عدد الرسائل : 485 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 09/02/2008
موضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] الجمعة 2 مايو - 18:22:57
<<<
قيل لهم : ليس ذلك بدليل على البراءة من الظلم والسلامة من الجور ، وقد يبلغ من مكر الظالم ودهاء الماكر إذا كان أريبا وللخصومة معتادا أن يظهر كلام المظلوم وذلة المنتصف ، وجدة الوامق ، ومقة المحق ، وكيف جعلتم ترك النكير حجة قاطعة ودلالة واضحة ؟ وقد زعمتم أن عمر قال على منبره : متعتان كانتا على عهد رسول الله متعة النساء ومتعة الحج ، أنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما ، فما وجدتم أحدا أنكر قوله ، ولا استشنع مخرج نهيه ، ولا خطأه في معناه ، ولا تعجب منه ولا استفهمه ، وكيف تقضون بترك النكير ، وقد شهد عمر يوم السقيفة ، وبعد ذلك أن النبي قال : الأئمة من قريش ثم قال في مكانه : لو كان سالم حيا ما يخالجني فيه شك حين أظهر الشك في استحقاق كل واحد من الستة الذين جعلهم شورى وسالم عبد لامرأة من الأنصار وهي أعتقته وحازت ميراثه ، ثم لم ينكر ذلك من قريش قوله منكر ولا قابل إنسان بين قوليه ولا تعجب منه ، وإنما يكون ترك النكير على من لا رغبة ولا رهبة عنده دليلا على صدق قوله وثواب عمله ، فأما ترك النكير على من يملك الضعة والرفعة والأمر والنهي والقتل والاستحياء والحبس والإطلاق فليس بحجة تشفي ولا دليل يغني ، صدق قوله وثواب عمله ، فأما ترك النكير على من يملك الضعة والرفعة والأمر والنهي والقتل والاستحياء والحبس والإطلاق فليس بحجة تشفي ولا دليل يغني ، قال : وقال آخرون : بل الدليل على صدق قولهما وصواب عملهما إمساك الصحابة عن خلعهما والخروج عليهما وهم الذين وثبوا على عثمان في أيسر من جحد التنزيل ورد النصوص ، ولو كانوا يقولون ويصفون ما كان سبيل الأمة فيهما إلا كسبيلهم فيه وعثمان كان أعز نفرا وأشرف رهطا وأكثر عددا وثروة وأقوى عدة . قلنا : إنهما لم يجحدا التنزيل ولم ينكرا المنصوص ولكنهما بعد إقرارهما بحكم الميراث وما عليه الظاهر من الشريعة ادعيا رواية وتحدثا بحديث لم يكن محالا كونه ولا يمتنع في حجج العقول مجيئه وشهد لهما عليه من علته مثل علتهما فيه ، ولعل بعضهم كان يرى التصديق للرجل إذا كان عدلا في رهطه مأمونا في ظاهره ، ولم يكن قبل ذلك عرفه بفجرة ، ولا جرب عليه غدرة ، فيكون تصديقه له على جهة حسن الظن وتعديل الشاهد ، ولأنه لم يكن كثير منهم يعرف حقائق الحجج والذي يقطع بشهادته على الغيب ، وكان ذلك شبهة على أكثرهم ، فلذلك قل النكير وتواكل الناس واشتبه الأمر ، فصار لا يتخلص إلى معرفة حق ذلك من باطله إلا العالم المتقدم والمؤيد المرشد ، ولأنه لم يكن لعثمان في صدور العوام ، وفي قلوب السفلة والطغات ما كان لهما من الهيبة والمحبة ، ولأنهما كانا أقل استيثارا بالفئ وأقل تفكها بمال الله منه ، ومن شأن الناس إهمال السلطان ما وفر عليهم أموالهم ولا يستأثر بخراجهم ولم يعطل ثغورهم ، ولأن الذي صنع أبو بكر من منع العترة حظها والعمومة ميراثها قد كان موافقا لجلة قريش ولكبراء العرب ، ولأن عثمان أيضا كان مضعوفا في نفسه مستخفا بقدره لا يمنع ضيما ولا يقمع عدوا ، ولقد وثب ناس على عثمان بالشتم والقذف والتشنيع والنكير لأمور لو أتى عمر أضعافها وبلغ أقصاها لما اجترؤا على اغتيابه فضلا عن مباداته والإغراء به ومواجهته كما أغلظ عيينة بن حصين له : فقال : أما إنه لو كان عمر لقمعك ومنعك ، فقال عيينة : إن عمر كان خيرا إلي منك أرهبني فأبقاني ، ثم قال : والعجب أنا وجدنا جميع من خالفنا في الميراث على اختلافهم في التشبيه والقدر والوعيد يرد كل صنف منهم من أحاديث مخالفيه وخصومه ، ما هو أقرب استنادا وأوضح رجالا وأحسن اتصالا حتى إذا صاروا إلى القول في ميراث النبي نسخوا الكتاب وخصوا الخبر العام بما لا يداني بعض ما رووه وأكذبوا ناقليه وذلك أن كل إنسان منهم إنما يجري إلى هواه ويصدق ما وافق وضاه ، هذا آخر كلام الجاحظ ، ثم قال السيد رضي الله عنه : فإن قيل : ليس ما عارض به الجاحظ من الاستدلال بترك النكير ، وقوله كما لم ينكروا على أبي بكر فلم ينكروا أيضا على فاطمة عليها السلام ولا غيرها من المطالبين بالميراث كالأزواج وغيرهن معارضته صحيحة ، وذلك أن نكير أبي بكر لذلك ودفعه والاحتجاج عليه يكفيهم ويغنيهم عن تكلف نكير ولم ينكر على أبي بكر ما رواه منكر فيستغنوا بإنكاره ، قلنا : أول ما يبطل هذا السؤال أن أبا بكر لم ينكر عليها ما أقامت عليه بعد إحتجاجها بالخبر من التظلم والتألم والتعنيف والتبكيت وقولها على ما روي : والله لأدعون الله عليك ، ولا كلمتك أبدا ، وما جرى هذا المجرى فقد كان يجب أن ينكره غيره فمن المنكر الغضب على المنصف وبعد فإن كان إنكار أبي بكر مقنعا أو مغنيا عن إنكار غيره من المسلمين ، فإنكار فاطمة حكمه ومقامها على التظلم منه يغني عن نكير غيرها ، وهذا واضح لمن أنصف من نفسه ، انتهى كلامه " رفع الله مقامه " الخامس : قال ابن أبي الحديد : اعلم أن الناس يظنون أن نزاع فاطمة أبا بكر كان في أمرين في الميراث والنحلة ، وقد وجدت في الحديث أنها نازعت في أمر ثالث ومنعها أبو بكر إياها أيضا وهو سهم ذي القربى ، روى أحمد بن عبد العزيز الجوهري عن أنس ، أن فاطمة أتت أبا بكر فقالت : قد علمت الذي حرم علينا أهل البيت من الصدقات وما أفاء الله علينا من الغنائم في القرآن من سهم ذوي القربى ، ثم قرأت عليه قوله تعالى : * ( واعلموا أنما غنمتم من شئ فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى ) * الآية ، فقال لها أبو بكر : بأبي أنت وأمي وولدي وولدك ، السمع والطاعة لكتاب الله ولحق رسوله وحق قرابته وأنا أقرأ من كتاب الله الذي تقرأين ، ولم يبلغ علمي منه أن هذا السهم من الخمس مسلم إليكم كاملا ، قالت : أملك هو لك ولأقربائك ؟ قال : لا ، بل أنفق عليكم منه وأصرف الباقي في مصالح المسلمين . قالت : ليس هذا بحكم الله تعالى ، فقال : هذا حكم الله فإن كان رسول الله عهد إليك في هذا عهدا صدقتك وسلمته كله إليك وإلى أهلك . قالت : إن رسول الله لم يعهد إلي في ذلك بشئ إلا أني سمعته يقول لما أنزلت هذه الآية : أبشروا آل محمد فقد جاءكم الغنى ، قال أبو بكر : لم يبلغ من هذه الآية أن أسلم إليكم هذا السهم كله كاملا ولكن لكم الغنى الذي يغنيكم ويفضل عنكم ، هذا عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وغيرهما فاسأليهم عن ذلك وانظري هل يوافقك على ما طلبت أحد منهم ؟ فانصرفت إلى عمر فقالت له مثل ما قالت لأبي بكر ، فقال لها مثل ما قال لها أبو بكر فتعجبت فاطمة من ذلك وتظنت قد تذاكرا ذلك واجتمعا عليه . ثم قال : قال أحمد بن عبد العزيز : حدثنا أبو زيد بإسناده إلى عروة قال : أرادت فاطمة أبا بكر على فدك وسهم ذي القربى تأبى عليها وجعلهما في مال الله تعالى . ثم روي عن الحسن بن علي : أن أبا بكر منع فاطمة وبني هاشم سهم ذي القربى وجعلها في سبيل الله في السلاح والكراع . ثم روي بإسناده عن محمد بن إسحاق قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي قلت : أرأيت عليا حين ولى العراق وما ولى من أمر الناس ، كيف صنع في سهم ذي القربى ؟ قال : سلك بهم طريق أبي بكر وعمر ، قلت : كيف ولم وأنتم تقولون ، ما تقولون : أما والله ما كان أهله يصدرون إلا عن رأيه ، فقلت : فما منعه ، قال : يكره أن يدعى عليه مخالفة أبي بكر وعمر . انتهى ما أخرجه ابن أبي الحديد من كتاب أحمد بن عبد العزيز . وروي في جامع الأصول : من سنن أبي داود ، عن جبير بن مطعم : أن رسول الله لم يكن يقسم لبني عبد شمس ولا لبني نوفل من الخمس شيئا كما قسم لبني هاشم قال : وكان أبو بكر يقسم الخمس نحو قسم رسول الله غير أنه لم يكن يعطي منه قربى رسول الله كما يعطيهم رسول الله وكان عمر يعطيهم ومن كان بعده منه . وروى مثله بسند آخر ، عن حبير بن مطعم ، ثم قال : وفي أخرى له والنسائي : لما كان يوم خيبر وضع رسول الله سهم ذي القربى في بني هاشم وبني عبد المطلب . ثم قال : وأخرج النسائي أيضا بنحو من هذه الروايات من طرق متعددة بتغيير بعض ألفاظها واتفاق المعنى . وروي أيضا ، عن أبي داود بإسناده ، عن يزيد بن هرمز : أن ابن الزبير أرسل إلى ابن العباس يسأله عن سهم ذي القربى لمن يراه ؟ فقال له : لقربى رسول الله ، قسمه رسول الله لهم ، وقد كان عمر عرض علينا من ذلك عرضا رأيناه دون حقنا ورددناه عليه وأبينا أن نقبله . وروي مثله عن النسائي أيضا وقال : وفي أخرى له مثل أبي داود ، وفيه : وكان الذي عرض عليهم أن يعين ناكحهم ويقضي عن غارمهم ويعطي فقيرهم وأبى أن يزيدهم على ذلك . وروى العياشي في تفسيره : رواية ابن عباس ورويناه في موضع آخر . وروى أيضا : عن أبي جميلة ، عن بعض أصحابه ، عن أحدهما ، قال : قد فرض الله الخمس نصيبا لآل محمد عليهم السلام فأبى أبو بكر أن يعطيهم نصيبهم ، حسدا وعداوة ، وقد قال الله : * ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ) * ، والأخبار من طريق أهل البيت عليهم السلام في ذلك أكثر من أن تحصى ، وسيأتي بعضها في أبواب الخمس والأنفال إن شاء الله تعالى ، فإذا اطلعت على ما نقلناه من الأخبار من صحاحهم ، نقول : لا ريب في دلالة الآية ، على اختصاص ذي القربى بسهم خاص ، سواء كان هو سدس الخمس كما ذهب إليه أبو العالية ، وأصحابنا ، ورووه عن أئمتنا عليهم السلام وهو الظاهر من الآية كما اعترف به البيضاوي وغيره ، أو خمس الخمس لاتحاد سهم الله وسهم رسوله وذكر الله للتعظيم كما زعم ابن عباس ، وقتادة وعطا ، أو ربع الخمس ، والأرباع الثلاثة الباقية للثلاثة الأخيرة ، كما زعمه الشافعي ، وسواء كان المراد بذي القربى أهل بيت النبي في حياته ، وبعده الإمام من أهل البيت كما ذهب إليه أكثر أصحابنا ، أو جميع بني هاشم كما ذهب إليه بعضهم وعلى ما ذهب إليه الأكثر يكون دعوى فاطمة نيابة عن أمير المؤمنين تقية أو كان المراد بني هاشم وبني المطلب كما زعمه الشافعي ، أو آل علي ، وعقيل وآل عباس ، وولد الحارث بن عبد المطلب ، كما قال أبو حنيفة . وعلى أي حال فلا ريب أيضا في أن الظاهر من الآية تساوي الستة في السهم ، ولم يختلف الفقهاء في أن إطلاق الوصية والإقرار لجماعة معدودين يقتضي التسوية لتساوي السنة ، ولم يشترط الله عز وجل في ذي القربى فقرا أو مسكنة بل قرنه بنفسه وبرسوله للدلالة على عدم الإشتراط ، وأما التقييد اجتهادا فمع بطلان الاجتهاد الغير المستند إلى حجة فعل النبي يدفع التقييد لدلالة خبر جبير وغيره على أنه لم يعطيها ما كان رسول الله يعطيهم ، وقد قال أبو بكر في رواية أنس : لكم الغنى الذي يغنيكم ويفضل عنكم ، فما زعمه أبو بكر من عدم دلالة الآية على أن السهم مسلم لذي القربى ووجوب صرف الفاضل من السهم عن حاجتهم في مصالح المسلمين مخالف للآية والأخبار المتفق على صحتها ، وقد قال سبحانه في آخر الآية : * ( إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا ) * ، واعترف الفخر الرازي في تفسيره بأن من لم يحكم بهذه القسمة فقد خرج عن الإيمان ، وقال تعالى : * ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) * ، وقال : هم الفاسقون ، وقال : هم الظالمون ، فاستحق بما صنع ما يستحقه الراد على الله وعلى رسوله . السادسة : ما دلت عليه الروايات السالفة وما سيأتي في باب شهادة فاطمة ، من أنها أوصت أن تدفن سرا ، وأن لا يصلي عليها أبو بكر وعمر لغضبها عليهما في منع فدك وغيره من أعظم الطعون عليهما ، وأجاب عنه قاضي القضاة في " المغني " : بأنه قد روي أن أبا بكر هو الذي صلى على فاطمة وكبر أربعا ، وهذا أحد ما استدل به كثير من الفقهاء في التكبير على الميت ولا يصح أنها دفنت ليلا ، وإن صح ذلك فقد دفن رسول الله ليلا وعمر دفن ليلا ، وقد كان أصحاب رسول الله يدفنون بالنهار ويدفنون بالليل ، فما في هذا ما يطعن به بل الأقرب في النساء أن دفنهن ليلا أستر وأولى بالسنة . ورد عليه السيد الأجل في الثاني : بأن ما ادعيت من أن أبا بكر هو الذي صلى على فاطمة وكبر أربعا ، وإن كثيرا من الفقهاء يستدلون به في التكبير على الميت فهو شئ ما سمع إلا منك وإن كنت تلقيته عن غيرك فممن يجري مجراك في العصبية وإلا فالروايات المشهورة وكتب الآثار والسير خالية من ذلك ، ولم يختلف أهل النقل في أن أمير المؤمنين صلى على فاطمة إلا رواية شاذة نادرة وردت بأن العباس صلى عليها . روى الواقدي : بإسناده ، عن عكرمة ، قال : سألت ابن عباس متى دفنتم فاطمة ؟ قال : دفناها بليل بعد هدأة . قال : قلت : فمن صلى عليها ؟ قال : علي . وروى الطبرسي ، عن الحرث بن أبي أسامة ، عن المدايني ، عن أبي زكريا العجلاني أن فاطمة عمل لها نعش قبل وفاتها فنظرت وقالت : سترتموني ستركم الله . قال أبو جعفر محمد بن جرير : والثبت في ذلك أنها زينب ، لأن فاطمة دفنت ليلا ولم يحضرها إلا العباس وعلي ، والمقداد والزبير . وروى القاضي أبو بكر أحمد بن كامل بإسناده في تاريخه : عن الزهري ، قال : حدثني عروة بن الزبير : أن عائشة أخبرته : أن فاطمة بنت رسول الله عاشت بعد رسول الله ستة أشهر فلما توفيت دفنها علي ليلا وصلى عليها علي بن أبي طالب ، وذكر في كتابه هذا أن أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهما السلام دفنوها ليلا وغيبوا قبرها . وروى سفيان بن عيينة ، عن عمرو عن الحسن بن محمد : أن فاطمة دفنت ليلا وروى عبد الله بن أبي شيبة ، عن يحيى بن سعيد العطار ، عن معمر ، عن الزهري : مثل ذلك ، وقال البلاذري في تاريخه : إن فاطمة لم تر مبتسمة بعد وفاة رسول الله ولم يعلم أبو بكر وعمر بموتها ، والأمر في هذا أوضح وأظهر من أن يطنب في الاستشهاد عليه ، وبذكر الروايات فيه ، فأما قوله ولا يصح ، أنها دفنت ليلا ، وإن صح فقد دفن فلان وفلان ليلا فقد بينا أن دفنها ليلا في الصحة كالشمس الطالعة ، وأن منكر ذلك كدافع المشاهدات ولم نجعل دفنها ليلا بمجرد ، وهو الحجة . فيقال : فقد دفن فلان وفلان ليلا بل مع الاحتجاج بذلك على ما وردت به الروايات المستفيضة الظاهرة التي هي كالمتواتر أنها أوصت بأن تدفن ليلا حتى لا يصلي عليها الرجلان ، وصرحت بذلك وعهدت فيه عهدا بعد أن كانا أستاذنا عليها في مرضها ليعوداها فأبت أن تأذن لهما فلما طال عليهما المدافعة رغبا إلى أمير المؤمنين ، في أن يستأذن لهما وجعلاها حاجة إليه فكلما أمير المؤمنين في ذلك وألح عليها فأذنت لهما في الدخول ثم أعرضت عنهما عند دخولهما ولم تكلمهما ، فلما خرجا قالت لأمير المؤمنين : قد صنعت ما أردت ، قال : نعم ، قالت : فهل أنت صانع ما آمرك ؟ قال : نعم ، قالت : فإني أنشدك الله لا يصليا على جنازتي ، ولا يقوما على قبري . وروي أنه عمى على قبرها ، ورش أربعين قبرا في البقيع ولم يرش على قبرها حتى لا يهتديا إليه ، وأنهما عاتباه على ترك إعلامهما بشأنها وإحضارهما للصلاة عليها ، فمن هاهنا احتججنا بالدفن ليلا ، ولو كان ليس غير الدفن بالليل من غير ما تقدم عليه وتأخر عنه ، لم يكن فيه حجة ، انتهى كلامه رفع الله مقامه . ومما يدل من صحاح أخبارهم على دفنها ليلا ، وأن أبا بكر لم يصل عليها ، وعلى غضبها عليه وهجرتها إياه : ما رواه مسلم في " صحيحة " وأورده في " جامع الأصول " في الباب الثاني من كتاب الخلافة والإمارة من حرف الخاء عن عائشة - في حديث طويل - بعد ذكر مطالبة فاطمة أبا بكر في ميراث رسول الله وفدك وسهمه من خيبر ، قالت : فهجرته فاطمة ، فلم تكلمه في ذلك حتى ماتت ، فدفنها علي ولم يؤذن بها أبا بكر ، قالت : فكان لعلي وجه من الناس حياة فاطمة فلما توفيت فاطمة انصرفت وجوه الناس عن علي ، ومكثت فاطمة بعد رسول الله ستة أشهر ثم توفيت . وروى ابن أبي الحديد : عن أحمد بن عبد العزيز الجوهري ، عن هشام بن محمد ، عن أبيه ، قال : قالت فاطمة لأبي بكر : إن أم أيمن تشهد لي أن رسول الله أعطاني فدك ، فقال : يا بنت رسول الله ، والله ما خلق الله خلقا أحب إلي من رسول الله أبيك ولوددت أن السماء وقعت على الأرض يوم مات أبوك ، والله لئن تفتقر عائشة أحب إلي من أن تفتقري ، أتراني أعطي الأسود والأحمر حقه وأظلمك حقك وأنت بنت رسول الله إن هذا المال لم يكن للنبي وليته كما كان يليه ، قالت : والله لا كلمتك أبدا قال : والله لا هجرتك أبدا قالت : والله لأدعون الله عليك قال : والله لأدعون الله لك ، فلما حضرتها الوفاة أوصت أن لا يصلي عليها ، فدفنت ليلا وصلى عليها العباس بن عبد المطلب ، وكان بين وفاتها ووفاة أبيها اثنتان وسبعون ليلة . ومما يؤيد إخفاء دفنها ، جهالة قبرها والاختلاف فيه بين الناس إلى يومنا هذا ، ولو كان بمحضر من الناس لما اشتبه على الخلق ولا اختلف فيه . السابعة : مما يرد على الطعون على أبي بكر في تلك الواقعة . أنه مكن أزواج النبي التصرف في حجراتهن بغير خلاف ولم يحكم فيها بأنها صدقة ، وذلك يناقض ما منعه في أمر فدك وميراث الرسول فإن انتقالها إليهن إما على جهة الإرث أو النحلة والأول مناقض لروايته في الميراث ، والثاني يحتاج إلى الثبوت ببينة ونحوها ولم يطالبهن بشئ منها كما طلب فاطمة في دعواها وهذا من أعظم الشواهد لمن له أدنى بصيرة على أنه لم يفعل ما فعل إلا عداوة لأهل بيت الرسالة ولم يقل ما قال إلا افتراء على الله وعلى رسوله ! ! ولنكتف بما ذكرناه ، فإن بسط الكلام في تلك المباحث مما يوجب كثرة حجم الكتاب وتعسر تحصيله على الطلاب ، فانظر أيها العاقل المنصف بعين البصيرة فيما اشتمل عليه الأخبار الكثيرة التي أوردوها في كتبهم المعتبرة عندهم ، من حكم سيدة النساء صلوات الله عليها مع عصمتها وطهارتها باغتصابهم للخلافة ، وأنهم أتباع الشيطان وأنه ظهر فيه حسيكة النفاق ، وأنهم أرادوا إطفاء نور الدين وإهمال سنن سيد المرسلين صلوات الله عليه وآله وأنهم آذوا أهل بيته وأضمروا لهم العداوة وغير ذلك مما اشتملت عليه الخطبة الجليلة فهل يبقى بعد ذلك شك في بطلان خلافة أبي بكر ونفاقه ونفاق أهل بيته ؟ ! ثم إنها حكمت بظلم أبي بكر في منعها الميراث صريحا بقولها : لقد جئت شيئا فريا ، ودعت الأنصار إلى قتاله فثبت جواز قتله ، ولو كان إماما لم يجز قتله . ثم انظر إلى هذا المنافق كيف شبه أمير المؤمنين وسيد الوصيين وأخا سيد المرسلين وزوجته الطاهرة بثعالة شهيده ذنبه وجعله مريا لكل فتنة ! ثم إلى موت فاطمة صلوات الله عليها ساخطة على أبي بكر ، مغضبة عليه منكرة لإمامته وإلى إنكار أبي بكر كون فدك خالصة لرسول الله مع كونه مخالفا للآية والإجماع وأخبارهم وإلى أنه انتزع فدك من يد وكلاء فاطمة وطلب منها الشهود مع أنها لم تكن مدعية ، فحكم بغير حكم الله وحكم الرسول وصار بذلك من الكافرين بنص القرآن وإلى طلب الشاهد من المعصومة ورد شهادة المعصومين الذين أنزل الله تعالى فيهم ما أنزل وقال فيهم النبي ما قال ، ومنعها الميراث خلافا لحكم الكتاب وافترائه على الرسول بما شهد الكتاب والسنة بكذبه فتبوء مقعده من النار وظلمه عليها صلوات الله عليها في منع سهم ذي القربى خلافا لله تعالى ومناقضة لما رواه حيث مكن الأزواج من التصرف في الحجر وغيرهما مما يستنبط من فحاوي ما ذكر من الأخبار ولا يخفى طريق استنباطها على أولي الأبصار .
Asd_alhag Admin
عدد الرسائل : 485 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 09/02/2008
موضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] الجمعة 2 مايو - 18:25:01
مصحف فاطمة عليها السلام
هذا المصحف الذي أثاروا عليه الأقاويل الباطلة التي ليس لها أي حقيقة وأي برهان سوى أنهم اعتبروا إطلاق هذا المصحف على أنه قرآنا غير القرآن الموجودة حاليا وأنه عند الشيعة يخفونه تقية ، وأمثال هذه الدعاوى الباطلة والتي لا تمت إلى الدين بصلة وكل دليلهم الذي اعتمدوا عليه هو أن لفظ المصحف يطلق على القرآن لذلك قالوا بأن مصحف فاطمة قرآن غير هذا القرآن الكريم المتداول الآن . أما القول الصحيح في هذا المقام فبعد معرفة أن فاطمة عليها السلام كانت محدثة دون أن تكون نبية وحسب ما ورد من الاستدلال على هذه المسألة ، فإن حديث الملائكة لها كان يكتب من قبل الإمام علي عليه السلام أو من قبل فاطمة نفسها سلام الله عليها وهذا ما يظهر من الأحاديث الآتية ، أما مضمون هذا المصحف وماهيته وكيف نعطي القول الفصل فيه فهذا ما سيتبين من خلال بيان معنى لفظ المصحف ، وماهية مضمون هذا المصحف وما فيه من العلم والأحداث والأمور الغيبية . أما لفظ المصحف في صحاح اللغة : ورد في كتاب لسان العرب : المصحف والمصحف الجامع للصحف المكتوبة بين الدفتين كأنه أصحف والكسر والفتح فيه لغة . وفي المصباح المنير : والصحيفة قطعة من جلد أو قرطاس كتب فيه . . . والجمع صحف بضمتين وصحائف . . . والمصحف بضم الميم أشهر من كسرها . وفي أقرب الموارد : المصحف اسم مفعول . . . وحقيقتها مجمع الصحف أو ما جمع منها بين دفتي الكتاب المشدود . . . وفيه لغتان أخريات وهما المصحف والمصحف جمع مصاحف . إذن يظهر من هذه المعاني التي وردت في صحاح اللغة أن المصحف ما جمعت فيه الصحف وليس كما يدعى أنه قرآن غير هذا القرآن الموجودة . وهناك شواهد أخرى تثبت هذه الحقيقة حيث ورد في حديث عن الإمام أبي عبد الله أنه قال : وأن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام ، وما يدريهم ما مصحف فاطمة ؟ قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ، إنما هو شئ أملاها الله وأوحى إليها . قال : قلت : هذا والله العلم . إن هذا الحديث يعطي دلالة واضحة على أن مصحف فاطمة سلام الله عليها يختلف اختلافا كبيرا عن ما موجود في القرآن من جهة مضمونه ، وقد علق العلامة السيد محسن العاملي ( ره ) على هذه المسألة بقوله : " لا يخفى أنه قد تكرر نفي أن يكون فيه شئ من القرآن والظاهر أنه لكون تسميته بمصحف فاطمة يوهم أنه أحد قد نسخ المصاحف الشريفة ، فنفى هذا الإيهام وفي بعض الأحاديث أن فيه وصيتها ، ولعل أحد محتوياته ، ثم إن بعضها دال على أنه من إملاء رسول الله وخط علي " . وعلق العلامة الخطيب محمد كاظم القزويني على هذه الرواية بقوله : " وليس معناه أن القرآن الموجود بين أيدينا ناقص ، وأن مصحف فاطمة مكمل له ، كلا وألف كلا ، وليس معناه أن الله أنزل على فاطمة قرآنا وكل من ادعى غير هذا فهو إما جاهل أو معاند مفتر كذاب " . أقول : يظهر من أقوال علماء الشيعة الإمامية وعلى ما ورد في أحاديث أهل البيت أن مسألة مصحف فاطمة قد تسالمت عليه الشيعة ، ويؤمنون به ، ويعتبرونه من المواريث التي تركتها فاطمة سلام الله عليها لأبنائها الأئمة المعصومين ، ولا يظهر هذا المصحف إلا بظهور الحجة بن الحسن العسكري عجل الله تعالى فرجه باعتباره الوريث الشرعي لجدته الزهراء . مصحف فاطمة في الأحاديث الشريفة في حديث عن أبي عبد الله : " ومصحف فاطمة ما أزعم أن فيه قرآنا وفيه ما يحتاج الناس إلينا ، ولا نحتاج إلى أحد حتى إن فيه الجلدة ونصف الجلدة وثلث الجلدة وربع الجلدة وأرش الخدش " . وفي حديث طويل عن أبي عبد الله : " وإن عندنا لمصحف فاطمة ، وما يدريهم ما مصحف فاطمة ؟ قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ، إنما هو شئ أملاها الله وأوحى إليها . قال : قلت : هذا والله العالم . . . " . وفي حديث آخر : " وخلفت فاطمة مصحفا ما هو قرآن ، ولكنه كلام من كلام الله أنزل عليها ، إملاء رسول الله وخط علي " . وعن أبي عبد الله ، قيل له : إن عبد الله بن الحسن يزعم أنه ليس عنده من العلم إلا ما عند الناس ، فقال : " صدق والله ما عنده من العلم إلا ما عند الناس ، ولكن عندنا والله الجامعة فيها الحلال والحرام ، وعندنا الجفر ، أفيدري عبد الله أمسك بعير أو مسك شاة ؟ وعندنا مصحف فاطمة ، أما والله ما فيه حرف من القرآن ، ولكنه إملاء رسول الله وخط علي ، كيف يصنع عبد الله إذا جاءه الناس من كل فن يسألونه ، أما ترضون أن تكونوا يوم القيامة آخذين بحجزتنا ، ونحن آخذون بحجزة نبينا ، ونبينا آخذ بحجزة ربه " ؟ . وعن حماد بن عثمان قال : سمعت أبا عبد الله يقول : " تظهر زنادقة سنة ثمانية وعشرين ومائة ، وذلك لأني نظرت في مصحف فاطمة . قال : فقلت : وما مصحف فاطمة ؟ فقال : إن الله تبارك وتعالى لما قبض نبيه دخل على فاطمة من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز وجل ، فأرسل إليها ملكا يسلي عنها غمها ويحدثها ، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين فقال لها : إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي . فأعلمته ، فجعل يكتب كل ما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا . قال : ثم قال : أما إنه ليس الحلال والحرام ، ولكن فيه علم ما يكون " . وفي حديث آخر قال له الراوي : فمصحف فاطمة ؟ فسكت طويلا ثم قال : " إنكم لتبحثون عما تريدون وعما لا تريدون ، إن فاطمة مكثت بعد رسول الله خمسة وسبعين يوما وقد كان دخلها حزن شديد على أبيها ، وكان جبرئيل يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها ، ويطيب نفسها ، ويخبرها عن أبيها ومكانه ، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها ، وكان علي يكتب ذلك ، فهذا مصحف فاطمة " . وعن أبي بصير قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي عن مصحف فاطمة ، فقال : " أنزل عليها بعد موت أبيها . قلت : ففيه شئ من القرآن ؟ فقال : ما فيه شئ من القرآن . قلت فصفه لي ، قال : له دفتان من زبرجدتين على طول الورق ، وعرضه حمراوين . قلت : جعلت فداك فصف لي ورقه ، قال : ورقه من در أبيض ، قيل له : كن فكان . قلت : جعلت فداك فما فيه ؟ قال : فيه خبر ما كان وخبر ما يكون إلى يوم القيامة ، وفيه خبر سماء سماء ، وعدد ما في السماوات من الملائكة ، وغير ذلك ، وعدد كل من خلق الله مرسلا وغير مرسل وأسماؤهم ، وأسماء من أرسل إليهم ، وأسماء من كذب ومن أجاب ، وأسماء جميع من خلق الله من المؤمنين والكافرين من الأولين والآخرين ، وأسماء البلدان ، وصفة كل بلد في شرق الأرض وغربها ، وعدد ما فيها من المؤمنين ، وعدد ما فيها من الكافرين ، وصفة كل من كذب ، وصفة القرون الأولى وقصصهم ، ومن ولي من الطواغيت ومدة ملكهم وعددهم ، وأسماء الأئمة وصفتهم ، وما يملك كل واحد واحد ، وصفة كبرائهم ، وجميع من تردد في الأدوار . قلت : جعلت فداك وكم الأدوار ؟ قال : خمسون ألف عام ، وهي سبعة أدوار ، فيه أسماء جميع ما خلق الله وآجالهم ، وصفة أهل الجنة ، وعدد من يدخلها ، وعدد من يدخل النار ، وأسماء هؤلاء وهؤلاء ، وفيه علم القرآن كما أنزل ، وعلم التوراة كما أنزلت ، وعلم الإنجيل كما أنزل ، وعلم الزبور ، وعدد كل شجرة ومدرة في جميع البلاد " . قال أبو جعفر : " ولما أراد الله تعالى أن ينزل عليها جبرئيل وميكائيل وإسرافيل أن يحملوه فينزلون به عليها ، وذلك في ليلة الجمعة من الثلث الثاني من الليل ، فهبطوا به وهي قائمة تصلي ، فما زالوا قياما حتى قعدت ، ولما فرغت من صلاتها سلموا عليها وقالوا : السلام يقرئك السلام ، ووضعوا المصحف في حجرها ، فقالت : لله السلام ومنه السلام وإليه السلام وعليكم يا رسل الله السلام ، ثم عرجوا إلى السماء . فما زالت من بعد صلاة الفجر إلى زوال الشمس تقرأه حتى أتت على آخره . ولقد كانت عليها السلام مفروضة الطاعة على جميع من خلق الله من الجن والإنس ، والطير والوحش ، والأنبياء والملائكة " . قلت : جعلت فداك فلمن صار ذلك المصحف بعد مضيها ؟ قال : " دفعته إلى أمير المؤمنين ، فلما مضى صار إلى الحسن ثم إلى الحسين عليهما السلام ، ثم عند أهله حتى يدفعوه إلى صاحب هذا الأمر . فقلت : إن هذا العلم كثير ! قال : يا أبا محمد ، إن هذا الذي وصفته لك لفي ورقتين من أوله ، وما وصفت لك بعد ما في الورقة الثانية ولا تكلمت بحرف منه ". وختاما للبحث حول اسم المحدثة نذكر ما قاله العلامة الهمداني تعليقا حول الروايات الواردة في هذا المقام حيث قال تحت عنوان فائدتان : إن ما يستفاد من هذا الأخبار في شأن مصحف فاطمة سلام الله عليها في وجوه مختلفة : منها : ما يدل على أن الله تعالى أرسل ملكا أو يأتيها جبرئيل بعد قبض نبيه يحدها ويكتب علي ، كما في الحديث الأول والثاني من البحار . ومنها : ما يدل على أن مصحف فاطمة كان موجودا في حياة رسول الله كما لاحظت في حديث " البصائر " بقوله : ولكنه إملاء رسول الله وخط علي . ومنها : ما يدل على أن الله عز وجل أوحى إليها كما لاحظت في الحديث الثالث من " البصائر " بقوله : " إنما هو شئ أملاها الله وأوحى إليها " . ويستفاد أيضا أن مصحفها سلام الله عليها يشتمل على جميع الأحكام الشرعية من نصف الجلدة أو جلدة واحدة حتى أرش الخدش ، وأن فيه أسماء جميع الناس والكائنات جميعها من الشجر والمدر وغير ذلك كما في حديث " دلائل الإمامة " ، وفيه ذكر الحوادث المهمة إلى يوم القيامة . ويستفاد أيضا أن من مصادر علوم أهل البيت وكانوا يرجعون إليه .
عدل سابقا من قبل Asd_alhag في الخميس 15 مايو - 6:25:33 عدل 1 مرات
Asd_alhag Admin
عدد الرسائل : 485 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 09/02/2008
موضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] الخميس 15 مايو - 6:23:30
أدعية الزهراء عليها السلام
دعاء الزهراء عليها السلام في تسبيح الله سبحانه وتعالى
سبحان ذي العز الشامخ المنيف ، سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم ، سبحان ذي الملك الفاخر القديم ، سبحان من لبس البهجة والجمال ، سبحان من تردى بالنور والوقار ، سبحان من يرى اثر النمل في الصفاء ، سبحان من يرى وقع الطير في الهواء ، سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره . وفي رواية : سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم ، سبحان ذي العز الشامخ المنيف ، سبحان ذي الملك الفاخر القديم ، سبحان ذي البهجة والجمال ، سبحان من تردى بالنور والوقار ، سبحان من يرى اثر النمل في الصفا ووقع الطير في الهواء .
دعاء الزهراء عليها السلام في تسبيح الله سبحانه في اليوم الثالث من الشهر
سبحان من استنار بالحول والقوة ، سبحان من احتجب في سبع سماوات ، فلا عين تراه ، سبحان من أذل الخلائق بالموت ، واعز نفسه بالحياة ، سبحان من يبقى ويفنى كل شئ سواه . سبحان من استخلص الحمد لنفسه وارتضاه ، سبحان الحي العليم ، سبحان الحليم الكريم ، سبحان الملك القدوس ، سبحان العلي العظيم ، سبحان الله وبحمده .
دعاء الزهراء عليها السلام في طلب مكارم الاخلاق ومرضي الافعال
اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق ، أحيني ما علمت الحياة خيرا لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي . اللهم اني أسألك كلمة الاخلاص ، وخشيتك في الرضا والغضب ، والقصد في الغني والفقر . وأسألك نعيما لا ينفد ، وأسألك قرة عين لا تنقطع ، وأسألك الرضا بالقضاء ، وأسألك برد العيش بعد الموت ، وأسألك النظر إلي وجهك ، والشوق إلى لقائك من غير ضراء مضرة ولا فتنة مظلمة . اللهم زينا بزينة الايمان ، واجعلنا هداة مهديين ، يا رب العالمين .
دعاء الزهراء عليها السلام في جوامع مطالب الدنيا والآخرة
في جوامع مطالب الدنيا والآخرة اللهم قنعني بما رزقتني ، واسترني وعافني ابدا ما أبقيتني ، واغفر لي وارحمني إذا توفيتني ، اللهم لا تعيني في طلب ما لم تقدر لي ، وما قدرته فاجعله ميسرا سهلا . اللهم كاف عني والدي ، وكل من له نعمة علي خير مكافاة ، اللهم فرغني لما خلقتني له ، ولا تشغلني بما تكفلت لي به ، ولا تعذبني وانا استغفرك ، ولا تحرمني وانا أسألك . اللهم ذلل نفسي ، وعظم شأنك في نفسي ، وألهمني طاعتك ، والعمل بما يرضيك ، والتجنب لما يسخطك ، يا ارحم الراحمين .
دعاء الزهراء عليها السلام بعد صلاة الوتر
بعد صلاة الوتر عن فاطمة عليها السلام : رغب النبي صلى الله عليه وآله في الجهاد وذكر فضله ، فسألته الجهاد ، فقال : ألا أدلك على شئ يسير وأجره كبير ، ما من مؤمن ولا مؤمنة يسجد عقيب الوتر سجدتين ويقول في كل سجدة : سبوح قدوس رب الملائكة والروح - خمس مرات . لا يرفع رأسه حتى يغفر الله ذنوبه كلها واستجاب الله دعاءه وان مات في ليلته مات شهيدا .
دعاء الزهراء عليها السلام في تعقيب صلاة الظهر
سبحان ذي العز الشامخ المنيف ، سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم ، سبحان ذي الملك الفاخر القديم ، والحمد لله الذي بنعمته بلغت ما بلغت من العلم به والعمل له ، والرغبة إليه والطاعة لامره . والحمد لله الذي لم يجعلني جاحدا لشئ من كتابه ، ولا متحيرا في شئ من امره ، والحمد لله الذي هداني لدينه ، ولم يجعلني اعبد شيئا غيره . اللهم اني أسألك قول التوابين وعملهم ، ونجاة المجاهدين وثوابهم ، وتصديق المؤمنين وتوكلهم ، والراحة عند الموت ، والامن عند الحساب ، واجعل الموت خير غائب انتظره ، وخير مطلع يطلع علي . وارزقني عند حضور الموت وعند نزوله ، وفي غمراته ، وحين تنزل النفس من بين التراقي ، وحين تبلغ الحلقوم ، وفي حال خروجي من الدنيا ، وتلك الساعة التي لا املك لنفسي فيها ضرا ولا نفعا ، ولا شدة ولا رخاء ، روحا من رحمتك ، وحظا من رضوانك ، وبشرى من كرامتك . قبل ان تتوفي نفسي ، وتقبض روحي ، وتسلط ملك الموت علي اخراج نفسي ، وببشرى منك يا رب ليست من أحد غيرك ، تثلج بها صدري ، وتسر بها نفسي ، وتقر بها عيني ، ويتهلل بها وجهي ، ويسفر بها لوني ، ويطمئن بها قلبي ، ويتباشر بها علي سرائر جسدي . يغبطني بها من حضرني من خلقك ، ومن سمع بي من عبادك ، تهون بها علي سكرات الموت ، وتفرج عني بها كربته ، وتخفف بها عني شدته ، وتكشف عني بها سقمه ، وتذهب عني بها همه وحسرته ، وتعصمني بها من أسفه وفتنه ، وتجيرني بها من شره وشر ما يحضر أهله ، وترزقني بها خيره وخير ما يحضر عنده ، وخير ما هو كائن بعده . ثم إذا توفيت نفسي وقبضت روحي ، فاجعل روحي في الأرواح الرائحة ، واجعل نفسي في الأنفس الصالحة ، واجعل جسدي في الأجساد المطهرة ، واجعل عملي في الاعمال المتقبلة . ثم ارزقني من خطتي من الأرض ، وموضع جنتي ، حيث يرفت لحمي ، ويدفن عظمي ، واترك وحيدا لا حيلة لي . قد لفظتني البلاد وتخلا مني العباد ، وافتقرت إلي رحمتك ، واحتجت إلي صالح عملي ، والقي ما مهدت لنفسي ، وقدمت لآخرتي ، وعملت في أيام حياتي ، من رحمتك ، وضياء من نورك ، وتثبيتا من كرامتك ، بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة ، انك تضل الظالمين وتفعل ما تشاء . ثم بارك لي في البعث والحساب ، إذا انشقت الأرض عني ، وتخلا العباد مني ، وغشيتني الصيحة ، وأفزعتني النفخة ، ونشرتني بعد الموت ، وبعثتني للحساب . فابعث معي يا رب نورا من رحمتك ، يسعي بين يدي وعن يميني ، تؤمنني به ، وتربط به علي قلبي ، وتظهر به عذرى ، وتبيض به وجهي ، وتصدق به حديثي ، وتفلج به حجتي ، وتبلغني به العروة القصوى من رحمتك ، وتحلني الدرجة العليا من جنتك . وترزقني به مرافقة محمد النبي عبدك ورسولك ، في أعلي الجنة درجة ، وأبلغها فضيلة ، وأبرها عطية ، وارفعها نفسة ، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا . اللهم صل علي محمد خاتم النبيين ، وعلي جميع الأنبياء والمرسلين ، وعلي الملائكة أجمعين ، وعلي اله الطيبين الطاهرين ، وعلي أئمة الهدى أجمعين ، امين رب العالمين . اللهم صل علي محمد كما هديتنا به ، وصل علي محمد كما رحمتنا به ، وصل علي محمد كما عززتنا به ، وصل علي محمد كما فضلتنا به ، وصل علي محمد كما شرفتنا به ، وصل علي محمد كما نصرتنا به ، وصل علي محمد كما أنقذتنا به من شفا حفرة من النار . اللهم بيض وجهه ، واعل كعبه ، وأفلج حجته ، وأتمم نوره ، وثقل ميزانه ، وعظم برهانه ، وافسح له حتى يرضي ، وبلغه الدرجة والوسيلة من الجنة ، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته ، واجعله أفضل النبيين والمرسلين عندك منزلة ووسيلة . واقصص بنا اثره ، واسقنا بكأسه ، وأوردنا حوضه ، واحشرنا في زمرته ، وتوفنا علي ملته ، واسلك بنا سبله ، واستعملنا بسنته ، غير خزايا ولا نادمين ، ولا شاكين ولا مبدلين . يا من بابه مفتوح لداعيه ، وحجابه مرفوع لراجيه ، يا ساتر الامر القبيح ومداوى القلب الجريح ، لا تفضحني في مشهد القيامة بموبقات الآثام . يا غاية المضطر الفقير ، ويا جابر العظم الكسير ، هب لي موبقات الجرائر ، واعف عن فاضحات السرائر ، واغسل قلبي من وزر الخطايا ، وارزقني حسن الاستعداد لنزول المنايا . يا أكرم الأكرمين ومنتهي أمنية السائلين ، أنت مولاي ، فتحت لي باب الدعاء والإنابة ، فلا تغلق عني باب القبول والإجابة ، ونجني برحمتك من النار ، وبوئني غرفات الجنان ، واجعلني متمسكا بالعروة الوثقي ، واختم لي بالسعادة . واحيني بالسلامة يا ذا الفضل والكمال ، والعزة والجلال ، ولا تشمت بي عدوا ولا حاسدا ، ولا تسلط علي سلطانا عنيدا ولا شيطانا مريدا ، برحمتك يا ارحم الراحمين ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، وصلي الله علي محمد واله وسلم تسليما .
دعاء الزهراء عليها السلام في تعقيب صلاة العصر
سبحان من يعلم جوارح القلوب ، سبحان من يحصي عدد الذنوب ، سبحان من لا يخفي عليه خافية في الأرض ولا في السماء ، والحمد لله الذي لم يجعلني كافرا لأنعمه ، ولا جاحدا لفضله ، فالخير فيه وهو أهله . والحمد لله علي حجته البالغة علي جميع من خلق ، ممن اطاعه وممن عصاه ، فان رحم فمن منه ، وان عاقب فبما قدمت أيديهم ، وما الله بظلام للعبيد . والحمد لله العلي المكان ، والرفيع البنيان ، الشديد الأركان ، العزيز السلطان ، العظيم الشأن ، الواضح البرهان ، الرحيم الرحمان ، المنعم المنان . الحمد لله الذي احتجب عن كل مخلوق يراه بحقيقة الربوبية وقدرة الوحدانية ، فلم تدركه الابصار ، ولم تحط به الاخبار ، ولم يعينه مقدار ، ولم يتوهمه اعتبار ، لأنه الملك الجبار . اللهم قد ترى مكاني وتسمع كلامي ، وتطلع علي امرى ، وتعلم ما في نفسي ، وليس يخفي عليك شئ من امرى ، وقد سعيت إليك في طلبتي ، وطلبت إليك في حاجتي ، وتضرعت إليك في مسألتي ، وسألتك لفقر وحاجة ، وذلة وضيقة ، وبؤس ومسكنة . وأنت الرب الجواد بالمغفرة ، تجد من تعذب غيرى ، ولا أجد من يغفر لي غيرك ، وأنت غني عن عذابي وانا فقير إلي رحمتك . فأسألك بفقري إليك وغناك عني ، وبقدرتك علي وقلة امتناعي منك ، ان تجعل دعائي هذا دعاء وافق منك إجابة ، ومجلسي هذا مجلسا وافق منك رحمة ، وطلبتي هذه طلبة وافقت نجاحا . وما خفت عسرته من الأمور فيسره ، وما خفت عجزه من الأشياء فوسعه ، ومن أرادني بسوء من الخلائق كلهم فأغلبه ، آمين يا أرحم الراحمين . وهون علي ما خشيت شدته ، واكشف عني ما خشيت كربته ، ويسر لي ما خشيت عسرته ، امين رب العالمين . اللهم انزع العجب والرياء ، والكبر والبغي ، والحسد والضعف والشك ، والوهن والضر والاسقام ، والخذلان والمكر والخديعة ، والبلية والفساد ، من سمعي وبصرى وجميع جوارحي ، وخذ بناصيتي إلي ما تحب وترضي ، يا ارحم الراحمين . اللهم صل علي محمد وال محمد واغفر ذنبي ، واستر عورتي ، وامن روعتي ، واجبر معصيتي ، واغن فقرى ، ويسر حاجتي ، وأقلني عثرتي ، واجمع شملي ، واكفني ما أهمني ، وما غاب عني وما حضرني ، وما أتخوفه منك ، يا ارحم الراحمين . اللهم فوضت امرى إليك ، وألجأت ظهري إليك ، وأسلمت نفسي إليك بما جنيت عليها ، فرقا منك وخوفا وطمعا ، وأنت الكريم الذي لا يقطع الرجاء ، ولا يخيب الدعاء . فاسالك بحق إبراهيم خليلك ، وموسي كليمك ، وعيسي روحك ، ومحمد صفيك ونبيك ، الا تصرف وجهك الكريم عني ، حتى تقبل توبتي ، وترحم عبرتي ، وتغفر لي خطيئتي ، يا ارحم الراحمين ، ويا احكم الحاكمين . اللهم اجعل ثاري علي من ظلمني ، وانصرني علي من عاداني ، اللهم لا تجعل مصيبتي في ديني ، ولا تجعل الدنيا أكبر همي ولا مبلغ علمي . الهي اصلح لي ديني الذي هو عصمة امرى ، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي ، وأصلح لي اخرتي التي إليها معادى ، واجعل الحياة زيادة لي من كل خير ، واجعل الموت راحة لي من كل شر . اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني ، اللهم أحيني ما علمت الحياة خيرا لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي ، وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة ، والعدل في الغضب والرضا . وأسألك القصد في الفقر والغني ، وأسألك نعيما لا يبيد ، وقرة عين لا ينقطع ، وأسألك الرضا بعد القضاء ، وأسألك لذة النظر إلي وجهك . اللهم اني أستهديك لارشاد امرى ، وأعوذ بك من شر نفسي ، اللهم عملت سوء وظلمت نفسي ، فاغفر لي انه لا يغفر الذنوب الا أنت ، اللهم اني أسألك تعجيل عافيتك ، وصبرا علي بليتك ، وخروجا من الدنيا إلي رحمتك . اللهم اجعل ثاري علي من ظلمني ، وانصرني علي من عاداني ، اللهم لا تجعل مصيبتي في ديني ، ولا تجعل الدنيا أكبر همي ولا مبلغ علمي . الهي اصلح لي ديني الذي هو عصمة امرى ، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي ، وأصلح لي اخرتي التي إليها معادى ، واجعل الحياة زيادة لي من كل خير ، واجعل الموت راحة لي من كل شر . اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني ، اللهم أحيني ما علمت الحياة خيرا لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي ، وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة ، والعدل في الغضب والرضا . وأسألك القصد في الفقر والغني ، وأسألك نعيما لا يبيد ، وقرة عين لا ينقطع ، وأسألك الرضا بعد القضاء ، وأسألك لذة النظر إلي وجهك . اللهم اني أستهديك لارشاد امرى ، وأعوذ بك من شر نفسي ، اللهم عملت سوء وظلمت نفسي ، فاغفر لي انه لا يغفر الذنوب الا أنت ، اللهم اني أسألك تعجيل عافيتك ، وصبرا علي بليتك ، وخروجا من الدنيا إلي رحمتك . اللهم لك الحمد ملأ السماوات السبع ، وملأ طباقهن ، وملا الأرضين السبع ، وملا ما بينهما ، وملا عرش ربنا الكريم وميزان ربنا الغفار ، ومداد كلمات ربنا القهار ، وملا الجنة وملا النار ، وعدد الماء والثرى ، وعدد ما يرى وما لا يرى . اللهم واجعل صلواتك وبركاتك ، ومنك ومغفرتك ، ورحمتك ورضوانك ، وفضلك وسلامتك ، وذكرك ونورك ، وشرفك ونعمتك وخيرتك علي محمد وال محمد ، كما صليت وباركت وترحمت علي إبراهيم وال إبراهيم ، انك حميد مجيد . اللهم اعط محمدا الوسيلة العظمي ، وكريم جزائك في العقبي ، حتى تشرفه يوم القيامة ، يا اله الهدى . اللهم صل علي محمد وال محمد ، وعلي جميع ملائكتك وأنبيائك ورسلك ، سلام علي جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ، وحملة العرش وملائكتك المقربين ، والكرام الكاتبين والكروبيين ، وسلام علي ملائكتك أجمعين . وسلام علي أبينا آدم وعلي امنا حواء ، وسلام علي النبيين أجمعين ، والصديقين والشهداء والصالحين ، وسلام على المرسلين أجمعين ، والحمد لله رب العالمين ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، وحسبي الله ونعم الوكيل ، وصلى الله علي محمد واله وسلم كثيرا .
Asd_alhag Admin
عدد الرسائل : 485 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 09/02/2008
موضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] الخميس 15 مايو - 6:28:28
دعاء الزهراء عليها السلام في تعقيب صلاة المغرب
الحمد لله الذي لا يحصي مدحه القائلون ، والحمد لله الذي لا يحصي نعماءه العادون ، والحمد لله الذي لا يؤدي حقه المجتهدون ، ولا اله الا الله الأول والاخر ، ولا اله الا الله الظاهر والباطن ، ولا اله الا الله المحيي المميت ، والله أكبر ذو الطول ، والله أكبر ذو البقاء الدائم . والحمد لله الذي لا يدرك العالمون علمه ، ولا يستخف الجاهلون حلمه ، ولا يبلغ المادحون مدحته ، ولا يصف الواصفون صفته ، ولا يحسن الخلق نعته . والحمد لله ذي الملك والملكوت ، والعظمة والجبروت ، والعز والكبرياء ، والبهاء والجلال ، والمهابة والجمال ، والعزة والقدرة ، والحول والقوة ، والمنة والغلبة ، والفضل والطول ، والعدل والحق ، والخلق والعلاء ، والرفعة والمجد ، والفضيلة والحكمة ، والغناء والسعة ، والبسط والقبض ، والحلم والعلم ، والحجة البالغة ، والنعمة السابغة ، والثناء الحسن الجميل والا لاء الكريمة ، ملك الدنيا والآخرة والجنة والنار ، وما فيهن تبارك وتعالى . الحمد لله الذي علم اسرار الغيوب ، واطلع على ما تجن القلوب ، فليس عنه مذهب ولا مهرب ، والحمد لله المتكبر في سلطانه ، العزيز في مكانه ، المتجبر في ملكه ، القوى في بطشه ، الرفيع فوق عرشه ، المطلع علي خلقه ، والبالغ لما أراد من علمه . الحمد لله الذي بكلماته قامت السماوات الشداد ، وثبتت الأرضون المهاد ، وانتصبت الجبال الرواسي الأوتاد ، وجرت الرياح اللواقح ، وسار في جو السماء السحاب ، ووقفت علي حدودها البحار ، ووجلت القلوب من مخافته ، وانقمعت الأرباب لربوبيته ، تباركت يا محصي قطر المطر وورق الشجر ، ومحيي أجساد الموتى للحشر . سبحانك يا ذا الجلال والاكرام ، ما فعلت بالغريب الفقير إذا اتاك مستجيرا مستغيثا ، ما فعلت بمن أناخ بفنائك وتعرض لرضاك ، وغدا إليك ، فجثا بين يديك ، يشكو إليك ما لا يخفي عليك ، فلا يكونن يا رب حظي من دعائي الحرمان ، ولا نصيبي مما أرجو منك الخذلان . يا من لم يزل ، ولا يزول كما لم يزل ، قائما علي كل نفس بما كسبت ، يا من جعل أيام الدنيا تزول ، وشهورها تحول ، وسنيها تدور ، وأنت الدائم لا تبليك الأزمان ، ولا تغيرك الدهور . يا من كل يوم عنده جديد ، وكل رزق عنده عتيد ، للضعيف والقوى والشديد ، قسمت الارزاق بين الخلائق ، فسويت بين الذرة والعصفور . اللهم إذا ضاق المقام بالناس ، فنعوذ بك من ضيق المقام ، اللهم إذا طال يوم القيامة علي المجرمين ، فقصر ذلك اليوم علينا كما بين الصلاة إلي الصلاة . اللهم إذا أدنيت الشمس من الجماجم ، فكان بينها وبين الجماجم مقدار ميل ، وزيد في حرها حر عشر سنين ، فانا نسألك ان تظلنا بالغمام ، وتنصب لنا المنابر والكراسي نجلس عليها ، والناس ينطلقون في المقام ، امين رب العالمين . أسألك اللهم بحق هذه المحامد ، الا غفرت لي وتجاوزت عني ، وألبستني العافية في بدني ، ورزقتني السلامة في ديني . فاني أسألك ، وانا واثق بإجابتك إياي في مسألتي ، وأدعوك وانا عالم باستماعك دعوتي ، فاستمع دعائي ولا تقطع رجائي ، ولا ترد ثنائي ، ولا تخيب دعائي ، انا محتاج إلي رضوانك ، وفقير إلي غفرانك ، وأسألك ولا ايس من رحمتك ، وأدعوك وانا غير محترز من سخطك . يا رب واستجب لي وامنن علي بعفوك ، وتوفني مسلما والحقني بالصالحين ، رب لا تمنعني فضلك يا منان ، ولا تكلني إلي نفسي مخذولا يا حنان . رب ارحم عند فراق الأحبة صرعتي ، وعند سكون القبر وحدتي ، وفي مفازة القيامة غربتي ، وبين يديك موقوفا للحساب فاقتي . رب استجير بك من النار فأجرني ، رب أعوذ بك من النار فأعذني ، رب افزع إليك من النار فأبعدني ، رب استرحمك مكروبا فارحمني . رب استغفرك لما جهلت فاغفر لي ، رب قد أبرزني الدعاء للحاجة إليك فلا تؤيسني ، يا كريم ذاالآلاء والاحسان والتجاوز . سيدي يا بر يا رحيم ، استجب بين المتضرعين إليك دعوتي ، وارحم بين المنتحبين بالعويل عبرتي ، واجعل في لقائك يوم الخروج من الدنيا راحتي ، واستر بين الأموات يا عظيم الرجاء عورتي ، واعطف علي عند التحول وحيدا إلي حفرتي ، انك املي وموضع طلبتي ، والعارف بما أريد في توجيه مسألتي . فاقض يا قاضي الحاجات حاجتي ، فاليك المشتكي وأنت المستعان والمرتجي ، افر إليك هاربا من الذنوب فاقبلني ، والتجئ من عدلك إلي مغفرتك فأدركني ، والتاذ بعفوك من بطشك فامنعني ، واستروح رحمتك من عقابك فنجني . واطلب القربة منك بالاسلام فقربني ، ومن الفزع الأكبر فآمني ، وفي ظل عرشك فظللني ، وكفلين من رحمتك فهب لي ، ومن الدنيا سالما فنجني ، ومن الظلمات إلي النور فأخرجني . ويوم القيامة فبيض وجهي ، وحسابا يسيرا فحاسبني ، وبسرائري فلا تفضحني ، وعلي بلائك فصبرني ، وكما صرفت عن يوسف السوء والفحشاء فاصرفه عني ، وما لا طاقة لي به فلا تحملني . والي دار السلام فاهدني ، وبالقرآن فانفعني ، وبالقول الثابت فثبتني ، ومن الشيطان الرجيم فاحفظني ، وبحولك وقوتك وجبروتك فاعصمني ، وبحلمك وعلمك وسعة رحمتك من جهنم فنجني ، وجنتك الفردوس فاسكني ، والنظر إلي وجهك فارزقني ، وبنبيك محمد فألحقني ، ومن الشياطين وأوليائهم ومن شر كل ذي شر فاكفني . اللهم وأعدائي ومن كادني ان اتوا برا فجبن شجعهم ، فض جموعهم ، كلل سلاحهم ، عرقب دوابهم ، سلط عليهم العواصف والقواصف ابدا حتى تصليهم النار ، أنزلهم من صياصيهم ، وأمكنا من نواصيهم ، امين رب العالمين . اللهم صل علي محمد وال محمد ، صلاة يشهد الأولون مع الأبرار وسيد المرسلين ، وخاتم النبيين ، وقائد الخير ومفتاح الرحمة . اللهم رب البيت الحرام والشهر الحرام ، ورب المشعر الحرام ، ورب الركن والمقام ، ورب الحل والاحرام ، بلغ روح محمد منا التحية والسلام . سلام عليك يا رسول الله ، سلام عليك يا امين الله ، سلام عليك يا محمد بن عبد الله ، السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، فهو كما وصفته بالمؤمنين رؤوف رحيم . اللهم اعطه أفضل ما سألك ، وأفضل ما سئلت له ، وأفضل ما أنت مسؤول له إلي يوم القيامة ، امين يا رب العالمين .
دعاء الزهراء عليها السلام في تعقيب صلاة العشاء
سبحان من تواضع كل شئ لعظمته ، سبحان من ذل كل شئ لعزته ، سبحان من خضع كل شئ بأمره وملكه ، سبحان من انقادت له الأمور بأزمتها . الحمد لله الذي لا ينسي من ذكره ، الحمد لله الذي لا يخيب من دعاه ، الحمد لله الذي من توكل عليه كفاه . الحمد لله سامك السماء ، وساطح الأرض ، وحاصر البحار ، ناضد الجبال ، وبارئ الحيوان ، وخالق الشجر ، وفاتح ينابيع الأرض ، ومدبر الأمور ، ومسير السحاب ، ومجرى الريح والماء والنار من أغوار الأرض ، متسارعات في الهواء ، ومهبط الحر والبرد ، الذي بنعمته تتم الصالحات ، وبشكره تستوجب الزيادات ، وبامره قامت السماوات ، وبعزته استقرت الراسيات ، وسبحت الوحوش في الفلوات والطير في الوكنات . الحمد لله رفيع الدرجات ، منزل الآيات ، واسع البركات ، ساتر العورات ، قابل الحسنات ، مقيل العثرات ، منفس الكربات ، منزل البركات ، مجيب الدعوات ، محيي الأموات ، اله من في الأرض والسماوات . الحمد لله علي كل حمد وذكر ، وشكر وصبر ، وصلاة وزكاة ، وقيام وعبادة ، وسعادة وبركة ، وزيادة ورحمة ، ونعمة وكرامة ، وفريضة ، وسراء وضراء ، وشدة ورخاء ، ومصيبة وبلاء ، وعسر ويسر ، وغناء وفقر ، وعلي كل حال ، وفي كل أوان وزمان ، وكل مثوى ومنقلب ومقام . اللهم اني عائذ بك فأعذني ، ومستجير بك فأجرني ، ومستعين بك فأعني ، ومستغيث بك فأغثني ، وداعيك فأجبني ، ومستغفرك فاغفر لي ، ومستنصرك فانصرني ، ومستهديك فاهدني ، ومستكفيك فاكفني ، وملتجأ إليك فآوني ، ومستمسك بحبلك فاعصمني ، ومتوكل عليك فاكفني . واجعلني في عياذك وجوارك ، وحرزك وكهفك ، وحياطتك وحراستك ، وكلاءتك وحرمتك ، وامنك وتحت ظلك وتحت جناحك . واجعل علي جنة واقية منك ، واجعل حفظك وحياطتك ، وحراستك وكلاءتك ، من ورائي وامامي ، وعن يميني وعن شمالي ، ومن فوقي ومن تحتي ، وحوالي ، حتى لا يصل أحد من المخلوقين إلي مكروهي وأذاى ، بحق لا اله الا أنت ، أنت المنان بديع السماوات والأرض ، ذو الجلال والاكرام . اللهم اكفني حسد الحاسدين ، وبغي الباغين ، وكيد الكائدين ، ومكر الماكرين ، وحيلة المحتالين ، وغيلة المغتالين ، وظلم الظالمين ، وجور الجائرين ، واعتداء المعتدين ، وسخط المسخطين ، وتشحب المتشحبين ، وصولة الصائلين ، واقتسار المقتسرين ، وغشم الغاشمين ، وخبط الخابطين ، وسعاية الساعين ، ونميمة النامين ، وسحر السحرة والمردة والشياطين ، وجور السلاطين ، ومكروه العالمين . اللهم اني أسألك باسمك المخزون الطيب الطاهر ، الذي قامت به السماوات والأرض ، وأشرقت له الظلم وسبحت له الملائكة ، ووجلت عنه القلوب ، وخضعت له الرقاب ، وأحييت به الموتى ، ان تغفر لي كل ذنب أذنبته في ظلم الليل وضوء النهار ، عمدا أو خطأ ، سرا أو علانية . وان تهب لي يقينا وهديا ، ونورا وعلما وفهما ، حتى أقيم كتابك ، وأحل حلالك واحرم حرامك ، واؤدى فرائضك ، وأقيم سنة نبيك محمد . اللهم الحقني بصالح من مضي ، واجعلني من صالح من بقي ، واختم لي عملي بأحسنه ، انك غفور رحيم . اللهم إذا فني عمرى ، وتصرمت أيام حياتي ، وكان لابد لي من لقائك ، فأسألك يا لطيف ان توجب لي من الجنة منزلا ، يغبطني به الأولون والآخرون . اللهم اقبل مدحتي والتهافي ، وارحم ضراعتي وهتافي ، واقراري علي نفسي واعترافي ، فقد أسمعتك صوتي في الداعين ، وخشوعي في الضارعين ، ومدحتي في القائلين ، وتسبيحي في المادحين . وأنت مجيب المضطرين ، ومغيث المستغيثين ، وغياث الملهوفين ، وحرز الهاربين ، وصريخ المؤمنين ، ومقيل المذنبين ، وصلي الله علي البشير النذير والسراج المنير ، وعلي الملائكة والنبيين . اللهم داحي المدحوات وبارئ المسموكات ، وجبال القلوب علي فطرتها ، شقيها وسعيدها ، اجعل شرائف صلواتك ونوامي بركاتك وكرائم تحياتك ، علي محمد عبدك ورسولك وأمينك علي وحيك ، القائم بحجتك ، والذاب عن حرمك ، والصادع بأمرك ، والمشيد لآياتك ، والموفي لنذرك . اللهم فاعطه بكل فضيلة من فضائله ، ونقيبة من مناقبه ، وحال من أحواله ، ومنزلة من منازله ، رأيت محمدا لك فيها ناصرا ، وعلي مكروه بلائك صابرا ، ولمن عاداك معاديا ، ولمن والاك مواليا ، وعما كرهت نائيا ، والي ما أحببت داعيا ، فضائل من جزائك ، وخصائص من عطائك وحبائك ، تسني بها امره ، وتعلي بها درجته ، مع القوام بقسطك ، والذابين عن حرمك ، حتى لا يبقي سناء ولا بهاء ، ولا رحمة ولا كرامة ، الا خصصت محمدا بذلك واتيته منك الذرى ، وبلغته المقامات العلي ، امين رب العالمين . اللهم اني استودعك ديني ونفسي وجميع نعمتك علي ، فاجعلني في كنفك وحفظك ، وعزك ومنعك ، عز جارك وجل ثناؤك ، وتقدست أسماؤك ، ولا اله غيرك ، حسبي أنت في السراء والضراء ، والشدة والرخاء ، ونعم الوكيل . ربنا عليك توكلنا واليك أنبنا واليك المصير ، ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا ، واغفر لنا ربنا انك أنت العزيز الحكيم . ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ، ان عذابها كان غراما ، انها ساءت مستقرا ومقاما ، ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق ، وأنت خير الفاتحين . ربنا اننا امنا فاغفر لنا ذنوبنا ، وكفر عنا سيئاتنا ، وتوفنا مع الأبرار ، ربنا واتنا ما وعدتنا علي رسلك ، ولا تخزنا يوم القيامة ، انك لا تخلف الميعاد . ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا ، ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته علي الذين من قبلنا . ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ، واعف عنا واغفر لنا وارحمنا ، أنت مولانا ، فانصرنا علي القوم الكافرين . ربنا اتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، وصلي الله علي سيدنا محمد النبي واله الطاهرين وسلم تسليما .
Asd_alhag Admin
عدد الرسائل : 485 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 09/02/2008
موضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] الخميس 15 مايو - 6:32:27
دعاء الزهراء عليها السلام في الصباح ، المسمى بدعاء الحريق
اللهم اني أصبحت أشهدك وكفي بك شهيدا ، واشهد ملائكتك وحملة عرشك ، وسكان سماواتك وارضيك ، وأنبياءك ورسلك ، والصالحين من عبادك وجميع خلقك . بأنك أنت الله لا اله الا أنت ، وحدك لا شريك لك ، وان كل معبود من دون عرشك إلي قرار الأرضين السابعة السفلي باطل ما خلا وجهك الكريم . فإنه أعز وأكرم واجل من ان يصف الواصفون كنه جلاله ، أو تهتدى القلوب لكل عظمته . يا من فاق مدح المادحين فخر مدحه ، وعدا وصف الواصفين مآثر حمده ، وجل عن مقالة الناطقين تعظيم شأنه - تقول ذلك ثلاثا . ثم تقول : لا اله الا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، وهو حي لا يموت ، بيده الخير وهو علي كل شئ قدير - تقول ذلك أحد عشر مرة . ثم تقول : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا اله الا الله والله أكبر ، ما شاء الله ، لا حول ولا قوة الا بالله ، الحليم الكريم ، العلي العظيم ، الرحمان الرحيم ، الملك الحق المبين ، عدد خلق الله ، وزنة عرشه ، ومل سماواته وارضه ، وعدد ما جرى به قلمه ، وأحصاه كتابه ، ورضا نفسه - تقول ذلك أحد عشر مرة . ثم تقول : اللهم صل علي محمد وأهل بيته المباركين ، وصل علي جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وحملة عرشك ، والملائكة المقربين ، صل اللهم عليهم حتى تبلغهم الرضا ، وتزيدهم بعد الرضا ، مما أنت أهله ، يا ارحم الراحمين . اللهم صل علي ملك الموت وأعوانه ، ورضوان يحيي ويميت ، وهو حي لا يموت ، بيده الخير وهو علي كل شئ قدير - تقول ذلك أحد عشر مرة . ثم تقول : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا اله الا الله والله أكبر ، ما شاء الله ، لا حول ولا قوة الا بالله ، الحليم الكريم ، العلي العظيم ، الرحمان الرحيم ، الملك الحق المبين ، عدد خلق الله ، وزنة عرشه ، ومل سماواته وارضه ، وعدد ما جرى به قلمه ، وأحصاه كتابه ، ورضا نفسه - تقول ذلك أحد عشر مرة . ثم تقول : اللهم صل علي محمد وأهل بيته المباركين ، وصل علي جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وحملة عرشك ، والملائكة المقربين ، صل اللهم عليهم حتى تبلغهم الرضا ، وتزيدهم بعد الرضا ، مما أنت أهله ، يا ارحم الراحمين . اللهم صل علي ملك الموت وأعوانه ، ورضوان محمد وعلي كل نبي بشر بمحمد ، وعلي كل نبي ولد محمدا ، وعلي كل مرأة صالحة كفلت محمدا ، وعلي كل من صلاتك عليه رضا لك ورضا لنبيك محمد . صل اللهم عليهم حتى تبلغهم الرضا وتزيدهم بعد الرضا مما أنت أهله ، يا ارحم الراحمين . اللهم صل علي محمد وال محمد ، وبارك علي محمد وال محمد ، وارحم محمدا وال محمد ، كما صليت وباركت ورحمت علي إبراهيم وال إبراهيم انك حميد مجيد ، اللهم اعط محمدا الوسيلة والفضل والفضيلة والدرجة الرفيعة . اللهم صل علي محمد وال محمد كما امرتنا ان نصلي عليه ، اللهم صل علي محمد وال محمد بعدد من صلي عليه ، اللهم صل علي محمد وال محمد بعدد كل صلاة صليت عليه . اللهم صل علي محمد وال محمد بعدد كل حرف في صلاة صليت عليه ، اللهم صل علي محمد وال محمد بعدد شعر من صلي عليه ، اللهم صل علي محمد وال محمد بعدد شعر من لم يصل عليه . اللهم صل علي محمد وال محمد بعدد نفس من صلي عليه ، اللهم صل علي محمد وال محمد بعدد نفس من لم يصل عليه ، اللهم صل علي محمد وال محمد بعدد سكون من صلي عليه ، اللهم صل علي محمد وال محمد بعدد سكون من لم يصل عليه . اللهم صل علي محمد وال محمد بعدد حركة من صلي عليه ، اللهم صل علي محمد وال محمد بعدد حركاتهم ودقائقهم وساعاتهم ، وعدد زنة ذر ما عملوا أولم يعملوا ، أو كان منهم أو يكون إلي يوم القيامة . اللهم لك الحمد والشكر ، والمن والفضل ، والطول والنعمة ، والعظمة والجبروت ، والملك والملكوت ، والقهر والفخر ، والسؤدد والسلطان ، والامتنان والكرم ، والجلال والجبر ، والتوحيد والتمجيد ، والتهليل والتكبير ، والتقديس والعظمة ، والرحمة والمغفرة والكبرياء ، ولك ما زكي وطاب من الثناء الطيب ، والمدح ( 1 ) الفاخر والقول الحسن الجميل ، الذي ترضي به عن قائله وترضي به ممن قاله ، وهو رضا لك . فتقبل حمدى بحمد أول الحامدين ، وثنائي بثناء أول المثنين ، وتهليلي بتهليل أول المهللين ، وتكبيري بتكبير أول المكبرين ، وقولي الحسن الجميل بقول أول القائلين المجملين المثنين علي رب العالمين ، متصلا ذلك كذلك من أول الدهر إلي يوم القيامة . وبعدد زنة ذر الرمال والتلال والجبال ، وعدد جرع ماء البحار ، وعدد قطر الأمطار ، وورق الأشجار ، وعدد النجوم ، وعدد زنة ذلك ، وعدد الثرى والنوى والحصي ، وعدد زنة ذر السماوات والأرض ، وما فيهن وما بينهن وما تحتهن ، وما بين ذلك ، وما فوق ذلك ، من لدن العرش إلي قرار الأرض السابعة السفلي . وعدد حروف ألفاظ أهلهن ، وعدد أزمانهم ( 2 ) ودقائقهم وسكونهم وحركاتهم واشعارهم ( 3 ) وأبشارهم ، وعدد زنة ما عملوا أو لم يعملوا ، أو كان منهم أو يكون إلي يوم القيامة . أعيذ أهل بيت محمد صلي الله عليه واله ، ونفسي ومالي وذريتي وأهلي وولدي وقراباتي وأهل بيتي ، وكل ذي رحم لي دخل في الاسلام وجيراني واخواني ، ومن قلدني دعاء أو أسدي إلي برا ، أو اتخذ عندي يدا من المؤمنين والمؤمنات ، بالله وبأسمائه التامة الشاملة الكاملة ، الفاضلة المباركة المتعالية ، الزكية الشريفة ، المنيعة الكريمة العظيمة ، المكنونة المخزونة ، التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، وبام الكتاب وخاتمته وما بينهما ، من سورة شريفة وآية محكمة ، وشفاء ورحمة ، وعوذة وبركة ، وبالتوراة والإنجيل والزبور ، وبصحف إبراهيم وموسي . وبكل كتاب انزل الله ، وبكل رسول ارسل الله ، وبكل حجة أقامها الله ، وبكل برهان أظهره الله ، وبكل نور أناره الله ، وبكل آلاء الله وعظمته . أعيذ واستعيذ بالله من شر كل ذي شر ومن شر ما أخاف واحذر ، ومن شر ما ربي تبارك وتعالي منه أكبر ، ومن شر فسقة الجن والانس ، والشياطين والسلاطين ، وإبليس وجنوده وأشياعه واتباعه ، ومن شر ما في النور والظلمة . ومن شر مادهم أو هجم ، ومن شر كل هم وغم وآفة وندم ، ومن شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ، ومن شر ما يلج في الأرض وما يخرج منها ، ومن شر كل دابة ربي اخذ بناصيتها ، ان ربي علي صراط مستقيم ، فان تولوا فقل حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت ، وهو رب العرش العظيم . هامش: 1 - المديح 2 - ارماقهم 3 - شعائرهم .
دعاء الزهراء عليها السلام في الصباح والمساء
يا حي يا قيوم ، برحمتك استغيث ، اصلح لي شأني كله ولا تكلني إلي نفسي . وفي رواية : يا حي يا قيوم ، برحمتك استغيث ، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، وأصلح لي شأني كله . وإبليس وجنوده وأشياعه واتباعه ، ومن شر ما في النور والظلمة . ومن شر مادهم أو هجم ، ومن شر كل هم وغم وآفة وندم ، ومن شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ، ومن شر ما يلج في الأرض وما يخرج منها ، ومن شر كل دابة ربي اخذ بناصيتها ، ان ربي علي صراط مستقيم ، فان تولوا فقل حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت ، وهو رب العرش العظيم . دعاؤها في الصباح والمساء يا حي يا قيوم ، برحمتك استغيث ، اصلح لي شأني كله ولا تكلني إلي نفسي . وفي رواية : يا حي يا قيوم ، برحمتك استغيث ، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، وأصلح لي شأني كله .
دعاء الزهراء عليها السلام لقضاء الحوائج
يا أعز مذكور ، واقدمه قدما في العز والجبروت ، يا رحيم كل مسترحم ، ومفزع كل ملهوف إليه ، يا راحم كل حزين يشكو بثه وحزنه إليه ، يا خير من سئل المعروف منه وأسرعه اعطاء ، يا من يخاف الملائكة المتوقدة بالنور منه . أسألك بالأسماء التي يدعوك بها حملة عرشك ، ومن حول عرشك بنورك يسبحون شفقة من خوف عقابك ، وبالأسماء التي يدعوك بها جبرئيل وميكائيل وإسرافيل الا أجبتني ، وكشفت يا الهي كربتي ، وسترت ذنوبي . يا من امر بالصيحة في خلقه ، فإذا هم بالساهرة محشورون ، وبذلك الاسم الذي أحييت به العظام وهي رميم ، أحي قلبي ، واشرح صدري ، وأصلح شأني . يا من خص نفسه بالبقاء ، وخلق لبريته الموت والحياة والفناء ، يامن فعله قول ، وقوله امر ، وأمره ماض علي ما يشاء . أسألك بالاسم الذي دعاك به خليلك حين القي في النار ، فدعاك به ، فاستجبت له وقلت : " يا نار كوني بردا وسلاما علي إبراهيم " ، ( 1 ) وبالاسم الذي دعاك به موسي من جانب الطور الأيمن ، فاستجبت له ، وبالاسم الذي خلقت به عيسى من روح القدس . وبالاسم الذي وهبت به لزكريا يحيي ، وبالاسم الذي كشفت به عن أيوب الضر ، وبالاسم الذي تبت به علي داود ، وسخرت به لسليمان الريح تجرى بأمره ، و الشياطين ، وعلمته منطق الطير . وبالاسم الذي خلقت به العرش ، وبالاسم الذي خلقت به الكرسي ، وبالاسم الذي خلقت به الروحانيين ، وبالاسم الذي خلقت به الجن والانس ، وبالاسم الذي خلقت به جميع الخلق . وبالاسم الذي خلقت به جميع ما أردت من شئ ، وبالاسم الذي قدرت به علي كل شئ ، أسألك بحق هذه الأسماء ، الا ما أعطيتني سؤلي وقضيت حوائجي يا كريم . دعاؤها لقضاء الحوائج يا رب الأولين والآخرين ، ويا خير الأولين والآخرين ، يا ذا القوة المتين ، ويا راحم المساكين ، ويا ارحم الراحمين . وفي رواية : يا أول الأولين ، ويا اخر الآخرين ، ويا ذا القوة المتين ، ويا ارحم الراحمين ، أغننا واقض حاجتنا . دعاؤها لقضاء الحوائج الحمد لله الذي لا ينسي من ذكره ، ولا يخيب من دعاه ، ولا يقطع رجاء من رجاه . ثم يسأل الله عز وجل ما يريد . دعاؤها لقضاء الدين وتيسير الأمور اللهم ربنا ورب كل شئ ، منزل التوراة والإنجيل والفرقان ، فالق الحب والنوى ، أعوذ بك من شر كل دابة ، أنت اخذ بناصيتها . أنت الأول فليس قبلك شئ ، وأنت الاخر فليس بعدك شئ ، وأنت الظاهر فليس فوقك شئ ، وأنت الباطن فليس دونك شئ . صل علي محمد وعلي أهل بيته عليه وعليهم السلام ، واقض عني الدين ، وأغنني من الفقر ، ويسر لي كل الامر ، يا ارحم الراحمين . وفي رواية : اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ، ربنا ورب كل شئ ، منزل التوراة والإنجيل والفرقان ، فالق الحب والنوى ، أعوذ بك من كل شئ أنت اخذ بناصيته . أنت الأول فليس قبلك شئ ، وأنت الاخر فليس بعدك شئ ، وأنت الظاهر فليس فوقك شئ ، فأنت الباطن فليس دونك شئ ، اقض عني الدين وأغنني من الفقر . وفي رواية : اللهم رب السماوات ورب الأرضين ورب كل شئ ، فالق الحب والنوى ، ومنزل التوراة والإنجيل و القران ، أعوذ بك من كل ذي شر أنت اخذ بناصيته . أنت الأول فليس قبلك شئ ، وأنت الاخر فليس بعدك شئ ، والظاهر فليس فوقك شئ ، والباطن فليس دونك شئ ، اقض عنى الدين ، وأغنني من الفقر . روى ان النبي صلى الله عليه وآله علم عليا وفاطمة عليهما السلام وقال : يصلى أحدكما ركعتين ، يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب وآية الكرسي - ثلاث مرات ، و " قل هو الله أحد " - ثلاث مرات ، وآخر الحشر - ثلاث مرات ، من قوله : " لو أنزلنا هذا القران على جبل " إلى آخره ، فإذا جلس فليتشهد وليثن على الله وليصل على النبي 9 وليدع للمؤمنين والمؤمنات ، ثم يدعو على اثر ذلك فيقول : اللهم انى أسألك بحق كل اسم هو لك ، يحق عليك فيه إجابة الدعاء إذا دعيت به ، وأسألك بحق كل ذي حق عليك ، وأسألك بحقك على جميع ما هو دونك ان تفعل بي كذا و كذا . 1 - الأنبياء : 69 .
دعاء الزهراء عليها السلام لدفع الشدائد
روى أن النبي صلى الله عليه وآله علم عليا وفاطمة عليهما السلام هذا الدعاء وقال لهما : إن نزلت بكما مصيبة أو خفتما جور السلطان أو ضلت لكما ضالة ، فأحسنا الوضوء وصليا ركعتين وارفعا أيديكما إلى السماء وقولا : يا عالم الغيب والسرائر ، يا مطاع يا عليم ، يا الله يا الله يا الله ، يا هازم الأحزاب لمحمد صلى الله عليه واله ، يا كائد فرعون لموسى ، يا منجى عيسى من الظلمة ، يا مخلص قوم نوح من الغرق ، يا راحم عبده يعقوب ، يا كاشف ضر أيوب ، يا منجى ذي النون من الظلمات ، يا فاعل كل خير ، يا هاديا إلى كل خير ، يا دالا على كل خير ، يا امرا بكل خير ، يا خالق الخير ، يا أهل الخيرات ، أنت الله رغبت إليك فيما قد علمت وأنت علام الغيوب ، أسألك ان تصلى على محمد وال محمد . ثم اسألا الحاجة تجاب ان شاء الله تعالى . دعاؤها عليها السلام للامر العظيم بحق يس والقران الحكيم ، وبحق طه والقران العظيم ، يا من يقدر على حوائج السائلين ، يا من يعلم ما في الضمير ، يا منفسا عن المكروبين ، يا مفرجا عن المغمومين ، يا راحم الشيخ الكبير ، يا رازق الطفل الصغير ، يا من لا يحتاج إلى التفسير ، صل على محمد وال محمد و افعل بي .
دعاء الزهراء عليها السلام في تفريج الهموم والغموم بعد صلاتها
عن الصادق عليه السلام : كان لامي فاطمة عليها السلام صلاة تصليها علمها جبرئيل ، ركعتان تقرء في الأولي الحمد مرة ، و " انا أنزلناه في ليلة القدر " ، وفي الثانية الحمد مرة ومائة مرة " قل هو الله أحد " فإذا سلمت سبحت تسبيح الطاهرة ( عليها السلام ) ، وهو التسبيح الذي تقدم ، و تكشف عن ركبتيك وذراعيك على المصلي ، وتدعو بهذا الدعاء ، و تسأل حاجتك تعطها ان شاء الله تعالى ، الدعاء : ترفع يديك بعد الصلاة على النبي ( صلى الله عليه وآله ) وتقول : اللهم اني أتوجه إليك بهم ، وأتوسل إليك بحقهم ، الذي لا يعلم كنهه سواك ، وبحق من حقه عندك عظيم ، وبأسمائك الحسني وكلماتك التامات التي امرتني ان أدعوك بها . وأسألك باسمك العظيم الذي أمرت إبراهيم عليه السلام ان يدعو به الطير فأجابته ، وباسمك العظيم الذي قلت للنار كوني بردا وسلاما علي إبراهيم ، فكانت . وبأحب أسمائك إليك ، وأشرفها عندك ، وأعظمها لديك ، وأسرعها إجابة ، وأنجحها طلبة ، وبما أنت أهله ومستحقه ومستوجبه . وأتوسل إليك ، وارغب إليك ، وأتصدق منك ، واستغفرك ، وأستمنحك ، وأتضرع إليك ، واخضع بين يديك ، واخشع لك ، وأقر لك بسوء صنيعتي ، وأتملق والح عليك . وأسألك بكتبك التي أنزلتها علي أنبيائك ورسلك ، صلواتك عليهم أجمعين ، من التوراة والإنجيل والقران العظيم ، من أولها إلي اخرها ، فان فيها اسمك الأعظم ، وبما فيها من أسمائك العظمي أتقرب إليك . وأسألك ان تصلي علي محمد واله ، وان تفرج عن محمد واله ، وتجعل فرجي مقرونا بفرجهم ، وتقدمهم في كل خير وتبدء بهم فيه ، وتفتح أبواب السماء لدعائي في هذا اليوم ، وتأذن في هذا اليوم ، وهذه الليلة بفرجي ، وإعطائي سؤلي في الدنيا والآخرة . فقد مسني الفقر ، ونالني الضر ، وسلمتني الخصاصة ، وألجأتني الحاجة ، وتوسمت بالذلة ، وغلبتني المسكنة ، وحقت علي الكلمة ، وأحاطت بي الخطيئة . وهذا الوقت الذي وعدت أولياءك فيه الإجابة ، فصل علي محمد واله وامسح ما بي بيمينك الشافية ، وانظر إلي بعينك الراحمة ، وادخلني في رحمتك الواسعة . واقبل إلي بوجهك ، الذي إذا أقبلت به علي أسير فككته ، وعلي ضال هديته ، وعلي غائب أديته ، وعلي مقتر أغنيته ، وعلي ضعيف قويته ، وعلي خائف امنته ، ولا تخلني لقاء عدوك وعدوى ، يا ذا الجلال والاكرام . يا من لا يعلم كيف هو ، وحيث هو وقدرته الا هو ، يامن سد الهواء بالسماء ، وكبس الأرض علي الماء ، واختار لنفسه أحسن الأسماء ، يامن سمي نفسه بالاسم الذي به يقضي حاجة كل طالب يدعوه به . وأسألك بذلك الاسم ، فلا شفيع أقوى لي منه وبحق محمد وال محمد ، أسألك ان تصلي علي محمد وان تقضي لي حوائجي ، وتسمع محمدا وعليا وفاطمة ، والحسن والحسين ، وعليا ومحمدا ، وجعفرا وموسي ، وعليا ومحمدا وعليا ، والحسن والحجة ، صلواتك عليهم وأين وبركاتك ورحمتك ، صوتي ، فيشفعوا لي إليك وتشفعهم في ، ولا تردني خائبا ، بحق لا اله الا أنت ، وبحق لا اله الا أنت ، وبحق محمد وال محمد ، وافعل بي كذا وكذا يا كريم .
Asd_alhag Admin
عدد الرسائل : 485 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 09/02/2008
موضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] الخميس 15 مايو - 6:38:10
دعاء الزهراء عليها السلام للخلاص من المهالك
روى ان رجلا كان محبوسا بالشام مدة طويلة مضيقا عليه ، فرأى في منامه كأن الزهرا عليها السلام اتته ، فقالت له : ادع بهذا الدعاء ، فتعلمه ودعا به ، فتخلص ورجع إلى منزله ، وهو : اللهم بحق العرش ومن علاه ، وبحق الوحي ومن أوحاه ، وبحق النبي ومن نبأه ، وبحق البيت ومن بناه . يا سامع كل صوت ، يا جامع كل فوت ، يا بارئ النفوس بعد الموت ، صل علي محمد وأهل بيته ، واتنا وجميع المؤمنين والمؤمنات ، في مشارق الأرض ومغاربها ، فرجا من عندك عاجلا . بشهادة ان لا اله الا الله ، وان محمدا عبدك ورسولك ، صلي الله عليه وعلي ذريته الطيبين الطاهرين وسلم تسليما .
دعاء الزهراء عليها السلام في الاحتراز
بسم الله الرحمن الرحيم ، يا حي يا قيوم ، برحمتك استغيث فأغثني ، ولا تكلني إلي نفسي طرفة عين ، وأصلح لي شأني كله . وفي رواية : يا حي يا قيوم برحمتك استغيث ، اللهم لا تكلني إلي نفسي طرفة عين ، وأصلح لي شأني كله
دعاء الزهراء عليها السلام في العوذة للحمى
بسم الله الرحمن الرحيم ، بسم الله النور ، بسم الله نور النور ، بسم الله نور علي نور ، بسم الله الذي هو مدبر الأمور ، بسم الله الذي خلق النور من النور . الحمد لله الذي خلق النور من النور ، وانزل النور علي الطور ، في كتاب مسطور ، في رق منشور ، بقدر مقدور ، علي نبي محبور . الحمد لله الذي هو بالعز مذكور ، وبالفخر مشهور ، وعلي السراء والضراء مشكور ، وصلي الله علي سيدنا محمد واله الطاهرين . وفي رواية : بسم الله الرحمن الرحيم ، بسم الله النور ، بسم الله الذي يقول للشئ كن فيكون ، بسم الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور . بسم الله الذي خلق النور من النور ، بسم الله الذي هو بالمعروف مذكور ، بسم الله الذي انزل النور علي الطور ، بقدر مقدور ، في كتاب مسطور ، علي نبي محبور . دعاؤها في العوذة للحمى اللهم لا اله الا أنت العلي العظيم ، ذو السلطان القديم ، والمن العظيم ، والوجه الكريم ، لا اله الا أنت العلي العظيم ، ولي الكلمات التامات ، والدعوات المستجابات ، حل ما أصبح بفلان . دعاؤها في العوذة للحمى وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم ، يا أم ملدم ان كنت امنت بالله العظيم ورسوله الكريم ، فلا تهشمي العظم ، ولا تأكلي اللحم ، ولا تشربي الدم . أخرجي من حامل كتابي هذا إلي من لا يؤمن بالله العظيم ورسوله الكريم واله ، محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام
دعاء الزهراء عليها السلام إذا طلع هلال شهر رمضان
عن الرضا في حديث : معاشر شيعتي إذا طلع هلال شهر رمضان فلا تشيروا إليه بالأصابع ، ولكن استقبلوا القبلة وارفعوا أيديكم إلى السماء ، و خاطبوا الهلال وقولوا : ربنا وربك الله رب العالمين ، اللهم اجعله علينا هلالا مباركا ، ووفقنا لصيام شهر رمضان ، وسلمنا فيه ، وتسلمنا منه ، في يسر وعافية ، واستعملنا فيه بطاعتك ، انك علي كل شئ قدير . ثم قال : ولقد كانت فاطمة سيدة نساء العالمين ( عليها السلام ) ، تقول ذلك سنة ، فإذا طلع هلال شهر رمضان ، فكان نورها يغلب الهلال يخفي ، فإذا غابت عنه ظهر .
أدعية الأيام للزهراء عليها السلام
دعائها في يوم السبت اللهم افتح لنا خزائن رحمتك ، وهب لنا اللهم رحمة لا تعذبنا بعدها في الدنيا والآخرة ، وارزقنا من فضلك الواسع رزقا حلالا طيبا ، ولا تحوجنا ولا تفقرنا إلي أحد سواك ، وزدنا لك شكرا ، واليك فقرا وفاقة ، وبك عمن سواك غنا وتعففا . اللهم وسع علينا في الدنيا ، اللهم انا نعوذ بك ان تزوى وجهك عنا في حال ، ونحن نرغب إليك فيه . اللهم صل علي محمد وال محمد ، وأعطنا ما تحب ، واجعله لنا قوة فيما تحب ، يا ارحم الراحمين .
دعائها في يوم الاحد اللهم اجعل أول يومي هذا فلاحا ، واخره نجاحا ، وأوسطه صلاحا ، اللهم صل علي محمد وال محمد ، واجعلنا ممن أناب إليك فقبلته ، وتوكل عليك فكفيته ، وتضرع إليك فرحمته .
دعائها في يوم الاثنين اللهم اني أسألك قوة في عبادتك ، وتبصرا في كتابك ، وفهما في حكمك ، اللهم صل علي محمد وال محمد ، ولا تجعل القران بنا ماحلا ، والصراط زائلا ، ومحمدا صلى الله عليه واله عنا موليا .
دعائها في يوم الثلاثاء اللهم اجعل غفلة الناس لنا ذكرا ، واجعل ذكرهم لنا شكرا ، واجعل صالح ما نقول بألسنتنا نية في قلوبنا . اللهم ان مغفرتك أوسع من ذنوبنا ، ورحمتك أرجي عندنا من اعمالنا ، اللهم صل علي محمد وال محمد ، ووفقنا لصالح الاعمال والصواب من الفعال .
دعائها في يوم الأربعاء اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام ، وركنك الذي لا يرام ، وبأسمائك العظام ، وصل علي محمد واله ، واحفظ علينا ما لو حفظه غيرك ضاع ، واستر علينا ما لو ستره غيرك شاع ، واجعل كل ذلك لنا مطواعا ، انك سميع الدعاء ، قريب مجيب .
دعائها في يوم الخميس اللهم اني أسألك الهدى والتقي ، والعفاف والغني ، والعمل بما تحب وترضي ، اللهم اني أسألك من قوتك لضعفنا ، ومن غناك لفقرنا وفاقتنا ، ومن حلمك وعلمك لجهلنا . اللهم صل علي محمد وال محمد ، واعنا علي شكرك وذكرك ، وطاعتك وعبادتك ، برحمتك يا ارحم الراحمين .
دعائها في يوم الجمعة اللهم اجعلنا من أقرب من تقرب إليك ، وأوجه من توجه إليك ، وأنجح من سألك وتضرع إليك . اللهم اجعلنا ممن كأنه يراك إلي يوم القيامة الذي فيه يلقاك ، ولا تمتنا الا علي رضاك ، اللهم واجعلنا ممن اخلص لك بعمله ، وأحبك في جميع خلقك . اللهم صل علي محمد وال محمد ، واغفر لنا مغفرة جزما حتما لا نقترف بعدها ذنبا ، ولا نكتسب خطيئة ولا اثما . اللهم صل علي محمد وال محمد ، صلاة نامية دائمة ، زاكية متتابعة ، متواصلة مترادفة ، برحمتك يا ارحم الراحمين . دعائها في يوم الجمعة روى عن صفوان انه قال : دخل محمد بن علي الحلبي على أبي عبد الله عليه السلام في يوم الجمعة ، فقال له : تعلمني أفضل ما اصنع في هذا اليوم ، فقال : يا محمد ما اعلم ان أحدا كان أكبر عند رسول الله من فاطمة ، ولا أفضل مما علمها أبوها محمد بن عبد الله قال : من أصبح يوم الجمعة فاغتسل وصف قدميه وصلى اربع ركعات مثني مثني ، يقرء في أول ركعة فاتحة الكتاب و " قل هو الله أحد " خمسين مرة ، وفي الثانية فاتحة الكتاب والعاديات خمسين مرة ، وفي الثالثة فاتحة الكتاب و " إذا زلزلت " خمسين مرة ، وفي الرابعة فاتحة الكتاب و " إذا جاء نصر الله والفتح " خمسين مرة - وهذه سورة النصر وهي آخر سورة نزلت - فإذا فرغ منها دعا فقال : الهي وسيدي من تهيا أو تعبأ ، أو أعد اواستعد ، لوفادة مخلوق رجاء رفده وفوائده ونائله ، وفواضله وجوائزه ، فاليك يا الهي كانت تهيأتي وتعبأتي ، واعدادي واستعدادي ، رجاء فوائدك ومعروفك ، ونائلك وجوائزك . فلا تخيبني من ذلك ، يا من لا تخيب عليه مسألة السائل ، ولا تنقصه عطية نائل ، فاني لم آتك به عمل صالح قدمته ، ولا شفاعة مخلوق رجوته . أتقرب إليك بشفاعته الا شفاعة محمد وأهل بيته صلواتك عليه وعليهم ، اتيتك أرجو عظيم عفوك ، الذي عدت به علي الخاطئين عند عكوفهم علي المحارم ، فلم يمنعك طول عكوفهم علي المحارم ان جدت عليهم بالمغفرة . وأنت سيدي العواد بالنعماء ، وأنا العواد بالخطأ ، أسألك بحق محمد واله الطاهرين ان تغفر لي ذنبي العظيم ، فإنه لا يغفر العظيم الا العظيم ، يا عظيم يا عظيم ، يا عظيم يا عظيم ، يا عظيم يا عظيم .
دعاء الزهراء عليها السلام إذا خلت إلى مضجعها إذا نامت عند المنام لدفع الأرق
دعاؤها عليها السلام إذا اخذت مضجعها الحمد لله الكافي ، سبحان الله الأعلي ، حسبي الله وكفي ، ما شاء الله قضي ، سمع الله لمن دعا ، ليس من الله ملجأ ، ولا وراء الله ملتجأ . توكلت على الله ربي وربكم ، ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها ، ان ربي علي صراط مستقيم . الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ، ولم يكن له شريك في الملك ، ولم يكن له ولي من الذل ، وكبره تكبيرا . دعاؤها إذا نامت روى عنها : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وقد افترشت فراشي للنوم ، فقال : يا فاطمة لا تنامي الا وقد عملت أربعة : ختمت القرآن وجعلت الأنبياء شفعاءك وأرضيت المؤمنين عن نفسك و حججت واعتمرت - إلى ان قالت : - قال : إذا قرأت " قل هو الله أحد " ثلاث مرات فكأنك ختمت القرآن ، وإذا صليت على وعلى الأنبياء قبلي كنا شفعاؤك يوم القيامة ، وإذا استغفرت للمؤمنين رضوا كلهم عنك ، وإذا قلت : سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر . فقد حججت واعتمرت . دعاؤها عند المنام الله أكبر - أربعا وثلاثين . الحمد لله - ثلاثا وثلاثين . سبحان الله - ثلاثا وثلاثين . دعاؤها لدفع رؤيا المكروهة عن الصادق عليه السلام قال : شكت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ما تلقاه في المنام ، فقال لها : إذا رأيت شيئا من ذلك فقولي : أعوذ بما عاذت به ملائكة الله المقربون ، وأنبياء الله المرسلون ، وعباد الله الصالحون ، من شر رؤياي التي رأيت ، ان تضرني في ديني ودنياي . واتفلي على يسارك ثلاثا . دعاؤها لدفع الارق عن علي عليه السلام : ان فاطمة عليها السلام شكت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله الارق ، فقال لها : قولي يا بنية : يا مشبع البطون الجائعة ، ويا كاسي الجسوم العارية ، ويا ساكن العروق الضاربة ، ويا منوم العيون الساهرة ، سكن عروقي الضاربة ، وأذن لعيني نوما عاجلا .
دعاء الزهراء عليها السلام لبعلها عليه السلام
قالت في وصيتها إليه : إذا أنا مت فغسلني بيدك ، و حنطني وكفني ، وادفني ليلا ، ولا يشهدنى فلان وفلان ، ولا زيادة عندك في وصيتي إليك ، واستودعك الله تعالى حتى ألقاك ، جمع الله بيني وبينك في داره وقرب جواره .
دعاء الزهراء عليها السلام لأسماء بنت عميس
روى انها عليها السلام قالت لأسماء : انى نحلت وذهب لحمي ، الا تجعلين لي شيئا يسترني - إلى ان قال : - فدعت بسرير فاكبته لوجهه ، ثم دعت بجرائد فشددته على قوائمه ، ثم جللته ثوبا ، فقالت : اصنعي لي مثله ، استرينى ، سترك الله من النار .
دعاء الزهراء عليها السلام على من ظلمها
اللهم إليك نشكوا فقد نبيك ورسولك وصفيك وارتداد أمته ، ومنعهم إيانا حقنا الذي جعلته لنا في كتابك المنزل علي نبيك بلسانه . دعاؤها على أبي بكر وعمر عن الصادق قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وجلس أبو بكر مجلسه ، بعث إلى وكيل فاطمة عليها السلام فأخرجه من فدك إلى ان ذكر شهادة علي عليه السلام وأم أيمن فقال عمر : أنت امرأة ولا نجيز شهادة امرأة وحدها ، واما علي فيجر إلى نفسه ، قال : فقامت مغضبة وقالت : اللهم انهما ظلما ابنة محمد نبيك حقها ، فاشدد وطأتك عليهما .
دعاؤها على أبي بكر وعمرعن جابر : لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله دخل إليها رجلان من الصحابة ، فقالا لها : كيف أصبحت يا بنت رسول الله . قالت : اصدقاني ، هل سمعتما من رسول الله : فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني ، قالا : نعم ، والله لقد سمعنا ذلك منه ، فرفعت يديها إلى السماء وقالت : اللهم اني أشهدك انهما قد آذياني وغصبا حقي . وفي رواية : اللهم انهما قد آذياني ، فانا أشكوهما إليك والى رسولك ، لا والله لا ارضى عنكما ابدا حتى القى أبي رسول الله صلى الله عليه واله ، واخبره بما صنعتما ، ، فيكون هو الحاكم فيكما .
دعاؤها على أبي بكر وعمر: أنشدكما بالله هل سمعتما النبي صلى الله عليه وآله يقول : فاطمة بضعة مني وانا منها ، من آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتي ؟ قالا : اللهم نعم ، فقالت : الحمد لله ، اللهم اني أشهدك فاشهدوا يا من حضرني انهما قد آذياني في حياتي وعند موتي . والله لا اكلمهما من رأسي كلمة حتى ألقي ربي ، فاشكو كما إليه بما صنعتما بي وارتكبتما مني .
دعاء النبي صلى الله عليه وآله للزهراء عليها السلام لطلب نزول مائدة من السماء
روى عن ابن عباس في حديث طويل ان النبي صلى الله عليه وآله دخل على فاطمة عليها السلام فنظر إلى صفار وجهها وتغير حدقتيها ، فقال لها : يا بنية ، ما الذي أراه من صفار وجهك وتغير حدقتيك ؟ فقالت : يا أبه ان لنا ثلاثا ما طعمنا طعاما إلى ان قال : ثم وثبت حتى دخلت إلى مخدع لها فصفت قدميها فصلت ركعتين ، ثم رفعت باطن كفيها إلى السماء وقالت : الهي وسيدي هذا محمد نبيك ، وهذا علي ابن عم نبيك ، وهذان الحسن والحسين سبطا نبيك . الهي انزل علينا مائدة من السماء كما أنزلتها على بني إسرائيل ، اكلوا منها وكفروا بها ، اللهم أنزلها علينا فانا بها مؤمنون . وفي رواية : اللهم ان فاطمة بنت نبيك قد اضربها الجوع ، وهذا علي بن أبي طالب ابن عم نبيك قد أضر به الجوع ، فانزل اللهم علينا مائدة من السماء كما أنزلتها على بني إسرائيل فكفروا وانا مؤمنون . قال ابن عباس : والله ما استتمت الدعوة ، فإذا هي بصحفة من ورائها - الخبر .
دعاء الزهراء عليها السلام في التعويذ وغفران الذنوب
دعاء الزهراء في التعويذ: أعوذ بك يا رب من الحور بعد الكور . دعاؤها لغفران الذنوب روى عنها انها قالت : علمني رسول الله صلى الله عليه وآله صلاة ليلة الأربعاء ، فقال : من صلى ست ركعات ، يقرء في كل ركعة الحمد و " قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء - إلى قوله : - بغير حساب " ، فإذا فرغ من صلاته قال : جزى الله محمدا ما هو أهله . غفر الله له كل ذنب إلى سبعين سنة ، وأعطاه من الثواب ما لا يحصى .
دعاؤها عليها السلام في شكواها لطلب الرحمة من الله تعالى
عن الباقر عليه السلام قال : ان فاطمة بنت رسول الله مكثت بعد رسول الله ستين يوما ، ثم مرضت فاشتدت عليها ، فكان من دعائها في شكواها : يا حي يا قيوم ، برحمتك استغيث فأغثني ، اللهم زحزحني عن النار ، وادخلني الجنة ، والحقني بابي محمد صلى الله عليه واله .
في شكواها عليها السلام لغفران ذنوب شيعتها
عن أسماء بنت عميس : رأيتها في مرضها جالسة إلى القبلة ، رافعة يديها إلى السماء ، قائلة : الهي وسيدي أسألك بالذين اصطفيتهم ، وببكاء ولدي في مفارقتي ، ان تغفر لعصاة شيعتي وشيعة ذريتي
دعاؤها عليها السلام لتعجيل وفاتها
دعاؤها لتعجيل وفاتها يا الهي عجل وفاتي سريعا ، فلقد تنغصت الحياة . دعاؤها عند وفاتها اللهم اني أسألك بمحمد المصطفى وشوقه إلي ، وببعلي علي المرتضي وحزنه علي ، وبالحسن المجتبى وبكائه علي ، وبالحسين الشهيد وكآبته علي ، وببناتي الفاطميات وتحسرهن علي ، انك ترحم وتغفر للعصاة من أمة محمد وتدخلهم الجنة ، انك أكرم المسؤولين ، وارحم الراحمين . دعاؤها عند وفاتها لطلب رضوان الله تعالى روى عن عبد الله بن الحسن ، عن أبيه ، عن جده ان فاطمة بنت رسول الله لما احتضرت نظرت نظرا حادا ، ثم قالت : السلام على جبرئيل ، السلام على رسول الله ، اللهم مع رسولك ، اللهم في رضوانك وجوارك ودارك دار السلام . ثم قالت : أترون ما رأى ، فقيل لها : ما ترى ؟ قالت : هذه مواكب أهل السماوات ، وهذا جبرئيل وهذا رسول الله ويقول : يا بنية اقدمي ، فما امامك خير لك .
Asd_alhag Admin
عدد الرسائل : 485 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 09/02/2008
موضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] الخميس 15 مايو - 6:45:01
مقامات الزهراء عليها السلام
مقامات الزهراء عليها السلام عن الله سبحانه وتعالى وملائكته
أ- مقامها عليها السلام عند الله تعالى إن من المقامات التي خصت بها فاطمة الزهراء عليها السلام هو مقام الرضا أي إن الله يرضى لرضاها ويغضب لغضبها ، حيث جاءت الكثير من الروايات الشريفة المأثورة عن الرسول وأهل بيته عليهم السلام لتؤكد هذه المنقبة العظيمة للصديقة الشهيدة . وهذا مما يدل على كونها ذو مقام عالي وشريف سامي لها عند الله تعالى ، إذ لا معنى أن يرضى الله لشخص من دون أن يكون له عند الله منزلة وكرامة عليه ، وهذا مما يساعد عليه العرف العقلائي إضافة إلى الشواهد القرآنية الكثيرة على هذه المسألة ، فنحن نجد من خلال الممارسات الحياتية إن الكثير من الأصدقاء مثلا يرضون لرضا شخص معين بالحق ويقبلون شفاعته وتوسطه أو رضاه عن شخص معين لحل مشكلة ما ، وكذلك الحال في الغضب ، وعلى هذا الأساس تكون فاطمة كريمة عند الله تعالى لعلو شأنها ومنزلتها عنده لذلك يرضى لرضاها ويغضب لغضبها . عن النبي قال : " يا فاطمة إن الله ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك " . وكذلك ما ورد عنه أنه قال : " يا فاطمة أبشري فلك عند الله مقام محمود تشفعين فيه لمحبيك وشيعتك فتشفعين " . ويظهر أيضا مقامها عند الباري عز وجل من خلال الحديث الطويل الذي يروى عن أهل بيت العصمة عن الله تعالى حيث يقول الباري عز وجل : " يا فاطمة وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لقد آليت على نفسي من قبل أن أخلق السماوات والأرض بألفي عام أن لا أعذب محبيك ومحبي عترتك بالنار " . فأي منزلة ومقام لها عند الله تعالى بحيث يقسم الله تعالى بعزته وجلاله أن لا يعذب بالنار شيعة الزهراء ومحبيها ، وهذا الحديث له مقام عالي يثبته حديث آخر ورد في شفاعة الزهراء في يوم القيامة وإعطاء الكرامة العظمى لها آنذاك . ومن المقامات الأخرى لها هو علة الايجاد أي أنها كانت علة الموجودات التي خلقها الباري عز وجل وكما ورد في الحديث الذي يقول فيه الباري عز وجل : " يا أحمد لولاك لم خلقت الأفلاك ، ولولا علي لم خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما " . وكثيرة هي المناقب والمقامات التي لها عند الله تعالى . ب- مقامها عند الملائكة في حديث طويل . . " . . . فقالت الملائكة : إلهنا وسيدنا لمن هذا النور الزاهر ، الذي قد أشرقت به السماوات والأرض ؟ فأوحى الله إليها : هذا نور اخترعته من نور جلالي لأمتي فاطمة ابنة حبيبي ، وزوجة وليي وأخو نبيي وأبو حججي على عبادي ، أشهدكم ملائكتي أني قد جعلت ثواب تسبيحكم وتقديسكم لهذه المرأة وشيعتها ومحبيها إلى يوم القيامة " . وهذا يعني أنها عليها السلام لها مقام النور الزاهر عند الملائكة فهم يعرفونها في السماء بالنور الزاهر الذي أزهرت السماوات والأرض بنورها ولأجل ذلك سميت بالزهراء
مقام الزهراء عليها السلام عند الأنبياء عليهم السلام
مقامها عليها السلام عند الأنبياء والنبي محمد عليهم السلام: أما عند الأنبياء فهذا ما يدل عليه الحديث المأثور عن أهل بيت العصمة الذي يقول : ما تكاملت نبوة نبي من الأنبياء حتى أقر بفضلها ومحبتها وهي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الأولى ، حيث يظهر من هذا الحديث أن لها مقام سامي عند الأنبياء لأنه ما تكاملت نبوتهم حتى أقروا بمنزلتها ومقامها وفضلها ومحبتها ، واللطيف هنا إنما الإقرار يكون عند من له الحق على الآخرين ، وعليه يكون الأنبياء أقروا لله تعالى - لأنه هو صاحب الحق عليهم - بفضلها ومحبتها أما عند النبي صلى الله عليه وآله فإن مقامها رفيع ولو أردنا أن نكتب عن مقامها عند الرسول لاحتجنا إلى مجلدات في هذا الأمر ولكن على ما يسعنا المقام نقول : إن مقامها يظهر من خلال أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله نفسه حيث تارة يقول فداك أبوك ومرة أخرى يقول لها أم أبيها ، وأخرى بضعة مني ولحمها لحمي ودمها دمي ولكن الأهم من هذا كله فإنها عليها السلام يكفي من مقامها ومنزلتها عند الرسول صلى الله عليه وآله أنه قال في حقها : " من عرف هذه فقد عرفها ، ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد وهي بضعة مني وهي قلبي الذي بين جنبي فمن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله " . وأيضا قوله : " ومن أنصفك فقد أنصفني ، ومن ظلمك فقد ظلمني ، لأنك مني وأنا منك ، وأنت بضعة مني وروحي التي بين جنبي ثم قال : " إلى الله أشكو ظالميك من أمتي ".
مقام الزهراء عليها السلام عند الأئمة عليهم السلام
ورد عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام أنه قال : " نحن حجج الله على خلقه وجدتنا فاطمة حجة الله علينا " وهذا الحديث من الأحاديث العظيمة الذي أعطى لفاطمة عليها السلام وعلى لسان حفيدها الحسن العسكري عليه السلام أكبر شهادة عظمى بحقها ، ويظهر من خلال حديث أخر عظم منزلة ومقام فاطمة عند الأئمة عليهم السلام حيث خرج من الناحية الشريفة عن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف أنه قال : " وفي ابنة رسول الله لي أسوة حسنة . . . " فأي مقام يظهر لنا من خلال هذا التوقيع الشريف والذي بين فيه الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف أن له أسوة حسنة بفاطمة أي اتخذها قدوة له يتأسى بها في المعضلات والمصائب . وهناك الكثير من المقامات التي اشتركت الزهراء مع الأئمة فيها من حيث كونهم الصراط المستقيم واشتراكها معهم فيه وكذلك كونهم الكلمات التي تلقاها آدم لتوبته واشتراكها معهم في المباهلة مع وفد نجران والذي تدل على أنها كانت قطب الرحى الذي دار في المباهلة وكونها الشجرة الطيبة واشتراكها في النور معهم والتطهير في آية التطهير . . . الخ من المناقب والمقامات العالية لها ولقد تظافرت الروايات الشريفة على هذه المقامات .
Asd_alhag Admin
عدد الرسائل : 485 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 09/02/2008
موضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] الخميس 15 مايو - 6:49:32
مقام الزهراء عليها السلام عند العلماء
مقامها عليها السلام عند العلماء والمحدثين 1 - قال ابن صباغ المالكي : ولنذكر طرفا من مناقبها التي تشرف هذا النسب من نسبها ، واكتسى فخرا ظاهرا من حسبها ، وهي فاطمة الزهراء بنت من أنزل عليه : سبحان الذي أسرى ، ثالثة الشمس والقمر ، بنت خير البشر ، الطاهرة الميلاد ، السيدة بإجماع أهل السداد
2 - قال الأستاذ عبد الزهراء : ونحن حين نتناول الحديث عن الزهراء بصفتها غرس النبوة ، وشجرة الإمامة ، فإنما تنكشف لنا أبعاد الرسالة الإسلامية بطابع تجسيدي نلمسه في كل جانب من جوانب شخصيتها ونحن نتابعها ، ففي قرانها بعلي بن أبي طالب تنجلي لنا الصورة الحية التي رسمها الإسلام للقرآن الذي ارتضاه خالق هذا الوجود ، وفي مواقفها البطولية بعد وفاة أبيها يتكشف لنا المدى البعيد الذي رسمه الإسلام للمرأة من حقوق وواجبات ، ومدى فاعليتها في بناء المجتمع الإسلامي . وعلى هذا الأساس تقاس سائر جوانب شخصية الزهراء
3 - قال العلامة محمد بن طلحة الشافعي : اعلم - أيدك الله بروح منه - أن الأئمة الأطهار المعدودة مزاياهم في هذا المؤلف ، والهداة الأبرار المقصودة سجاياهم بهذا الصنف لهم برسول الله زيادة على اتصالهم به بواسطة فاطمة . فبواسطتها زادهم الله تعالى فضل شرف وشرف فضل ، ونيل قدر وقدر نيل ، ومحل علو وعلو محل ، وأصل تطهير وتطهير أصل . . . فانظر بنور بصيرتك - أمدك الله بهدايتها - إلى مدلول هذه الآية {فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ }آل عمران61 وترتيب مراتب عباراتها وكيفية إشارتها إلى علو مقام فاطمة في منازل الشرف وسمو درجتها ، وقد بين ذلك وجعلها بينه وبين علي تنبيها على سر الآية وحكمتها ، فإن الله عز وجل جعلها مكتنفة من بين يديها ومن خلفها ليظهر بذلك الاعتناء بمكانتها . وحيث كان المراد من قوله " وأنفسنا " نفس علي مع النبي ، جعلها بينهما إذ الحراسة بالإحاطة بالأنفس أبلغ منها بالأبناء في دلالتها
4 - قال الحافظ أبو نعيم الأصفهاني : ومن ناسكات الأصفياء وصفيات الأتقياء فاطمة - رضي الله تعالى عنها - السيدة البتول ، البضعة الشبيهة بالرسول ، وأولهم بعد وفاته به لحوقا ، كانت عن الدنيا ومتعتها عازفة ، وبغوامض عيوب الدنيا وآفاتها عارفة
5 - قال عبد الحميد بن أبي الحديد : وأكرم رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة إكراما عظيما أكثر مما كان الناس يظنونه وأكثر من إكرام الرجال لبناتهم ، حتى خرج بها عن حد حب الآباء للأولاد ، فقال بمحضر الخاص والعام مرارا لا مرة واحدة ، وفي مقامات مختلفة لا في مقام واحد : " أنها سيدة نساء العالمين ، وإنها عديلة مريم بنت عمران ، وإنها إذا مرت في الموقف نادى مناد من جهة العرش : يا أهل الموقف غضوا أبصاركم لتعبر فاطمة بنت محمد " . وهذا من الأحاديث الصحيحة ، وليس من الأخبار المستضعفة . وإن إنكاحه عليا إياها ما كان إلا بعد أن أنكحه الله تعالى إياها في السماء بشهادة الملائكة ، وكم قال لا مرة : " يؤذيني ما يؤذيها ، ويغضبني ما يغضبها ، وإنها بضعة مني ، يريبني ما رابها "
6 - قال الأستاذ توفيق أبو علم : كانت - رضي الله عنها - كريمة الخليفة ، شريفة الملكة ، نبيلة النفس ، جليلة الحس ، سريعة الفهم ، مرهفة الذهن ، جزلة المروءة ، غراء المكارم ، فياحة نفاحة ، جريئة الصدر ، رابطة الجأش ، حمية الأنف ، نائية عن مذاهب العجب . . . وكانت في الذروة العالية من العفاف والتصادق ، طاهرة الذيل ، عفيفة المئزر ، عفيفة الطرف . . . إنها سليلة شرف لا منازع لها فيه من واحدة من بنات حواء فمن تراه . . . واكتفائها بشرفها كأنها في عزلة بين أبناء آدم وحواء
7 - قال الأستاذ عباس محمود العقاد : في كل دين صورة الأنوثية الكاملة المقدسة يتخشع بتقديسها المؤمنون ، كأنما هي آية الله فيما خلق من ذكر وأنثى ، فإذا تقدست في المسيحية صورة مريم العذراء ، ففي الإسلام لا جرم تتقدس صورة فاطمة البتول
8 - قال الدكتور علي إبراهيم حسن : وحياة فاطمة هي صفحة فذة من صفحات التاريخ ، نلمس فيها ألوان العظمة ، فهي ليست كبلقيس أو كليوبطرة ، استمدت كل عظمتها من عرش كبير وثروة طائلة وجمال نادر . وهي ليست كعائشة نالت شهرتها لما اتصفت به من جرأة جعلتها تقود الجيوش ، وتتحدى الرجال ، ولكنا أمام شخصية استطاعت أن تخرج إلى العالم وحولها هالة من الحكمة والجلال ، حكمة ليس مرجعها الكتب والفلاسفة والعلماء ، وإنما تجارب الدهر الملئ بالتقلبات والمفاجآت ، وجلال ليس مستمدا من ملك أو ثراء ، وإنما من صميم النفس . . .
9 - قال العلامة الإربلي : فلنبدأ الآن بذكر فاطمة عليها السلام التي زاد إشراق هذا النسب بإشراق أنوارها ، واكتسب فخرا ظاهرا من فخارها ، واعتلى على الأنساب بعلو منارها ، وشرف قدره بشرف محلها ومقدارها ، فهي مشكاة النبوة التي أضاء لألاؤها ، وتشعشع ضياؤها ، وسحت بسحب الغر أنواؤها ، وعقيلة الرسالة التي علت السبع الشداد مراتب علا وعلاء ، ومناصب آل وآلاء ، ومناسب سنا وسناء ، الكريمة الكريمة الأنساب ، الشريفة الشريفة الأحساب ، الطاهرة الطاهرة الميلاد ، الزهراء الزهراء الأولاد ، السيدة بإجماع أهل السداد ، الخيرة من الخير ، ثالثة الشمس والقمر ، بنت خير البشر ، أم الأئمة الغرر ، الصافية من الشوب والكدر ، الصفوة على رغم من جحد أو كفر ، الحالية بجواهر الجلال ، الحالة في أعلى رتب الكمال ، المختارة على النساء والرجال ، صلى الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبينها السادة الأنجاب ، وارثي النبوة والكتاب ، وسلم وشرف وكرم وعظم.
10 - وقال أيضا : إن فاطمة هي سليلة النبوة ورضيعة در الكرم والأبوة ، ودرة صدف الفخار ، وغرة شمس النهار ، وذبالة مشكاة الأنوار ، وصفوة الشرف والجود ، وواسطة قلادة الوجود ، نقطة دائرة المفاخر ، قمر هالة المآثر ، الزهرة الزهراء ، والغرة الغراء ، العالية المحل ، الحالة في رتبة آل علاء السامية ، المكانة المكينة في عالم السماء ، المضيئة النور ، المنيرة الضياء ، المستغنية باسمها عن حدها ووسمها ، قرة عين أبيها ، وقرار قلب أمها ، الحالية بجواهر علاها ، العاطلة من زخرف دنياها ، أمة الله وسيدة النساء ، جمال الآباء وشرف الأبناء ، يفخر آدم بمكانها ، ويبوح نوح بشدة شأنها ، ويسمو إبراهيم بكونها من نسله ، وينجح إسماعيل على إخوته إذ هي فرع أصله ، وكانت ريحانة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من بين أهله ، فما يجاريها في مفخر إلا مغلب ، ولا يباريها في مجد إلا مؤنب ، ولا يجحد حقها إلا مأفون ، ولا يصرف عنها وجه إخلاصه إلا مغبون.
11 - قال العلامة الخبير ابن شهرآشوب (ره ) : وقلنا الصديقة بالأقوال ، والمباركة بالأحوال ، والطاهرة بالأفعال ، الزكية بالعدالة ، والرضية بالمقالة ، والمرضية بالدلالة ، المحدثة بالشفقة ، والحرة بالنفقة ، والسيدة بالصدقة ، الحصان بالمكان ، والبتول في الزمان ، والزهراء بالإحسان ، مريم الكبرى في الستر ، وفاطم بالسر ، وفاطمة بالبر ، النورية بالشهادة ، والسماوية بالعبادة ، والحانية بالزهادة ، والعذراء بالولادة ، الزاهدة الصفية ، العابدة الرضية ، الراضية المرضية ، المتهجدة الشريفة ، القانتة العفيفة ، سيدة النسوان ، وحبيبة حبيب الرحمن ، المحتجبة عن خزان الجنان ، وصفية الرحمن ، ابنة خير المرسلين ، وقرة عين سيد الخلائق أجمعين ، وواسطة العقد بين سيدات نساء العالمين ، والمتظلمة بين يدي العرش يوم الدين ، ثمرة النبوة ، وأم الأئمة وزهرة فؤاد شفيع الأمة ، الزهراء المحترمة ، والغراء المحتشمة ، المكرمة تحت القبة الخضراء ، والإنسية الحوراء ، والبتول العذراء ، ستلا النساء ، وارثة سيد الأنبياء ، وقرينة سيد الأوصياء ، فاطمة الزهراء ، الصديقة الكبرى ، راحة روح المصطفى ، حاملة البلوى من غير فزع ولا شكوى ، وصاحبة شجرة طوبى ، ومن أنزل في شأنها وشأن زوجها وأولادها سورة هل أتى ، ابنة النبي ، وصاحبة الوصي ، وأم السبطين ، وجدة الأئمة ، وسيدة نساء الدنيا والآخرة ، زوجة المرتضى ، ووالدة المجتبى ، وابنة المصطفى ، السيدة المفقودة ، الكريمة المظلومة الشهيدة ، السيدة الرشيدة ، شقيقة مريم ، وابنة محمد الأكرم ، المفطومة من كل شر ، المعلومة بكل خير ، المنعوتة في الإنجيل ، الموصوفة بالبر والتبجيل ، درة صاحب الوحي والتنزيل ، جدها الخليل ، ومادحها الجليل ، وخاطبها المرتضى بأمر المولى جبرئيل .
12 - قال المحقق الشهير الحاج ملا محمد باقر صاحب الخصائص الفاطمية : سبحانك اللهم فاطر السماوات العلى ، وفالق الحب والنوى ، أنت الذي فطرت اسما من اسمك ، واشتققته من نورك ، فوهبت اسمك بنورك حتى يكون هو المظهر لنورك ، فجعلت ذلك الاسم جرثومة لجملة أسمائك ، وذلك النور أرومة لسيدة إمائك ، وناديت في الملأ الأعلى : أنا الفاطر وهي فاطمة ، وبنورها ظهرت الأشياء من الفاتحة إلى الخاتمة . فاسمها اسمك ، ونورها نورك ، وظهورها ظهورك ، ولا إله غيرك ، وكل كمال ظلك ، وكل وجود ظل وجودك ، فلما فطرتها فطمتها عن الكدورات البشرية ، واختصصتها بالخصائص الفاطمية ، مفطومة عن الرعونات العنصرية ، ونزهتها عن جميع النقائص ، مجموعة من الخصائل المرضية بحيث عجزت العقول عن إدراكها ، والناس فطموا عن كنه معرفتها ، فدعا الأملاك في الأفلاك بالنورية السماوية ، وبفاطمة المنصورة . . . أم السبطين ، وأكبر حجج الله على الخافقين ، ريحانة سدرة المنتهى ، وكلمة التقوى ، والعروة الوثقى ، وستر الله المرخى ، والسعيدة العظمى ، والمريم الكبرى ، والصلاة الوسطى ، والإنسية الحوراء التيم بمعرفتها دارت القرون الأولى . وكيف أحصي ثناها وإن فضائلها لا تحصى ، وفواضلها لا تقضى ؟ ! البتول العذراء ، والحرة البيضاء ، أم أبيها ، وسيدة شيعتها وبنيها ، ملكة الأنبياء ، الصديقة فاطمة الزهراء ، نعم ما قال : خجلا من نور بهجتها تتوارى الشمس في الأفق * وحياء من شمائلها يغطى الغصن في الورق
13 - قال المحقق البارع السيد كاظم القزويني : فاطمة ، وما أدراك من فاطمة ، شخصية إنسان تحمل طابع الأنوثة لتكون آية على قدرة الله البالغة واقتداره البديع العجيب ، فإن الله تعالى خلق محمدا ليكون آية قدرته في الأنبياء ، ثم خلق منه بضعته وابنته فاطمة الزهراء لتكون علامة وآية على قدرة الله في إيداع مخلوق أنثى تكون كتلة من الفضائل ، ومجموعة من المواهب فلقد أعطى الله تعالى فاطمة الزهراء أوفر حظ من العظمة ، وأوفى نصيب من الجلالة بحيث لا يمكن لأية أنثى أن تبلغ تلك المنزلة ، فهي من فصيلة أولياء الله الذين اعترفت لهم السماء بالعظمة قبل أن يعرفهم أهل الأرض ، ونزلت في حقهم آيات محكمات في الذكر الحكيم تتلى آناء الليل وأطراف النهار منذ نزولها إلى يومنا هذا وإلى أن تقوم القيامة . شخصية كلما ازداد البشر نضجا وفهما للحقائق واطلاعا على الأسرار ظهرت عظمة تلك الشخصية بصورة أوسع ، وتجلت معانيها ومزاياها بصور أوضح . إنها فاطمة الزهراء ، الله يثني عليها ، ويرضى لرضاها ، ويغضب لغضبها ، ورسول الله صلى الله عليه وآله ينوه بعظمتها وجلالة قدرها ، وأمير المؤمنين ينظر إليها بنظر الإكبار والإعظام ، وأئمة أهل البيت ينظرون إليها بنظر التقديس والاحترام
مقام الزهراء عليها السلام يوم القيامة
إن أفضل مقام تعطى فاطمة عليها السلام يوم القيامة هو مقام الشفاعة الكبرى والذي من خلال هذه المنزلة يظهره قدر ومقام فاطمة عند الله تعالى يوم القيامة وأمام الخلائق جميعا ، فلقد ورد في تفسير فرات . . . فإذا صارت عند باب الجنة تلتفت فيقول الله عز وجل : يا بنت حبيبي ، ما التفاتك وقد أمرت بك إلى جنتي ؟ فتقول : يا رب ! أحببت أن يعرف قدري في مثل هذا اليوم ، فيقول الله : يا بنت حبيبي ارجعي فانظري من كان في قلبه حب لك أو لأحد من ذريتك خذي بيده فأدخليه الجنة . قال أبو جعفر : - والله - يا جابر إنها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها ومحبيها كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الردئ ، فإذا صار شيعتها معها عند باب الجنة يلقي الله في قلوبهم أن يلتفتوا فإذا التفتوا فيقول الله عز وجل : يا أحبائي ما التفاتكم وقد شفعت فيكم فاطمة بنت حبيبي ؟ فيقولون : يا رب أحببنا أن يعرف قدرنا في مثل هذا اليوم ، فيقول الله : يا أحبائي ارجعوا وانظروا من أحبكم لحب فاطمة ، انظروا من أطعمكم لحب فاطمة انظروا من كساكم لحب فاطمة ، انظروا من سقاكم شربة في حب فاطمة ، انظروا من رد عنكم غيبة في حب فاطمة ، خذوا بيده وأدخلوه الجنة . قال أبو جعفر : - والله - لا يبقى في الناس إلا شاك أو كافر أو منافق ، فإذا صاروا بين الطبقات ، نادوا كما قال الله تعالى : * ( فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم ) * فيقولون : * ( فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ) * . قال أبو جعفر : هيهات هيهات منعوا ما طلبوا * ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ) * .
Asd_alhag Admin
عدد الرسائل : 485 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 09/02/2008
موضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] الخميس 15 مايو - 6:51:28
زيارة الزهراء عليها السلام
يا ممتحنة امتحنك الله الذي خلقك قبل أن يخلقك فوجدك لما امتحنك صابرة وزعمنا أنا لك أولياء ومصدقون وصابرون لكل ما أتانا به أبوك صلى الله عليه وآله وأتى به وصيه ، فإنا نسألك إن كنا صدقناك إلا ألحقتنا بتصديقنا لهما لنبشر أنفسنا بأنا قد طهرنا بولايتك .
Asd_alhag Admin
عدد الرسائل : 485 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 09/02/2008
موضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] السبت 17 مايو - 17:13:49
الاستغاثة إلى الزهراء عليها السلام
الاستغاثة إليها عليها السلام بالصلاة والدعاء عن الصادق عليه السلام : إذا كانت لاحدكم استغاثة إلى الله تعالى ، فليصل ركعتين ، ثم يسجد ويقول : يا محمد يا رسول الله ، يا على يا سيد المؤمنين و المؤمنات ، بكما استغيث إلى الله تعالى ، يا محمد يا على استغيث بكما ، يا غوثاه بالله وبمحمد وعلى وفاطمة - و تعد الأئمة ( عليهم السلام ) - بكم أتوسل إلى الله تعالى . فإنك تغاث من ساعتك ان شاء الله تعالى
عن الصادق عليه السلام : إذا كانت لك حاجة إلى الله تعالى وتضيق بها ذرعا ، فصل ركعتين ، فإذا سلمت كبر الله ثلاثا ، وسبح تسبيح فاطمة ، ثم اسجد وقل مائة مرة : يا مولاتي فاطمة ، أغيثيني . ثم ضع خدك الأيمن على الأرض وقل مثل ذلك ، ثم عد إلى السجود وقل ذلك مائة مرة وعشر مرات ، واذكر حاجتك ، فان الله يقضيها
الاستغاثة إليها عليها السلام بالصلاة والدعاء تصلى ركعتين ، ثم تسجد وتقول : يا فاطمة - مائة مرة ، ثم تضع خدك الأيمن على الأرض وقل مثل ذلك ، وتضع خدك الأيسر على الأرض وتقول مثله ، ثم اسجد وقل ذلك مائة وعشر دفعات ، و قل : يا امنا من كل شئ وكل شئ منك خائف حذر ، أسألك بأمنك من كل شئ وخوف كل شئ منك ، ان تصلى على محمد وال محمد وان تعطيني أمانا لنفسي و أهلي ومالي وولدي ، حتى لا أخاف أحدا ولا احذر من شئ ابدا ، انك على كل شئ قدير .
الاستغاثة إليها عليها السلام بالدعاء تقول خمسمائة وثلاثين مرة : اللهم صل على فاطمة وأبيها ، وبعلها وبنيها ، بعدد ما أحاط به علمك الهي بحق فاطمة وأبيها ، وبعلها وبنيها ، والسر المستودع فيها.
Asd_alhag Admin
عدد الرسائل : 485 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 09/02/2008
موضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] الأحد 18 مايو - 2:05:40
فاطمة عليها السلام وحديث الكساء الشريف
= حديث الكساء الشريف عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال سمعت فاطمة عليها السلام أنها قالت :( دخل علي أبي رسول الله في بعض الإيام فقال السلام عليك يا فاطمة فقلت عليك السلام قال إني أجد في بدني ضعفا فقلت له أعيذك بالله يا أبتاه من الضعف فقال يا فاطمة آتيني بالكساء اليماني فغطيني به فأتيته بالكساء اليماني فغطيته به وصرت أنظر إليه وإذا وجهه يتلألأ كأنه البدر في ليلة تمامه وكماله فما كانت إلا ساعة وإذا بولدي الحسن قد أقبل وقال السلام عليك يا أماه فقلت وعليك السلام ويا قرة عيني وثمرة فؤادي فقال يا أماه إني أشم عندك رائحة طيبة كأنها رائحة جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت نعم إن جدك تحت الكساء فأقبل الحسن نحو الكساء وقال السلام عليك يا جداه يا رسول الله أتأذن لي أن أدخل معك تحت الكساء فما كانت إلا ساعة وإذا بولدي الحسين عليه السلام قد أقبل وقال السلام عليك يا أماه فقلت وعليك السلام يا ولدي ويا قرة عيني وثمرة فؤادي فقال لي يا أماه أني أشم عندك رائحة طيبة كأنها رائحة جدي رسول الله فقلت نعم أن جدك وأخاك تحت الكساء فدنى الحسين نحو الكساء وقال السلام عليك يا جداه السلام عليك يا من اختاره الله أتأذن لي أن أكون معكما تحت الكساء فقال وعليك السلام يا ولدي ويا شافع أمتي قد أذنت لك فدخل معهما تحت الكساء فأقبل عند ذلك أبو الحسن علي بن أبي طالب وقال السلام عليك يا بنت رسول الله فقلت وعليك السلام يا أبا الحسن ويا أمير المؤمنين فقال يا فاطمة إني أشم عندك رائحة طيبة كأنها رائحة أخي وابن عمي رسول الله فقلت نعم هاهو مع ولديك تحت الكساء فأقبل علي نحو الكساء وقال السلام عليك يا رسول الله أتأذن لي أن أكون معكم تحت الكساء قال وعليك السلام يا أخي ويا وصيي وخليفتي وصاحب لوائي قد أذنت لك فدخل علي تحت الكساء ثم أتيت نحو الكساء وقلت السلام عليك يا أبتاه يا رسول الله أتأذن لي أن أكون معكم تحت الكساء قال وعليك السلام يا بنتي ويا بضعتي قد أذنت لك فدخلت تحت الكساء فلما اكتملنا جميعا تحت الكساء أخذ أبي رسول الله بطرفي الكساء وأومئ بيده اليمنى إلى السماء وقال اللهم إن هؤلاء أهل بيتي وخاصتي وحامتي لحمهم لحمي ودمهم دمي يؤلمني ما يؤلمهم ويحزنني ما يحزنهم أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم وعدو لمن عاداهم ومحب لمن أحبهم إنهم مني وأنا منهم فاجعل صلواتك وبركاتك ورحمتك وغفرانك ورضوانك علي وعليهم وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقال الله عز وجل يا ملائكتي ويا سكان سماواتي إني ما خلقت سماء مبنية ولا أرضا مدحية ولا قمرا منيرا ولا شمسا مضيئة ولا فلكا يدور ولا بحرا يجري ولا فلكا يسري إلا في محبة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء فقال الأمين جبرائيل يا رب ومن تحت الكساء فقال عز وجل هم أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها فقال جبرائيل يا رب أتأذن لي أن أهبط إلى الأرض لأكون معهم سادسا فقال الله نعم قد أذنت لك فهبط الأمين جبرائيل وقال السلام عليك يا رسول الله العلي الأعلى يقرئك السلام ويخصك بالتحية والإكرام ويقول لك وعزتي وجلالي إني ما خلقت سماء مبنية ولا أرضا مدحية ولا قمرا منيرا ولا شمسا مضيئة ولا فلكا يدور ولا بحرا يجري ولا فلكا يسري إلا لأجلكم ومحبتكم وقد أذن لي أن أدخل معكم فهل تأذن لي يا رسول الله فقال رسول الله وعليك السلام يا أمين وحي الله إنه نعم قد أذنت لك فدخل جبرائيل معنا تحت الكساء فقال لأبي إن الله قد أوحى إليكم يقول إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فقال علي لأبي يا رسول الله أخبرني ما لجلوسنا هذا تحت الكساء من الفضل عند الله فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم والذي بعثني بالحق نبيا واصطفاني بالرسالة نجيا ما ذكر خبرنا هذا في محفل من محافل أهل الأرض وفيه جمع من شيعتنا ومحبينا إلا ونزلت عليهم الرحمة وحفت بهم الملائكة واستغفرت لهم إلى أن يتفرقوا فقال علي عليه السلام إذا والله فزنا وفاز شيعتنا ورب الكعبة فقال أبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا علي والذي بعثني بالحق نبيا واصطفاني بالرسالة نجيا ما ذكر خبرنا هذا في محفل من محافل أهل الأرض وفيه جمع من شيعتنا ومحبينا وفيهم مهموم إلا وفرج الله همه ولا مغموم إلا وكشف الله غمه ولا طالب حاجة إلا وقضى الله حاجته فقال علي عليه السلام إذا والله فزنا وسعدنا وكذلك شيعتنا فازوا وسعدوا في الدنيا والآخرة ورب الكعبة.
Asd_alhag Admin
عدد الرسائل : 485 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 09/02/2008
موضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] الأحد 18 مايو - 2:09:19
تسبيح الزهراء عليها السلام آثاره وقصته وأسراره
1-روي عن الإمام الباقر عليه السلام : «ما عُبد اللَّه بشيء من التحميد أفضل من تسبيح فاطمة، ولو كان شيء أفضل منه لنحلهُ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فاطمة » وسائل الشيعة 1024( 4). 2- قال الصادق عليه السلام: «من سبح تسبيح فاطمة الزهراء قبل أن يُثني رجليه من صلاة الفريضة غفر اللَّه له، وليبدأ بالتكبير» التهذيب للشيخ الطوسي 105 2. 3- قال الصادق عليه السلام : «من بات على تسبيح فاطمة كان من الذاكرين للَّه كثيراً والذاكرات» وسائل الشيعة 1026 4.
ثواب تسبيح الزهراء تسبيح الزهراء والذي يتكوّن من التكبير والتحميد والتسبيح له درجات عليا من الأجر والثواب ونذكر هنا بعضها بالاستعانة بالأحاديث والروايات التالية:
1- أفضل من صلاة ألف ركعة: عن ابن خالد القمّاط قال: سمعت أبا عبد اللَّه عليه السلام يقول: «تسبيح فاطمة في كل يوم في دبر كل صلاة أحب إليّ من صلاة ألف ركعة في كل يوم» الكافي كتاب الصلاة 343. 2- يوجب ثقل الميزان لأعمال الإنسان: فقد روي عن أبي عبد اللَّه عليه السلام أنه قال: «قال أمير المؤمنين : «التسبيح نصف الميزان، والحمد للَّه يملأ الميزان واللَّه أكبر يملأ ما بين السماء والأرض» الكافي 506 2. 3- يرضي الرحمن: قال أبو جعفر عليه السلام: «من سبّح تسبيح فاطمة ثم استغفر غُفر له، وهي مائة باللسان، وألف في الميزان، ويطرد الشيطان ويرضي الرحمن» وسائل الشيعة 1023 4. 4- تسبيح فاطمة عليها السلام سبيل إلى الجنّة: روى عبد اللَّه بن سنان، عن الإمام الصادق عليه السلام حيث قال: «من سبح تسبيح فاطمة في دبر المكتوبة من قبل أن يبسط رجليه أوجب اللَّه له الجنة» فلاح السائل لابن طاووس 165.
قصة تسبيح الزهراء رواية التسبيح روى العلامة المجلسي في بحار الأنوار عن دعائم الإسلام أن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «أرسل بعض ملوك العجم عبيداً إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وقلت لفاطمة عليها السلام اذهبي إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله واسأليه أن يعطينا خادماً ليساعدك في أعمال المنزل فذهبت فاطمة عليها السلام إلى الرسول ، فقال رسول اللَّه : «يا فاطمة أعطيك ما هو خير لك من خادم، ومن الدنيا بما فيها: تكبرين اللَّه بعد كل صلاة أربعاً وثلاثين تكبيرة، وتحمدين اللَّه ثلاثاً وثلاثين تحميدة، وتسبحين اللَّه ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، ثم تختمين ذلك ب(لا إله إلا اللَّه)، وذلك خير لك من الذي أردتِ ومن الدنيا وما فيها، فلزمت صلوات اللَّه عليها هذا التسبيح بعد كل صلاة، ونُسب إليها»، بحار الأنوار 336 85. وهناك روايات عديدة لا يسع المجال لذكرها.
أسرار الأعداد والترتيب في الأدعية والأذكار إن الأدعية والأذكار والأحاديث التي تحظى بالعدد والترتيب لها أسرار غير خفية على أهل السلوك والعرفان ولكنها مستورة عن المحجوبين بالحجاب المادي. قال : «ما أخلص عبد للَّه عزّ وجلّ أربعين صباحاً إلا جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه» بحار الأنوار 242 70. وكذلك في قنوت صلاة الوتر يستحب الدعاء ل(40) مؤمناً وقول (300 مرة) العفو أو (70 مرة) استغفر اللَّه ربي وأتوب إليه، إلى غير ذلك من الأمثال. وتسبيح الزهراء هو مائة مرة = 34 تكبيرة 33 تحميدة 33 تسبيحة. يقول العلامة السيد بحر العلوم في «رسالة السير والسلوك» عن سر العدد (40) «رأينا بالعين وعلمنا بالعيان أن لهذا العدد الشريف خواص خاصة ولها تأثير مخصوص في ظهور الاستعدادات والوصول إلى أقصى الكمالات عند الصعود في الدرجات والمنازل». قال الصادق : «اعلموا أن أسماء اللَّه كنوز والأعداد ذراعها إذا قصر الذراع لم يصل إلى الأرض، وإذا طال الذراع دخل في الأرض». ويقال إن العدد مثل أسنان المفتاح إذا نقصت أو زادت لا يفتح الباب إذن يجب المحافظة على عدد الأذكار مع أنها مستحبة وعدم الزيادة والنقصان فيها والعمل بها وبالأدعية كما أمرنا المعصومون لنستفيد منها الاستفادة المطلوبة.
شرح أذكار التسبيح 1- اللَّه أكبر: يعني أنه أكبر وأجلّ من أن يوصف، ولا يجوز قول أنه أكبر من كل شيء فهذا المعنى يحدّد اللَّه عزّ وجلّ فقد روي عن أبي عبد اللَّه عليه السلام أنه قال: في جوابه لرجل يقول أن معنى اللَّه أكبر أنه أكبر من كل شيء فقال : «حدّدته» فقال الرجل وكيف أقول؟ فقال : «اللَّه أكبر من أن يوصف». معاني الأخبار للشيخ الصدوق 2- الحمد للّه: يعني الشكر والمدح والثناء يقول الراغب الأصفهاني في مفرداته: الحمد للّه تعالى بمنزلة الثناء عليه أمام الفضيلة وهو أخص من المدح وأعم من الشكر، فكل شكر هو حمد وليس كل حمد شكراً والحمد أيضاً مدح، ولكن ليس كل مدح حمداً، المفردات: مادة الحمد ص130. 3- سبحان اللَّه: التسبيح يعني تنزيه اللَّه سبحانه من كل صفة غير محمودة. يقول الراغب الأصفهاني في مفرداته: السبح: المرُّ السريع في الماء وفي الهواء، يقال: سَبَحَ سبْحاً وسباحة، والتسبيح تنزيه اللَّه تعالى، وأصله المرُّ السريع في عبادة اللَّه تعالى وجعل ذلك في حبل الخير، كما حبل الأبعاد في الشر، فقيل: أبعده اللَّه». المفردات (مادة سبح) ص226. سُئِلَ أبو الحسن علي بن أبي طالب عن معنى التسبيح فأجاب : «هو تعظيم اللَّه عزّ وجلّ وتنزيهه عما قال فيه كل مشرك...»، معاني الأخبار 9.
شروط التسبيح 1- التوجه والخشوع في التسبيح: الخشوع هو شرط مهم في جميع العبادات حتى المستحبة منها وفي تسبيح الزهراء عليها السلام بالطبع مؤكد، وبدون الخشوع يصبح التسبيح لقلقة لسان ولا يستفيد الشخص من بركاته لأن قلبه لا يتوجه إلى اللَّه عزّ وجلّ ولا يحصل على الكمال ما دام قلبه مشغولاً عن ذكر اللَّه. يقول الإمام الخميني قدس سره عن الآداب القلبية لتسبيح فاطمة : «كما ذكرت في آداب التسبيحات الأربعة يجب في تسبيح فاطمة أيضاً التبتل والتضرّع والانقطاع والتذلل في القلب، ومع التكرار يتعوّد القلب على هذه الحال وإيصال الذكر من اللسان إلى القلب حتى يذوب القلب في الذكر والتوجه إلى اللَّه». الآداب المعنوية للصلاة ص408. 2- المباشرة بالتسبيح بعد الصلاة: ومن شروط التسبيح الإتيان به مباشرة بعد الفراغ من الصلاة أي بعد التسليم مباشرة ولهذا أسرارٌ وفوائد أيضاً. يقول الشيخ البهائي في هذا الشأن: «... وليكن جلوسك في التعقيب متصلاً بجلوسك في التشهد وعلى تلك الهيئة من الاستقبال، والتورُّك، واترك في أثنائه الكلام والتلفت ونحوهما، فقد روي «أن ما يضرّ بالصلاة يضرّ بالتعقيب» مفتاح الفلاح 178. وسائل الشيعة: 458 6. 3- الموالاة في التسبيح: أي عدم الفصل والقطع بين الأذكار وهذا سرٌ من أسرار هذا التسبيح المبارك يروي الشيخ الكليني في كتابه فروع الكافي، عن محمد بن جعفر عليهما السلام أنه قال: «أنه كان يسبّح تسبيح فاطمة فيصله ولا يقطعه». فروع الكافي (كتاب الصلاة) ص342. 4- من شك في التسبيح يبني على الأقل إن لم يتجاوز المحل، فلو سها فزاد على عدد التكبير أو غيره رفع اليد عن الزائد وبنى على (34) أو (33)، والأولى على نقص واحدة ثم يكمل العدد بما في التكبير والتحميد دون التسبيح تحرير الوسيلة: 184 1. قال الصادق عليه السلام: «إذا شككت في تسبيح فاطمة الزهراء فأعده» الكافي (كتاب الصلاة) ص342.
يستحب التسبيح بالسبحة المتخذة من تربة الحسين . قال الإمام الصادق : «من أدار سبحة من تربة الحسين مرة واحدة بالاستغفار أو غيره كتب اللَّه له سبعين مرة»
Asd_alhag Admin
عدد الرسائل : 485 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 09/02/2008
موضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] الأحد 18 مايو - 2:11:59
أسماء وألقاب الزهراء عليها السلام
ألقاب بنت المصطفى كثيرة * نظمت منها نبذة يسيرة سيدة إنسية حوراء * نورية حانية عذراء كريمة رحيمة شهيدة * عفيفة قانعة رشيدة شريفة حبيبة محترمة * صابرة سليمة مكرمة صفية عالمة عليمة * معصومة مغصوبة مظلومة ميمونة منصورة محتشمة * جميلة جليلة معظمة حاملة البلوى بغير شكوى * حليفة العبادة والتقوى حبيبة الله وبنت الصفوة * ركن الهدى وآية النبوة شفيعة العصاة أم الخيرة * تفاحة الجنة والمطهرة سيدة النساء بنت المصطفى * صفوة ربها وموطن الهدى قرة عين المصطفى وبضعته * مهجة قلبه كذا بقيته حكيمة فهيمة عقيلة * محزونة مكروبة عليلة عابدة زاهدة قوامة * باكية صابرة صوامة عطوفة رؤوفة حنانة * البرة الشفيقة الأنانة والدة السبطين دوحة النبي * نور سماوي وزوجة الوصي بدر تمام غرة غراء * روح أبيها درة بيضاء واسطة قلادة الوجود * درة بحر الشرف والجود ولية الله وسر الله * أمينة الوحي وعين الله مكينة في عالم السماء * جمال الآباء شرف الأبناء درة بحر العلم والكمال * جوهرة العزة والجلال قطب رحى المفاخر السنية * مجموعة المآثر العلية مشكاة نور الله والزجاجة * كعبة الآمال لأهل الحاجة ليلة قدر ليلة مباركة * ابنة من صلت به الملائكة قرار قلب أمها المعظمة * عالية المحل سر العظمة مكسورة الضلع رضيضة الصدر * مغصوبة الحق خفية القبر.
أم أبيها عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال إن فاطمة عليها السلام كانت تكنى : أم أبيها نقف مع هذا الحديث لكي نستلهم منه المعاني الرائعة والجميلة التي تضمنها بين طياته ، فكلمة أم أبيها كلمة عذبة أفضل ما تفوهت به حنجرة رسول الله صلى الله عليه وآله عندما قال مرحبا بأم أبيها ، فهذه الكلمة رغم أنها صغيرة ولكنها في نفس الوقت كبيرة مملوءة بالحب والأمل والعطف وكل ما في القلب البشري من الرقة والعذوبة ، لذا نرى لا بد من تسليط الأضواء على هذه الكلمة لكي نستخلص روائع الفكر من هذا الحديث الشريف الذي قلده رسول الله صلى الله عليه وآله لابنته فاطمة فجعل جيدها يشع نورا لمن أراد أن يستضئ من نور معرفته . ولقد ورد في صحاح اللغة العربية أن معنى كلمة أم هو الأصل كما هو معروف في لسان القرآن الكريم حيث عبر عن مكة المكرمة * ( أم القرى ) * أي أصل القرى في الجزيرة العربية ، ومنها انطلقت روح الحياة لكي تغذي القرى ومن حولها وتقوم برعايتها ، وذلك لما لها من مكان وموقع جغرافي في قلب الجزيرة العربية مما جعلها قطب الرحى لبقية القرى . . وعلى هذا الأساس نفهم معنى هذا الحديث " أم أبيها " حيث نستطيع تفسير بأن فاطمة عليها السلام كانت مصدر ذرية رسول الله ومنبع نسله وهذا ينطبق ويتماشى مع تفسير الكوثر الذي هو مصدر ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله . أقول : إن في التأمل في حياة فاطمة عليها السلام واستقراء حياتها في ظل رعاية أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله نجد عدة معاني وتفاسير تجعل هذا الحديث وهذه الكلمة أم أبيها كنظرية ولها تطبيقات عديدة في حياة الصديقة الطاهرة عليها السلام وعلى هذا الأساس نرى الوقوف مع هذا الحديث مما يزيدنا معرفة في فاطمة عليها السلام ويجعلنا نتقرب من الأسرار التي كانت تحيط بحياتها الشخصية وإليك بعض التفاسير والمعاني الرائعة لهذه الكلمة : * إن التدقيق في حياة الرسول صلى الله عليه وآله مع ابنته فاطمة عليها السلام يجعلنا نفهم معنى أم أبيها حيث أن الزهراء عليها السلام كانت تقوم بمداراة أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله ورعايته أفضل ما تكون المراعاة بالنسبة لأم لولدها وفي قبال ذلك كان الرسول صلى الله عليه وآله يحترمها كما يحترم الولد أمه ، وهذا نجده جليا وواضحا في سيرته الشريفة وعلاقته بالبضعة الطاهرة عليها السلام حيث كان الرسول صلى الله عليه وآله ينادي بالزهراء عليها السلام عندما تقبل عليه : مرحبا بأم أبيها ، ويقدم لها ضروب الاحترام وألوان التعظيم ، حتى وصل الأمر إلى أن يقوم لها إجلالا وتعظيما ويأخذ يدها ويقبلها ثم يجلسها إلى جانبه ويقبل عليها بكليته ، وكان إذا يقبلها يقول : أشم منها رائحة الجنة . إن رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وآله لا بد لها من امتداد يمثلها في كافة جوانبها ويعطيها التفسير الصحيح ، وهذا لم نجده إلا من خلال الامتداد الطبيعي للرسول صلى الله عليه وآله المتمثل في ذريته من فاطمة عليها السلام ، لذا كان الرسول صلى الله عليه وآله يقول : " حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسينا " أي إن الحسين ابني وامتدادي الطبيعي فهو قرة عيني وثمرة فؤادي وفي نفس الوقت أنا من حسين ، وعليه فإن هذا الحديث يحدد المفهوم الذي أراده من هذا الحديث أي بدقة متكاملة وبتمعن نرى أن هذا الأمر يعني استمرار الرسالة السماوية وإحياء معالم الدين والعقيدة إنما هو بوجود الحسين وذرية فاطمة من الأئمة المعصومين ، لذلك قيل إن الدين الإسلامي محمدي الوجود حسيني البقاء وهذا ما نراه في التضحية التي قدمها الحسين يوم عاشوراء حيث أرخص الغالي والنفيس لإحياء شجرة الرسالة المحمدية في كل جوانبها فغذاها بدمه ودم عيالاته من الأطفال والشباب والشيوخ والنساء حتى الطفل الرضيع . وعلى هذا الأساس يكون معنى أم أبيها إن استمرار الإسلام وبقاء رسالة السماء وحفظ القرآن الكريم وعقائده مناهجه إنما يكون بواسطة فاطمة الزهراء عليها السلام ومن خلال ذريتها ، وهذا ما كان يراه الرسول صلى الله عليه وآله في فاطمة من خلال تطلعه إلى آفاق المستقبل الذي سيكون لولد فاطمة فكان يكرمها ويحترمها ويقول لها مرحبا بأم أبيها.
Asd_alhag Admin
عدد الرسائل : 485 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 09/02/2008
موضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] الأحد 18 مايو - 2:14:39
فلسفة أسماء فاطمة الزهراء عليها السلام
عن يونس بن ظبيان قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : لفاطمة عليها السلام تسعة أسماء عند الله عز وجل : فاطمة والصديقة والمباركة والطاهرة والزكية والراضية والمرضية والمحدثة والزهراء . من الأمور المهمة التي أخذت جانبا وحيزا واضحا في الشريعة الإسلامية وأكد عليها الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام من خلال أحاديثهم المباركة مسألة تسمية المولود باسم مبارك يدل على معنى لائق وجميل وحسب ما ترتضيه النفس المؤمنة ويميل إليه الوجدان الإنساني ذلك لأن الاسم الذي يمنحه الأب أو الأم للمولود يكون ذو أثر كبير ومهما في النفس الإنسانية حيث أثبتت البحوث العلمية المتأخرة التي قام بها علماء النفس والاجتماع أن للاسم أثرا بالغا على منشأ تصرفات وسلوك الأفراد الذين يحملون ذلك الاسم ، وإن كانت هذه المسألة تتفاوت في مدى تأثيرها على السلوك الفردي للإنسان من فرد إلى آخر إلا أنه في النتيجة النهائية يترك بعض الآثار المعينة الواضحة البرهان لذلك المعنى الذي يحمله الاسم ، على أن هذه الأمور الواضحة تدرك بأدنى تأمل لدى الإنسان الواعي الفطن الذي يدرك الكثير من الحقائق المعنوية قبل أن تطرق ذهنه وسمعه . وعلى هذا الأساس نجد أن هناك تمايزا واضحا في الأسماء التي تطرح وتعطى لأي فرد ، حيث نجد أن الكثير من الأسماء التي حملها بعض الأفراد وإن كانت ذات مغزى لطيف وأصيل وحسن إلا أنه المسمى بها غير منزه بل أنه مثلا يدل على خلاف اسمه ، وهذا بخلاف ما نجده في بعض الأسماء التي تحمل معنى قبيح وصاحبها ذو أصالة وأخلاق حسنة وأفعال جميلة . وهكذا نجد من خلال استقراء سيرة التاريخ في هذا المجال أن هناك الكثير من الأسماء اللامعة والتي يشير إليها المسلمون بالبنان مثل عبد الملك وهارون الرشيد والمتوكل على الله والواثق بالله أن بينهم وبين أسماءهم وألقابهم البون الشاسع ، فأسماءهم تدل على أنهم عاشوا في ملكوت التوكل والرشد والتقوى والوثوق بالله والاعتصام به بينما السيرة الذاتية لحياتهم وشخصياتهم تدل على خلاف ذلك ، فمثلا لو طالعنا حياة هارون الرشيد ذلك الخليفة العباسي وكيف تصرف برعونة وحماقة مع الأحرار والسادة العلويين من ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله ، وخاصة إجرامه بحق الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام نجد أن هذا الأمر واضح وبصورة جلية ، ولنعم ما قال الشاعر الكبير أبو فراس الحمداني في رائعته التي يقول فيها : الدين مخترم والحق مهتضم * وفي آل رسول الله مقتسم إلى أن يقول . . . ليس الرشيد كموسى في القياس ولا * مأمونكم كالرضا إن أنصف الحكم إذا تلوا آية غنى خطيبكــــــــــــــــم * قف بالديار التي لم يعفها القــــــدم
بينما إذا نظرنا إلى أهل بيت النبوة نجد أن أسماءهم تدل على المعاني العالية المنال وفي نفس الوقت نرى أن السيرة الذاتية لحياتهم ومواقفهم وتصرفاتهم ذات دلالة واضحة على أسماءهم وألقابهم . فحين نقرأ سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام نجد كل ألقابه وكناه منطلقة من صفاته الأصيلة الثابتة في أعماقه وفي جذوره المشرقة المضيئة بنور الله تعالى فهو الإمام العابد الزاهد الصادق القائد إمام المتقين وقائد الغر المحجلين ، وهكذا في الحسن المجتبى والحسين الشهيد والساجد والباقر عليهم السلام أجمعين . ومن هذا المنطلق نرى أن الرسول وأهل بيته عليهم السلام قد أكدوا ومن خلال الكثير من الروايات على ضرورة تسمية المولود بخير الأسماء وأفضلها وذلك لما يتركه الاسم من البصمات الواضحة والآثار الجميلة على طبيعة تصرف الفرد وعلى ضوء ذلك المعنى الذي يحمله الاسم ، ولذلك جاءت الأحاديث لتؤكد على هذه المسألة وللفلسفة الرائعة لها ، حيث ورد الاستحباب المؤكد على ضرورة تسمية المولود بأحسن الأسماء حيث روي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنه قال : " لا يولد لنا ولد إلا سميناه محمد فإذا مضى لنا سبعة أيام فإن شئنا غيرنا وإن شئنا تركنا " . وقد أكد الرسول صلى الله عليه وآله على هذه التسمية بقوله : " من ولد له أربعة أولاد ولم يسم أحدهم باسمي فقد جفاني " . وكان الديدن العام لأئمة أهل البيت على هذا الأمر والاهتمام به كل الاهتمام فهم كانوا يحثوا المسلمين على تسمية أبناءهم وبناتهم بالأسماء التالية ( عبد الرحمن - وباقي أسماء العبودية - محمد ، أحمد ، علي ، حسن ، حسين ، جعفر ، طالب ، فاطمة ) . وجاء التأكيد على هذه الأسماء من خلال عدة روايات أثبتت هذه المسألة المهمة كل ذلك لأجل تحصين الطفل من السخرية والاستهزاء من قبل الآخرين في حالة تسميته بأسماء ورد فيها الكراهة مثل الحكم ، خالد ، مالك ، حارث ، ولئلا تكون سببا للشعور بالنقص كما هو الحال في الأسماء المستهجنة . وبعد هذه المقدمة المهمة في مضمونها نصل إلى موضوع البحث الذي نريد الدخول فيه وهو أسماء فاطمة الزهراء وفلسفتها ، فإن اسمها من الباري عز وجل وهو الواضع لهذه المعصومة الشهيدة اسمها وكما سيتبين من خلال البحث ، وهنا في هذا المقام ينقدح لدينا عدة أسئلة مهمة مرتبطة بصميم بحث أسماءها ألا وهي : - لماذا الباري عز وجل وضع الأسماء لفاطمة الزهراء ؟ - وما فلسفة أسماءها ؟ - وماهية المعاني لها ؟ ولم التأكيد من قبل الله تعالى على أهمية أسماء الزهراء ؟ كل هذه الأسئلة لا بد لنا من التوقف عندها والإلمام بمعرفتها من خلال مراجعة أحاديث أهل البيت عليهم السلام واستظهارها وكيفية بيان معاني أسماء فاطمة الزهراء عليها السلام . أما كون أسماءها من الله تعالى وهو الذي سماها بفاطمة فيوجد في هذا المضار أحاديث كثيرة تبين هذه المنقبة لفاطمة ، فلقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال لفاطمة : " شق الله لك يا فاطمة اسما من أسمائه ، فهو الفاطر وأنت فاطمة " . وجاء في حديث عن يونس بن ظبيان قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : " لفاطمة تسعة أسماء عند الله عز وجل : فاطمة والصديقة والمباركة والطاهرة والزكية والراضية والمرضية والمحدثة والزهراء " . وفي حديث آخر قال أبو الحسن : " . . . فلما ولدت فاطمة سماها الله تبارك وتعالى فاطمة " . فيتبين من خلال هذه الأحاديث وأحاديث أخرى أغفلنا عن ذكرها لئلا يطول المقام بها إن أكثر أسماء فاطمة الزهراء عليها السلام هي من وضع الله تعالى وهو الذي سماها بهذه الأسماء المباركة ، ففي رواية يثبت الإمام أن للزهراء عليها السلام اسم واحد سماها به الله تعالى وفي رواية أخرى يثبت معصوم آخر أن للزهراء عليها السلام تسعة أسماء عند الله تبارك وتعالى ، كل ذلك نتيجة المقام السامي لفاطمة الزهراء عند الله تعالى ، وربما يوحي هذا الكلام أن هناك تعارض في عدد أسماء الزهراء ولكن بأدنى تأمل للروايات يظهر لنا أن هذا ناشئ من طبيعة حال السائل . وعلى هذا الأساس انقدح في ذهننا الأسئلة المتقدمة الذكر وهو لماذا الباري عز وجل هو الذي سمى فاطمة بهذه الأسماء ؟ وما هي فلسفتها ؟ وما هي المناسبة بين ذات الزهراء وأسماءها التي أعطاها الله تبارك إياها ؟ وعليه كل الأسئلة المتقدمة سوف نجيب عليها من خلال هذا البحث بإجماله . فنقول : إنما وضع الله أسماء فاطمة الزهراء عليها السلام منه لتكون علامة لشئ ما ، وهذا الشئ سوف يتضح لنا من خلال الأبحاث القادمة ، وربما تسأل أيها القارئ العزيز كيف يكون الاسم علامة للمسمى والمفهوم من العلامة هو الوسم والذي يظهر هذا من خلال مراجعة أفراد اللغة العربية ؟ والجواب على ذلك : أن بين الأسماء والمعاني الموضوع لها مناسبة ذاتية ، والواضع عندما يضع الاسم المعين للمسمى المعين يكون عالما بالمناسبة وقادرا عليها ولوجود الحكمة والإتقان في وضع الأسماء لتلك المعاني ، ومن هنا كان الواضع لأسماء فاطمة الزهراء هو الله تعالى وذلك لوجود المناسبة والحكمة في ذات الزهراء ، وكذلك اقتضت حكمة الباري عز وجل أن تكون العلامة فيها مناسبة لها وهي ذات الزهراء في مادتها وصورتها حيث كانت دلالة فاطمة الزهراء ذاتية ومرتبطة ارتباطا وثيقا مع اسمها فكان التعبير من الله تعالى أدق في التعريف لذات الزهراء وأظهر في تمييز ذاتها عن بقية الذوات . فالله سبحانه وتعالى لم يهمل الحكمة ولم يظلمها ولم يضعها في غير ما جعلها مقتضية لها فمن شاء أن يطلعه على علل الأشياء وأسبابها علمه ذلك بتفهيمه أو بوضع القرائن له والأمارات على ذلك وكما فعل ذلك مع أهل البيت حيث هو الذي وضع أسماءهم وهذا ما نجده من خلال المأثور الروائي لأهل البيت ، فالله تبارك وتعالى يحب أن تكون أسماء أهل البيت منه تعالى وكما قال الله تعالى : * ( لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون ) * . وأما إن قال شخص ما إن الواضع لأسماء فاطمة هو غير الله تعالى وبغض النظر عن الرواية الواردة في المقام والشواهد والقرائن الأخرى ؟ فالجواب عليه : أنه لو قلنا بأن الواضع غير الله تعالى لم يكن هناك محذور في أن الألفاظ بينها وبين المعاني مناسبة ذاتية لأن الوضع لا يمكن إلا ممن له قوة المعرفة التي تنقص عن المعرفة بالمناسبة واعتبارها ، ويدل على هذا إنا وجدنا في اللغة واشتقاق الألفاظ بعضها من بعض ونظمها على ما يوافق الحكمة ما يبصر العقول مع ما عرفنا من قصورنا عن أكثر أسرارها ولا يكون ذلك إلا ممن يقدر على المناسبة ويعرف كمال حسنها وشرفها على عدمها وإذا كان قادرا على العلم بها وعلى معرفتها بأنها أكمل وأدل على المطلوب وأوفق بالحكمة كان العدول عن ذلك نقصا في الكمال وعدولا إلى الإهمال عن الحكمة لأن الأسماء في الحقيقة صفات المسميات فلو لم يكن بين الصفة وموصوفها مناسبة ذاتية ومطابقة حقيقة لكانت صفة فاطمة الزهراء عليها السلام التي تطلب بها تمييزها تصلح أن تكون لغيرها وإذا صلحت لغيرها كان تميزها بها مما يزيد في الالتباس وعدم المعرفة . وعلى كل حال فإن البحث في هذا المقام لطويل وشائك فالذي نريد القول به والنتيجة التي نريد استعراضها وإظهارها هو أن الواضع هو الله تبارك وتعالى لأسماء فاطمة الزهراء ، وإنما وضعها لتكون العلامات المميزات والصفات المعينات لفاطمة الزهراء ، ولكي يتبين معرفة الحال في المقام أكثر نقول : إن المراد من هذه الأسماء الأعم من اللفظية والمعنوية لأن العلامة والتمييز يحصل بكل منهما ، والحاصل أن أسماءها التي أشير إليها في الرواية المتقدمة الذكر سواء كانت من الأسماء الصفاتية أو اللفظية فإنها مشتقة من أسمائه تعالى يعني اشتقها سبحانه وتعالى من أسمائه وهذا معنى ما روي عن علي بن الحسين حيث قال : حدثني أبي عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أن قال : " قال الله يا آدم هذه أشباح أفضل خلائقي وبرياتي هذا محمد وأنا الحميد المحمود في فعالي شققت له اسما من اسمي وهذا علي وأنا العلي العظيم شققت له اسما من اسمي وهذه فاطمة وأنا فاطر السماوات والأرض فاطم أعدائي من رحمتي يوم فصل قضائي وفاطم أوليائي عما يعرهم ويشينهم شققت لها اسما من اسمي . . . " . وهذا يعني أنها فيض وجودها ونورها من فيض نور الله تبارك وتعالى ونسبتها إلى الله تعالى من حيث وجودها ومبدأ نورها وصفاتها وبأبسط تأمل لهذا الحديث يظهر أنه سبحانه وتعالى يريد بالاسم ما هو أعم من اللفظ ولو أراد خصوص اللفظ فقط يعني اسم فاطمة لما قال تعالى وهذه فاطمة وأنا فاطر السماوات والأرض ولو أراد خصوص المعنى لما علقه بالألفاظ ولكنه تعالى يريد الأسماء المعنوية والأسماء اللفظية وهو المفهوم من أحاديثهم الكثيرة وكما سيتبين لنا من خلال إظهار معاني أسماء فاطمة فافهم تغنم .
Asd_alhag Admin
عدد الرسائل : 485 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 09/02/2008
موضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] الأحد 18 مايو - 2:17:18
معاني أسماء فاطمة الزهراء عليها السلام
عن يونس بن ظبيان قال : قال أبو عبد الله عليه السلام لفاطمة عليها السلام تسعة أسماء عند الله عز وجل : فاطمة والصديقة والمباركة والطاهرة والزكية والراضية والمرضية والمحدثة والزهراء . على ضوء هذا الحديث سوف يكون كلامنا حول أسماء فاطمة الزهراء عليها السلام حيث نأخذ كل اسم من أسماءها وحسب تسلسله ووروده في الحديث المبارك ومن خلال ذلك نقف مع أقوال أهل البيت عليهم السلام في ذلك وبيان أقوال العلماء في هذه الأسماء المباركة .
فلسفة اسم فاطمة عليها السلام : إن الظاهر من خلال استقراء أحاديث أهل بيت العصمة عليهم السلام أن أول اسم سميت به بضعة الرسول صلى الله عليه وآله هو فاطمة ، وهذا على القطع اليقيني ثابت ولا يعتريه الشك ولا الشبهة ولذا ورد في كثير من أحاديث أهل البيت التأكيد على هذا الاسم وإكرامه وإعطائه الهيبة اللائق به حيث كان لاسم فاطمة وقع كبير في نفوس ومحبي أهل البيت وخصوصا في نفوس أهل البيت وكان له المنزلة العظمى كما يظهر من الروايات والأخبار الصحيحة المسندة . فلقد روي عن فضالة بن أيوب ، عن السكوني قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وأنا مغموم مكروب ، فقال لي : يا سكوني ما غمك ؟ فقلت : ولدت لي ابنة ، فقال : يا سكوني على الأرض ثقلها ، وعلى الله رزقها ، تعيش في غير أجلك وتأكل من غير رزقك ، فسرى والله عني ، فقال : ما سميتها ؟ قلت : فاطمة . قال : آه آه آه ثم وضع يده على جبهته - إلى أن قال - ثم قال : أما إذا سميتها فاطمة فلا تسبها ولا تلعنها ولا تضربها . وعن بشار المكاري قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام بالكوفة وقد قدم له طبق طبرزد وهو يأكل ، فقال : يا بشار أدن فكل . فقلت : هناك الله وجعلني فداك ، قد أخذتني الغيرة من شئ رأيته في طريق ! أوجع قلبي وبلغ مني ، فقال لي : بحقي لما دنوت فأكلت . قال : فدنوت فأكلت ، فقال لي : حديثك ، قلت : رأيت جلوازا يضرب رأس امرأة ويسوقها إلى الحبس وهي تنادي بأعلى صوتها : " المستغاث بالله ورسوله " ولا يغيثها أحد . قال : ولم فعل بها ذلك ؟ قال : سمعت الناس يقولون إنها عثرت فقالت : " لعن الله ظالميك يا فاطمة " فارتكب منها ما ارتكب . قال : فقطع الأكل ولم يزل يبكي حتى ابتل منديله ولحيته وصدره بالدموع . ثم قال : يا بشار ، قم بنا إلى مسجد السهلة فندعوا الله عز وجل ونسأله خلاص هذه المرأة . قال : ووجه بعض الشيعة إلى باب السلطان وتقدم إليه بأن لا يبرح إلى أن يأتيه رسوله ، فإن حدث بالمرأة حدث صار إلينا حيث كنا . قال : فصرنا إلى مسجد السهلة ، وصلى كل واحد منا ركعتين ، ثم رفع الصادق يده إلى السماء وقال : أنت الله - إلى آخر الدعاء - قال : فخر ساجدا لا أسمع منه إلا النفس ثم رفع رأسه فقال : قم فقد أطلقت المرأة . قال : فخرجنا جميعا ، فبينما نحن في بعض الطريق إذ لحق بنا الرجل الذي وجهناه إلى باب السلطان ، فقال له : ما الخبر ؟ قال : قد أطلق عنها ، قال : كيف كان إخراجها ؟ قال : لا أدري ولكنني كنت واقفا على باب السلطان ، إذ خرج حاجب فدعاها وقال لها : ما الذي تكلمت ؟ قالت : عثرت فقلت " لعن الله ظالميك يا فاطمة " ، ففعل بي ما فعل . قال : فأخرج مائتي درهم وقال : خذي هذه واجعلي الأمير في حل ، فأبت أن تأخذها ، فلما رأى ذلك منها دخل وأعلم صاحبه بذلك ثم خرج فقال : انصرفي إلى بيتك فذهبت إلى منزلها . فقال أبو عبد الله : أبت أن تأخذ المائتي درهم ؟ قال : نعم ، وهي والله محتاجة إليها ، قال : فأخرج من جيبه صرة فيها سبعة دنانير وقال : اذهب أنت بهذه إلى منزلها فاقرئها مني السلام ، وادفع إليها هذه الدنانير ، قال : فذهبنا جميعا ، فأقرأناها منه السلام ، فقالت : بالله أقرأني جعفر بن محمد السلام ، فشقت جيبها ووقعت مغشية عليها قال : فصبرنا حتى أفاقت ، وقال : أعدها علي ، فأعدناها عليها حتى فعلت ذلك ثلاثا ، ثم قلنا لها : خذي ، هذا ما أرسل به إليك ، وأبشري بذلك ، فأخذته منا وقالت : سلوه أن يستوهب أمته من الله ، فما أعرف أحدا توسل به إلى الله أكثر منه ومن آبائه وأجداده .
الذي يظهر من خلال التأمل في هذه الرواية أن أئمة أهل البيت عليهم السلام كانوا يتأثرون أشد التأثر عندما يسمعون اسم فاطمة وخصوصا ما جرى عليها من الظلم والعدوان بعد وفاة أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله ، وكذلك نرى كيف أن الإمام ألقى اهتمامه البالغ بهذه المرأة التي لعنت ظالمي فاطمة الزهراء ودعى لها الدعاء الذي على أثره أطلق الله سراحها ، وكذلك كيف أكرمها بالسبعة دنانير لأنها موالية ومؤمنة بالتولي لأهل البيت والتبري من أعدائهم . وورد عن سليمان الجعفري أنه قال : سمعت أبا الحسن يقول : لا يدخل الفقر بيتا فيه اسم محمد أو أحمد أو علي أو الحسن أو الحسين أو جعفر أو طالب أو عبد الله أو فاطمة من النساء . وأيضا عن الإمام موسى بن جعفر عن أبيه في حديث طويل عن رسول الله صلى الله عليه وآله عند قرب وفاته : " ألا إن فاطمة بابها بابي ، وبيتها بيتي ، فمن هتكه فقد هتك حجاب الله " قال عيسى ( الراوي للحديث ) * : فبكى أبو الحسن طويلا وقطع بقية كلامه وقال : هتك والله حجاب الله ، هتك والله حجاب الله ، هتك والله حجاب الله يا أمة - صلوات الله عليها . هذه هي بعض الأحاديث التي بينت كرامة اسم فاطمة عند الأئمة : أما معنى فاطمة وتسميتها بهذا الاسم المبارك فلا يخلو من أسباب ومناسبات فهلم معي إلى طائفة كبيرة من الأحاديث التي تذكر اسم سيدتنا فاطمة الزهراء ووجه التسمية وبيان معاني اسمها المبارك فاطمة وأقوال العلماء فيه . فعن يونس بن ظبيان أنه قال له الإمام أبو عبد الله عليه السلام : أتدري أي شئ تفسير فاطمة ؟ قلت : أخبرني يا سيدي . قال : فطمت من الشر . قال : ثم قال : لولا أن أمير المؤمنين تزوجها لما كان لها كفو إلى يوم القيامة على وجه الأرض آدم فمن دونه . وعن علي بن إبراهيم ، عن اليقطيني ، عن محمد بن زياد مولى بني هاشم قال : حدثنا شيخ لنا ثقة يقال له نجية بن إسحاق الفزاري قال : حدثنا عبد الله بن الحسن بن حسن قال : قال أبو الحسن : لم سميت فاطمة فاطمة ؟ قلت : فرقا بينه وبين الأسماء . قال : إن ذلك لمن الأسماء ، ولكن الاسم الذي سميت به ، أن الله تبارك وتعالى علم ما كان قبل كونه ، فعلم من رسول الله يتزوج في الأحياء وأنهم يطمعون في وراثة هذا الأمر من قبله ، فلما ولدت فاطمة سماها الله تبارك وتعالى " فاطمة " لما أخرج منها وجعل في ولدها ، ففطمهم عما طمعوا ، فبهذا سميت فاطمة " فاطمة " ، لأنها فطمت طمعهم . ومعنى فطمت : قطعت . وعن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : " إنا أنزلناه في ليلة القدر " الليلة : فاطمة ، والقدر : الله ، فمن عرف فاطمة حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر . وإنما سميت " فاطمة " لأن الخلق فطموا عن معرفتها. وقال النبي صلى الله عليه وآله لفاطمة : شق الله لك يا فاطمة اسما من أسمائه ، فهو الفاطر وأن فاطمة . وقال علي عليه السلام : إنما سميت فاطمة لأن الله فطم من أحبها عن النار . وقال النبي صلى الله عليه وآله : إنما سميت ابنتي فاطمة لأن الله فطمها وفطم محبيها عن النار . وقال الصادق عليه السلام : تدري أي شئ تفسير فاطمة ؟ قال : فطمت من الشر . ويقال : إنما سميت فاطمة لأنها فطمت عن الطمث . وعن محمد بن مسلم الثقفي ، قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : لفاطمة عليها السلام وقفة على باب جهنم ، فإذا كان يوم القيامة كتب بين عيني كل رجل : مؤمن أو كافر ، فيؤمر بمحب قد كثرت ذنوبه إلى النار ، فتقرأ فاطمة بين عينيه محبا فتقول : إلهي وسيدي سميتني فاطمة وفطمت بي من تولاني وتولى ذريتي من النار ، ووعدك الحق وأنت لا تخلف الميعاد ، فيقول الله عز وجل : صدقت يا فاطمة ، إني سميتك فاطمة ، وفطمت بك من أحبك وتولاك وأحب ذريتك وتولاهم من النار ، ووعدي الحق وأنا لا أخلف الميعاد - الحديث . وعن أبي جعفر عليه السلام قال : لما ولدت فاطمة عليها السلام أوحى الله عز وجل إلى ملك فانطلق به لسان محمد فسماها فاطمة ، ثم قال : إني فطمتك بالعلم ، وفطمتك عن الطمث . ثم قال أبو جعفر : والله لقد فطمها الله تبارك وتعالى بالعلم وعن الطمث بالميثاق. أما معنى قوله " فطمتك بالعلم " يعني أرضعتك بالعلم أو قطعتك عن الجهل بسبب العلم ، وهذا كناية عن كونها في بدو فطرتها عالمة بالعلوم الربانية . وقال المولى محمد علي الأنصاري رحمه الله : وقد تلخص منها ( أي الأخبار ) وجوه متعددة لتسميتها بتلك التسمية : مثل فطم نفسها بالعلم ، وفطمها عن الشر ، وفطمها عن الطمث ، وفطم ذريتها وشيعتها من النار ، وكذلك فطم من تولاها وأحبها منها ، وفطم الأعداء عن طمع الوراثة في الملك ، وعن حبها ، ونحو ذلك . ولا منافاة بين الأخبار ، لأن الفطم معنى يصدق مع كل من الوجوه المذكورة ، واختلاف الأخبار من جهة اختلاف حال الرواة والحضار من حيث الاستعداد الذاتية ، واختلاف المصالح في الأزمنة والأمكنة ، وكل هذه المعاني مرادة من اللفظ عند التسمية ، ولا يلزم من ذلك استعمال اللفظ في أكثر من معنى واحد ، الذي هو مخالف للقواعد الظاهرية اللفظية ، لأن فاطمة مشتق من الفطم بمعنى الفصل ، ومنه الفطام في الطفل بمعنى فصله عن اللبن والارتضاع ، يقال : فطمت المرضع الرضيع فطما ، من باب ضرب ، فصلته عن الرضاع ، فهي فاطمة ، والصغير فطم بمعنى المفطوم . وأفطم الرجل : دخل في وقت الفطام ، مثل أحصد الزرع ، إذا حان حصاده . وفطمت الحبل : قطعته . وفطمت الرجل عن عادته : إذا منعته عنها . وليس الفطم مخصوصا بالفصل عن اللبن وإن كثر استعماله فيه ، بل هو مطلق الفصل عن الشئ ، ومعنى القطع والمنع راجع إليه أو متفرع منه ، فيكون معنى " فاطمة " فاصلة أو قاطعة أو مانعة ، وكل منها معنى كلي وماهية مطلقة يصدق مع القيود الكثيرة ، فسميت من عند الله بها . ويلزم في تحقق معنى الفصل أن يكون هناك فاصل ومفصول له ، مثلا إذا كانت الأم فاطمة لطفلها ، فهي فاصلة ، والطفل مفصول ، واللبن مفصول عنه ، والغذاء مفصول به . فيكون معنى فاطمة أنها تفطم نفسها ولو بسبب قابليتها الذاتية عن الجهل بالعلم ، وعن الشر بالخير ، وعن الطمث بالطهارة عن الحمرة ، وتفطم ذريتها وشيعتها ومن توليها وأحبها من النار بالجنة ، وتفطم أعداءها عن طمع الوراثة باليأس عنها ، وعن حبها ببغضها . فلوحظ في وجه تسميتها بهذا الاسم وجوه متعددة وهي غير داخلة في مفهوم الاسم حتى توجب تعدد معاني اللفظ ، بل هي لحاظات خارجية باعتبارها وقعت التسمية . مثلا لو كان مجئ زيد من جهة أغراض مختلفة وأسباب متعددة ، فقيل : " جاء زيد " ، لم يوجب ذلك كون المجئ مستعملا في المعاني المتعددة . نعم لو جعل فاطمة بالنسبة إلى فطم الأعداء أو الأحباء بمعنى كونها ذات فطم من المبني للفاعل - كما هو كذلك - أي ذات فاطمية ، وفي فطمها عن الشر بمعنى ذات فطم من المبني للمفعول أي ذات مفطومية لزم المحذور المذكور ، ولكن على التقرير المسطور لا يلزم ذلك المحذور . ويمكن جعلها بمعنى ذات الفطم مطلقا من باب النسبة فيكون جامدا يستوي فيه المذكر والمؤنث . . . نعم ، يمكن جعل فاطمة في جميع الوجوه بمعنى المفعول ، أي المفطومة ، من باب الصفة بحال المتعلق بلحاظ المآل والحقيقة ، أو جعله بمعنى ذات الفطم ، من المصدر المبني للفاعل أو المفعول لكن على سبيل القضية الكلية لا الجزئية ، كما لا يخفى . وبالجملة فاختلاف الأخبار في بيان وجه التسمية إشارة إلى عدم انحصاره في شئ ، أو كون معناها معنى كليا يشمل على وجوه كثيرة ، فيحتمل احتمالا ظاهرا أن يكون ملحوظا في وجه التسمية أمور على حدة أيضا كفطمها على الإخلاق الرذيلة بالأخلاق الفاضلة ، وعن الأحوال الخبيثة بالأحوال الطيبة الزكية ، وعن الأفعال القبيحة بالأفعال الحسنة ، وعن الظلمانية بالنورانية ، وعن السهو والغفلة بالذكر والمعرفة ، وعن عدم العصمة بالمعصومية ، وبالجملة عن جميع جهات النقيصة بالكمالات العقلانية والروحانية والنفسانية ولوازمها الظاهرية والباطنية ، فيلزم حينئذ أن تكون لها العصمة الكبرى في الدنيا والآخرة والأولى . فتكون حينئذ معصومة تقية نقية ولية صديقة مباركة طاهرة إلى آخر الأسماء المذكورة في الرواية وغير الرواية . وتخصيص أسمائها بالتسعة في الخبر الصادق إما من جهة اشتمالها من حيث المعنى على سائر الأسماء أيضا ، أو من جهة صدور التسمية بها من جانب الله سبحانه بلا واسطة كما يشعر به قوله : لفاطمة تسعة أسماء عند الله . . . وقال العلامة الهمداني في بيان اسم فاطمة ما نصه : هذا الاسم سواء كان من عند الله عز وجل أو بإلهام من الله تعالى كما لاحظت في الأخبار الماضية ، لم يكن للعلامة وتمييز المسماة به عن غيرها فحسب ، كما في أسامي سائر الناس التي لم تراع المناسبة غالبا بينها وبين الأعيان والذوات ، بل في هذا الجعل وهذه التسمية الإلهية حكمة وسر وتناسب عميق بين الاسم والمسماة به . وإن مادة " فطم " على أي وجه فرضت فيها فاعلا أو مفعولا ، كانت بمعنى القطع والفصل على نحو الإطلاق ، ولا يختص بأحد الوجوه السابقة من الشر والطمث والجهل والخطأ وسوء الخلق والحمرة والحيض وما أشبه ذلك ، لأنها متصفة بجميع المكارم ، منفطمة عن جميع العيوب والنقائص ، فتناسب الاسم لها - فاعلا - لكونها فطمت نفسها وذريتها وشيعتها من النار وما يوجب الشنار والعار ، وتناسبه لها - مفعولا - لأنها مفطومة عن معرفتها الناس فهو وصف المتعلق . فمن الذي يبلغ معرفتها ؟ ! هيهات ! ضلت العقول ، وتاهت الحلوم ، وحارت الألباب ، وخسئت العيون ، وتصاغرت العلماء ، وحصرت الخطباء ، وتحيرت الحكماء ، وتقاصرت الحلماء ، وجهلت الألباء ، وكلت الشعراء ، وعجزت الأدباء ، وعييت البلغاء عن وصف شأن من شأنها ، ودرك درجة من سمو رفعتها . هي قطب دائرة الوجود ونقطة * لما تنزلت أكثرت كثراتها هي أحمد الثاني وأحمد عصرها * هي عنصر التوحيد في عرصاتها ومن عرف فاطمة حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر. والتشابه من وجوه : الأول : إن ليلة القدر مجهولة للناس من حيث القدر والمنزلة والعظمة ، والناس فطموا وقطعوا عن معرفتها ، وكذلك البضعة الأحمدية والجزء المحمدية مجهولة قدرها ، محفية قبرها . الثاني : كما أن ليلة القدر يفرق فيها كل أمر حكيم ، كذلك بفاطمة يفرق بين الحق والباطل ، والمؤمن والكفار . الثالث : كما صارت ليلة القدر ظرفا لنزول الآيات والسور ، فهي صارت وعاء للإمامة والمصحف . الرابع : إن ليلة القدر معراج الأنبياء والأولياء ، وكذلك ولايتها مرقاة لوصولهم إلى النبوة الرسالة والعظمة. الخامس : إن ليلة القدر منشأ للفيوضات والكمالات ، وكذلك التوسل بها وسيلة للخيرات والبركات ودفع البليات . السادس : إن ليلة القدر خير من ألف شهر ، وكذلك هي عليها السلام خير نساء الأولين والآخرين ، بل إن فاطمة خير أهل الأرض عنصرا وشرفا وكرما . هي مشكاة نور الله جل جلاله * زيتونة عم الورى بركاتها وهي كما قال الباقر عنصر الشجرة الطيبة التي هي رسول الله صلى الله عليه وآله أصلها وفرعها علي . فلاحظ هذا الحديث وتدبر فيها ، ثم ارجع البصر كرتين حتى يظهر لك المعارف والحكم وسر " لولاك لما خلقت الأفلاك ، ولولا علي لما خلقتك ، ولولا فاطمة لما خلقتكما " وسر قول رسول الله : " يا علي ، أنفذ ما أمرتك به الزهراء " وسر قول علي : " يا بقية النبوة " ، فوالله لولا فاطمة ما قام بعد النبي عمود ، ولا اخضر له عود . ولنعم ما قال الأزري رحمه الله : نحن من باري السماوات سر * لو كرهنا وجودها ما براها بل بآثارنا ولطف رضانا * سطح الأرض والسماء بناها وبأضوائنا التي ليس تخبو * حوت الشمس ما حوت من سناها ومما ينبغي لفت النظر إليه هو أن المعصومين يهتمون بهذا الاسم الشريف اهتماما شديدا ، ويكرمونه إكراما عظيما ، وإذا سمعوا به يبكون ويتأسفون ، ويحبون التي سميت به ، ويحبون بيتا كان فيه اسم فاطمة ، وهم يتوسلون به . فلاحظ الحديث الذي نقلناه عن أبي جعفر فإنه ذيله بالقسم والتأكيد بقوله : والله لقد فطمها الله تبارك وتعالى بالعلم وعن الطمث بالميثاق . وأيضا إنه - إذا وعكه الحمى ( وقبل وجعها آلمها ) استعان بالماء البارد ، ثم ينادي حتى يسمع صوته على باب الدار : فاطمة بنت محمد . قال العلامة المجلسي رحمه الله : لعل النداء كان استشفاعا بها صلوات الله عليها للشفاء . قال المحدث القمي : إني أحتمل قويا كما أنه أثر الحمى في جسده اللطيف كذلك أثر كتمان حزنه على أمه المظلومة في قلبه الشريف ، فكما أنه يطفي حرارة جسده بالماء ، يطفي لوعة وجده بذكر اسم فاطمة سيدة النساء ، وذلك مثل ما يظهر من الحزين المهموم من تنفس الصعداء ، فإن تأثير مصيبتها صلوات الله عليها على قلوب أولادها الأئمة الأطهار آلم من حز الشفار ، وأحر من جمرة النار.
Asd_alhag Admin
عدد الرسائل : 485 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 09/02/2008
موضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] الأحد 18 مايو - 2:19:06
الصديقة عليها السلام :
الصديقة وهو ثاني الأسماء المباركة لفاطمة الزهراء الذي هو معروف على لسان أهل البيت : ، وقد سماها به الله تبارك وتعالى إجلالا وإكراما لمقامها السامي ولما وصلت إليه من التصديق بكل ما آتاه الله ورسوله . والصديقة صيغة مبالغة في الصدق والتصديق أي أنها سلام الله عليها كثيرة الصدق ، ولقد ورد في كتاب تاج العروس معنى التصديق والصدق حيث قيل إن الصديق أبلغ من الصدوق ، وقيل : إنه الكامل في الصدق الذي يصدق قوله بالعمل ، البار ، الدائم التصديق ، وقيل : إنه من لم يكذب قط ، وقيل : من صدق بقوله واعتقاده ، وحقق صدقه بفعله ، وأيا كان منها معنى الصديق فإن فاطمة الزهراء سلام الله عليها تنطبق عليها جميع الأقوال فهي سلام الله عليها كانت المداومة على التصديق بما يوجبه الحق جل وعلا حيث كانت المصدقة بكل ما أمر الله به وبأنبيائه ولا يدخلها في أي شئ من ذلك أي شك كان وكانت المصداق الأفضل - مع أوليائه المعصومين - لقوله تعالى : * ( والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون ) * . وقوله تعالى : * ( وما المسيح بن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة ) * ، حيث فسرت كلمة صديقة في هذا الآية المباركة بأنها تصدق بآيات ربها ، ومنزلة ولدها وتصدقه فيها أخبرها به ، بدلالة قوله تعالى : * ( وصدقت بكلمات ربها ) * ، وقيل : لكثرة صدقها وعظم منزلتها فيما تصدق به من أمرها . وعلى كل حال فإن فاطمة الزهراء سلام الله عليها كانت الصديقة الطيبة التي صدقت بالله ورسوله وبما جاء به من عند الله تعالى وكانت المؤمنة بكل عقائدها الربانية والتي كانت تعمل على ضوء تلك العقائد والمعتقدات ولقد جاءت الروايات الكثيرة لكي تؤكد على هذه الحقيقة الواضحة للزهراء فلقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله في حديث طويل : يا علي ، إني قد أوصيت فاطمة ابنتي بأشياء وأمرتها أن تلقيها إليك ، فأنفذها ، فهي الصادقة الصدوقة ، ثم ضمها إليه وقبل رأسها ، وقال : فداك أبوك يا فاطمة . وعن مفضل بن عمر قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : من غسل فاطمة ؟ قال : ذاك أمير المؤمنين ، فكأنما استضقت ( استفظعت ) ذلك من قوله ، فقال لي : كأنك ضقت مما أخبرتك به ، فقلت : قد كان ذلك جعلت فداك ، فقال : لا تضيقن فإنها صديقة لم يكن يغسلها إلا صديق ، أما علمت أن مريم لم يغسلها إلا عيسى ؟ - الحديث . وكذلك قول رسول الله النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لعلي عليه السلام : أوتيت ثلاثا لم يؤتيهن أحد ولا أنا : أوتيت صهرا مثلي ولم أوت أنا مثلي ، وأوتيت زوجة صديقة مثل ابنتي ولم أوت مثلها زوجة ، وأوتيت الحسن والحسين من صلبك ولم أوت من صلبي مثلهما ، ولكنكم مني وأنا منكم . وجاء عن علي بن جعفر ، عن أخيه ، عن أبي الحسن قال : " إن فاطمة صديقة شهيدة " . والصديقة فعيلة للمبالغة في الصدق والتصديق ، أي كانت كثيرة التصديق لما جاء به أبوها ، وكانت صادقة في جميع أقوالها ، مصدقة أقوالها بأفعالها ، وهي معنى العصمة ، ولا ريب في عصمتها صلوات الله عليها لدخولها في الذين نزلت فيهم آية التطهير بإجماع الخاصة والعامة ، والروايات المتواترة من الجانبين . وقال الصادق : وهي الصديقة الكبرى ، وعلى معرفتها دارت القرون الأولى.
Asd_alhag Admin
عدد الرسائل : 485 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 09/02/2008
موضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] الأحد 18 مايو - 2:21:54
المباركة عليها السلام
المباركة وهو ثالث الأسماء التي وردت عن لسان المعصوم لفاطمة الزهراء سلام الله عليها عند الباري عز وجل ، والظاهر من خلال سيرتها وما تركت من ذرية طيبة من بعدها أن مسألة البركة واضحة البرهان في حياتها الواقعية ، حيث نجد أن ذرية كل رسول من ولده وخصوصا الذكور إلا نبينا محمد صلى الله عليه وآله حيث كانت ذريته من ابنته المباركة فاطمة سلام الله عليها ، وهذا ما نجده من خلال المأثور الروائي في حياة الرسول وأهل بيته . وقبل الدخول في أحاديث أهل البيت عليهم السلام ومدى دلالات هذه الأحاديث على هذا الاسم لفاطمة سلام الله عليها نراجع كتب اللغة لنرى مدى انطباق معنى المباركة أو البركة على حياتها الشخصية وما تركته في هذه الدنيا . فلقد ورد في معنى كلمة البركة هي النماء والزيادة ، وعن الزجاج المبارك ما يأتي من قبله الخير الكثير . وقيل : إن البركة : هي النماء والسعادة والزيادة . وقال الراغب : ولما كان الخير الإلهي يصدر من حيث لا يحبس ، وعلى وجه لا يحصى ولا يحصر قيل - لكل ما يشاهد منه زيادة محسوسة هو مبارك فيه وفيه بركة . ولا شك ولا ريب ومن خلال استقراء حياة فاطمة عليها السلام قبل وبعد وفاتها أنها هي الخير الكثير الذي ورد فيه قوله تعالى : * ( إنا أعطيناك الكوثر ) * ، ولقد انطبقت عليها هذه المعاني لكثرة بركتها على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أهل بيته وعلى شيعة أمير المؤمنين ، فأي بركة بعد رسول الله مثل فاطمة والتي على معرفتها دارت القرون الأولى ، وأي بركة أكبر وأفضل من بركة فاطمة سلام الله عليها على الشيعة وخاصة في هذه الحياة الدنيا حيث كانت الوعاء الأكبر للإمامة التي مثلت أفضل مصاديق الولاية الكبرى وأي بركة أفضل منها عندما تأتي يوم القيامة وتخلص شيعتها ومحبيها من عذاب النار . ولقد طفحت كتب السيرة والتاريخ دلالة على كثرة بركة فاطمة الزهراء سلام الله عليها وكذلك الكتب الروائية والكلامية والتفسيرية حيث أظهرت من خلال طيات صفحاتها هذه الصفة الواردة فيها ، فاقرأ معي ما كتب حول بركة الزهراء سلام الله عليها فيما ورد عن عبد الله بن سليمان قائلا ( قرأت في الإنجيل في وصف النبي صلى الله عليه وآله : نكاح النساء ذو النسل القليل ، إنما نسله من مباركة لها بيت في الجنة لا صغب فيه ولا نصب ، يكفلها في آخر زمان كما كفل زكريا أمك ، لها فرخان مستشهدان ) . ولقد ورد في تفسير سورة الكوثر ( إنا أعطيناك الكوثر ) إن الكوثر هي فاطمة الزهراء سلام الله عليها ، والكوثر معناه الخير الكثير . ويعني ذلك أن لكثرة ذرية رسول الله من جهة ابنته فاطمة الزهراء سلام الله عليها خاطب القرآن الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله بأنه له الكوثر كرامة من الله تعالى له . قال العلامة الطباطبائي رحمه الله : إن كثرة ذريته هي المرادة وحدها بالكوثر الذي أعطيه النبي صلى الله عليه وآله أو المراد بها الخير الكثير ، وكثرة الذرية مرادة في ضمن الخير الكثير ، ولولا ذلك لكان تحقيق الكلام بقوله : * ( إن شانئك هو الأبتر ) * خاليا عن الفائدة . وقد استفاضت الروايات أن السورة إنما نزلت فيمن عابه بالأبتر بعد ما مات ابنه القاسم وعبد الله ، وبذلك يندفع ما قيل : إن مراد الشانئ بقوله ( أبتر ) المنقطع عن قومه أو المنقطع عن الخير ، فرد الله عليه بأنه هو المنقطع من كل خير . ولما فيه قوله ( إنا أعطيناك ) من الامتنان عليه جئ بلفظ المتكلم مع الغير الدال على العظمة ، ولما فيه من تطبيب نفسه الشريفة أكدت الجملة بأن ، وعبر بلفظ الإعطاء الظاهر في التمليك . وبالجملة لا تخلو من دلالة على أن ولد فاطمة ذريته ، وهذا في نفسه من ملامح القرآن الكريم ، فقد كثر الله تعالى نسله بعد كثرة لا يعادلهم فيها أي نسل آخر ، مع ما نزل عليهم من النوائب ، وأفنى جموعهم من المقاتل الذريعة. وقال الفخر الرازي في تفسير قوله تعالى : * ( إنا أعطيناك الكوثر ) * ، والقول الثالث : الكوثر أولاده . قالوا : لأن هذه السورة إنما نزلت ردا على من عابه بعدم الأولاد ، فالمعنى أنه يعطيه نسلا يبقون على مر الزمان . فانظر كم قتل من أهل البيت ، ثم العالم ممتلي منهم ولم يبق من بني أمية في الدنيا أحد يعبأ به ! ثم انظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا والنفس الزكية وأمثالهم. وقال أيضا : إنا إذا حملنا الكوثر على كثرة الأتباع أو على كثرة الأولاد وعدم انقطاع النسل كان هذا إخبارا عن الغيب ، وقد وقع مطابقا له ، فكان معجز. وقال الآلوسي في تفسير : * ( إن شانئك هو الأبتر ) * ، الأبتر : الذي لا عقب له حيث لا يبقى منه نسل ولا حسن ذكر ، وأما أنت فتبقى ذريتك . . . عليه دلالة على أن أولاد البنات من الذرية . وقال العلامة القزويني : ووجه المناسبة أن الكافر شمت بالنبي حين مات أحد أولاده وقال : إن محمدا أبتر ، فإن مات مات ذكره . فأنزل الله هذه السورة على نبيه تسلية له ، كأنه تعالى يقول : إن كان ابنك قد مات فإنا أعطيناك فاطمة ، وهي وإن كانت واحدة وقليلة ولكن الله سيجعل هذا الواحد كثيرا . وتصديقا لهذا الكلام ترى في العالم - اليوم - ذرية فاطمة الزهراء عليها السلام الذين هم ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله منتشرين في بقاع العالم ، ففي العراق حوالي مليون ، وفي إيران حوالي ثلاث ملايين ، وفي مصر خمس ملايين ، وفي المغرب الأقصى خمس ملايين ، وفي الجزائر وتونس وليبيا عدد كثير ، وكذلك في الأردن وسوريا ولبنان والسودان وبلاد الخليج والسعودية ملايين ، وفي اليمن والهند وباكستان والأفغان وجزر أندونيسيا حوالي عشرين مليون ، وقل أن تجد في البلاد الإسلامية بلدة ليس فيها أحد من نسل السيدة فاطمة الزهراء ، ويقدر مجموعهم بخمسة وثلاثين مليونا ، ولو أجريت إحصائيات دقيقة وصحيحة فلعل العدد يتجاوز هذا المقدار . ويؤيد ما استفاده العلامة (ره ) وغيره أخبار كثيرة وردت من الفريقين العامة والخاصة ، كما روى الحافظ الكنجي الشافعي عن النبي صلى الله عليه وآله قال : " إن الله عز وجل جعل ذرية كل نبي في صلبه ، وإن الله عز وجل جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب " . قلت : رواه الطبراني في معجمه الكبير ، في ترجمة الحسن . فإن قيل : لا اتصال لذرية النبي بعلي إلا من جهة فاطمة ، وأولاد البنات لا تكون ذرية لقول الشاعر : بنونا بنو أبنائنا وبناتنا * بنوهن أبناء الرجال الأباعد قلت : في التنزيل حجة واضحة تشهد بصحة هذه الدعوى ، وهو قوله عز وجل في سورة الأنعام : * ( ووهبنا له ( أي لإبراهيم ) إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته ( أي ذرية نوح ) داود وسليمان ( إلى أن قال ) وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس ) * . فعد عيسى من جملة الذرية الذين نسبهم إلى نوح وهو ابن بنت لا اتصال له إلا من جهة أمه مريم . وفي هذا أكد دليل [ على ] أن أولاد فاطمة ذرية للنبي صلى الله عليه وآله ولا عقب له إلا من جهتها . وقد قال عطاء ومن شايعه من المفسرين : الهاء من قوله ( ومن ذريته ) راجعة إلى إبراهيم . ويحصل في هذا فائدة أخرى لطيفة وهو أنه عد من جملة الذرية الذين نسبهم إلى إبراهيم لوطا ولم يكن من صلبه ، لأن لوطا ابن أخي إبراهيم ، والعرب تجعل العم أبا كما أخبر عز وجل عن ولد يعقوب حيث قال : ( نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ) ومعلوم أن إسماعيل عم يعقوب ولكن نزله منزلة الأب ، فيحصل من هذا جواز انتساب أولاد علي عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله على الإطلاق ، لأنه أخوه وهو منه بمنزلة هارون من موسى ، كما نسب الله لوطا إلى إبراهيم ، ولوط إنما هو ابن أخيه ، وكذلك هنا . ابن حصين عن عمر قال : سمعت رسول الله يقول : كل بني أنثى فإن عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة ، فإني أنا عصبتهم وأنا أبوهم . وقال رسول الله في حديث طويل : يا فاطمة ، ما بعث الله نبيا إلا جعل له ذرية من صلبه ، وجعل ذريتي من صلب علي ، ولولا علي ما كانت لي ذرية . قال ابن أبي الحديد في ذيل كلام علي : " املكوا عني هذا الغلام لا يهدني ، فإنني أنفس بهذين - يعني الحسن والحسين - على الموت لئلا ينقطع بهما نسل رسول الله " .
فإن قلت : أيجوز أن يقال للحسن والحسين وولدهما أبناء رسول الله وولد رسول الله وذرية رسول الله ونسل رسول الله ؟ قلت : نعم ، لأن الله سماهم أبنائه في قوله تعالى : * ( ندع أبنائنا وأبنائكم ) * ، وإنما عنى الحسن والحسين .وسمى الله تعالى عيسى ذرية إبراهيم في قوله : ( ومن ذريته داود وسليمان - إلى أن قال - ويحيى وعيسى ) * .فإن قلت : فما تصنع بقوله تعالى : * ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ) * ؟ قلت : أسألك عن أبوته لإبراهيم بن مارية ، فكل ما تجيب به عن ذلك فهو جوابي عن الحسن والحسين . والجواب الشامل للجميع أنه عنى زيد بن حارثة ، لأن العرب كانت تقول : زيد بن محمد ، على عادتهم في تبني العبيد ، فأبطل الله ذلك ونهى عن سنة الجاهلية . قيل لمحمد بن الحنفية : لم يغرر بك أبوك في الحرب ولم لا يغرر بالحسن والحسين ؟ فقال : لأنهما عيناه ، وأنا يمينه ، وهو يذب عن عينيه بيمينه . وروى الخطيب عن عبد الله بن عباس قال : كنت أنا وأبي العباس بن عبد المطلب جالسين عند رسول الله إذ دخل علي بن أبي طالب ، فسلم فرد عليه رسول الله : وبش به وقام إليه واعتنقه وقبل بين عينيه وأجلسه عن يمينه ، فقال العباس : يا رسول الله ، أتحب هذا ؟ فقال النبي : يا عم رسول الله ، والله لله أشد حبا له مني ، إن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه ، وجعل ذريتي في صلب هذا . وجرت مناظرة طويلة بين الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام وبين هارون الرشيد ، وفيه قال له هارون : لم جوزتم للعامة والخاصة أن ينسبوكم إلى رسول الله ويقولون لكم : يا بني رسول الله ، وأنتم بنو علي ؟ وإنما ينسب المرء إلى أبيه ، وفاطمة إنما هي وعاء ، والنبي جدكم من قبل أمكم ! فقلت : يا أمير المؤمنين ، لو أن النبي نشر فخطب إليك كريمتك هل كنت تجيبه ؟ فقال : سبحان الله ! ولم لا أجيبه بل أفتخر على العرب والعجم وقريش بذلك . فقلت : لكنه عليه السلام لا يخطب إلي ولا أزوجه . فقال : ولم ؟ فقلت : لأنه ولدني ولم يلدك . فقال : أحسنت يا موسى . ثم قال : كيف قلتم إنا ذرية النبي ، والنبي لم يعقب ، وإنما العقب للذكر لا للأنثى ، وأنتم ولد الابنة ولا يكون لها عقب ؟ فقلت : أسألك بحق القرابة والقبر ومن فيه إلا ما أعفيتني عن هذه المسألة ، فقال : أولا تخبرني بحجتكم فيه يا ولد علي ، وأنت يا موسى يعسوبهم وإمام زمانهم ؟ كذا أنهي إلي ، ولست أعفيك في كل ما أسألك عنه حتى تأتيني فيه بحجة من كتاب الله ، فأنتم تدعون معشر ولد علي أنه لا يسقط عنكم منه شئ ألف ولا واو إلا وتأويله عندكم ، واحتججتم بقوله عز وجل : * ( ما فرطنا في الكتاب من شئ ) *. وقد استغنيتم عن رأي العلماء وقياسهم . فقلت : تأذن لي في الجواب ؟ قال : هات . فقلت : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم : * ( ومن ذريته داور وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين * وزكريا ويحيى وعيسى ) * ، من أبو عيسى ، يا أمير المؤمنين ؟ فقال : ليس لعيسى أب ، فقلت : إنما ألحقناه بذراري الأنبياء من طريق مريم ، وكذلك ألحقنا بذراري النبي من قبل أمنا فاطمة . أزيدك يا أمير المؤمنين ؟ قال : هات . قلت : قول الله عز وجل : * ( فمن حاجك فيه من بعد ما جائك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ) *، ولم يدع أحد أنه أدخل النبي تحت الكساء عند مباهلة النصارى إلا علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، وكان تأويل قوله عز وجل ( أبنائنا ) الحسن والحسين ( ونسائنا ) فاطمة ( وأنفسنا ) علي بن أبي طالب . إن العلماء قد أجمعوا على أن جبرئيل قال يوم أحد : " يا محمد ، إن هذه لهي المواساة من علي . قال : لأنه مني وأنا منه . فقال : جبرئيل : وأنا منكما يا رسول الله . ثم قال : لا سيف إلا ذو الفقار ، ولا فتى إلا علي " . فكان كما مدح الله عز وجل به خليله عليه السلام إذ يقول : ( فتى يذكرهم يقال له إبراهيم ) ، إنا معشر بني عمك نفتخر بقول جبرئيل إنه منا . فقال : أحسنت يا موسى . عن عبد الصمد بن بشير ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر ، قال : قال لي أبو جعفر : يا أبا الجارود ، ما يقولون في الحسن والحسين ؟ قلت : ينكرون علينا أنهما ابنا رسول الله ، قال : فبأي شئ احتججتم عليهم ؟ قلت : بقول الله عز وجل في عيسى بن مريم : * ( ومن ذريته داود وسليمان ( إلى قوله ) وكذلك نجزي المحسنين ) * ، وجعل عيسى من ذرية إبراهيم ، قال : فأي شئ قالوا لكم ؟ قلت : قالوا : قد يكون ولد الابنة من الولد ولا يكون من الصلب . قال : فبأي شئ احتججتم عليهم ؟ قال : قلت : احتججنا عليهم بقول الله تعالى : * ( قل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم ) * الآية ، قال : فأي شئ قالوا لكم ؟ قلت : قالوا قد يكون في كلام العرب ابني رجل واحد ، فيقول : أبنائنا ، وإنما هما ابن واحد . قال : فقال أبو جعفر : والله يا أبا الجارود لأعطينكها من كتاب الله تسمى لصلب رسول الله لا يردها إلا كافر . قال : قلت : جعلت فداك ، وأين ؟ قال : حيث قال الله * ( حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم ( إلى أن ينتهي إلى قوله ) وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم ) * ، فسلهم يا أبا الجارود ، هل حل لرسول الله نكاح حليلتهما ؟ فإن قالوا : نعم ، فكذبوا والله وفجروا ، وإن قالوا : لا ، فهما والله ابناه لصلبه ، وما حرمتا عليه إلا للصلب . وعن عامر الشعبي إنه قال : بعث إلي الحجاج ذات ليلة ، فخشيت ، فقمت وتوضأت وأوصيت . ثم دخلت عليه فنظرت فإذا نطع منشور وسيف مسلول . فسلمت عليه ، فرد علي السلام فقال : لا تخف ، فقد أمنتك الليلة وغدا إلى الظهر . وأجلسني عنده ، ثم أشار فأتي برجل مقيد بالكبول والأغلال ، فوضعوه بين يديه فقال : إن هذا الشيخ يقول : إن الحسن والحسين كانا ابني رسول الله ، ليأتيني بحجة من القرآن وإلا لأضربن عنقه . فقلت : يجب أن تحل قيده فإنه إذا أحتج فإنه لا محالة يذهب ، وإن لم يحتج فإن السيف لا يقطع هذا الحديد . فحلوا قيوده وكبوله ، فنظرت فإذا هو سعيد بن جبير ، فحزنت بذلك وقلت : كيف يجد حجة على ذلك من القرآن ؟ فقال له الحجاج : إئتني بحجة من القرآن على ما ادعيت وإلا أضرب عنقك . فقال له : انتظر . فسكت ساعة ثم قال له مثل ذلك ، فقال : انتظر . فسكت ساعة ثم قال له مثل ذلك ، فقال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم قال : * ( ووهبنا له إسحاق ويعقوب ( إلى قوله ) وكذلك نجزي المحسنين ) * . ثم سكت . وقال للحجاج : اقرأ ما بعده ، فقرأ : * ( وزكريا ويحيى وعيسى ) * ، فقال سعيد : كيف يليق ههنا عيسى ؟ قال : إنه كان من ذريته . قال : أين كان عيسى من ذرية إبراهيم ولم يكن له أب بل كان ابن ابنة فنسب إليه مع بعده ، فالحسن والحسين أولى أن ينسبا إلى رسول الله مع قربهما منه . فأمر له بعشرة آلاف دينار وأمر بأن يحملوها معه إلى داره ، وأذن له في الرجوع . قال الشعبي : فلما أصبحت قلت في نفسي : قد وجب علي أن آتي هذا الشيخ فأتعلم منه معاني القرآن ، لأني كنت أظن أني أعرفها فإذا أنا لا أعرفها . فأتيته فإذا هو في المسجد وتلك الدنانير بين يديه يفرقها عشرا عشرا ويتصدق بها ، ثم قال : هذا كله ببركة الحسن والحسين ، لئن كنا أغممنا واحدا لقد أفرحنا ألفا وأرضينا الله ورسوله .
Asd_alhag Admin
عدد الرسائل : 485 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 09/02/2008
موضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] الأحد 18 مايو - 2:26:08
الطاهرة عليها السلام
الطاهرة من الأسماء الجميلة والتي تدل على معنى يصبو إليه كل مؤمن هو الطهارة الباطنية والظاهرية ، حيث سميت به فاطمة سلام الله عليها ، وقد دلت عدة روايات مهمة في هذا الباب على مدى طهارتها عليها السلام هذا بالإضافة إلى الشواهد الأخرى التي أيدت هذه المسألة عنها من أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة بل هي المحور الذي يدور عليه أهل البيت ، وأفضل دليل على طهارتها هو آية التطهير ، فهي سلام الله عليها مطهرة نقية مبرأة من كل الأرجاس الظاهرية والباطنية وإليك بعض الأحاديث والشواهد التي تدل على أنها طاهرة سواء الطهارة الظاهرية أو الباطنية . فلقد ورد عن أبي جعفر ، عن آبائه : قال : إنما سميت فاطمة بنت محمد " الطاهرة " لطهارتها من كل دنس ، وطهارتها من كل رفث ، وما رأت قط يوما حمرة ولا نفاسا . وعن الصادق قال : إن الله حرم النساء على علي ما دامت فاطمة حية ، لأنها طاهرة لا تحيض. ولقد بين العلامة المولى محمد علي الأنصاري وجه الطهارة عن أهل البيت : بما فيهم فاطمة سلام الله عليها حيث قال : ووجه الطهارة في جميع ما ذكر منهم من حيث الحكمة أن منشأ النجاسة ونحوها إنما هو جهة النفسانية ، وليس في تلك الأنوار الإسفهبدية جهة النفسانية بالمرة ولو مثقال ذرة . وما ورد في طهارة أجسادهم الشريفة إنما هو محمول على أجزائها الظاهرية والباطنية من كل حيثية ، وإلا فظواهر الأجساد طاهرة من كل مسلم أيضا فلا يكون لهم حينئذ فضل من هذه الجهة . . . أما قضية سد الأبواب بالنسبة للمسجد النبوي الشريف إلا لأهل البيت في زمن النبي محمد فهي أفضل شاهد على طهارتهم الظاهرية والباطنية . وقال العلامة الأميني ( رحمه الله ) إشارة إلى هذا المسألة : إن سد الأبواب الشارعة في المسجد كان لتطهيره عن الأدناس الظاهرية والمعنوية ، فلا يمر به أحد جنبا ، ولا يجنب فيه أحد . وأما ترك بابه وباب أمير المؤمنين فلطهارتهما عن كل رجس ودنس بنص آية التطهير ، حتى إن الجنابة لا تحدث فيهما من الخبث المعنوي ما تحدث في غيرهما . . . وقوله : ألا إن مسجدي حرام على كل حائض من النساء وكل جنب من الرجال إلا على محمد وأهل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين ( صلوات الله عليهم أجمعين ) . وقوله : ألا لا يحل هذا المسجد لجنب ولا لحائض إلا لرسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، ألا قد بينت لكم الأسماء أن لا تضلوا . فزبدة المخض من هذه كلها أن إبقاء ذلك الباب والإذن لأهله بما أذن الله لرسوله مما خص به مبتن على نزول آية التطهير النافية عنهم كل نوع من الرجاسة . وقال العلامة الشيخ السعيد جمال الدين الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني ( رحمه الله ) : وروى الصدوق في كتاب " من لا يحضره الفقيه " عن النبي مرسلا أنه قال : " إن فاطمة ليست كأحد منكن ، إنها لا ترى دما في حيض ولا نفاس كالحورية . . . " ولا يخفى ما في هذه الروايات من المنافاة لما سبق في حديث قضاء الحائض للصوم دون الصلاة من أن رسول الله كان يأمر فاطمة بذلك . ووجه الجمع حمل أمره لها على إرادة تعليم المؤمنات ، وهو نوع من التجوز في الخطاب شائع ، ولعل المقتضي له في هذا الموضع رعاية خفاء هذه الكرامة كغيرها مما ينافي ظهوره بلاء التكليف . وفي ختام هذا البحث ينبغي أن تلاحظ ما جاء في غسلها ووصيتها قبل الوفاة ، وهو أدل دليل وأقوى حجة على أنها كانت طاهرة ميمونة في حياتها وبعد مماتها ، ولم يحدث الموت فيها رجاسة ولا دناسة ، مع أنك تعلم أنه مما لا خلاف فيه تنجس البدن بعد الموت وبعد خروج النفس عنه ، ولأجل ذلك لا بد أن يغسل الميت حتى يطهر بدنه وينظف جسمه ، إلا أن سيدة النساء أوصت أن لا يكشفها أحد ، وأن تدفن بغسلها قبل الوفاة . روى أحمد في مسنده عن أم سلمى ( زوجة أبي رافع ) قالت : اشتكت فاطمة شكواها التي قبضت فيه ، فكنت أمرضها ، فأصبحت يوما كأمثل ما رأيتها في شكواها تلك ، قالت : وخرج علي لبعض حاجته ، فقالت : يا أمة اسكبي لي غسلا . فسكبت لها غسلا ، فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغسل ، ثم قالت : يا أمة أعطيني ثيابي الجدد ، فأعطيتها ، فلبستها ، ثم قالت : يا أمة قدي لي فراشي وسط البيت ، ففعلت ، واضطجعت واستقبلت القبلة وجعلت يدها تحت خدها ، ثم قالت : يا أمة إني مقبوضة الآن وقد تطهرت ، فلا يكشفني أحد ، فقبضت مكانها . قالت : فجاء علي فأخبرته . وقال في " كشف الغمة " : واتفاقهما من طرق الشيعة والسنة على نقله مع كون الحكم على خلافه عجيب ، فإن الفقهاء من الطرفين لا يجيزون الدفن إلا بعد الغسل إلا في موضع ليس هذا منه . . . ولعل هذا أمر يخصها . نعم إنها كأبيها في طهارتها كما تقدم عن الصادق إنه لما سئل : هل اغتسل علي حين غسل رسول الله ؟ قال : النبي طاهر مطهر ولكن اغتسل علي وجرت به السنة.
Asd_alhag Admin
عدد الرسائل : 485 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 09/02/2008
موضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] الأحد 18 مايو - 2:28:50
الزكية عليها السلام
الزكية ومعنى هذا الاسم مماثل ومرادف للمباركة ، والذي يقتضي الحال أن الزكاة هي النمو والزيادة في الشئ على وجه ما بحيث يكون ذا أثر واضح نتيجة تلك الزيادة التي تطرأ عليه ، فالزهراء زكية من جهة أن الله تعالى قد جعل ذرية رسول الله قد ازدادت ونمت عن طريق الرحم الطاهر للزهراء فلقد كثر وبانت ذرية الرسول من جهتها وهذا يقتضي أن تكون الزهراء هي المنبع الذي عن طريقه كثرة ذرية رسول الله ، فهي الزكية بكثرة بركتها على شيعتها ويمن المراجعة في هذا الموضوع في باب اسمها المباركة فإنه كما هي مباركة فهي زكية بسبب إخلاصها وحبها لله تعالى تفانيها في ذات الله .
Asd_alhag Admin
عدد الرسائل : 485 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 09/02/2008
موضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ] الأحد 18 مايو - 2:33:20
الراضية عليها السلام
الراضية من الأمور المهمة والتي تكون ذا أهمية كبيرة في معرفة درجة أيمان الفرد المسلم مسألة الرضا عن الله تعالى ، فمقام الرضا يحتاج إلى معرفة ويقين حتى يصل إليه الإنسان ويكون من الراضين بما قسم الله تعالى حتى يصل في النهاية إلى مرحلة إيمانية عالية جدا ، وكما ورد في دعاء كميل " وتجعلني بقسمك راضيا قانعا " أي أن الإنسان المؤمن يطلب من الله تعالى أن يوصله إلى مقام الرضا منه جل وعلا في كل ما يقسمه له سواء من خير أو بلاء أو غير ذلك ، ومع هذا كله فلقد ورد في عدة أحاديث مروية عن أهل بيت العصمة أن رأس طاعة الله تعالى الصبر والرضا عن الله تبارك وتعالى . فلقد جاء في الحديث الشريف عن علي بن الحسين أنه قال : " الصبر والرضا عن الله رأس طاعة الله ، ومن صبر ورضي عن الله فيما قضى عليه فيما أحب أو كره ، لم يقض الله عز وجل له فيما أحب أو كره إلا ما هو خير له " لأنه سبحانه وتعالى كما ورد في بعض الأخبار - عند حسن ظن عبده المؤمن به ، إضافة إلى أن الله سبحانه لا يختار لعبده إلا ما فيه خيره ومصلحته ، وإن خفيت تلك المصلحة على العبد لمحدوديته وقصوره عن الإحاطة بمصالحه ومفاسده . وجاء في حديث آخر عن أبي عبد الله قال : إن أعلم الناس بالله أرضاهم بقضاء الله عز وجل . فمن خلال هذا الحديث وأحاديث أخرى يظهر مقام الزهراء سلام الله عليها العلي حيث أنها كانت راضية عن الله تعالى بكل ما قدر لها من خير وبلاء ، وهذا ينم عن الحالة الإيمانية عند فاطمة ، فبملاحظة اسمها هذا - الراضية - باعتبار أنه اسم معروفة به عند الله تعالى والله لا يعطي هذا الاسم إلا لمن حاز على مرتبة شريفة وسامية ، فبملاحظة أمور أخرى في حياتها سلام الله عليها يتضح ويظهر أنها كانت ذا مرتبة علمية وعرفانية بلغت أوج عظمتها ، وكما ورد على لسان المعصوم " نحن حجج الله على الخلق وجدتنا فاطمة حجة الله علينا " والحجة لا يكون على الآخرين إلا إذا كان ذو مقام علمي وسامي على الآخرين وإلا لا يكون حجة على غيره . إذن فاطمة كانت راضية وهذا يظهر من خلال أبسط تأمل لحياتها وما جرى عليها من الظلم والأذى ، وبما قدر لها من مرارة الدنيا ومشقاتها ومصائبها وبلاياها . وبمراجعة بعض الروايات في المقام يظهر أن هناك حالة ترابط بين اسم الصديقة لفاطمة وبين اسمها الراضية ، فهناك حالة تلازم كما يظهر من الحديث الذي سوف أنقله إليك بين حالة الرضا بقضاء الله تعالى وبين الصديق الذي يكون عند الله بهذا المقام ، فلقد روي عن أبي عبد الله أنه قال : " قال الله عز وجل : عبدي المؤمن لا أصرفه في شئ إلا جعلته خيرا له ، فليرض بقضائي ، وليصبر على بلائي ، وليشكر نعمائي أكتبه ، أكتبه يا محمد من الصديقين عندي " . وتمام هذا الحديث منطلق على سيرتها الذاتية فهي كانت راضية بقضاء الله تعالى وصابرة على ما جرى عليها من الظلم والهوان ، وكانت شاكرة لله تعالى فالشكر يدل على الرضا ، وبملاحظة أسماء الزهراء في الرواية المتقدمة في أول الفصل نجد أن من أسماءها الصديقة وأن من الأسماء الأخرى لها هو الراضية ، إذن الرضا يؤدي بالعبد إلى درجة الصديقين ، والزهراء من خلال استقراء حياتها وسيرتها الذاتية نجد أنها كانت راضية بكل ما قدر الله لها ، فهي إذن صديقة وهذا من أفضل البراهين على أنها كانت صديقة . أما من خلال الأحاديث والأقوال الواردة في المقام فهي كثيرة والتي من خلالها بينت أن فاطمة سلام الله عليها كانت الراضية ، وكما قلنا أن سيرتها الذاتية طافحة بالأحداث الكثيرة التي أثبت أنها كانت راضية بما قدر الله لها ، فعن علي بن أعبد قال : قال لي علي رضي الله عنه : ألا أحدثك عني وعن فاطمة بنت رسول الله وكانت من أحب أهله إليه ؟ قلت : بلى قال : إنها جرت بالرحى حتى أثر في يدها ، واستقت بالقربة حتى أثر في نحرها ، وكنست البيت حتى اغبرت ثيابها ، وأوقدت القدر حتى دكنت ثيابها ، وأصابها من ذلك ضر ، فأتي النبي خدم ، فقلت : لو أتيت أباك فسألته خادما . فأتته فوجدت عنده حداثا ، فاستحيت فرجعت ، فأتاها من الغد ، فقال : ما كان حاجتك ؟ فسكتت ، فقلت : أحدثك يا رسول ، جرت عندي بالرحى حتى أثر في يدها ، وحملت القربة حتى أثر في نحرها وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها ، [ و ] أوقدت القدر حتى دكنت ثيابها ، فلما جاءك الخدم أمرتها أن تأتيك فتستخدمك خادما يقيها حر ما هي فيه . قال : اتقي الله يا فاطمة ، وأدي فريضة ربك ، واعملي عمل أهلك ، إن أخذت مضجعك فسبحي ثلاثا وثلاثين ، واحمدي ثلاثا وثلاثين ، وكبري أربعا وثلاثين ، فتلك مائة ، فهي خير لك من خادم . فقالت : رضيت عن الله وعن رسوله ، ولم يخدمها . ولقد ذكر المولى محمد علي الأنصاري شارح الخطبة ، في مسألة رضاها سلام الله عليها ومسألة من وجوه اقتضاها حال الرواية حيث قال : وإطلاق الرضية لرضاها عن الله ورسوله حين ذهبت إلى النبي فطلبت منه خادمة وقالت : لا أطيق على شدائد أشغال البيت ، فعلمها النبي تسبيح فاطمة وبشر لها بثوابه ، فقالت ثلاثا : رضيت عن الله ورسوله . فرجعت إلى بيتها فقالت : طلبت من أبي خير الدنيا ، فأعطاني خير الآخرة . أو لرضاها عن الله تعالى فيما أعطاها من القرب والمنزلة وطهارة الطينة وغير ذلك من المراتب والعالية في الدنيا والبرزخ والآخرة من حيث الجاه والمنزلة النعمة والشرف والفضيلة . أو لرضاها عنه تعالى في جعل الشفاعة الكبرى بيدها من الانتقام من قتلة ولدها في الدنيا والآخرة .
موسوعة أهل البيت [ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ]