا الحسن إما أن تركب ، وإما أن تنصرف .
فإن الله عز وجل أمرني أن تركب إذا ركبت ، وتمشي إذا مشيت ، وتجلس إذا جلست ، إلا أن يكون حد من حدود الله لابد لك من القيام والقعود فيه ، وما أكرمني الله بكرامة إلا وقد أكرمك بمثلها . وخصني بالنبوة والرسالة ، وجعلك وليي في ذلك تقوم في حدوده وفي صعب أموره ، والذي بعث محمدا بالحق نبيا ما أمن بي من أنكرك ولا أقر بي من جحدك ، ولا آمن بالله من كفر بك ، وإن فضلك لمن فضلي وإن فضلي لك لفضل الله ، وهو قول ربي عز وجل ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) ، ففضل الله نبوة نبيكم ، ورحمته ولاية علي بن أبي طالب ، بالنبوة والولاية فليفرحوا يعني الشيعة ( فبذلك ) قال : بالنبوة والولاية ( فليفرحوا ) يعني الشيعة ، ( هو خير مما يجمعون ) يعني مخالفيهم من الأهل والمال والولد في دار الدنيا ، والله يا علي ما خلقت إلا ليعبد ربك ، ولتعرف بك معالم الدين ، ويصلح بك دارس السبل ، ولقد ضل من ضل عنك ، ولن يهتدي إلى الله عزو جل من لم يهتد إليك وإلى ولايتك ، وهو قول ربي عز وجل : ( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ) يعني إلى ولايتك . ولقد أمرني ربي تبارك وتعالى أن أفترض من حقك ما أفترضه من حقي ، وإن حقك لمفروض على من آمن بي ، ولولاك لم يعرف حزب الله ، وبك يعرف عدو الله ، ومن لم يلقه بولايتك لم يلقه بشئ .
ولقد أنزل الله عز وجل ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) - يعني في ولايتك يا علي - ( وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ) ولو لم أبلغ ما أمرت به من ولايتك لحبط عملي .
ومن لقى الله عز وجل بغير ولايتك فقد حبط عمله ، وغدا ينجز لي ، وما أقول إلا قول ربي تبارك وتعالى ، وإن الذي أقول لمن الله عز وجل أنزله فيك .

- الشيخ المفيد في " أماليه " قال : أخبرني الشريف أبو عبد الله محمد بن الحسن الجواني ، قال : أخبرني المظفر بن جعفر العلوي العمري قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود ، عن أبيه ، عن محمد بن حاتم ، قال : حدثنا سويد بن سعيد ، قال : حدثني محمد بن عبد الله اليماني عن ابن مينا ، عن أبيه عن عايشة ، قالت : جاء علي بن أبي طالب يستأذن على النبي(صلى الله عليه وآله) فلم يأذن له فأستأذن دفعه أخرى فقال النبي : ادخل يا علي .فلما دخل قام إليه رسول الله(صلى الله عليه وآله)فاعتنقه ، وقبل بين عينيه وقال : بأبي الوحيد الشهيد ، بأبي الوحيد الشهيد .

- الشيخ في " أماليه " ، قال : أخبرنا محمد بن محمد ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال حدثني الحسين الهادي بن حمزة أبو علي من أصل كتابه ، قال : حدثنا الحسن بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : حدثنا محمد بن سليمان الأصفهاني ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن علي بن أبي طالب ، قال : دعاني النبي(صلى الله عليه وآله)وأنا أرمد العين ، فتفل في عيني ، وشد العمامة على رأسي ، وقال : اللهم اذهب عنه الحر والبرد فما وجدت بعدها حرا ولا بردا .

- محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن الحسن بن علي العقيلي ، عن علي بن أبي علي اللهبي ، عن أبي عبد الله قال : عمم رسول الله(صلى الله عليه وآله )عليا بيده ، فسد لها من بين يديه ، وقصرها من خلفه قدر أربع أصابع ، ثم قال أدبر فأدبر ، ثم قال : أقبل فأقبل ، ثم قال : هكذا تيجان الملائكة صلوات الله عليهم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ]   موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Icon_minitime1الجمعة 28 مارس - 17:01:30

في مجلسه (صلى الله عليه وآله) في العلم وتسويته (صلى الله عليه وآله) بين أصحابه في اللحظات وغير ذلك

- محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الوشاء ، عن جميل بن دراج ، عن أبي عبد الله قال : كان رسول الله(صلى الله عليه وآله)يقسم لحظاته بين أصحابه ، فينظر إلى ذا وينظر إلى ذا بالسوية ، قال : ولم يبسط رسول الله(صلى الله عليه وآله) رجليه بين أصحابه قط ، وإن كان ليصافحه الرجل فما يترك رسول الله(صلى الله عليه وآله)يده من يده حتى يكون هو التارك ، فلما فطنوا لذلك كان الرجل إذا صافحه قال بيده فنزعها من يده .

- وعنه قال : حدثني محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن جميل ، عن أبي عبد الله ، قال : كان رسول الله(صلى الله عليه وآله)يقسم لحظاته بين أصحابه ، ينظر إلى ذا وينظر إلى ذا بالسوية .

- وعنه بإسناده ، عن إسماعيل بن مهران ، عن أيمن بن محرز ، عن أبي عبد الله قال : ما صافح رسول الله(صلى الله عليه وآله)رجلا قط فنزع يده حتى يكون هو الذي ينزع عنه .

- وعنه ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبد الله قال : ما أكل رسول الله(صلى الله عليه وآله)متكئا منذ بعثه الله عز وجل إلى أن قبضه ، تواضعا لله عز وجل ، ولا رؤي ركبته أمام جليسه في مجلس قط ، ولا صافح رسول الله(صلى الله عليه وآله)رجلا قط فنزع يده من يده حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده .

- وعنه ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن محمد بن قيس قال : سمعت أبا جعفر يقول : وهو يحدث الناس بمكة : صلى رسول الله(صلى الله عليه وآله)الفجر ، ثم جلس مع أصحابه حتى طلعت الشمس ، فجعل يقوم الرجل بعد الرجل حتى لم يبق معه إلا رجلان : أنصاري ، وثقفي . فقال لهما رسول الله(صلى الله عليه وآله): قد علمت أن لكما حاجة تريدان أن تسألاني عنها ، فإن شئتما أخبرتكما بحاجتكما قبل أن تسألاني ، وإن شئتما فسألا عنها ، قالا : بل تخبرنا قبل أن نسألك عنها ، فإن ذلك أجلى للعمى ، وأبعد من الارتياب ، وأثبت للايمان . فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): أما أنت يا أخا ثقيف فإنك جئت تسألني عن وضوءك وصلاتك مالك في ذلك من الخير .
أما وضوءك ، فإنك وضعت يدك في إنائك ثم قلت : بسم الله تناثرت منها ما اكتسبت من الذنوب ، فإذا غسلت وجهك تناثرت التي اكتسبتها عيناك بنظرهما وفوك ، فإذا غسلت ذراعيك تناثرت الذنوب عن يمينك وشمالك ، وإذا مسحت رأسك وقدميك تناثرت الذنوب التي مشيت إليها على قدميك ، فهذا لك في وضوءك .

- وعنه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله قال : أتى النبي رجلان : رجل من الأنصار ، ورجل من ثقيف ، فقال الثقفي : يا رسول الله(صلى الله عليه وآله)حاجتي ، فقال : سبقك أخوك الأنصاري ، فقال : يا رسول الله إني على ظهر سفر ، وإني عجلان .
فقال الأنصاري : إني قد أذنت له ، فقال : إن شئت سألتني وإن شئت نبأتك ، فقال : نبئني يا رسول الله(صلى الله عليه وآله)فقال : جئت تسألني عن الصلاة ، وعن الوضوء ، وعن السجود ، فقال الرجل : إي والذي بعثك بالحق ، فقال : أسبغ الوضوء ، واملأ يديك من ركبتيك ، وعفر جبينك في الصلاة ، وصل صلاة مودع .
وقال الأنصاري يا رسول الله حاجتي ، قال : إن شئت سألتني ، وإن شئت نبأتك ، فقال : يا رسول الله نبأني ، قال : جئت تسألني عن الحج ، وعن الطواف بالبيت ، وعن السعي بين الصفا والمروة ، ورمي الجمار ، وحلق الرأس ، ويوم عرفة .
فقال الرجل : إي والذي بعثك بالحق نبيا ، قال : لا ترفع ناقتك خفا إلا كتب الله به لك حسنة ، ولا تضع خفا إلا حط به عنك سيئة ، وطواف البيت ، والسعي بين الصفا والمروة ينقيك كما ولدتك أمك من الذنوب ، ورمي الجمار ذخر يوم القيامة ، وحلق الرأس لك بكل شعرة نور يوم القيامة ، ويوم عرفة يوم يباهي الله عز وجل به الملائكة ، فلو حضرت ذلك اليوم برمل عالج وقطر السماء وأيام العالم ذنوبا ، فإنه تبت ذلك اليوم .
وفي حديث آخر له بكل خطوة إليها يكتب له حسنة ، ويمحى عنه سيئة ، ويرفع له بها درجة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ]   موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Icon_minitime1الجمعة 28 مارس - 17:04:51

في ذكر أسماء النبي (صلى الله عليه وآله)

وأما أسماؤه وصفاته صلوات الله عليه وآله فمنها :
ما جاء به التنزيل وهو
: الرسول ، النبي ، الأمي : في قوله ( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ) .
والمزمل والمدثر : في قوله تعالى ( يا أيها المزمل ) ( يا أيها المدثر ) .
والنذير المبين : في قوله تعالى ( قل اني انا النذير المبين ).
وأحمد : في قوله تعالى ( ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ) .
ومحمد : في قوله تعالى ( محمد رسول الله ) .
والمصطفى : في قوله تعالى ( الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ) .
والكريم : في قوله تعالى ( إنه لقول رسول كريم ) .
وسماه سبحانه نورا : في قوله ( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ) .
ونعمة : في قوله تعالى ( يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها ) .
ورحمة : في قوله تعالى ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) .
وعبدا : في قوله تعالى ( نزل الفرقان على عبده ) .
رؤوفا رحيما : في قوله ( بالمؤمنين رؤوف رحيم ) .
شاهدا ، ومبشرا ، ونذيرا ، وداعيا : في قوله تعالى ( انا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * وداعيا إلى الله باذنه وسراجا منيرا ) .
وسماه منذرا : في قوله تعالى ( انما أنت منذر ).
وسماه عبد الله : في قوله تعالى ( وانه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا ) .
وسماه مذكرا : في قوله تعالى : ( انما أنت مذكر ) ، .
وسماه طه ، ويس .

ومنها : ما جاءت به الأخبار :
ذكر محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه عن جبير بن مطعم قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله)يقول ( إن لي أسماء : أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحي يمحو الله بي الكفر ، وأنا الحاشر يحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد ).
وقيل : أن الماحي الذي يمحى به سيئات من اتبعه .
وفي خبر آخر : المقفي ، ونبي التوبة ، ونبي الملحمة ، والخاتم ، والغيث ، والمتوكل .

وأسماؤه في كتب الله السالفة كثيرة منها :
مؤذ مؤذ بالعبرانية في التوراة ، وفارق في الزبور .

وروى أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في كتاب دلائل النبوة : بإسناده عن الأعمش ، عن عباية بن ربعي ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): ( إن الله عز وجل قسم الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما ، وذلك قوله في : ( وأصحاب اليمين ) ( وأصحاب الشمال ) فأنا من أصحاب اليمين وأنا خير أصحاب اليمين .
ثم جعل القسمين أثلاثا ، فجعلني في خيرها ثلثا فذلك قوله : ( فأصحاب الميمنة ) ( وأصحاب المشئمة ) ( والسابقون السابقون ) فأنا من السابقين وأنا خير السابقين ، ثم جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة وذلك قوله : ( وجعلناكم شعوبا وقبائل ) الآية ، فأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على الله ولا فخر ، ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا وذلك قوله عز وجل : ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) فأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب ) .

وروى الشيخ أبو عبد الله الحافظ بإسناده ، عن سفيان بن عيينة أنه قال : أحسن بيت قالته العرب قول أبي طالب للنبي :
وشق له من اسمه كي يجله * فذو العرش محمود وهذا محمد

وقال غيره : إن هذا البيت لحسان بن ثابت في قطعة له أولها :
ألم تر أن الله أرسل عبده * ببرهانه والله أعلى وأمجد

ومن صفاته التي جاءت في الحديث :
راكب الجمل ، وآكل الذراع ، ومحرم الميتة ، وقابل الهدية وخاتم النبوة ، وحامل الهراوة ، ورسول الرحمة .

ويقال : إن كنيته في التوراة أبو الأرامل ، واسمه صاحب الملحمة .

وروي أنه قال(صلى الله عليه وآله) : ( أنا الأول والآخر ، أول في النبوة ، واخر في البعثة ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ]   موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Icon_minitime1الجمعة 28 مارس - 17:07:29

في تواضع النبي(صلى الله عليه وآله) وحسن خلقه


- محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال :ما أكل رسول الله(صلى الله عليه وآله) متكئا منذ بعثه الله عز وجل إلى أن قبضه تواضعا لله عز وجل ، وما رؤي ركبتاه أمام جليسه في مجلس قط .
ولا صافح رسول الله(صلى الله عليه وآله)رجلا قط فنزع يده من يده حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده ، ولا كافئ رسول الله(صلى الله عليه وآله) بسيئة قط قال الله له : ( ادفع بالتي هي أحسن السيئة ) وما منع سائلا قط ، إن كان عنده أعطى ، وإلا قال : يأتي الله عز وجل ، ولا أعطي على الله عز وجل شيئا قط إلا أجازه الله ، إنه ليعطي الجنة فيجيز الله ، له ذلك .وكان أخوه(أمير المؤمنين علي عليه السلام)من بعده والذي ذهب بنفسه ما أكل من الدنيا حراما قط حتى خرج منها ، والله إنه كان ليعرض له أمران كان كلاهما لله عز وجل طاعة فيأخذ بأشدهما على بدنه ، والله لقد أعتق ألف مملوك لوجه الله عزو جل ، دبرت فيهم يداه ، والله ما أطاق عمل رسول الله(صلى الله عليه وآله)من بعده أحد غيره ، والله ما نزلت برسول الله(صلى الله عليه وآله) نازلة قط إلا قدمه فيها ثقة منه به ، وإنه كان رسول الله(صلى الله عليه وآله)ليبعثه برايته ، فيقاتل جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، ثم ما يرجع حتى يفتح الله عز وجل له .

- وعنه ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز بن عبد الله ، عن بحر السقاء ، قال لي أبو عبد الله(عليه السلام) : يا بحر حسن الخلق يسر ، ثم قال : ألا أخبرك بحديث ما هو في أيدي أحد من أهل المدينة ؟ قلت : بلى .
قال : بينا رسول الله(صلى الله عليه وآله) ذات يوم جالس في المسجد إذ جاءت جارية لبعض الأنصار ، وهو قاعد ، فأخذت بطرف ثوبه ، فقام لها النبي(صلى الله عليه وآله)فلم تقل شيئا ، ولم يقل لها النبي(صلى الله عليه وآله)شيئا ، حتى فعل ذلك ثلاث مرات ، فقام لها النبي(صلى الله عليه وآله)في الرابعة وهي خلفه ، فأخذت هدبة من ثوبه ثم رجعت ، فقال لها الناس : فعل الله بك وفعل ، حبست رسول الله(صلى الله عليه وآله)ثلاث مرات لا تقولين له شيئا ولا هو يقول لك شيئا ما كانت حاجتك إليه ؟ قالت : إن لنا مريضا فأرسلني أهلي لآخذ هدبة من ثوبه ليستشفى بها ، فلما أردت أخذها رآني فقام ، فاستحييت أن آخذها وهو يراني ، وأكره أن أستأمره في أخذها فأخذتها .

- الشيخ في " أماليه " قال : حدثنا الحسين بن عبيد الله الغضائري رحمه الله ، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري ، قال : حدثنا محمد بن همام ، قال : حدثنا علي ابن الحسين الهمداني قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن خالد البرقي ، عن أبي قتادة القمي ، عن أبي عبد الله قال : إن لله عز وجل وجوها خلقهم من خلقه وأرضه ، لقضاء حوائج إخوانهم ، يرون الحمد مجدا والله عز وجل يحب مكارم الأخلاق ، وكان فيما خاطب الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله أن قال له يا محمد : ( إنك لعلى خلق عظيم ) قال : السخاء وحسن الخلق .

- ابن بابويه في " أماليه " قال : حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثني علي بن إبراهيم عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن أبان الأحمر ، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال : جاء رجل إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله)وقد بلي ثوبه ، فحمل إليه اثني عشر درهما فدفعها إلى علي(عليه السلام)قال : اشتر لي قميصا ، فدخل علي السوق ، واشترى قميصا باثنتي عشرة درهما .
فلما رآه النبي(صلى الله عليه وآله)قال : يا علي قميص دونه يكفيني ، أترى صاحبه يقيلنا ؟ فقال : لا أدري .
فقام النبي(صلى الله عليه وآله)، ودخل معه السوق فاستقال التاجر ، فأقاله ، وأخذ الدراهم وانصرف ، فوجد جارية على الطريق تبكي ، فقال لها : ما يبكيك ؟ قالت : أعطاني أهلي أربعة دراهم لاشتري بها حاجة ، وقد ضيعتها ، فأعطاها رسول الله(صلى الله عليه وآله)أربعة دراهم .
ثم دخل السوق واشترى قميصا بأربعة دراهم ولبسه ، فانصرف فوجد رجلا على الطريق عريانا ، وهو يقول : من كساني كساه الله تعالى من ثياب الجنة ، فأعطاه النبي(صلى الله عليه وآله)قميصه ، وانصرف إلى السوق فاشترى قميصا بأربعة دراهم ولبسه ، وانصرف فوجد الجارية تبكي فقال لها : مالك ؟ فقالت يا رسول الله(صلى الله عليه وآله)إن أهلي قد أبطأت عليهم فأخاف أن يضربوني .
فقال النبي : امضي أمامي وأرشديني إلى الطريق ، فما جاء إلى الباب قال : السلام عليكم فلم يجيبوه ، ثم قال : السلام عليكم فلم يجيبوه ، ثم قال : السلام عليكم فقالوا : وعليك السلام يا رسول الله ورحمة الله وبركاته .
فقال(صلى الله عليه وآله)عليكم فلا تجيبوني ، فقالوا : سمعنا سلامك ، فأحببنا أن نستكثر منه ، فقال : هذه الجارية قد أبطأت عليكم فلا تؤاخذوها ، فقالوا : يا رسول الله(صلى الله عليه وآله)هي حرة لممشاك .فقال النبي (صلى الله عليه وآله):ما رأيت اثنتي عشرة درهما أعظم بركة من هذا كسى الله جل جلاله بها عاريين وأعتق بها نسمة .

- وعنه ، قال : حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه ، قال : حدثني أبي قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، قال : أخبرني محمد بن يحيى الخزاز قال : حدثني موسى بن إسماعيل ، عن أبيه ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عن أمير المؤمنين(عليهم السلام)قال : إن يهوديا كان له على رسول الله(صلى الله عليه وآله)دنانير فتقاضاه ، فقال له : يا يهودي ما عندي ما أعطيك ، فقال : فأني لا أفارقك يا محمد حتى تعطيني فقال : إذا أجلس معك ، فجلس معه ، حتى صلى في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والغداة ، وكان أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله)يتهددونه ويتواعدونه .
فنظر رسول الله(صلى الله عليه وآله)إليهم فقال : ما الذي تصنعون به ؟ فقالوا : يا رسول الله(صلى الله عليه وآله)يهودي يحبسك ؟ فقال : لم يبعثني ربي عز وجل بأن أظلم معاهدا ولا غيره .
فلما علا النهار قال اليهودي : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وشطر مالي في سبيل الله ، أما والله ما فعلت بك الذي فعلت إلا لأنظر إلى نعتك في التوراة ، فإني قرأت نعتك في التوراة : محمد بن عبد الله مولده بمكة ، ومهاجره بطيبة ، ولا بفظ ، ولا غليظ ، ولا سخاب ، ولا متزين بالفحش ، ولا قول الخناء ، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ، وهذا مالي فاحكم فيه بما أنزل الله عز وجل ، وكان اليهودي كثير المال .
ثم قال : كان فراش رسول الله(صلى الله عليه وآله)عباءة ، وكان مرفقته أدم حشوها ليف ، فثنيت له ذات ليلة ، فلما أصبح قال : لقد منعني الفراش الليلة الصلاة ، فأمر رسول الله(صلى الله عليه وآله)أن يجعل بطاق واحد .

- الكافي ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، وعدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن إسماعيل بن مهران جميعا ، عن سيف بن عميرة ، عن عبد الله بن مسكان ، عن عمار بن حيان ، قال خبرت أبا عبد الله(عليه السلام)ببر إسماعيل ابني بي ، فقال : لقد كنت أحبه فقد ازددت له حبا ، إن رسول الله(صلى الله عليه وآله)أتته أخت له من الرضاعة فلما نظر إليها سر بها ، وبسط ملحفته لها ، فأجلسها عليها ، ثم أقبل يحدثها ويضحك في وجهها .
ثم قامت وذهبت وجاء أخوها ، فلم يصنع به ما صنع بها ، فقيل له : يا رسول الله(صلى الله عليه وآله)صنعت بأخته ما لم تصنع به وهو رجل ؟ فقال : لأنها كانت أبر بوالديها منه .

- والذي رواه الحسين بن سعيد ، في كتاب " الزهد " عن فضالة بن أيوب ، عن سيف بن عميرة ، عن ابن مسكان ، عن عمار بن حيان ، قال أخبرني أبو عبد الله ببر ابنه إسماعيل له وقال : ولقد كنت أحبه وقد ازداد إلي حبا ، إن رسول الله(صلى الله عليه وآله)أتته أخت له من الرضاعة . وساق إلى آخره الحديث إلا أن في آخره :فقال :لأنها كانت أبر بأبيها منه .

- محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة عن زرارة ، عن أبي جعفر(عليه السلام)قال :دخل يهودي على رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وعائشة عنده فقال : السام عليكم فقال رسول الله :عليك .
ثم دخل آخر فقال مثل ذلك فرد عليه كما رد على صاحبه ثم دخل آخر فقال : مثل ذلك ، فرد عليه كما رد على صاحبيه ، فغضبت عايشة ، فقالت : عليكم السام والغضب واللعنة يا معشر اليهود ، يا إخوة القردة والخنازير . فقال لها رسول الله(صلى الله عليه وآله):يا عايشة إن الفحش لو كان ممثلا لكان مثال سوء إن الرفق لم يوضع على شئ قط إلا زانه ، ولم يوضع عنه قط إلا شانه .
قالت : يا رسول الله أما سمعت إلى قولهم السام عليكم ؟ فقال : بلى أما سمعت ما رددت عليهم ؟ قلت : عليكم ، فإذا سلم عليكم مسلم فقولوا : السلام عليكم ، وإذا سلم عليكم كافر فقولوا :عليك .

- وعنه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن ربعي بن عبد الله ، عن أبي عبد الله ، قال : كان رسول الله(صلى الله عليه وآله)يسلم على النساء ويرددن عليه ، وكان أمير المؤمنين(عليه السلام)يسلم على النساء ، وكان يكره أن يسلم على الشابة منهن ويقول : أتخوف أن يعجبني صوتها ، فيدخل علي أكثر مما أطلب من الاجر .

- وعنه ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن معمر بن خلاد ، قال : سألت أبا الحسن(عليه السلام)فقلت : جعلت فداك الرجل يكون مع القوم فيجري بينهم كلام يمزحون ويضحكون ؟ فقال : لا بأس ما لم يكن ، فظننت أنه نهى عن الفحش .
ثم قال : إن رسول الله(صلى الله عليه وآله)كان يأتيه الاعرابي فيهدي له الهدية ، ثم يقول مكانه : أعطنا ثمن هديتنا ، فيضحك رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وكان إذا اغتم يقول : ما فعل الاعرابي ؟ ليته أتانا .

- الحسين بن سعيد في كتاب " الزهد " عن محمد بن سنان ، عن ابن مسكان ، يعني عبد الله قال الحسن يعني الصيقل : سمعنا أبا عبد الله يقول : مرت برسول الله(صلى الله عليه وآله)امرأة وهي بذية ، وهو يأكل ، فقالت : يا محمد إنك لتأكل أكل العبد ، وتجلس جلوسه ؟ ! فقال لها : ويحك وأي عبد أعبد مني ؟ فقالت : أما تناولني لقمة من طعامك ؟ فناولها رسول الله(صلى الله عليه وآله)لقمة من طعامه ، فقالت : لا والله إلا إلى فمي من فيك . قال : فأخرج اللقمة من فيه فناولها إياها فأكلتها ، قال أبو عبد الله(عليه السلام): فما أصابتها بذاء حتى فارقت الدنيا .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ]   موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Icon_minitime1السبت 29 مارس - 5:58:34

في زهد النبي (صلى الله عليه وآله)


- ابن بابويه قال : حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، قال : أخبرني محمد بن يحيى الخزاز ، قال : حدثني موسى بن إسماعيل ، عن أبيه ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين(عليهم السلام) قال : إن رسول الله(صلى الله عليه وآله)دخل على ابنته فاطمة(عليها السلام)، وإذا في عنقها قلادة ، فأعرض عنها ، فقطعتها ورمت بها ، فقال لها رسول الله(صلى الله عليه وآله): أنت مني يا فاطمة .ثم جاء سائل فناولته القلادة ، ثم قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):اشتد غضب الله وغضبي على من أهرق دمي وآذاني في عترتي .

- وعنه قال : حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي ، قال حدثنا جعفر بن محمد العلوي الحسني قال : حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار ، قال : حدثنا حسن بن صالح بن الأسود ، قال : حدثنا أبو معشر ، عن محمد بن قيس ، كان النبي(صلى الله عليه وآله)إذا قدم من سفر بدأ بفاطمة(عليها السلام)فدخل عليها فأطال عندها المكث ، فخرج مرة في سفره ، فصنعت فاطمة(عليها السلام)مسكتين من ورق وقلادة وقرطين ، وسترا لباب البيت لقدوم أبيها وزوجها ، فلما قدم رسول الله(صلى الله عليه وآله)دخل عليها فوقف أصحابه على الباب لا يدرون يقفون أو ينصرفون لطول مكثه عندها ، فخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله)وقد عرف الغضب في وجهه ، حتى جلس عند المنبر ، فظنت فاطمة(عليها السلام)أنه إنما فعل ذلك رسول الله(صلى الله عليه وآله)لما رأى من المسكتين والقلادة والقرطين والستر ، فنزعت قلادتها وقرطيها ومسكتيها .
ونزعت الستر فبعثت به إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وقالت للرسول : قل له : تقرأ عليك ابنتك السلام وتقول اجعل هذا في سبيل الله .
فلما أتاه قال : فعلت ، فداها أبوها ثلاث مرات ، ليست الدنيا من محمد ولا من آل محمد ، ولو كانت الدنيا تعدل عند الله من الخير جناح بعوضة ما سقى منها كافرا شربة ماء ، ثم قام فدخل عليها .

- ابن شهرآشوب ، عن أبي صالح المؤذن في كتابه بالاسناد ، عن علي(عليه السلام)أن النبي(صلى الله عليه وآله)دخل على ابنته فاطمة(عليها السلام)، وإذا في عنقها قلادة ، فأعرض عنها ، فقطعتها فرمت بها ، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله):أنت مني يا فاطمة ، ثم جاء سائل فناولته القلادة.

- الحسين بن سعيد في كتاب " الزهد " عن النضر بن سويد ، عن عبد الله بن سنان ، قال : سمعت أبا عبد الله(عليه السلام)يقول : دخل على النبي(صلى الله عليه وآله)رجل ، وهو على حصير قد أثر في جسمه ، ووسادة ليف قد أثرت في خده ، فجعل يمسح ويقول : ما رضي بهذا كسرى ولا قيصر ، إنهم ينامون على الحرير والديباج ، وأنت على هذا الحصير ؟ قال : فقال له رسول الله(صلى الله عليه وآله): لأنا خير منهما والله ، لأنا أكرم منهما والله ، ما أنا والدنيا ، إنما مثل الدنيا كمثل رجل راكب مر على شجرة ولها فئ ، فاستظل تحتها ، فلما أن مال الظل عنها ارتحل فذهب وتركها .

- الشيخ في " أماليه " قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد ، قال : حدثني أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير بن القاسم المعروف بالخلدي ، قال : حدثنا الحسن بن علي القطان ، قال : حدثنا عباد بن موسى الختلي ، قال : حدثنا أبو إسماعيل إبراهيم بن سليمان المؤدب ، عن عبد الله بن مسلم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس(رضي الله عنهما)قال : كان رسول الله(صلى الله عليه وآله)يجلس على الأرض ، ويأكل على الأرض ، ويعتقل الشاة ، ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير .

- وعنه ، قال : أخبرنا ابن مخلد ، قال : أخبرنا الرزاز ، قال : حدثنا حامد بن سهل الثغري قال : حدثنا حامد أبو غسان ، قال : حدثنا شريك ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس عن ميمونة(رضي الله عنهم) قالت : أجنبت أنا ورسول الله(صلى الله عليه وآله)، فاغتسلت من جفنة ، وفضلت فيها فضلة ، فجاء رسول الله(صلى الله عليه وآله)فاغتسل منها ، قلت : يا رسول الله إنها فضلت مني ، أو قالت : اغتسلت ، فقال : ليس الماء جنابة .

- محمد بن يعقوب ، عن أحمد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن عبدل بن مالك ، عن هارون بن الجهم ، عن الكاهلي ، عن معاذ بياع الأكسية قال : - قال أبو عبد الله(عليه السلام):كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) يحلب عنز أهله .

- ابن بابويه ، قال : حدثنا الحسين بن محمد بن إدريس رضي الله عنه ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، قال : أخبرني محمد بن يحيى الخزاز ، قال : حدثني موسى بن إسماعيل ، عن أبيه ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عن أمير المؤمنين(عليهم السلام) : كان فراش رسول الله(صلى الله عليه وآله)عباءة ، وكان مرفقته أدم حشوها ليف ، فثنيت له ذات ليلة ، فلما أصبح قال : لقد منعني الفراش الليلة الصلاة ، فأمر رسول الله أن يجعل بطاق واحد .

- الحسين بن سعيد ، في كتاب " التمحيص " عن عبد الله بن أبي يعفور ، قال : سمعت أبا عبد الله(عليه السلام)يقول : إن رجلا من الأنصار أهدى إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله)صاعا من رطب ، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله)للخادم التي جاءت به : أدخلي فانظري هل تجدين في البيت قصعة أو طبقا فتأتيني به ، فدخلت ثم خرجت إليه ، فقالت ما أصبت قصعة ولا طبقا ، فكنس رسول الله(صلى الله عليه وآله)مكانا من الأرض ، ثم قال لها : ضعيه ههنا على الحضيض ، ثم قال : والذي نفسي بيده لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما أعطى كافرا ولا منافقا منها شيئا .

- وعنه ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن محمد بن عيسى ، عن عبد الله العلوي عن أبيه ، عن جده ، قال : قال أمير المؤمنين(عليه السلام)لما قدم عدي بن حاتم إلى النبي(صلى الله عليه وآله)، أدخله النبي(صلى الله عليه وآله)بيته ، ولم يكن في البيت غير خصفة ووسادة أدم ، فطرحها رسول الله صلى الله عليه وآله لعدي بن حاتم .

- الشيخ في " أماليه " قال : أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن الحسن المقري ، قال : حدثنا محمد بن حسن بن سهل العطار ، قال : حدثنا أحمد بن عمر الدهقان ، قال : حدثنا محمد بن كثير مولى عمر بن عبد العزيز ، قال : حدثنا عاصم بن كليب ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : جاء رجل إلى النبي(صلى الله عليه وآله)فشكا إليه الجوع فبعث رسول الله(صلى الله عليه وآله)إلى بيوت أزواجه ، فقلن : ما عندنا إلا الماء ، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله):من لهذا الرجل الليلة ؟ فقال علي بن أبي طالب : أنا له يا رسول الله .
فأتى فاطمة فقال لها : ما عندك يا ابنة رسول الله ؟ فقالت : ما عندنا إلا قوت الصبية ، لكنا نؤثر ضيفنا ، فقال علي : يا ابنة محمد نومي الصبية واطفئي المصباح .
فلما أصبح علي عليه السلام غدا على رسول الله(صلى الله عليه وآله)فأخبره الخبر ، فلم يبرح حتى أنزل الله عز وجل : ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) .

- وعنه ، قال : حدثنا محمد بن علي بن خثيش قال : حدثنا أحمد ، قال : حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني بإصبهان ، قال : حدثنا عمرو بن ثور الخدامي ، قال : حدثنا محمد بن يوسف الفريابي ، قال : حدثنا سفيان الثوري ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عايشة ، قالت : ما شبع آل محمد ثلاثة أيام تباعا حتى لحق بالله عز وجل .

- ابن بابويه قال : حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود ، عن أبيه أبي النضر محمد بن مسعود العياشي قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال قال : حدثنا محمد بن الوليد ، عن العباس بن هلال ، عن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب ، قال : قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): خمس لا أدعهن حتى الممات : الاكل على الحضيض مع العبيد ، وركوب الحمار موكفا ، وحلب العنز بيدي ، ولبس الصوف والتسليم على الصبيان ليكون ذلك سنة من بعدي .

- وروي عنه أنه قال(صلى الله عليه وآله): ما لي وللدنيا إنما مثلي والدنيا كراكب أدركه المقيل في أصل الشجرة فقال في أصلها ساعة ومضى .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ]   موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Icon_minitime1السبت 29 مارس - 6:00:30

في زهد النبي(صلى الله عليه وآله) في المطعم والملبس


- الشيخ الطوسي في " مجالسه " قال : قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن وهبان الهناني البصري ، قال : حدثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال : أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني ، قال : حدثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر ، قال : حدثني أبي ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي أسامة ، عن أبي عبد الله قال : بلغنا أن رسول الله(صلى الله عليه وآله)لم يشبع من خبز بر ثلاثة أيام قط ، قال : فقال أبو عبد الله : ما أكله قط ، قلت : فأي شئ كان يأكل ؟ قال : كان طعام رسول الله(صلى الله عليه وآله)الشعير إذا وجده ، وحلواه التمر ، ووقوده السعف .

- وعنه قال : أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن وهبان الأزدي ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن زكريا ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن فضال ، عن علي بن عقبة بن خالد الأسدي ، عن أبي كهمس ، عن عمرو بن سعيد بن هلال قال : قلت : لأبي عبد الله : أوصني ، فقال : أوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد ، واعلم أنه لا ينفع اجتهاد ولا ورع فيه ، وانظر إلى ما دونك ولا تنظر إلى من فوقك ، فكثيرا ما قال الله عز وجل لرسوله(صلى الله عليه وآله): ( ولا تعجبك أموالهم ولا أولادهم ) وقال عز ذكره : ( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا ) .
فإن نازعتك نفسك إلى شئ من ذلك ، فاعلم أن رسول الله(صلى الله عليه وآله) كان قوته الشعير وحلواه التمر ، ووقوده السعف ، وإذا أصبت بمصيبة فاذكر مصابك برسول الله(صلى الله عليه وآله)، فإن الناس لم يصابوا بمثله ولن يصابوا بمثله أبدا .

- وعنه ، قال : أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني ، قال : أخبرنا محمد بن وهبان ، عن محمد بن أحمد بن زكريا ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن سعيد بن عمرو الجعفي ، عن محمد بن مسلم ، قال : دخلت على أبي جعفر(عليه السلام)ذات يوم ، وهو يأكل متكئا ، وقد كان يبلغنا أن ذلك يكره ، فجعلت أنظر إليه ، فدعاني إلى طعامه ، فلما فرغ قال : يا محمد لعلك ترى أن رسول الله(صلى الله عليه وآله)رأته عين وهو يأكل متكئا منذ بعثه الله إلى أن قبضه ؟ ثم رد على نفسه فقال : لا والله ما رأته عين وهو يأكل متكئا منذ بعثه الله إلى أن قبضه ، ثم قال : يا محمد لعلك ترى أنه شبع من خبز البر ثلاثة أيام متوالية منذ أن بعثه الله إلى أن قبضه ؟ ، ثم إنه رد على نفسه ، ثم قال : لا والله ما شبع من خبز البر ثلاثة أيام متوالية إلى أن قبضه الله ، أما إني لا أقول : إنه لم يجد ، لقد كان يجيز الرجل الواحد بالمائة من الإبل ، ولو أراد أن يأكل لاكل ولقد أتاه جبرئيل بمفاتيح خزائن الأرض ثلاث مرات فخيره من غير أن ينقصه الله تبارك وتعالى مما أعد له يوم القيامة شيئا ، فيختار التواضع لربه عز وجل ، وما سئل شيئا قط فيقول : لا ، إن كان أعطى ، وإن لم يكن قال : يكون إن شاء الله ، وما أعطى على الله شيئا قط إلا سلم الله له ذلك ، حتى إن كان ليعطي الرجل الجنة ، فيسلم الله ذلك له .
ثم تناولني بيده فقال : وإن كان صاحبكم ليجلس جلسة العبد ، ويأكل أكلة العبد ، ويطعم الناس خبز البر واللحم ، ويرجع إلى أهله فيأكل الخل والزيت ، وإن كان ليشتري القميصين السنبلانيين ، ثم يخير غلامه خيرهما ، ثم يلبس الآخر ، فإذا جاز أصابعه قطعه ، وإن جاز كعبه حذفه . وما ورد عليه أمران قط كلاهما الله رضا إلا أخذ بأشدهما على بدنه ، ولقد ولى الناس خمس سنين ما وضع آجرة على آجرة ، ولا لبنة على لبنة ، ولا أقطع قطيعة ، ولا أورث بيضاء ولا حمراء إلا سبعمائة درهم ، فضلت من عطائه ، أراد أن يبتاع بها لأهله خادما ، وما أطاق عمله منا أحد ، ولقد كان علي بن الحسين عليه السلام ينظر في كتاب من كتب علي فيضرب به الأرض ويقول من يطيق هذا .

- وعنه ، بهذا الاسناد عن علي بن عقبة ، عن عبد المؤمن الأنصاري ، عن أبي عبد الله(عليه السلام) ، قال : قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):عرضت على بطحاء مكة ذهبا ، فقلت : يا رب لا ، ولكن أشبع يوما ، وأجوع يوما ، فإذا شبعت حمدتك وشكرتك ، وإذا جعت دعوتك وذكرتك .

- المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، قال : حدثني : أبو حفص عمر بن محمد ، قال : حدثنا علي بن مهرويه القزويني ، قال : حدثنا داود بن سليمان الغازي ، قال : حدثنا الرضا علي بن موسى ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدثني أبي الحسين بن علي ، قال : حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): أتاني ملك فقال : يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول : إن شئت جعلت لك بطحاء مكة ذهبا قال : فرفعت رأسي إلى السماء وقلت : يا رب أشبع يوما فأحمدك وأجوع يوما فأسئلك .

- ابن بابويه في " أماليه " قال : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رحمه الله ، قال : حدثني أبي عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، عن العيص بن القاسم ، قال : قلت للصادق جعفر بن محمد : حديث يروى عن أبيك أنه قال : ما شبع رسول الله(صلى الله عليه وآله)من خبز بر ، أهو صحيح ؟ فقال : ما أكل رسول الله خبز بر قط ، ولا شبع من خبز شعير قط .

- وعنه ، قال : حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي ، قال : حدثنا أبو يوسف يعقوب بن محمد البصري ، قال : حدثنا ابن عمارة قال : حدثنا علي بن الزعزع البرقي قال : حدثنا أبو ثابت الجزري ، عن عبد الكريم الجزري ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عباس ، قال : جاع النبي صلى الله عليه وآله جوعا شديدا ، فأتى الكعبة فتعلق بأستارها ، فقال : يا الله لا تجع محمدا أكثر مما أجعته .
قال : فهبط جبرئيل ومعه لوزة ، فقال : يا محمد إن الله جل جلاله يقرأ عليك السلام ، ومنه السلام وإليه يعود السلام ، فقال : إن الله تعالى يأمرك أن تفك عن هذه اللوزة ، ففك عنها فإذا فيها ورقة خضراء نضرة مكتوب عليها : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، أيدت محمدا بعلي ، ونصرته به ، ما أنصف الله من نفسه من اتهم الله في قضائه واستبطأه في رزقه .

- وروى هذا الحديث من طريق المخالفين أبو الحسن الفقيه علي بن محمد المعروف بابن المغازلي الشافعي ، في " كتاب مناقب أمير المؤمنين " قال : أخبرنا أبو نصر الطحان ، إجازة عن القاضي أبي الفرج الخيوطي ، حدثنا ، عمر بن الفتح البغدادي ، حدثنا أبو عمارة المستملي ، حدثنا ابن أبي الزعزاع الرقي ، عن عبد الكريم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : جاع النبي(صلى الله عليه وآله)جوعا شديدا ، فأتى الكعبة فأخذ بأستارها وقال : اللهم لا تجع محمدا أكثر مما أجعته . قال : فهبط جبرئيل ومعه لوزة ، فقال : إن الله تعالى يقرأ عليك السلام ويقول لك : فك عنها ، ففك فإذا فيها ورقة خضراء مكتوب عليها : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، أيدته بعلي ، ونصرته به ، ما أنصف الله من نفسه من اتهمه في قضائه ، واستبطأه في رزقه .

- الحسين بن سعيد في كتاب " الزهد " عن ابن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان قال : قال أبو عبد الله(عليه السلام): يا ابن سنان إن النبي(صلى الله عليه وآله)كان قوته الشعير من غير أدم ، إن البر وحسن الخلق يعمران الديار ، ويزيدان في الاعمار .

- وعنه عن فضالة بن أيوب ، عن أبي المغرا ، عن زيد الشحام ، عن عمرو بن سعيد بن هلال ، قال : قلت لأبي عبد الله(عليه السلام):إني لا ألقاك إلا في السنين ، فأوصني بشئ حتى آخذ به ، قال : أوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد ، إياك أن تطمح إلى من فوقك ، وكفى بما قال الله عز وجل لرسوله : ( فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم )وقال : ( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا ) .
فإن خفت شيئا من ذلك فاذكر عيش رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فإنما كان قوته من الشعير ، وحلواه من التمر ، ووقوده من السعف إذا وجده ، وإذا أصبت بمصيبة في نفسك أو مالك أو ولدك فاذكر مصابك برسول الله(صلى الله عليه وآله)، فإن الخلايق لم يصابوا بمثله قط .
ورواه محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن أبي المغرا ، عن زيد الشحام ، عن عمرو بن سعيد بن هلال . قال : قلت لأبي عبد الله(عليه السلام): إني لا ألقاك إلا في السنين فأوصني بشئ آخذ به . وساق الحديث إلى قوله : قط .

- محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال : أفطر رسول الله(صلى الله عليه وآله)عشية خميس في مسجد قبا فقال : هل من شراب ؟ فأتاه أوس بن خولي الأنصاري بعس مخيض بعسل ، فلما وضعه على فيه نحاه ، ثم قال : شرابان يكتفي بأحدهما من صاحبه لا أشربه ولا أحرمه ، ولكن أتواضع لله ، فإن من تواضع لله رفعه الله ، ومن تكبر خفضه الله ، ومن اقتصد في معيشة رزقه الله ، ومن بذر حرمه الله ، ومن أكثر ذكر الموت أحبه الله .

- محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن ابن فضال ، عن العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم ، قال : سمعت أبا جعفر(عليه السلام) يذكر أنه أتى رسول الله(صلى الله عليه وآله)ملك فقال : إن الله تبارك وتعالى يخيرك أن تكون عبدا رسولا متواضعا أو ملكا رسولا قال : فنظر إلى جبرئيل ، وأومى بيده أن تواضع ، فقال : عبدا رسولا متواضعا ، فقال الرسول مع أنه لا ينقصك مما عند ربك شيئا ، قال : ومعه مفاتيح خزائن الأرض .

- وعنه ، عن عدة ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال : خرج النبي(صلى الله عليه وآله)وهو محزون فأتاه ملك ومعه مفاتيح خزائن الأرض ، فقال : يا محمد هذه مفاتيح خزائن الأرض يقول لك ربك : افتح وخذ منها ما شئت من غير أن ينقص شيئا عندي ، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): الدنيا دار من لا دار له ؟ ولها يجمع من لا عقل له ، فقال الملك : والذي بعثك بالحق لقد سمعت هذا الكلام من ملك يقول في السماء الرابعة حتى أعطيت المفاتيح .

- وعنه ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن عمار بن مروان ، عن زيد الشحام ، عن عمرو بن هلاك ، قال : قال أبو جعفر(عليه السلام): إياك أن تطمح بصرك إلى من هو فوقك ، فكفى بما قال الله عز وجل لنبيه ( ولا تعجبك أموالهم ولا أولادهم ) وقال : ( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا ) فإن دخلك من ذلك شئ ، فاذكر عيش رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فإنما كان قوته الشعير ، وحلواه التمر ، ووقوده السعف إذا وجده .

- وعنه ، عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن حماد بن عثمان ، قال : حدثني علي بن المغيرة ، قال : سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول : إن جبرئيل أتى رسول الله(صلى الله عليه وآله)فخيره ، وأشار عليه بالتواضع ، وكان له ناصحا ، فكان رسول الله(صلى الله عليه وآله)يأكل أكلة العبد ، ويجلس جلسة العبد ، تواضعا لله تبارك وتعالى ، ثم أتاه عند الموت بمفاتيح خزائن الدنيا ، فقال : هذه مفاتيح خزائن الدنيا ، بعث بها إليك ربك ليكون لك ما أقلت الأرض ، من غير أن ينقصك شيئا ، فقال رسول الله : في الرفيق الاعلى .

- وعنه ، عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن عبد المؤمن الأنصاري ، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): عرضت علي بطحاء مكة ذهبا ، وساق الحديث بمثل ما تقدم سواء

- الطبرسي ، عن أمير المؤمنين في حديث طويل : أن رسول الله(صلى الله عليه وآله)ما رفعت له مائدة قط وعليها طعام ، وما أكل خبز بر قط ، ولا شبع من خبز شعير ثلاث ليال متواليات قط .

- وقال عمر بن إبراهيم الأوسي أن لرسول الله(صلى الله عليه وآله)حلة يمانية ، وقيل شامية ، لم يقدر يخرج ذراعيه من كمه عند الوضوء ، حتى أخرجهما من أسفلهما وتوضأ .

- محمد بن يعقوب ، عن أبي علي الأشعري ، عن محمد بن سالم ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر(عليه السلام)قال :لبس رسول الله(صلى الله عليه وآله)الطاق ، والساج ، والقمائص .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ]   موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Icon_minitime1السبت 29 مارس - 6:02:06

في عيشه(صلى الله عليه وآله) من طريق المخالفين في كتاب "الصفوة " لبعض علماء الجمهور


- عن هبة الله بن محمد ، عن الحسن بن علي عن أحمد بن جعفر ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني محمد بن فضيل ، قال : حدثني أبي ، عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا . أخرجاه في الصحيحين .

- وعنه ، قال : أخبرنا هبة الله بن محمد ، قال : أخبرنا الحسن بن علي ، قال : أخبرنا أحمد بن جعفر ، قال : أخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن يزيد بن كيسان قال حدثني أبو حازم ، قال : رأيت أبا هريرة يشير بأصبعه مرارا : والذي نفس أبي هريرة بيده ما شبع نبي الله(صلى الله عليه وآله)وأهله ثلاثة أيام تباعا من خبز حنطة حتى فارق الدنيا . أخرجاه في الصحيحين .

- وعنه ، أخبرنا هبة الله ، قال : أخبرنا الحسن بن علي ، قال : أخبرنا أحمد بن جعفر ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا أبو معاوية ، قال : حدثنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : كان ضجاع النبي(صلى الله عليه وآله)الذي ينام عليه بالليل من أدم محشوا ليفا . أخرجاه في الصحيحين .

- وعنه ، قال : أخبرنا هبة الله بن محمد ، قال : أخبرنا الحسن بن علي ، قال : أخبرنا أحمد بن جعفر ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن سماك بن حرب ، قال : سمعت النعمان بن بشير يخطب ، قال : ذكر عمر ما أصاب الناس من الدنيا ، فقال : لقد رأيت رسول الله(صلى الله عليه وآله)يظل اليوم يلتوي ما يجد دقلا يملا به بطنه .
انفرد بإخراجه البخاري .

- وعنه ، قال أخبرنا عبد الأول ، قال : أخبرنا ابن المظفر ، قال : أخبرنا ابن أعين ، قال : حدثنا الفربري قال : حدثنا البخاري ، قال : حدثنا الهدبة ، قال : حدثنا همام بن يحيى ، عن قتادة ، قال : كنا نأتي أنس بن مالك ، وخبازه قائم ، قال : فقال يوما : كلوا فما أعلم رسول الله(صلى الله عليه وآله) رآى رغيفا مرققا ولا شاة سميطا قط .
انفرد بإخراجه البخاري .

- وعنه ، قال : أخبرنا عبد الأول ، قال : أخبرنا ابن المظفر ، قال : أخبرنا ابن أعين ، قال : حدثنا الفربري ، قال : حدثنا البخاري ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : حدثنا روح بن عبادة ، قال : حدثنا ابن أبي ذؤيب ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، أنه مر بقوم بين أيديهم شاة مصلية ، فدعوه فأبى أن يأكل ، وقال : خرج رسول الله(صلى الله عليه وآله)من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير .

- وقال البخاري : وحدثنا قتيبة ، قال : حدثنا جرير ، عن منصور عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : ما شبع آل محمد منذ قدم المدينة من طعام البر ثلاث ليال تبعا حتى قبض .

- قال البخاري : وحدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا يعقوب ، عن أبي حازم ، قال : سألت سهل بن سعد فقلت له : هل أكل رسول الله(صلى الله عليه وآله)النقي ؟ فقال سهل : ما رآى رسول الله(صلى الله عليه وآله)النقي من حين ابتعثه الله حتى قبضه الله قال : فقلت : هل كانت لكم في عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله)مناخل ؟ قال : ما رأى رسول الله(صلى الله عليه وآله)منخلا من حين ابتعثه الله حتى قبضه قال : قلت : فكيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول ؟ قال : كنا نطحنه وننفخه ، فيطير ما طار وما بقي ثريناه فأكلناه .

- وعنه ، قال : أخبرنا الكروخي ، قال : أخبرنا أبو عامر الأزدي ، وأبو بكر الغورجي قالا أخبرنا الجراحي ، قال : حدثنا المحبوبي ، قال : حدثنا الترمذي ، قال : حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي ، قال : حدثنا ثابت بن يزيد ، عن هلال بن خباب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : كان رسول الله(صلى الله عليه وآله)يبيت الليالي المتتابعة طاويا وأهله لا يجدون عشاء ، وكان أكثر خبزهم خبز الشعير.

- وعنه ، أخبرنا هبة الله بن محمد ، قال : أخبرنا الحسن بن علي ، قال : أخبرنا أبو بكر بن مالك ، قال : أخبرنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا عبد الواحد بن أيمن ، عن أبيه ، عن جابر قال لما حفر النبي(صلى الله عليه وآله)وأصحابه الخندق أصابهم جهد شديد ، حتى ربط النبي (صلى الله عليه وآله)على بطنه حجرا من الجوع .

- قال : أخبرنا هبة الله بن محمد ، قال : أخبرنا الحسن بن علي ، قال : أخبرنا أبو بكر بن مالك قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا حسين ، يعني ابن محمد ، قال : حدثنا محمد بن مطرف ، عن أبي حازم ، عن عروة ، أنه سمع عايشة تقول : كان يمر هلال وهلال ، ما توقد في بيت من بيوت رسول الله(صلى الله عليه وآله)نار ، قال : قلت : يا خالة فعلى أي شئ كنتم تعيشون ؟ قالت : على الأسودين : التمر والماء .

- وعنه ، قال : أخبرنا هبة الله بن محمد ، قال : أخبرنا الحسن ، قال : أخبرنا ابن مالك ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا هشام ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : قبض النبي(صلى الله عليه وآله)وإن درعه لمرهونة عند رجل من يهود على ثلاثين صاعا من شعير أخذها رزقا لعياله .

- وعنه ، قال : أخبرنا أبو القاسم الحريري ، قال : أخبرني أبو طالب العشاري ، قال : أخبرني أبو الحسين بن سمعون ، قال : حدثنا أبو بكر المطري قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن زياد ، قال : حدثنا بشر بن سهران ، قال : حدثنا محمد بن دينار ، عن هشام بن عروة ، عن عائشة ، قالت : ما رفع النبي(صلى الله عليه وآله)قط غداء لعشاء ولا عشاء لغداء ، ولا اتخذ من شئ زوجين ، ولا قميصين ، ولا ردائين ، ولا إزارين ، ولا من النعال ، ولا رؤي قط فارغا في بيته ، إما يخصف نعلا لرجل مسكين ، أو يخيط ثوبا لأرملة .

- وعنه ، قال : أخبرني محمد بن أبي طاهر البزاز قال : أخبرني الحسن بن علي الجوهري ، قال : أخبرني أبو عمر بن حيوية ، قال : أخبرني أحمد بن معروف ، قال : أخبرنا الحارث بن أبي أسامة ، قال : حدثنا محمد بن سعد ، قال : أخبرني هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي ، قال : حدثنا أبو هاشم صاحب الزعفران ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله أن أنس بن مالك حدثه : أن فاطمة جاءت بكسرة خبز إلى النبي(صلى الله عليه وآله)، فقال : ما هذه الكسرة يا فاطمة ؟ قالت : قرص خبزته فلم تطب نفسي حتى أتيتك بهذه ، فقال : أما إنه أول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيام .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ]   موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ] Icon_minitime1السبت 29 مارس - 6:04:08

في اجتهاده (صلى الله عليه وآله) في العبادة


- محمد بن يعقوب ، عن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد بن سماعة ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : كان رسول الله(صلى الله عليه وآله)عند عايشة ليلتها ، فقالت : يا رسول الله لم تتعب نفسك ، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : يا عايشة ألا أكون عبدا شكورا ؟ قال : وكان رسول الله(صلى الله عليه وآله)يقوم على أطراف أصابع رجليه ، فأنزل الله سبحانه ( طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) .

- علي بن إبراهيم في " تفسيره " قال : حدثني أبي ، عن القاسم بن محمد ، عن علي عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ، وأبي جعفر ، قالا : كان رسول الله(صلى الله عليه وآله)إذا صلى قام على أصابع رجليه حتى تورم ، فأنزل الله تبارك وتعالى : بلغة يا محمد ، ( ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى ) .

- الطبرسي في " الاحتجاج " عن الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن الحسين ، قال : إن يهوديا من يهود الشام من أحبارهم ، كان قد قرأ التوراة والإنجيل والزبور وصحف الأنبياء ، وعرف دلائلهم ، جاء المسجد فجلس وفيه أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وفيهم علي بن أبي طالب ، وابن عباس ، وابن مسعود ، وأبو معبد الجهني ، فقال : يا أمة محمد ما تركتم لنبي درجة ولا لمرسل فضيلة ، إلا نحلتموها نبيكم ، فهل تجيبوني عما أسألكم عنه ؟ فكاع القوم عنه ، فقال علي بن أبي طالب : نعم ما أعطى الله عز وجل نبيا درجة ولا مرسلا فضيلة ، إلا وقد جمعها لمحمد وزاد محمدا الأنبياء أضعافا مضاعفا .
فقال له اليهودي : فهل أنت مجيبي ؟ قال له : نعم سأذكر لك اليوم من فضائل رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ما يقر الله به أعين المؤمنين ، ويكون فيه إزالة لشك الشاكين في فضائله ، إنه كان إذا ذكر لنفسه فضيلة قال : " ولا فخر " ، وأنا أذكر لك فضائله غير مزر بالأنبياء ولا منتقص لهم ، ولكن شكرا لله عز وجل على ما أعطى محمدا مثل ما أعطاهم ، وما زاده الله وما فضله عليهم .
فقال له اليهودي : إني أسألك فأعد له جوابا ، قال له : هات .
قال له اليهودي . وساق الحديث بما ذكره اليهودي مما أعطاه الله سبحانه الأنبياء ، وأمير المؤمنين يسلم له ما أعطاه الأنبياء وأعطى محمدا مثل ما أعطاهم وما زاده الله تعالى إلى أن قال اليهودي : فإن هذا سليمان أعطي ملكا لا ينبغي لاحد من بعده . قال له علي : لقد كان كذلك ومحمدا أعطى الله تعالى ما هو أفضل من هذا ، إنه هبط إليه ملك لم يهبط إلى الأرض قبله وهو ميكائيل ، فقال له : يا محمد عش ملكا متنعما ، وهذه مفاتيح خزائن الأرض معك ، وتسير معك جبالها ذهبا وفضة ، ولا ينقص مما ادخر لك في الآخرة شئ ، فأومى إلى جبرئيل وكان خليله من الملائكة - فأشار إليه : أن تواضع ، فقال له : بل أعيش نبيا عبدا آكل يوما ولا آكل يومين ، وألحق بإخواني من الأنبياء ، فزاده الله تبارك وتعالى الكوثر ، وأعطاه الشفاعة وذلك أعظم من ملك الدنيا من أولها إلى آخرها سبعين مرة ، ووعده المقام المحمود فإذا كان يوم القيامة أقعده الله تعالى على العرش ، فهذا أفضل مما أعطي سليمان .
قال له اليهودي : فإن هذا داود بكى على خطيئته حتى سارت الجبال معه لخوفه ، قال له علي : لقد كان كذلك ومحمد أعطى ما هو أفضل من هذا إنه كان إذا قام إلى الصلاة سمع لصدره وجوفه أزيز كأزيز المرجل على الأثافي من شدة البكاء ، وقد آمنه الله عز وجل من عقابه ، فأراد أن يتخشع لربه ببكائه ويكون إماما لمن اقتدى به .
ولقد قام عشر سنين على أطراف أصابعه حتى تورمت قدماه واصفر وجهه يقوم الليل أجمع حتى عوتب في ذلك فقال الله عز وجل ( طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) بل لتسعد به .
ولقد كان يبكي حتى يغشى عليه ، فقيل له : يا رسول الله أليس الله عز وجل قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : بلى أفلا أكون عبدا شكورا .

- الشيخ في " أماليه " قال : أخبرنا أبو عبد الله حمويه بن علي بن حمويه البصري ، قال : حدثنا أبو الحسين محمد بن بكر الهذالي ، قال : حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ، قال : حدثنا سلم ، قال : حدثنا أبو هلال ، قال : حدثنا بكر بن عبد الله : أن عمر بن الخطاب دخل على النبي(صلى الله عليه وآله)وهو موقوذ أو قال محموم ، فقال له عمر : يا رسول الله ما أشد وعكك أو حماك ؟ قال : ما منعني ذلك أن قرأت الليلة ثلاثين سورة فيهن السبع الطوال فقال عمر : يا رسول الله غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر وأنت تجتهد هذا الاجتهاد ؟ فقال : يا عمر أفلا أكون عبدا شكورا .

- الشيخ في " مجالسه " قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن حسن العلوي الحسني ، قال : حدثنا أبو نصر أحمد بن عبد المنعم بن الصيداوي ، قال : حدثنا حسين بن شداد ، عن أبيه شداد بن رشيد ، عن عمرو بن عبد الله بن هند الجملي ، عن أبي جعفر محمد بن علي : أن فاطمة بنت علي بن أبي طالب لما نظرت إلى ما يفعل ابن أخيها علي بن الحسين بنفسه من الدأب في العبادة ، أتت جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري .
فقالت له : يا صاحب رسول الله إن لنا عليكم حقوقا ، من حقنا عليكم أن إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أن تذكروه الله وتدعوه إلى البقيا على نفسه ، وهذا علي بن الحسين ، بقية أبيه الحسين ، قد انخرم أنفه ، وثفنت جبهته وركبتاه وراحتاه إدآبا منه لنفسه في العبادة .
فأتى جابر بن عبد الله باب علي بن الحسين ، وبالباب أبو جعفر محمد بن علي في أغيلمة من بني هاشم قد اجتمعوا هناك ، فنظر جابر إليه مقبلا ، فقال : هذه مشية رسول الله وسجيته ، فمن أنت يا غلام ؟ قال : فقال : أنا محمد بن علي بن الحسين .
فبكى جابر رضي الله عنه ثم قال : أنت والله الباقر عن العلم حقا ، ادن مني بأبي أنت وأمي ، فدنا منه ، فحل جابر أزراره ، ووضع يده على صدره فقبله ، وجعل عليه خده ووجهه ، وقال له : أقرئك عن جدك رسول الله السلام ، وقد أمرني أن أفعل بك ما فعلت ، وقال لي : يوشك أن تعيش وتبقى حتى تلقى من ولدي من اسمه محمد ، يبقر العلم بقرا ، وقال لي : إنك تبقى حتى تعمى ثم يكشف لك عن بصرك . ثم قال لي : إئذن لي على أبيك ، فدخل أبو جعفر على أبيه فأخبره الخبر ، وقال : إن شيخا بالباب وقد فعل بي كيت وكيت ، فقال : يا بني ذلك جابر بن عبد الله ثم قال : أمن بين ولدان أهلك قال لك ما قال وفعل بك ما فعل ؟ قال : نعم ، قال : أنه لم يقصدك فيه بسوء ولقد أشاط بدمك . ثم أذن لجابر فدخل عليه ، فوجده في محرابه قد أنضته العبادة ، فنهض علي فسأله عن حاله سؤالا حفيا ثم أجلسه بجنبه ، فأقبل جابر عليه يقول : يا بن رسول الله أما علمت أن الله تعالى إنما خلق الجنة لكم ولمن أحبكم ، وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم ، فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك ؟ قال له علي بن الحسين : يا صاحب رسول الله أما علمت أن جدي رسول الله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فلم يدع الاجتهاد له ، وتعبد بأبي هو وأمي حتى انتفخ الساق وورم القدم ، وقيل له أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : أفلا أكون عبدا شكورا . فلما نظر جابر إلى علي بن الحسين عليهما السلام وليس يغني فيه قول من يستميله من الجهد والتعب إلى القصد ، قال له : يا بن رسول الله البقياء على نفسك ، فإنك لمن أسرة بهم يستدفع البلاء ويسأل كشف اللاواء ، وبهم يستمطر السماء ، فقال : يا جابر لا أزال على منهاج أبوي مؤتسيا بهما صلوات الله عليهما حتى ألقاهما ، فأقبل جابر على من حضر فقال لهم : والله ما أرى في أولاد الأنبياء بمثل علي بن الحسين إلا يوسف بن يعقوب عليهما السلام والله لذرية علي بن الحسين أفضل من ذرية يوسف بن يعقوب ، إن منهم من يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا .

- محمد بن يعقوب ، عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشا ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : صام رسول الله(صلى الله عليه وآله)حتى قيل : ما يفطر ، ثم أفطر حتى قيل : ما يصوم ، ثم صام صوم داود يوما ويوما لا ، ثم قبض على صيام ثلاثة أيام في الشهر وقال : يعدلن صوم الدهر ويذهبن بوحر الصدر .
قال حماد : فقلت ما الوحر ؟ قال : الوحر : الوسوسة .
قال حماد : فقلت : أي الأيام هي ؟ قال : أول خميس في الشهر ، وأول أربعاء بعد العشر ، وآخر خميس فيه ، فقلت : لم صارت هذه الأيام التي تصام ؟ فقال : إن من قبلنا من الأمم كان إذا نزل على أحدهم العذاب نزل في هذه الأيام المخوفة.

- الشيخ في " التهذيب " قال : أخبرني الشيخ أيده الله ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن علي بن إسماعيل ، عن صفوان ، عن عبد الله بن مسكان ، عن أبي عبد الله ، قال : كان رسول الله(صلى الله عليه وآله)أشد الناس توقيا عن البول ، كان إذا أراد البول تعمد إلى مكان مرتفع من الأرض ، وإلى مكان من الأمكنة يكون فيه التراب الكثير ، كراهية أن ينضح عليه البول .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
 
موسوعة أهل البيت [ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ]
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 3انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مـنتدى ثــــــــــار الله الإسلامـي :: ساحة أهل البيت عليهم السلام :: سيرة أهل البيت عليهــم السـلام-
انتقل الى: