مـنتدى ثــــــــــار الله الإسلامـي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مـنتدى ثــــــــــار الله الإسلامـي


 
الرئيسيةالبوابةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ]

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Empty
مُساهمةموضوع: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ]   موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Icon_minitime1الجمعة 18 أبريل - 19:05:28


الزهراء عليها السلام في القرآن الكريم



آية ( التَّطهِير )



وهي قوله عزَّ وجلَّ :

( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطهِيراً ) الأحزاب : 33 .

فقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يَمُرُّ على دار فاطمة عليها السلام صباح كل يوم عند خروجه إلى المسجد للصلاة ، فيأخذُ بِعُضَادَةِ الباب قائلاً : ( السَّلامُ عَليكُم يَا أَهْلَ بَيتِ النُّبُوَّة ) ، ثم يقول هذه الآية المباركة .





آية ( المُبَاهَلَة )



وهي قوله عزَّ وجلَّ :

( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُلْ تَعَالُوا نَدْعُ أَبنَاءَنَا وَأَبنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُم وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُم ثُمَّ نَبْتَهِلُ فَنَجْعَلُ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الكَاذِبِينَ ) آل عمران : 61 .

وقد نزلت حينما جاءَ وفد نَجْرَان إلى النبي صلى الله عليه وآله لِيتحدَّثَ معه حول عِيسى عليه السلام ، فقرأ النبي صلى الله عليه وآله عليهم الآية التالية :

( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) آل عمران : 59 .

فلم يقتنع النصارى بذلك ، وكانت عقيدتهم فيه أنه ابنُ الله ، فاعترضوا على النبي صلى الله عليه وآله ، فنزلت آية المُبَاهلة .

وهي أن يَتَبَاهَلَ الفريقان إلى الله تعالى ، وَيَدعُوَانِ اللهَ تعالى أن يُنزل عذابَهُ وغضبَه على الفريق المُبطِل منهما ، واتفقا على الغد كيوم للمباهلة .

ثم تَحاوَرَ أعضاءُ الوفد بعضهم مع بعض ، فقال كبيرهم الأسقف : إنْ غَداً جَاء بِوَلَدِهِ وأهل بيته فلا تُبَاهلوه ، وإِن جَاء بغيرهم فافعلوا .

فَغَدَا الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله مُحتَضِناً الحسين ، آخذاً الحسن بيده ، وفاطمة تمشي خلفه ، وعليٌّ خَلفَها .

ثم جثى النبي صلى الله عليه وآله قائلاً لهم : ( إذا دَعَوتُ فَأَمِّنُوا ) ، أما النَّصارى فرجعوا إلى أسقَفِهِم فقالوا : ماذا ترى ؟

قال : أرى وجوهاً لو سُئِل اللهُ بِها أن يُزيلَ جَبَلاً مِن مكانِهِ لأَزَالَهُ .

فخافوا وقالوا للنبي صلى الله عليه وآله: يا أبا القاسم ، أقِلنَا أقال الله عثرتَك .

فَصَالَحُوهُ على أن يدفعوا له الجِزية .

فهذه الصورةٌ تحكي عن حدث تاريخي يَتبَيَّن من خلالهِ عَظمة فاطمة الزهراء عليها السلام ، وأهل بيتها ، ومنازلهم العالية عند الله تعالى .





سورة ( الكَوثَر )



وهي قوله عزَّ وجلَّ :

( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الكَوثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ ) .

فالأبتر هو المنقطع نَسلُه ، وقد استفاضت الروايات في أن هذه السورة إنما نَزَلَتْ رداً على من عاب النبي صلى الله عليه وآله بالبتر (أي عدم الأولاد)بعد ما مات أبناء الرسول صلى الله عليه وآله ، وهم : القاسم ، وعبد الله .

وقصة هذه السورة هي : أن العاص بن وائل السهمي كان قد دخل المسجد بينما كان النبي صلى الله عليه وآله خارجاً منه ، فالتقَيَا عند باب بني سَهْم ، فَتَحَدَّثَا .

ثم دخل العاص إلى المسجد ، فسأله رجال من قريش ، كانوا في المسجد : مع من كنت تتحدث ؟

فقال : مع ذلك الأبتر .

فنزلت سورة الكوثر على النبي صلى الله عليه وآله ، فالمراد من الكوثر هو : الخير الكثير ، والمراد من الخير الكثير : كَثرَة الذُّرِّيَّة ، لِمَا في ذلك من تَطْييبٍ لِنَفْسِ النبي صلى الله عليه وآله .

وَرُوِيَ أنه قال لخديجة قبل ولادة فاطمة :

( هَذا جِبرَئِيلُ يُبَشِّرُنِي أَنَّها أُنثَى ، وأَنَّهَا النَّسلَةُ ، الطاهرةُ ، المَيْمُونَةُ ، وأنَّ الله تبارك وتعالى سيجعل نَسلِي مِنها ، وسيجعل مِن نَسْلِهَا أئمة ، ويجعلُهُم خلفاء في أرضه بعد انقضاء وحيه ) .





سورة الدهر - الإنسان



آية ( الإِطعَام ) ، وهي قوله عزَّ وجلَّ :

( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً ) الإنسان : 8 - 9 .

وقصتها كما في تفسير الكشاف للزمخشري عن ابن عباس : أن الحسن والحسين مَرِضَا ، فعادهما رسول الله صلى الله عليه وآله في ناس معه ، فقالوا : يا أبا الحسن ، لو نَذرتَ على ولديك .

فَنَذَر عَليٌّ وفاطمةُ عليهما السلام وجَارِيَتُهُما فِضَّة إن برءا مما بِهِما أن يَصومُوا ثلاثة أيام

فَشُفِيَا وما معهم شيء .

فاستقرض عليٌّ عليه السلام من شَمْعُون الخيبري اليهودي ثلاث أَصْوُعٍ من شعير ، فَطحنت فاطمة عليها السلام صاعاً ، واختبزت خمسة أقراص على عددهم .

فوضعوها بين أيديهم لِيُفطِرُوا ، فَوقَفَ عليهم ( مِسكين ) وقال :

السَّلام عليكم يا أهلَ بيتِ محمدٍ ، مِسكينٌ مِن مَساكِين المُسلمين ، أطعِمُونِي أطعمكمُ اللهُ من موائد الجنة ، فآثروه وباتوا لم يذوقوا إلا الماء ، وأصبحوا صياماً .

فلما أمْسَوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم ( يَتِيم ) ، فآثروه .

ووقف عليهم ( أسيرٌ ) في الثالثة ، ففعلوا مثل ذلك .

فلما أصبحوا أخذَ علي بيد الحسن والحسين ، وأقبلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفِرَاخ مِن شِدَّة الجوع قال : مَا أشد مَا يَسُوؤُنِي ما أرى بكم .

فانطلق معهم ، فرأى فاطمة عليها السلام في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها ، وغارت عيناها ، فساءه ذلك ، فنزل جبرائيل وقال : خذها يا محمد ، هَنَّأَكَ اللهُ في أهل بيتك ، فَأقرَأَهُ السورة .

وفي هذه السورة – أي : سورة الإنسان ، أو : سورة هَلْ أَتَى– نكتة رائعة جداً ، وقد ذكرها الزمخشري في تفسيره الكشاف ، عند تفسيره لهذه السورة قال :

( إنَّ الله تعالى قد أنزلَ ( هَلْ أَتَى ) في أهلِ البيت ، وَلَيس شَيءٌ مِن نعيم الجَنَّةِ إِلاَّ وَذُكِرَ فيها ، إِلاَّ ( الحُور العِين ) ، وذلك إِجلالاً لفاطمة ) .

فهذا هو إبداع القرآن الكريم ، وهذه هي بلاغته والتفاتاته ، وهذه هي عظمة فاطمة الزهراء عليها السلام عند ربها العظيم .





آية ( المَوَدَّة )



وهي قوله عزَّ وجلَّ :

( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيهِ أَجْراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى ) الشورى : 23 .

وقد أخرج أبو نعيم ، والديلمي ، من طريق مجاهد ، عن ابن عباس قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى أن تحفظوني في أهل بيتي ، وتَوُدُّوهُم لِي .

وعلى هذا فإذا كان أجرُ الرسالة هو المَوَدَّة في القربى ، وإذا كان المسؤول عنه الناس يوم القيامة هو المَوَدَّة لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله ، فبماذا نفسر ما حصل للزهراء بعد وفاة أبيها من اهتضام ، وجسارة ، وغَصبِ حَقٍّ ؟!!

لكننا نترك ذلك إلى محكمة العدل الإلهية .





وَآَتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ



( وَآَتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ ) الإسراء : 26 .

قال شرف الدين في كتابه النص والاجتهاد :

( إن الله عزَّ سلطانه لما فتح لعبده وخاتم رسله ( صلى الله عليه وآله ) حصون خيبر ، قذف الله الرعب في قلوب أهل فَدَك ، فنزلوا على حكم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) صاغرين .فصالحوه على نصف أرضهم – وقيل : صالحوه على جميعها – فقبل ذلك منهم ، فكان نصف فَدَك مُلكاً خالصاً لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، إذ لم يوجف المسلمون عليها بِخَيلٍ ولا رِكَاب .

وهذا مما أجمعت الأمّةُ عليه ، بلا كلام لأحدٍ منها في شيء منه ) .

فعندما أنزل الله عزَّ وجلَّ قوله : ( وَآَتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ ) .

أنحلَ فاطمةَ فدكاً ، فكانت – فَدَك – في يدها – للزهراء ( عليها السلام ) – حتى انتُزِعَتْ منها غَصباً في عهد أبي بكر .

وأخرج الطبرسي في مجمع البيان عند تفسيره لهذه الآية فقال : المُحَدِّثون الأَثبَاث رَوَوا بالإِسناد إلى أبي سعيد الخدري أنه قال : لما نزل قوله تعالى : ( وَآَتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ ) ، أعطى رسولُ الله فاطمة فدكاً ، وتجد ثَمَّةَ هذا الحديث مِمَّا ألزم المأمون بِرَدِّ فَدَك على وُلد فاطمة ( عليها وعليهم السلام ) .





خَيرُ البَرِيَّة



وهي قوله عزَّ وجلَّ :

( إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّة ) البيِّنة : 7 .

ففي تفسير مجمع البيان عن مقاتل بن سليمان عن الضحَّاك عن ابن عباس في قوله :

( هُمْ خَيرُ البَرِيَّة ) قال : نَزَلَتْ فِي عَليٍّ وأهل بيته ( عليهم السلام ) .





في سورة الرحمن



مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ الرحمن19 /20





في سورة النور



فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ النور36





في سورة البقرة



فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ البقرة37





في سورة الرعد



الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ الرعد29





في سورة ياسين



سَلَامٌ عَلَى آلِ يَاسِينَ الصافات130





في سورة النور



اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ .النور35


عدل سابقا من قبل Asd_alhag في الجمعة 18 أبريل - 19:39:35 عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ]   موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Icon_minitime1الجمعة 18 أبريل - 19:08:48

الزهراء عليه السلام في خلقتها النورانية



= في خلقتها النورانية:

عن النبي صلى الله عليه وآله إنه قال : لما خلق الله تعالى آدم أبو البشر ونفخ فيه من روحه ، التفت آدم يمنة العرض فإذا في النور خمسة أشباح سجدا وركعا ، قال آدم : يا رب هل خلقت أحدا من طين قبلي ؟ قال : لا ، يا آدم ، قال : فمن هؤلاء الخمسة الأشباح الذين أراهم في هيئتي وصورتي ؟ قال : هؤلاء خمسة من ولدك ، لولاهم ما خلقتك ، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي ، لولاهم ما خلقت الجنة ولا النار ، ولا العرش ، ولا الكرسي ، ولا السماء ، ولا الأرض ، ولا الملائكة ، ولا الإنس ، ولا الجن .

فأنا المحمود وهذا محمد ، وأنا العالي وهذا علي ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة ، وأنا الإحسان وهذا الحسن ، وأنا المحسن وهذا الحسين ، آليت بعزتي أنه لا يأتيني أحد بمثقال ذرة من خردل من بغض أحدهم إلا أدخلته ناري ولا أبالي .

يا آدم ، هؤلاء صفوتي من خلقي ، بهم أنجيهم وبهم أهلكهم ، فإذا كان لك إلي حاجة فبهؤلاء توسل .فقال النبي صلى الله عليه وآله : نحن سفينة النجاة ، من تعلق بها نجا ، ومن حاد عنها هلك ، فمن كان له إلى الله حاجة فليسأل بنا أهل البيت .



= في بدء خلقتها :

عن النبي صلى الله عليه وآله قال : إن الله خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق آدم ، حين لا سماء مبنية ، ولا أرض مدحية ، ولا ظلمة ولا نور ، ولا شمس ولا قمر ، ولا جنة ولا نار ، فقال العباس : فكيف بدء خلقكم يا رسول الله ؟ فقال : يا عم : لما أراد الله أن يخلقنا تكلم بكلمة خلق منها نورا ، ثم تكلم بكلمة أخرى فخلق منها روحا ، ثم مزج النور بالروح فخلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين ، فكنا نسبحه حين لا تسبيح ، ونقدسه حين لا تقديس ، فلما أراد الله تعالى أن ينشئ خلقه فتق نوري فخلق منه العرش فالعرش من نوري ، ونوري من نور الله ، ونوري أفضل من العرش ، ثم فتق نور أخي علي فخلق منه الملائكة ، فالملائكة من نور علي ، ونور علي من نور الله ، وعلي أفضل من الملائكة ، ثم فتق نور ابنتي فخلق منه السماوات والأرض ، فالسماوات والأرض من نور ابنتي فاطمة ، ونور ابنتي فاطمة من نور الله ، وابنتي فاطمة أفضل من السماوات والأرض .

ثم فتق نور ولدي الحسن ، ونور الحسن من نور الله ، والحسن أفضل من الشمس والقمر . ثم فتق نور ولدي الحسين فخلق منه الجنة والحور العين ، فالجنة والحور العين من نور ولدي الحسين ، ونور ولدي الحسين من نور الله ، وولدي الحسين أفضل من الجنة والحور العين .



= في عرض ولايتها على الأشياء :

في حديث الإسراء : يا محمد إني خلقتك وخلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين من نوري ، وعرضت ولايتكم على أهل السماوات والأرض ، فمن قبلها كان عندي من المؤمنين ، ومن جحدها كان عندي من الظالين الظالمين . يا محمد لو أن عبدا من عبيدي عبدني حتى ينقطع ، أو يصير كالشن البالي ، ثم أتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم .

يا محمد : أتحب أن تراهم ؟ قلت : نعم ، يا رب قال : التفت ، فالتفت عن يمين العرش ، فإذا أنا باسمي وباسم علي وفاطمة والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي والحسن ، والمهدي في وسطهم كأنه كوكب دري ، فقال : يا محمد هؤلاء حججي على خلقي ، وهذا القائم من ولدك بالسيف من أعدائك .


عدل سابقا من قبل Asd_alhag في الجمعة 18 أبريل - 19:33:41 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ]   موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Icon_minitime1الجمعة 18 أبريل - 19:13:20

الزهراء عليها السلام وعلاقتها بالتوحيد

توجد عدة أدلة وشواهد تدل بالدلالة المطابقية أو الالتزامية على أن فاطمة الزهراء عليها السلام لها ارتباط وثيق بتوحيد الله ، وعلى ضوء هذه الأدلة والشواهد التي سنقدمها بين يدي القارئ العزيز يتبين لنا أن لمعرفة فاطمة عليها السلام دور كبير في عقيدة الفرد المؤمن ، وأما أثبات هذا الارتباط وكيفية ثبوته تصميم التوحيد فهذا ما يتوقف معرفته وثبوته على مقدمات نرى من الضرورة فيما نحن فيه التذكير بها والتمعن في مدلولاتها لكي نصل وعلى ضوءها - أي المقدمات - إلى إثبات هذا الأمر .

أما نوعية هذه الأدلة والشواهد فتارة تكون عبارة عن نص ورد في حديث أو ورد في زيارة لأئمة أهل البيت أو من خلال فقرة معينة من الأحاديث التي تروي لنا ، أدعيتهم عليهم السلام ، وعلى هذا الحال تكون هذه الأدلة مبثوثة وموزعة على كتب الأدعية والزيارات والأحاديث الشريفة لأهل البيت العصمة .

وعلى هذا الأساس نجد أول الأدلة التي نستطيع إثبات ارتباط فاطمة عليها السلام بصميم التوحيد ما ورد في زيارة أئمة أهل البيت عليهم السلام بالزيارة المعروفة بالجامعة الكبيرة والمروي بسند معتبر عن الإمام علي الهادي عليه السلام حيث تطالعنا هذه الزيارة بالفقرة التالية من أراد الله بدأ بكم ، ومن وحده قبل عنكم حيث ورد في تفسير هذه الفقرة أنه من لم يوحد الله لم يقبل عنكم أو بالعكس من لم يقبل عنكم لم يوحد الله تعالى فهو على ذلك يكون من المشركين لأن معرفة الله تعالى حق المعرفة مشروط وعلى ما ورد في الروايات الشريفة على معرفة شروط هذه المعرفة ومن شروط هذه المعرفة هو القبول عن أهل البيت في كل ما يقولونه من المعارف الربانية الحقة وفي كل ما يقولونه من الحق فهم حجج الله على الخلق ، فالراد عليهم كالراد على الرسول وعلى الله تعالى ، هذا البيان يظهر لنا أن معرفة مراتب التوحيد متوقف على المعارف القرآنية التي جاء بها أهل البيت في بيان معنى التوحيد والقبول عنهم في كل شئ يقولون به ، فإنه من عرفهم فقد عرف الله تعالى لأنهم هم الأدلاء عليه وعلى مرضاته وكل ما ثبت للأئمة عليهم السلام فهو ثابت للزهراء عليها السلام فهي مشتركة معهم في كونها نورانية وكونها الصراط المستقيم وكذلك كونها الكلمات التي تلقاها آدم عليه السلام لتوبته واشتراكها في المباهلة معهم وأيضا اشتراكها في كونهم الشجرة الطيبة ونزول الملائكة عليهم في ليلة القدر واشتراكها معهم في بدء خلقها معهم قبل خلق آدم وعرض ولايتهم على الأشياء . . . الخ .

والاهم من هذا كله هو كونها الحجة على الأئمة وعلى معرفتها دارت القرون الأولى وما تكاملت نبوة نبي من الأنبياء حتى أقر بفضلها ومحبتها وعلى هذا الأساس تكون كل من يقبل عنها الحق فهو من الموحدين وكل ما صدر منها لا بد من الإيمان به وإلا الراد عليها كالراد على الله ورسوله .

وعليه تكون فاطمة مرتبطة بتوحيد الله تعالى ونعني بذلك أنه لا بد من الإيمان بها والتصديق بكل ما صدر منها أنه الحق وأن توحيد أي مسلم أو مؤمن لا يكتمل حتى يقر بفضلها ومحبتها وولايتها ، فيكون على هذا الأساس كل من رد عليها ولم يقبل منها الحق فهو مشرك أو منافق فهي إذن لها ارتباط بالأصل الأول من أصول الدين وهو التوحيد وهذا ثابت لها وللأئمة من ولدها وهذا ما وجدناه في قول الإمام الحسين عليه السلام عندما خرج في واقعة كربلاء حاملا الطفل الرضيع وهو ينادي : هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله ؟ هل من موحد يخاف الله فينا ؟ هل من مغيث يرجو الله في إغاثتنا ؟ ومحل الشاهد هو هل من موحد يخاف الله فينا ، فالذي يكون موحدا لا بد أن يخاف الله في كل شئ ويقف عند حدوده التي أمرنا بالوقوف عندها ، فإنه من ملازمات التوحيد مخافة الله تعالى في عدم أذية الناس وخلق الله تعالى والذي لا يخاف الله تعالى فهو ليس موحد فالذين ظلموا آل محمد لم يكونوا موحدين لأنهم لم يخافوا الله تعالى في خلقه الذين خلقهم قبل كل شئ فما بالك ، فيهم عليه السلام حيث كانوا من الذي استخلصهم واصطفاهم الله تبارك وتعالى على الخلق فيكون من باب الأولوية أنه كل من ظلمهم كان من المشركين وكل من رد عليهم فقد أشرك بالله تعالى من حيث لا يعلم لأن الله تعالى أمر الخلق بالأخذ عنهم والتسليم لهم وأن الراد عليهم راد على الله والراد على الله مشرك وقد أخبر الله تعالى عن حكم من أشرك فيهم حيث يقول الله تعالى في كتابه ( ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين ) .

يعني ما وضعوا أصناما ظاهرة يعبدونهم من دون الله ويصلون لهم ولكنهم اتخذوا رجالا من دون ولي الله وحجة الله فأمرهم بخلاف ما أمر الله فأطاعوهم في خلاف أمر الله فعبدوهم من حديث لا يعلمون فرد عليه سبحانه فقال أنظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون ، وقال الإمام الصادق حكاية عنهم هيهات فات قوم وماتوا قبل إن يهتدوا وظنوا أنهم آمنوا وأشركوا من حيث لا يعلمون . إذن لا يعرف الله أحد من الخلق حق معرفته حتى يأتي بالشروط التي تتوقف عليها المعرفة وهذه الشروط كلها معرفتهم بما فيهم فاطمة الزهراء عليها السلام التي هي قطب الرحى التي تدور عليها معرفة أهل البيت وكما وصفت لك وفسرت فإذا كان كذلك فكيف لا يقبل عنهم أي فرد ، وقد قبل عنهم لأنه قبل العلم والمعرفة والتوحيد عنهم ولو لم يقبل لم يعلم ولم يعرف إذ لا يكون ذلك منه غيرهم ، وعلى هذا كانت فاطمة من هذه الجهة ومن خلال فقرة الزيارة الجامعة الكبيرة مرتبط بصميم التوحيد وهذا لا يظهر إلا لمن تمعن وتفحص ودقق في مأثورات أهل البيت فأفهم تغنم إن شاء الله . أما ثاني الأدلة التي نستطيع من خلالها الورود في مسألة ارتباط فاطمة بصميم التوحيد فهو ما جاءت وتظافرت به الروايات الشريفة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذه الروايات تنقسم فيما نحن فيه إلى أربعة طوائف :

1 - الطائفة الأولى : أذاها عليها السلام هو أذى الله تبارك وتعالى .

2 - الطائفة الثانية : رضاها عليها السلام هو رضى الله تبارك وتعالى .

3 - الطائفة الثالثة : حبها عليها السلام هو حب الله تبارك وتعالى .

4 - الطائفة الرابعة : غضبها هو غضب الله تبارك وتعالى .

ونستفيد من خلال التأمل والتمعن في مدلولات هذه الروايات أنه لا معنى لارتباط أذية ورضى فاطمة عليها السلام وغضبها بالله تعالى إذا لم تكن معصومة بالعصمة المطلقة ، فالله تبارك وتعالى جعلها معبرة عن غضبه ورضاه لكونها معصومة بالعصمة المطلقة الذاتية وإلا فإن هكذا قول يكون في غاية الوهن والعبث وعدم الحكمة .

فالله تبارك وتعالى جعل فاطمة عليها السلام المعبرة عن غضبه ورضاه وعلى لسان نبيه الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهذا يدل على أنها معصومة ولا تفعل إلا برضا الله تبارك وتعالى .

وعلى كل حال فإن جميع الروايات المروية عن لسان النبي صلى الله عليه وآله جاءت لتؤكد هذه الحقيقة وهي كون فاطمة لها ارتباط بالله تعالى وتوحيده سواء كان هذا الارتباط تارة يأتي على هيئة غضب الله أو رضاه أو على هيئة حب الله تبارك وتعالى أو أذاه .

وإليك بعض النصوص التي بينت هذه الطوائف الأربعة من الروايات :

* جاء في تفسير قوله تعالى ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا ) أنها نزلت في غصب حق أمير المؤمنين ، وأخذ حق فاطمة أذاها ، قد قال النبي صلى الله عليه وآله : من آذاها في حياتي كمن آذاها بعد موتي ، ومن آذاها بعد موتي كمن آذاها في حياتي ، ومن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله وهو قول الله عز وجل : ( إن الذين يؤذون الله ورسوله ) . أقول : يظهر من هذا الآية إن الله تبارك وتعالى يتأذى من فعل بعض القوم ومن المعلوم إن الله لا تصل إليه أذية أي بشر بالمعنى وإنما جعل بعض المؤمنين والذين هم أهل بيت النبوة مظهر من مظاهر أذيته إذا تؤذوا هم ، وهذا نص صريح في كونهم مرتبطين بالله ، فالغضب الإلهي يتجلى في غضبهم كما أن غضبهم مرآة غضب الله ، وكذلك الحال في الرضا .

وجاء عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : إن فاطمة بضعة مني ... وإن الله تبارك وتعالى ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها .

* وورد عن تفسير الثعلبي بإسناده عن مجاهد قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وقد أخذ بيد فاطمة عليها السلام وقال : من عرف فاطمة فقد عرفها ، ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد وهي بضعة مني وهي قلبي الذي بين جنبي ، فمن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله .

وروي عن الإمام الصادق عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : يا فاطمة ، إن الله ليغضب لغضبك ، ويرضى لرضاك . وهذا الحديث يعتبر من أهم الأحاديث التي رواها العامة و الخاصة ولقد وجدنا لهذا الحديث عدة أسانيد مختلفة سواء عن النبي صلى الله عليه وآله مباشرة أو عن أئمة الهدى عليهم السلام فتارة يكون الحديث عن الإمام الحسين وأخرى عن الصادق والباقر أو عن الإمام زين العابدين وهكذا نجده بأسانيد مختلفة ولكن المحتوى واحد والمضمون لا يختلف وهو أن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها .

وروي عن الإمام الصادق عليه السلام هذا الحديث حيث قال جده النبي صلى الله عليه وآله وسلم يا فاطمة ، إن الله تبارك وتعالى ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك ، وقد أثار هذا الحديث بعض الشباب الذين كانوا في زمن الإمام ومنهم صندل الذي جاء إليه وقال له : يا أبا عبد الله إن هؤلاء الشباب يجيئونا بأحاديث منكره .

فقال : له جعفر : وما ذاك يا صندل ؟ قال : جاء عنك ، أنك حدثتهم إن الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها ! قال : فقال جعفر : يا صندل ، ألستم رويتم فيما تروون : أن الله تبارك وتعالى يغضب لغضب عبده المؤمن ويرضى لرضاه ؟ ! قال : بلى قال : فما تنكرون أن تكون فاطمة مؤمنة يغضب لغضبها ، ويرضى لرضاها ؟ ! .

قال : فقال : الله أعلم حيث يجعل رسالته .

ويظهر من هذا الحديث أن مسألة إنكار أحاديث أهل البيت في قضية فاطمة الزهراء عليها السلام وأن رضاها رضا الله ورسوله كانت موجودة من زمن الأئمة عليهم السلام ، وكذلك توجد نقطة مهمة ونكتة خافية وهي أن الرسول صلى الله عليه وآله إنما تحدث بهذه الأحاديث في فاطمة عليها السلام ليؤكد على مسألة مهمة وهو أن فاطمة عليها السلام سوف تظلم وتؤذى من بعده ، لذا سوف ترضى عن بعض المسلمين وتغضب على البعض الآخر فلذلك أعطى الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ضابطة كلية في مسألة تقييم بعض الشخصيات في زمن فاطمة عليها السلام ألا وهي ضابطة الرضا والغضب بالنسبة لفاطمة عليها السلام ، فكأنما يشير إلى ما سيجري عليها من الظلم من بعده .

إذن تبين لنا من خلال تفسير الآية المباركة ( إن الذين يؤذون الله . . . ) وبيان بعض الأحاديث الشريفة حول رضا فاطمة عليها السلام وغضبها وأنه مقرون برضا الله وغضبه ، وإنها مرتبطة بصميم التوحيد وهنا يرد هذا السؤال المهم في ما نحن فيه ألا وهو ما الثمرة من هذا الارتباط ؟ أن بعبارة أخرى ما الفائدة في ارتباط غضب فاطمة عليها السلام ورضاها بالله تعالى ؟ والجواب يظهر من خلال متابعة القرآن الكريم والأحاديث التي رويناها لك من خلال الكتب المعتبرة والذي نراه وحسب فهمنا القاصر إن بعض الثمرات هي :

1 - أن كل من آذى فاطمة فقد آذى الله ورسوله لذا سوف يستحق اللعنة بنص القرآن الكريم ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله . . . ) هذا في الدنيا .

2 - إعداد العذاب الإلهي للذين يؤذون الله تعالى في ذرية رسوله (وأعد لهم عذابا مهينا) .

3 - ونستفيد من بعض الروايات أن الله تعالى ليغضب لغضب المؤمن فكيف بابنة رسول الله ؟

4 - إعطاء ضابطة مهمة من الناحية التأريخية وهي كل من ثبتت أذيته لفاطمة عليها السلام في حياتها لا بد من لعنه والبراءة منه وكل من سار على منوال الظالمين للزهراء في حقها ورضايتهم على فعل الظالمين فهم مع الظالمين يجب لعنهم في الدنيا والبراءة منهم وكثيرة هي الثمرات في هذا الارتباط وفي الذي سردناه لك كفاية لمن يرجو الوصول إلى حقيقة الأمور .


عدل سابقا من قبل Asd_alhag في الجمعة 18 أبريل - 19:35:55 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ]   موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Icon_minitime1الجمعة 18 أبريل - 19:28:03

فاطمة عليها السلام والعدل الإلهي

يعتبر العدل من الأصول الإعتقادية التي يمتاز بها الشيعة الامامية عن غيرهم من المذاهب الاخرى ، فمسألة العدل عندهم قد دخلت كل الأصعدة الحياتية المهمة وهذا يعود الى وجود العدل في كل أفعال الله تعالى فهو ـ أي الله تعالى ـ قد جعله من أسماءه الحسنى فعندما يأخذ الشيعة الامامية العدل ويعتبرونه من اصول الدين لم يكن هذا جزافاً وانما كان على اساس وأصل متين استمدوه من القرآن الكريم هذا الكتاب العظيم الذي بذر فكرة العدل في قلوب وأرواح الناس ثم سقاها ونماها فكرياً وفلسفياً وعملياً واجتماعياً انه القرآن الكريم الذي طرح مسألة العدل من حيث مظاهرها المختلفة العدل التكويني ، والعدل التشريعي ، والعدل الاخلاقي ، والعدل الاجتماعي ... الخ .
والقرآن الكريم يصرح بان نظام الوجود مبني على أساس العدل والتوازن على أساس الاستحقاق والقابلية ، وعلى هذا الاساس توجد عدة آيات قرآنية تؤكد على مسألة العدل سواء كان ذلك عن طريق ذكر المقابل للعدل أي الظلم وتأتي الآية القرآنية تنفي الظلم أي تقر العدل بالنتيجة أو عن طريق ذكر القرآن ان هناك يوم حساب يحاسبون فيه الناس ليكون العدل هو الاساس الذي سوف تكون عليه المحاسبة ، وهكذا يذكر القرآن الكريم آيات العدل في كل مظاهرها الوجودية ، وسنورد هنا بعض الآيات القرآنية التي تعتبر الفاعلية الالهية والتدبير الالهي قائماً على أساس العدل حيث يقول الباري عز وجل في هذا المضمار ( شهد الله أنه لا إله إلاّ هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط ).
أو أن العدل هو المعيار لله سبحانه في موضوع الخلقة ( والسماء رفعها ووضع الميزان ) .
وعلق على هذه الآية الرسول الكريم صلى الله عليه وآله بقوله : « بالعدل قامت السماوات والأرض » واهتم القرآن الكريم اهتماماً استثنائياً بالعدل التشريعي أي مراعاة أصل العدل دائماً في النظام الاعتباري والتشريع القانوني ، وقد صرح ذلك في الكتاب المعجز بان الهدف من ارسال الأنبياء وبعثة الرسل انما هو قيام النظام البشري وارساء الحياة الانسانية على أساس العدل والقسط : ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ) .
واضافة إلى ذلك فان الاصل الكلي الذي نسبه القرآن الى كل الأنبياء بخصوص النظام التشريعي ولا سيما في الشريعة الاسلامية هو « قل أمر ربي بالقسط » وفي مكان آخر يقول « ذلكم أقسط عند الله » . ويعتبر القرآن الكريم الإمامة والقيادة عهداً الهياً ينبعث عنه النضال ضد الظلم والتلاؤم مع العدل ، ويقول القرآن الكريم في موضوع لياقة إبراهيم للامامة والقيادة : ( وإذا ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس اماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ) .
فعندما أختار الله ابراهيم إماماً ، إستفهم ابراهيم هل تشمل هذه الموهبة الالهية نسله ؟
فأجيب بأن الإمامة عهد إلهي والظالمون لا نصيب لهم فيه ، يعني مقتضى العدالة الربانية هكذا تكون مع الظالمين . وإذا دققنا النظر في القرآن الكريم وجدناه يدور حول محور واحد هو العدل في كل الافكار القرآنية من التوحيد الى المعاد ومن النبوة الى الإمامة والزعامة ومن الآمال الفردية الى الاهداف الاجتماعية ، فالعدل في القرآن قرين التوحيد وركن المعاد وهدف لتشريع النبوة وفلسفة الزعامة والإمامة ومعيار كمال الفرد ومقياس سلامة المجتمع.
اذن بعد هذه المقدمة في العدل يأتي السؤال في هذا المقام الذي نحن فيه وهو هل ان الله جل جلاله أعطى الى اولياؤه الكثير من المناصب والمقامات الروحانية وعلى كل المستويات بالعدل أو جزافاً اعطاهم اياها ؟
فمثلاً مقام فاطمة الزهراء عليها السلام وحجيتها على الأئمة وعلى جميع الأنبياء والجن والانس ، ومقام شفاعتها يوم القيامة وانها تشفع بالجنة هل أعطى تعالى هذه المقامات بالعدل لها فتكون عندئذ مرتبط بالعدل الالهي أم لا ؟
وهذا السؤال يحتاج الى ذكر مسألة مهمة وهي تعريف العدل سواء لغوياً أم اصطلاحياً وبعد ذلك نرى مدى انطباق هذا الموضوع وعلى ضوء التعريف في حياة الصديقة الطاهرة فاطمة عليها السلام ومدى ارتباطها بالعدل الالهي .
العدل في اللغة : العدل من أسماء الله سبحانه ، العدل هو الذي لا يميل به الهوى فيجور في الحكم ، وهو في الاصل مصدر سمي به فوضع موضع العادل وهوأبلغ منه لانه جعل المسمى نفسه عدلاً وفلان من أهل المعدلة أي من أهل العدل .
والعدل : الحكم بالحق ، فيقال هو يقضي بالحق ويعدل وهو حكم عادل : ذو معدلة في حكمه .
اما تعريف العدل في الاصطلاح فلقد وردت فيه عدة تعاريف ولكن الذي يهمنا فيما نحن فيه التعريف الذي يقول : « هو رعاية الاستحقاق في افاضة الوجود وعدم الامتناع عن الافاضة والرحمة حيث يتوفر امكان الوجود أو امكان الكمال » .
وعلى أساس هذا التعريف يتبين لنا ان الموجودات تتفاوت مع بعضها في النظام الكوني من حيث قابليتها لاكتساب الفيض الالهي من مبدأ الوجود ، فكل موجود وفي أي رتبة من الوجود يملك استحقاقاً خاصاً من حيث قابليته لاكتساب الفيض ، ولما كانت الذات الالهية المقدسة كمالاً مطلقاً وخيراً مطلقاً وفياضة على الاطلاق فهي تعطي ولاتمسك ولكنها تعطي لكل موجود ما هو ممكن له من وجودأو كمال وجود ، فالعدل الالهي ـ حسب هذه النظرية ـ يعني ان أي موجود يأخذ من الوجود ومن كماله المقدار الذي يستحقه وبأمكانه ان يستوفيه .
وعلى هذا الاساس تكون الزهراء عليها السلام مستحقة للعدل الالهي في افاضة الكمال لها وفي كل المقامات المعنوية والروحية ، فكونها عليها السلام حجة على الأنبياء وعلى جميع البشر وانه ما تكاملت نبوة نبي حتى أقر بفضلها وكذلك كونها صاحبة الشفاعة الكبرى يوم القيامة وغيرها من المقامات التي أعطاها الله تعالى اياها كل ذلك لانها كانت مستحقة لكل هذا الكمال ، أما كيف كانت مستحقة لذلك فهذا مانفهمه من خلال الزيارة الواردة في حقها « السلام عليك يا ممتحنة امتحنك الذي خلقك قبل أن يخلقك فوجدك صابرة لما امتحنك » فعلى أساس هذا الامتحان وكونها صابرة نجد ان الله تعالى وجدها مستحقة للعدل الالهي وللكمال الذي يليق بحالها ، وعليه تكون الحكمة الالهية للعدل الالهي وللكمال الذي يليق بحالها ، حيث تكون الحكمة الالهية في وضع الزهراء في مقامها السامي انما هو بالامكان اللأئق لها وبالعدل الالهي استحقت ذلك فتكون عليها السلام حينئذ مرتبطة بالعدل الالهي من حيث كونها مستحقة للافاضات الربانية وكما تبين لك من خلال الاحاديث الواردة في شأنها .
هذا من جهة ومن جهة أخرى ان مولاتنا لفاطمة عليها السلام هل هي من العدل الالهي أم لا ؟
لاشك ولا ريب عندما يطلب الله تعالى منا ان نكون مع الزهراء عليها السلام في التولية والتبرئة من اعدائها هو عين العدل الالهي لأنّ الله تعالى وعلى لسانه في القرآن الكريم اعتبر أذى رسوله من الأسباب المؤدية الى اللعنة والعذاب الأليم وبأعتبار كونها عليها السلام من لحم رسول الله صلى الله عليه وآله بل هي نساء رسول الله صلى الله عليه وآله المعبر عنهم « بنسائنا » في آية المباهلة وأيضاً رضاها رضى رسول الله صلى الله عليه وآله وغضبها غضب الله ورسوله وإضافة الى ذلك انها مستحقة حسب وجودها واللفيوضات الربانية كل ذلك يعتبر من العدل الإلهي فتكون عندئذ عليها السلام مرتبطة بصميم العدل الإلهي وإن مولاتنا لها عين العدل الذي أمرنا الله تعالى ونكون له ملازمين له في كل الحالات .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ]   موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Icon_minitime1الثلاثاء 29 أبريل - 5:45:24

فاطمة الزهراء عليها السلام العلة الغائية

( يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك ، ولولا علي لما خلقتك ، ولولا فاطمة لما خلقتكما ) .
هذا الحديث من الأحاديث المأثورة التي رواها جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وآله عن الله تبارك وتعالى ومن المعلوم أن كلام الله تعالى جاء على قسمين أحدهما ما ورد في القرآن الكريم والأخر ما جاء على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله من دون أن يكون له وجود في القرآن الكريم وهو ما يعبر عنه بالأحاديث القدسية التي خاطب بها الله تعالى رسوله ولقد جمعت كثير من الكتب هذه الأحاديث القدسية مثل كتاب كلمة الله وكتاب الأحاديث القدسية عند الفريقين وغيرهما من الكتب والذي يهمنا في المقام هذا الحديث القدسي الذي جاء ليثبت للصديقة فاطمة كرامة أخرى ، ومنقبة عظيمة وذلك من خلال التمعن في مدلولات هذا الحديث المبارك . يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك والخطاب هنا من الباري عز وجل لرسوله محمد صلى الله عليه وآله ومن المعلوم لدينا أن الرسول صلى الله عليه وآله له عدة أسماء وردت على لسان القرآن الكريم مثل محمد ( ما كان محمدا أبا أحد من رجالكم ) ومثل أحمد ( ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ) ، وكذلك ياسين ، وغيرها من الأسماء التي جاءت بتعابير مختلفة ، وفيما نحن فيه جاء الخطاب للرسول باسم أحمد ، حيث توجه إليه الخطاب الإلهي ليقول له لولاك يا رسول الله لما خلقت الموجودات التي هي متيسرة في الأفلاك ، والأفلاك هنا معناها كل الموجودات التي تدور حياتها ووجودها في الكون سواء نعلم بوجودها أم لا نعلم ، فعلة خلق الموجودات هو لأجل رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام وهذا ما أكدته كثير من الأحاديث المأثورة في هذا المقام منها عن النبي صلى الله عليه وآله لما خلق الله آدم أبو البشر نفخ فيه من روحه التفت آدم يمنة العرش فإذا في النور خمسة أشباح سجدا وركعا .
قال آدم : يا رب ! هل خلقت أحدا من طين قبلي ؟ قال : لا ، يا آدم ، قال : من هؤلاء الخمسة الأشباح الذين أراهم في هيئتي وصورتي ؟ قال : هؤلاء خمسة من ولدك لولاهم ما خلقتك ، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي لولاهم ما خلقت الجنة ولا النار ، ولا العرش ولا الكرسي ، ولا السماء ولا الأرض ، ولا الملائكة ولا الأنس ولا الجن ، فأنا المحمود وهذا محمد ، وأنا العالي وهذا علي وأنا الفاطر وهذه فاطمة ، وأنا الإحسان وهذا الحسن ، وأنا الحسن وهذا الحسين آليت بعزتي أنه لا يأتيني أحد بمثقال ذرة من خردل من بغض أحدهم إلا أدخلته ناري ولا أبالي يا آدم ، هؤلاء صفوتي من خلقي بهم أنجيهم ، وبهم أهلكهم فإذا كان لك إلي حاجة فبهؤلاء توسل فقال النبي نحن سفينة النجاة من تعلق بها نجا ، ومن حاد عنها هلك ، فمن كان له إلى الله حاجة فليسأل بنا أهل البيت . يظهر من هذا الحديث عدة أمور مهمة تتطابق في مدلولاتها مع الحديث القدسي الذي نحن بشأن توضيحه ، فأنوار رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام مخلوقة قبل وجود آدم ، وأكد الحديث على أن علة خلق آدم هو من أجل هذه الأنوار - حيث قال الله تعالى لآدم : لولاهم ما خلقتك بل تجاوز الأمر إلى أن كل الموجودات هي مخلوقة بسببهم فالعرش والجنة والنار والكرسي والسماء والأرض والملائكة والإنس والجن كلهم لن يوجدوا لولا وجود أنوار أهل البيت بما فيهم جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله لذلك نجد في حديث الكساء المتقدم الذكر في كتابنا هذا أنه يصف علة إيجاد الأفلاك هو لأجل أهل البيت عليهم السلام حيث يقول الله تعالى ملائكتي ويا سكان سماواتي إني ما خلقت سماء مبنية ولا أرضا مدحية ولا قمرا منيرا ولا شمسا مضيئة ولا فلكا يدور ولا بحرا يجري ولا فلكا يسري إلا في محبة هؤلاء عليهم السلام أي إني لأجل حبهم وأنوارهم خلقت هذه الأفلاك .
إذن يظهر من هذه الأمور ومن خلال عدة أحاديث مأثورة أن الأفلاك والموجودات ما خلقت لولا رسول الله : يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك وهذه العبارة مطابقة لمضمون كثير من الأحاديث الولائية سواء كانت من كتب الخاصة أو العامة .

وبعبارة أخرى لتوضيح المطلب :
أولا : حينما نسأل ، لماذا خلق الله الكون والأفلاك ؟ فإن الجواب يأتي من القرآن الكريم وهو أن الله خلق الكون والحياة من أجل الإنسان ، لأنه قال : ( ليبلوكم أيكم أحسن عملا . . . ) ، وقال : ( وسخر لكم الشمس والقمر . . . وسخر الليل والنهار ) وسخر كل شئ في السماوات ، وكل شئ في الأرض ، وسخرها في خدمة الإنسان ، لأنه حينما يقول : سخرها ، فإن ذلك يعني أنه جعلها ، في خدمة الإنسان مسخرة له ، يتصرف بها كيف يشاء . . . مثل تسخير القمر ، والبحر للإنسان ، فمن القمر ، ننتفع بالضوء ، ومن البحر ننتفع بالماء . . . وكما أن القمر يحمل السفن الفضائية على ظهره ، كذلك البحر يحمل السفن الشراعية على ظهره أيضا .
إذا : فالجواب على السؤال المتقدم : لماذا خلق الله الأفلاك والكون ، والحياة ؟ أقول : الجواب ، خلقها من أجل الإنسان ، كما صرح بذلك القرآن الكريم ، في أكثر من مائة آية كلها تؤكد المعنى ، وتصب اهتماما في هذا الجانب ، بكلمة : سخر . . . وجعل . . الخ .

وثانيا : نسأل ، لماذا خلق الله الإنسان ؟ ويأتي الجواب من القرآن أيضا : إنه للعبادة ، ( وما خلقت الجن ، والإنس إلا ليعبدون ) . والعبادة لا تتحقق إلا بشروط ، ومن أهم تلك الشروط : معرفة الطريق . وكشف الوسيلة . . ووجود القائد ، لأنه من دون القائد ، لا يمكن الانطلاق في اتجاه صحيح ، ولذلك صار القائد ، الإمام المعصوم . . ومعنى ذلك : أن فقدان القائد ، يعني فقدان العبادة ، وإذا فقدت العبادة ، انتفت الحكمة من وجود الإنسان ، وإذا انتفت الحكمة من وجود الإنسان ، ولم يعد لوجود الأفلاك معنى ، لأن الأفلاك إنما وجدت بوجود الإنسان الذي يعبد الله ، ولذلك عندما تقوم الساعة ، وينتهي دور الإنسان في الحياة ، فإن الكواكب ، والنجوم ، والأفلاك كلها تتمزق شذر مذر ، وينتهي دورها : وحملت الأرض والجبال ، فدكتا ، دكة واحدة ، ويقول : ( ويسألونك عن الجبال ، فقل ينسفها ربي نسفا ) ويقول القرآن الكريم : ( إذا السماء انشقت ) .
( وإذا النجوم . . ) . وعليه فمن كل ما تقدم ، نخرج بالنتيجة التالية : وهي أن الله سبحانه - لولا الحبيب المصطفى - لم يخلق الكون ، ولا الأفلاك . . ولأن هذه الحكمة ، لا تسقط بموت النبي وإنما تستمر الحكمة ، من خلال الأئمة الطاهرين أجمعين .
وعلى هذا الأساس كان خلق السماوات والأرض وما بينهما لأجل الإنسان وليعبد الله تعالى بعد معرفة الإنسان بأن الله تعالى خلقه بقدرته لذلك وأنه سيبعثه يوم القيامة لتجزى كل نفس بما كسبت ومن الضروري الذي ثبت في محله إن الذين الذي رضى به الله تعالى وأتمه وأكمله لعباده هو الذي قال فيه تعالى - ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) .
هذا هو الدين القيم الذي أرسل به رسوله محمد ( بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ) ، فظهر مما ذكرنا إجمالا معنى قوله لولاك ما خلقت الأفلاك وذلك لكونه سيد المرسلين وخاتم النبيين ، ورسولا إلى الناس جميعا بهذا الدين المبين ، وفي ذلك يقول سيدنا الأستاذ آية الله السيد عادل العلوي ما نصه : فغاية الخلق هو الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله كما هو الصادر الأول - لقاعدة الأشرف كما في الفلسفة - وقد ورد في الخبر الشريف - كما تقدم ذلك - أول ما خلق الله نور محمد فهو العلة التامة بعد علة العلل وهو الله سبحانه . ولولا علي لما خلقتك أي يا رسول الله صلى الله عليه وآله لولا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لما خلقتك ، وربما يظهر من هذا الكلام بعض التشويه لمن ليس له الباع الطويل لفهم ودراية أحاديث أهل البيت عليهم السلام ، ولكن بأبسط تأمل وتدقيق في معاني هذا الكلام ينحل لنا هذا اللغز المحير ، فالرواية المتقدمة في علة خلق الموجودات تبين أن لولاهم ما خلقتك يا آدم ، أي أن الرسول والإمام علي مشتركين في نفس الأمر لكون الإمام علي هو نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وكما عبرت عنه آية المباهلة أنفسنا فلا يتوهم المتوهمين في عدم تأويل وبيان هذا الأمر وتوجد نكته مهمة في هذا المقام متعلقة بأسرار البسملة ليست بقابلة للتقرير والتحرير ، حيث قيل في هذا المقام أن الوجود ظهر من باء بسم الله الرحمن الرحيم وكما ورد ذلك في الأحاديث المأثورة عن أهل بيت العصمة وقيل بالباء ظهر الوجود وبالنقطة تميز العابد عن المعبود .
وقال أمير المؤمنين ومولى الموحدين علي عليه السلام :والله لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا من شرح باء بسم الله الرحمن الرحيم . وقال أيضا أنا النقطة تحت الباء لأنه كنقطة بالنسبة إلى التعين الأول الذي هو النور الحقيقي المحمدي لقوله - أي رسول الله محمد - أول ما خلق الله نوري المسمى بالرحيم ولقوله أنا وعلي من نور واحد لأن النبي صلى الله عليه وآله كالباء وعلي عليه السلام كالنقطة تحتها ، لأن الباء لا تعين إلا بالنقطة ، كما أن النبي لا يتكمل إلا بالولاية ، ومن هنا كان لولا علي لما خلقتك يا رسول الله فأفهم تغنم والله الهادي إلى الحق ، وعلى هذا الأساس فإنه لا بد للرسالة السماوية من حجج وأئمة بعد النبي وما أثبت هذا في محله من علم الكلام . لأن الأرض لا تخلو من حجة وإمام في كل زمان ، وأنه من لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية وهذا علي عليه السلام إمام وأب الأئمة المعصومين عليهم السلام كلهم خلقوا من أجل هذا الدين الحنيف الذي روحه العبودية لله رب العالمين برسالة رسوله وخلافة هؤلاء الأئمة الأمناء على الدين ، وصفوة الله وخزان علمه . . . .

إذن العلة التامة كما قلنا في كمالاتها وصفاتها التي هي مظهر لأسماء الله وصفاته هو رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وهذا الإنسان الكامل والمخلوق الأتم - محمد - لا بد لمثل هذه العلة النورانية والكلمة الإلهية التامة من معلول يشابهه ويسانخه لقانون العلة والمعلول كما هو ثابت في الفلسفة والحكمة المتعالية ويكون عندئذ هو نفسه وهو أمير المؤمنين أسد الله الغالب علي بن أبي طالب عليه السلام ومما يدل على ذلك هو آية المباهلة ، فيظهر من هذا كله معنى ولولا علي لما خلقتك . ولولا فاطمة لما خلقتكما وذلك لكون فاطمة عليها السلام أم أبيها فهي جمعت الكمالات المحمدية وكانت مظهرا للصفات الربوبية وهي بقية النبوة ولولاها لما قام بعد النبي صلى الله عليه وآله للدين عمود ولا أخضر له عود بنورها زهرت السماوات العلى . وكذلك كونها أم الأئمة . وهي الوعاء الطاهر لذرية النبي صلى الله عليه وآله ، وهي الكوثر الذي لا ينقطع عطاؤه . . .
ومنها الامتداد العلوي لأئمة أهل البيت ، فإذا عرفنا ذلك أدركنا عظمة الزهراء وحكمة وجودها لأن صلاح العالم كله إنما يكون وينطلق من أبناءها ويكفي دليلا على ذلك ، أن يكون صلاح العالم ، وإصلاح الدنيا اليوم ، بواحد من أبناء فاطمة عليها السلام وهو الإمام المهدي عليه السلام يقول الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله المهدي من ولد فاطمة .
إذا فإن فاطمة الزهراء ، هي الصديقة الكبرى ، وهي الكوثر المتدفق بالعطاء ، وهي أم الأئمة الطاهرين ، ولولاها ، لانعدمت الحكمة ، من وجود الإسلام ، وتكوين الحضارة ، لأن الحضارة إنما قامت بأبناء فاطمة أخذا من الإمام الحسن والحسين ، وعلي بن الحسين والباقر والصادق . . . ومرورا بالإمام الكاظم ، والرضا والجواد ، وانتهاء بالإمام الهادي ، والعسكري والإمام الحجة المنتظر عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام . ومن هنا جاء في تعريف فاطمة ، أنها ليلة القدر . . وأن الذي يعرف حقها ، وقدرها يدرك ليلة القدر ، ويستوعب مفهوم هذه الليلة العظمية التي نزل فيها القرآن هدى للناس ، وبينات من الهدى والفرقان ، ولا يتحقق هذا المعنى من وجود الهداية ، والبينات إلا بوجود الأئمة المعصومين ، من أبناء فاطمة . . .. والنتيجة هي : أنه لولا فاطمة ، لما كان هناك حكمة من وجود الإسلام ، وعلى هذا الأساس ، دون هذا المنطلق ، تنتفي حكمة البعثة ، وإذا لم يبعث النبي ، لم يوجد الوصي ، وهكذا نجد أن هذه المسألة على عمقها ، فإنها واضحة وضوح الشمس في رائعة النهار ، ولذلك جاء هذا الحديث القدسي ، جامعا ، معبرا ، قال : يا أحمد - لولاك ، لما خلقت الأفلاك ، ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة ، لما خلقتكما . . . .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ]   موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Icon_minitime1الثلاثاء 29 أبريل - 5:47:28

الزهراء عليها السلام وعلاقتها بالنبوة

من القضايا المهمة التي يهمنا البحث عنها هو ارتباط فاطمة الزهراء عليها السلام بمقام النبوة الخاتمية ومن يمثل هذه الخاتمية أعني بذلك شخص رسول الله محمد صلى الله عليه وآله ، ولا بد لنا ونحن نرتوي من الماء العذب لفاطمة عليها السلام واللآلئ المتناثرة في حياتها أن نقف مع مقامها والارتباط الوثيق لهذا المقام بالنسبة للنبوة ، والذي ينقدح في الذهن القاصر لصحاب هذا القلم أن هناك عدة أدلة وشواهد تثبت أن لفاطمة عليها السلام ارتباط وثيق بالنبوة ، وهذا الارتباط تارة يتمثل على نحو الأبوة لهذه الصديقة الطاهرة وتارة أخرى على شكل حب لهذه النسمة الطيبة ومرة أخرى على الارتباط العقائدي لها ، وسوف نعطي عدة شواهد وأدلة على ذلك ، ومن خلال استقراء واستنطاق بعض الكتب الروائية والتاريخية التي تروي لنا قضية الزهراء وارتباطها بشخص النبي صلى الله عليه وآله من جهة وبمقام النبوة من جهة أخرى ، أما كيف يكون هذا الارتباط بالنبوة ومقامها ، فنقول : وردت عدة شواهد على هذه المسألة من القرآن الكريم ولكن نكتفي على شاهد قرآني واحد وهو الآية 57 من سورة الأحزاب ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا . . . ) فهذه الآية الشريفة وكما تبين لنا لها ارتباط بمسألة أذى رسول الله صلى الله عليه وآله ونحن نعلم أنه ورد في الحديث الشريف عنه أنه ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت ، وكذلك قوله من آذى مؤمنا فقد أذاني ، فهذه الأحاديث تثبت مسألة أذى رسول الله صلى الله عليه وآله ولقد حدثنا التاريخ كيف أن القوم عندما بعث الرسول صلى الله عليه وآله بمكة كيف آذوه وطردوه من دياره والأكثر من ذلك نجد أن الكثير من النصوص عند العامة والخاصة قد بينت أن الرسول صلى الله عليه وآله قد آذوه القوم بعد مماته في ابنته فاطمة عليها السلام تبين وتؤكد على حقيقة ثابتة ولا ينكرها إلا معاند أو منافق وهي أنهم قد أذوا رسول الله صلى الله عليه وآله في ذريته ، فكانت الأحاديث المروية عنه تمثل الدعامة العظمى لارتباط أقرب الناس إليه وهي فاطمة الزهراء عليها السلام ، ولا نقصد من ارتباط الصديقة الطاهرة به مجرد لأنه والدها كلا بل هناك أمور غيبية قد ذكرت بعض الروايات أسرارها وكما بينا في بعض أحاديثنا كحديث الاقرار بفضل فاطمة جميع الأنبياء وأنه ما تكاملت نبوة نبي حتى أقر بفضلها ومحبتها . . .
مما يدل على ارتباطها بالنبوة العامة كارتباطها بالنبوة الخاصة . . .
وغير ذلك من الأحاديث في هذا المضمار ، وإن كان رسول الله صلى الله عليه وآله يكن لها إكراما عظيما أكثر مما كان الناس يظنونه وأكثر من إكرام الرجال لبناتهم حتى خرج بها عن حد الآباء للأولاد ، فقال بعض الخاص والعام مرارا لا مرة واحدة وفي مقامات مختلفة لا في مقام واحد : إنها سيدة نساء العالمين . . . وإنها إذا مرت في الموقف نادى مناد من جهة العرش : يا أهل الموقف : غضوا أبصاركم لتعبر فاطمة بنت محمد . وهذا من الأحاديث الصحيحة .
وعليه لا بد من ذكر بعض النصوص التي تبين لنا مقام فاطمة عليها السلام من الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله .
لفقد جاء في حديث طويل عن سعد بن أبي وقاص أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : فاطمة بضعة مني ، من سرها فقد سرني ومن ساءها فقد ساءني ، فاطمة أعز الناس عليّ .
وروى النسائي بإسناده عن المسور بن محزمة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو على المنبر يقول فاطمة هي بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها ، ومن آذى رسول الله فقد حبط عمله .
وروى أحمد بأسناده عن المسور ، قال : قال رسول الله فاطمة شجنة مني يبسطني ما يبسطها ويقبضني ما قبضها وأنه تنقطع يوم القيامة الأنساب والأسباب إلا نسبي وسببي .
وروي عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله : إن فاطمة شعرة مني ، فمن آذى شعرة مني فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله لعنه الله ملء السماوات والأرض .
عن عبد الله بن زبير عن النبي م في حديث : إنها - فاطمة - بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها . وكثيرة هي الأحاديث التي تروي لنا ارتباط الزهراء وظلمها وأذيتها برسول الله ، ولئلا يطول المقام بنا ولا نخرج عن هذا الكتاب نكتفي بهذه الأحاديث ونقول : إن كلام الرسول صلى الله عليه وآله الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى هذا يدل على أنه ليس غضبه باعتبار أنه والدها ، لا وإنما غضب النبوة ومقامها السامي الذي تمثل السماء ونحن نعلم أيضا أنه أذى فاطمة أيضا أذى لله تبارك وتعالى ، وإلا لا معنى أن يغضب الرسول صلى الله عليه وآله لأنه أباها الشخصي فقط لأنه في مثل هذه الحالة سوف تكون العصبية لها باعتبار القرابة وإنما يؤكد الرسول صلى الله عليه وآله من خلال هذه الأحاديث على حقيقة مهمة جدا وهي مسألة عصمة فاطمة عليها السلام لأنها لو كانت ممن تقارف الذنوب لم يكن مؤذيها مؤذيا له على كل حال لذا ثبتت لها العصمة من خلال أقوال الرسول صلى الله عليه وآله في حقها عليها السلام .

ويظهر أيضا من خلال الحديث المروي في حق فاطمة عليها السلام عن أبي جعفر عليه السلام يقول : ولقد كانت مفروضة الطاعة على جميع من خلق الله من الجن والإنس ، والطير والوحوش والأنبياء حتى أقر بفضل فاطمة عليها السلام وحجيتها حيث نستفيد من هذين الحديثين أن فاطمة كانت مرتبطة بنبوة الأنبياء السابقين قبل نبينا محمد صلى الله عليه وآله ، فهي - أي النبوة - لم تكتمل في أي نبي من الأنبياء حتى أقر بفضل فاطمة عليها السلام وحجيتها ، وهذا يدل أنها كانت مفروضة الطاعة على جميع الأنبياء وكما تبين لنا من خلال البحوث المتقدمة في هذا الأمر .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ]   موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Icon_minitime1الثلاثاء 29 أبريل - 5:49:04

منزلة الزهراء عليها السلام عند الله تعالى

في إصابة نور الله لها :
عن النبي صلى الله عليه وآله قال : لما خلق الله الجنة خلقها من نور وجهه ، ثم أخذ ذلك النور فقذفه فأصابني ثلث النور ، وأصاب فاطمة ثلث النور ، وأصاب عليا وأهل بيته ثلث النور .
فمن أصابه من ذلك النور اهتدى إلى ولاية آل محمد ، ومن لم يصبه من ذلك النور ضل عن ولاية آل محمد.
أقول : التدبر في هذا الحديث يعطي جلالة شأنها وعلو درجاتها عليها السلام ، إذ جعلها الله - تعالى شأنه - في النور قسيم أبيها وبعلها وبنيها ، بل هي أكبر حظا منهم . وهذا لعمري شأن لا تنالها أيدي المتناولين ، وبحر لا يدرك قعرها غوص المتعمقين .

في كونها خير خلق الله تعالى :
عن النبي صلى الله عليه وآله في حديث طويل : على ساق العرش مكتوب : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، وعلي وفاطمة والحسن والحسين خير خلق الله .

في اختيار الله تعالى إياها على النساء :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : إن الله عز وجل أشرف على الدنيا فاختارني منها على رجال العالمين ، ثم اطلع الثانية فاختارك على رجال العالمين ، ثم اطلع الثالثة فاختار الأئمة من ولدك على رجال العالمين ، ثم اطلع الرابعة فاختار فاطمة على نساء العالمين .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ليلة عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي حبيب الله ، والحسن والحسين صفوة الله ، فاطمة خيرة الله ، على باغضهم لعنة الله .

في وجوب إطاعتها على الكائنات :
عن أبي جعفر عليه السلام في حديث طويل : ولقد كانت عليها السلام مفروضة الطاعة على جميع من خلق الله من الجن والإنس والطير والوحش والأنبياء والملائكة - الحديث.
عن محمد بن سنان قال : كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السلام فأجريت اختلاف الشيعة ، فقال : يا محمد إن الله تبارك وتعالى لم يزل متفردا بوحدانيته ، ثم خلق محمدا وعليا وفاطمة ، فمكثوا ألف دهر ، ثم خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها ، وأجرى طاعتهم عليها ، وفوض أمورها إليهم ، فهم يحلون ما يشاؤون ، ويحرمون ما يشاؤون ، ولن يشاؤوا إلا أن يشاء الله تبارك وتعالى .
ثم قال : يا محمد ، هذه الديانة التي من تقدمها مرق ، ومن تخلف عنها محق ، من لزمها لحق ، خذها إليك يا محمد .
قال العلامة المجلسي في شرح هذا الحديث : فأشهدهم خلقها ، أي خلقها بحضرتهم وهم يطلعون على أطوار الخلق وأسراره .
وأجرى طاعتهم عليها أي أوجب على جميع الأشياء طاعتهم حتى الجمادات والسماويات والأرضيات . وفوض أمورها إليهم من التحليل والتحريم والعطاء والمنع ، وإن كان ظاهره تفويض تدبيرها إليهم من الحركات والسكنات والأرزاق والأعمار وأشباهها .
عن أبي سعيد الخدري قال : كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذا قبل إليه رجل فقال : يا رسول الله أخبرني عن قول الله عز وجل لإبليس : استكبرت أم كنت من العالين، من هم يا رسول الله الذين هم أعلى من الملائكة المقربين ؟ فقال رسول الله : أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، كنا في سرادق العرش نسبح الله فسبحت الملائكة بتسبيحنا قبل أن يخلق الله عز وجل آدم بألفي عام ، فلما خلق الله عز وجل آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له ، ولم يؤمروا بالسجود إلا لأجلنا ، فسجدت الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس أبى أن يسجد ، فقال الله تبارك وتعالى : يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي استكبرت أم كنت من العالين أي من هؤلاء الخمسة المكتوبة أسماؤهم في سرادق العرش . فنحن باب الله الذي يؤتى منه ، وبنا يهتدي المهتدون ، فمن أحبنا أحبه الله وأسكنه جنته ، ومن أبغضنا أبغضه الله وأسكنه ناره ، ولا يحبنا إلا من طاب مولده .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ]   موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Icon_minitime1الثلاثاء 29 أبريل - 5:51:19

فاطمة عليها السلام وعلاقتها بالإمامة

تشكل الإمامة أصلاً مهماً من الأصول الخمسة الدينية عند الشيعة الإمامية بعد التوحيد والنبوة والعدل ، ولقد تظافرت الروايات الشريفة على التأكيد على هذه المسألة المهمة في الدين الاسلامي فضلاً عن القرآن الكريم الذي أكد أيضاً على مسألة إثبات الإمامة من خلال القرآن الكريم والأحاديث الشريفة بل نقول ان من أراد الإطلاع على هذه القضية فعليه مراجعة الكتب الكلامية التي أثبت هذه المسألة المهمة ، ولقد تطرقنا الى هذه المسألة ـ أي الإمامة ـ في هذه الكتاب باعتبارها لها إرتباط عميق بالصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام ، وربما سائل يسأل كيف يمكننا أن نعرف أن الزهراء عليها السلام لها ارتباط بصميم الإمامة ؟ وهذا سؤال مهم على ما أتصوره ولابد من خلال استقراء الكتب الروائية وحياة الصديقة الطاهرة عليها السلام وقراءة بعض النصوص واستنطاقها نجد انه هناك عدة أمور يمكن من خلالها إثبات هذا الارتباط الوثيق للزهراء عليها السلام بالإمامة التي جعلها الله تبارك وتعالى ، أما ماهية هذه القضية من خلال إثباتها عن طريق الروايات أو الزيارات الواردة فهذا ما يتوقف بيانه على إبراز بعض الأدلة والشواهد التي تؤيد هذه القضية تارة وتدعمها تارة أخرى .

أولاً : أما الأدلة التي نستطيع من خلال اثبات ارتباط فاطمة عليها السلام بصميم الدين فهذا ما يتبين لنا من كونها عليها السلام الحجة على الأنبياء فضلاً عن الأئمة .
إما كونها الحجة على الأنبياء فهذا ما أثبته الحديث المروي الذي يقول فيه الإمام : « ما تكاملت نبوة نبي حتى أقر بفضلها ومحبتها وهي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الأولى » ولا نريد الوقوف مع مفهوم هذا الحيث على أي شيء يدل فلقد تبين لك كيف انها عليها السلام لابد من الإقرار بفضلها ومحبتها من قبل الخلق أجمعين فضلا عن الأنبياء سلام الله عليهم، وإما كونها الحجة على الأئمة فهذا ما تبين لنا من خلال شرح الحديث الوارد عن الإمام الحسن العسكري الذي يقول فيه « نحن حجج الله على خلقه وجدتنا فاطمة عليها السلام حجة الله علينا » فراجع شرح هذا الحديث في كتابنا هذا وسوف يتبين لك الحال في هذا الأمر وهذا يكون أفضل شاهد على كونها مرتبطة بصميم الإمامة ولهذا يحتاج الى تمعن في هذا الأمر وتدقيق عميق حتى نصل الى مداركه ومدلولاته .

ثانيا : إن الزهراء عليها السلام كانت الرحم الطاهر لحمل الإمامة فهي أم الأئمة الأطهار وهي والدة الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة واللذان كانا إمامان قاما أو قعدا ، فقد حملت بهما من خلال الارتباط السماوي بأمير المؤمنين حيث زوجها الله تبارك وتعالى من أمير المؤمنين وكما ورد في الحديث الذي يقول « زوج النور من النور » وهذا يشهد به الموالي والمخالف في قضية زواج الزهراء عليها السلام ، أما كونها رحم طاهرة ، فهذا ما أثبتته الآية الكريمة ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) فضلاً عن الزيارة الشريفة الواردة في حق الإمام الحسين والتي يقول فيها الإمام عليه السلام « أشهد إنك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة » إن آية التطهير تثبت كونها الرحم الطاهر للأئمة عليهم السلام ومن جهة شاهد على كونها مرتبطة بصميم الإمامة بالنكتة التي بيناها لك من حيث هي أم الأئمة .

ثالثاً : نجد من خلال استقراء القرآن الكريم ومتابعة آياته الشريفة أن الزهراء عليها السلام تكون مشتركة ومرتبطة بالإمامة من خلال عدة آيات قرآنية اثبت اشتراكها مع الأئمة عليهم السلام منها كونها الصراط المستقيم ومشتركة معهم عليهم السلام فلقد ورد عن جابر بن عبدالله الأنصاري أنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أن الله جعل علياً وزوجته وأبناؤه حجج الله على خلقه ، وهم أبواب العلم في أمتي ، من أهتدى بهم هدي الى صراط مستقيم .
وأيضاً عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : « اهتدوا بالشمس فإذا غاب الشمس فاهتدوا بالقمر ، فاذا غاب القمر فاهتدوا بالزهرة ، فاذا غابت الزهرة فاهتدوا بالفرقدين ، فقيل يا رسول الله ماالشمس وما القمر وما الزهرة وما الفرقدان ؟ قال : الشمس أنا ، والقمر عليّ ، والزهرة فاطمة ، والفرقدان الحسن والحسين .
قوله تعالى : ( فتلقّى آدم من ربّه كلمات فتاب عليه إنّه هو التوّاب الرحيم ) .
أخرج ابن النجار عن ابن عبّاس قال : سألت رسول الله عن الكلمات الّتي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه ، قال:سأل بحقّ محمّد وعلّي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علّي ، فتاب عليه .
قوله تعالى : ( فقل تعالوا ندع ابناءنا وأبناءكم ... ) .
قال محّب الدّين الطبريّ : لما نزل قوله تعالى : « فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم » الآية ، دعا رسول الله هؤلاء الأربعة .
عن أبي سعيد رضى الله عنه : لمّا نزلت هذه الآية ، دعا رسول الله عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً وقال : « اللّهمّ هؤلاء أهلي » . أخرجه مسلم والترمذي .
قوله تعالى : ( ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيّبة كشجرةٍ طيّبة ... ) .
عن رسول الله يقول : أنا شجرة ، وفاطمة فرعها ، وعلي لقاحها ، وحسن وحسين ثمرها ، ومحبيّهم من أمّتي أوراقها . ثمّ قال : هم في جنّة عدن والّذي بعثني بالحقّ .
وعنه يقول : أنا شجرة ، وعلّي القلب ، وفاطمة اللقاح ، والحسن والحسين الثمر ، وشيعتنا الورق ، وحيث ينبت الشجر تساقط ورقها ، ثم قال : في جنّة عدن والّذي بعثني بالحقّ .
وقوله تعالى : ( أولئك الّذين يدعون يبتغون إلى ربهّم الوسيلة ... ) .
عن عكرمة : هم النبّي وعلّي وفاطمة والحسن والحسين .
قوله تعالى : ( إنّي جزيتهم اليوم بما صبروا أنّهم هم الفائزون ).
عن عبدالله بن مسعود : يعني جزيتهم بالجنّة اليوم بصبر علّي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين في الدنيا على الطاعات وعلى الجوع والفقر ، وبما صبروا على المعاصي وصبروا على البلاء لله في الدنيا ، أنّهم هم الفائزون والناجون من الحساب .
قوله تعالى : ( كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة ... ) .
عن موسى بن القاسم ، عن علّي بن جعفر قال : سألت أبا الحسن عن قوله الله عزّوجلّ «كمشكاة فيها مصباح » قال : المشكاة فاطمة ، والمصباح الحسن ، والحسين الزجاجة « كأنّها كوكب درّي » قال : كانت فاطمة كوكباً درّياً من نساء العالمين « يوقد من شجرة مباركة » الشجرة المباركة إبراهيم « لا شرقيّة ولا غربيّة » لا يهودّية ولا نصرانيّة « يكاد زيتها يضيء » قال : يكاد العلم أن ينطق منها « ولو لم ـ تمسسه نار ، نور على نور » قال : فيها إمام بعد إمام « يهدي الله لنوره من يشاء » قال : يهدي الله عزّوجلّ لولايتنا من يشاء .
قوله تعالى : ( وأمر أهلك بالصلواة واصطبر عليها ... ).
عن عبدالله بن الحسن ، عن أبيه ، عن جدّه قال : أبو الحمراء خادم النبّي : لمّا نزلت هذه الآية كان النبّي يأتي باب علّي وفاطمة عند كل صلوة فيقول : الصلاة ـ رحمكم الله ـ إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً .
قوله تعالى : ( وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً ... ) .
عن السدّي : نزلت في النبّي وعلّي ، زوّج فاطة علّياً ، وهو ابن عمّه وزوج ابنته ،كان نسباً وكان صهراً .
قول تعالى : ( واجعلنا للمتّقين إماماً ) .
قال النّبي قلت : يا جبرئيل من أزواجنا ؟ قال : خديجة . قال : ومن ذرياتنا ؟ قال : فاطمة . وقرّة أعين ؟ قال : الحسن والحسين . قال : واجعلنا للمتّقين إماماً ؟ قال : عليّ بن أبي طالب .
قوله تعالى ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ) .
عن أبي سعيد الخدريّ رضى الله عنه قال : نزلت في خمسة : في رسول الله وعلّي وفاطمة والحسن والحسين ، أخرجه أحمد في المناقب وأخرجه الطبرانّي .
قوله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلاً المودّة في القربى ـ ) .
قال الزّمخشريّ : إنّها لمّا نزلت « قل لا أسئلكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى » قيل : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الّذين وجبت علينا مودّتهم ؟ قال : علّي وفاطمة وابناهما ... وقال رسول الله من مات على حبّ آل محمّد مات شهيداً . ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات مغفوراً له . ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات مغفوراً له . ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات تائباً . ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات مؤمناً مستكمل الإيمان .
ألا ومن مات على حبّ آل محمّد بشرّه ملك الموت بالجنّة ثمّ منكر ونكير . ألا ومن مات على حبّ آل محمّد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها . ألا ومن مات على حبّ آل محمّد فتح له في قبره بابان إلى الجنّة . ألا ومن مات على حبّ آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة . ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات على السنّة والجماعة .ألا ومن مات على بغض آل محمّد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله . ألا ومن مات على بغض آل محمّد مات كافراً .ألا ومن مات على بغض آل محمّد لم يشمّ رائحة الجنّة .
قوله تعالى : ( ذلك بأنّ الله مولى الّذين آمنوا وأنّ الكافرين لامولى لهم ) .
عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس : يعني وليّ علي وحمزة وجعفر وفاطمة والحسن والحسين وولّي محمّد ، ينصرهم بالغلبة على عدوّهم .
قوله تعالى : ( كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون ) .
عن عبدالله بن عبّاس قال : نزلت في علّي بن أبي طالب والحسن والحسين وفاطمة .
قوله تعالى : ( والّذين آمنوا واتّبعتهم ذرّيّتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرّيّتهم ) .
عن ابن عبّاس قال : نزلت في النبّي وعلّي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام .
قوله تعالى : ( مرج البحرين يلتقيان ، بينهما برزخ لا يبغيان ، فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان ، يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ) .
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : « مرج البحرين يلتقيان » قال : علّي وفاطمة ، « بينهما برزخ لا يبغيان » قال : النبّي ، « يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان » قال : الحسن الحسين.
قوله تعالى : ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ).
إنّ رجلاً جاء إلى النبّي فشكا إليه الجوع ، فبعث إلى بيوت آزواجه فقلن : ماعندنا إلاّ الماء . فقال : من لهذه الليلة ؟ فقال عليّ عليه السلام : أنا يا رسول الله . فأتي فاطمة فأعلمها ، فقالت : ما عندنا إلاّ قوت الصبية ولكنّا نؤثر به ضيفنا . فقال عليّ : نؤّمي الصبية وأنا أطفىء للضيف السراج . ففعلت وعشّى الضيف . فلمّا أصبح أنزل الله عليهم هذه الآية : « ويؤثرون عن أنفسهم » .
عن ابن عباس في قول الله « ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة » قال : نزلت في علّي وفاطمة والحسن والحسين .
قوله تعالى : ( ويطعمون الطعام على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً ) .
قال أبو الفضل شهاب الدين السيّد محمود الآلوسيّ : وماذا عسى يقول امرؤ فيهما يعني عليّا وفاطمة سوى أنّ عليّا مولى المؤمنين ووصّي النبّي ، وفاطمة البضعة الأحمديّة والجزء المحمّديّ ، وأمّا الحسنان فالّروح والريحان وسيّدا شباب أهل الجنان .
وليس هذا من الرفض ، بل ما سواه عندي هو الغيّ . ومن اللطائف على القول بنزولها فيهم أنّه سبحانه لم يذكر فيها الحور العين ، وأنّما صرّح عزّوجلّ بولدان مخلّدين رعاية
لحرمة البتول وقرّة عين الرسول .
قوله تعالى : ( ليلة القدر خير من ألف شهر تنزّل الملائكة والروح فيها ) .
عن عبدالله بن عجلان السكوني قال : سمعت أبا جعفر يقول : بيت علّي وفاطمة من حجرة رسول الله ، وسقف بيته معرض ربّ العالمين ، وفي قعر بيوتهم فرجة مكشوطة إلى العرش معراج الوحي ، والملائكة تنزل عليهم بالوحي صباحاً ومساءً وفي كلّ ساعة وطرفة عين ، والملائكة لا ينقطع فوجهم ، فوج ينزل وفوج يصعد .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ]   موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Icon_minitime1الثلاثاء 29 أبريل - 5:53:55

الدلالة على عصمتها ، ومنزلتها و فضلها وعلو رتبتها عليها السلام

من أوكد الدلائل على عصمتها قوله سبحانه: { إنَّما يُريدُ الله لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيت وَيُطَهِّرَكُم تَطهيراً} ووجه الدلالة: أنّ الاُمة اتّفقت على أنّ المراد بأهل البيت في الآية هم أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله ، ووردت الرواية من طريق الخاصّ والعامّ أنّها مختصّة بعليّ وفاطمة والحسن والحسين ، وأنّ النبيّ صلى الله عليه وآله جلّلهم بعباء خيبريّة ثمّ قال: «اللهمّ إنّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً» فقالت اُمّ سلمة: يا رسول الله وأنا من أهل بيتك؟ فقال لها: «إنّك على خير» .
ولا تخلو الاِرادة في الآية إمّا أن تكون إرادة محضة لم يتبعها الفعل، أو إرادة وقع الفعل عندها، والأوّل باطلٌ، لأنّ ذلك لا تخصيص فيه لأهل البيت، بل هو عام في جميع المكلّفين، ولا مدح في الاِرادة المجردة، وأجمعت الاُمّة على أنّ الآية فيها تفضيل لأهل البيت وإبانة لهم عمّن سواهم، فثبت الوجه الثاني، وفي ثبوته ما يقتضي عصمة من عني بالآية، وأنّ شيئاً من القبائح لا يجوز أن يقع منهم، على أنّ غير من سمّيناه لاشكّ أنّه غير مقطوع على عصمته، والآية موجبة للعصمة، فثبت أنّها فيمن ذكرناهم لبطلان تعلّقها بغيرهم.

وممّا يدلّ أيضاً على عصمتها : قول النبي صلى الله عليه وآله فيها: «إنّها بضعة منّي يؤذيني ما آذاها» .
وقوله : «من آذى فاطمة فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله عزّ وجل» .
وقوله : «إنّ الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها» .
ولو كانت ممّن يقارف الذنوب لم يكن من يؤذيها مؤذياً له على كلّ حال، بل يكون متى فعل المستحق من ذمّها، أو إقامة الحدّ ـ إن كان الفعل يقتضيه ـ سارّاً له .
ومّما روي من الآيات الدالّة على محلّها من الله عزّ وجلّ ما رواه الخاصّ والعامّ عن ميمونة أنّها قالت: وجدت فاطمة نائمة والرحى تدور فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك فقال: «إنّ الله علم ضعف أمته فاوحى إلى الرحى أن تدور فدارت» .
ومن الأخبار المنبئة عن فضلها وتميّزها عمّن سواها ما روته العامّة عن عائشة قالت: ما رأيت رجلاً أحبّ إلى رسول الله من عليّ، ولا امرأة أحبّ إلى رسول الله من امرأته .
ورووا عن أمير المؤمنين أنه قال : «سألت رسول الله فقلت : أنا أحب إليك أم فاطمة ؟ فقال : فاطمة أحب إليّ منك ، وأنت أعز عليّ منها» .
ورووا عن أنس قال: قال رسول الله : «حسبك من نساء العالمين ـ وفي رواية اُخرى: خير نساء العالمين ـ: مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم، وخديجة بنت خوليد، وفاطمة بنت محمّد»
وعن ابن عبّاس قال: أفضل نساء أهل الجنّة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمّد ، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم .
وروي عن عبد الرحمن بن عوف قال: سمعت رسول الله يقول: «أنا الشجرة، وفاطمة فرعها، وعليّ لقاحها، والحسن والحسين ثمرها، وشيعتنا ورقها، الشجرة أصلها في جنّة عدن، والفرع والثمر والورق في الجنّة» .
ورووا عن عائشة: أنّ فاطمة كانت إذا دخلت على رسول الله قام لها من مجلسه وقبّل رأسها وأجلسها مجلسه .
ورووا عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم في تفسير القرآن، عن الصادق جعفر بن محمد أنّه قال: «بلغنا عن آبائنا أنّهم قالوا: كان رسول الله يكثر تقبيل فم فاطمة سيّدة نساء العالمين إلى أن قالت عائشة: يا رسول الله أراك كثيراً ما تقبّل فم فاطمة، وتدخل لسانك في فيها؟! قال: نعم يا عائشة، أنّه لمّا اُسري بي إلى السماء أدخلني جبرئيل الجنّة فأدناني من شجرة طوبى وناولني من ثمارها تفّاحة فأكلتها فصارت نطفة في ظهري، فلمّا هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ، فكلّما اشتقت إلى الجنّة قبّلتها وأدخلت لساني في فيها فأجد منها ريح الجنّة، وأجد منها رائحة شجرة طوبى، فهي إنسيّة سماويّة» .
وما رواه أصحابنا رضي الله عنهم من لأخبار الدالّة على خصوصيّتها بشرف المنزلة، وبينبونتها عن جميع نساء العالمين بعلّو الدرجة فأكثر من أن يحصر، فلنقنتصر على ما ذكرناه.
وكان ممّا تممّ الله تعالى به شرف أمير المؤمنين في الدنيا وكرامته في الآخرة أن خصّه بتزويجها إيّاه، كريمة رسول الله ، وأحبّ الخلق إليه، وقرّة عينه، وسيدة نساء العالمين.
فممّا روي في ذلك ما صحّ عن أنس بن مالك قال: بينما النبيّ جالس إذ جاء عليّ فقال: «يا عليّ ما جاء بك؟».
قال: «جئت اُسلّم عليك».
قال: «هذا جبرئيل يخبرني أنّ الله تعالى زوّجك فاطمة، وأشهد على تزويجها أربعين ألف ألف ملك، وأوحى الله تعالى إلى شجرة طوبى أن: اُنثري عليهم الدرّ والياقوت، فنثرت عليهم الدر والياقوت فابتدرت إليه الحور العين يلتقطن في أطباق الدر والياقوت، وهنّ يتهادينه بينهنّ إلى يوم القيامة» .
وعن ابن عبّاس قال: لمّا كانت الليلة التي زفّت بها فاطمة إلى عليّ كان رسول الله أمامها، وجبرئيل عن يمينها، وميكائيل عن يسارها، وسبعون ألف ملك من خلفها، يسبّحون الله ويقدّسونه .
وافتخر أمير المؤمين بتزويجها في مقام بعد مقام:
روى أبو إسحاق الثقفي بإسناده، عن حكيم بن جبير، عن الهجريّ، عن عمّه قال: سمعت عليّاً يقول: «لأقولنّ قولاً لم يقله أحدٌ بعدي إلاّ كذّاب، أنا عبدالله، وأخو رسوله، وريث نبيّ الرحمة، وتزوّجت سيّدة نساء الاُمّة، وأنا خير الوصيّين»
والأخبار في هذا النحو كثيرة، وروى الثقفي بإسناده عن بريدة قال: لمّا كان ليلة البناء بفاطمة قال لعليّ: «لا تحدث شيئاً حتّى تلقاني» فاتى النبيّ بماء ـ أوقال: دعا بماء ـ فتوضّأ ثمّ أفرغه على عليّ ثمّ قال: «اللهم بارك فيهما، وبارك عليهما، وبارك لهما في شبليهما» .
وروى بإسناده عن شرحبيل بن أبي سعيد قال: لمّا كان صبيحة عرس فاطمة جاء النبيّ بعسّ فيه لبن فقال لفاطمة: «اشربي فداك أبوك» وقال لعليّ : «اشرب فداك ابن عمّك» .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ]   موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Icon_minitime1الأربعاء 30 أبريل - 18:29:53

علم الزهراء عليها السلام

المعرفة العلمية والفكرية لها عليها السلام
يتساوى الناس في الحقوق والواجبات من جهة التشريع الإسلامي ومنطلقاته الأصلية ، فهم سواسية كأسنان المشط في المظهر الخارجي ، ولكن من حيث حقيقة وجوهر كل إنسان تختلف من شخصية إلى أخرى ، وقديما قيل : الناس مخابر ، وليسوا بمناظر أي الإنسان بجوهره وحقيقته ، وذلك أن المخبر يكشف عن سلوك الإنسان ويبدو على سيرته الذاتية بشكل واضح لا لبس فيه . . فما أضمر ابن آدم شيئا إلا وظهر على فلتات لسانه وصفحات وجهه ، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام ذلك في نهج البلاغة " تكملوا تعرفوا فإن المرء مخبوء تحت طيات لسانه " فالكلمة تعرف حقيقة الإنسان وطبيعة شخصيته ، حيث أثبت العلم النفسي الحديث أن معرفة أي حقيقة لأي شخصية يكون عبر توجيه بعض الأسئلة إليه ومن خلال الجواب عليها يظهر طبع شخصيتها وحقيقتها ومدى سعتها واستيعابها ، وهل هي شخصية عالية ذا همة كبيرة أم لا ؟ وغير ذلك من الأمور المعمة ، ذلك أن الكلمة التي تخرج من الفم تحمل معها صورة قائلها ونبضات قلبه ، وخلجات نفسه ودخائل شخصيته ، وهذه حقيقة معروفة لدى علماء النفس والتربية والاجتماع ، كل ذلك نقوله لكي نهتدي إلى سواء السبيل . وعلى هذا الأساس إننا نهتدي إلى معرفة الشخصية العلمية والفكرية بها سلام الله عليها من خلال عدة أمور مهمة ومن خلالها نعبر إلى شخصيتها وندخل في فهم حقيقتها وهذه الأمور هي :

الأمر الأول : يمكن معرفة شخصيتها من خلال سيرتها الذاتية التي يرويها لنا أهل البيت والأقربون من ذويها ، ذلك لأن أهل البيت أدرى بما فيه وأهل مكة أدرى بشعابها كما يقول المثل . إذ أن هناك أمور في الحياة صحيحة وثابتة وفق مقاييس العقل والبرهان ولا تحتاج إلى إثبات إثبات أحقيتها وأصحيتها إلى دليل من الخارج ولا تحتاج إلى إثبات صحة دعواها أيضا إلى شاهد فدليلها مستمد منها ، ومن هذه الأمور الثابتة في حياة الإنسان الكامل " فاطمة الزهراء " هي سيرتها الذاتية التي تثبت من خلالها معرفتها الحقيقية فهذه السيرة هي السبيل الصحيح للوقوف على حياتها .
فهي الضابط والمعيار الصحيح للحكم عليها من خلالها . فالإنسان لا يعرف المعرفة الصحيحة إلا من خلال هذه السيرة على وجه الدقة أما بقية المسائل الأخرى في حياة الإنسان من الشعارات والأطروحات والأدلة والشواهد وغير ذلك لا تمثل سوى الجانب النظري من حياة الإنسان الشخصية ، ومدى صدق هذه الدعوى فهي متروكة للجانب التطبيقي في حياته ، إذن السيرة الذاتية للصديقة الطاهرة تمثل جانب تطبيقي من حياتها الشخصية على كافة المستويات ، ولا نريد الوقوف مع السيرة الذاتية لفاطمة عليها السلام في هذا الكتاب بصورة تفصيلية حيث قد أعطينا بعض النماذج للسيرة الذاتية لها في نفس هذا الكتاب وكانت هذه النماذج ، على شكل أمور متناثرة في طيات البحوث فلا نقف تفصيليا معها هنا .

الأمر الثاني : يمكن أن نعرف شخصيتها من خلال مواقفها لأن الموقف عمل والعمل ما هو إلا انعكاس لطبيعة شخصية الفرد وهذا ما أثبته التاريخ الإسلامي لفاطمة عليها السلام حيث أخبرنا بمواقفها الفذة في جميع الحالات التي مرت بها . فعندما كانت قريش تؤذي رسول الله صلى الله عليه وآله وتتعرض له بأنواع المواجهة كانت الزهراء عليها السلام تقف إلى جانبه صابرة محتسبة ، فيدخل إلى البيت وقد حثى الكافرون التراب على رأسه الشريف ، فتستقبله الزهراء عليها السلام وتغسل التراب عن رأسه وهي باكية ، فيقول لها الرسول صلى الله عليه وآله : لا تبكي فإن الله ناصر أباك . وعندما رمى أبو لهب رسول الله صلى الله عليه وآله بروث البقر اندفعت فاطمة عليها السلام لتذب عن أبيها الرسول صلى الله عليه وآله ، وتسمع أبا لهب من الكلام ما يتوقف خلاله من الاندفاع بالسخرية برسول الله صلى الله عليه وآله .
كما أنها التحقت بأبيها صلى الله عليه وآله بعد هجرته إلى المدينة مجازفة بحياتها ومضحية بروحها في سبيل نصر الإسلام وإعزاز مبادئه المثلى ، ولا يمكن أن يغفل دورها في الوقوف إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وآله أيام دعوته المباركة ، تؤنسه وتزيح عنه الهموم والآلام ، وتعيد البسمة إلى وجهه المبارك إذا اشتدت عليه الخطوب . أضف إلى مواقفها الرسالية أيام الحروب وهي صغيرة السن بعد ، ففي معركة أحد تكسر رباعية رسول الله صلى الله عليه وآله ويشج جبينه ، فتقبل الزهراء عليها السلام لتغسل وجهه ، وتزيل الدماء عن محياه ، وتعالج نزيف جراحاته ، فقد جاء في صحيح مسلم : " قال سهل بن سعد : جرح وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وكسرت رباعيته ، وهشمت البيضة عن رأسه ، فكانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله تغسل الدم ، وكان علي بن أبي طالب يسكب عليها بالمحن ، فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة ، أخذت قطعة حصير فأحرقته حتى صار رمادا ثم ألصقته بالجرح فاستمسك الدم " .
ونقل أبي نعيم في ( حلية الأولياء ) عن أبي ثعلبة أنه قال : " قدم رسول الله من غزاة له ، فدخل المسجد فصلى فيه ركعتين ، ثم خرج فأتى فاطمة فبدأ بها قبل بيوت أزواجه ، فاستقبلته فاطمة وجعلت تقبل عينيه ووجهه وتبكي "
والأعجب من ذلك أن فاطمة كانت تهئ لأبيها السلاح في المعركة التي جرت في اليوم القادم .
وفي معركة الخندق تقبل على أبيها بأقراص من الخبز معدودة بعد أن بقي أياما بلا طعام ، فجاء في ذخائر العقبى : " روي عن علي في حفر الخندق عن رسول الله صلى الله عليه وآله أن فاطمة جاءت إليه بكسرة من خبز فرفعتها إليه فقال : ما هذه يا فاطمة ؟ قالت : من قرص اختبزته لابنتي جئتك منه بهذه الكسرة . فقال : يا بنية أما أنها لأول طعام دخل في فم أبيك منذ ثلاث " .
وفي الفتح المبين نرى الزهراء عليها السلام تضرب لأبيها خيمة وتهيء له طعاما ليستحم ويغتسل حتى يزول عن جسده المبارك غبار الطريق ، ويرتدي ثيابا نظيفة يخرج بها إلى المسجد الحرام . ومن موقع الأمومة وكونها زوجة وفية مخلصة لعلي عليه السلام نرى أنها زهدت في الدنيا وترفعت عن الدنيا ، ولم يكن لها من هم إلا تحمل المسؤولية الإلهية بجدارة واستحقاق وتجسيد الصفات الإلهية كأمثل ما يكون . فيروى أن عليا قد اشترى لها عقدا من أموال الفئ ، وتقلدته الزهراء وتقبلت هذه الهدية من زوجها بسرور ، وبينما هي متقلدة ذلك وإذا برسول الله صلى الله عليه وآله يأتي لزيارتها ، فسلمت عليه وسلم عليها ، إلا أنها وعلى غير المعتاد رأت مسحة من الحزن يقول لها رسول الله صلى الله عليه وآله يقولون ابنة محمد تلبس لباس الجبابرة ، ويوصيها أن تذخر ذلك لآخرتها لتكون أسوة في الزهد ومثالا للإيثار والقناعة ، فتنزع الزهراء عليها السلام ذلك العقد وتتصدق بثمنه في سبيل الله وهي مليئة بالرضا والقناعة . ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وآله يدخل يوما على فاطمة عليها السلام فيراها قد علقت سترا على أحد الأبواب لتزين الدار ، فيتألم رسول الله صلى الله عليه وآله لذلك ويقول لابنته : " أني لا أحب أن يأكل أهل بيتي طيباتهم في حياتهم الدنيا " .
فتبادر الزهراء عليها السلام من حينها للقيام ونزع الستر ممتثلة أوامر أبيها ، ومن أورع أمثلة للإيثار ما طفحت به كتب الحديث والتفسير من تقديم الزهراء وزوجها وولديها لطعامهم لثلاثة أيام متوالية لمسكين ويتيم وأسير وبقائهم جياعا طيلة هذه المدة قربة لوجه الله الكريم ، فنزل بشأنهم : * ( إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا ، عينا يشرب بها عباد الله ويفجرونها تفجيرا ، يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ، ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ، إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا ) * .
ومن المواقف التي خلدت من خلالها الزهراء عليها السلام الزهد والإيثار والقناعة أنها قد طلبت من أبيها صلى الله عليه وآله أن يكون مهرها الشفاعة للمذنبين من أمته يوم القيامة ، فنزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله مخبرا إياه بتلبية الله تعالى لطلب فاطمة عليها السلام وبما أن درع علي عليه السلام كان المهر التقليدي لفاطمة فإن أغلى قيمة ذكرت لذلك الدرع هي خمسمائة درهم .

الأمر الثالث : تستطيع معرفة فاطمة عليها السلام وشخصيتها الربانية من خلال نور كلامها الشريف الذي هو عبارة عن صورة حقيقية وانعكاس صادق لشخصيتها الإلهية ، فمن خلال أقوالها وكلماتها نستطيع أن نستدل عليها ، ونكتشف حقيقتها في سهولة ويسر وبساطة . ولقد تجلت أنوار كلماتها المضيئة في مختلف أبواب العلوم والفنون كعلم الفقه والأخلاق وسائر العلوم الأخرى التي تكلمت فيها ، أو عرف عنها على اختلاف أنواعها من علوم رتيبة أو غريبة ظاهرة أو باطنة ، نقلية أو عقلية ، علمية أو أدبية إنسانية أو طبيعية إلهية أو دنيوية فإنها سلام الله عليها قد كشف القناع عن الكثير من الأسرار التي تخص هذا الوجود وبينت الكثير من عجائبه وفي كل ذلك نستطيع أن نلتمس منه وفيه شيئا يسيرا من معرفتها سلام الله عليها أما أنوار كلامها فهذا ما بينته الكثير من الكتب الروائية التي نقلت لنا بين طياتها أحاديثها وعد ذاتها أحرازها وأدعيتها وولايتها وغير ذلك فراجع المطويات للاطلاع والوقوف على هذه الأنوار الفاطمية .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ]   موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Icon_minitime1الأربعاء 30 أبريل - 18:31:20

الولاية التكوينية للزهراء عليها السلام

بعد أن ثبت لدينا إمكان وقوع الولاية التكوينية لكثير من الأنبياء من خلال القرآن الكريم ، نجد أيضا وقوع هذه الولاية من خلال استقرائنا لكثير من الروايات والحوادث التاريخية التي قدمت لنا الكثير من النماذج الخارقة للعادة والتي صدرت من أئمة أهل البيت عليهم السلام ويكفي في الدلالة على ذلك بعد ثبوت هذه الولاية من خلال القرآن الكريم .
أقول : يكفي ما ورد في متن الزيارة الجامعة الكبيرة التي أثبتت الولاية التكوينية لأهل البيت ، وذلك من خلال التدقيق في مدلولاتها بكم فتح الله وبكم يختم وبكم ينزل الغيث وبكم ينفس الهم ويكشف الضر وعندكم ما نزلت به رسله وهبطت به ملائكته ...
على أن هذه الولاية التكوينية كانت ثابتة لأئمة أهل البيت عليهم السلام من خلال اسم الله الأعظم الذي كان عندهم وفي بيان ذلك نقول : قد تقدم في بداية البحث كيف أن آصف بن برخيا الذي كان وزيرا لسليمان عنده علما من الكتاب وكان عنده أيضا اسم الله الأعظم على ما قيل واستطاع من خلال ذلك التصرف في التكوينات حتى بعرش ملكة سبأ في أقل من طرفة عين ، فإذا كان هذا ثابت لوزير نبي الله سليمان فما ظنك بأهل البيت عليهم السلام الذين هم أفضل من جميع الأنبياء ما خلا نبينا محمد صلى الله عليه وآله فإنهم أفضل وأعظم في هذه الولاية وتوجد عدة أدلة على ذلك ، فإن أصف برخيا ، استخدم ولايته بما عنده من اسم الله الأعظم بينما عندنا أحاديث مأثورة وشواهد تدل على أن أهل البيت عليهم السلام كان عندهم اسم الله الأعظم وخصوصا أن الأحرف التي عندهم من اسم الله الأعظم أكثر من الأحرف التي كانت عند آصف بن برخيا ، فلقد ورد في الحديث الشريف عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا ، وإنما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده ، ثم عادت الأرض كما كانت ، أسرع من طرفة عين ، ونحن عندنا من الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفا ، وحرف واحد عند الله استأثر به في علم الغيب عنده ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
وأيضا عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن الله عز وجل جعل اسمه الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا فأعطى آدم منها خمسة وعشرين حرفا وأعطى نوحا منها خمسة عشر حرفا وأعطى منها إبراهيم ثمانية أحرف وأعطى موسى منها أربعة أحرف وأعطى عيسى منها حرفين وكان يحيي بهما الموتى ويبرئ بهما الأكمة والأبرص وأعطى محمد صلى الله عليه وآله وسلم اثنين وسبعين حرفا واحتجب حرفا لئلا يُعلم ما في نفسه ويعلم ما نفس العباد .
يظهر من الحديثين أن اسم الله الأعظم قد استفاد منه الأنبياء عليهم السلام في استخدام ولايتهم التكوينية لأعمال المعجزات والكرامات وقضاء حاجات الناس وحسب ما ترتضيه المشيئة الإلهية وعلى هذا الأساس نفهم أن محمدا صلى الله عليه وآله وأهل بيته الأطهار مما استأثرهم به الله تعالى هو إعطاءهم اسمه الأعظم وبقابلية أكبر وأكثر من الأنبياء السابقين وأوصيائهم . إذن الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وأهل بيته كانت لديهم هذه الولاية التكوينية ويستخدمونها بما عندهم من اسم الله الأعظم وبما فيهم الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام باعتبارها أم الأئمة ووعاء الإمامة وأم أبيها وكونها حجة الله الكبرى على الأنبياء والأوصياء من أبناءها وسيأتينا كيفية أعمال فاطمة لهذه الولاية والشواهد عليها من خلال الأحاديث الشريفة .

الولاية التكوينية إنما تكون بإذن الله تعالى
هذه بعض الأحاديث المأثورة تبين إن إعمال الولاية التكوينية إنما يكون بإذن الله تعالى ، وأنها وقعت لأهل بيت النبوة هذه الولاية واستخدموها كما يظهر ذلك من الأحاديث الآتية :

= عن أبي بصير قال دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وأبي جعفر عليه السلام وقلت لهما : أنتما ورثة رسول الله . قال نعم . قلت : فرسول الله وارث الأنبياء علم كلما علموا ؟ فقال لي : نعم . فقلت : أنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرؤا الأكمة والأبرص فقال لي : نعم بإذن الله ثم قال : ادن مني يا أبا محمد فمسح يده على عيني ووجهي وأبصرت الشمس والسماء والأرض والبيوت وكل شئ في الدار . قال : أتحب أن تكون هكذا ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة أو تعود كما كنت ولك الجنة خالصا . قلت : أعود كما كنت قال فمسح عيني فعدت كما كنت . قال علي : فحدثت به ابن أبي عمير . فقال : أشهد أن هذا حق كما أن النهار حق .

= عن محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : قلت له أسألك فداك عن ثلاث خصال أنفي عني فيه التقية قال : فقال ذلك لك ، قلت : أسألك عن فلان و فلان قال : فعليهما لعنة الله بلعناته كلها ماتا والله وهما كافران مشركان بالله العظيم قلت الأئمة يحيون الموتى ويبرؤون الأكمة والأبرص ويمشون على الماء قال : ما أعطى الله نبيا شيئا قط إلا وقد أعطاه محمدا صلى الله عليه وآله وأعطاه ما لم يكن عندهم . قلت : وكل ما كان عند رسول الله فقد أعطاه أمير المؤمنين ؟ قال : نعم ثم الحسن والحسين ثم بعد كل إمام إماما إلى يوم القيامة مع الزيادة التي تحدث في كل سنة وفي كل شهر ثم قال : أي والله في كل ساعة.

= عن علي بن معيد يرفعه قال : دخلت حبابة الوالبية على أبي جعفر محمد بن علي قال : يا حبابة ما الذي أبطأك ، قالت : قلت : بياض عرض لي في مفرق رأسي كثرت له همومي ، فقال : يا حبابة ادنيني به قال : فدنوت منه فوضع يده في مفرق رأسي ، ثم قال : ائتوا لها بالمرأة فأتيت فنظرت فإذا شعر مفرق رأسي قد اسود فسررت بذلك وسر أبو جعفر عليه السلام بسروري .

= عن علي ابن أبي حمزة عن أبي بصير قال حججت مع أبي عبد الله عليه السلام فلما كنا في الطواف قلت له : جعلت فداك يا بن رسول الله يغفر الله للخلق ؟ فقال : يا أبا بصير إن أكثر من ترى قردة وخنازير ، قال : قلت له أرنيهم قال : فتكلم بكلمات ثم أمر يده إلى بصري فرأيتهم قردة وخنازير فهالني ذلك ثم أمر يده على بصري فرأيتهم كما كانوا في المرة الأولى ثم قال : يا أبا محمد أنتم في الجنة تحبرون وبين إطباق النار تطلبون فلا توجدون والله لا يجتمع في النار منكم ثلاثة لا والله ولا اثنان لا والله ولا واحد .

= عن أبي بصير قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام تريد أن تنظر بعينك إلى السماء . قلت نعم فمسح يده على عيني فنظرت إلى السماء .

= عن أبي عوف عن أبي عبد الله عليه السلام قال : دخلت عليه فألطفني وقال إن رجلا مكفوف البصر أتى النبي صلى الله عليه وآله فقال يا رسول الله ادع الله أن يرد علي بصري فدعا الله له فرد عليه بصره ثم أتاه آخر فقال يا رسول الله ادع الله لي أن يرد علي بصري قال فقال الجنة أحب إليك أم أن يرد عليك بصرك قال يا رسول الله وأن ثوابها الجنة فقال إن الله أكرم من أن يبتلي عبده المؤمن بذهاب بصره لا يثيبه الجنة .

= عن جميل بن دراج قال : كنت عند أبي عبد الله فدخلت عليه امرأة فذكرت أنها تركت ابنها بالملحفة على وجهه ميتا قال لها : لعله لم يمت فقومي فاذهبي إلى بيتك واغتسلي وصلي ركعتين وادعي وقولي يا من وهبه لي ولم يك شيئا جدد لي هبته ثم حركيه ولا تخبري بذلك أحدا قال ففعلت فجائت فحركته فإذا هو قد بكى .

= حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي بن المغيرة قال مر العبد الصالح بامرأة بمنى وهي تبكي وصبيانها حولها يبكون وقد ماتت بقرة لها فدنا منها ثم قال لها ما يبكيك يا أمة الله قالت يا عبد الله إن لي صبيانا أيتاما فكانت لي بقرة معيشتي ومعيشة صبياني كان منها فقد ماتت وبقيت منقطعة بي وبولدي ولا حيلة لنا فقال لها يا أمة الله هل لك أن أحييها لك قالت فألهمت أن قالت نعم يا عبد الله قال فتنحي ناحية فصلى ركعتين ثم رفع يديه يمينه وحرك شفتيه ثم قام فمر بالبقرة فنخسها نخسا أو ضربها برجله فاستوت على الأرض قائمة فلما نظرت المرأة إلى البقرة قد قامت صاحت عيسى بن مريم ورب الكعبة قال فخالط الناس وصار بينهم ومضى عليه السلام وعلى آبائه الطاهرين .

يظهر من هذه الأحاديث المأثورة إن أهل البيت عليهم السلام كانوا يعملون بالولاية التكوينية بما أعطاهم من علمه وبإذنه تعالى ، وذلك لكونهم ورثوا علوم جميع الأنبياء ، بل إن الذي عندهم أفضل وأعلى رتبة ودرجة في العلم الرباني ، وعلى هذا الأساس فإن الولاية التكوينية لهم ثابتة ولا ينكرها إلا معاند أوليس له حظ من العلم إلا قليلا ، فهم عليهم السلام تارة يستخدمون هذه الولاية عن طريق اسم الله الأعظم فيتصرفون في التكوينات وتارة من خلال ما عندهم من العلوم الربانية التي ورثوها من الأنبياء والأوصياء السابقين بل من الذي ورثوه من جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله لذا نرى في الزيارات الواردة في حقهم هذه العبارات الواضحة البيان بل هي مطلقة في كل شئ يرثونه من الأنبياء حيث تقول هذه الزيارات السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله تعالى ، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله السلام عليك يا وارث موسى كليم الله السلام عليك يا وارث عيسى روح الله . . .

فدلالة قوله عليه السلام يا وارث أي مطلق الوراثة سواء المادية أو المعنوية ، إذن فهم ورثة الأنبياء في كل ما أعطاهم الله تبارك وتعالى .
وأيضا استخدم أهل البيت الولاية التكوينية من خلال كرامات ومعجزات بل ازدادوا عليهم بأنهم ورثوا كل ما عند نبي عن الآخر زيادة ، وهكذا الحال في كل أهل البيت الذي عصمهم وأمنهم الله من الزلل ، ومن هنا كانت فاطمة الزهراء عندها الولاية التكوينية حيث ثبتت لها من خلال عدة أمور منها :
* إنها حليلة سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي عليه السلام فهي كفؤ له وهو كفو لها وهذا يقتضي كون عندها من المقامات ما لأمير المؤمنين علي عليه السلام إلا ما خصه الله تعالى من الولاية التي يتصدى بها لخلافة رسول الله ، ومن المعلوم أن أمير المؤمنين عنده هذه الولاية أعني الولاية التكوينية وقد أعطت الكثير من الكتب الشواهد العديدة على هذه القضية ويكفي شاهد على ذلك في قضية رده الشمس ، وهل هذا إلا تصرف تكويني من خلال اسم الله الأعظم ، وعليه المقام ثابت للصديقة الطاهرة فاطمة .

* إنها حجة الله الكبرى على الخلق بما فيهم الأنبياء والأوصياء ويدل على ذلك الحديث المروي نصه : ما تكاملت نبوة نبي حتى أقر بفضلها ومحبتها وعلى معرفتها دارت القرون الأولى . فإذا كانت النبوة لا تكتمل لنبي من الأنبياء حتى يقر بفضلها ومحبتها ، فمن باب الأولوية إن كل مقام من المقامات المعنوية والمادية التي كانت ثابتة للأنبياء كانت ثابته أيضا للصديقة الطاهرة فاطمة عليها السلام إلا ما خرج بالدليل مثل النبوة الخاصة بكل نبي ، وأيضا بينا في حديث نحن حجج الله على الخلق وجدتنا فاطمة عليها السلام حجة الله علينا قضية أنها حجة الله الكبرى فما كان ثابت للأئمة من الولاية التكوينية فهو ثابت لها عليها السلام ، هذه بعض الأدلة بصورة إجمالية ولو كان لنا تقصي المسألة لاحتجنا إلى كتاب خاص في هذه المسألة ، وأعطى لك شاهدين على ثبوت الولاية التكوينية لفاطمة عليها السلام وأترك لك مراجعة المطولات في هذه القضية . . .

= عن أبي عبد الله عن سلمان الفارسي : أنه استخرج أمير المؤمنين من منزله ، خرجت فاطمة حتى انتهت إلى القبر ، فقالت : خلوا عن ابن عمي ، فوالذي بعث محمدا بالحق لئن لم تخلوا عنه لانشرن شعري ولا ضعن قميص رسول الله على رأسي ولا صرخن إلى الله ، فما ناقة صالح بأكرم على الله من والدي . قال سليمان : فرأيت والله أساس حيطان المسجد تقلعت من أسفلها ، فقلت الله تعالى بعث أباك رحمة فلا تكوني نقمة ، فرجعت الحيطان حتى سطعت الغبرة من أسفلها ، فدخلت في خياشيمنا .

= وفي مشارق أنوار اليقين ص 86 مثل هذا الحديث ولكن باختلاف وهو : ثم رفعت جنب قناعها إلى السماء ، وهمت أن تدعو فارتفعت جدران المسجد عن الأرض وتدل العذاب . . .
وأخيرا أختم هذا الموضوع بقول الإمام الخميني قدس سره الذي يرى ثبوت الولاية التكوينية للصديقة الطاهرة فاطمة حيث يقول ما نصه : وثبوت الولاية والحاكمية للإمام عليه السلام لا تعني تجرده عن منزلته التي هي له عند الله ، ولا تجعله مثل من عداه من الحاكم فإن للإمام مقاما محمودا ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون ، وأن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، وبموجب ما لدينا من الروايات والأحاديث فإن الرسول الأعظم والأئمة كانوا قبل هذا العالم أنوارا فجعلهم الله بعرشه محدقين ، وجعل لهم من المنزلة والزلفى ما لا يعلمه إلا الله وقد قال جبرئيل ، كما ورد في روايات المعراج لو دنوت أنملة لاحترقت ، وقد ورد عنهم : إن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل ، ومثل هذه المنزلة موجودة لفاطمة الزهراء عليها السلام لا بمعنى أنها خليفة أو حاكمة أو قاضية ، فهذه المنزلة شئ آخر وراء الولاية والخلافة والأمرة ، وحين نقول : إن فاطمة لم تكن قاضية أو حاكمة أو خليفة فليس يعني تجردها عن تلك المنزلة المقربة كما لا يعني ذلك أنها امرأة عادية من المثال ما عندنا .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ]   موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Icon_minitime1الأربعاء 30 أبريل - 18:35:07

نورانية الزهراء عليها السلام

المعرفة النورانية لها وذلك بالاطلاع على حقيقة نورها سلام الله عليها والمبدأ الذي منه انحدر وفيه علا ذلك النور ، ويمكن مراجعة الكثير من الروايات الواردة في المقام لكي تعرف هذه المعرفة النورانية لها والتي هي كفوا لعلي عليه السلام والذي يقول هو نفسه عندما سأله أبو ذر الغفاري وسلمان رضوان الله عليهما عن معرفته بالنورانية فقال . " إنه لا يستكمل أحد الإيمان حتى يعرفني كنه معرفتي بالنورانية فإذا عرفني بهذه المعرفة فقد امتحن الله قلبه للإيمان وشرح صدره للإسلام وصار عارفا مستبصرا ومن قصر عن معرفة ذلك فهو شاك مرتاب . يا سلمان ويا جندب ، قالا : لبيك يا أمير المؤمنين ، قال : معرفتي بالنورانية معرفة الله عز وجل ، ومعرفة الله عز وجل معرفتي بالنورانية وهو الدين الخالص الذي قال الله تعالى : * ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له حنفاء ويقيمون الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ) * .
إلى أن يقول : ( يا سلمان ويا جندب ، قالا : لبيك صلوات الله عليك ، قال : أنا أمير كل مؤمن ومؤمنة ممن مضى وممن بقي ، وأيدت بروح العظمة ، وإنما أنا عبد من عبيد الله لا تسمونا أربابا وقولوا في فضلنا ما شئتم فإنكم لن تبلغوا من فضلنا كنه ما جعله الله لنا ، ولا معشار العشر " .
وهذا يؤيده على ما ورد في الزيارة الجامعة الكبيرة " من عرفكم فقد عرف الله " أي أن معرفتكم من شأنها أن تؤدي إلى معرفة الله تعالى لأنهم هم الدالين عليه تعالى لذا ورد في الحديث عن جابر عن عبد الله الأنصاري يقول : " سمعت أبا جعفر يقول : إنما يعرف الله عز وجل ويعبده من عرف وعرف إمامه منا أهل البيت ومن لا يعرف الله عز وجل ولا يعرف الإمام منا أهل البيت فإنما يعرف ويعبد غير الله هكذا والله ضلالا " .
إذن معرفة فاطمة بالنورانية كمعرفة علي بالنورانية " نحن أهل البيت عجنت طينتنا بيد العناية بعد رش علينا فيض الهداية ثم خمرت بخميرة النبوة وسقيت بماء الوحي ونفخ فيها روح الأمر فلا أقدامنا تنزل ، ولا أبصارنا تضل ، ولا أنوارنا تفل ، وإذا ضللنا فمن بالقوم يدل " . الناس من شجرة شتى وشجرة النبوة واحدة محمد رسول الله أصلها وأنا فرعها وفاطمة الزهراء ثمرها ، والحسن والحسين أغصانها ، أصلها نور وفرعها نور وثمرها نور ، وغصنها نور ، يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار ، نور على نور " .
على أن هناك مراتب عديدة للمعرفة فهي كلي مشكك له مراتب طولية وعرضية وقد قسموهما إلى :
1 - المعرفة البرهانية : والتي تكون بالدليل العقلي
2 - المعرفة الإيمانية : والتي تكون بالدليل النقلي من الكتاب والسنة .
3 - المعرفة الشهودية : والتي تكون بالإشراف والكشف والشهود بالقلب . ولقد أضاف إليها سيدنا الأستاذ آية الله السيد عادل العلوي ( دام ظله ) تقسيما آخر كما يلي :
1 - المعرفة الجلالية : وهي تعني معرفة الشئ في حدوده وشكله الهندسي كمعرفة الجبل من بعيد .
2 - المعرفة الجمالية : وهي تعني معرفة الشئ من باطنه وجوهره .
3 - المعرفة الكمالية : وهي تعني الوقف على هدف الشئ وغايته .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ]   موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Icon_minitime1الأربعاء 30 أبريل - 18:40:20

معجزات وكرامات الزهراء عليها السلام


وذلك بالاطلاع على معاجزها وكراماتها المحيرة للعقول والأفكار سواء في حياتها أو بعد شهادتها وما أنبأت به من غيب وأسرار تعجز أكثر العقول البشرية عن الإحاطة بها والإلمام بحقائق دقائقها ، وما كانت عليه من أخلاق عالية وشرف رفيع ، وسمو أدب وكرامة نفس وسخاء طبع لا مثله سخاء وعبادة لا نظير لها ، وعلى هذا الأساس سيكون كلامنا في هذا المقام في أمرين وهما :

معجزاتها في حياتها * روي أن سلمان قال : كانت فاطمة عليها السلام جالسة قدامها رحى تطحن بها الشعير ، وعلى عمود الرحى دم سائل ، والحسين في ناحية الدار ( يتضور من الجوع ) .فقلت : يا بنت رسول الله ، دبرت كفاك ، وهذه فضة ، فقالت : أوصاني رسول الله صلى الله عليه وآله أن تكون الخدمة لها يوما ، فكان أمس يوم خدمتها . قال سلمان : قلت إني مولى عناقة ، إما أنا أطحن الشعير أو أسكت الحسين لك ؟ فقالت : أنا بتسكيته أرفق ، وأنت تطحن الشعير .
فطحنت شيئا من الشعير ، فإذا أنا بالإقامة ، فمضيت وصليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلما فرغت قلت لعلي ما رأيت ، فبكى وخرج ، ثم عاد فتبسم . فسأله عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله قال : دخلت على فاطمة وهي مستلقية لقفاها ، والحسين نائم على صدرها ، وقدامها رحى تدور من غير يد .
فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله وقال : يا علي ، أما علمت أن لله ملائكة سيارة في الأرض يخدمون محمدا وآل محمد إلى أن تقوم الساعة .
وروي عن أسامة بن زيد ، قال : افتقد رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم عليا ، فقال : اطلبوا إلي أخي في الدنيا والآخرة ، اطلبوا إلي فاصل الخطوب اطلبوا إلي المحكم في الجنة في اليوم المشهود ، اطلبوا إلي حامل لوائي في المقام المحمود .
قال أسامة : فلما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك ، بادرت إلى باب علي ، فناداني رسول الله صلى الله عليه وآله من خلفي : يا أسامة ، عجل علي بخبره وذلك بين الظهر والعصر .
فدخلت فوجدت عليا كالثوب الملقى لاطيا بالأرض ، ساجدا يناجي الله تعالى ، وهو يقول : سبحان الله الدائم ، فكاك المغارم ، رزاق البهائم ، ليس له في ديمومته ابتداء ، ولا زوال ولا انقضاء .
فكرهت أن أقطع عليه ما هو فيه حتى يرفع رأسه ، وسمعت أزيز الرحى فقصدت نحوها لأسلم على فاطمة عليها السلام وأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وآله في بعلها ، فوجدتها راقدة على شقها الأيمن ، مخمرة وجهها بجلبابها - وكان من وبر الإبل - وإذا الرحى تدور بدقيقها ، وإذا كف يطحن عليها برفق ، وكف أخرى تلهي الرحى ، لها نور ، لا أقدر أن أملي عيني منها ، ولا أرى إلا اليدين بغير أبدان ، فامتلأت فرحا بما رأيت من كرامة الله لفاطمة عليها السلام .
فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وتباشير الفرح في وجهي بادية ، وهو في نفر من أصحابه ، قلت : يا رسول الله ! انطلقت أدعو عليا ، فوجدته كذا وكذا ، وانطلقت نحو فاطمة فوجدتها راقدة على شقها الأيمن . ورأيت كذا وكذا ! فقال : يا أسامة أتدري من الطاحن ، ومن الملهي لفاطمة ؟ إن الله قد غفر لبعلها بسجدته سبعين مغفرة ، واحدة منها لذنوبه ما تقدم منها وما تأخر ، وتسعة وستين مذخورة لمحبيه ، يغفر الله بها ذنوبهم يوم القيامة .
وإن الله تعالى رحم ضعف فاطمة لطول قنوتها بالليل ، ومكابدتها للرحى والخدمة في النهار ، فأمر الله تعالى وليدين من الولدان المخلدين أن يهبطا في أسرع من الطرف ، وإن أحدهما ليطحن ، والآخر ليلهي رحاها . وإنما أرسلتك لترى وتخبر بنعمة الله علينا ، فحدث يا أسامة لو تبديا لك لذهب عقلك من حسنهما ، وإنما سألتني خادما فمنعتها ، فأخدمها الله بذلك سبعين ألف ألف وليدة في الجنة ، الذين رأيت منهن . وإنا من أهل بيت اختار الله لنا الآخرة الباقية على الدنيا الفانية.
وعن حماد بن سلمة ، عن حميد الطويل ، عن أنس قال : سألني الحجاج بن يوسف عن حديث عائشة ، وحديث القدر التي رأت في بيت فاطمة بنت سول الله صلى الله عليه وآله وهي تحركها بيدها ، قلت : نعم أصلح الله الأمير دخلت عائشة على فاطمة عليها السلام وهي تعمل للحسن والحسين عليهما السلام حريرة بدقيق ولبن وشحم ، في قدر ، والقدر على النار يغلي ( وفاطمة صلوات الله عليها ) تحرك ما في القدر بإصبعها ، والقدر على النار يبقبق .
فخرجت عائشة فزعة مذعورة ، حتى دخلت على أبيها ، فقالت : يا أبه ، إني رأيت من فاطمة الزهراء أمرا عجيبا [ عجبا ] ، رأيتها وهي تعمل في القدر ، والقدر على النار يغلي ، وهي تحرك ما في القدر بيدها ! فقال لها : يا بنية ! اكتمي ، فإن هذا أمر عظيم . فبلغ رسول الله صلى الله عليه وآله ، فصعد المنبر ، وحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إن الناس يستعظمون ويستكثرون ما رأوا من القدر والنار ، والذي بعثني بالرسالة ، واصطفاني بالنبوة ، لقد حرم الله تعالى النار على لحم فاطمة ، ودمها ، وشعرها ، وعصبها ، [ وعظمها ] وفطم من النار ذريتها وشيعتها . إن من نسل فاطمة من تطيعه النار ، والشمس ، والقمر ، والنجوم ، والجبال ، وتضرب الجن بين يديه بالسيف ، وتوافي إليه الأنبياء بعهودها ، وتسلم إليه الأرض كنوزها ، وتنزل عليه من السماء بركات ما فيها .
الويل لمن شك في فضل فاطمة . [ لعن الله من يبغضها ] لعن الله من يبغض بعلها ، ولم يرض بإمامة ولدها . إن لفاطمة يوم القيامة موقفا ، ولشيعتها موقفا . وإن فاطمة تدعى فتكسى ، وتشفع فتشفع ، على رغم كل راغم .
وروي عن جابر بن عبد الله قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله أقام أياما ولم يطعم طعاما حتى شق ذلك عليه ، فطاف في ديار أزواجه فلم يصب عند إحداهن شيئا ، فأتى فاطمة فقال : يا بنية ! هل عندك شئ آكله ، فإني جائع ؟ قالت : لا - والله - بنفسي وأمي . فلما خرج عنها ، بعثت جارية لها رغيفين وبضعة لحم ، فأخذته ووضعته في جفنة وغطت عليها ، وقال : لأوثرن بها بهذا رسول الله ، فرجع إليها فقالت : قد أتانا الله بشئ فخبأته لك ، فقال : هلمي يا بنية ، فكشفت الجفنة ، فإذا هي مملوءة خبزا ولحما ، فلما نظرت إليه بهتت وعرفت أنه من عند الله ، فحمدت الله ، وصلت على نبيه أبيها ، وقدمته إليه فلما رآه حمد الله . وقال : من أين لك هذا ؟ قالت : هو من عند الله ، * ( إن الله يزرق من يشاء بغير حساب ) .
فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي ، فدعاه وأحضره ، وأكل رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، وجميع أزواج النبي حتى شبعوا . قالت فاطمة : وبقيت الجفنة كما هي ، فأوسعت منها على جميع جيراني ، جعل الله فيها بركة وخيرا كثيرا .
وعن أبي الفرج محمد بن أحمد المكي ، عن المظفر بن أحمد بن عبد الواحد ، عن محمد بن علي الحلواني ، عن كريمة بنت أحمد بن محمد الروندي ، وأخبرني أيضا به عاليا قاضي القضاة محمد بن الحسين البغدادي ، عن الحسين ابن محمد بن علي الزينبي ، عن الكريمة فاطمة بنت أحمد بن محمد المروزية بمكة حرسها الله تعالى ، عن أبي علي زاهر بن أحد ، عن معاذ بن يوسف الجرجاني ، عن أحمد بن محمد بن غالب ، عن عثمان بن أبي شيبة ، عن نمير ، عن مجالد ، عن ابن عباس ، قال : خرج أعرابي من بني سليم يتبدى في البرية ، فإذا هو بضب قد نفر من بين يديه ، فسعى وراءه حتى اصطاده ، ثم جعله في كمه ، وأقبل يزدلف نحو النبي - إلى أن قال - فقال : من يزود الأعرابي ، وأضمن له على الله عز وجل زاد التقوى . قال : فوثب إليه سلمان الفارسي فقال : فداك أبي وأمي وما زاد التقوى ؟ قال : يا سلمان ، إذا كان آخر يوم من الدنيا ، لقنك الله عز وجل قول : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فإن أنت قلتها لقيتني ولقيتك ، وإن أنت لم تقلها لم تلقني ولم ألقك أبدا . قال : فمضى سلمان حتى طاف تسعة أبيات من بيوت رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يجد عندهن شيئا ، فلما أن ولى راجعا نظر إلى حجرة فاطمة . فقال : إن يكن خير فمن منزل فاطمة بنت محمد ، فقرع الباب ، فأجابته من وراء الباب : من بالباب ؟ فقال لها : أنا سلمان الفارسي . فقالت له : يا سلمان وما تشاء ؟ فشرح قصة الأعرابي والضب مع النبي صلى الله عليه وآله . قالت له : يا سلمان والذي بعث محمدا بالحق نبيا إن لنا ثلاثا ما طعمنا ، وإن الحسن والحسين قد اضطربا علي من شدة الجوع ، ثم رقدا كأنهما فرخان منتوفان ، ولكن لا أرد الخير [ إذا نزل الخير ببابي ] يا سلمان ، خذ درعي هذا ، ثم امض به إلى شمعون اليهودي ، وقل له : تقول فاطمة بنت محمد : أقرضني عليه صاعا من تمر وصاعا من شعير أرده عليك إن شاء الله تعالى .
قال : فأخذ سلمان الدرع ، ثم أتى به إلى شمعون اليهودي ، قال : فأخذ شمعون الدرع ، ثم جعل يقلبه في كفه وعيناه تذرفان بالدموع وهو يقول : يا سلمان هذا هو الزهد في الدنيا ، هذا الذي أخبرنا به موسى بن عمران في التوراة ، أنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، فأسلم وحسن إسلامه . ثم دفع إلى سلمان صاعا من تمر ، وصاعا من شعير ، فأتى به سلمان إلى فاطمة ، فطحنته بيدها ، واختبزته ، ثم أتت به إلى سلمان ، فقالت له : خذه وامض به إلى النبي صلى الله عليه وآله . قال : فقال لها سلمان : يا فاطمة ، خذي منه قرصا تعللين به الحسن والحسين . فقالت : يا سلمان ، هذا شئ أمضيناه لله عز وجل لسنا نأخذ منه شيئا . قال : فأخذه سلمان ، فأتى به النبي ، فلما نظر النبي إلى سلمان قال له : يا سلمان ، من أين لك هذا ؟ قال : من منزل بنتك فاطمة . قال : وكان النبي لم يطعم طعاما منذ ثلاث . قال : فوثب النبي حتى ورد إلى حجرة فاطمة ، فقرع الباب ، وكان إذا قرع النبي الباب لا يفتح له الباب إلا فاطمة ، فلما أن فتحت له الباب ، نظر النبي إلى صفار وجهها وتغير حدقتيها . فقال لها : يا بنية ، ما الذي أراه من صفار وجهك وتغير حدقيك ؟ فقالت : يا أبة ، إن لنا ثلاثا ما طعمنا طعاما ، وإن الحسن والحسين قد اضطربا علي من شدة الجوع ، ثم رقدا كأنهما فرخان منتوفان . قال : فأنبهما النبي فأخذ واحدا على فخذه الأيمن ، والآخر على فخذه الأيسر ، وأجلس فاطمة بين يديه واعتنقها النبي ، ودخل علي بن أبي طالب ، فاعتنق النبي من ورائه ، ثم رفع النبي طرفه نحو السماء ، فقال : إلهي وسيدي ومولاي ، هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ! قال : ثم وثبت فاطمة بنت محمد حتى دخلت إلى مخدع لها ، فصفت قدميها ، فصلت ركعتين ثم رفعت باطن كفيها إلى السماء وقالت : إلهي وسيدي ، هذا محمد نبيك ، وهذا علي ابن عم نبيك ، وهذان الحسن والحسين سبطا نبيك ، إلهي أنزل علينا مائدة [ من السماء ] كما أنزلتها على بني إسرائيل ، أكلوا منها وكفروا بها ، اللهم أنزلها علينا فإنا بها مؤمنون .
قال ابن عباس : - والله - ما استتمت الدعوة ، فإذا هي بصحفة من ورائها يفور قتارها ، وإذا قتارها ( 1 ) أزكى من المسك الأذفر ، فاحتضنتها . ثم أتت بها إلى النبي وعلي والحسن والحسين ، فلما أن نظر إليها علي بن أبي طالب قال لها : يا فاطمة ، من أين لك هذا ؟ ولم يكن أجد عندك شيئا ! فقال له النبي : كل يا أبا الحسن ، ولا تسأل ، الحمد لله الذي لم يمتني حتى رزقني ولدا ، مثلها مثل مريم بنت عمران * ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب )
قال : فأكل النبي وعلي والحسن والحسين ، وخرج النبي .
>>>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ]   موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Icon_minitime1الأربعاء 30 أبريل - 18:42:17

<<<

وعن عبيد بن كثير - معنعنا - عن أبي سعيد الخدري قال : أصبح علي بن أبي طالب ذات يوم فقال : يا فاطمة هل عندك شئ تغذينه ؟ قالت : لا ، والذي أكرم أبي بالنبوة ، وأكرمك بالوصية ، ما أصبح الغداة عندي شئ وما كان شئ أطعمنا مذ يومين إلا شئ كنت أوثرك به على نفسي وعلى ابني هذين الحسن والحسين . فقال علي : يا فاطمة إلا كنت أعلمتني فأبغيكم شيئا ؟ فقالت : يا أبا الحسن أني لأستحي من إلهي أن أكلف نفسك ما لا تقدر عليه .
فخرج علي بن أبي طالب من عند فاطمة واثقا بالله بحسن الظن بالله فاستقرض دينارا ، فبينا الدينار في يد علي بن أبي طالب يريد أن يبتاع لعياله ما يصلحهم ، فتعرض له المقداد بن الأسود في يوم شديد الحر ، قد لوحته الشمس من فوقه وآذته من تحته ، فلما رآه علي بن أبي طالب أنكر شأنه ، فقال : يا مقداد ما أزعجك هذه الساعة من رحلك قال : يا أبا الحسن خلي سبيلي ولا تسألني عما ورائي . فقال : يا أخي إنه لا يسعني أن تجاوزني حتى أعلم علمك . فقال : يا أبا الحسن رغبة إلى الله وإليك أن تخلي سبيلي ولا تكشفني عن حالي . فقال له : يا أخي أنه لا يسعك أن تكتمني حالك .
فقال : يا أبا الحسن أما إذا أبيت فوالذي أكرم محمدا بالنبوة ، وأكرمك بالوصية ، ما أزعجني من رحلي ، إلا الجهد ، وقد تركت عيالي يتضرعون جوعا ، فلما سمعت بكاء العيال لم تحملني الأرض ، فخرجت مهموما راكبا رأسي ، هذه حالي وقصتي ، فانهملت عينا علي بالبكاء حتى بلت دمعته لحيته ، فقال له : أحلف بالذي حلفت ، ما أزعجني إلا الذي أزعجك من رحلك ، فقد استقرضت دينارا ، فقد آثرتك على نفسي ، فدفع الدينار إليه ، ورجع حتى دخل مسجد النبي فصلى فيه يوم الظهر والعصر والمغرب .
فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وآله المغرب مر بعلي بن أبي طالب وهو في الصف الأول ، فغمزه برجله ، فقام علي متعقبا خلف رسول الله حتى لحقه على باب من أبواب المسجد ، فسلم عليه فرد رسول الله عليه السلام .
فقال : يا أبا الحسن هل عندك شئ نتعشاه فنميل معك ؟ فمكث مطرقا لا يحير جوابا ، حياء من رسول الله صلى الله عليه وآله ، وهو يعلم ما كان من أمر الدينار ومن أين أخذه ، وأين وجهه ، وقد كان أوحى الله تعالى إلى نبيه محمد أن يتعشى الليلة عند علي بن أبي طالب . فلما نظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى سكوته ، فقال : يا أبا الحسن ما لك لا تقول : لا ، فانصرف ، أو تقول : نعم ، فأمضي معك ؟ فقال - حياء وتكرما - : فاذهب بنا فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله يد علي بن أبي طالب فانطلقا حتى دخلا على فاطمة الزهراء وهي في مصلاها قد قضت صلاتها ، وخلفها جفنة تفور دخانا ، فلما سمعت كلام رسول الله صلى الله عليه وآله في رحلها ، خرجت من مصلاها ، فسلمت عليه ، وكانت أعز الناس إليه ، فرد ، ومسح على رأسها ، وقال لها : يا بنتاه كيف أمسيت رحمك الله .
قالت : بخير ، قال عشينا غفر الله لك ، وقد فعل . فأخذت الجفنة فوضعتها بين يدي النبي وعلي بن أبي طالب عليهما الصلاة والسلام . فلما نظر علي بن أبي طالب إلى الجفنة والطعام وشم ريحه ، رمى فاطمة ببصره رميا شحيحا قالت : له فاطمة سبحان الله ، ما أشح نظرك وأشده هل أذنبت فيما بيني وبينك ذنبا استوجبت به السخطة ؟ ! قال : وأي ذنب أعظم من ذنب أصبته ، أليس عهدي إليك اليوم الماضي وأنت تحلفين بالله مجتهدة ، ما طعمت طعاما مذ يومين ؟ قال : فنظرت إلى السماء ، فقالت : إلهي يعلم في سمائه ويعلم في أرضه أني لم أقل إلا حقا . فقال لها : يا فاطمة أنى لك هذا الطعام الذي لم أنظر إلى مثل لونه قط ، ولم أشم مثل ريحه قط ، وما لم آكل أطيب منه قط ؟ قال : فوضع رسول الله صلى الله عليه وآله كفه الطيبة المباركة بين كتفي علي بن أبي طالب ، فغمزها ، ثم قال : يا علي هذا بدل دينارك ، وهذا جزاء دينارك من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب . ثم استعبر النبي صلى الله عليه وآله باكيا ، ثم قال : الحمد لله الذي هو أبى لكم أن تخرجا من الدنيا حتى يجزيكما ، ويجزيك يا علي ، مجرى زكريا ، ويجري فاطمة مجرى مريم بنت عمران ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا ) .
وروي عن يوسف بن يحيى ، عن أبيه ، عن جده ، قال : رأيت رجلا بمكة شديد السواد له بدن ، وخلق غابر ، وهو ينادي : أيها الناس ، دلوني على أولاد محمد ، فأشار إليه بعضهم وقال : ما لك ؟ قال : أنا فلان بن فلان . قالوا : كذبت إن فلانا كان صحيح البدن صبيح الوجه ، وأنت شديد السواد غابر الخلق .
قال : وحق محمد أني لفلان ، اسمعوا حديثي .
اعلموا أني كنت جمال الحسين ، فلما أن صرنا إلى بعض المنازل برز للحاجة وأنا معه فرأيت تكة لباسه وكان أهداها ملك فارس حين تزوج بنت أخيه شاه زنان بنت يزدجرد ، فمنعني هيبة أسألها إياه ، فدرت حوله لعلي أسرقها ، فلم أقدر عليها . فلما صار القوم بكربلاء ، وجرى ما جرى ، وصارت أبدانهم ملقاة تحت سنابك الخيل ، أقبلنا نحو الكوفة راجعين ، فلما أن صرت إلى بعض الطريق ذكرت التكة ، فقلت في نفسي : قد خلا ما عنده ، فصرت إلى موضع المعركة ، فقربت منه . فإذا هو مرمل بالدماء ، قد حز رأسه من القفا ، وعليه جراحات كثيرة من السهام والرماح ، فمددت يدي إلى التكة وهممت أن أحل عقدها ، فرفع يده وضرب بها يدي ، فكادت أوصالي وعروقي تتقطع ، ثم أخذ التكة من يدي ، فوضعت رجلي على صدره وجهدت جهدي لأزيل إصبعا من أصابعه ، فلم أقدر ، فأخرجت سكينا كان معي ، فقطعت أصابعه ثم مددت يدي إلى التكة ، وهممت بحلها ثانيا ، فرأيت خيلا أقبلت من نحو الفرات ، وشممت رائحة لم أشم رائحة أطيب منها ، فلما رأيتهم قلت : إنا لله وإنا إليه راجعون ، إنما أقبلوا هؤلاء لينظروا إلى كل إنسان به رمق " فيجهزوا عليه " . فصرت بين القتلى ، وغاب عني عقلي من شدة الجزع .
فإذا رجل يقدمهم - كان وجهه الشمس - وهو ينادي : أنا محمد رسول الله ، والثاني ينادي : أنا حمزة أسد الله ، والثالث ينادي : أنا جعفر الطيار ، والرابع ينادي : أنا الحسن بن علي . وأقبلت فاطمة وهي تبكي وتقول : حبيبي ، وقرة عيني ، أبكي على رأسك المقطوع ، أم على يديك المقطوعتين ، أم على بدنك المطروح ، أم على أولادك الأسارى . ثم قال النبي : أين رأس حبيبي وقرة عيني الحسين ، فرأيت الرأس في كف النبي ، فوضعه على بدن الحسين ، فاستوى جالسا ، فاعتنقه النبي وبكى - فذكر الحديث - إلى أن قال - : فمن قطع أصابعك ، فقال الحسين : هذا الذي يختبئ يا جداه - إلى أن قال - : فقال : يا عدو الله ما حملك على قطع أصابع حبيبي وقرة عيني الحسين - إلى أن قال : - ثم قال النبي : اخسأ يا عدو الله غير الله لونك ، فقمت ، فإذا أنا بهذه الحالة .
وروي أن رجلا كان محبوسا بالشام مدة طويلة مضيقا عليه ، فرأى في منامه كأن الزهراء صلوات الله عليها أتته فقالت : أدع بهذا الدعاء ، فتعلمه ودعا به فتخلص ورجع إلى منزله وهو : اللهم بحق العرش ومن علاه ، وبحق الوحي ومن أوحاه ، وبحق النبي من نباه ، وبحق البيت ومن بناه ، ويا سامع كل صوت ، ويا جامع كل فوت ، يا بارئ النفوس بعد الموت ، صل على محمد وأهل بيته ، وآتنا وجميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها فرجا من عندك ، عاجلا بشهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبدك ورسولك ، صلى الله عليه وعلى ذريته الطيبين الطاهرين وسلم تسليما .
وفي جواهر العقدين للشريف السمهودي المصري من العجائب أن أبا الحسن نصر بن عيين الشاعر توجه إلى مكة المعظمة ومعه متاع ومال ، فخرج عليه بعض الأشراف من بني داود المقيمين بوادي الصغرى فأخذوا ما كان معه وجرحوه فكتب قصيدة إلى الملك الناصر أن يذهب بالساحل ويفتحه من أيدي الإفرنج القصيدة هذه :
أغنت صفاتك ذاك المصقع اللسنا * جزت بالجود حد الحسن والمحسنا
ولا تقل ساحل الإفرنج اقتحمه * فما يساوي إذا قاسيته عدنا
طهر سيفك بيت الله من دنس * وما أحاط به من خسة وخنا
ولا تقل إنهم أولاد فاطمة * لو أدركوا آل حرب حاربوا الحسنا
فلم أتم هذه القصيدة رأى في النوم فاطمة وهي تطوف بالبيت فسلم عليها فلم تجبه ، فتضرع إليها وتذلل عندها وسألها عن ذنبه الذي أوجب ذلك ، فأنشدت فاطمة هذه القصيدة : حاشا بني فاطمة كلهم * من خسة يعرض أو من خنا
وإنما أيام في غدرها * وفعلها السوء أساءت بنا
لئن جنا من ولدي واحد * تجعل كل السب عمدا لنا
فتب إلى الله فمن يقترف * إثما بنا لا يأمن مما جنا
فاصفح لأجل المصطفى أحمد * ولا تثر من آله أعينا
فكل ما نالك منهم غدا * تلقى به في الحشر منامنا
ثم صبت بيدها المباركة المكرمة المقدسة شيئا شبيه الماء على جرحه ، ثم أيقظ من منامه فرأى أن جراحته التي كانت في بدنه صارت ملتئمة صحيحة ، فكتب فورا قصيدة فاطمة التي أنشدتها في رؤياه ، ثم قال معتذرا :
عذر إلى بنت نبي الهدى * تصفح عن ذنب محب جنا
وتوبة تقبلها عن أخي * مقالة توقعها في العنا
والله لو قطعني واحد * منهم بسيف البغي أو بالقنا
لم أره بفعله ظالما * بل إنه في فعله أحسنا
فكتب هذه الحكاية إلى ملك اليمن فأرسل الملك الهدايا الكثيرة لهذه الأشراف وأهل مكة وهذه القصيدة مشهورة بين الناس ومسطورة في ديوان ابن عيين .
وروي أن عليا أستقرض من يهودي شعيرا ، فاسترهنه شيئا فدفع إليه ملاءة فاطمة رهنا ، وكانت من الصوف فأدخلها اليهودي إلى داره ووضعها في البيت . فلما كانت الليلة دخلت زوجته البيت الذي فيه الملاءة بشغل ، فرأت نورا ساطعا في البيت أضاء به كله فانصرفت إلى زوجها ، فأخبرته بأنها رأت في ذلك البيت ضوءا عظيما فتعجب اليهودي من ذلك وقد نسي أن في بيته ملاءة فاطمة . فنهض مسرعا ودخل البيت فإذا ضياء الملاءة ينشر شعاعها كأنه يشتعل من بدر منير ، يلمع من قريب فتعجب من ذلك ، فأنعم النظر في موضع الملاءة ، فعلم أن ذلك النور من ملاءة فاطمة ، فخرج اليهودي يعدو إلى أقربائه وزوجته تعدوا إلى أقربائها فاجتمع ثمانون من اليهود فرأوا ذلك فأسلموا كلهم .
وعن سلمان الفارسي : أنه لما استخرج أمير المؤمنين من منزله ، خرجت فاطمة حتى انتهت إلى القبر ، فقالت خلوا عن ابن عمي فوالذي بعث محمدا بالحق لئن لم تخلوا عنه لأنشرن شعري ولأضعن قميص رسول الله صلى الله عليه وآله على رأسي ، ولأصرخن إلى الله ، فما ناقة صالح بأكرم على الله من ولدي . قال سلمان : فرأيت والله أساس حيطان المسجد تقلعت من أسفلها ، حتى لو أراد الرجل أن ينفذ من تحتها نفذ فدنوت منها وقلت : يا سيدتي ومولاتي : إن الله تبارك وتعالى بعث أباك رحمة فلا تكوني نقمة ، فرجعت الحيطان حتى سطعت الغبرة من أسفلها فدخلت في خياشيمنا .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ]   موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Icon_minitime1الأربعاء 30 أبريل - 18:44:30

فاطمة عليها السلام وليلة القدر


فاطمة وليلة القدر " من عرف فاطمة حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر وإنما سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها . . . " في فاطمة الزهراء سر مستودع كما تقدم ذلك في حديثنا حول هذا الموضوع - أي السر المستودع - وأيضا في ليلة القدر سر عظيم لا يعرفه إلا المقربون الذين امتحن الله قلوبهم للإيمان والتقوى ، فليلة القدر رفعها الباري عز وجل وجعلها خيرا من ألف شهر وفيها تشويق لذيذ لمعرفة ذلكم السر المكنون في أعماقها ، * ( وما أدراك ما ليلة القدر ) * حيث خاطب الله تعالى المؤمنين في ضمائرهم لكي يحرك فيهم أمواج المعرفة عبر وسائل العلم والوعي ولتنفتح لهم أسرار ليلة القدر بالتمعن والتدقيق فيها ، على أن معرفة ليلة القدر تفوق الادراك البشري العادي أي أنها تفوق إدراك سائر الناس من السواد الأعظم فإنه لا بد أن يكون فيها سر عظيم ، والسر تقتضي معرفته استيعابا كاملا لمعنى ليلة القدر والغاية التي نزلت ليلة القدر من أجلها ولأجل تحقيقها في الأرض . وعلى هذا الأساس لا بد من معرفة الأساس الذي بنى عليه الحديث الذي ذكرناه في أول بحثنا حول علاقة معرفة فاطمة عليها السلام بليلة القدر فإنه لا بد من وجود الترابط في هذا الموضوع المهم ، ففاطمة فيها سر مستودع وكذلك ليلة القدر فيها سر مكنون ، فمن عرف فاطمة والسر المستودع فيها عرف سر ليلة القدر وعظمتها ، فليلة القدر عظيمة كعظمة فاطمة عليها السلام لذا كانت مجهولة في إثباتها ودقتها من حيث الزمان المختص بليالي شهر رمضان . على أن من عرف فاطمة فقد أدرك ليلة القدر هذا كونه ناتج عن معرفة فاطمة التي تجعلنا ندرك الإسلام ونستوعب أهمية ليلة القدر من خلال هذه المعرفة ، ولقد طرح الكثير من العلماء أوجه للشبه بين ليلة القدر وفاطمة عليها السلام ومنها : * ليلة القدر وعاء وظرف زماني لنزول كل القرآن الكريم * ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) * ، * ( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ) * ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ، وفيه كل شئ ، وتبيان كل شئ ، وسعادة الدارين . وكذلك الحوراء الإنسية فاطمة الزكية ، فإن قلبها ظرف مكاني وروحاني ، وصدرها وعاء إلهي للقرآن الكريم والمصحف الشريف ، وأنها كانت محدثة تحدثها الملائكة ، فهي وعاء للإمامة وللمصحف الشريف . * وفي ليلة القدر يفرق كل أمر أحكمه الله خلال السنة ، فيفرق ما يحدث فيها من الأمور الحتمية وغيرها ، وينزل بها روح القدس على ولي العصر والزمان وحجة الله على الخلق الذي بيمنه رزق الورى وبوجوده ثبتت الأرض والسماء ، وأن الإيمان بليلة القدر فارق بين المؤمن والكافر .
كذلك بفاطمة الزهراء الطيبة الطاهرة المطهرة يفرق بين الحق والباطل ، والخير والشر ، والمؤمن والكافر ، وقد ارتد الناس في العمل وفي الولاية بعد رحلة رسول الله صلى الله عليه وآله إلا ثلاث أو خمس أو سبع ، وفيهم سيدة النساء فهم على حق ، وغيرهم استحوذ عليهم الشيطان فأغرهم وأضلهم فكانوا أئمة الضلال .
وفي ليلة القدر معراج الأنبياء والأولياء إلى الله سبحانه فيزاد في علمهم اللدني والرباني ويكسبوا من الفيض الأقدس الإلهي . كذلك ولاية فاطمة المعصومة النقية التقية ، فهي مرقاة لوصولهم إلى النبوة ومقام الرسالة والعظمة الشموخ الإنساني والروحاني ، فما تكاملت النبوة لنبي حتى أقر بفضلها ومحبتها وذلك في عالم * ( ألست بربكم ) * أو في عالم الذر أو عالم الأنوار أو الأرواح أو النشأة الإنسانية التي وراء نشأتنا هذه ، وهذه إنما هي صورة لتلك كما عند بعض الأعلام . ففاطمة الزهراء قطب الأولياء والعرفاء ومعراج الأنبياء والأوصياء ، صدرها خزانة الأسرار ، ووجودها ملتقى الأنوار ، فهي حلقة الوصل بين أنوار النبوة وأنوار الإمامة ، فأبوها محمد رسول الله ، وبعلها علي وصيه وخليفته إمام المتقين وأمير المؤمنين ، ومنها أئمة الحق والرشاد وأركان التوحيد وساسة العباد .
وليلة القدر خير من ألف شهر فيضاعف فيها العمل والثواب كل واحد بألف ، فالتسبيح والتمجيد والتهليل والتكبير والصلاة وكل عمل كل واحد بألف ، فكذلك محبة الزهراء وولايتها يوجب مضاعفة الأعمال فإن تسبيحها ( 34 مرة الله أكبر و 33 مرة الحمد لله و 33 مرة سبحان الله ) بعد كل صلاة واجبة أو نافلة يجعل كل ركعة بألف ركعة كما ورد في الخبر الشريف . فمودتها هي الإكسير الأعظم ، يجعل من كان معدنه الحديد ذهبا ، وأن الناس معادن كمعادن الذهب والفضة ، فمن والاها وأحبها وأطاعها وأطاع أبنائها الأطهار ، وعادى عدوها وأعداء ذريتها ، فإنه يكون كالذهب المصفى وباقي الناس كلهم التراب ، وأن الله يضاعف الأعمال بحبها كما تضاعف في ليلة القدر . وامتازت ليلة القدر عن كل ليالي السنة بالخير والبركة والشرافة والعظمة وعلو الشأن والرفعة ، كذلك خير نساء الأولين والآخرين فاطمة الزهراء فهي خير أهل الأرض والسماء عنصرا وشرفا وكرامة بعد أبيها الرسول المصطفى وبعلها الوصي المرتضى . * وليلة القدر ليلة مباركة * ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة ) * ، والبركة بمعنى النماء والزيادة والخير المستمر والمستقر الدائم والثابت وما يأتي من قبله الخير الكثير ، ومن ألقاب فاطمة الزهراء أنها ( المباركة ) ففيها كل بركات السماوات والأرض ، فهي الكوثر في الدنيا والآخرة ، وهي المنهل العذب والمعين الصافي لكل من أراد البركة ، فما أدراك ما فاطمة ، خير من في الوجود بعد أبيها وبعلها . ولو كن النساء كمثل هذه * لفضلت النساء على الرجال ولا التأنيث لاسم الشمس عار * ولا التذكير فخر للهلال وقال آخر :
هي مشكاة نور الله جل جلاله * زيتونة عم الورى بركاتها
فهي الكوثر ، والكوثر الخير الكثير * ( إنا أعطيناك الكوثر ) * ، ومنها ذرية الرسول الأكرم ، وعدم انقطاع نسله إلى يوم القيامة ، وفي وصف النبي ، إنما نسله من مباركة لها بيت في الجنة لا صخب فيه ولا نصب . والعبادة في ليلة القدر تكون منشأ للفيوضات الإلهية ، والكمالات الربانية والفيوضات القدسية ، والبركات السماوية ، كذلك التوسل بفاطمة الزهراء فهي منشأ البركات والخيرات . ونزل القرآن الكريم وهو النور والفرقان والبيان والتبيان في ليلة القدر ، فليلة القدر نزول النور الإلهي ، وفاطمة الزهراء هي نور الله ، وهي الكوكب الدري ، كما جاء ذلك في تفسير آية النور في قوله تعالى : * ( الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في رجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور والله يهدي لنوره من يشاء ) *.
عن موسى بن القاسم عن علي بن جعفر قال : سألت أبا الحسن - الإمام الكاظم - عن قول الله عز وجل * ( كمشكاة فيها مصباح ) * ، قال : المشكاة فاطمة والمصباح الحسن والحسين . * ( كأنها كوكب دري ) * قال : كانت فاطمة كوكبا دريا من نساء العالمين . * ( يوقد من شجرة مباركة ) * ، الشجرة المباركة إبراهيم * ( لا شرقية ولا غربية ) * ، لا يهودية ولا نصرانية ، * ( يكاد زيتها يضئ ) * قال : يكاد العلم أن ينطق * ( ولو لم تمسسه نار نور على نور ) * ، قال : يهدي الله عز وجل لولايتنا من يشاء .
عن فاطمة الزهراء سلام الله عليها : اعلم يا أبا الحسن أن الله تعالى خلق نوري وكان يسبح الله جل جلاله ، ثم أودعه شجرة من شجر الجنة فأضاءت ، فلما دخل أبي الجنة أوحى الله إليه إلهاما أن اقتطف الثمرة من تلك الشجرة وأدرها في لهواتك ، ففعل ، فأودعني الله سبحانه صلب أبي ثم أودعني خديجة بنت خويلد فوضعتني ، وأنا من ذلك النور أعلم ما كان وما يكون وما لم يكن ، يا أبا الحسن المؤمن ينظر بنور الله تعالى. وما أروع ما يقوله الشاعر :
مشكاة نور الله جل جلاله * زيتونة عم الورى بركاتها
هي قطب دائرة الوجود ونقطة * لما تنزلت أكثرت كثراتها
هي أحمد الثاني وأحمد عصرها * هي عنصر التوحيد في عرصاتها .
ويقول المحقق العلامة الشيخ محمد باقر صاحب ( الخصائص الفاطمية ) في كتابه : سبحانك اللهم يا فاطر السماوات العلى وفالق الحب والنوى ، أنت الذي فطرت اسما من اسمك واشتققته من نورك ، فوهبت اسمك بنورك حتى يكون هو المظهر لظهورك ، فجعلت ذلك الاسم أصل لجملة أسمائك وذلك النور أرومة لسيدة إمائك ، وناديت بالملأ الأعلى : أنا الفاطر وهي فاطمة ، وبنورها ظهرت الأشياء من الفاتحة إلى الخاتمة ، فاسمها اسمك ونورها نورك وظهورك ظهورها ، ولا إله غيرك ، وكل كمال ظلك وكل وجود ظل وجودك ، فلما فطرتها فطمتها عن الكدورات البشرية واختصصتها بالخصائص الفاطمية ، مفطومة عن الرعونات العنصرية ، ونزهتها عن جميع النقائص مجموعة من الخصائل المرضية بحيث عجزت العقول عن إدراكها ، والناس فطموا عن كنه معرفتها ، فدعا الأملاك في الأفلاك بالنورية السماوية وبفاطمة المنصورة . . . أم السبطين وأكبر حجج الله على الخافقين ، ريحانة سدرة المنتهى وكلمة التقوى والعروة الوثقى وستر الله المرخى والسعيدة العظمى والمريم الكبرى والصلاة الوسطى والإنسية الحوراء التي بمعرفتها دارت القرون الأولى .
وكيف أحصي ثناها وأن فضائلها لا تحصى وفواضلها لا تقضى ، البتول العذراء الحرة البيضاء أم أبيها وسيدة شيعتها وبنيها ، ملكة الأنبياء الصديقة فاطمة الزهراء عليها سلام الله . * وكثير من الناس أدركتهم السعادة في ليلة القدر ، فهي ليلة السعادة ، وكذلك السيدة فاطمة الزهراء ، فهي سر السعادة ، ومحبتها ومعرفتها والاقتداء بها وإطاعتها ونصرتها يوجب السعادة الأبدية ، ويحلق الإنسان في آفاق الكمال ويسبح في يم الجلال . وكم من شاهد وقصة تدل على أن هناك من أدركتهم السعادة ببركة فاطمة الزهراء ، كما أن الله هدى ذلك المجوسي وأهل بيته إلى الإسلام فأسلموا جميعا لما أكرم العلوية التي جاءت إليه تشكو حالها ، كما يحدثنا بذلك العلامة المجلسي ( قدس سره ) في كتابه القيم ( بحار الأنوار 93 : 225 - 236 ) ، فراجع .
إن الله سبحانه جعل حريما لكل أمر مقدس ومعظم ، فإنه لا صلاة إلا بطهور وتكبيرة الإحرام ، وأن الحجر الأسود ومكة المكرمة جعل لها حرما ، فلا يدخلها إلا من كان محرما ، وقد حرم على نفسه الملاذ ، كالنساء واستعمال الطيب ولبس المخيط وطلب الراحة كالاستظلال ، فكان الحجر الأسود مواقيت ، وتقدست بقعة من الأرض لأجله ، ولأن مكة المكرمة والكعبة المعظمة مهبط الوحي ونزول الرسالة المحمدية السمحاء المتمثلة بالقرآن الكريم ، فمكة المكرمة مكان نزول القرآن وليلة القدر زمان نزوله ، وصار للكعبة حرما أثر عظمة الوحي ، وكذلك شهر رمضان ، فإنه نزل القرآن كله في ليلة قدره ، ولكن سرت القداسة والتكريم والتعظيم إلى أن كل أيام وليالي الشهر ، بل تشرف ذلك العصر الذي نزل فيه القرآن فأقسم به الله في سورة العصر ، كما أقسم بالمكان الذي نزل فيه الوحي * ( لا أقسم بهذا البلد ) * فشعاع الوحي والقرآن الكريم قد نور ميدانا وسيعا في الزمان والمكان . فما تقدس عند ربك الأكرم الذي علم الإنسان ما لم يعلم ، فإنه يكون له حريم مقدس وتوابع مقدسة ، كليلة القدر بشرفها تشرفت ليالي شهر رمضان وأيامه .
وكذلك فاطمة الزهراء تقدست عند ربها ، فوجب إجلالها وإكرامها ، بل وينبغي تعظيم ذريتها ومودتهم وتكريمهم ، فإنه ألف عين لأجل عين تكرم ، فوجب على كل مسلم إكرام السادة والذرية الطيبة ، من ولد فاطمة الزهراء وعلي المرتضى ، فالصالح منهم يكرم لله والطالح منهم لرسوله وعترته . إن الله سبحانه وتعالى قد دعا عباده لضيافتهم العامة في شهر رمضان المبارك ، فالصائم وافد على الله وضيفه ولكل ضيف قرى ، وقرى الله الإعتاق من النار ودخول الجنة ، وإن الله ليغفر لعباده الصائمين ويعتق الرقاب من جهنم في الشهر كله ، فإنها خير من ألف شهر ، كما جاء نص ذلك في الأخبار ، وفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) سميت فاطمة ، لأنها تفطم شيعتها من النار ، وتعتق رقابهم وتدخلهم الجنة * ( ومن زحزح عن النار ، وأدخل الجنة فقد فاز ) .
عن الإمام الرضا ، عن آبائه ، قال : قال رسول الله : إنما سميت ابنتي فاطمة لأن الله فطمها وفطم محبيها عن النار .
قال النبي : إنما سميت فاطمة ابنتي لأن الله فطمها ومحبيها عن النار .
وانفردت ليلة القدر بعظمتها وشموخها من بين ليالي السنة ، فليس لها مثيل ولا نظير ، فهي سيدة الليالي والأيام . وفاطمة الزهراء لا مثيل لها بين النساء ، فهي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين في الدنيا والآخرة ، ولولا أمير المؤمنين علي المرتضى لما كان لها كفؤ من الرجال آدم ومن دونه ، وهذا ما نصت عليه الأخبار الشريفة عند الفريقين السنة والشيعة ، ذات الله سبحانه سر لا يعلمه إلا هو ، وله في خلقه أسرار لا يعلمها إلا هو ورسوله والراسخون في العلم من عترة النبي الهادي المختار .
وليلة القدر سر من أسرار الله ، وفاطمة الزهراء عصمة الله وسر من أسراره العظمى ، لا يعرف حقيقتها ومقامها الرفيع وآياتها الباهرة إلا الله ورسوله وأهل بيته الأطهار ، فهي سر في وجودها وفي ولادتها وحياتها ورحلتها إلى جوار ربها . * وليلة القدر قد جهلها الناس من حيث الليالي ومن حيث القدر والمنزلة فقطعوا وفطموا عن معرفتها ، كذلك البضعة الأحمدية والجزء المحمدي فهي مجهولة القدر ( وإنما سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها ) ، كما جهل قدرها أولئك الكفرة أحرقوا بابها وكسروا ضلعها وأسقطوا جنينها وغصبوا فدكها وحقها ، ولم ينصروها فخفي على الناس مقامها وقدرها حتى قبرها الشريف وتأريخ وفاتها ، ليكون شاهدا في التأريخ على مظلوميتها وشهادتها ومظلومية بعلها ( اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع له على ذلك ) . عن مجاهد : خرج النبي وهو آخذ بيد فاطمة فقال : من عرف هذه فقد عرفها ، ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد ، وهي بضعة مني وهي قلبي وهي روحي التي بين جنبي من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله .
ومن آذى الله لعنه الله ملأ السماوات والأرض ومن طرق العامة ، عن نصر بن مزاحم ، عن زياد بن المنذر ، عن زادان ، عن سلمان ، قال : قال النبي : يا سلمان ، من أحب فاطمة بنتي فهو في الجنة معي ومن أبغضها فهو في النار ، يا سلمان ، حب فاطمة ينفع في مائة من المواطن ، أيسر ذلك المواطن الموت والقبر والميزان والمحشر والصراط والمحاسبة ، فمن رضيت عنه ابنتي فاطمة رضيت عنه ومن رضيت عنه رضي الله عنه ، ومن غضبت عليه غضبت عليه ، ومن غضبت عليه غضب الله عليه ، يا سلمان ، ويل لمن يظلمها ويظلم بعلها أمير المؤمنين عليا وويل لمن يظلم ذريتها وشيعتها .
وأخيرا نختم هذا الموضوع بحديث ورد في معرفة ليلة القدر وما الذي يفرق في هذه الليلة حيث جاء عن زرارة عن حمران قال : " سألت أبا عبد الله عما يفرق في ليلة القدر هل هو ما يقدر سبحانه وتعالى فيها ؟ قال : لا توصف قدرة الله تعالى إلا أنه قال فيها يفرق كل أمر حكيم فكيف يكون حكيما إلا ما فرق ولا توصف قدرة الله سبحانه لأنه يحدث ما يشاء وأما قوله " خير من ألف شهر " يعني فاطمة في قوله تعالى " تنزل الملائكة والروح فيها " والملائكة في هذا الموضع المؤمنون الذين يملكون علم آل محمد والروح روح القدس وهي فاطمة عليها السلام " من كل أمر سلام " يقول كل أمر سلمه حتى يطلع الفجر يعني حتى يقوم القائم " عج " .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ]   موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Icon_minitime1الأربعاء 30 أبريل - 18:46:16

أربعين لؤلؤه نادرة لسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام من كتب أهل السنة


1 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (إذا كانَ يَوْمُ القيامَة ِنادى مُنادٍ: يا أَهْلَ الجَمْعِ غُضُّوا أَبْصارَكُمْ حَتى تَمُرَّ فاطِمَة) كنز العمّال ج 13 ص 91 و 93/ منتخب كنز العمّال بهامش المسند ج 5ص 96/ الصواعق المحرقة ص 190/ أسد الغابة ج 5 ص 523/ تذكرة الخواص ص279/ ذخائر العقبى ص 48/ مناقب الإمام علي لابن المغازلي ص 356/ نورالأبصار ص 51 و 52/ ينابيع المودّة ج 2 باب 56 ص 136.

2 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (كُنْتُ إذا اشْتَقْتُ إِلى رائِحَةِ الجنَّةِ شَمَمْتُ رَقَبَةَ فاطِمَة)منتخب كنز العمّال ج 5 ص 97/ نور الأبصار ص 51/ مناقب الإمام علي لابن المغازلي ص 360.

3 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (حَسْبُك مِنْ نساء ِالعالَميَن أَرْبَع: مَرْيمَ وَآسيَة وَخَديجَة وَفاطِمَة) مستدرك الصحيحين ج 3 باب مناقب فاطِمَة ص 171/ سير أعلام النبلاءج 2 ص 126/ البداية والنهاية ج 2 ص 59/ مناقب الإمام علي لابن المغازلي ص 363.

4 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (يا عَلِي هذا جبريلُ يُخْبِرنِي أَنَّ اللّهَ زَوَّجَك فاطِمَة) مناقب الإمام علي من الرياض النضرة: ص 141.

5 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (ما رَضِيْتُ حَتّى رَضِيَتْ فاطِمَة) مناقب الإمام علي لابن المغازلي: ص 342.

6 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (يا عَلِيّ إِنَّ اللّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُزَوِّجَكَ فاطِمَة) الصواعق المحرقة باب 11 ص 142/ ذخائر العقبى ص 30 و 31/ تذكرة الخواص ص 276/ مناقب الإمام علي من الرياض النضرة ص141/ نور الأبصار ص53.

7 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (إِنّ اللّهَ زَوَّجَ عَليّاً مِنْ فاطِمَة) الصواعق المحرقة ص 173.

8 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (كُلُّ بَنِي أُمّ يَنْتَمونَ إِلى عُصْبَةٍ، إِلاّ وُلدَ فاطِمَة) الصواعق المحرقة ص 156 و 187/ قريب من لفظه في مستدرك الصحيحين ج3 ص 179/ كنز العمّال ج13 ص101/إسعاف الراغبين بذيل نور الأبصار ص 144

9 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (كُلِّ بَنِي أُنثى عصْبَتُهم لأَبيهِمْ ماخَلا وُلْد فاطِمَة)كنز العمّال ج 13ص 101/الصواعق المحرقة ص 187 و 188/ إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص144.

10 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (أَحَبُّ أَهْلِي إِليَّ فاطِمَة) الجامع الصغير ج 1 ح 203 ص 37/ الصواعق المحرقة ص 191/ ينابيع المودّة ج 2 باب 59 ص 479/ كنز العمّال ج 13 ص93.

11 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (خَيْرُ نِساءِ العالَمين أَرْبَع: مَرْيَم وَآسية وَخَدِيجَة وَفاطِمَة) الجامع الصغير ج 1 ح 4112 ص 469/ الإصابة في تمييز الصحابة ج 4 ص378/ البداية والنهاية ج 2 ص 60/ ذخائر العقبى ص 44.

12 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (سيّدَةُ نِساءِ أَهْلِ الجَنَّةِ فاطِمَة) كنز العمّال ج13 ص94/ صحيح البخاري، كتاب الفضائل، باب مناقب فاطمة/ البداية والنهاية ج 2 ص61.

13 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (إذا اشتقت إلى ثِمار الجنَّةِ قَبَّلتُ فاطِمَة) نور الأبصار ص 51.

14 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (كَمُلَ مِنَ الرِّجال كَثِيرُ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النساءِ إِلاّ أَرْبَع: مَرْيـــم وَآسِيَة وَخَديجـــَة وَفاطِمـــَة) نور الأبصار ص 51.

15 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ: عَليٌّ وَفاطِمَة) نور الأبصار ص 52/ قريب من لفظه في كنز العمّال ج 13 ص 95.

16 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (أُنْزِلَتْ آيَة ُالتطْهِيرِ فِيْ خَمْسَةٍ فِيَّ، وَفِيْ عَليٍّ وَحَسَنٍ وَحُسَيْنٍ و َفاطِمَة) إسعاف الراغبين ص 116/ صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة.

17 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (أَفْضَلُ نِساءِ أَهْل الجَنَّةِ: مَرْيَمُ وَآسيةُ وَخَديجَةُ وَفاطِمَة) سير أعلام النبلاء: ج 2 ص 126/ذخائر العقبى: ص 44.

18 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (أَوَّلُ مَنْ دَخَلَ الجَنَّةَ فاطِمَة) ينابيع المودّة ج2 ص322 باب56.

19 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (المَهْدِيِ مِنْ عِتْرَتي مِنْ وُلدِ فاطِمَة)الصواعق المحرقة ص237.

20 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (إنّ اللّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَطـــَمَ ابْنَتِي فاطِمَـــة وَوُلدَهـــا وَمَنْ أَحَبًّهُمْ مِنَ النّارِ فَلِذلِكَ سُمّيَتْ فاطِمَة)كنز العمال ج6 ص219.

21 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (فاطِمَة أَنْتِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتي لُحُوقاً بِي) حلية الأولياء ج 2 ص 40/ صحيح البخاري كتاب الفضائل/كنز العمّال ج 13 ص 93/ منتخب كنز العمّال ج 5 ص 97.

22 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي، يُريبُنِي ما رابَها، وَيُؤذِيني ما آذاهَا) صحيح مسلم ج 5 ص 54/ خصائص الإمام علي للنسائي ص 121 و 122/مصابيح السنّة ج 4 ص 185/ الإصابة ج 4 ص 378/ سير أعلام النبلاء ج 2 ص 119/ كنز العمّال ج 13 ص 97/ وقريب من لفظه في سنن الترمذي ج 3 باب فضل فاطِمَة ص 241/ حلية الأولياء ج 2 ص 40/ منتخب كنز العمّال بهامش المسند ج 5 ص 96/معرفة ما يجب لآل البيت النبوي من الحق على من عداهم ص 58/ ذخائر العقبى ص 38/ تذكرة الخواص ص 279/ ينابيع المودّة ج 2 باب59 ص 478.

23 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي يَسُرُّنِي ما يَسُرُّها) الصواعق المحرقة ص 180 و 232/ مستدرك الحاكم / معرفة ما يجب لآل البيت النبوي من الحق على من عداهم ص 73/ ينابيع المودّة ج 2 باب 59 ص468.

24 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (فاطِمَة سِيِّدةُ نِساءِ أَهْلِ الجَنِّة) صحيح البخاري ج 3 كتاب الفضائل باب مناقب فاطِمَة ص 1374/ مستدرك الصحيحين ج 3 باب مناقب فاطِمَة ص 164/ سنن الترمذي ج 3 ص 226/ كنز العمّال ج 13 ص 93/ منتخب كنز العمّال ج 5 ص 97/ الجامع الصغير ج 2 ص654 ح 5760/ سير أعلام النبلاء ج 2 ص 123/ الصواعق المحرقة ص 187 و191/ خصائص الإمام عليّ للنسائي ص 118/ ينابيع المودّة ج 2 ص 79/الجوهرة في نسب عليّ وآله ص 17/ البداية والنهاية ج 2 ص 60.

25 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (فاطِمَة بَضْعَةُ مِنّي فَمَنْ أَغْضَبَها أَغْضَبَنِي) صحيح البخاري ج 3 كتاب الفضائل باب مناقب فاطِمَة ص1374/خصائص الإمام عليّ للنسائي ص 122/ الجامع الصغير ج 2 ص 653 ح 5858/ كنزالعمّال ج 3 ص 93 ـ 97/ منتخب بهامش المسند ج 5 ص 96/ مصابيح السنّة ج4 ص 185/ إسعاف الراغبين ص 188/ ذخائر العقبى ص 37/ ينابيع المودّة ج2 ص 52 ـ 79.

26 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (فاطِمَة خُلِقَتْ حورِيَّةٌ فِيْ صورة إنسيّة) مناقب الإمام علي لابن المغازلي ص 296.

27 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (فاطِمَة حَوْراءُ آدَميّةَلَم تَحضْ وَلَمْ تَطْمِث)الصواعق المحرقة ص 160/ إسعاف الراغبين ص 188/ كنز العمّال ج 13 ص 94/ منتخب كنز العمّال ج 5 ص 97.

28 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي يُؤْذيِني ما آذاها وَيَنَصُبَني ما أنَصَبَها) مستدرك الصحيحين ج 3 ص 173/ سنن الترمذي ج 3 باب فضل فاطِمَة ص240/ كنز العمّال ج 13 ص 93/ منتخب كنز العمّال بهامش المسند ج 5 ص 96/ الصواعق المحرقة الفصل الثالث ص190.

29 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (فاطِمَة بَضْعَةُ مِنّي يُغْضِبُني ما يُغْضِبُها وَيَبْسُطُني ما يَبْسَطُها) الصواعق المحرقة ص 188/ قريب من لفظه في مستدرك الصحيحين ج 3 ص172/ الجامع الصغير ج 2 ص 653 ح 5859.

30 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (فاطِمَة أَحَبُّ إِليَّ مِنْكَ يا عَلِيّ وَأَنْتَ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْها) مجمع الزوائد ج 9 ص 202/ الجامع الصغير ج 2 ص 654 ح 5761/ منتخب كنز العمّال ج 5 ص 97/ أسد الغابة ج 5 ص 522/ ينابيع المودّة ج 2 باب56 ص 79/ الصواعق المحرقة الفصل الثالث ص 191.

31 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي وَهِيَ قَلْبِيْ وَهِيَ روُحِي التي بَيْنَ جَنْبِيّ) نور الأبصار ص 52.

32 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (فاطِمَة سيِّدَةُ نِساءِ أُمَّتِي)سير أعلام النبلاء ج 2 ص 127/صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب فاطمة/مجمع الزوائد ج 2 ص 201/إسعاف الراغبين ص 187.

33 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (فاطِمَة شُجْنَةٌ مِنّي يَبْسُطُنِي ما يَبْسُطُها وَيَقْبِضُنِي ما يَقْبُضُها) مستدرك الصحيحين ج 3 باب مناقب فاطِمَة ص 168/ كنز العمّال ج 13ص 96/ منتخب كنز العمّال ج 5 ص 97/ سير أعلام النبلاء ج 2 ص 132.

34 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: ( فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي يُؤلِمُها ما يُؤْلِمُنِي وَيَسَرُّنِي ما يَسُرُّها) مناقب الخوارزمي ص 353.

35 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي مَنْ آْذاهَا فَقَدْ آذانِي) السنن الكبرى ج 10 باب من قال: لا تجوز شهادة الوالد لولده ص 201/ كنز العمّال ج 13 ص 96/نور الأبصار ص52/ ينابيع المودّة ج 2 ص 322.
36 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (فاطِمَة بَهْجَةُ قَلْبِي وَابْناها ثَمْرَةُ فُؤادِي) ينابيع الموّدة ج 1 باب 15 ص 243.

37 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (فاطِمَة لَيْسَتْ كَنِساءِ الآدَميّين)مجمع الزوائد ج 9 ص 202.

38 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (فاطِمَة مُضْغَةٌ مِنّي يَقْبِضُني ما قَبَضَها وَيَبْسُطُني ما بَسَطَها) السنن الكبرى ج 7 ص 64باب الأنساب كلها منقطعة يوم القيامة /منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج5 ص96.

39 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (فاطِمَة إِنّ اللّهَ يَغْضِبُ لِغَضَبَكِ)الصواعق المحرقة ص 175/ مستدرك الحاكم، باب مناقب فاطمة / مناقب الإمام علي لابن المغازلي ص 351.

40 قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (فاطِمَة إِنّ اللّهَ غَيْرُ مُعَذِّبِكِ وَلا أَحَدٍ مِنْ وُلْدِكِ) كنز العمّال ج13 ص96/ منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد ج5 ص97/إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص118
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ]   موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Icon_minitime1الأربعاء 30 أبريل - 18:52:16

أقوال الزهراء عليها السلام


في وصف الله عز وجل
قولها عليها السلام في وصف الله جل جلاله ابتدع الأشياء لا من شئ كان قبلها ، وأنشأها بلا احتذاء أمثلة امتثلها ، كونها بقدرته ، وذرأها بمشيته ، من غير حاجة منه إلى تكوينها ، ولا فائدة له في تصويرها ، الا تثبيتا لحكمته ، وتنبيها علي طاعته ، واظهارا لقدرته ، وتعبدا لبريته ، واعزازا لدعوته .

في وصف القرآن
قولها عليها السلام في وصف القرآن به تنال حجج الله المنورة ، وعزائمه المفسرة ، ومحارمه المحذرة ، وبيناته الجالية ، وبراهينه الكافية ، وفضائله المندوبة ، ورخصه الموهوبة ، وشرائعه المكتوبة .
قولها عليها السلام في وصف القرآن استخلف عليكم كتاب الله الناطق ، والقران الصادق ، والنور الساطع ، والضياء اللامع ، بينة بصائره ، منكشفة سرائره ، منجلية ظواهره ، مغتبطة به أشياعه ، قائدا إلى الرضوان اتباعه ، مود إلى النجاة استماعه .
قولها عليها السلام في وصف القرآن أموره ظاهرة ، واحكامه زاهرة ، واعلامه باهرة ، وزواجره لائحة ، وأوامره واضحة .

في وصفها عليها السلام لأبيها محمد وبعلها علي صلوات الله عليهما
قولها عليها السلام في وصف أبيه صلى الله عليه وآله ابتعثه الله اتماما لامره ، وعزيمة على امضاء حكمه ، وانفاذا لمقادير رحمته .
قولها عليها السلام في وصف أبيها صلى الله عليه وآله بلغ الرسالة صادعا بالنذارة ، مائلا عن مدرجة المشركين ، ضاربا ثبجهم ، اخذا بأكظامهم ، داعيا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ، يجف الأصنام ، وينكث الهام . ( قولها في فضل أبيها صلى الله عليه وآله وبعلها عليه السلام أبوا هذه الأمة محمد وعلي ، يقيمان إودهم ، وينقذانهم من العذاب الأليم ان أطاعو هما ، ويبيحانهم النعيم الدائم ان وافقوهما .
قولها عليها السلام في فضل أبيها وبعلها صلوات الله عليهما ارضي أبوى دينك ، محمدا وعليا ، بسخط أبوي نسبك ، ولا ترضى أبوي نسبك بسخط أبوي دينك ، فان أبوى نسبك ان سخط أرضا هما محمد وعلي بثواب جزء من الف الف جزء من ساعة من طاعاتهما ، وان أبوى دينك ان سخطا لم يقدر أبوى نسبك ان يرضياهما ، لان ثواب طاعات أهل الدنيا كلهم لا يفي بسخطهما .
قولها عليها السلام في فضل زوجها ان السعيد كل السعيد حق السعيد ، من أحب عليا في حياته وبعد موته .
قولها عليها السلام فيما يحبها حبب إلى من دنياكم ثلاث : تلاوة كتاب الله ، والنظر في وجه رسول الله ، والانفاق في سبيل الله .

قولها عليها السلام في كيفية خلقتها
ان الله تعالى خلق نوري ، وكان يسبح الله جل جلاله ، ثم أودعه شجرة من شجر الجنة ، فأضاءت ، فلما دخل أبي الجنة أوحى الله تعالى إليه الهاما ان اقتطف الثمرة من تلك الشجرة وأدرها في لهواتك ، ففعل ، فأودعني الله سبحانه صلب أبي ، ثم أودعني خديجة بنت خويلد ، فوضعتني ، وانا من ذلك النور ، اعلم ما كان وما يكون وما لم يكن .

قولها عليها السلام في التعريف بأهل البيت
نحن وسيلته في خلقه ، ونحن خاصته ، ومحل قدسه ، ونحن حجته في غيبه ، ونحن ورثة أنبيائه .

قولها عليها السلام في وصف الشيعة
ان كنت تعمل بما أمرناك ، وتنتهي عما زجرناك عنه ، فأنت من شيعتنا ، والا فلا .
ان شيعتنا من خيار أهل الجنة ، كل محبينا وموالي أوليائنا ومعادي أعدائنا والمسلم بقلبه ولسانه لنا ، ليسوا من شيعتنا إذا خالفوا أوامرنا ونواهينا في سائر الموبقات ، وهم مع ذلك في الجنة ، ولكن بعد ما يطهرون من ذنوبهم بالبلايا والرزايا ، أو في عرصات القيامة بأنواع شدائدها ، أو في الطبق الأعلى من جهنم بعذابها ، إلى ان نستنقذهم بحبنا منها ، وننقلهم إلى حضرتنا .

قولها عليها السلام في فضل علماء الشيعة
حضرت امرأة عند الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام فقالت : ان لي والدة ضعيفة وقد لبس عليها في امر صلاتها شئ ، وقد بعثتني إليك أسألك ، فأجابتها فاطمة عليها السلام عن ذلك ، ثم ثنت فأجابت ، ثم ثلثت فأجابت ، إلى ان عشرت فأجابت ، ثم خجلت من الكثرة ، فقالت : لا أشق عليك يا بنت رسول الله ، قالت فاطمة : هاتي وسلى عما بدا لك - إلى ان قالت : - سمعت أبى رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : ان علماء شيعتنا يحشرون ، فيخلع عليهم من خلع الكرامات على قدر كثرة علومهم وجدهم في ارشاد عباد الله ، حتى يخلع على الواحد منهم الف الف خلعة من نور - إلى ان قالت : يا أمة الله ان سلكا من تلك الخلع لافضل مما طلعت عليه الشمس الف الف مرة وما فضل فإنه مشوب بالتنغيص والكدر .

قولها عليها السلام في محبتها لامة أبيها صلى الله عليه وآله
روى انها لما سمعت بان أباها زوجها وجعل الدراهم مهرا لها سألت أباها أن يجعل مهرها الشفاعة في عصاة أمته ، نزل جبرئيل و معه بطاقة من حرير مكتوب فيها : جعل الله مهر فاطمة الزهراء شفاعة المذنبين من أمة أبيها ، فلما احتضرت أوصت بان توضع تلك البطاقة صدرها تحت الكفن فوضعت وقالت : إذا حشر ت يوم القيامة رفعت تلك البطاقة بيدي و شفعت في عصاة أمة أبي

قولها عليها السلام في من قاتل وقتل ولدها عليه السلام
قولها عليها السلام في قاتل ولدها الحسين عليه السلام قاتل الحسين في النار
قولها عليها السلام فيمن قتل ولدها خابت أمة قتلت ابن بنت نبيها .

قولها عليها السلام في فضل التسليم عليهم صلوات الله عليهمعن يزيد بن عبد الملك النوفلي ، عن أبيه ، عن جده قال : دخلت على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فبدأتني بالسلام ، قال : وقالت : قال أبي ، وهو ذا حي : من سلم علي وعليك ثلاثة أيام فله الجنة ، قلت له : ذا في حياته وحياتك أو بعد موته وموتك ؟ قالت : في حياتنا وبعد وفاتنا .

قولها عليها السلام في فضائل بعض السور
قارئ " الحديد " و " إذا وقعت " و " سورة الرحمن " يدعى في ملكوت السماوات : ساكن الفردوس

قولها عليها السلام في خصال المائدة
في المائدة اثنتا عشرة خصلة ، يجب على كل مسلم ان يعرفها ، اربع فيها فرض وأربع فيها سنة ، وأربع فيها تأديب . فاما الفرض : فالمعرفة والرضا والتسمية والشكر . واما السنة : فالوضوء قبل الطعام والجلوس على الجانب الأيسر ، والاكل بثلاث أصابع . واما التأديب : فالاكل بما يليك وتصغير اللقمة والمضغ الشديد ، وقلة النظر في وجوه الناس .

قولها عليها السلام في الحث على قراءة القرآن والدعاء في ليلة الدفن
روى انها عليها السلام لما احتضرت أوصت عليا عليه السلام فقالت : إذا انا مت فتول أنت غسلي - إلى ان قالت : - واجلس عند رأسي قبالة وجهي فأكثر من تلاوة القران والدعاء ، فإنها ساعة يحتاج الميت فيها إلى انس الاحياء .

قولها عليها السلام في فضل ليلة القدر
روى انها عليها السلام لا تدع أحدا من أهلها ينام تلك الليلة ( ليلة القدر ) ، وتداويهم بقلة الطعام وتتأهب لها من النهار ، وتقول : محروم من حرم خيرها .

قولها عليها السلام في ايثار الضيف
روى ان رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله ، فشكا إليه الجوع ، فقال رسول الله : من لهذا الرجل الليلة ؟ فقال علي : انا له يا رسول الله ، فاتى فاطمة فقال لها : ما عندك يا ابنة رسول الله ؟ فقالت : ما عندنا الا قوت الصبية ، لكنا نؤثر به ضيفنا .

قولها عليها السلام في تقديمها الجار على نفسها
عن الحسن : رأيت أمي فاطمة عليها السلام قامت في محرابها ليلة جمعتها ، فلم تزل راكعة ساجدة ، حتى اتضح عمود الصبح ، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسميهم وتكثر الدعاء لهم ، ولا تدعو لنفسها بشئ ، فقلت لها : يا أماه ، لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك ؟ قالت : يا بنى الجار ثم الدار .

قولها عليها السلام في فضل مقام الأم
الزم رجلها فان الجنة تحت أقدامها .

قولها عليها السلام في تحديد خدمة الزوجين
تقاضيى علي وفاطمة عليهما السلام إلي رسول الله صلى الله عليه وآله في الخدمة ، فقضى على فاطمة بخدمة ما دون الباب ، وقضى على علي ما خلفه ، فقالت فاطمة : فلا يعلم ما داخلني من السرور الا الله باكفائي رسول الله صلى الله عليه وآله تحمل رقاب الرجال .

قولها عليها السلام في وصف خير النساء
روى أن أمير المؤمنين سألها : ما خير النساء ؟ قالت : ان لا يرين الرجال ولا يرونهن . وفي رواية : لا يرا هن الرجال .

قولها عليها السلام في ما هو خير للمرأة
روى أن النبي صلى الله عليه وآله قال لها : أي شئ خير للمرأة ؟ قالت : ان لا ترى رجلا ، ولا يراها رجل . وفي رواية : ان لا ترى الرجال ولا يروها .

قولها عليها السلام في أهمية الحجاب
عن علي : استأذن أعمى على فاطمة عليها السلام فحجبته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : لم حجبتيه وهو لا يراك ؟ فقالت : ان لم يكن يراني فاني أراه ، وهو يشم الريح .

في تعيين ساعة الإجابة
كانت عليها السلام تقول لغلامها : اصعد على السطح ، فان رأيت عين الشمس قد تدلى للغروب فاعلمني حتى ادعو.

قولها عليها السلام في فضل العمل الخالص
من اصعد إلى الله خالص عبادته ، اهبط الله إليه أفضل مصلحته .

قولها عليها السلام لمن غلب على عدوه
اختصم إليها امرأتان فتنازعتا في شئ من امر الدين : إحداهما معاندة والأخرى مؤمنة ، ففتحت على المؤمنة حجتها فاستظهرت على المعاندة ، ففرحت فرحا شديدا ، فقالت : ان فرح الملائكة باستظهارك عليها أشد من فرحك ، و ان حزن الشيطان ومردته بحزنها عنك أشد من حزنها .

قولها عليها السلام في وصف المؤمن
المؤمن ينظر بنور الله تعالى .

قولها عليها السلام في فضيلة حسن الوجه
البشر في وجه المؤمن يوجب لصاحبه الجنة ، البشر في وجه المعادي يقي صاحبه عذاب النار .

قولها عليها السلام في أدب الصائم
ما يصنع الصائم بصيامه ، إذا لم يصن لسانه وسمعه وبصره وجوارحه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ]   موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Icon_minitime1الأربعاء 30 أبريل - 18:56:20

خطب الزهراء عليها السلام


الخطبة الفدكية للزهراء عليها السلام

بسم الله الرحمن الرحيم
روى عبدالله بنُ الحسن عليه السلام باسنادِه عن آبائه عليهم السلام أنَّه لَمّا أجْمَعَ أبوبكر عَلى مَنْعِ فاطمةَ عليها السلام فَدَكَ، وبَلَغَها ذلك، لاثَتْ خِمارَها على رأسِها، واشْتَمَلَتْ بِجِلْبابِها، وأَقْبَلَتْ في لُمَةٍ مِنْ حَفَدتِها ونساءِ قَوْمِها، تَطأ ذُيُولَها، ما تَخْرِمُ مِشْيَتُها مِشْيَةَ رَسولِ الله صلى الله عليه وآله، حَتّى دَخَلَتْ عَلى أَبي بَكْر وَهُو في حَشْدٍ مِنَ المهاجِرين والأَنصارِ وَ غَيْرِهِمْ فَنيطَتْ دونَها مُلاءَةٌ، فَجَلَسَتْ، ثُمَّ أَنَّتْ أَنَّةً أَجْهَشَ القومُ لها بِالْبُكاءِ. فَارْتَجَّ الْمَجلِسُ. ثُمَّ أمْهَلَتْ هَنِيَّةً حَتَّى إذا سَكَنَ نَشيجُ القومِ، وهَدَأَتْ فَوْرَتُهُمْ، افْتَتَحَتِ الْكَلامَ بِحَمدِ اللهِ وَالثناءِ عليه والصلاةِ على رسولِ الله، فعادَ القومُ في بُكائِهِمْ، فَلَما أمْسَكُوا عادَتْ فِي كلامِها، فَقَالَتْ عليها السلام:
الْحَمْدُ للهِ عَلى ما أنْعَمَ، وَلَهُ الشُّكْرُ على ما أَلْهَمَ، وَالثَّناءُ بِما قَدَّمَ، مِنْ عُمومِ نِعَمٍ ابْتَدَأها، وَسُبُوغ آلاءٍ أسْداها، وَتَمامِ مِنَنٍ والاها، جَمَّ عَنِ الإحْصاءِ عدَدُها، وَنأى عَنِ الْجَزاءِ أَمَدُها، وَتَفاوَتَ عَنِ الإِْدْراكِ أَبَدُها، وَنَدَبَهُمْ لاِسْتِزادَتِها بالشُّكْرِ لاِتِّصالِها، وَاسْتَحْمَدَ إلَى الْخَلايِقِ بِإجْزالِها، وَثَنّى بِالنَّدْبِ إلى أمْثالِها.
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، كَلِمَةٌ جَعَلَ الإِْخْلاصَ تَأْويلَها، وَضَمَّنَ الْقُلُوبَ مَوْصُولَها، وَأَنارَ في الْفِكَرِ مَعْقُولَها. الْمُمْتَنِعُ مِنَ الإَْبْصارِ رُؤْيِتُهُ، وَمِنَ اْلأَلْسُنِ صِفَتُهُ، وَمِنَ الأَْوْهامِ كَيْفِيَّتُهُ. اِبْتَدَعَ الأَْشَياءَ لا مِنْ شَيْءٍ كانَ قَبْلَها، وَأَنْشَأَها بِلا احْتِذاءِ أَمْثِلَةٍ امْتَثَلَها، كَوَّنَها بِقُدْرَتِهِ، وَذَرَأَها بِمَشِيَّتِهِ، مِنْ غَيْرِ حاجَةٍ مِنْهُ إلى تَكْوينِها، وَلا فائِدَةٍ لَهُ في تَصْويرِها إلاّ تَثْبيتاً لِحِكْمَتِهِ، وَتَنْبيهاً عَلى طاعَتِهِ، وَإظْهاراً لِقُدْرَتِهِ، وَتَعَبُّداً لِبَرِيَّتِهِ، وإِعزازاً لِدَعْوَتِهِ، ثُمَّ جَعَلَ الثَّوابَ على طاعَتِهِ، وَوَضَعَ العِقابَ عَلى مَعْصِيِتَهِ، ذِيادَةً لِعِبادِهِ عَنْ نِقْمَتِهِ، وَحِياشَةً مِنْهُ إلى جَنَّتِهِ.
وَأَشْهَدُ أنّ أبي مُحَمَّداً صلّى الله عليه وآله عبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اخْتارَهُ وَانْتَجَبَهُ قَبْلَ أَنْ أَرْسَلَهُ، وَسَمّاهُ قَبْلَ أنِ اجْتَبَلَهُ، وَاصْطِفاهُ قَبْلَ أنِ ابْتَعَثَهُ، إذِ الْخَلائِقُ بالغَيْبِ مَكْنُونَةٌ، وَبِسِتْرِ الأَْهاويل مَصُونَةٌ، وَبِنِهايَةِ الْعَدَمِ مَقْرُونَةٌ، عِلْماً مِنَ اللهِ تَعالى بِمآيِلِ الأُمُور، وَإحاطَةً بِحَوادِثِ الدُّهُورِ، وَمَعْرِفَةً بِمَواقِعِ الْمَقْدُورِ. ابْتَعَثَهُ اللهُ تعالى إتْماماً لأمْرِهِ، وَعَزيمَةً على إمْضاءِ حُكْمِهِ، وَإنْفاذاً لِمَقادِير حَتْمِهِ.
فَرَأى الأُمَمَ فِرَقاً في أدْيانِها، عُكَّفاً على نيرانِها، عابِدَةً لأَوثانِها، مُنْكِرَةً لله مَعَ عِرْفانِها. فَأَنارَ اللهُ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله ظُلَمَها، وكَشَفَ عَنِ القُلُوبِ بُهَمَها، وَجَلّى عَنِ الأَبْصارِ غُمَمَها، وَقَامَ في النّاسِ بِالهِدايَةِ، وأنقَذَهُمْ مِنَ الغَوايَةِ، وَبَصَّرَهُمْ مِنَ العَمايَةِ، وهَداهُمْ إلى الدّينِ القَويمِ، وَدَعاهُمْ إلى الطَّريقِ المُستَقيمِ.
ثُمَّ قَبَضَهُ اللهُ إليْهِ قَبْضَ رَأْفَةٍ وَاختِيارٍ، ورَغْبَةٍ وَإيثارٍ بِمُحَمَّدٍصلى الله عليه وآله عَنْ تَعَبِ هذِهِ الدّارِ في راحةٍ، قَدْ حُفَّ بالمَلائِكَةِ الأبْرارِ، وَرِضْوانِ الرَّبَّ الغَفارِ، ومُجاوَرَةِ المَلِكِ الجَبّارِ. صلى الله على أبي نبيَّهِ وأَمينِهِ عَلى الوَحْيِ، وَصَفِيِّهِ وَخِيَرَتِهِ مِنَ الخَلْقِ وَرَضِيِّهِ، والسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.

ثُمَّ التفتت إلى أهل المجلس وقالت:
أَنْتُمْ عِبادَ الله نُصْبُ أمْرِهِ وَنَهْيِهِ وَحَمَلَةُ دينِهِ وَوَحْيِهِ، وِأُمَناءُ اللهِ عَلى أنْفُسِكُمْ، وَبُلَغاؤُهُ إلى الأُمَمِ، وَزَعَمْتُمْ حَقٌّ لَكُمْ للهِ فِيكُمْ، عَهْدٌ قَدَّمَهُ إِلَيْكُمْ، وَبَقِيَّةٌ استَخْلَفَها عَلَيْكُمْ. كِتابُ اللهِ النّاطِقُ، والقُرْآنُ الصّادِقُ، وَالنُّورُ السّاطِعُ، وَالضِّياءُ اللاّمِعُ، بَيِّنَةٌ بَصائِرُهُ، مُنْكَشِفَةٌ سَرائِرُهُ، مُتَجَلِّيَةٌ ظَواهِرُهُ، مُغْتَبِطَةٌ بِهِ أَشْياعُهُ، قائِدٌ إلى الرِّضْوانِ اتّباعُهُ، مُؤَدٍّ إلى النَّجاةِ إسْماعُهُ. بِهِ تُنالُ حُجَجُ اللهِ المُنَوَّرَةُ، وَعَزائِمُهُ المُفَسَّرَةُ، وَمَحارِمُهُ المُحَذَّرَةُ، وَبَيِّناتُهُ الجالِيَةُ، وَبَراهِينُهُ الكافِيَةُ، وَفَضائِلُهُ المَنْدوبَةُ، وَرُخَصُهُ المَوْهُوبَةُ، وَشَرايِعُهُ المَكْتُوبَةُ.
فَجَعَلَ اللهُ الإيمانَ تَطْهيراً لَكُمْ مِنَ الشِّرْكِ، وَالصَّلاةَ تَنْزِيهاً لَكُمْ عَنِ الكِبْرِ، والزَّكاةَ تَزْكِيَةً لِلنَّفْسِ وَنَماءً في الرِّزْق، والصِّيامَ تَثْبيتاً للإِخْلاصِ، والحَجَّ تَشْييداً لِلدّينِ، وَالعَدْلَ تَنْسيقاً لِلْقُلوبِ، وَطاعَتَنا نِظاماً لِلْمِلَّةِ، وَإمامَتَنا أماناً مِنَ الْفُرْقَةِ، وَالْجِهادَ عِزاً لِلإْسْلامِ، وَالصَّبْرَ مَعُونَةً عَلَى اسْتِيجابِ الأْجْرِ، وَالأْمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلَحَةً لِلْعامَّةِ، وَبِرَّ الْوالِدَيْنِ وِقايَةً مِنَ السَّخَطِ، وَصِلَةَ الأَرْحامِ مَنْماةً لِلْعَدَدِ، وَالْقِصاصَ حِصْناً لِلدِّماءِ، وَالْوَفاءَ بِالنَّذْرِ تَعْريضاً لِلْمَغْفِرَةِ، وَتَوْفِيَةَ الْمَكاييلِ وَالْمَوَازينِ تَغْييراً لِلْبَخْسِ، وَالنَّهْيَ عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ تَنْزِيهاً عَنِ الرِّجْسِ، وَاجْتِنابَ الْقَذْفِ حِجاباً عَنِ اللَّعْنَةِ، وَتَرْكَ السِّرْقَةِ إيجاباً لِلْعِفَّةِ. وَحَرَّمَ الله الشِّرْكَ إخلاصاً لَهُ بالرُّبُوبِيَّةِ، {فَاتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إلا وَأنْتُمْ مُسْلِمُونَ} وَ أطيعُوا اللهَ فيما أمَرَكُمْ بِهِ وَنَهاكُمْ عَنْهُ، فَإنَّه {إنَّما يَخْشَى الله مِنْ عِبادِهِ العُلِماءُ}.
ثُمَّ قالت: أيُّها النّاسُ! اعْلَمُوا أنِّي فاطِمَةُ، وَأبي مُحمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، أَقُولُ عَوْداً وَبَدْءاً، وَلا أقُولُ ما أقُولُ غَلَطاً، وَلا أفْغَلُما أفْعَلُ شَطَطاً: {لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أنْفُسِكُمْ عَزيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَريصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤوفٌ رَحِيم} فَإنْ تَعْزُوه وَتَعْرِفُوهُ تَجِدُوهُ أبي دُونَ نِسائِكُمْ، وَأخا ابْنِ عَمَّي دُونَ رِجالِكُمْ، وَ لَنِعْمَ الْمَعْزِيُّ إلَيْهِ صَلى الله عليه وآله. فَبَلَّغَ الرِّسالَةَ صادِعاً بِالنِّذارَةِ، مائِلاً عَنْ مَدْرَجَةِ الْمُشْرِكِينَ، ضارِباً ثَبَجَهُمْ، آخِذاً بِأكْظامِهِمْ، داعِياً إلى سَبيلِ رَبِّهِ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنةِ، يَكْسِرُ الأَصْنامَ، وَيَنْكُتُ الْهامَ، حَتَّى انْهَزَمَ الْجَمْعُ وَوَلُّوا الدُّبُرَ، حَتّى تَفَرَّى اللَّيْلُ عَنْ صُبْحِهِ، وَأسْفَرَ الحَقُّ عَنْ مَحْضِهِ، وَنَطَقَ زَعِيمُ الدّينِ، وَخَرِسَتْ شَقاشِقُ الشَّياطينِ، وَطاحَ وَشيظُ النِّفاقِ، وَانْحَلَّتْ عُقَدُ الْكُفْرِ وَالشِّقاقِ، وَفُهْتُمْ بِكَلِمَةِ الإْخْلاصِ فِي نَفَرٍ مِنَ الْبيضِ الْخِماصِ، وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النّارِ، مُذْقَةَ الشّارِبِ، وَنُهْزَةَ الطّامِعِ، وَقُبْسَةَ الْعَجْلانِ، وَمَوْطِئَ الأقْدامِ، تَشْرَبُونَ الطّرْقَ، وَتَقْتاتُونَ الْوَرَقَ، أذِلَّةً خاسِئِينَ، {تَخافُونَ أنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِكُمْ}.
فَأنْقَذَكُمُ اللهُ تَبارَكَ وَتَعالى بِمُحَمَّدٍ صَلى الله عليه وآله بَعْدَ اللّتَيّا وَالَّتِي، وَبَعْدَ أنْ مُنِيَ بِبُهَمِ الرِّجالِ وَذُؤْبانِ الْعَرَبِ وَمَرَدَةِ أهْلِ الْكِتابِ، {كُلَّما أوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أطْفَأها اللهُ}، أوْنَجَمَ قَرْنٌ لِلْشَّيْطانِ، وَفَغَرَتْ فَاغِرَةٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَذَفَ أخاهُ في
لَهَواتِها، فَلا يَنْكَفِئُ حَتَّى يَطَأَ صِماخَها بِأَخْمَصِهِ، وِيُخْمِدَ لَهَبَهَا بِسَيْفِهِ، مَكْدُوداً في ذاتِ اللّهِ، مُجْتَهِداً في أمْرِ اللهِ، قَرِيباً مِنْ رِسُولِ اللّهِ سِيِّدَ أوْلياءِ اللّهِ، مُشْمِّراً ناصِحاً ، مُجِدّاً كادِحاً ـ وأَنْتُمْ فِي رَفاهِيَةٍ مِنَ الْعَيْشِ، وَادِعُونَ فاكِهُونَ آمِنُونَ، تَتَرَبَّصُونَ بِنا الدَّوائِرَ، وتَتَوَكَّفُونَ الأَخْبارَ، وَتَنْكُصُونَ عِنْدَ النِّزالِ، وَتَفِرُّونَ عِنْدَ القِتالِ.
فَلَمَّا اخْتارَ اللّهُ لِنَبِيِّهِ دارَ أنْبِيائِهِ وَمَأْوى أصْفِيائِهِ، ظَهَرَ فيكُمْ حَسيكَةُ النِّفاقِ وَسَمَلَ جِلبْابُ الدّينِ، وَنَطَقَ كاظِمُ الْغاوِينِ، وَنَبَغَ خامِلُ الأَقَلِّينَ، وَهَدَرَ فَنيقُ الْمُبْطِلِين.
فَخَطَرَ فِي عَرَصاتِكُمْ، وَأَطْلَعَ الشيْطانُ رَأْسَهُ مِنْ مَغْرِزِهِ، هاتفاً بِكُمْ، فَأَلْفاكُمْ لِدَعْوَتِهِ مُسْتَجيبينَ، وَلِلْغِرَّةِ فِيهِ مُلاحِظِينَ. ثُمَّ اسْتَنْهَضَكُمْ فَوَجَدَكُمْ خِفافاً، وَأَحْمَشَكُمْ فَأَلْفاكَمْ غِضاباً، فَوَسَمْـتُمْ غَيْرَ اِبِلِكُمْ، وَأَوْرَدْتُمْ غَيْرَ شِرْبِكُمْ، هذا وَالْعَهْدُ قَريبٌ، وَالْكَلْمُ رَحِيبٌ، وَالْجُرْحُ لَمّا يَنْدَمِلْ، وَالرِّسُولُ لَمّا يُقْبَرْ، ابْتِداراً زَعَمْتُمْ خَوْفَ الْفِتْنَةِ، {ألا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَانَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطةٌ بِالْكافِرِينَ}.
فَهَيْهاتَ مِنْكُمْ، وَكَيْفَ بِكُمْ، وَأَنَى تُؤْفَكُونَ؟ وَكِتابُ اللّه بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، أُمُورُهُ ظاهِرَةٌ، وَأَحْكامُهُ زاهِرَةٌ، وَأَعْلامُهُ باهِرَةٌ، وَزَواجِرُهُ لائِحَةٌ، وَأوامِرُهُ واضِحَةٌ، قَدْ خَلَّفْتُمُوهُ وَراءَ ظُهُورِكُمْ، أرَغَبَةً عَنْهُ تُرِيدُونَ، أمْ بِغَيْرِهِ تَحْكُمُونَ، {بِئْسَ لِلظّالِمِينَ بَدَلاً} {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ السْلامِ ديناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ}. ثُمَّ لَمْ تَلْبَثُوا الاّ رَيْثَ أنْ تَسْكُنَ نَفْرَتُها، وَيَسْلَسَ قِيادُها ثُمَّ أَخّذْتُمْ تُورُونَ وَقْدَتَها، وَتُهَيِّجُونَ جَمْرَتَها، وَتَسْتَجِيبُونَ لِهِتافِ الشَّيْطانِ الْغَوِيِّ، وَاطْفاءِ أنْوارِالدِّينِ الْجَلِيِّ، وَاهْمادِ سُنَنِ النَّبِيِّ الصَّفِيِّ، تُسِرُّونَ حَسْواً فِي ارْتِغاءٍ، وَتَمْشُونَ لأَهْلِهِ وَوَلَدِهِ فِي الْخَمَرِ وَالْضَّراءِ، وَنَصْبِرُ مِنْكُمْ عَلى مِثْلِ حَزِّ الْمُدى، وَوَخْزِ السِّنانِ فِي الحَشا، وَأَنْـتُمْ تزْعُمُونَ ألاّ ارْثَ لَنا، {أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ تَبْغُونَ وَمَنْ أحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} أفَلا تَعْلَمُونَ؟ بَلى تَجَلّى لَكُمْ كَالشَّمْسِ الضّاحِيَةِ أنِّى ابْنَتُهُ.

>>>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ]   موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Icon_minitime1الأربعاء 30 أبريل - 19:01:30

<<<

أَيُهَا الْمُسْلِمونَ أاُغْلَبُ عَلى ارْثِيَهْ يَا ابْنَ أبي قُحافَةَ! أفي كِتابِ اللّهِ أنْ تَرِثَ أباكَ، وِلا أرِثَ أبي؟ {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً فَرِيًّا}، أَفَعَلى عَمْدٍ تَرَكْتُمْ كِتابَ اللّهِ، وَنَبَذْتُمُوهُ وَراءَ ظُهُورِكُمْ، اذْ يَقُولُ: {وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ}، وَقالَ فيمَا اقْتَصَّ مِنْ خَبَرِ يَحْيَي بْنِ زَكَرِيّا عليهما السلام اذْ قالَ رَبِّ {هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِياًّ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} وَقَالَ: {وَ اُولُوا الأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّه} وَقالَ: {يُوصِكُمُ اللّهُ في أوْلادِكُمْ لِلذكَرِ مِثْلُ حَظِّ الاُنْثَيَيْنِ} وقال: {انْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ
الْأَقْرَبِبنَ بِالْمعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ}، وزَعَمْتُمْ أَلَا حِظوَةَ لِي، وَلا إرْثَ مِنْ أبي لارَحِمَ بَيْنَنَا!
أَفَخَصَّكُمُ اللهُ بِآيَةٍ أخْرَجَ مِنْها أبِي؟ أمْ هَلْ تَقُولًونَ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ لا يَتَوارَثَانِ، وَلَسْتُ أَنَا وَأَبِي مِنْ أَهْلِ مِلَّةٍ واحِدَةٍ؟! أَمْ أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِخُصُوصِ الْقُرْآنِ وَعُمُومِهِ مِنْ أَبِي وَابْنِ عَمّي؟ فَدُونَكَها مَخْطُومَةً مَرْحُولَةً. تَلْقاكَ يَوْمَ حَشْرِكَ، فَنِعْمَ الْحَكَمُ اللهُ، وَ الزَّعِيمُ مُحَمَّدٌ، وَالْمَوْعِدُ الْقِيامَةُ، وَعِنْدَ السّاعَةِ ما تَخْسِرُونَ، وَلا يَنْفَعُكُمْ إذْ تَنْدَمُونَ، {وَلِكُلِّ نَبَأٍ مُسْتَقَرٌ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ}

ثُمَّ رَمَتْ بِطَرْفِها نَحْوَ الْأَنْصارِ فَقالَتْ: يا مَعاشِرَ الْفِتْيَةِ، وَأَعْضادَ الْمِلَّةِ، وَأنْصارَ الْإِسْلامِ! ما هذِهِ الْغَمِيزَةُ فِي حَقِّي؟ وَالسِّنَةُ عَنْ ظُلامَتِي؟ أما كانَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله علبه وآله أبِي يَقُولُ: ((اَلْمَرْءُ يُحْفَظُ فِي وُلْدِهِ))؟ سَرْعانَ ما أَحْدَثْتُمْ، وَعَجْلانَ ذا إهالَةً، وَلَكُمْ طاقَةٌ بِما اُحاوِلُ، وَقُوَّةٌ عَلى ما أَطْلُبُ وَاُزاوِلُ!
أَتَقُولُونَ ماتَ مُحَمَّدٌ صلّى الله عليه وآله؟! فَخَطْبٌ جَليلٌ اسْتَوْسَعَ وَهْيُهُ، وَاسْتَنْهَرَ فَتْقُهُ، وَانْفَتَقَ رَتْقُهُ، وَأَظْلَمَتِ الْأَرْضُ لِغَيْبَتِهِ، وَكُسِفَتِ النُّجُومُ لِمُصِيبَتِهِ، وَأَكْدَتِ الْآمالُ، وَخَشَعَتِ الْجِبالُ، وَاُضيعَ الْحَرِيمُ، وَاُزيلَتِ الْحُرْمَةُ عِنْدَ مَماتِهِ. فَتِلْكِ وَاللهِ النّازلَةُ الْكُبْرى، وَالْمُصيبَةُ الْعُظْمى، لا مِثْلُها نازِلَةٌ وَلا بائِقَةٌ عاجِلَةٌ أعْلَنَ بِها كِتابُ اللهِ -جَلَّ ثَناؤُهُ- فِي أَفْنِيَتِكُمْ فِي مُمْساكُمْ وَمُصْبَحِكَمْ هِتافاً وَصُراخاً وَتِلاوَةً وَإلحاناً، وَلَقَبْلَهُ ما حَلَّ بِأنْبِياءِ اللهِ وَرُسُلِهِ، حُكْمٌ فَصْلٌ وَقَضاءٌ حَتْمٌ: {وَما مُحَمَّدٌ إلاّ رَسولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإنْ ماتَ أَو قُتِلَ انقلَبْتُمْ على أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشّاكِرينَ}.
أيْهاً بَنِي قَيْلَةَ! أاُهْضَمُ تُراثَ أبِيَهْ وَأنْتُمْ بِمَرْأى مِنّي وَمَسْمَعٍ، ومُبْتَدأٍ وَمَجْمَعٍ؟! تَلْبَسُكُمُ الدَّعْوَةُ، وتَشْمُلُكُمُ الْخَبْرَةُ، وَأنْتُمْ ذَوُو الْعَدَدِ وَالْعُدَّةِ، وَالأَداةِ وَالْقُوَّةِ، وَعِنْدَكُمُ السِّلاحُ وَالْجُنَّةُ؛ تُوافيكُمُ الدَّعْوَةُ فَلا تُجِيبُونَ، وَتَأْتيكُمُ الصَّرْخَةُ فَلا تُغيثُونَ، وَأنْتُمْ مَوْصُوفُونَ بِالْكِفاحِ، مَعْرُفُونَ بِالْخَيْرِ وَالصَّلاحِ، وَالنُّجَبَةُ الَّتي انْتُجِبَتْ، وَالْخِيَرَةُ الَّتِي اخْتيرَتْ! قاتَلْتُمُ الْعَرَبَ، وَتَحَمَّلْتُمُ الْكَدَّ وَالتَّعَبَ، وَناطَحْتُمُ الاُْمَمَ، وَكافَحْتُمً الْبُهَمَ، فَلا نَبْرَحُ أو تَبْرَحُونَ، نَأْمُرُكُمْ فَتَأْتَمِرُونَ حَتَّى دَارَتْ بِنا رَحَى الإْسْلامِ، وَدَرَّ حَلَبُ الأَيّامِ، وَخَضَعَتْ نُعَرَةُ الشِّرْكِ، وَسَكَنَتْ فَوْرَةُ الإْفْكِ، وَخَمَدَتْ نيرانُ الْكُفْرِ، وهَدَأتْ دَعْوَةُ الْهَرْجِ، وَاسْتَوْسَقَ نِظامُ الدِّينِ؛ فَأَنّى جُرْتُمْ بَعْدَ الْبَيانِ، وَأَسْرَرْتُمْ بَعْدَ الإْعْلانِ، وَنَكَصْتُمْ بَعْدَ الإْقْدامِ، وَأشْرَكْتُم ْبَعْدَ الإْيمانِ؟ {ألا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أيْمانَهُمْ وَهَمُّوا بِإخْراجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَداؤُكُمْ أوَّلَ مَرَّةٍ أتَخْشَوْهُمْ فَاللهُ أحَقُّ أنْ تَخْشَوْهُ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
أَلا قَدْ أرى أنْ قَدْ أَخْلَدْتُمْ إلَى الْخَفْضِ، وَأبْعَدْتُمْ مَنْ هُوَ أَحَقُّ بِالْبَسْطِ وَالْقَبْضِ، وَخَلَوْتُمْ بِالدَّعَةِ، وَنَجَوْتُمْ مِنَ الضِّيقِ بِالسَّعَةِ، فَمَجَجْتُمْ ما وَعَيْتُمْ، وَدَسَعْتُمُ الَّذِي تَسَوَّغْتُمْ، {فَإنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الأْرْضِ جَمِيعاً فَإنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ}. ألا وَقَدْ قُلْتُ ما قُلْتُ عَلى مَعْرِفَةٍ مِنّي بِالْخَذْلَةِ الَّتِي خامَرَتْكُمْ، وَالغَدْرَةِ التِي اسْتَشْعَرَتْها قُلُوبُكُمْ، وَلكِنَّها فَيْضَةُ النَّفْسِ، وَنَفْثَةُ الْغَيْظِ، وَخَوَرُ الْقَنا، وَبَثَّةُ الصُّدُورِ، وَتَقْدِمَةُ الْحُجَّةِ.
فَدُونَكُمُوها فَاحْتَقِبُوها دَبِرَةَ الظَّهْرِ، نَقِبَةَ الْخُفِّ، باقِيَةَ الْعارِ، مَوْسُومَةً بِغَضَبِ اللهِ وَشَنارِ الْأَبَدِ، مَوْصُولَةً بِنارِ اللهِ الْمُوقَدَةِ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ. فَبعَيْنِ اللهِ ما تَفْعَلُونَ {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلِبُونَ}، وَأَنَا ابْنَةُ نَذِيرٍ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَديدٍ، {فَاعْمَلُوا إنّا عامِلُونَ وَانْتَظِرُوا إنّا مُنْتَظِرُونَ}.
فَأَجابَها أَبُوبَكْرٍ عَبْدُاللهِ بْنُ عُثْمانَ، فَقَالَ: يَا ابْنَةَ رَسُولِ اللهِ، لَقَدْ كانَ أَبُوكِ بالمُؤْمِنِينَ عَطُوفاً كَريماً، رَؤُوفاً رَحِيماً، وَعَلىَ الْكافِرِينَ عَذاباً ألِيماً وَعِقاباً عَظِيماً ؛ فَإنْ عَزَوْناهُ وَجَدْناهُ أباكِ دُونَ النِّساءِ، وَأَخاً لِبَعْلِكِ دُونَ الْأَخِلاّءِ، آثَرَهُ عَلى كُلِّ حَمِيمٍ، وَساعَدَهُ فِي كُلِّ أمْرٍ جَسيمٍ، لا يُحِبُّكُمْ إلّا كُلُّ سَعِيدٍ، وَلا يُبْغِضُكُمْ إلّا كُلُّ شَقِيٍّ ؛ فَأَنْتُمْ عِتْرَةُ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وآله الطَّيِّبُونَ، وَالْخِيَرَةُ الْمُنْتَجَبُونَ، عَلَى الْخَيْرِ أَدِلَّتُنا، وَإلَى الْجَنَّةِ مَسالِكُنا، وَأَنْتِ -يا خَيْرَةَ النِّساءِ وَابْنَةَ خَيْرِ الْأنْبِياءِ- صادِقَةٌ فِي قَوْلِكَ، سابِقَةٌ فِي وُفُورِ عَقْلِكِ، غَيْرُ مَرْدُودَةٍ عَنْ حَقِّكِ، وَلا مَصْدُودَةٍ عَنْ صِدْقِكِ، وَ وَاللهِ، ما عَدَوْتُ رَأْيَ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وآله يَقُولُ: ((نَحْنُ مَعاشِرَ الْأَنْبِياءِ لا نُوَرِّثُ ذَهَباً وَلا فِضَّةً وَلا داراً وَلا عِقاراً، وَإنَّما نُوَرِّثُ الْكُتُبَ وَالْحِكْمَةَ، وَالْعِلْمَ وَالنُّبُوَّةَ، وَما كانَ لَنا مِنْ طُعْمَةٍ فَلِوَلِيِّ الْأَمْرِ بَعْدَنا أنْ يَحْكُمَ فِيهِ بِحُكْمِهِ)).
وَقَدْ جَعَلْنا ما حاوَلْتِهِ فِي الكُراعِ وَالسِّلاحِ يُقابِلُ بِهِ الْمُسْلِمُونَ، وَيُجاهِدُونَ الْكُفّارَ، وَيُجالِدُونَ الْمَرَدَةَ ثُمَّ الْفُجّارَ. وَذلِكَ بِإجْماعٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَمْ أَتَفَرَّدْ بِهِ وَحْدِي، وَلَمْ أَسْتَبِدَّ بِما كانَ الرَّأْيُ فِيهِ عِنْدِي. وَهذِهِ حالي، وَمالي هِيَ لَكِ وَبَيْنَ يَدَيْكِ، لانَزْوي عَنْكِ وَلا نَدَّخِرُ دُونَكِ، وَأَنْتِ سَيِّدَةُ اُمَّةِ أبِيكِ، وَالشَّجَرَةُ الطَّيِّبَةُ لِبَنِيكِ، لا يُدْفَعُ ما لَكِ مِنْ فَضْلِكِ، وَلا يُوضَعُ مِنْ فَرْعِكِ وَأَصْلِكِ ؛ حُكْمُكِ نافِذٌ فِيما مَلَكَتْ يَداي، فَهَلْ تَرينَ أَنْ اُخالِفَ فِي ذلِكِ أباكِ صلّى الله عليه وآله؟
فَقَالَتْ عليها السلام: سُبْحانَ اللهِ! ما كانَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وآلهِ عَنْ كِتابِ الله صادِفاً، وَلا لِأَحْكامِهِ مُخالِفاً، بَلْ كانَ يَتَّبعُ أَثَرَهُ، وَيَقْفُو سُورَهُ، أَفَتَجْمَعُونَ إلى الْغَدْرِ اْغتِلالاً عَلَيْهِ بِالزُّورِ ؛ وَهذا بَعْدَ وَفاتِهِ شَبِيهٌ بِما بُغِيَ لَهُ مِنَ الْغَوائِلِ فِي حَياتِهِ. هذا كِتابُ اللهِ حَكَماً عَدْلاً، وَناطِقاً فَصْلاً، يَقُولُ:
{يَرِثُني وَيَرِثُ مَنْ آلِ يَعْقوبَ} ،{وَوَرِثَ سُلَيْمانَ داوُدَ} فَبَيَّنَ عَزَّ وَجَلَّ فيما وَزَّعَ عَلَيْهِ مِنَ الأَقْساطِ، وَشَرَّعَ مِنَ الفَرايِضِ وَالميراثِ، وَأَباحَ مِنْ حَظَّ الذُّكْرانِ وَالإِناثِ ما أَزاحَ عِلَّةَ المُبْطِلينَ، وأَزالَ التَّظَنّي وَالشُّبُهاتِ في الغابِرينَ، كَلاّ {بَلْ سَوَّلَتْ لَكُم أَنْفُسُكُمْ أَمْراًفَصَبْرٌ جَميلٌ وَاللهُ المُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفونَ} فَقالَ أَبو بَكْرٍ: صَدَقَ اللهُ وَرَسولُهُ، وَ صَدَقَتِ ابْنَتَهُ؛ أَنْتِ مَعْدِنُ الحِكْمَةِ، وَمَوْطِنُ الهُدى وَ الرَّحْمَةِ، وَرُكْنُ الدِّينِ وَعَيْنُ الحُجَّةِ، لا أُبْعِدُ صوابَكِ، وَلا أُنْكِرُ خِطابَكِ هؤلاءِ المُسْلِمونَ بَيْنِيَ وبَيْنَكِ، قَلَّدوني ما تَقَلَّدْتُ، وَ باتِّفاقٍ مِنْهُمْ أَخَذْتُ ما أَخَذْتُ غَيْرَ مُكابِرٍ وَلا مُسْتَبِدٍّ وَلا مُسْتَأْثِرٍ، وِهُمْ بِذلِكَ شُهودٌ.
فَالتَفَتَتْ فاطِمَةُ عَلَيْها السَّلام وَقالَتْ: مَعاشِرَ النّاسِ المُسْرِعَةِ إِلى قِيلِ الباطِلِ، المُغْضِيَةِ عَلى الفِعْلِ القَبيحِ الخاسِرِ {أَفَلا يَتَدَبَّرونَ القُرآنَ أَمْ عَلى قُلوبِهِم أَقْفالُها} كَلاّ بَلْ رانَ عَلى قُلوبِكُمْ ما أَسَأتُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ، فَأَخَذَ بِسَمْعِكُمْ وَأَبْصارِكُمْ، وَ لَبِئْسَ ما تَأَوَّلْتُمْ، وَساءَ ما أَشَرْتُمْ، وشَرَّ ما مِنْهُ اعتَضْتُمْ، لَتَجِدَنَّ _ وَاللهِ_ مَحْمِلَهُ ثَقيلاً، وَ غِبَّهُ وَبيلاً إِذا كُشِفَ لَكُمُ الغِطاءُ، وَبانَ ما وَراءَهُ الضَراءُ، {وَبَدا لَكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ
ما لَمْ تَكونوا تَحْتَسِبونَ} وَ {خَسِرَ هُنالِكَ المُبْطِلونَ}.

ثُمَّ عَطَفَتْ عَلى قَبْرِ النَّبِيِّ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه وَقالَتْ:
قَدْ كان بَعْدَكَ أَنْباءٌ وَ هَنْبَثَةٌ لَوْ كُنْتَ شاهِدَها لَمْ تَكْبُرِ الخَطْبُ
إِنّا فَقَدْناكَ فَقْدُ الأَرْضِ وابِلُها وَاخْتَلَّ قَوِمُكَ فَاشْهَدْهُمْ وَقَدْ نَكِبوا
وَكُلُّ أَهْلٍ لَهُ قُرْبى وَمَنْزِلَةٌ عِنْدَ الإِلهِ عَلَى الأَدْنَيْنِ مُقْتَرِبُ
أَبْدَتْ رِجالٌ لَنا نَجْوى صُدورِهِمِ لَمّا مَضَيْتَ وَحالَتْ دونَكَ التُّرَبُ
تَجَهَّمَتْنا رِجالٌ واسْتُخفَّ بِنا لَمّا فُقِدْتَ وَكُلُّ الأَرْضِ مُغْتَصَبُ
وَكُنْتَ بَدْراً وَنُوراً يُسْتَضاءُ بِهِ عَلَيْكَ تُنْزَلُ مِنْ ذي العِزَّةِ الكُتُبِ
وَكانَ جِبْريلُ بِالآياتِ يونِسُنا فَقَدْ فُقِدْتَ فَكُلُّ الخَيْرِ مُحْتَجِبٌ
فَلَيْتَ قَبْلَكَ كانَ المَوْتُ صادَفَنا لِما مَضَيْتَ وَحالَتْ دونَكَ الكُتُبُ
إِنّا رُزِئْنا بِما لَمْ يُرْزَ ذُو شَجَنٍ مِنَ البَرِيَّةِ لا عُجْمٌ وَلا عَرَبُ

ثُمَّ انْكَفَأَتْ عليها السلام وأميرُ المُؤْمِنِينَ عليه السلام يَتَوَقَّعُ رُجُوعَها إليْهِ، وَيَتَطَلَّعُ طُلُوعَها عَلَيْهِ. فَلَمَّا اسْتَقَرَّتْ بِها الدّارُ قالتْ لأميرِ المُؤمنينَ عليه السلام: يا ابْنَ أبِي طالِب! اشْتَمَلْتَ شِمْلَةَ الجَنِينِ، وَقَعَدْتَ حُجْرَةَ الظَّنينِ! نَقَضْتَ قادِمَةَ الأَجْدِلِ، فَخانَكَ ريشُ الأَعْزَلِ؛ هذا ابْنُ أبي قُحافَةَ يَبْتَزُّنِي نُحَيْلَةَ أبي وَبُلْغَةَ ابْنِي، لَقَدْ أجْهَرَ في خِصامِي، وَالفَيْتُهُ أَلَدَّ في كَلامِي، حَتَّى حَبَسَتْنِي قَيْلَةُ نَصْرَها، وَالمُهاجِرَةُ وَصْلَها، وَغَضَّتِ الجَماعَةُ دُونِي طَرْفَها؛ فَلا دافِعَ وَلا مانِعَ، خَرَجْتُ كاظِمَةً، وَعُدْتُ راغِمَةً، أَضْرَعْتَ خَدَّكَ يَوْمَ أَضَعْتَ حَدَّكَ، إِفْتَرَسْتَ الذِّئابَ، وَافْتَرَشْتَ التُّرابَ، ما كَفَفْتُ قائِلاً، وَلا أَغْنَيْتُ باطِلاً، وَلا خِيارَلي. لَيْتَنِي مِتُّ قَبلَ هَنِيَّتِي وَدُونَ زَلَّتِي. عَذيريَ اللهُ مِنْكَ عادِياً وَمِنْكَ حامِياً. وَيْلايَ في كُلِّ شارِقٍ، ماتَ الْعَمَدُ، وَوَهَتِ الْعَضُدُ.
شَكْوايَ إلى أبي، وَعَدْوايَ إلى رَبِّي. اللّهُمَّ أنْتَ أشَدُّ قُوَّةً وَحَوْلاً، وَأحَدُّ بَأْساً وَتَنْكِيلاً.
فَقالَ أمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام: لاوَيْلَ عَلَيْكِ، الْوَيْلُ لِشانِئِكِ، نَهْنِهي عَنْ وَجْدِكِ يَا ابْنَةَ الصَّفْوَةِ وَبَقِيَّةَ النُّبُوَّةِ، فَما وَنَيْتُ عَنْ ديِني، وَلا أَخْطَأْتُ مَقْدُوري، فَإنْ كُنْتِ تُريدينَ الْبُلْغَةَ فَرِزْقُكِ مَضْمُونٌ، وَكَفيلُكِ مَأمُونٌ، وَما أعَدَّ لَكِ أفْضَلُ ممّا قُطِعَ عَنْكِ، فَاحْتَسِبِي اللهَ، فَقالَتْ: حَسْبِيَ اللهُ، وَأمْسَكَتْ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ]   موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Icon_minitime1الأربعاء 30 أبريل - 19:03:34

خطبة الزهراء عليها السلام لنساء المهاجرين والأنصار

خطبتها في مرضها لنساء المهاجرين والأنصار قال سويد بن غفلة : لما مرضت فاطمة المرضة التي توفيت فيها ، دخلت عليها نساء المهاجرين والأنصار يعدنها ، فقلن لها : كيف أصبحت من علتك يا ابنة رسول الله ؟ فحمدت الله وصلت على أبيها ، ثم قالت : أصبحت والله عائفة لدنيا كن ، قالية لرجالكن ، لفظتهم بعد ان عجمتهم ، وسئمتهم بعد ان سبرتهم ، فقبحا لفلول الحد واللعب بعد الجد ، وقرع الصفاة وصدع القناة ، وخطل الآراء وزلل الأهواء ، وبئس ما قدمت لهم أنفسهم ان سخط الله عليهم ، وفي العذاب هم خالدون ، لا جرم لقد قلدتهم ربقتها وحملتهم أوقتها ، وشننت عليهم عارتها ، فجدعا وعقرا وبعدا للقوم الظالمين . ويحهم انى زحزحوها عن رواسي الرسالة وقواعد النبوة والدلالة ، ومهبط الروح الأمين والطبين بأمور الدنيا والدين ، الا ذلك هو الخسران المبين ، وما الذي نقموا من أبي الحسن عليه السلام ، نقموا والله منه نكير سيفه ، وقلة مبالاته لحتفه ، وشدة وطأته ، ونكال وقعته ، وتنمره في ذات الله . وتا لله لو مالوا عن المحجة اللائحة ، وزالوا عن قبول الحجة الواضحة لردهم إليها وحملهم عليها ، ولسار بهم سيرا سجحا ، لا يكلم خشاشه ، ولا يكل سائره ، ولا يمل راكبه ، ولأوردهم منهلا نميرا صافيا رويا ، تطفح ضفتاه ولا يترنق جانباه ، ولأصدرهم بطانا ونصح لهم سرا واعلانا . ولم يكن يتحلى من الدنيا بطائل ، ولا يحظي منها بنائل ، غير رى الناهل وشبعة الكافل ، ولبان لهم الزاهد من الراغب والصادق من الكاذب . ولو ان أهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون ، والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين . الا هلم فاسمع ، وما عشت أراك الدهر عجبا ، وان تعجب فعجب قولهم ، ليت شعري إلى أي سناد استندوا ، والى أي عماد اعتمدوا ، وبأية عروة تمسكوا ، وعلي اية ذرية أقدموا واحتنكوا ؟ لبئس المولى ولبئس العشير ، وبئس للظالمين بدلا . استبدلوا والله الذنابي بالقوادم ، والعجز بالكاهل ، فرغما لمعاطس قوم يحسبون انهم يحسنون صنعا ، الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ، ويحهم أفمن يهدى إلى الحق أحق ان يتبع امن لا يهدى الا ان يهدى ، فما لكم كيف تحكمون . اما لعمري لقد لقحت ، فنظرة ريثما تنتج ثم احتلبوا ملا القعب دما عبيطا وذعافا مبيدا ، هنالك يخسر المبطلون ويعرف التالون غب ما أسس الأولون ، ثم طيبوا عن دنياكم أنفسا واطمئنوا للفتنة جاشا ، وأبشروا بسيف صارم وسطوة معتد غاشم ، وبهرج شامل ، واستبداد من الظالمين ، يدع فيئكم زهيدا ، وجمعكم حصيدا ، فيا حسرتا لكم ، وانى بكم وقد عميت عليكم ، أنلزمكموها وأنتم لها كارهون . قال سويد بن غفلة : فأعادت النساء قولها على رجالهن ، فجاء إليها قوم من المهاجرين والأنصار معتذرين ، وقالوا : يا سيدة النساء لو كان أبو الحسن ذكر لنا هذا الامر قبل أن يبرم العهد ويحكم العقد لما عدلنا عنه إلى غيره . فقالت : إليكم عنى ، فلا عذر بعد تعذيركم ، ولا امر بعد تقصيركم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ]   موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Icon_minitime1الأربعاء 30 أبريل - 19:07:18

خطبتها عليها السلام لقوم غصبوا حق زوجها عليه السلام

روى أن بعد رحلة النبي صلى الله عليه وآله وغصب ولاية وصيه ، احتزم عمر بإزاره وجعل يطوف بالمدينة وينادى : ان ابا بكر قد بويع له ، فهلموا إلى البيعة ، فينثال الناس فيبايعون ، حتى إذا مضت أيام أقبل في جمع كثير إلى منزل علي فطالبه بالخروج ، فأبى ، فدعا عمر بحطب ونار وقال : والذي نفس عمر بيده ليخرجن أو لأحرقنه على ما فيه - إلى ان قال : - وخرجت فاطمة بنت رسول الله إليهم ، فوقفت على الباب ثم قالت : لا عهد لي بقوم أسوء محضر منكم ، تركتم رسول الله جنازة بين أيدينا ، وقطعتم امركم فيما بينكم ، فلم تؤمرونا ولم تروا لنا حقنا ، كأنكم لم تعلموا ما قال يوم غدير خم . والله لقد عقد له يومئذ الولاء ، ليقطع منكم بذلك منها الرجاء ، ولكنكم قطعتم الأسباب بينكم وبين نبيكم ، والله حسيب بيننا وبينكم في الدنيا والآخرة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ]   موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Icon_minitime1الجمعة 2 مايو - 17:40:02

فدك عنوان الولاية

فدك وما أدراك ما فدك

لقد تعرض الكثير من الباحثين والمحققين لقضية فدك وكتبت أقلامهم الشريفة في ما يتعلق بها من أمور عقائدية وولائية أفضل وأروع الكتب والتحقيقات سواء كانت هذه المؤلفات من الأفذاذ من العلماء الدينيين وكتاب الشيعة المخلصين أو الذين تنورت بصيرتهم بنور الإيمان من جمهور العامة ، حيث تعتبر هذه الكتب من روائع التراث الإسلامي عبر مر السنين والدهور ، وفي خضم الأحداث إلى وقتنا الحاضر ولا زال الجهال بحقائق الأمور يتغافلون ويتناسون هذه الحقيقة الواضحة البرهان في أرث الزهراء عليها السلام خاصة والولاية لعلي عليه السلام بعد النبي صلى الله عليه وآله عامة ، ويدافعون عن الباطل ويمدهم الشيطان بطغيانهم لحرف المسلمين عن الطريق المستقيم ، والمحجة البيضاء بولاية علي وأولاده الأئمة الأطهار عليهم السلام .
فمن هذا المنطلق كان لا بد لنا من وقفة يسيرة مع عنوان الولاية والحق السليب من أهل بيت النبوة ، تلك هي فدك التي جاءت لتعبر عن معاني الولاء أو البراءة بالنسبة للذين يقفون في سدة الحكم الإسلامي إبان رحلة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله ، وفدك قرية بالحجاز ، بينهما وبين المدينة يومان ، وقيل : ثلاثة ، أفاءها الله إلى رسوله صلى الله عليه وآله في سنة " سبع " صلحا ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وآله لما نزل خيبر وفتح حصونها ، ولم يبق إلا ثلاث واشتد بهم الحصار ، راسلوا رسول الله صلى الله عليه وآله يسألونه أن ينزلهم على الجلاء وفعل ، وبلغ ذلك من أهل فدك ، فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أن يصالحهم على النصف من ثمارهم وأموالهم فأجابهم إلى ذلك ، فهي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب ، فكانت خالصة لرسول الله صلى الله عليه وآله ، وفيها عين خوارة ونخيل كثيرة ، وهي التي أقطعها رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة صلوات الله عليها ولقد نزلت الآيات القرآنية الكريمة على قلب الرسول الأكرم كي تثبت حقيقة خالدة على مر العصور ألا وهي منح فاطمة الزهراء فدكا وعلى لسان القرآن الكريم ، لذلك تعتبر فدك منحة ربانية قبل أن تكون هدية نبوية ، حيث جاء قوله تعالى : * ( وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شئ قدير * ما أفاء الله على رسوله من أهل القربى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل لكيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم * وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب ) * .
ليكون دليلا على أن قوله تعالى " وآت ذا القربى حقه " هو كون فدك للصديقة الطاهرة فاطمة عليها السلام ، ولقد أيدت هذا القول الكثير من الكتب الواردة في تفسير قوله تعالى " وآت ذا القربى حقه " منها كشف الغمة وتفسير العياشي وكتاب تأويل الآيات وتفسير مجمع البيان وتفسير فرات ، حيث أجمعت جميع هذه الكتب أن فدك هبة من الله تعالى في القرآن الكريم وعلى لسان الرسول لفاطمة عليهما السلام ، والذي يظهر من جميع هذه الكتب إن فدك لفاطمة ولعقبها من بعدها أي للأئمة عليهم السلام ، ولقد غصبت فدك ظلما وعدوانا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله ، أما الشاهد على كونها هبة من الله تعالى ما روي في تفسير الإمام الرضا عليه السلام ، في مسألة اصطفاء أهل البيت في الكتاب العزيز في أثني عشر موطنا . . . قال : والآية الخامسة : قول الله عز وجل : * ( وآت ذي القربى حقه ) * ، خصوصية خصهم الله العزيز الجبار بها ، واصطفاهم على الأمة ، فلما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله قال ادعوا إلي فاطمة ، فدعيت له ، " قال ، فقالت : لبيك يا رسول الله . فقال : هذه فدك ، هي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب وهي لي خاصة ، دون المسلمين ، قد جعلتها لك لما أمرني الله تعالى به ، فخذيها لك ولولدك " .
ولكن القوم لم يتحملوا أن تكون فدك خالصة لأهل بيت النبوة بل شحت عليها أنفس القوم ، وإلى ذلك أشار الإمام علي عليه السلام في رسالته لابن حنيف : " بلى كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء فشحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس قوم آخرين ونعم الحكم الله " ، والذي يظهر من جميع الروايات الواردة في المقام : إن فدك كانت فيئا أفاءها الله على نبيه خاصة دون المسلمين لأنه لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب ، فأنزل الله تعالى : * ( وآت ذي القربى حقه ) * فقال لجبرائيل ومن ذا القربى ؟ وما حقه ؟ قال: أعط فاطمة فدكا ، فأعطاها حوائط فدك ، وما لله ولرسوله فيها فدعا حسنا وحسينا وفاطمة وقال لها : إن الله قد أفاء على أبيك فدكا ، واختصه بها ، فهي لي خاصة دون المسلمين ، أفعل بها ما أشاء .
وقال : كان لأمك خديجة على أبيك مهر وأن أباك قد جعل فدك لك بذلك . أقول : يظهر من هذا الكلام أن مسألة المهر الحاضر للزوجة يكون في ذمة الرجل في حالة عدم دفعه بعد وفاة الزوجة ولا بد من إعطاءه للورثة الذين هم أبناء الزوجة لذا كانت فاطمة وريثة أمها خديجة في مهرها فأعطاها فدك في قبال ذلك ، هذا ما نستفيده من خلال الرواية وقال : نحلتكها لتكون لك ولولدك من بعدك فخذيها ، وقال : أكتب لفاطمة نحلة من رسول الله .
وبالجملة فرسول الله صلى الله عليه وآله أعطاها حقها بأمر الله فدكا ، فكانت لها من الله تعالى وقد جعلها في حياته لها نحلة ، وأشهد على ذلك أمير المؤمنين وأم أيمن . وقالت فاطمة : لست أحدث فيها حدثا وأنت حي ، أنت أولى بي من نفسي وما لي لك ثم قالت في احتجاجها في مسجد النبي صلى الله عليه وآله : هذا كتاب رسول الله أوجبها لي ولولدي دون المؤمنين . وعلى كل فليس في الروايات في تعيين من له فدك ، ذكر علي أو ما يشعر بأن فدكا له وهو أول الأئمة ، أو لخصوص الأئمة من ولد الحسين ، أو للإمامة ومن يتصدى لها ، بل هي عطية ونحلة وهبها وأعطاها النبي صلى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام لذي قربى رسول الله ، وهم فاطمة وولديها الحسن والحسين كما دعاهم وأعطاها لتكون لفاطمة والحسن والحسين ولا اختصاص في عقب فاطمة بالأئمة من ولد الحسين دون الحسن ، وبعد فاطمة والحسن والحسين تكون ميراثا لعقب الحسن والحسين .

إخراج عمال فاطمة من فدك
وردت عدة أحاديث وروايات أثبتت حقيقة واضحة البرهان جليلة البيان وهي أنه لما بويع أبو بكر ، واستقام له الأمر على جميع المهاجرين والأنصار ، بعث إلى فدك وأخرج وكيل فاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله منها ، فجاءت فاطمة عليها السلام مستعدية فطالبها بالبينة ، فجاءت بعلي والحسنين صلوات الله عليهم وأم أيمن المشهود لها بالجنة ، فرد شهادة أهل البيت عليهم السلام بجر النفع وشهادة أم أيمن بقصورها عن نصاب الشهادة ثم ادعتها على وجه الميراث ، فغضبت عليه وعلى عمر فهجرتهما ، وأوصت بدفنها ليلا ، لئلا يصليا عليها فأسخطا بذلك ربهما ورسوله ، واستحقا أليم النكال ، وشديد الوبال .
ثم لما انتهت الإمارة إلى عمر بن عبد العزيز ردها علي بني فاطمة ، ثم انتزعها منهم يزيد بن عبد الملك ، ثم دفعها السفاح إلى الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، ثم أخذها المنصور ، ثم أعادها المهدي ، ثم قبضها الهادي ، ثم ردها المأمون لما جاءه رسول بني فاطمة ، فنصب وكيلا من قبلهم وجلس محاكما فردها عليهم ، وفي ذلك يقول دعبل الخزاعي :
أصبح وجه الزمان قد ضحكا * برد مأمون هاشما فدكا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ]   موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Icon_minitime1الجمعة 2 مايو - 18:11:12

خطأ أبو بكر

ولنبين خطأ أبي بكر في تلك القضية مع وضوحها بوجوه :
أما أن فدكا كانت لرسول الله صلى الله عليه وآله فمما لا نزاع فيه ، وقد أوردنا من رواياتنا وأخبارنا للمخالفين ما فيه كفاية ونزيده وضوحا بما رواه في جامع الأصول : مما أخرجه من صحيح " أبي داود " ، عن عمر ، قال : إن أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب ، فكانت لرسول الله خاصة قرى عرينة وفدك وكذا وكذا ينفق على أهله منها نفقة سنتهم ، ثم يجعل ما بقي في السلاح والكراع عدة في سبيل الله وتلا : * ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ) * الآية .
وروي أيضا : عن مالك بن أوس قال : كان فيما احتج به عمر أن قال : كانت لرسول الله ثلاث صفايا : بنو النضير ، وخيبر ، وفدك ، إلى آخر الخبر . وروى ابن أبي الحديد : قال أبو بكر : حدثني أبو زيد عمر بن شبه ، قال : حدثنا حيان ابن بشير ، قال : حدثنا يحيى بن آدم ، قال : أخبرنا ابن أبي زائدة ، عن محمد ابن إسحاق ، عن الزهري ، قال : بقيت بقية من أهل خيبر تحصنوا ، فسألوا رسول الله أن يحقن دماءهم ويسيرهم ، ففعل ، فسمع ذلك أهل فدك فنزلوا على مثل ذلك ، وكانت للنبي صلى الله عليه وآله خاصة ، لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب " قال " : قال أبو بكر : وروى محمد بن إسحاق أيضا : إن رسول الله لما فرغ من خيبر قذف الله الرعب في قلوب أهل فدك ، فبعثوا إلى رسول الله فصالحوه على النصف من فدك ، فقدمت عليه رسلهم بخيبر أو بالطريق ، أو بعد ما قدم المدينة ، فقبل ذلك منهم وكانت فدك لرسول الله صلى الله عليه وآله خالصة له ، لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب .
قال : وقد روي أنه صالحهم عليها كلها ، الله أعلم أي الأمرين كان . انتهى .
وسيأتي اعتراف عمر بذلك في تنازع علي والعباس

وأما أنه وهبها لفاطمة عليها السلام فلأنه لا خلاف في أنها صلوات الله عليها ادعت النحلة مع عصمتها بالأدلة المتقدمة ، وشهد لها من ثبت عصمته بالأدلة الماضية والآتية والمعصوم لا يدعي إلا الحق ولا يشهد إلا بالحق ويدور الحق معه حيثما دار ، وأما أنها كانت في يدها صلوات الله عليها فلأنها ادعتها بعد الوفاة على وجه الاستحقاق وشهد المعصوم بذلك لها ، فإن كانت الهبة قبل الموت تبطل بموت الواهب ، كما هو المشهود ، ثبت القبض وإلا فلا حاجة إليه في إثبات المدعى .
قد مر من الأخبار الدالة على نحلتها وأنها كانت في يدها ما يزيد على كفاية المنصف بل يسد طريق إنكار المتعسف ، ويدل على أنها كانت في يدها صلوات الله عليها ما ذكر أمير المؤمنين في كتابه إلى عثمان بن حنيف ، حيث قال : " بلى كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء ، فشحت عليها نفوس قوم ، وسخت عنها نفوس آخرين ، ونعم الحكم الله وما أصنع بفدك وغير فدك والنفس مظانها في غير جدث ! " .

وأما أن أبا بكر وعمر أغضبا فاطمة فقد اتضح بالأخبار المتقدمة .
ثم اعلم أنا لم نجد أحدا من المخالفين أنكر كون فدك خالصة لرسول الله صلى الله عليه وآله في حياته ، ولا أحدا من الأصحاب طعن على أبي بكر بإنكاره ذلك ، إلا ما تفطن به بعض الأفاضل من الأشارف ، مع أنه يظهر من كثير من أخبار المؤالف والمخالف ذلك . وقد تقدم ما رواه ابن أبي الحديد في ذلك ، عن أحمد بن عبد العزيز الجوهري وغيرها من الأخبار ، ولا يخفى ، أن ذلك يتضمن إنكار الآية وإجماع المسلمين ، إذ القائل : إن رسول الله كان يصرف شيئا من غلة فدك وغيرها من الصفايا في بعض مصالح المسلمين ، لم يقل بأنها لم تكن لرسول الله ، بل قال : بأنه فعل ذلك على وجه التفضل وابتغاء مرضاة الله تعالى ، وظاهر الحال أنه أنكر ذلك دفعا لصحة النحلة ، فكيف كان يسمع الشهود على النحلة مع ادعائه أنها كانت من أموال المسلمين .

واعتذر المخالفون من قبل أبي بكر بوجوه سخيفة :
الأول : منع عصمتها صلوات الله عليها ، وقد تقدمت الدلائل المثبتة لها .
الثاني : أنه لو سلم عصمتها ، فليس للحاكم أن يحكم بمجرد دعواها ، وإن تيقن صدقها ، وأجاب أصحابنا بالأدلة الدالة على أن الحاكم يحكم بعلمه ، وأيضا اتفقت الخاصة والعامة على رواية قصة خزيمة بن ثابت وتسميته بذي الشهادتين لما شهد للنبي صلى الله عليه وآله بدعواه ، ولو كان المعصوم كغيره لما جاز النبي صلى الله عليه وآله قبول شاهد واحد والحكم لنفسه ، بل كان يجب عليه الترافع إلى غيره .
وقد روى أصحابنا : أن أمير المؤمنين خطأ شريحا في طلب البينة ، وقال : إن إمام المسلمين يؤتمن من أمور على ما هو أعظم من ذلك ، وأخذ ما ادعاه من درع طلحة بغير حكم شريح ، والمخالفون حرفوا هذا الخبر وجعلوه حجة لهم ، واعتذروا بوجوه أخرى سخيفة لا يخفى على عاقل بعد ما أوردنا في تلك الفصول ضعفها ووهنها ، فلا نطيل الكلام بذكرها .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ]   موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Icon_minitime1الجمعة 2 مايو - 18:13:09

بطلان دعوى عدم توريث الأنبياء عليهم السلام

استدل أصحابنا على بطلان ذلك بآي من القرآن الكريم منها :
قوله تعالى مخبرا عن زكريا : * ( وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا ) * قوله تعالى : " وليا " أي : ولدا يكون أولى بميراثي ، وليس المراد بالولي من يقوم مقامه ولدا كان أو غيره ، لقوله تعالى حكاية عن زكريا :
* ( رب هب لي من لدنك ذرية طيبة ) * .
وقوله : * ( رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين * فاستجبنا له ووهبنا له يحيى ) *
والقرآن يفسر بعضه بعضا ، واختلف المفسرون في أن المراد بالميراث العلم أو المال فقال ابن عباس والحسن والضحاك : أن المراد به في قوله تعالى : " يرثني " وقوله سبحانه : * ( ويرث من آل يعقوب ) * ميراث المال . وقال أبو صالح : المراد به في الموضعين ميراث النبوة .
وقال السدي ومجاهد والشعبي : المراد به في الأول : ميراث المال ، وفي الثاني : ميراث النبوة ، وحكى هذا القول عن ابن عباس والحسن والضحاك . وحكي عن مجاهد ، أنه قال : المراد من الأول : العلم ، ومن الثاني : النبوة .
وأما وجه دلالة الآية على المراد فهو أن لفظ الميراث في اللغة والشريعة والعرف إذا أطلق ولم يقيد ، لا يفهم منه إلا الأموال وما في معناها ، ولا يستعمل في غيرها إلا مجازا ، وكذا لا يفهم من قول القائل : " لا وارث لفلان " إلا من ينتقل إليه أمواله وما يضاهيها دون العلوم وما يشاكلها ، ولا يجوز العدول عن ظاهر اللفظ وحقيقته إلا لدليل ، فلو لم يكن في الكلام قرينة توجب حمل اللفظ على أحد المعنيين ، لكفى في مطلوبنا ، كيف والقرائن الدالة على المقصود موجودة في اللفظ .
أما أولا : فلأن زكريا اشترط في وارثه أن يكون رضيا ، وإذا حمل الميراث على العلم والنبوة لم يكن الإشتراط معنى ، بل كان لغوا عبثا ، لأنه إذا سأل من يقوم مقامه في العلم والنبوة فقد دخل في سؤاله الرضا ، وما هو أعظم منه ، فلا معنى لاشتراطها ، ألا ترى أنه لا يحسن أن يقول أحد : اللهم ابعث إلينا نبيا واجعله مكلفا عاقلا .
وأما ثانيا : فلأن الخوف من بني العم ومن يحذو حذوهم يناسب المال دون النبوة والعلم ، وكيف يخاف مثل زكريا من أن يبعث الله تعالى إلى خلقه نبيا يقيمه مقام زكريا ولم يكن أهلا للنبوة والعلم سواء كان من موالي زكريا أو من غيرهم ، على أن زكريا كان إنما بعث لإذاعة العلم ونشره في الناس ، فلا يجوز أن يخاف من الأمر الذي هو الغرض في بعثته ، فإن قيل : كيف يجوز على مثل زكريا الخوف من أن يرث الموالي ماله ، وهل هذا إلا الشح والبخل ؟ قلنا : لما علم زكريا من حال الموالي أنهم من أهل الفساد ، خاف أن ينفقوا أمواله في المعاصي ، ويصرفوه في غير الوجوه المحبوبة ، مع أن في وراثتهم ماله كان يقوي فسادهم وفجورهم ، فكان خوفه خوفا من قوة الفساق ، وتمكنهم في سلوك الطرائق المذمومة وانتهاك محارم الله عز وجل ، وليس مثل ذلك من الشح والبخل ، فإن قيل : كما جاز الخوف على المال جاز الخوف على وراثتهم العلم ، لئلا يفسدوا به الناس ويضلوهم ، ولا ريب في أن ظهور آثار العلم كان فيهم من دواعي اتباع الناس وإياهم وانقيادهم لهم ؟ قلنا : لا يخلو هذا العلم الذي ذكرتموه من أن يكون هو كتب علمية وصحف حكمية ، لأنه قد يسمى علما مجازا ، أو يكون هو العلم الذي يملأ القلوب وتعيه الصدور ، فإن كان الأول ، فقد رجع إلى معنى المال ، وصح أن الأنبياء عليهم السلام يورثون الأموال وكان حاصل خوف زكريا أنه خاف من أن ينتفعوا ببعض أمواله نوعا خاصا من الانتفاع ، فسأل ربه أن يرزقه الولد حذرا من ذلك ، وإن كان الثاني ، فلا يخل أيضا من أن يكون هو العلم الذي بعث النبي لنشره وأدائه إلى الخلق ، أو أن يكون علما مخصوصا لا يتعلق بشريعة ، ولا يجب اطلاع الأمة عليه كعلم العواقب وما يجري في مستقبل الأوقات ونحو ذلك . والقسم الأول : لا يجوز أن يخاف النبي من وصوله إلى بني عمه ، وهم من جملة أمته المبعوث إليهم لأن يهديهم ويعلمهم وكان خوفه من ذلك خوفا من غرض البعثة . والقسم الثاني : لا معنى للخوف من أن يرثوه إذ كان أمره بيده ، ويقدر على ن يلقيه إليهم ولو صح الخوف على القسم الأول لجرى ذلك فيه أيضا فتأمل .
هذا خلاصة ما ذكره السيد المرتضى رضي الله عنه في الشافي عند تقرير هذا الدليل وما أورده عليه من تأخر عنه يندفع بنفس التقرير ، كما لا يخفى على الناقد البصير فلذا لا نسود بإيرادها الطوامير .

الآية الثانية : قوله تعالى : * ( وورث سليمان داود ) *
وقال : * ( يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ إن هذا لهو الفضل المبين ) *
وجه الدلالة هو أن المتبادر من قوله تعالى ورث : أنه ورث ماله كما سبق في الآية المتقدمة ، فلا يعدل عنه إلا لدليل ، وأجاب قاضي القضاة في المغني : بأن في ما يدل على أن المراد وراثة العلم دون المال ، وهو قوله تعالى : وقال : * ( يا أيها الناس علمنا منطق الطير ) * ، فإنه يدل على أن الذي ورث هو هذا العلم وهذا الفضل ، وإلا لم يكن لهذا تعلق بالأول ، وقال الرازي في تفسيره : لو قال تعالى ورث سليمان داود ماله لم يكن لقوله تعالى وقال : * ( يا أيها الناس علمنا منطق الطير ) * معنى ، وإذا قلنا : ورث مقامه من النبوة والملك حسن ذلك ، لأن علم منطق الطير يكون داخلا في جملة ما ورثه ، وكذلك قوله : * ( وأوتينا من كل شئ ) * لأن وارث العلم يجمع ذلك ، ووارث المال لا يجمعه ، وقوله : * ( إن هذا لهو الفضل المبين ) * يليق أيضا بما ذكر دون المال ، الذي يحصل للكامل والناقص . وما ذكره الله تعالى من جنود سليمان بعده ، لا يليق إلا بما ذكرنا فبطل بما ذكرنا قول من زعم أنه لا يورث إلا المال فأما إذا ورث المال والملك معا ، فهذا لا يبطل بالوجوه الذي ذكرنا بل بظاهر قوله : " نحن معاشر الأنبياء لا نورث " ، ورد السيد المرتضى رضي الله عنه في الشافي كلام المغني بأنه : لا يمتنع أن يريد ميراث المال خاصة ، ثم يقول مع ذلك إنا علمنا منطق الطير ويشير بالفضل المبين إلى العلم والمال جميعا ، فله في الأمرين جميعا فضل على من لم يكن كذلك ، وقوله : * ( وأوتينا من كل شئ ) * يحتمل المال كما يحتمل العلم ، فليس بخالص لما ظنه ولو سلم دلالة الكلام لما ذكره ، فلا يمتنع ، أن يريد أنه ورث المال بالظاهر والعلم بهذا النوع من الاستدلال ، فليس يجب إذا دلت الدلالة في بعض الألفاظ على المجاز أن نقتصر بها عليه ، بل يجب أن نحملها على الحقيقة التي هي الأصل ، إذا لم يمنع من ذلك مانع ، وقد ظهر بما ذكره السيد ( قدس سره ) ، بطلان قول الرازي أيضا ، وكان القاضي يزعم أن العطف لو لم يكن للتفسير لم يكن للمعطوف تعلق بما عطف عليه ، وانقطع نظام الكلام وما اشتهر من أن التأسيس أولى من التأكيد ، من الأغلاط المشهورة ، وكان الرازي يذهب إلى أنه لا معنى للعطف ، إلا إذا كان المعطوف داخلا في المعطوف عليه ، فعلى أي شئ يعطف حينئذ قوله تعالى : * ( وأوتينا من كل شئ ) * فتدبروا ، أما قوله : أن المال يحصل للكامل والناقص ، فلو حمل الميراث على المال لم يناسب قوله : * ( إن هذا لهو الفضل المبين ) * فيرد عليه : أنه إنما يستقيم إذا كانت الإشارة إلى أول الكلام فقط ، وهو وراثة المال وبعده ظاهر ، ولو كانت الإشارة إلى مجموعة الكلام كما هو الظاهر أو إلى أقرب الفقرات ، أعني قوله : * ( وأوتينا من كل شئ ) * لم يبق لهذا الكلام مجال ، وكيف لا يليق الإشارة دخول المال في جملة المشار إليه وقد من الله تعالى على عباده ، وفي غير موضع من كلامه المجيد بما أعطاهم في الدنيا من صنوف الأموال وأوجب على عباده الشكر عليه ، فلا دلالة فيه على عدم إرادة وراثة المال سواء كان من كلام سليمان أو من كلام المالك المنان ، وقد ظهر بذلك بطلان قوله أخيرا إن ما ذكره الله من جنود سليمان لا يليق إلا بما ذكرنا ، بل الأظهر أن حشر الجنود من الجن والإنس والطير قرينة على عدم إرادة الملك من قوله : * ( ورث سليمان داود ) * فإن تلك الجنود لم تكن لداود حتى يرثها سليمان ، بل كانت عطية مبتدأة من الله تعالى لسليمان عليه السلام ، وقد أجرى الله تعالى على لسانه أنه أخبر الاعتراف بأن ما ذكره لا يبطل قول من حمل الآية على وراثة الملك معا فإنه يكفينا في إثبات المدعى ، وسيأتي الكلام في الحديث الذي تمسك به .

الآية الثالثة : ما يدل على وراثة الأولاد والأقارب ، كقوله تعالى :
* ( للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل نصيب أو كثر مفروضا ) *
وقوله تعالى : * ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الاثنين ) *
وقد اجتمعت الأمة على عمومها إلا من أخرجه الدليل ، فيجب أن يتمسك بعمومها إلا إذا قامت دلالة قاطعة ، وقد قال سبحانه عقيب آيات الميراث : * ( تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك هو الفوز العظيم * ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين ) * ، ولم يقل دليل على خروج النبي من قوله : نحن معاشر الأنبياء لا نورث ، ما تركناه صدقة ، قال صاحب المغني : لم يقتصر أبو بكر على رواية حتى استشهد عليه عمر وعثمان وطلحة والزبير وسعدا وعبد الرحمن بن عوف ، فشهدوا به فكان لا يحل لأبي بكر ، وقد صار الأمر إليه أن يقسم التركة ميراثا ، وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وآله بأنها صدقة وليس بميراث ، وأقل ما في الباب أن يكون الخبر من أخبار الآحاد ، فلو أن شاهدين شهدا في التركة أن فيها حقا ، أليس كان يجب أن يصرفه عن الإرث ؟ فعلمه بما قال الرسول صلى الله عليه وآله مع شهادة غيره أقوى ، ولسنا نجعله مدعيا ، لأنه لم يدع ذلك لنفسه وإنما بين أنه ليس بميراث ، وأنه صدقة ولا يمتنع تخصيص القرآن بذلك كما يخص في العبد والقاتل وغيرهما .
ويرد عليه : أن الاعتماد في تخصيص الآيات ، إما على سماع أبي بكر ذلك الخبر من رسول الله صلى الله عليه وآله ويجب على الحاكم أن يحكم بعلمه ، وإما على شهادة من زعموهم شهودا على الرواية ، أو على مجموع الأمرين ، أو على سماعه من حيث الرواية مع انضمام الباقين إليه ، فإن كان الأول فيرد عليه بوجوه من الإيراد عليه : الأول : ما ذكره السيد المرتضى رضي الله عنه في " الشافي " من أن أبا بكر في حكم المدعي لنفسه والجار إليها نفعا في حكمه ، لأن أبا بكر وسائر المسلمين سوى أهل البيت تحل لهم الصدقة ، ويجوز أن يصيبوا منها ، وهذه تهمة في الحكم والشهادة ثم قال رضي الله عنه : وليس له أن يقول يقتضي أن لا تقبل شهادة شاهدين في تركة فيها صدقة بمثل ما ذكرتم ، وذلك لأن الشاهدين إذا شهدا بالصدقة فحظهما منها كحظ صاحب الميراث ، بل سائر المسلمين ، وليس كذلك حال تركة الرسول لأن كونها صدقة يحرمها على ورثته ، ويبيحها لسائر المسلمين ، انتهى .
ولعل مراده رحمه الله أن لحرمان الورثة في خصوص تلك المادة شواهد على التهمة بأن كان غرضهم إضعاف جانب أهل البيت ، لئلا يتمكنوا من المنازعة في الخلافة ، ولا يميل الناس لنيل الزخارف الدنيوية ، فيكثر أعوانهم وأنصارهم ويظفروا بإخراج الخلافة والإمارة من أيدي المتغلبين ، إذ لا يشك أحد ممن نظر في أخبار العامة والخاصة ، في أن أمير المؤمنين عليه السلام كان في ذلك الوقت طالبا للخلافة ، مدعيا لاستحقاقه لها ، وأنه لم يكن انصراف الأعيان والأشراف عنه ، وميلهم إلى غيره إلا لعلمهم بأنه لا يفضل أحدا منهم على ضعفاء المسلمين ، وأنه يسوى بينهم في العطاء والتقريب ، ولم يكن انصراف سائر الناس عنه إلا لقلة ذات يده ، وكون المال والجاه مع غيره .
والأولى أن يقال في الجواب : أنه لم تكن التهمة لأجل أن له حصة في التركة ، بل لأنه كان يريد أن يكون تحت يده ، ويكون حاكما فيه يعطيه من يشاء ، ويمنعه من يشاء ويؤيده : قول أبي بكر فيما رواه في جامع الأصول من سنن أبي داود ، عن أبي الطفيل ، قال : جاءت فاطمة إلى أبي بكر تطلب ميراثها من أبيها ، فقال لها : سمعت رسول الله يقول: إن الله إذا أطعم نبيا طعمة فهو للذي يقوم من بعده . ولا ريب في أن ذلك مما يتعلق به الأغراض ، ويعد من جلب المنافع ، ولذا لا تقبل شهادة الوكيل فيما هو وكيل فيه والوصي فيما هو وصي فيه ، وقد ذهب قوم إلى عدم جواز الحكم بالعلم مطلقا لأنه مظنة التهمة ، فكيف إذا قامت القرائن عليه من عداوة ومنازعة ، وإضعاف جانب ونحو ذلك ، والعجب أن بعضهم في باب النحلة منعوا بعد تسليم عصمة فاطمة عليها السلام جواز الحكم بمجرد الدعوى وعلم الحاكم بصدقها ، وجوزوا الحكم بأن التركة صدقة ، للعلم بالخبر مع معارضته للقرآن وقيام الدليل على كذبه .
الثاني : أن الخبر معارض للقرآن لدلالة الآية في شأن زكريا وداود على الوراثة وليست الآية عامة حتى تخصص بالخبر فيجب طرح الخبر ، لا يقال : إذا كانت الآية خاصة فينبغي تخصيص الخبر بها ، وحمله على غير زكريا وداود لأنا نقول : الحكم بخروجهما عن حكم الأنبياء مخالف لإجماع الأمة ، لانحصارها بالإيراث مطلقا ، وعدمه مطلقا ، فلا محيص عن الحكم بتكذب الخبر ، وطرحه .
الثالث : أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان يرى الخبر موضوعا باطلا ، وكان لا يرى إلا الحق والصدق ، فلا بد من القول بأن من زعم أنه سمع الخبر كاذب .
أما الأولى : فلما رواه مسلم ، في " صحيحه " وأورده في " جامع الأصول " أيضا عن مالك بن أوس - في رواية طويلة - قال : عمر لعلي والعباس ، قال أبو بكر : قال رسول الله : لا نورث ، ما تركناه صدقة ، فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا ، والله يعلم أنه لصادق بار راشد تابع للحق ، ثم توفي أبو بكر ، فقلت : أنا ولي رسول الله وولي أبي بكر ، فرأيتماني كاذبا غادرا آثما خائنا ، والله يعلم أني لصادق بار تابع للحق فوليتها .
وعن البخاري : في منازعة علي والعباس فيما أفاء الله على رسوله من بني النضير ، أنه قال عمر بن الخطاب : قال أبو بكر : أنا ولي رسول الله ، فقبضها فعمل فيها بما عمل رسول الله - وأنتما حينئذ - وأقبل على علي والعباس تزعمان أن أبا بكر فيها كذا وكذا والله يعلم أنه فيها صادق بار راشد تابع للحق وكذلك زاد في حق ، نفسه ، قال : والله يعلم أني فيها صادق بار راشد تابع للحق ، إلى آخر الخبر . وقد روى ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : من كتاب " السقيفة " عن أحمد بن عبد العزيز الجوهري " مثله " بأسانيد .
وأما المقدمة الثانية : فلما مر وسيأتي من الأخبار المتواترة ، في أن عليا لا يفارق الحق والحق لا يفارقه ، بل يدور معه حيث ما دار ، ويؤيده روايات السفينة والثقلين وأضرابهما .
الرابع : أن فاطمة عليها السلام أنكرت رواية أبي بكر ، وحكمت بكذبه فيها ، ولا يجوز الكذب عليها ، فوجب الرواية وراويها . أما المقدمة الأولى : فلما مر في خطبتها وغيرها ، وسيأتي من شكايتها في مرضها وغيرها ، وقد رووا في صحاحهم : أنها انصرفت من عند أبي بكر ساخطة ، وماتت عليه واجدة ، وقد اعترف بذلك ابن أبي الحديد ، وأما الثانية : فلما مر من عصمتها وجلالتها .

>>>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ]   موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] Icon_minitime1الجمعة 2 مايو - 18:20:02

<<

الخامس : أنه لو كانت تركة رسول الله صلى الله عليه وآله صدقة ، ولم يكن لها صلوات الله عليها حظ فيها ، لبين النبي صلى الله عليه وآله الحكم لها إذ التكليف في تحريم أخذها ، يتعلق بها ولو بينه لها لما طلبتها لعصمتها ، ولا يرتاب عاقل في أنه لو كان بين رسول الله صلى الله عليه وآله لأهل بيته أن تركتي صدقة لا تحل لما خرجت ابنته وبضعته من بيتها مستعدية ساخطة صارخة في معشر المهاجرين والأنصار ، تعاتب إمام زمانها بزعمكم ، وتنسبه إلى الجور والظلم في غصب تراثها ، وتستنصر المهاجرين ، والأنصار ، في الوثوب عليه ، وإثارة الفتنة بين المسلمين ، وتهيج الشر ، ولم تستقر بعد أمر الإمارة والخلافة ، وقد أيقنت بذلك طائفة من المؤمنين ، أن الخليفة غاصب للخلافة ناصب لأهل الإمامة ، فصبوا عليه اللعن والطعن إلى نفخ الصور وقيام النشور ، وكان ذلك من أكد الدواعي إلى شق عصا المسلمين ، وافتراق كلمتهم ، وتشتت ألفتهم ، وقد كانت تلك النيران يخمدها بيان الحكم لها ولأمير المؤمنين ، ولعله لا يجسر من أوتي حظا من الإسلام على القول بأن فاطمة عليها السلام مع علمها بأن ليس لها في التركة بأمر الله نصيب ، كانت تقدم على مثل ذلك الصنيع ، أو كان أمير المؤمنين عليه السلام مع علمه بحكم الله ، لم يزجرها عن التظلم والاستعداء ، وأمرها بالقعود في بيتها ، راضية بأمر الله فيها ، وكان ينازع العباس ، بعد موتها ويتحاكم إلى عمر بن الخطاب ، فليت شعري هل كان ذلك الترك والإهمال لعدم الاعتناء بشأن بضعته التي كانت يؤذيه ما آذاها ، ويريبه ما رابها ، أو بأمر زوجها وابن عمه وأخيه المساوي لنفسه ومواسيه بنفسه ، أو لقلة المبالاة بتبليغ أحكام الله وأمر أمته ، وقد أرسله الله بالحق بشيرا ونذيرا للعالمين . السادس : أنا مع قطع النظر عن جميع ما تقدم ، نحكم قطعا بأن مدلول هذا الخبر كاذب باطل ومن أسند إليه هذا الخبر ، لا يجوز عليه الكذب ، فلا بد من القول بكذب من رواه ، والقطع بأنه وضعه وافتراه ، وأما المقدمة الثانية فغنية عن البيان .
وأما الأولى : فبيانها أنه قد جرت عادة الناس قديما وحديثا بالإخبار عن كل ما جرى ، بخلاف المعهود بين كافة الناس ، وخرج عن سنن عاداتهم ، سيما إذا وقع في كل عصر وزمان ، وتوفرت الدواعي ، إلى نقله وروايته ، ومن المعلوم لكل أحد ، أن جميع الأمم على اختلافهم في مذاهبهم يهتمون بضبط أحوال الأنبياء وسيرتهم ، وأحوال أولادهم ، وما يجري عليهم بعد آبائهم ، وضبط خصائصهم ، وما يتفردون به عن غيرهم ، ومن المعلوم أيضا أن العادة قد جرت من يوم خلق الله الدنيا وأهلها ، إلى زمان انقضاء مدتها وفنائها ، بأن يرث الأقربون من الأولاد ، وغيرهم أقاربهم وذوي أرحامهم ، وينتفعون بأموالهم وما خلفوه بعد موتهم ، ولا شك لأحد في أن عامة الناس ، عالمهم وجاهلهم ، وغنيهم وفقيرهم وملوكهم ، ورعاياهم يرغبون إلى كل ما نسب إلى ذي شرف وفضيلة ، ويتبركون به ويحرزه الملوك في خزائنهم ، ويوصون به لأحب أهلهم ، فكيف بسلاح الأنبياء في ثيابهم وأمتعتهم ، ألا ترى إلى الأعمى إذ أبصر في مشهد من المشاهد المشرفة ، أو توهمت العامة أنه أبصر اقتطعوا ثيابه وتبركوا بها وجعلوها حرزا من كل بلاء ، إذا تمهدت المقدمات فنقول : لو كان ما تركه الأنبياء من لدن آدم إلى الخاتم صلى الله عليه وآله صدقة ، لقسمت بين الناس ، بخلاف المعهود من توارث الآباء والأولاد وسائر الأقارب ، ولا يخلو الحال : إما أن يكون كل نبي يبين هذا الحكم لورثته بخلاف نبينا ، أو يتركون البيان كما تركه صلى الله عليه وآله فجرى على سنة الذين خلوا من قبله ، من أنبياء الله عليهم السلام ، فإن كان الأول ، فمع أنه خلاف الظاهر ، كيف خفي هذا الحكم على جميع أهل الملل والأديان ، ولم يسمعه أحد إلا أبو بكر ، ومن يحذو حذوه ، ولم ينقل أحد أن عصا موسى جرت على وجه الصدقة إلى فلان ، وسيف سليمان صار إلى فلان ، وكذا ثياب سائر الأنبياء وأسلحتهم وأدواتهم فرقت بين الناس ، ولم يكن في ورثة أكثر من مائة ألف نبي ، قوم ينازعون في ذلك ، وإن كان بخلاف حكم الله عز وجل ، وقد كان أولاد يعقوب مع علو قدرهم يحسدون على أخيهم ، ويلقونه في الجب لما رأوه أحبهم إليه ، أو وقعت تلك المنازعة كثيرا ، ولم ينقلها أحد في الملل السابقة وأرباب السير ، مع شدة اعتنائهم بضبط أحوال الأنبياء وخصائصهم ، وما جرى بعدهم كما تقدم ، وإن كان الثاني ، فكيف كانت حال ورثة الأنبياء أكانوا يرضون بذلك ولا ينكرون ؟ فكيف صارت ورثة الأنبياء جميعا يرضون بقول القائمين بالأمر مقام الأنبياء ، ولم ترض به سيدة النساء ؟ أو كانت سنة المنازعة جارية في جميع الأمم ، ولم ينقلها أحد ممن تقدم ، ولا ذكر من انتقلت تركات الأنبياء إليهم ، إن هذا لشئ عجاب ، وأعجب من ذلك ، أنهم ينازعون في وجود النص على أمير المؤمنين ، مع كثرة الناقلين له من يوم السقيفة إلى الآن ، ووجوه الأخبار في صحاحهم ، وادعائهم الشيعة تواتر ذلك ، من أول الأمر إلى الآن ويستندون في ذلك إلى أنه لو كان حقا ، لما خفي ذلك لتوفر الدواعي إلى نقله وروايته ، فانظر بعين الإنصاف أن الدواعي لشهرة أمر خاص ، ليس الشاهد له إلا قوم مخصوص من أهل قرن معين أكثر ، أم لشهرة أمر قل زمان من الأزمنة من لدن آدم إلى الخاتم عن وقوعه فيه ؟ مع أنه ليس يدعو إلى كتمانه وإخفائه في الأمم السالفة داع ، ولم يذكره رجل في كتاب ، ولم يسمعه أحد من أهل ملة ، ولعمري لا أشك في أن من لزم الإنصاف وجانب المكابرة والاعتساف ، وتأمل في مدلول الخبر وأمعن النظر ، يجزم قطعا بكذبه وبطلانه ، وإن كان القسم الثاني ، وهو أن يكون اعتماد أبي بكر في تخصيص الآيات بالخبر من حيث رواية الرواة له دون علمه بأنه من كلام الرسول ، لسماعه بأذنه فيرد عليه أيضا وجوه من النظر : الأول : أن ما ذكره قاضي القضاة ، من أنه شهد بصدق الرواية في أيام أبي بكر : عثمان وطلحة ، والزبير ، وسعد ، وعبد الرحمن ، باطل غير مذكور في سيرة ورواية من طرقهم وطرق أصحابنا ، وإنما المذكور في رواية مالك بن أوس التي رووها في صحاحهم : أن عمر بن الخطاب لما تنازع عنده أمير المؤمنين والعباس استشهد نفرا فشهدوا بصدق الرواية ، ولنذكر ألفاظ صحاحهم في رواية مالك بن أوس على اختلافها ، حتى يتضح حقيقة الحال :
روى البخاري ومسلم وأخرجه الحميدي ، وحكاه في جامع " الأصول " في الفرع الرابع من كتاب الجهاد من حرف الجيم ، عن مالك أنه قال : أرسل إلي عمر فجئته حين تعالى النهار ، قال : فوجدته في بيته جالسا على سرير مفضيا ، إلى رماله ، متكئا على وسادة من أدم ، فقال لي : يا مالك ، أنه قد دف أهل أبيات من قومك وقد أمرت فيهم برضخ فخذه فأقسم بينهم قال : قلت : لو أمرت بهذا غيري ، قال : خذه يا مالك ، قال : فجاء يرفأ فقال : هل لك في عثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد ، فقال عمر : نعم فأذن لهم فدخلوا ، ثم جاء فقال : هل لك في عباس وعلي قال : نعم فأذن لهما ، فقال العباس : إقض بيني وبين هذا ، فقال القوم أجل ! فاقض بينهم وأرحهم ، قال مالك بن أوس : فخيل إلى أنهم قد كانوا قدموهم لذلك ، فقال عمر اتئدوا : أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض ، أتعلمون أن رسول الله قال : لا نورث ما تركنا صدقة ؟ قالوا : نعم ، ثم أقبل على العباس وعلي فقال : أنشدكما بالله الذي بأذنه تقوم السماء والأرض ، أتعلمان أن رسول الله قال : لا نورث ، ما تركنا صدقة ؟ قالا : نعم ، إلى آخر الخبر ، ثم حكى في جامع الأصول ، عن البخاري ومسلم ، أنه قال عمر لعلي : قال أبو بكر : قال رسول الله : لا نورث ، ما تركناه صدقة ، فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا ، وتزعمان أنه فيها كذا كما نقلنا سابقا ، وحكى في جامع الأصول ، عن أبي داود ، أنه قال أبو البختري : سمعت حديثا من رجل فأعجبني ، فقلت : اكتبه لي ، فأتى به مكتوبا مدبرا ، دخل العباس وعلي على عمر ، وعنده طلحة والزبير وعبد الرحمان وسعد وهما يختصمان ، فقال عمر لطلحة والزبير وعبد الرحمان وسعد : ألم تعلموا أن رسول الله قال : كل مال النبي صدقة ، إلا ما أطعمه أهله ، أو كساهم ، إنا لا نورث ؟ قالوا : بلى .
توضيح : ولا يذهب على ذي فطنة أن شهادة الأربعة التي تضمنتها الرواية الأولى والثانية على اختلافهما ، لم يكن من حيث الرواية والسماع عن الرسول ، بل لثبوت الرواية عندهم بقول أبي بكر ، بقرينة أن عمر ناشد عليا والعباس : أتعلمان أن رسول الله قال : لا نورث ، ما تركناه صدقة ؟ فقالا : نعم ، وذلك لأنه لا يقدر أحد في ذلك الزمان على تكذيب تلك الرواية ، وقد قال عمر في آخر الرواية : رأيتماه ، يعني أبا بكر كاذبا آثما غادرا خائنا ، وكذا في حق نفسه ، والعجب أن القاضي لم يجعل عليا والعباس شاهدين على الرواية مع تصديقهما كما صدق الباقون ، بل جميع الصحابة لأنهم يشهدون بصدقهما .
وقال ابن أبي الحديد بعد حكاية كلام السيد رضي الله عنه في أن الاستشهاد كان في خلافة عمر دون أبي بكر ، وأن معول المخالفين على إمساك الأمة عن النكير على أبي بكر دون الاستشهاد ما هذا لفظه : قلت : صدق المرتضى فيما قال ، أما عقيب وفاة النبي ومطالبة فاطمة بالإرث فلم يرو الخبر إلا أبا بكر وحده ، وقيل : إنه رواه معه مالك بن أوس ابن الحدثان ، وأما المهاجرون الذين ذكرهم قاضي القضاة فقد شهدوا بالخبر في خلافة عمر ، وقد تقدم ذكر ذلك ، وقال في الموضع المتقدم الذي أشار إليه ، وهو الفصل الذي ذكر فيه روايات أبي البختري على ما رواه أحمد بن عبد العزيز الجوهري بإسناده عنه : قال جاء علي والعباس إلى عمر ، وهما يختصمان ، فقال عمر لطلحة والزبير وعبد الرحمان وسعد : أنشدكم الله ، أسمعتم رسول الله يقول : كل مال نبي فهو صدقة إلا ما أطعمه أهله ، إنا لا نورث ! فقالوا : نعم ، قال : وكان رسول الله يتصدق به ، ويقسم فضله ، ثم توفي ، فوليه أبو بكر سنتين يصنع فيه ما كان يصنع رسول الله ، وأنتما تقولان : إنه كان بذلك خاطئا ، وكان بذلك ظالما وما كان بذلك إلا راشدا ، ثم وليته بعد أبي بكر فقلت لكما : إن شئتما قبلتماه على عمل رسول الله وعهده الذي عهد فيه ، فقلتما : نعم ، وجئتماني الآن تختصمان ، يقول هذا : أريد نصيبي من ابن أخي ، ويقول هذا : أريد نصيبي من امرأتي ! والله لا أقضي بينكما إلا بذلك .
قال ابن أبي الحديد : قلت : وهذا أيضا مشكل ، لأن أكثر الروايات أنه لم يرو هذا الخبر إلا أبا بكر وحده ، ذكر ذلك معظم المحدثين ، حتى أن الفقهاء في أصول الفقه أطبقوا على ذلك في احتجاجهم في الخبر برواية الصحابي الواحد . وقال شيخنا أبو علي : لا يقبل في الرواية إلا رواية اثنين كالشهادة ، فخالفه المتكلمون والفقهاء كلهم ، واحتجوا عليه بقبول الصحابة رواية أبي بكر وحده ، قال : " نحن معاشر الأنبياء لا نورث " ، حتى أن أصحاب أبي علي تكلف لذلك جوابا ، فقال : قد روي أن أبا بكر يوم حاج فاطمة قال : أنشد الله امرء سمع من رسول الله في هذا شيئا ! فروى مالك بن أوس بن الحدثان : أنه سمع من رسول الله ، وهذا الحديث ينطق بأنه استشهد عمر وطلحة والزبير وعبد الرحمان وسعدا ، فقالوا : سمعناه من رسول الله ، فأين كانت هذه الرواية أيام أبي بكر ! ما نقل أن أحدا من هؤلاء يوم خصومة فاطمة وأبي بكر روى من هذا شيئا . انتهى .
فظهر أن قول القاضي ليس إلا شهادة زور ، ولو كان لما ذكره من استشهاد أبي بكر مستند لأشار إليه كما هو الدأب في مقام الاحتجاج ، وأما هذه الرواية التي رواها ابن أبي الحديد فمع أنها لا تدل على الاستشهاد في خلافة أبي بكر ، فلا تخلو من تحريف ، لما عرفت من أن لفظ رواية أبي البختري على ما رواه أبو داود ، وحكاه في جامع الأصول : ألم تعلموا أن رسول الله قال : كل مال النبي صدقة لا أسمعتم رسول الله ، كما رواه الجوهري ، على أنه لا يقوم فيما تفردوا به من الأخبار حجة علينا ، وأنما الاحتجاج بالمتفق عليه ، أو ما اعترف به الخصم والاستشهاد على الرواية لم يثبت عندنا لا في أيام أبي بكر ولا في زمن عمر ثم أورد السيد رحمه الله على كلام صاحب المغني بأنا لو سلمنا استشهاد من ذكر على الخبر لم يكن فيه حجة ، لأن الخبر على كل حال لا يخرج من أن يكون غير موجب للعلم ، وهو في حكم أخبار الآحاد ، وليس يجوز أن يرجع عن ظاهر القرآن بما يجري هذا المجرى ، لأن المعلوم لا يخص إلا بمعلوم ، قال : على أنه لو سلم لهم أن الخبر الواحد يعمل به في الشرع لاحتاجوا إلى دليل مستأنف على أنه يقبل في تخصيص القرآن لأن ما دل على العمل به في الجملة لا يتناول هذا الموضع كما لا يتناول جواز النسخ به ، وتحقيق هاتين المسئلتين من وظيفة أصول الفقه .
والثاني : أن رواة الخبر كانوا متهمين في الرواية بجلب النفع من حيث حل الصدقة وما أجاب به شارح كشف الحق من الفرق بين الرواية والشهادة ، وأن التهمة إنما تضر في الشهادة دون الرواية ، فسخيف جدا ولم يقل أحد بهذا الفرق غيره .
الثالث والرابع : ما تقدم في الإيراد الثالث والرابع من القسم الأول .
الخامس : ما تقدم من وجوب البيان للورثة .
أما القسم الثالث : وهو أن يكون مناط الحكم على علم أبي بكر مع شهادة النفر ، وكذلك الرابع : وهو أن يكون الاعتماد على روايته معهم ، فقد ظهر بطلانهما مما سبق ، فإن المجموعة وإن كان أقوى من كل واحد من الجزئين ، إلا أنه لا يدفع التهمة ولا مناقضة الآيات الخاصة ولا باقي الوجوه السابقة ، وقد ظهر بما تقدم أن الجواب عن قول أبي علي : " أتعلمون كذب أبي بكر أم تجوزون صدقه ، وقد علم أنه لا شئ يعلم به كذبه قطعا فلا بد من تجويز كونه صادقا كما حكاه في المغني " هو أنا نعلم كذبه قطعا والدليل عليه : ما تقدم من الوجوه الستة المفصلة ، وأن تخصيص الآيات من هذا الخبر ليس من قبيل تخصيصها في القاتل والعبد كما ذكره قاضي القضاة . إذ مناط الثاني روايات معلومة الصدق ، والأول خبر معلوم الكذب .
وقد سبق في خطبة فاطمة عليها السلام استدلالها بقوله تعالى : * ( وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ) * وبثلاث من الآيات السابقة ، وهو يدل مجملا ، على بطلان ما فصلوه من الأجوبة ، ثم إن بعض الأصحاب حمل الرواية على وجه لا يدل على ما فهم منها الجمهور وهو أن يكون ما تركناه صدقة مفعولا ثانيا للفعل أعني " نورث " سواء كان بفتح الراء على صيغة المجهول من قولهم : ورثت أبي شيئا ، أو بكسرها من قولهم : أورثه الشئ أبوه .
وأما بتشديد الراء فالظاهر أنه لحن ، فإن التوريث إدخال أحد في المال على الورثة كما ذكره الجوهري وهو لا يناسب شيئا من المحامل ويكون صدقة منصوبا على أن يكون مفعولا لتركنا ، والإعراب لا تضبط في أكثر الروايات ، ويجوز أن يكون النبي وقف على الصدقة فتوهم أبو بكر أنه بالرفع وحينئذ يدل على أن ما جعلوه صدقة في حال حياتهم لا ينتقل بموتهم إلى الورثة أي ما نووا فيه الصدقة من غير أن يخرجوه من أيديهم لا يناله الورثة حتى يكون للحكم اختصاص بالأنبياء ولا يدل على حرمان الورثة مما تركوه مطلقا ، والحق أنه لا يخلو عن بعد ، ولا حاجة لنا إليه لما سبق ، وأما الناصرون لأبي بكر فلم يرضوا به وحكموا ببطلانه ، وإن كان لهم فيه التخلص عن القول بكذب أبي بكر ، فهو إصلاح لم يرض به أحد المتخاصمين ، ولا يجري في بعض رواياتهم . واعلم أن بعض المخالفين استدلوا - على صحة الرواية وما حكم به أبو بكر - بترك الأمة النكير عليه ، وقد ذكر السيد الأجل رضي الله عنه في الشافي كلامهم ذلك على وجه السؤال ، وأجاب عنه بقوله فإن قيل : إذا كان أبو بكر قد حكم بخطأ في دفع فاطمة من الميراث واحتج بخبر لا حجة فيه ، فما بال الأمة أقرته على هذا الحكم ولم تنكر عليه وفي رضاها وإمساكها دليل على صوابه ، قلنا قد مضى أن ترك النكير لا يكون دليل الرضا ، إلا في الموضع الذي لا يكون له وجه سوى الرضا وبينا في الكلام على إمامة أبي بكر هذا الموضع بيانا شافيا .
وقد أجاب أبو عثمان الجاحظ في كتاب العباسية عن هذا السؤال جوابا جيد المعنى واللفظ ، نحن نذكره على وجهه ليقابل بينه وبين كلامه في العثمانية وغيرها . قال : وقد زعم ناس أن الدليل على صدق خبرهما يعني أبا بكر وعمر في منع الميراث وبراءة ساحتهما ترك أصحاب رسول الله النكير عليهما ، ثم قال : فيقال لهم : لئن كان ترك النكير دليلا على صدقهما ليكونن ترك النكير على المتظلمين منهما والمحتجين عليهما والمطالبين لهما بدليل دليلا على صدق دعواهم واستحسان مقالتهم لا سيما وقد طالت المشاحنات ، وكثرت المراجعة والملاحات ، وظهرت الشكيمة ، واشتدت الموجدة ، وقد بلغ ذلك من فاطمة حتى أنها أوصت أن لا يصلي عليها أبو بكر وقد كانت ، قالت له حين أتته طالبة بحقها ومحتجة برهطها : من يرثك يا أبا بكر ، إذا مت ؟ قال : أهلي وولدي ، قالت : فما بالنا لا نرث النبي ، فلما منعها ميراثها وبخسها حقها ، واعتل عليها ، ولج في أمرها ، وعاينت التهضم ، وآيست من النزوع ، ووجدت مس الضعف وقلة الناصر ، قالت : والله لأدعون الله عليك ، قال : والله لأدعون الله لك .
قالت : - والله - لا أكلمك أبدا ، قال : والله لا أهجرك أبدا ، فإن يكن ترك النكير على أبي بكر دليلا على صواب منعه إن في ترك النكير على فاطمة دليلا على صواب طلبها ، وأت ما كان يجب عليهم في ذلك تعريفها ما جهلت وتذكيرها ما نسيت وصرفها عن الخطأ ورفع قدرها عن البذاء وأن تقول هجرا أو تجور عادلا ، أو تقطع واصلا ، فإذا لم نجدهم أنكروا على الخصمين جميعا فقد تكافأت الأمور واستوت الأسباب والرجوع إلى أصل حكم الله في المواريث أولى بنا وبكم ، وأوجب علينا وعليكم ، وإن قالوا كيف يظن ظلمها والتعدي عليها ؟ وكلما ، ازدادت فاطمة غلظة ازداد عليها لينا ورقة حيث تقول : - والله - لا أكلمك أبدا فيقول : والله لا أهجرك أبدا ، ثم تقول : والله لأدعون الله عليك فيقول : والله لأدعون الله لك ، ثم يحتمل هذا الكلام الغليظ والقول الشديد في دار الخلافة وبحضرة قريش والصحابة مع حاجة الخلافة إلى البهاء والرفعة وما يجب لها من التنويه والهيبة ، ثم لم يمنعه ذلك أن قال معتذرا أو متقربا كلام المعظم لحقها ، المكبر لقيامها والصائن لوجهها ، والمتحنن عليها : ما أحد أعز علي منك فقرا ولا أحب إلي منك غنى ولكن سمعت رسول الله يقول : إنا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه فهو صدقة

>>>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
 
موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ]
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مـنتدى ثــــــــــار الله الإسلامـي :: ساحة أهل البيت عليهم السلام :: سيرة أهل البيت عليهــم السـلام-
انتقل الى: