مـنتدى ثــــــــــار الله الإسلامـي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مـنتدى ثــــــــــار الله الإسلامـي


 
الرئيسيةالبوابةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ]

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ]   موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Icon_minitime1الأربعاء 2 أبريل - 9:24:03

<<<

أعلَمُوا أيها النّاس أنه مَنْ مَشَى عَلى وَجْه الارْض فَإنه يَصير إلى بَطْنِها، وَاللّيْل وَالنّهار يَتَنازَعان (وفي نسخة اخرى) يَتَسارَعان في هَدْم الاعْمار.
يا أيها النّاس كفر النّعْمَة لُؤْم، وَصُحْبَة الْجاهِل شُؤْم، إن مِن الْكَرَم لِين الْكَلام وَمِن الْعِبادَة إظْهار اللّسَان وَإفْشاء السّلام، إياك وَالْخَديعَة فَإنها مِن خُلْق اللّئِيم، لَيْس كل طالِب يصيب وَلا كل غائِب يؤوب، لا تَرْغَب فيمَن زَهَد فيك، رُبّ بَعيد هو أقْرَب من قَريب سلّ عَن الرّفيق قَبّل الطّريق وَعّن الْجار قَبّل الدّار، ألا وَمَن أسْرَع في الْمَسير أدْرَكَه الْمَقيل، اسْتُر عَوْرَة أخِيك كَما تَعلمها فيك، اغْتَفِر زَلّة صَديقِك لِيَوْم يَرْكَبُك عَدُوّك مَن غَضِب عَلى مَن لا يَقْدِر عَلى ضَرِه طال حُزْنُه وَعَذَب نَفْسه، مَن خاف رَبّه كَفَ ظُلْمه (وفي نسخة مَن خَاف رَبّه كفي عَذابه) وَمَن لَم يزغ في كَلامه أظْهَر فَخْره، وَمَن لَم يَعْرِف الْخَيْر مِن الشّر فَهو بمَنْزِلَة الْبَهيمَة، إن مِن الْفَساد إضاعَة الزّاد، ما أصْغَر الْمُصِيبة مَع عِظَم الْفاقَة غَدا، هَيْهات هَيْهات وَما تَناكَرْتُم إلا لِما فِيكم مِن الْمَعاصي وَالذّنوب فَما أقْرَب الرّاحَة مِن التّعَب وَالْبُؤس مِن النّعيم وَما شَرّ بشَرّ بَعْده الْجَنّة وَما خَيْر بخَيْر بَعْده النّار، كُل نَعيم دون الْجَنّة مَحْقور وَكُل بَلاء دون النّار عافِية، وَعِنْد تَصْحيح الضّمائر تَبدو الْكَبائِر، تَصْفِية الْعَمَل أشَدّ مِن الْعَمَل وَتَخْليص النّيَة مِن الْفَساد أشَدّ عَلى الْعامِلين مِن طول الْجِهاد، هَيْهات لَوْلا التُقى لَكُنْت أدْهى الْعَرَب.
أيها النّاس إن الله تَعالى وَعَد نَبيه مُحَمّدا صَلّى الله عَليه وَآله الْوَسيلَة وَوَعَده الْحَق وَلنْ يُخْلف الله وَعْده، ألا وَإن الْوَسيلَة عَلى درج الْجَنّة وَذُرْوَة ذَوائب الزّلْفَة وَنهايَة غايَة الامْنِيّة، لَها ألْف مَرْقاة ما بَيْن الْمَرْقاة إلى الْمَرْقاة حضر الْفرس الْجواد مائَة عام وَهو مابَيْن مَرْقاة دُرّة إلى مَرْقاة جَوْهَرَة، إلى مَرْقاة زَبَرْجَدة إلى مَرْقاة لُؤْلُؤَة، إلى مَرْقاة ياقوته، إلى مَرْقاة زُمُرّدة، إلى مَرْقاة مَرْجانة، إلى مَرْقاة كافور، إلى مَرْقاة عَنْبَر، إلى مَرْقاة يلنجوج ، إلى مَرْقاة ذَهَب، إلى مَرْقاة غَمام، إلى مَرْقاة هَواء، إلى مَرْقاة نُور قَدْ أنافت عَلى كل الْجنان وَرَسُول الله صَلّى الله عَليه وَآله يَوْمَئِذ قاعِد عَليها، مُرْتَد برّيطتين رّيْطة مِن رَحْمَة الله وَرّيْطة مِن نُور الله، عَليه تاج النّبوّة وَإكْلِيل الرّسالَة قَدْ أشْرَق بنُوره الْمَوْقِف وَأنا يَوْمَئِذ عَلى الدّرَجَة الرّفيعَة وَهى دون دَرَجته وَعَلي رّيطتان رّيْطة مِن أرْجُوان النّور وَرّيْطة مِن كافور وَالرّسل وَالانبياء قَدْ وَقفوا عَلى الْمراقي، وَأعلام الازْمِنَة وَحجج الدّهور عَن أيماننا وَقَدْ تَجَلّلَهم حلل النّور وَالْكَرامة، لا يَرانا مَلَك مُقَرّب وَلا نَبِيّ مُرْسَل إلا بُهِت بأنوارنا وَعَجب مِن ضِيائِنا وَجَلالتنا وَعَن يَمين الْوَسيلَة عَن يَمين الرّسُول صَلّى الله عَليه وآله غَمامَة بسطة الْبَصَر يَأتى مِنها النّداء: يا أهْل الْمَوْقِف طُوبى لِمَن أحَبّ الْوَصِىّ وَآمَن بالنَبيّ الامّيّ الْعَرَبيّ وَمَن كَفر فالنّار مَوْعِده وَعَن يَسار الْوَسيلَة عَن يَسار الرّسُول صَلّى الله عَليه وَآله ظُلّة يَأتي مِنها النّداء: يا أهْل الْمَوْقِف طُوبى لِمن أحَبّ الْوَصِيّ وَآمَن بالنَبيّ الامّيّ وَالّذي لَه الْمُلْك الاعْلَى، لا فاز أحَد وَلا نال الروح وَالْجَنّة إلا مَن لَقى خالِقه بالاخْلاص لَهما وَالاقْتِداء بنجومهما، فَأيْقَنوا يا أهْل ولايَة الله ببَياض وجُوهكم وَشَرف مقْعدكم وَكَرم مآبكم وَبفَوْزكم الْيَوْم عَلى سرر مُتَقابِلين وَيا أهْل الانْحِراف وَالصّدود عَن الله عَزّ ذِكْره وَرَسُوله وَصِراطه وَأعلام الازْمِنة أيْقنوا بسَواد وجوهكم وَغَضَب رَبّكم جَزاءً‌ا بما كنتم تَعْملون وَما مِن رَسُول سَلَف وَلا نَبيّ مَضى إلا وَقَدْ كان مُخْبِرا امته بالمُرْسَل الْوارِد مِن بَعده وَمُبَشّرًا برَسُول الله صَلّى الله عَليه وآله وَمُوصيا قَوْمه باتّباعه وَمحليه عِند قَوْمه لِيَعرفوه بصِفَته وَلِيَتبعوه عَلى شَريعَته وَلئلا يَضلوا فيه مِن بَعده فَيكون مَن هَلَك [أ] وَضل بَعد وُقوع الاعذار وَالانْذار عَن بَيّنة وَتَعيين حُجّة، فَكانت الامم في رَجاء مِن الرّسل وَوُرُود مِن الانبياء وَلئن اُصِيبت بفَقْد نَبيّ بَعد نَبىّ عَلى عِظَم مصائِبهم وَفجائِعها بهم فَقْد كانت عَلى سَعة مِن الامَل وَلا مُصِيبة عَظُمت وَلا رَزِيّة جَلّت كَالمُصِيبة برَسُول الله صَلّى الله عَليه وَآله لان الله خَتَم به الانْذار وَ الاعذار وَقَطَع به الاحْتِجاج وَالْعُذْر بَينه وَبين خَلْقه وَجَعله بابه الّذي بَينه وَبين عِباده وَمُهَيْمنه الّذي لا يقْبل إلا به وَلا قُرْبة إليه إلا بطاعته، وَقال: في مُحْكَم كتابه: " مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً [النساء : 80] " فَقَرَن طاعته بطاعته وَمَعْصِيته بمَعْصِيته فَكان ذلك دَليلا عَلى ما فَوّض إليه وَشاهِدا له عَلى مَن اتّبَعه وَعَصاه وَبيّن ذلك في غَيْر مَوْضِع مِن الْكِتاب الْعَظيم فَقال تَبارك وَتعالى في التّحْريض عَلى اتّباعه وَالتّرْغيب في تَصْديقه وَالْقَبول لِدَعوته: " قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [آل عمران : 31] " فاتّباعه صَلّى الله عَليه وَآله مَحَبّة الله وَرِضاه غُفْران الذّنوب وَكمال الْفَوْز وَوُجوب الْجنّة وَفى التّولي عَنه وَالاعْراض محادة الله وَغَضبه وَسَخطه وَالْبُعْد مِنه مسْكن النّار و ذلك قوله: " وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ [هود : 17] " يَعني الْجُحود به وَالْعِصْيان لَه فإن الله تَبارك اسْمه امْتَحَن بي عِباده وَقتل بيَدي أضْداده وَأفْنى بسَيْفي جحاده وَ جَعَلني زُلْفَة لِلمُؤمٍنين وَحِياض مَوْت عَلى الْجَبارين وَسَيْفه عَلى الْمُجْرِمين وَشَدّ بي أزْر رَسُوله وَأكْرَمنى بنَصْره وَشَرّفني بعِلْمه وَحَباني بأحْكامه واخْتَصني بوَصِيّته واصْطَفاني بخِلافته في امّته فَقال صَلّى الله عَليه وَآله وَقَدْ حَشده الْمُهاجِرون وَالاْنصار وَانغصت بهم الْمَحافل: أيها النّاس إن عليا مِني كَهارون مِن موسى إلا أنه لا نَبيّ بَعدي، فَعَقَل الْمُؤمِنون عَن الله نطق الرّسُول إذ عَرَفوني أني لَست بأخيه لابيه وَامه كَما كان هارون أخا موسى لابيه وَامه وَلا كنت نَبيّا فاقتضى نُبوّة وَلكن كان ذلك مِنه اسْتخلافا لي كَما اسْتخلف موسى هارون (ع) حَيْث يَقول: " اخْلفني في قَوْمي وَأصْلح وَلا تّتبع سَبيل الْمُفْسِدين " وَقَوله صَلّى الله عَليه وَآله حين تَكَلمت طائِفة فَقالت: " نَحْن موالي رَسُول الله صَلّى الله عَليه وَآله فَخَرج رَسُول الله صَلّى الله عَليه وَآله إلى حَجّة الْوَداع ثُمّ صار إلى غَدير خم فَأمر فَأصْلَح لَه شِبْه الْمِنْبَر ثُمّ عَلاه وَأخَذ بعَضْدي حَتى رئي بَياض إبطيه رافِعا صَوْته قائِلا في مَحْفِله " مَن كُنت مَوْلاه فَعَلي مَوْلاه اللّهُم وآل مَن والاه وَ عاد مَن عاداه " فَكانت عَلى وِلايَتي وِلايَة الله وَعَلى عَداوتي عَداوة الله.
وَأنْزَل الله عَزّ وَجَلّ في ذَلك الْيَوْم " ا الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً [المائدة : 3] " فَكانت وِلايَتي كَمال الدّين وَرِضا الرّب جَلّ ذِكْره وَأنْزَل الله تَبارَك وَتعالى اخْتِصاصا لِي وَتكرّما نَحَلنيه وَإعْظاما وَتفْضيلا مِن رَسُول الله صَلّى الله عَليه وَآله مَنَحنيه وَهو قَوله تَعالى: " ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ [الأنعام : 62] " في مَناقِب لَو ذَكَرتها لَعَظم بها الارْتِفاع فَطال لَها الاسْتِماع وَلئِن تَقَمّصها دوني الاشْقيان وَنازَعاني فيما لَيس لَهما بحَقّ وَرَكباها ضَلالَة وَاعْتَقداها جَهالَه فَلبئِس ما عَليه وَرَدا وَلبئِس ما لانْفسهما مَهّدا، يَتلاعَنان في دَوْرهما وَيتَبرّأ كل واحِد منهما مِن صاحِبه يَقول لِقَرينه إذا إلتَقَيا: ياليت بَيني وَبينك بُعْد الْمَشْرِقين فَبئِس الْقَرين، فَيُجيبة الاشْقى عَلى رثوثة: يا لَيْتني لَم أتّخذك خَليلا، لَقد اضللتَني عَن الذِكْر بَعد إذ جاءني وَكان الشّيْطان للانْسان خَذولا، فَأنا الذِكْر الّذي عَنه ضَلّ وَالسّبيل الّذي عَنه مال وَالايمان الّذي به كَفَر وَالْقُرآن الّذي إياه هَجَر وَالدّين الّذي به كَذب وَالصّراط الّذي عَنه نكب، وَلئِن رَتعا في الْحُطام الْمُنْصَرِم وَالْغرور الْمُنْقَطِع وَكانا مِنه عَلى شَفَا حُفْرة مِن النّار لهما عَلى شَرّ وُرُود، في أخيب وُفود وَألعن مورود، يَتصارَخان باللعْنة وَيتناعَقان بالحَسْرة ، مالهما مِن راحَة وَلا عَن عَذابهما مِن مَنْدوحة، إن الْقَوْم لَم يَزالوا عباد أصْنام وَسدنة أوْثان، يقيمون لَها الْمَناسِك وَ ينصبون لَها الْعتائر وَيتخِذون لَها الْقُرْبان وَيجْعلون لَها الْبُحَيْرة وَالْوَصيلَة وَالسّائِبة وَالْحام وَيسْتَقسمون بالازلام عامهين عَن الله عَزّ ذِكْره حائِرين عَن الرّشاد، مُهْطِعين إلى الْبعاد ، وَقَدْ اسْتَحْوذ عَليهم الشّيْطان، وَغَمرتهم سَوْداء الْجاهِلية وَرَضعوها جَهالَة وَانْفَطموها ضَلالة فَأخْرَجنا الله إليهم رَحْمَة وَأطلعنا عَليهم رَأفة وَاسفر بنا عَن الْحجب نُورا لِمن اقْتَبسه وَفَضْلا لِمن اتّبَعه وَتأييدا لِمن صَدقه، فَتَبوؤوا الْعِزّ بَعد الذّلة وَالْكَثرة بَعد الْقِلة وَهابَتهم الْقُلوب وَالابصار وَأذْعَنت لَهم الْجَبابرة وَطَوائِفها وَصاروا أهْل نِعْمة مَذْكورة وَكَرامة مَيْسورة وَأمن بَعد خَوْف وَجَمْع بَعد كوف وَأضاء‌ت بِنا مفاخِر معد بن عدنان وَأوْلَجناهم باب الْهُدى وَأدْخَلناهم دار السّلام وَأشْمَلناهم ثَوْب الايمان وَفَلَجوا بنا في الْعالَمين وَابْدَت لَهم أيّام الرّسُول آثار الصّالِحين مِن حام مُجاهِد وَمُصل قانِت وَمُعْتَكِف زاهِد، يُظْهِرون الامانَة وَيأتون الْمَثابَة حَتى إذا دَعا الله عَزّ وجَلّ نَبيه صَلّى الله عَليه وَآله وَرَفعه إليه لَم يك ذلك بَعده إلا كَلَمحة مِن خَفْقة أو وَميض مِن بَرْقَة إلى أن رَجَعوا عَلى الاعْقاب وَانْتَكصوا عَلى الادْبار وَطلبوا بالاوْتار وَأظْهَروا الْكَتائِب وَرَدموا الْباب وَفَلّوا الدّيار وَغَيّروا آثار رَسُول الله صَلّى الله عَليه وَآله وَرغِبوا عَن أحْكامه وَبعدوا مِن أنواره وَاسْتَبدلوا بسمتخلفه بَديلا اتْخَذوه وَكانوا ظالِمين وَزَعَموا أن مَن اخْتاروا مِن آل أبي قحافة أولى بمَقام رَسُول الله صَلّى الله عَليه وَآله مِمَن اخْتار رَسُول الله صَلّى الله عَليه وَآله لِمَقامه وَأن مُهاجِر آل أبي قحافة خَيْر مِن الْمُهاجِري الانصاري الرّبانيّ ناموس هاشِم بن عَبد مُناف، ألا وإن أوّل شَهادة زور وَقعت في الاسْلام شَهادَتهم أن صاحِبهم مُسْتخلف رَسُول الله صَلّى الله عَليه وَآله، فَلما كَان مِن أمر سعد بن عبادة ما كان رَجعوا عَن ذلك وَقالوا: إن رَسُول الله صَلّى الله عَليه وَآله مَضى وَلم يَسْتَخلف فَكان رَسُول الله صَلّى الله عَليه وَآله الْطَيِب الْمُبارَك أوّل مَشْهود عَليه بالزّور في الاسْلام وَعَن قَليل يَجِدون غِبّ ما أسّسَه الاوّلون وَلئِن كانوا في مَنْدوحَة مِن الْمُهْل وَشِفاء مِن الاجل وَسَعة مِن الْمُنقَلب وَاسْتِدْراج مِن الْغُرور وَسُكون مِن الْحال وَإدْراك مِن الامَل فَقَدْ أمْهَل الله عَزّ وَ جَلّ شداد بن عاد وَثمود بن عبود وَبلعم بن باعور وَأسْبَغ عَليهم نِعْمه ظاهِرة وَباطِنَة وَأمَدّهم بالامْوال وَالاعْمار وَأتتهم الارْض ببَركاتها لِيذكروا آلاء الله وَلِيعرفوا الاهابَة لَه وَالانابَة إليه وَلِينتهوا عَن الاسْتِكبار فَما بَلَغوا الْمُدّة وَاسْتَتموا الاكلة أخَذَهم الله عَزّ وَجَلّ وَاصْطَلَمهم فَمِنهم مَن حَصب وَمِنهم مَن أخَذَته الصّيحة وَمِنهم مَن أحْرَقته الظّلة وَمِنهم مَن أودته الرّجْفَة وَمِنهم مَن أردته الْخَسْفة " و وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [العنكبوت : 40] " ألا وَإن لِكل كِتابا فَإذا بِلِغ الْكِتاب أجَله لَو كُشِف لَك عَما هوى إليه الظّالِمون وَآل إليه الاخْسَرون لَهَربت إلى الله عَزّ وَجَلّ مِما هُم عَليه مُقيمون وَإليه صائِرون، ألا وَإني فيكم أيّها النّاس كَهارون في آل فِرْعَون وَكَباب حِطّة في بَني إسْرائِيل وَكَسَفينَة نوح في قَوْم نوح، إني النّبَأ الْعَظيم وَالصّديق الاكْبَر وَعَن قَليل سَتَعْلَمون ما توعَدون وَهَل هي إلا كَلعْقَة الآكْل وَمَذْقَة الشّارِب وَخَفْقَة الْوسنان، ثُمّ تلزمهم الْمَعرات خِزْيا في الدّنْيا وَيوْم الْقِيامَة يُرَدّون إلى أشَدّ الْعَذاب وَما الله بغافِل عَمّا يَعْمَلون فَما جَزاء مَن تنكب مَحَجّته؟ وَأنكَر حجّته، وَخالَف هُداته وَحاد عَن نُوره وَاقْتَحم في ظُلمه وَاسْتَبدل بالماء السّراب وَبالنّعيم الْعَذاب وَبالْفَوْز الشّقاء وَبالسّراء الضّراء وَبالسّعة الضّنك، إلا جَزاء اقْتَرفه وَسُوء خِلافه فَليوقِنوا بالْوَعْد عَلى حَقيقته وَلِيستيقِنوا بما يُوعَدون، " يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ [42] إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ [43] يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعاً ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ [44]نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ [45] [ سورة قـ ] ". (1)
1. (الكافي:ج8: 18)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ]   موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Icon_minitime1الأربعاء 2 أبريل - 9:26:24


خطبة للإمام في بديع خلقة الخفاش

.. وَمِنْ لَطَائِفِ صَنْعَتِهِ وَعَجَائِبِ خِلْقَتِهِ , مَا أرَانَا مِنْ غَوَامِضِ الْحِكْمَةِ فِي هذِهِ الْخَفَافِيشِ الَّتِي يَقْبِضُهَا الضِّيَاءُ الْبَاسِطُ لِكُلِّ شَيْءٍ . وَيَبْسُطُهَا الظَّلامُ الْقَابِضُ لِكُلِّ حَيٍّ , وَ كَيْفَ عَيِشَتْ أَعْيُنُهَا عَنْ أَنْ تَسْتَمِدَّ مِنَ الشَّمْسِ الْمُضِيئَةِ نُوراً تَهْتَدِي بِهِ فِي مَذَاهِبِهَا , وَ تَتَّصِلُ بِعَلانِيَةِ بُرْهَانِ الشَّمْسِ إِلَى مَعَارِفِهَا , وَ رَدَعَهَا بِتلأْلُؤِ ضِيَائِهَا عَنِ الْمُضِيِّ فِي سُبُحَاتِ إِشْرَاقِهَا وَ أَكَنَّهَا فِي مَكَامِنِهَا عَنِ الذَّهَابِ فِي بُلَجِ ائْتِلاقِهَا , فَهِيَ مسْدَلَةُ الْجُفُونِ بِالنَّهَارِ عَلَى حِدَاقِهَا . وَ جَاعِلَةُ اللَّيْلِ سِرَاجاً تَسْتَدِلُ بِهِ فِي الْتِمَاسِ أَرْزَاقِهَا . فَلا يَرُدُّ أَبْصَارَها إِسْدَافُ ظُلْمَتِهِ , وَلا تَمْتَنِعُ مِنَ الْمُضِيِّ فِيهِ لِغَسَقِ دُجُنَّتِهِ . فَإِذَا أَلْقَتِ الشَّمْسُ قِنَاعَهَا , وَ بَدَتء أَوْضَاحُ نَهَارِهَا , وَ دَخَلَ مِنْ إِشْرَاقِ نُورِهَا عَلَى الضِّبَابِ فِي وِجَارهَا أَطْبَقَتِ الأَجْفَانَ عَلَى مَآقِيهَا وَ تَبَلَّغَتْ بِمَا اكْتَسَبَتْهُ مِنَ الْمَعَاشِ فِي ظُلَمِ لَيَالِيهَا . فَسُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ اللَّيْلَ لَهَا نَهَاراً وَ مَعَاشاً , وَ النَّهَارَ سَكَناً وَ قَرَاراً . وَ جَعَلَ لَهَا أَجْنِحَةً مِنْ لَحْمِهَا تَعْرُجُ بِهَا عِنْدَ الْحَاجَةِ إِلى الطَّيَرَانِ , كَأَنَّهَا شَظَايَا الآذَانِ , غَيْرَ ذَوَاتِ رِيشٍ وَلا قَصَبٍ . إِلا أَنَّكَ تَرَى مَوَاضِعَ الْعُرُوقِ بَيِّنَةً أَعْلاماً . لَهَا جَنَاحَانِ لَمَّا يَرِقَّا فَيَنْشَقَّا وَلَمْ يَغْلُظَا فَيَثْقُلا . تَطِيرُ وَوَلَدُهَا لاصِقٌ بِهَا لاجِئٌ إِلَيْهَا يَقَعُ إِذَا وَقَعَتْ . وَيَرْتَفِعُ إِذَا ارْتَفَعَتْ . لا يُفَارِقُهَا حَتَّى تَشْتَدَّ أَرْكَانُهُ . وَيَحْمِلَهُ لِلنُّهُوضِ جَنَاحُهُ . وَيَعْرِفُ مَذَاهِبَ عَيْشِهِ وَ مَصَالِحَ نَفْسِهِ . فَسُبْحَانَ الْبَارِىءِ لِكُلِّ شَيْءٍ عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ خَلا مِنْ غَيْرِهِ.(1)
1. (نهج البلاغة:خطبة 155)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ]   موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Icon_minitime1الأربعاء 2 أبريل - 9:28:20


الخطبة الشقشقية

[وتشتمل على الشكوى من أمر الخلافة ثم ترجيح صبره عنها ثم مبايعة الناس له]

أَمَا وَالله لَقَدْ تَقَمَّصَها بن أبي قحافة ، وَإِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّيَ مِنهَا مَحَلُّ القُطْبِ مِنَ الرَّحَا، يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ، وَلا يَرْقَى إِلَيَّ الطَّيْرُ، فَسَدَلْتُ دُونَهَا ثَوْباً، وَطَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحاً، وَطَفِقْتُ أَرْتَئِي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَد جَذَّاءَ، أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طَخْيَة عَمْيَاءَ، يَهْرَمُ فيهَا الكَبيرُ، وَيَشِيبُ فِيهَا الصَّغِيرُ، وَيَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى رَبَّهُ.
فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى، فَصَبَرتُ وَفي الْعَيْنِ قَذىً، وَفي الحَلْقِ شَجاً، أرى تُرَاثي نَهْباً، حَتَّى مَضَى الاَْوَّلُ لِسَبِيلِهِ، فَأَدْلَى بِهَا إِلَى فلان بَعْدَهُ.
ثم تمثل بقول الاعشى:
شَتَّانَ مَا يَوْمِي عَلَى كُورِهَا * وَيَوْمُ حَيَّانَ أَخِي جَابِرِ
فَيَا عَجَباً!! بَيْنَا هُوَ يَسْتَقِيلُها في حَيَاتِهِ إِذْ عَقَدَهَا لاخَرَ بَعْدَ وَفَاتِهِ ـ لَشَدَّ مَا تَشَطَّرَا ضَرْعَيْهَا! ـ فَصَيَّرَهَا في حَوْزَة خَشْنَاءَ، يَغْلُظُ كَلْمُهَا، وَيَخْشُنُ مَسُّهَا، وَيَكْثُرُ العِثَارُ [فِيهَا] وَالاْعْتَذَارُ مِنْهَا، فَصَاحِبُهَا كَرَاكِبِ الصَّعْبَةِ، إِنْ أَشْنَقَ لَهَا خَرَمَ، وَإِنْ أَسْلَسَ لَهَا تَقَحَّمَ، فَمُنِيَ
النَّاسُ ـ لَعَمْرُ اللهِ ـ بِخَبْط وَشِمَاس، وَتَلَوُّن وَاعْتِرَاض.
فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ الْمُدَّةِ، وَشِدَّةِ الِْمحْنَةِ، حَتَّى إِذا مَضَى لِسَبِيلِهِ جَعَلَهَا في جَمَاعَة زَعَمَ أَنَّي أَحَدُهُمْ. فَيَاللهِ وَلِلشُّورَى! مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الاَْوَّلِ مِنْهُمْ، حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هذِهِ النَّظَائِرِ! لكِنِّي أَسفَفْتُ إِذْ أَسَفُّوا، وَطِرْتُ إِذْ طَارُوا، فَصَغَا رَجُلُ مِنْهُمْ لِضِغْنِه، وَمَالَ الاْخَرُ لِصِهْرهِ، مَعَ هَن وَهَن.
إِلَى أَنْ قَامَ ثَالِثُ القَوْمِ، نَافِجَاً حِضْنَيْهِ بَيْنَ نَثِيلهِ وَمُعْتَلَفِهِ، وَقَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِيهِ يَخْضَمُونَ مَالَ اللهِ خَضْمَ الاِْبِل نِبْتَةَ الرَّبِيعِ، إِلَى أَنِ انْتَكَثَ عَلَيْهِ فَتْلُهُ، وَأَجْهَزَ عَلَيْهِ عَمَلُهُ، وَكَبَتْ بِهِ بِطْنَتُهُ.
فَمَا رَاعَنِي إلاَّ وَالنَّاسُ إليَّ كَعُرْفِ الضَّبُعِ، يَنْثَالُونَ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ جَانِب، حَتَّى لَقَدْ وُطِىءَ الحَسَنَانِ، وَشُقَّ عِطْفَايَ، مُجْتَمِعِينَ حَوْلي كَرَبِيضَةِ الغَنَمِ.
فَلَمَّا نَهَضْتُ بِالاَْمْرِ نَكَثَتْ طَائِفَةٌ، وَمَرَقَتْ أُخْرَى، وَفَسَقَ [وقسط ]آخَرُونَ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا اللهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ: (تِلْكَ الدَّارُ الاخِرَةُ نَجْعَلُهَاِللَّذِينَ لاَ يُريدُونَ عُلُوّاً في الاَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)، بَلَى! وَاللهِ لَقَدْ سَمِعُوهَا وَوَعَوْهَا، وَلكِنَّهُمْ حَلِيَتَ الدُّنْيَا في أَعْيُنِهمْ، وَرَاقَهُمْ زِبْرِجُهَا!
أَمَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، لَوْلاَ حُضُورُ الْحَاضِرِ، وَقِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ، وَمَا أَخَذَ اللهُ عَلَى العُلَمَاءِ أَلاَّ يُقَارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِم، وَلا سَغَبِ مَظْلُوم، لاََلقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا، وَلَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِها، وَلاََلفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْز!
قالوا: وقام إِليه رجل من أهل السواد عند بلوغه إلى هذا الموضع من خطبته، فناوله كتاباً، فأقبل ينظر فيه، فلمّا فرغ من قراءته قال له ابن عباس: يا أميرالمؤمنين، لو اطَّرَدت مَقالتكَ من حيث أَفضيتَ! فَقَالَ(عليه السلام):
هَيْهَاتَ يَابْنَ عَبَّاس! تِلْكَ شِقْشِقَةٌ هَدَرَتْ ثُمَّ قَرَّتْ!
قال ابن عباس: فوالله ما أَسفت على كلام قطّ كأَسفي على ذلك الكلام أَلاَّ يكون أميرالمؤمنين(عليه السلام)بلغ منه حيث أراد.(1)
1. (نهج البلاغة:خطبة 3)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ]   موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Icon_minitime1الأربعاء 2 أبريل - 9:30:28


خطبة يذكر فيها عجيب خلقة الطاووس

ابْتَدَعَهُمْ خَلْقاً عَجِيباً مِنْ حَيَوَان وَمَوَات، وَسَاكِن وَذِي حَرَكَات، وَأَقَامَ مِنْ شَوَاهِدِ الْبَيِّنَاتِ عَلَى لَطِيفِ صَنْعَتِهِ، وَعَظِيمِ قُدْرَتِهِ، مَا انْقَادَتْ لَهُ الْعُقُولُ مُعْتَرِفَةً بِهِ، وَمُسْلِّمَةً لَهُ، وَنَعَقَتْ فِي أَسْـمَاعِنَا دَلاَئِلُهُ عَلَى وَحْدَانِيَّتِهِ، وَمَا ذَرَأَ مِنْ مُخْتَلِفِ صُوَرِ الاَْطْيَارِ الَّتِي أَسْكَنَهَا أَخَادِيدَ الاْرْضِ، وَخُرُوقَ فِجَاجِهَا، وَرَوَاسِي أعْلاَمِهَا، مِنْ ذَوَاتِ أَجْنِحَة مُخْتَلِفَة، وَهَيْئَات مُتَبَايِنَة، مُصَرَّفَة فِي زِمَامِ التَّسْخِيرِ، وَمُرَفْرِفَة بِأَجْنِحَتِهَا فِي مَخَارِقِ الْجَوِّ المُنفَسِحِ وَالْفَضَاءِ المُنفَرِجِ.
كَوَّنَهَا بَعْدَ إِذْ لَمْ تَكُنْ فِي عَجائِبِ صُوَر ظَاهِرَة، وَرَكَّبَهَا فِي حِقَاقِ مَفَاصِلَ مُحْتَجِبَة، وَمَنَعَ بَعْضَهَا بِعَبَالَةِ خَلْقِهِ أَنْ يَسْمُوَ فِي الْهَوَاءِ خُفُوفاً، وَجَعَلَهُ يَدِفُّ دَفِيفاً، وَنَسَقَهَا عَلَى اخْتِلاَفِهَا فِى الاْصَابِيغِ بِلَطِيفِ قُدْرَتِهِ، وَدَقِيقِ صَنْعَتِهِ; فَمِنْهَا مَغْمُوسٌ فِي قَالَبِ لَوْن لاَ يَشُوبُهُ غَيْرُ لَوْنِ مَا غُمِسَ فِيه، وَمِنْهَا مَغْمُوسٌ فِي لَوْنِ صِبْغ قَدْ طُوِّقَ بِخِلاَفِ مَا صُبِغَ بِهِ.
وَمِنْ أَعْجَبِهَا خَلْقاً الطَّاوُوسُ، الَّذِي أَقَامَهُ فِي أَحْكَمِ تَعْدِيل، وَنَضَّدَ أَلْوَانَهُ فِي أَحْسَنِ تَنْضِيد، بِجَنَاح أَشْرَجَ قَصَبَهُ، وَذَنَب أَطَالَ مَسْحَبَهُ.
إذَا دَرَجَ إلَى الاُْنْثَى نَشَرَهُ مِنْ طَيِّهِ، وَسَمَا بِهِ مُطِلاًّ عَلَى رَأْسِهِ كَأَنَّهُ قِلْعُ دَارِيّ عَنَجَهُ نُوتِيُّهُ.
يَخْتَالُ بِأَلْوَانِهِ، وَيَمِيسُ بِزَيَفَانِهِ، يُفْضِي كَإفْضَاءِ الدِّيَكَةِ، وَيَؤُرُّ بِمَلاَقِحِهِ[أَرَّ الْفُحُولِ الْمُغْتَلِمَةِ لِلضِّرَابِ]
أُحِيلُكَ مِنْ ذلِكَ عَلَى مُعَايَنَة، لاَ كَمَنْ يُحِيلُ عَلى ضَعِيف إسْنَادُهُ، وَلَوْ كَانَ كَزَعْمِ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّهُ يُلْقِحُ بِدَمْعَة تَسْفَحُهَا مَدَامِعُهُ، فَتَقِفُ في ضَفَّتَي جُفُونِهِ، وأَنَّ أُنْثَاهُ تَطْعَمُ ذلِكَ، ثُمَّ تَبِيضُ لاَ مِنْ لِقَاحِ فَحْل سِوَى الدَّمْعِ الْمُنبَجِسِ، لَمَا كَانَ ذلِكَ بَأَعْجَبَ مِنْ مُطَاعَمَةِ الْغُرَابِ!.
تَخَالُ قَصَبَهُ مَدَارِىَ مِنْ فِضَّة، وَمَا أُنْبِتَ عَلَيْهَا مِنْ عَجِيبِ دَارَاتِهِ، وَشُمُوسِهِ خَالِصَ الْعِقْيَانِ، وَفِلَذَ الزَّبَرْجَدِ. فَإنْ شَبَّهْتَهُ بِمَا أَنْبَتَتِ الاَْرْضُ قُلْتَ: جَنِىٌّ جُنِىَ مِنْ زَهْرَةِ كُلِّ رَبِيع، وَإنْ ضَاهَيْتَهُ بِالْملابِسِ فَهُوَ كَمَوْشِىِّ الْحُلَلِ أَوْ كَمُونِقِ عَصْبِ الَيمَنِ، وَإنْ شَاكَلْتَهُ بِالْحُلِيِّ فَهُوَ كَفُصُوص ذَاتِ أَلْوَان، قَدْ نُطِّقَتْ بِاللُّجَيْنِ الْمُكَلَّلِ.
يَمْشِي مَشْيَ الْمَرِحِ الْـمُخْتَالِ، وَيَتَصَفَّحُ ذَنَبَهُ وَجَنَاحَهُ، فَيُقَهْقِهُ ضَاحِكاً لِجَمَالِ سِرْبَالِهِ، وَأَصَابِيغِ وِشَاحِهِ; فَإذَا رَمَى بِبَصَرِهِ إِلَى قَوَائِمِهِ زَقَا مُعْوِلاً بِصَوْت يَكَادُ يُبِينُ عَنِ اسْتِغَاثَتِهِ، وَيَشْهَدُ بِصَادِقِ تَوَجُّعِهِ، لاِنَّ قَوَائِمَهُ حُمْشٌ كَقَوَائِمِ الدِّيَكَةِ الْخِلاَسِيَّةِ.
وَقَدْ نَجَمَتْ مِنْ ظُنْبُوبِ سَاقِهِ صِيصِيَةٌ خَفِيَّةٌ، وَلَهُ فِي مَوْضِعِ الْعُرْفِ قُنْزُعَةٌ خَضْرَاءُ مُوَشَّاةٌ، وَمَخْرَجُ عَنُقِهِ كالاْبْرِيقِ، وَمَغَرزُهَا إلَى حَيْثُ بَطْنُهُ كَصِبْغِ الْوَسِمَةِ الْـيَـمَانِيَّةِ، أَوْ كَحَرِيرَة مُلْبَسَة مِرْآةً ذَاتَ صِقَال، وَكَأَنَّهُ مُتَلَفِّعٌ بِمِعْجَر أَسْحَمَ; إلاَّ أنَّهُ يُخَيَّلُ لِكَثْرَةِ مَائِهِ، وَشِدَّةِ بَرِيقِهِ، أَنَّ الْخُضْرَةَ النَّاضِرَةَ مُمْتَزِجَةٌ بِهِ، وَمَعَ فَتْقِ سَمْعِهِ خَطٌّ كَمُسْتَدَقِّ الْقَلَمِ فِي لَوْنِ الاُْقْحُوَانِ، أَبْيَضُ يَقَقٌ، فَهُوَ بِبَيَاضِهِ فِي سَوَادِ مَا هُنَالِكَ يَأْتَلِقُ.
وَقَلَّ صِبْغٌ إلاَّ وَقَدْ أَخَذَ مِنْهُ بِقِسْط، وَعَلاَهُ بِكَثْرَةِ صِقَالِهِ وَبَرِيقِهِ، وَبَصِيصِ دِيبَاجِهِ وَرَوْنَقِهِ، فَهُوَ كَالاَْزَاهِيرِ الْمَبْثُوثَةِ، لَمْ تُرَبِّهَا أَمْطَارُ رَبِيع، وَلاَ شُمُوسُ قَيْظ. وَقَدْ يَنْحَسِرُ مِنْ رِيشِهِ، وَيَعْرَى مِنْ لِبَاسِهِ، فَيَسْقُطُ تَتْرَى، وَيَنْبُتُ تِبَاعاً، فَيَنْحَتُّ مِنْ قَصَبِهِ انْحِتَاتَ أَوْرَاقِ الاَْغْصَانِ، ثُمَّ يَتَلاَحَقُ نَامِياً حَتَّى يَعُودَ كَهَيْئَتِهِ قَبْلَ سُقُوطِهِ، لاَ يُخَالِفُ سَالِفَ أَلْوَانِهِ، وَلاَ يَقَعُ لَوْنٌ فِي غَيْرِ مَكَانِهِ!
وَإذَا تَصَفَّحْتَ شَعْرَةً مِنْ شَعَرَاتِ قَصَبِهِ أَرَتْكَ حُمْرَةً وَرْدِيَّةً، وَتَارَةً خُضْرَةً زَبَرْجَدِيَّةً، وَأَحْيَاناً صُفْرَةً عسْجَدِيَّةً.
فَكَيْفَ تَصِلُ إلَى صِفَةِ هذَا عَمَائِقُ الْفِطَنِ، أَوْ تَبْلُغُهُ قَرَائِحُ الْعُقُولِ، أَوْ تَسْتَنْظِمُ وَصْفَهُ أَقْوَالُ الْوَاصِفِينَ؟!
وَأَقَلُّ أَجْزَائِهِ قَدْ أَعْجَزَ الاَْوهَامَ أَنْ تُدْرِكَهُ، وَالاَْلْسِنَةَ أَنْ تَصِفَهُ! فَسُبْحَانَ الَّذِي بَهَرَ الْعُقُولَ عَنْ وَصْفِ خَلْق جَلاَّهُ لِلْعُيُونِ، فَأَدْرَكَتْهُ مَحْدُوداً مُكَوَّناً، وَمُؤَلَّفاً مُلَوَّناً، وَأَعْجَزَ الاَْلْسُنَ عَنْ تَلْخِيصِ صِفَتِهِ، وَقَعَدَ بِهَا عَنْ تَأْدِيَةِ نَعْتِهِ!
فَسُبْحَانَ مَنْ أَدْمَجَ قَوَائِمَ الذَّرَّةِ وَالْهَمَجَةِ إلَى مَا فَوْقَهُمَا مِنْ خَلْقِ الْحِيتَانِ وَالاَْفْيِلَةِ! وَوَأَى عَلَى نَفْسِهِ أَلاَّ يَضْطَرِبَ شَبَحٌ مِمَّا أَوْلَجَ فِيهِ الرُّوحَ، إِلاَّ وَجَعَلَ الْحِمَامَ مَوْعِدَهُ، وَالْفَنَاءَ غَايَتَهُ.
فَلَوْ رَمَيْتَ بِبَصَرِ قَلْبِكَ نَحْوَ مَا يُوصَفُ لَكَ مِنْهَا لَعَزَفَتْ نَفْسُكَ عَنْ بَدَائِعِ مَا أُخْرِجَ إِلَى الدُّنْيَا مِنْ شَهَوَاتِهَا وَلَذَّاتِهَا، وَزَخَارِفِ مَنَاظِرِهَا، وَلَذَهِلَتْ بِالْفِكْرِ فِي اصْطِفَاقِ أَشْجَار غُيِّبَتْ عُرُوقُهَا فِي كُثْبَانِ الْمِسْكِ عَلَى سَوَاحِلِ أَنْهَارِهَا، وَفِي تَعْلِيقِ كَبَائِسِ اللُّؤْلُؤِ الرَّطْبِ فِي عَسَالِيجِهَا)وَأَفْنَانِهَا، وَطُلُوعِ تِلْكَ الِّثمارِ مُخْتَلِفَةً فِي غُلُفِ أَكْمَامِهَا، تُجْنَى مِنْ غَيْرِ تَكَلُّف فَتأْتي عَلَى مُنْيَةِ مُجْتَنِيهَا، وَيُطَافُ عَلَى نُزَّالِهَا فِي أَفْنِيَةِ قُصُورِهَا بِالاَْعْسَالِ الْمُصَفَّقَةِ، وَالْخُمُورِ الْمُرَوَّقَةِ.
قَوْمٌ لَمْ تَزَلِ الْكَرَامَةُ تَتََمادَى بهِمْ حَتَّى حَلُّوا دَارَ الْقَرَارِ، وَأَمِنُوا نُقْلَةَ الاَْسْفَارِ.
فَلَوْ شَغَلْتَ قَلْبَكَ أَيُّهَا الْمُسْتَمِعُ بِالْوُصُولِ إلَى مَا يَهْجُمُ عَلَيكَ مِنْ تِلْكَ الْمَنَاظِرِ الْمُونِقَةِ، لَزَهِقَتْ نَفْسُكَ شَوْقاً إِلَيْهَا، وَلَتَحَمَّلْتَ مِنْ مَجْلِسِي هذَا إِلَى مُجَاوَرَةِ أَهْلِ الْقُبُورِ اسْتِعْجَالاً بِهَا. جَعَلَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ يَسْعَى بِقَلْبِهِ إِلى مَنَازِلِ الاْبْرَارِ بِرَحْمَتِهِ.(1)
1. (نهج البلاغة:خطبة 165)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ]   موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Icon_minitime1الأربعاء 2 أبريل - 9:35:58


خطبة له عليه السلام في صفات المؤمن

قام رجل يقال له: همام وكان عابدا، ناسكا، مجتهدا إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهو يخطب، فقال: يا أمير المؤمنين صف لنا صفة المؤمن كأننا ننظر إليه؟ فقال: يا همام المؤمن هو الكيس الفطن، بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، أوسع شئ صدرا وأذل شئ نفسا، زاجر عن كل فان، حاض على كل حسن، لاحقود ولا حسود، ولا وثاب، ولاسباب، ولاعياب، ولا مغتاب، يكره الرفعة ويشنأ السمعة طويل الغم، بعيد الهم، كثير الصمت، وقور ذكور، صبور، شكور، مغموم بفكره، مسرور بفقره، سهل الخليقة، لين العريكة، رصين الوفاء، قليل الاذى، لا متأفك ولا متهتك.
إن ضحك لم يخرق، وإن غضب لم ينزق، ضحكه تبسم، واستفهامه تعلم ومراجعته تفهم , كثير علمه، عظيم حلمه، كثير الرحمة، لا يبخل، ولا يعجل، ولا يضجر، ولا يبطر ، ولا يحيف في حكمه، ولا يجور في علمه ، نفسه أصلب من الصلد، ومكادحته أحلى من الشهد، لا جشع ولا هلع ولا عنف ولا صلف ولا متكلف ولا متعمق، جميل المنازعة، كريم المراجعة.
عدل إن غضب، رفيق إن طلب، لايتهور ولا يتهتك ولا يتجبر ، خالص الود، وثيق العهد، وفي العقد شفيق، وصول، حليم، خمول قليل الفضول، راض عن الله عزوجل، مخالف لهواه، لايغلظ على من دونه، ولا يخوض فيمالا يعنيه، ناصر للدين، محام عن المؤمنين كهف للمسلمين، لايخرق الثناء سمعه ، ولا ينكي الطمع قلبه، ولا يصرف اللعب حكمه، ولا يطلع الجاهل علمه، قوال، عمال، عالم حازم، لابفحاش ولا بطياش ، وصول في غير عنف، بذول في غير سرف، لابختال ولا بغدار، ولا يقتفي أثرا، ولا يحيف بشرا، رفيق بالخلق، ساع في الارض، عون للضعيف غوث للملهوف، لايهتك سترا ولا يكشف سرا، كثير البلوى، قليل الشكوى، إن رأى خيراذكره، وإن عاين شرا ستره، يستر العيب، ويحفظ الغيب ويقيل العثرة ويغفر الزلة لا يطلع على نصح فيذره ، ولا يدع جنح حيف فيصلحه، أمين، رصين تقي، نقي، زكي، رضي ، يقبل العذر ويجمل الذكر ; ويحسن بالناس الظن، ويتهم على الغيب نفسه يحب في الله بفقه وعلم، ويقطع في الله بحزم وعزم لا يخرق به فرح، ولا يطيش به مرح ، مذكر للعالم، معلم للجاهل، لا يتوقع له بائقة ، ولا يخاف له غائلة، كل سعي أخلص عنده من سعيه، وكل نفس أصلح عنده من نفسه، عالم بعيبه، شاغل بغمه، لا يثق بغير ربه، غريب وحيد جريد [حزين]، يحب في الله ويجاهد في الله ليتبع رضاه ولا ينتفم لنفسه بنفسه ولا يوالي في سخط ربه، مجالس لاهل الفقر، مصادق لاهل الصدق، مؤازر لاهل الحق.
عون للقريب، أب لليتيم، بعل للارملة ، حفي بأهل المسكنة، مرجو لكل كريهة، مأمول لكل شدة، هشاش، بشاش ، لا بعباس ولا بجساس، صليب كظام، بسام، دقيق النظر عظيم الحذر [لا يجهل وإن جهل عليه يحلم] لا يبخل وإن بخل عليه صبر، عقل فاستحيى، وقنع فاستغنى، حياؤه يعلو شهوته، ووده يعلوحسده، وعفوه يعلو حقده، لاينطق بغير صواب، ولا يلبس إلا الاقتصاد، مشيه التواضع، خاضع لربه بطاعته، راض عنه في كل حالاته، نيته خالصة، أعماله ليس فيها غش ولا خديعة، نظره عبرة، سكوته فكرة، وكلامه حكمة، مناصحا متباذ لا متواخيا، ناصح في السر والعلانية، لا يهجر أخاه، ولا يغتابه، ولا يمكربه، ولا يأسف على مافاته، ولا يحزن على ما أصابه، ولا يرجو مالا يجوز له الرجاء، ولا يفشل في الشدة، ولا يبطر في الرخاء، يمزج الحلم بالعلم، والعقل بالصبر، تراه بعيدا كسله، دائما نشاطه، قريبا أمله، قليلا زلله، متوقعا لاجله ، خاشعا قلبه، ذاكرا ربه، قانعة نفسه، منفيا جهله، سهلا أمره، حزينا لذنبه، ميتة شهوته، كظوما غيظه، صافيا خلقه، آمنا منه جاره، ضعيفاكبره، قانعا بالذي قدر له، متينا صبره، محكما أمره، كثيرا ذكره، يخالط الناس ليعلم، ويصمت ليسلم، ويسأل ليفهم، ويتجر ليغنم ; لا ينصت للخبر ليفجر به، ولا يتكلم ليتجبر به على من سواه نفسه منه في عناء والناس منه في راحة، أتعب نفسه لآخرته فأراح الناس من نفسه، إن بغي عليه صبر حتى يكون الله الذي ينتصر له ; بعده ممن تباعد منه بغض ونزاهة، ودنوه ممن دنا منه لين ورحمة، ليس تباعده تكبرا ولا عظمة، ولا دنوه خديعة ولا خلابة ، بل يقتدي بمن كان قبله من أهل الخير، فهو إمام لمن بعده من أهل البر.
قال: فصاح همام صيحة، ثم وقع مغشيا عليه، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أما والله لقد كنت أخافها عليه وقال: هكذا تصنع الموعظة البالغة بأهلها، فقال له قائل: فما بالك يا أمير المؤمنين؟ فقال: إن لكل أجلا لا يعدوه وسببا لا يجاوزه، فمهلا لاتعد فإنما نفث على لسانك شيطان.(1)
1. (الكافي:ج2: 226)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ]   موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Icon_minitime1الأربعاء 2 أبريل - 9:40:28


خطبة الأشباح

خطب أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام بهذه الخطبة على منبر الكوفة، وذلك أن رجلاً أتاه فقال له: يا أميرالمؤمنين! صف لنا ربّنا لنزداد له حباً وبه معرفة.
فغضب(عليه السلام) ونادى: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس حتى غصّ المسجد بأهله.
فصعد المنبر وهو مغضب متغيّر اللون، فحمد الله سبحانه وصلّى على النبي(صلى الله عليه وآله)، ثمّ قال:
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لاَ يَفِرُهُ الْمَنْعُ وَالْجُمُودُ، وَلاَ يُكْدِيهِ الاِْعْطَاءُ وَالْجُودُ; إِذْ كُلُّ مُعْط مُنْتَقِصٌ سِوَاهُ، وَكُلُّ مَانِع مَذْمُومٌ مَا خَلاَهُ، وَهُوَ الْمَنَّانُ بِفَوَائِدِ النِّعَمِ، وَعَوائِدِ المَزِيدِ وَالْقِسَمِ، عِيَالُهُ الْخَلاَئِقُ، ضَمِنَ أَرْزَاقَهُمْ، وَقَدَّرَ أَقْوَاتَهُمْ، وَنَهَجَ سَبِيلَ الرَّاغِبِينَ إِلَيْهِ، وَالطَّالِبِينَ مَا لَدَيْهِ، وَلَيْسَ بِمَا سُئِلَ بِأَجْوَدَ مِنْهُ بِمَا لَمْ يُسْأَلُ.
الاَوَّلُ الَّذِي لَمْ يَكُنْ لَهُ قَبْلٌ فَيَكُونَ شَيءٌ قَبْلَهُ، وَالاخِرُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ بَعْدٌ فَيَكُونَ شَيْءٌ بَعْدَهُ، وَالرَّادِعُ أَنَاسِيَّ الاَْبْصَارِ عَنْ أَنْ تَنَالَهُ أَوْ تُدْرِكَهُ، مَا اخْتَلَفَ عَلَيْهِ دَهْرٌ فَيَخْتَلِفَ مِنْهُ الحَالُ، وَلاَ كَانَ فِي مَكَان فَيَجُوزَ عَلَيْهِ الانتِقَالُ، وَلَوْ وَهَبَ مَاتَنَفَّسَتْ عَنْهُ مَعَادِنُ الْجِبَالِ، وَضَحِكَتْ عِنْهُ أَصْدَافُ الْبِحَارِ، مِنْ فِلِزِّ اللُّجَيْنِ وَالْعِقْيَانِ، وَنُثَارَةِ الدُّرِّ وَحَصِيدِ الْمَرْجَانِ، مَا أَثَّرَ ذلِكَ فِي جُودِهِ، وَلاَ أَنْفَدَ سَعَةَ مَا عِنْدَهُ، وَلَكَانَ عِنْدَهُ مِنْ ذَخَائِرِ الاَنْعَامِ مَا لاَ تُنْفِدُهُ مَطَالِبُ الاَنَامِ، لاَِنَّهُ الْجَوَادُ الَّذِي لاَ يَغِيضُهُ سُؤَالُ السَّائِلِينَ، وَلاَ يُبْخِلُهُ إِلْحَاحُ المُلِحِّينَ.

فَانْظُرْ أَيُّهَا السَّائِلُ: فَمَا دَلَّكَ الْقُرْآنُ عَلَيْهِ مِنْ صِفَتِهِ فَائْتَمَّ بِهِ وَاسْتَضِىءْ بِنُورِ هِدَايَتِهِ، وَمَا كَلَّفَكَ الشَّيْطَانُ عِلْمَهُ مِمَّا لَيْسَ فِي الْكِتَابِ عَلَيْكَ فَرْضُهُ، وَلاَ فِي سُنَّةِ النَّبِيِّ(صلى الله عليه وآله) وَأَئِمَّةِ الْهُدَى أَثَرُهُ، فَكِلْ عِلْمَهُ إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ، فَإِنَّ ذلِكَ مُنْتَهَى حَقِّ اللهِ عَلَيْكَ.
وَاعْلَمْ أَنَّ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ هُمُ الَّذِينَ أَغْنَاهُمْ عَنِ اقْتِحَامِ السُّدَدِ الْمَضْرُوبَةِ دُونَ الْغُيُوبِ، الاِْقْرَارُ بِجُمْلَةِ مَا جَهِلُوا تَفْسِيرَهُ مِنَ الْغيْبِ الْـمَحْجُوبِ، فَمَدَحَ اللهُ ـ تَعَالَى ـ اعْتِرَافَهُمْ بِالْعَجْزِ عَنْ تَنَاوُلِ مَا لَمْ يُحِيطُوا بِهِ عِلْماً، وَسَمَّى تَرْكَهُمُ التَّعَمُّقَ فِيَما لَمْ يُكَلِّفْهُمُ الْبَحْثَ عَنْ كُنْهِهِ رُسُوخاً، فاقْتَصِرْ عَلَى ذَلِكَ، وَلاَتُقَدِّرْ عَظَمَةَ اللهِ سُبْحَانَهُ عَلَى قَدْرِ عَقْلِكَ فَتَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ.
هُوَ الْقَادِرُ الَّذِي إِذَا ارْتَمَتِ الاَوْهَامُ لِتُدْرِكَ مُنْقَطَعَ قُدْرَتِهِ، وَحَاوَلَ الْفِكْرُ الْمُبَرَّأُ مِنْ خَطَرَاتِ الْوَسَاوِسِ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ فِي عَمِيقَاتِ غُيُوبِ مَلَكُوتِهِ، وَتَوَلَّهَتِ الْقُلُوبُ إِلَيْهِ لِتَجْرِيَ فِي كَيْفِيَّةِ صِفَاتِهِ، وَغَمَضَتْ مَدَاخِلُ الْعُقُولِ في حَيْثُ لاَ تَبْلُغُهُ الصِّفَاتُ لِتنالَ عِلْمَ ذَاتِهِ، رَدَعَهَا وَهِيَ تَجُوبُ مَهَاوِيَ سُدَفِ الْغُيُوبِ، مُتَخَلِّصَةً إِلَيْهِ ـ سُبْحَانَهُ ـ فَرَجَعَتْ إِذْ جُبِهَتْ، مُعتَرِفَةً بِأَنَّهُ لاَ يُنَالُ بِجَوْرِ الاعْتِسَافِ كُنْهُ مَعْرِفَتِهِ، وَلاَ تَخْطُرُ بِبَالِ أُولِي الرَّوِيَّاتِ خَاطِرَةٌ مِنْ تَقْدِيرِ جَلاَلِ عِزَّتِهِ.
الَّذِي ابْتَدَعَ الْخَلْقَ عَلَى غَيْرِ مِثَال امْتَثَلَهُ، وَلاَ مِقْدَار احْتَذَى عَلَيْهِ، مِنْ خَالِق مَعْبُود كَانَ قَبْلَهُ، وَأَرَانَا مِنْ مَلَكُوتِ قُدْرَتِهِ، وَعَجَائِبِ مَا نَطَقَتْ بِهِ آثارُ حِكْمَتِهِ، وَاعْتِرَافِ الْحَاجَةِ مِنَ الْخَلْقِ إِلَى أَنْ يُقِيمَهَا بِمِسَاكِ قُوَّتِهِ، مَا دَلَّنا بِاضْطِرَارِ قِيَامِ الْحُجَّةِ لَهُ عَلَى مَعْرِفَتِهِ، وَظَهَرَتِ الْبَدَائِعُ الَّتِي أحْدَثَها آثَارُ صَنْعَتِهِ، وَأَعْلاَمُ حِكْمَتِهِ، فَصَارَ كُلُّ مَا خَلَقَ حُجَّةً لَهُ وَدَلِيلاً عَلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ خَلْقاً صَامِتاً، فَحُجَّتُهُ بِالتَّدْبِيرِ نَاطِقَةٌ، وَدَلاَلَتُهُ عَلَى الْمُبْدِعِ قَائِمَةٌ.
فَأَشْهَدُ أَنَّ مَنْ شَبَّهَكَ بِتَبَايُنِ أَعْضَاءِ خَلْقِكَ، وَتَلاَحُمِ حِقَاقِ مَفَاصِلِهِمُ الْـمُحْتَجِبَةِ لِتَدْبِيرِ حِكْمَتِكَ، لَمْ يَعْقِدْ غَيْبَ ضَمِيرِهِ عَلَى مَعْرِفَتِكَ، وَلَمْ يُبَاشِرْ قَلْبَهُ الْيَقِينُ بِأَنَّهُ لاَنِدَّ لَكَ، وَكَأَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ تَبَرُّؤَ التَّابِعِينَ مِنَ المَتبُوعِينَ إِذْ يَقُولُونَ: (تَاللهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلاَل مُبِين * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ)
كَذَبَ الْعَادِلُونَ بِكَ، إِذْ شَبَّهُوكَ بِأَصْنَامِهِمْ وَنَحَلُوكَ حِلْيَةَ الْـمَخْلُوقِينَ بِأَوْهَامِهمْ، وَجَزَّأُوكَ تَجْزِئَةَ الْـمُجَسَّماتِ بِخَوَاطِرِهِمْ، وَقَدَّرُوكَ عَلَى الْخِلْقَةِ الُْمخْتَلِفَةِ الْقُوَى، بِقَرَائِحِ عُقُولِهِمْ.
فَأَشْهَدُ أَنَّ مَنْ سَاوَاكَ بِشَيْء مِنْ خَلْقِكِ فَقَدْ عَدَلَ بِكَ، وَالْعَادِلُ كَافِرٌ بِمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ مُحْكَمَاتُ آياتِكَ، وَنَطَقَتْ عَنْهُ شَوَاهِدُ حُجَجِ بَيِّنَاتِكَ، وَإِنَّكَ أَنْتَ اللهُ الَّذِي لَمْ تَتَنَاهَ فِي الْعُقُولِ، فَتَكُونَ في مَهَبِّ فِكْرِهَا مُكَيَّفاً، وَلاَ فِي رَوِيَّاتِ خَوَاطِرِهَا [فَتَكُونَ ]مَحْدُوداً مُصَرَّفاً.
قَدَّرَ مَا خَلَقَ فَأَحْكَمَ تَقْدِيرَهُ، وَدَبَّرَهُ فَأَلْطَفَ تَدْبِيرَهُ، وَوَجَّهَهُ لِوِجْهَتِهِ فَلَمْ يَتَعَدَّ حُدُودَ مَنْزِلَتِهِ، وَلَمْ يَقْصُرْ دُونَ الاِْنْتِهَاءِ إِلى غَايَتِهِ، وَلَمْ يَسْتَصْعِبْ إِذْ أُمِرَ بِالْمُضِيِّ عَلَى إِرَادَتِهِ، وَكَيْفَ وَإِنَّمَا صَدَرَتِ الاُْمُورُ عَنْ مَشيئَتِهِ؟ الْمُنْشِىءُ أصْنَافَ الاَْشْيَاءِ بِلاَ رَوِيَّةِ فِكْر آلَ إِلَيْهَا، وَلاَ قَريحَةِ غَرِيزَة أَضْمَرَ عَلَيْهَا، وَلاَ تَجْرِبَة أَفَادَهَا مِنْ حَوَادِثِ الدُّهُورِ، وَلاَ شَرِيك أَعَانَهُ عَلَى ابْتِدَاعِ عَجَائِبِ الاُْمورِ، فَتَمَّ خَلْقُهُ، وَأَذْعَنَ لِطَاعَتِهِ، وَأَجَابَ إِلى دَعْوَتِهِ، لَم يَعْتَرِضْ دُونَهُ رَيْثُ الْمُبْطِىءِ، وَلاَ أَنَاةُ الْمُتَلَكِّىءِ، فَأَقَامَ مِنَ الاَْشْيَاءِ أَوَدَهَا، وَنَهَجَ حُدُودَهَا، وَلاَءَمَ بِقُدْرَتِهِ بَيْنَ مُتَضَادِّهَا، وَوَصَلَ أَسْبَابَ قَرَائِنِهَا، وَفَرَّقَهَا أَجْنَاساً مُخْتَلِفَات فِي الْحُدُودِ وَالاَْقْدَارِ، وَالْغرَائِزِ وَالْهَيْئَاتِ، بَدَايَا خَلاَئِقَ أَحْكَمَ صُنْعَهَا، وَفَطَرَهَا عَلَى مَا أَرَادَ وَابْتَدَعَهَا!.
وَنَظَمَ بِلاَ تَعْلِيق رَهَوَاتِ فُرَجِهَا، وَلاَحَمَ صُدُوعَ انْفِرَاجِهَا، وَوَشَّجَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ أَزْوَاجِهَا، وَذَلَّلَ لِلْهَابِطِينَ بِأَمْرِهِ، وَالْصَّاعِدِينَ بِأَعْمَالِ خَلْقِهِ، حُزُونَةَ مِعْرَاجِهَا، وَنَادَاهَا بَعْدَ إِذْ هِيَ دُخَانٌ مُبِينٌ، فَالْتَحَمَتْ عُرَى أَشْرَاجِهَا، وَفَتَقَ بَعْدَ الارْتِتَاقِ صَوَامِتَ أَبْوَابِهَا، وَأَقَامَ رَصَداً مِنَ الشُّهُبِ الثَّوَاقِبِ عَلَى نِقَابِهَا، وَأَمْسَكَهَا مِنْ أَنْ تَمُورَ فِي خَرْقِ الْهَوَاءِ بِأَيْدِهِ، وَأَمَرَهَا أَنْ تَقِفَ مُسْتَسْلِمَةً لاَِمْرِهِ، وَجَعَلَ شَمْسَهَا آيَةً مُبْصِرَةً لِنَهَارِهَا، وَقَمَرَهَا آيَةً مَمْحُوَّةً مِنْ لَيْلِهَا، وَأَجْرَاهُمَا فِي مَنَاقِلِ مَجْرَاهُمَا، وَقَدَّرَ مَسِيَرهُما فِي مَدَارِجِ دَرَجِهِمَا، لُِيمَيِّزَ بَيْنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ بِهِمَا، وَلِيُعْلَمَ عَدَدُ السِّنِينَ والْحِسَابُ بِمَقَادِيرِهِمَا، ثُمَّ عَلَّقَ فِي جَوِّهَا فَلَكَهَا، وَنَاطَ بِهَا زِينَتَهَا، مِنْ خَفِيَّاتِ دَرَارِيِّهَا، وَمَصَابِيحِ كَوَاكِبِهَا، وَرَمَى مُسْتَرِقِي السَّمْعِ بِثَوَاقِبِ شُهُبِهَا، وَأَجْرَاها عَلَى أَذْلاَلِ تَسْخِيرِهَا مِنْ ثَبَاتِ ثَابِتِهَا، وَمَسِيرِ سَائِرِهَا، وهُبُوطِهَا وَصُعُودِهَا، وَنُحُوسِهَا وَسُعُودِهَا.
ثُمَّ خَلَقَ سُبْحَانَهُ لاِِسْكَانِ سَمَاوَاتِهِ، وَعِمَارَةِ الصَّفِيحِ الاَْعْلَى مِنْ مَلَكُوتِهِ، خَلْقاً بَدِيعاً مِنْ مَلاَئِكَتِهِ، وَمَلاََ بهِمْ فُرُوجَ فِجَاجِهَا، وَحَشَا بِهِمْ فُتُوقَ أَجْوَائِهَا، وَبَيْنَ فَجَوَاتِ تِلْكَ الْفُرُوجِ زَجَلُ الْمُسَبِّحِينَ مِنْهُمْ فِي حَظَائِرِ الْقُدُسِ، وَسُتُرَاتِ الْحُجُبِ، وَسُرَادِقَاتِ الْـمَجْدِ، وَوَرَاءَ ذلِكَ الرَّجِيجِ الَّذِي تَسْتَكُّ مِنْهُ الاَْسْمَاعُ سُبُحَاتُ نُور تَرْدَعُ الاَْبْصَارَ عَنْ بُلُوغِهَا، فَتَقِفُ خَاسِئَةً عَلَى حُدُودِهَا.
أَنْشَأَهُمْ عَلَى صُوَر مُخْتَلِفَات، وَأَقْدَار مُتَفَاوِتَات، (أُولِي أَجْنِحَة مَثْنَى وَثُلاَثَ) تُسَبِّحُ جَلاَلَ عِزَّتِهِ، لاَ يَنْتَحِلُونَ مَا ظَهَرَ فِي الْخَلْقِ مِنْ صُنْعِهِ، وَلاَ يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ يَخْلُقُونَ شَيْئاً مَعَهُ مِمَّا انْفَرَدَ بِهِ، (بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأمْرِهِ يَعْمَلُونَ).


>>>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ]   موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Icon_minitime1الأربعاء 2 أبريل - 9:42:50

<<<

جَعَلَهُمُ اللهُ فِيَما هُنَالِكَ أَهْلَ الاَْمَانَةِ عَلَى وَحْيِهِ، وَحَمَّلَهُمْ إِلى الْمُرْسَلِينَ وَدَائِعَ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ، وَعَصَمَهُمْ مِنْ رَيْبِ الشُّبُهَاتِ، فَمَا مِنْهُمْ زَائِغٌ عَنْ سَبِيلِ مَرْضَاتِهِ، وَأَمَدَّهُمْ بِفَوَائِدِ المَعُونَةِ، وَأَشْعَرَ قُلُوبَهُمْ تَوَاضُعَ إِخْبَاتِ السَّكِينَةِ، وَفَتَحَ لَهُمْ أَبْوَاباً ذُلُلاً إِلى تَمَاجِيدِهِ، وَنَصَبَ لَهُمْ مَنَاراً وَاضِحَةً عَلَى أَعْلاَمِ تَوْحِيدِهِ، لَمْ تُثْقِلْهُمْ مُوصِرَاتُ الاْثَامِ، وَلَمْ تَرْتَحِلْهُمْ عُقَبُ اللَّيَالي وَالاَْيَّامِ، وَلَمْ تَرْمِ الشُّكُوكُ بِنَوَازِعِهَا عَزِيمَةَ إِيمَانِهمْ، وَلَمْ تَعْتَرِكِ الظُّنُونُ عَلَى مَعَاقِدِ يَقِينِهمْ، وَلاَ قَدَحَتْ قَادِحَةُ الاِْحَنِ فِيَما بَيْنَهُمْ، وَلاَ سَلَبَتْهُمُ الْحَيْرَةُ مَا لاَقَ مِنْ مَعْرِفَتِهِ بِضَمائِرِهمْ، وَسَكَنَ مِنْ عَظَمَتِهِ وَهَيْبَةِ جِلاَلَتِهِ فِي أَثْنَاءِ صُدُورِهمْ، وَلَمْ تَطْمَعْ فِيهِمُ الْوَسَاوِسُ فَتَقْتَرِعَ بِرَيْنِهَا( عَلى فِكْرِهمْ.
مِنْهُمْ مَنْ هُوَ في خَلْقِ الْغَمَامِ الدُّلَّحِ، وَفي عِظَمِ الْجِبَالِ الشُّمَّخِ، وَفي قَتْرَةِ الظَّلاَمِ الاَْيْهَمِ.
وَمِنْهُمْ مَنْ قَدْ خَرَقَتْ أَقْدَامُهُمْ تُخُومَ الاَْرْضِ السُّفْلَى، فَهِيَ كَرَايَات بِيض قَدْ نَفَذَتْ فِي مَخَارِقِ الْهَوَاءِ، وَتَحْتَهَا رِيحٌ هَفَّافَةٌ تَحْبِسُهَا عَلَى حَيْثُ انْتَهَتْ مِنَ الْحُدُودِ الْمُتَنَاهِيَةِ، قَدِاسْتَفْرَغَتْهُمْ أَشْغَالُ عِبَادَتِهِ، ووَسّلَت حَقَائِقُ الاِْيمَانِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَعْرِفَتِهِ، وَقَطَعَهُمُ الاِْيقَانُ بِهِ إِلى الْوَلَهِ إِليْهِ، وَلَمْ تُجَاوِزْ رَغَبَاتُهُمْ مَا عِنْدَهُ إِلى مَا عِنْدَ غَيْرِهِ.
قَدْ ذَاقُوا حَلاَوَةَ مَعْرِفَتِهِ، وَشَرِبُوا بِالْكَأْسِ الرَّوِيَّةِ مِنْ مَحَبَّتِهِ، وَتَمَكَّنَتْ مِنْ سُوَيْدَاءِ قُلُوبِهمْ وَشِيجَةُ خِيفَتِهِ، فَحَنَوْا بِطُولِ الطَّاعَةِ اعْتِدَالَ ظُهُورِهمْ، وَلَمْ يُنْفِدْ طُولُ الرَّغْبَةِ إِلَيْهِ مَادَّةَ تَضَرُّعِهِمْ، وَلاَ أَطْلَقَ عَنْهُمْ عَظِيمُ الزُّلْفَةِ رِبَقَ خُشُوعِهمْ، وَلَمْ يَتَوَلَّهُمُ الاِْعْجَابُ فَيَسْتَكْثِرُوا مَا سَلَفَ مِنْهُمْ، وَلاَ تَرَكَتْ لَهُمُ اسْتِكَانَةُ الاِْجْلاَلِ نَصِيباً فِي تَعْظِيمِ حَسَنَاتِهمْ، وَلَمْ تَجْرِ الْفَتَرَاتُ فِيهِمْ عَلَى طُولِ دُؤُوبِهِمْ، وَلَمْ تَغِضْ رَغَبَاتُهُمْ فَيُخَالِفُوا عَنْ رَجَاءِ رَبِّهِمْ، وَلَمْ تَجِفَّ لِطُولِ الْمُنَاجَاةِ أَسَلاَتُ أَلْسِنَتِهمْ، وَلاَ مَلَكَتْهُمُ الاَْشْغَالُ فَتَنْقَطِعَ بِهَمْسِ الخبر إِلَيْهِ أَصْواتُهُمْ، وَلَمْ تَخْتَلِفْ فِي مَقَاوِمِ الطّاعَةِ مَناكِبُهُمْ، وَلَمْ يَثْنُوا إِلَى رَاحَةِ التَّقْصِيرِ فِي أَمرِهِ رِقَابَهُمْ، وَلاَ تَعْدُوا عَلَى عَزِيمَةِ جِدِّهِم بَلاَدَةُ الْغَفَلاَتِ، وَلاَ تَنْتَضِلُ فِي هِمَمِهِمْ خَدَائِعُ الشَّهَوَاتِ.
قَدِْ اتَّخَذُوا ذَا الْعَرْشِ ذَخِيرَةً لِيَومِ فَاقَتِهمْ، وَيَمَّمُوهُ عِنْدَ انْقِطَاعِ الْخَلْقِ إِلى الـمَخْلُوقِينَ بِرَغْبَتِهمْ، لاَ يَقْطَعُونَ أَمَدَ غَايَةِ عِبَادَتِهِ، وَلاَ يَرْجِعُ بِهمُ الاِسْتِهْتَارُ بِلُزُومِ طَاعَتِهِ، إِلاَّ إِلَى مَوَادَّ مِنْ قُلُوبِهمْ غَيْرِ مُنْقَطِعَة مِنْ رَجَائِهِ وَمَخَافَتِهِ، لَمْ تَنْقَطِعْ أَسْبَابُ الشَّفَقَةِ مِنْهُمْ، فَيَنُوا في جِدِّهِمْ، وَلَمْ تَأْسِرْهُمُ الاَْطْمَاعُ فَيُؤْثِرُوا وَشِيكَ السَّعْىِ عَلَى اجْتِهَادِهِمْ. ولَمْ يَسْتَعْظِمُوا مَا مَضَى مِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَلَوِ اسْتَعْظَمُوا ذلِكَ لَنَسَخَ الرَّجَاءُ مِنْهُمْ شَفَقَاتِ وَجَلِهِمْ، وَلَمْ يَخْتَلِفُوا فِي رَبِّهِمْ بِاسْتِحْواذِ الشَّيْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يُفَرِّقْهُمْ سُوءُ التَّقَاطُعِ، وَلاَتَوَلاّهُمْ غِلُّ التَّحَاسُدِ، وَلاَ تَشَعَّبَتْهُمْ مَصَارِفُ الرِّيَبِ، وَلاَ اقْتَسَمَتْهُمْ أَخْيَافُ الْهِمَمِ، فَهُمْ أُسَرَاءُ إِيمَان لَمْ يَفُكَّهُمْ مَنْ رِبْقَتِهِ زَيَغٌ وَلاَ عُدُولٌ وَلاَ وَنىً وَلاَ فُتُورٌ، وَلَيْسَ في أَطْبَاقِ السَّمَاوَاتِ مَوْضِعُ إِهَاب إِلاَّ وَعَلَيْهِ مَلَكٌ سَاجِدٌ، أَوْ سَاع حَافِدٌ، يَزْدَادُونَ عَلَى طُولِ الطَّاعَةِ بِرَبِّهمْ عِلْماً، وَتَزْدَادُ عِزَّةُ رَبِّهِمْ فِي قُلُوبِهِمْ عِظَماً.
كَبَسَ الاَْرْضَ عَلى مَوْرِ أَمْوَاج مُسْتَفْحِلَة، وَلُجَجِ بِحَار زَاخِرَة، تَلْتَطِمُ أَوَاذِيُّ أمْواجِهَا، وَتَصْطَفِقُ مُتَقَاذِفَاتُ أَثْبَاجِها، وَتَرْغُو زَبَداً كَالْفُحُولِ عِنْدَ هِيَاجِهَا، فَخَضَعَ جِمَاحُ الْمَاءِ الْمُتَلاَطِمِ لِثِقَلِ حَمْلِهَا، وَسَكَنَ هَيْجُ ارْتِمَائِهِ إِذْ وَطِئَتْهُ بِكَلْكَلِهَا، وَذَلَّ مُسْتَخْذِياً إِذْ تَمعَّكَتْ عَلَيْهِ بِكَوَاهِلِهَا، فَأَصْبَحَ بَعْدَ اصْطِخَابِ أَمْوَاجِهِ، سَاجِياً مَقْهُوراً، وَفِي حَكَمَةِ الذُّلِّ مُنْقَاداً أَسِيراً، وَسَكَنَتِ الاَْرْضُ مَدْحُوَّةً فِي لُجَّةِ تَيَّارِهِ، وَرَدَّتْ مِنْ نَخْوَةِ بَأْوِهِ وَاعْتِلاَئِهِ، وَشُمُوخِ أَنْفِهِ وَسُمُوِّ)غُلَوَائِهِ، وَكَعَمَتْهُ عَلَى كِظَّةِ جَرْيَتِهِ، فَهَمَدَ بَعْدَ نَزَقَاتِهِ، وبَعْدَ زَيَفَانِ وَثَبَاتِهِ.
فَلَمَّا سَكَنَ هَيْجُ الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ أَكْنَافِهَا، وَحَمْلِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ الْبُذَّخِ عَلَى أَكْتَافِهَا، فَجَّرَ يَنَابِيعَ الْعُيُونِ مِنْ عَرَانِينِ أُنُوفِهَا، وَفَرَّقَهَا فِي سُهُوبِ بِيدِهَا وَأَخَادِيدِهَا، وَعَدَّلَ حَرَكَاتِهَا بِالرَّاسَيَاتِ مِنْ جَلاَمِيدِهَا، وَذَوَاتِ الشَّنَاخِيبِ الشُّمِّ مِنْ صَيَاخِيدِهَا، فَسَكَنَتْ مِنَ الْمَيَدَانِ بِرُسُوبِ الْجِبَالِ فِي قِطَعِ أَدِيمِهَا، وَتَغَلْغُلِهَا مُتَسَرِّبَةً في جَوْبَاتِ خَيَاشِيمِهَا، وَرُكُوبِهَا أَعْنَاقَ سُهُولِ الاَُرَضِينَ وَجَرَاثِيمِهَا، وَفَسَحَ بَيْنَ الْجَوِّ وَبَيْنَهَا، وَأَعَدَّ الْهَوَاءَ مُتَنَسَّماً لِسَاكِنِهَا، وَأَخْرَجَ إِلَيْهَا أَهْلَهَا عَلَى تَمَامِ مَرَافِقِها. ثُمَّ لَمْ يَدَعْ جُرُزَ الاَْرْضِ الَّتي تَقْصُرُ مِيَاهُ الْعُيُونِ عَنْ رَوَابِيهَا، وَلاَ تَجِدُ جَدَاوِلُ الاَْنْهَارِ ذَرِيعَةً إِلى بُلُوغِهَا، حَتَّى أَنْشَأَ لَهَا نَاشِئَةَ سَحَاب تُحْيِي مَوَاتَهَا، وَتَسْتَخْرِجُ نَبَاتَهَا، أَلَّفَ غَمَامَهَا بَعْدَ افْتِرَاقِ لُمَعِهَ، وَتَبَايُنِ قَزَعِهِ. حَتَّى إِذَا تَمَخَّضَتْ لُجَّةُ الْمُزْنِ فِيهِ، وَالْـتَمَعَ بَرْقُهُ فَي كُفَفِهِ، وَلَمْ يَنَمْ وَمِيضُهُ فِي كَنَهْوَرِ رَبَابِهِ، وَمُتَرَاكِمِ سَحَابِهِ، أَرْسَلَهُ سَحّاً مُتَدَارَكاً، قَدْ أَسَفَّ هَيْدَبُهُ، تَمْرِيهِ الْجَنُوبُ دِرَرَ
أَهَاضِيبِهِ، وَدُفَعَ شَآبِيبِهِ.
فَلَمَّا أَلْقَتِ السَّحابُ بَرْكَ بِوَانَيْهَا،وَبَعَاعَ مَا اسْتَقَلَّتْ بِهِ مِنَ الْعِبْءِ الْـمَحْمُولِ عَلَيْهَا، أَخْرَجَ بِهِ مِنْ هَوَامِدِ الاَْرْضِ النَّبَاتَ، وَمِنْ زُعْرِ الْجِبَالِ الاَْعْشابَ،فَهِيَ تَبْهَجُ بِزِينَةِ رِيَاضِهَا،وَتَزْدَهِي بِمَا أُلْبِسَتْهُ مِنْ رَيْطِ، أَزَاهِيرِهَا، وَحِلْيَةِ مَا سُمِطَتْ بِهِ مِنْ نَاضِرِ
أَنْوَارِهَا، وَجَعَلَ ذلِكَ بَلاَغاً لِلاَْنَامِ، وَرِزْقاً لِلاَْنْعَامِ، وَخَرَقَ الْفِجَاجَ فِي آفَاقِهَا، وَأَقَامَ المَنَارَ لَلسَّالِكِينَ عَلَى جَوَادِّ طُرُقِهَا.
فَلَمَّا مَهَدَ أَرْضَهُ، وَأَنْفَذَ أَمْرَهُ، اخْتَارَ آدَمَ(عليه السلام)، خِيرَةً مِنْ خَلْقِهِ، وَجَعَلَهُ
أَوّلَ جِبِلَّتِهِ وَأَسْكَنَهُ جَنَّتَهُ، وَأَرْغَدَ فِيهَا أُكُلَهُ، وَأَوْعَزَ إِلَيْهِ فِيَما نَهَاهُ عَنْهُ، وَأَعْلَمَهُ أَنَّ فِي الاِْقْدَامِ عَلَيْهِ التَّعرُّضَ لِمَعْصِيَتِهِ، وَالْـمُخَاطَرَةَ بِمَنْزِلَتِهِ; فَأَقْدَمَ عَلَى مَا نَهَاهُ عَنْهُ ـ مُوَافَاةً لِسَابِقِ عِلْمِهِ ـ فَأَهْبَطَهُ بَعْدَ التَّوْبَةِ لِيَعْمُرَ أَرْضَهُ بِنَسْلِهِ، وَلِيُقِيمَ الْحُجَّةَ بهِ عَلَى عِبَادِهِ، ولَمْ يُخْلِهِمْ بَعْدَ أَنْ قَبَضَهُ، مِمَّا يُؤَكِّدُ عَلَيْهِمْ حُجَّةَ رُبُوبِيَّتِهَ، وَيَصِلُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَعْرِفَتِهِ، بَلْ تَعَاهَدَهُمْ بَالْحُجَجِ عَلَى أَلْسُنِ الْخِيَرَةِ مِنْ أَنْبِيَائِهِ، وَمُتَحَمِّلِي وَدَائِعِ رِسَالاَتِهِ، قَرْناً فَقَرْناً; حَتَّى تَمَّتْ بِنَبِيِّنَا مُحَمَّد(صلى الله عليه وآله) حُجَّتُهُ، وَبَلَغَ الْمَقْطَعَ عُذْرُهُ وَنُذُرُهُ، وَقَدَّرَ الاْرْزَاقَ فَكَثَّرَهَاوَقَلَّلَهَا،وَقَسَّمَهَا عَلَى الضِّيقِ والسَّعَةِ فَعَدَلَ فِيهَا لِيَبْتَلِيَ مَنْ أَرَادَبَمَيْسُورِهَا وَمَعْسُورِهَا، وَلِيَخْتَبِرَ بِذلِكَ الشُّكْرَ والصَّبْرَ مِنْ غَنِيِّهَا وَفَقِيرِهَا، ثُمَّ قَرَنَ بِسَعَتِهَا عَقَابِيلَ فَاقَتِهَا، وَبِسَلاَمَتِهَا طَوَارِقَ آفَاتِهَا، وَبِفُرَجِ أَفْرَاحِهَا غُصَصَ أَتْرَاحِهَا.
وَخَلَقَ الاْجَالَ فَأَطَالَهَا وَقَصَّرَهَا، وَقَدَّمَهَا وَأَخَّرَهَا، وَوَصَلَ بَالْمَوْتِ أَسْبَابَهَا، وَجَعَلَهُ خَالِجاً لاَِشْطَانِهَا، وَقَاطِعاً لمَرائِرِأَقْرَانِهَا.
عَالِمُ السِّرِّ مِنْ ضَمَائِرِ الْمُضْمِرِينَ، وَنَجْوَى الْمُتَخَافِتِينَ، وَخَوَاطِرِ رَجْمِ الظُّنُونِ، وَعُقَدِ عَزِيمَاتِ الْيَقِينِ، وَمَسَارِقِ إِيمَاضِ الْجُفُونِ، وَمَا ضَمِنَتْهُ أَكْنَانُ الْقُلُوبِ، وَغَيَابَاتُ الْغُيُوبِ، وَمَا أَصْغَتْ لاِسْتِرَاقِهِ مَصَائِخُ الاَْسْمَاعِ، وَمَصَائِفُ الذَّرِّ، وَمَشَاتِي الْهَوَامِّ، وَرَجْعِ الْحَنِينِ مِنْ الْمُولَهَاتِ، وَهَمْسِ الاَْقْدَامِ، وَمُنْفَسَحِ الـثَّمَرَةِ مِنْ وَلاَئِجِ غُلُفِ الاَْكْمَامِ، وَمُنْقَمَعِ الْوُحُوشِ مِنْ غِيرَانِ الْجِبَالِ وَأَوْدِيَتِهَا، وَمُخْتَبَاَ الْبَعُوضِ بَيْنَ سُوقِ الاَْشْجَارِ وَأَلْحِيَتِهَا، وَمَغْرِزِ الاَْوْرَاقِ مِنَ الاَْفْنَانِ، وَمَحَطِّ الاَْمْشَاجِ مِنْ مَسَارِبِ الاَْصْلاَبِ، وَنَاشِئَةِ الْغُيُومِ وَمُتَلاَحِمِهَا، وَدُرُورِ قَطْرِ السَّحَابِ في مُتَرَاكِمِهَا، وَمَا تَسْقِي الاَْعَاصِيرُ بِذُيُولِهَا، وَتَعْفُو الاَْمْطَارُ بِسُيُولِهَا، وَعَوْمِ بَنَاتِ الاَْرضِ فِي كُثْبَانِ الرِّمَالِ، وَمُسْتَقَرِّ ذَوَاتِ الاَْجْنِحَةِ بِذُرَا شَنَاخِيبِ الْجِبَالِ، وَتَغْرِيدِ ذَوَاتِ الْمَنْطِقِ فِي دَيَاجِيرِ الاَْوْكَارِ، وَمَا أوْعَتْهُ الاَْصْدَافُ، وَحَضَنَتْ عَلَيْهِ أَمْوَاجُ الْبِحَارِ، وَمَا غَشِيَتْهُ سُدْفَةُ لَيْل، أَوْ ذَرَّ عَلَيْهِ شَارِقُ نَهَار، وَمَا اعْتَقَبَتْ عَلَيْهِ أَطْبَاقُ الدَّيَاجِيرِ، وَسُبُحَاتُ النُّورِ، وَأَثَرِ كُلِّ خَطْوَة، وَحِسِّ كُلِّ حَرَكَة، وَرَجْعِ كُلِّ كَلِمَة، وَتَحْرِيكِ كُلِّ شَفَة، وَمُسْتَقَرِّ كُلِّ نَسَمَة، وَمِثْقَالِ كُلِّ ذَرَّة، وَهَمَاهِمِ كُلِّ نَفْس هَامَّة، وَمَا عَلَيْهَا مِنْ ثَمَرِ شَجَرَة، أَوْ ساقِطِ وَرَقَة، أَوْ قَرَارَةِ نُطْفَة، أوْ نُقَاعَةِ دَم وَمُضْغَة، أَوْ نَاشِئَةِ خَلْق وَسُلاَلَة.
لَمْ تَلْحَقْهُ فِي ذلِكَ كُلْفَةٌ، وَلاَ اعْتَرَضَتْهُ فِي حِفْظِ مَا ابْتَدَعَ مِنْ خَلْقِهِ عَارِضَةٌ، وَلاَ اعْتَوَرَتْهُ فِي تَنْفِيذِ الاُْمُورِ وَتَدَابِيرِ الْـمَخلُوقِينَ مَلاَلَةٌ وَلاَ فَتْرَةٌ، بَلْ نَفَذَهُمْ عِلْمُهُ، وَأَحْصَاهُمْ عَدَدُهُ، وَوَسِعَهُمْ عَدْلُهُ، وَغَمَرَهُمْ فَضْلُهُ، مَعَ تَقْصِيرِهِمْ عَنْ كُنْهِ مَا هُوَ أَهْلُهُ.

اللَّهُمَّ أَنْتَ أَهْلُ الْوَصْفِ الْجَمِيلِ، وَالتَّعْدَادِ الْكَثِيرِ، إِنْ تُؤَمَّلْ فَخَيْرُ مَأْمُول، وَإِنْ تُرْجَ فأَكْرَمُ مَرْجُوٍّ.
اللَّهُمَّ وَقَدْ بَسَطْتَ لي فِيَما لاَ أَمْدَحُ بِهِ غَيْرَكَ، وَلاَ أُثْنِي بِهِ عَلَى أَحَد سِوَاكَ، وَلاَ أُوَجِّهُهُ إِلَى مَعَادِنِ الْخَيْبَةِ وَمَوَاضِعِ الرِّيبَةِ، وَعَدَلْتَ بِلِسَاني عَنْ مَدَائِحِ الاْدَمِيِّينَ، وَالثَّنَاءِ عَلَى الْمَرْبُوبِينَ الْـمَخْلُوقِينَ.
اللَّهُمَّ وَلِكُلِّ مُثْن عَلَى مَنْ أَثْنَى عَلَيْهِ مَثُوبَةٌ مِنْ جَزَاء، أَوْ عَارِفةٌ مِنْ عَطَاء; وَقَدْ رَجَوْتُكَ دَلِيلاً عَلَى ذَخَائِرِ الرَّحْمَةِ وَكُنُوزِ الْمَغْفِرَةِ.
اللَّهُمَّ وَهذَا مَقَامُ مَنْ أَفْرَدَكَ بِالتَّوْحِيدِ الَّذِي هُوَ لَكَ، وَلَمْ يَرَ مُستَحِقّاً لِهذِهِ الَْمحَامِدِ وَالْمَمادِحِ غَيْرَكَ، وَبِي فَاقَةٌ إِلَيْكَ لاَ يَجْبُرُ مَسْكَنَتَهَا إِلاَّ فضْلُكَ، وَلاَ يَنْعَشُ مِنْ خَلَّتِهَا إِلاَّ مَنُّكَ وَجُودُكَ، فَهَبْ لَنَا فِي هذَا الْمَقَامِ رِضَاكَ، وَأَغْنِنَا عَنْ مَدِّ الاَْيْدِي إِلَى مَن سِوَاكَ، (إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ)! . (1)
1. (نهج البلاغة:خطبة 91
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ]   موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Icon_minitime1الأربعاء 2 أبريل - 17:37:13


الخطبة الغراء

[وفيها نعوت الله جل شأنه، ثمّ الوصية بتقواه، ثمّ التنفير من الدنيا، ثمّ ما يلحق من دخول القيامة، ثمّ تنبيه الخلق إلى ما هم فيه من الاعراض، ثمّ فضله (عليه السلام) في التذكير]

الْحَمْدُ للهِ الَّذِي عَلاَ بِحَوْلِهِ، ودَنَا بِطَوْلِهِ، مَانِحِ كُلِّ غَنِيمَة وَفَضْل، وَكَاشِفِ كُلِّ عَظِيمَة وَأَزْل.
أَحْمَدُهُ عَلَى عَوَاطِفِ كَرَمِهِ، وَسَوَابِغِ ـ نِعَمِهِ، وَأُومِنُ بهَ أَوَّلاً بَادِياً، وَأَسْتَهْدِيهِ قَرِيباً هَادِياً، وَأَسْتَعِينُهُ قَاهِراً قَادِراً، وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ كَافِياً نَاصِراً.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً(صلى الله عليه وآله) عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ لاِنْفَاذِ أَمْرِهِ، وَإِنْهَاءِ عُذْرِهِ وَتَقْدِيمِ نُذُرِهِ.
أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ بِتَقْوَى اللهِ الَّذِي ضَرَبَ لَكُمُ الاَْمْثَالَ، وَوَقَّتَ لَكُمُ الاْجَالَ، وَأَلْبَسَكُمُ الرِّيَاشَ، وَأَرْفَغَ لَكُمُ المَعَاشَ، وَأَحَاطَ بِكُمُ الاِْحْصَاءَ، وَأَرْصَدَ لَكُمُ الْجَزَاءَ، وَآثَرَكُمْ بِالنِّعَمِ السَّوَابغِ، وَالرِّفَدِ الرَّوافِغِ، وَأَنْذَرَكُمْ بِالْحُجَجِ الْبَوَالِغِ، فَأَحْصَاكُمْ عَدَداً، ووَظَّفَ لَكُمْ مُدَداً، فِي قَرَارِ خِبْرَة، وَدَارِ عِبْرَة، أَنْتُمْ مُخْتَبَرُونَ فِيهَا، وَمُحَاسِبُونَ عَلَيْهَا.
فَإِنَّ الدُّنْيَا رَنِقٌ مَشْرَبُهَا، رَدِغٌ مَشْرَعُهَا، يُونِقُ مَنْظَرُهَا، وَيُوبِقُ مَخْبَرُهَا، غُرُورٌ حَائِلٌ، وَضَوْءٌ آفِلٌ، وَظِلٌّ زائِلٌ،
وَسِنَادٌ مَائِلٌ، حَتَّى إِذَا أَنِسَ نَافِرُهَا، وَاطْمَأَنَّ نَاكِرُهَا، قَمَصَتْ بِأَرْجُلِهَ، وَقَنَصَتْ بِأَحْبُلِهَا، وَأَقْصَدَتْ بِأَسْهُمِهَا، وَأَعْلَقَتِ الْمَرْءَ أَوْهَاقَ الْمَنِيَّةِ قَائِدَةً لَهُ إِلى ضَنْكَ الْمَضْجَعِ، وَوَحْشَةِ الْمَرْجِعِ، ومُعَايَنَةِ الْـمَحَلِّ، وَثَوَابِ الْعَمَلِ، وَكَذلِكَ الْخَلَفُ بِعَقْبِ السَّلَفِ، لاَتُقْلِعُ الْمَنِيَّةُ اخْتِرَاماً، وَلاَيَرْعَوِي الْبَاقُونَ اجْتِرَاماً، يَحْتَذُون مِثَالاً، وَيَمْضُونَ أَرْسَالاً، إِلَى غَايَةِ الانْتِهَاءِ، وَصَيُّورِ الْفَنَاءِ.
حَتَّى إِذَا تَصَرَّمَتِ الاُْمُورُ، وَتَقَضَّتِ الدُّهُورُ، وَأَزِفَ النُّشُورُ، أَخْرَجَهُمْ مِنْ ضَرَائِحِ الْقُبُورِ، وَأَوْكَارِ الطُّيُورِ، وَأَوْجِرَةِ السِّبَاعِ، وَمَطَارِحِ الْمَهَالِكِ، سِرَاعاً إِلَى أَمْرِهِ، مُهْطِعِينَ إِلَى مَعَادِهِ، رَعِيلاً صُمُوتاً، قِيَاماً صُفُوفاً، يَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ، وَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي، عَلَيْهِمْ لَبُوسُ الاسْتِكانَةِ، وَضَرَعُ الاسْتِسْلاَمِ وَالذِّلَّةِ، قَدْ ضَلَّتِ الْحِيَلُ، وانْقَطَعَ الاَْمَلُ، وَهَوَتِ الاَْفْئِدَةُ كَاظِمَةً، وَخَشَعَتِ الاَْصْوَاتُ مُهَيْنِمَةً، وَأَلْجَمَ الْعَرَقُ، وَعَظُمَ الشَّفَقُ، وَأُرْعِدَتِ الاَْسْمَاعُ لِزَبْرَةِ الدَّاعِي إِلَى فَصْلِ الْخِطَابِ، وَمُقَايَضَةِ الْجَزَاءِ، وَنَكَالِ الْعِقَابِ، وَنَوَالِ الثَّوَابِ.
عِبَادٌ مَخْلُوقُونَ اقْتِدَاراً، وَمَرْبُوبُونَ اقْتِسَاراً، وَمَقْبُوضُونَ احْتِضَاراً، وَمُضَمَّنُونَ أَجْدَاثاً، وَكَائِنُونَ رُفَاتاً، وَمَبْعُوثُونَ أَفْرَاداً، وَمَدِينُون جَزَاءً، وَمُمَيَّزُونَ حِسَاباً; قَدْ أُمْهِلُوا في طَلَبِ الْـمَخْرَجِ، وَهُدُوا سَبِيلَ الْمَنْهَجِ، وَعُمِّرُوا مَهَلَ الْمُسْتَعْتِبِ، وَكُشِفَتْ عَنْهُمْ سُدَفُ الرِّيَبِ، وَخُلُّوا لمِضْماَرِ الْجِيَادِ، وَرَوِيَّةِ الارْتِيَادِ، وَأَنَاةِ الْمُقْتَبِسِ الْمُرْتَادِ، فِي مُدَّةِ الاَْجَلِ، وَمُضْطَرَبِ الْمَهَلِ.
فَيَا لَهَا أَمْثَالاً صَائِبَةً، وَمَوَاعِظَ شَافِيَةً، لَوْ صَادَفَتْ قُلُوباً زاكِيَةً، وَأَسْمَاعاً وَاعِيَةً، وَآرَاءً عَازِمَةً، وَأَلْبَاباً حَازِمَةً!
فَاتَّقُوا اللهَ تَقِيَّةَ مَنْ سَمِعَ فَخَشَعَ، وَاقْتَرَفَ فَاعْتَرَفَ، وَوَجِلَ فَعَمِلَ، وَحَاذَرَ فَبَادَرَ، وَأَيْقَنَ فَأَحْسَنَ، وَعُبِّرَ فَاعْتَبَرَ، وَحُذِّرَ [فَحَذِرَ، وَزُجِرَ ]فَازْدَجَرَ، وَأَجَابَ فأَنَابَ، وَرَاجَعَ فَتَابَ، وَاقْتَدَى فَاحْتَذَى، وَأُرِيَ فَرَأَى، فَأَسْرَعَ طَالِباً، وَنَجَا هَارِباً، فَأَفَادَ ذَخِيرَةً، وَأَطَابَ سَرِيرَةً، وَعَمَّرَ مَعَاداً، وَاسْتَظْهَرَ زَاداً لِيَوْمِ رَحِيلِهِ وَوَجْهِ سَبِيلِهِ، وَحَالِ حَاجَتِهِ،وَمَوْطِنِ فَاقَتِهِ، وَقَدَّمَ أَمَامَهُ لِدَارِ مُقَامِهِ.
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ جِهَةَ مَا خَلَقَكُمْ لَهُ، وَاحْذَرُوا مِنْهُ كُنْهَ مَا حَذَّرَكُمْ مِنْ نَفْسِهِ، وَاسْتَحِقُّوا مِنْهُ مَا أَعَدَّ لَكُمْ بِالتَّنَجُّزِ لِصِدْقِ مِيعَادِهِ، وَالْحَذَرِ مِنْ هَوْلِ مَعَادِهِ.
جَعَلَ لَكُمْ أسْمَاعاً لِتَعِيَ مَا عَنَاهَا، وَأَبْصَاراً لِتَجْلُوَ عَنْ عَشَاهَا، وَأَشْلاَءً جَامِعَةً لاَِعْضَائِهَا، مُلاَئِمَةً لاَِحْنَائِهَا في تَرْكِيبِ صُوَرِهَا، وَمُدَدِ عُمُرِهَا، بِأَبْدَان قَائِمَة بِأَرْفَاقِهَا، وَقُلُوب رائِدَة لاَِرْزَاقِهَا، فِي مُجَلِّلاَتِ نِعَمِهِ، وَمُوجِبَاتِ مِنَنِهِ، وَحَوَاجِزِ عَافِيَتِهِ. وَقَدَّرَ لَكُمْ أَعْمَاراً سَتَرَهَا عَنْكُمْ، وَخَلَّفَ لَكُمْ عِبَراً مِنْ آثَارِ الْمَاضِينَ قَبْلَكُمْ، مِنْ مُسْتَمْتَعِ خَلاَقِهِمْ، وَمُسْتَفْسَحِ خَنَاقِهِمْ.
أَرْهَقَتْهُمُ الْمَنَايَا دُونَ الاْمَالِ، وَشَذَّبَهمْ عَنْهَا تَخَرُّمُ الاْجَالِ، لَمْ يَمْهَدُوا فِي سَلاَمَةِ الاَْبْدَانِ، وَلَمْ يَعْتَبِرُوا فِي أُنُفِ الاَْوَانِ.
فَهَلْ يَنْتَظِرُ أَهْلُ بَضَاضَةِ الشَّبَابِ إِلاَّ حَوَانِيَ الْهَرَمِ؟ وَأَهْلُ غَضَارَةِ الصِّحَّةِ إِلاَّ نَوَازِلَ السَّقَمِ؟ وَأَهْلُ مُدَّةِ الْبَقَاءِ إِلاَّ آوِنَةَ الْفَنَاءِ؟ مَعَ قُرْبِ الزِّيَالِ، وَأُزُوفِ الانتِقَالِ، وَعَلَزِ الْقَلَقِ، وَأَلَمِ الْمَضَضِ، وَغُصَصِ الْجَرَضِ، وَتَلَفُّتِ الاِسْتِغَاثَةِ بِنُصْرَةِ الْحَفَدَةِ وَالاَْقْرِبَاءِ، وَالاَْعِزَّةِ وَالْقُرَنَاءِ!
فَهَلْ دَفَعَتِ الاَْقَارَبُ، أَوْ نَفَعَتِ النَّوَاحِبُ؟ وَقَدْ غُودِرَ فِي مَحَلَّةِ الاَْمُوَاتِ رَهِيناً، وَفِي ضِيقِ الْمَضْجَعِ وَحِيداً، قَدْ هَتَكَتِ الْهَوَامُّ جِلْدَتَهُ، وَأَبْلَتِ النَّوَاهِكُ جِدَّتَهُ، وَعَفَتِ الْعَوَاصِفُ آثَارَهُ، وَمَحَا الْحَدَثَانُ مَعَالِمَهُ، وَصَارَتِ الاَْجْسَادُ شَحِبَةً بَعْدَ بَضَّتِهَا، وَالْعِظَامُ نَخِرَةً بَعْدَ قُوَّتِهَا، وَالاَْرْوَاحُ مُرْتَهَنَةً بِثِقَلِ أَعْبَائِهَا مُوقِنَةً بَغَيْبِ أَنْبَائِهَا، لاَ تُسْتَزَادُ مِنْ صَالِحِ عَمَلِهَا، وَلاَ تُسْتَعْتَبُ مِنْ سَيِّىءِ زَلَلِهَا!
أَوَلَسْتُمْ أَبْنَاءَ الْقَوْمِ وَالابَاءَ، وَإِخْوَانَهُمْ وَالاَْقْرِبَاءَ؟ تَحْتَذُونَ أَمْثِلَتَهُمْ، وَتَرْكَبُونَ قِدَّتَهُمْ، وَتَطَؤُونَ جَادَّتَهُمْ؟! فَالْقُلُوبُ قَاسِيَةٌ عَنْ حَظِّهَا، لاَهِيَةٌ عَنْ رُشْدِهَا، سَالِكَةٌ في غَيْرِ مِضْمارِهَا! كَأَنَّ الْمَعْنِيَّ سِوَاهَا، وَكَأَنَّ الرُّشْدَ في إحْرَازِ دُنْيَاهَا.
وَاعْلَمُوا أَنَّ مَجَازَكُمْ عَلَى الصِّراطِ وَمَزَالِقِ دَحْضِهِ، وَأَهَاوِيلِ زَلَلِهِ، وَتَارَاتِ أَهْوَالِهِ; فَاتَّقُوا اللهَ تَقِيَّةَ ذِي لُبٍّ شَغَلَ التَّفَكُّرُ قَلْبَهُ، وَأَنْصَبَ الْخَوْفُ بَدَنَهُ، وَأَسْهَرَ التَّهَجُّدُ غِرَارَ نَوْمِهِ، وَأَظْمَأَ الرَّجَاءُ هَوَاجِرَ يَوْمِهِ، وَظَلَفَ الزُّهْدُ شَهَوَاتِهِ، وَأَوْجَفَ الذِّكْرُ بِلِسَانِهِ، وَقَدَّمَ الْخَوْفَ لاَِمَانِهِ، وَتَنَكَّبَ الَْمخَالِجَ عَنْ وَضَحِ السَّبِيلِ، وَسَلَكَ أَقْصَدَ المَسَالِكَ إِلَى النَّهْجِ الْمَطْلُوبِ; وَلَمْ تَفْتِلْهُ فَاتِلاَتُ الْغُرُورِ، وَلَمْ تَعْمَ عَلَيْهِ مُشْتَبِهَاتُ الاُْمُورِ، ظَافِراً بِفَرْحَةِ الْبُشْرَى، وَرَاحَةِ النُّعْمَى، في أَنْعَمِ نَوْمِهِ، وَآمَنِ يَوْمِهِ. قَدْ عَبَرَ مَعْبَرَ الْعَاجِلَةِ( حَمِيداً، وَقَدَّمَ زَادَ الاْجِلَةِ سَعِيداً، وَبَادَرَ مِنْ وَجَل، وَأَكْمَشَ فِي مَهَل، وَرَغِبَ فِي طَلَب، وَذَهَبَ عَنْ هَرَب، وَرَاقَبَ فِي يَوْمِهِ غَدَهُ، وَنَظَرَ قُدُماً أَمَامَهُ.
فَكَفَى بِالْجَنَّةِ ثَوَاباً وَنَوَالاً، وَكَفى بَالنَّارِ عِقَاباً وَوَبَالاً! وَكَفَى بِاللهِ مُنْتَقِماً وَنَصِيراً! وَكَفَى بِالكِتَابِ حَجيجاً وَخَصِيماً!
أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ الَّذِي أَعْذَرَ بِمَا أَنْذَرَ، وَاحْتَجَّ بِمَا نَهَجَ، وَحَذَّرَكُمْ عَدُوّاً نَفَذَ فِي الصُّدُورِ خَفِيّاً، وَنَفَثَ فِي الاذَانِ نَجِيّاً، فَأَضَلَّ وَأَرْدَى، وَوَعَدَ فَمَنَّى، وَزَيَّنَ سَيِّئَاتِ الْجَرَائِمِ، وَهَوَّنَ مُوبِقَاتِ الْعَظَائمِ، حَتَّى إِذَا اسْتَدْرَجَ قَرِينَتَهُ، وَاستَغْلَقَ رَهِينَتَهُ، أَنْكَرَ مَا زَيَّنَ، وَاسْتَعْظَمَ مَا هَوَّنَ، وَحَذَّرَ مَا أَمَّنَ.
أَمْ هذَا الَّذِي أَنْشَأَهُ فِي ظُلُمَاتِ الاَْرْحَامِ، وَشُغُفِ الاَْسْتَارِ، نُطْفَةً دِفاقاً، وَعَلَقَةً مِحَاقاً، وَجَنِيناً وَرَاضِعاً، وَوَلِيداً وَيَافِعاً.
ثُمَّ مَنَحَهُ قَلْباً حَافِظاً، وَلِساناً لاَفِظاً، وَبَصَراً لاَحِظاً، لِيَفْهَمَ مُعْتَبِراً، وَيُقَصِّرَ مُزْدَجِراً; حَتَّى إِذَا قَامَ اعْتِدَالُهُ، وَاسْتَوَى مِثالُهُ، نَفَرَ مُسْتَكْبِراً، وَخَبَطَ سَادِراً، مَاتِحاً فِي غَرْبِ هَوَاهُ، كَادِحاً سَعْياً لِدُنْيَاهُ، فِي لَذَّاتِ طَرَبِهِ، وَبَدَوَاتِ أَرَبِهِ; لاَ يَحْتَسِبُ رَزِيَّةً، وَلاَ يَخْشَعُ تَقِيَّةً; فَمَاتَ فِي فِتْنَتِهِ غَرِيراً، وَعَاشَ فِي هَفْوَتِهِ أسيراً، لَمْ يُفِدْ عِوَضاً، وَلَمْ يَقْضِ مُفْتَرَضاً.
دَهِمَتْهُ فَجَعَاتُ الْمَنِيَّةِ فِي غُبَّرِ جِمَاحِهِ، وَسَنَنِ مِرَاحِهِ، فَظَلَّ سَادِراً، وَبَاتَ سَاهِراً فِي غَمَرَاتِ الاْلاَمِ، وَطَوَارِقِ الاَْوْجَاعِ والاَْسْقَامِ، بَيْنَ أَخ شَقِيق، وَوَالِد شَفِيق، وَدَاعِيَة بِالْوَيْلِ جَزَعاً، وَلاَدِمَة لِلصَّدْرِ قَلَقاً.
وَالْمَرءُ فِي سَكْرَة مُلْهِية، وَغَمْرَة كَارِثَة، وَأَنَّة مُوجِعَة، وَجَذْبَة مُكْرِبَة وَسَوْقَة مُتْعِبَة.
ثُمَّ أُدْرِجَ فِي أَكْفَانِهِ مُبْلِساً، وَجُذِبَ مُنْقَاداً سَلِساً، ثُمَّ أُلْقِيَ عَلَى الاَْعَوادِ رَجِيعَ وَصِب، وَنِضْوَ سَقَم، تَحْمِلُهُ حَفَدَةُ الْوِلْدَانِ، وَحَشَدَةُ الاِْخْوَانِ، إِلَى دَارِ غُرْبَتِهِ، وَمُنْقَطَعِ زَوْرَتِهِ; حَتَّى إِذَا انْصَرَفَ الْمُشَيِّعُ، وَرَجَعَ الْمُتَفَجِّعُ أُقْعِدَ فِي حُفْرَتِهِ نَجِيّاً لِبَهْتَةِ السُّؤَالِ، وَعَثْرَةِ الامْتِحَانِ.
وَأَعْظَمُ مَاهُنَالِكَ بَلِيَّةً نُزُلُ الْحَمِيم، وَتَصْلِيَةُ الْجَحِيمِ، وَفَوْرَاتُ السَّعِيرِ، وَسَوْراتُ السَّعِيرِ، لاَ فَتْرَةٌ مُرِيحَةٌ، وَلاَ دَعَةٌ مُزِيحَةٌ، وَلاَ قُوَّةٌ حَاجِزَةٌ، وَلاَ مَوْتَةٌ نَاجِزَةٌ، وَلاَ سِنَةٌ مُسَلِّيَةٌ، بَيْنَ أَطْوَارِ الْمَوْتَاتِ، وَعَذَابِ السَّاعَاتِ! إنّا للهِ وَإنّا إليهِ راجعُونَ! إِنَّا بِاللهِ عَائِذُونَ!
عِبَادَ اللهِ، [أَيْنَ] الَّذِينَ عُمِّرُوا فَنَعِمُوا، وَعُلِّمُوا فَفَهِمُوا، وَأُنْظِرُوا فَلَهَوْا، وَسُلِّمُوا فَنَسُوا؟ أُمْهِلُوا طَوِيلاً، وَمُنِحُوا جَميِلاً، وَحُذِّرُوا ألِيماً، وَوُعِدُوا جَسِيماً! احْذَرُوا الذُّنُوبَ الْمُوَرِّطَةَ، وَالْعُيُوبَ الْمُسْخِطَةَ.
أُولِي الاَْبْصَارِ والاَْسْمَاعِ، وَالْعَافِيَةِ وَالمَتَاعِ، هَلْ مِنْ مَنَاص أَوْ خَلاَص، أَوْ مَعَاذ أَوْ مَلاَذ، أَوْ فِرَار أَوْ مجاز أوْ مَحَار! أَمْ لاَ؟ (فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ)! أَمْ أَيْنَ تُصْرَفُونَ! أَمْ بِمَاذَا تَغْتَرُّونَ؟ وَإِنَّمَا حَظُّ أَحَدِكُمْ مِنَ الاَْرْضِ، ذَاتِ الطُّولِ وَالْعَرْضِ، قِيدُ قَدِّهِ، مُتَعَفِّراً عَلى خَدِّهِ!
الاْنَ عِبَادَ اللهِ وَالْخِنَاقُ مُهْمَلٌ، وَالرُّوحُ مُرْسَلٌ، فِي فَيْنَةِ الاِرْشَادِ، وَرَاحَةِ الاَْجْسَادِ، [وَبَاحَةِ الاحْتِشَادِ]، وَمَهَلِ الْبَقِيَّةِ، وَأُنُفِ الْمَشِيَّةِ، وَإِنْظَارِ التَّوْبَةِ، وَانْفِسَاحِ الْحَوْبَةِ قَبْلَ الضَّنْكِ وَالْمَضِيقِ، وَالرَّوْعِ وَالزُّهُوقِ، وَقَبْلَ قُدُومِ الْغَائِبِ المُنتَظَرِ، وَإِخْذَةِ الْعَزِيزِ الْمُقْتَدِرِ.(1)
1. (نهج البلاغة:خطبة 83)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ]   موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Icon_minitime1الأربعاء 2 أبريل - 17:40:26


الخطبة القاصعة

وهي تتضمن ذم إبليس، عَلى استكباره، وتركه السجود لادم(عليه السلام)، وأنه أول من أظهر العصبية وتبع الحمية، وتحذير الناس من سلوك طريقته.

الْحَمْدُ لله الَّذِي لَبِسَ الْعِزَّ وَالْكِبْرِيَاءَ، وَاخْتَارَهُمَا لنَفْسِهِ دُونَ خَلْقِهِ، وَجَعَلَهُمَا حِمىً وَحَرَماً عَلَى غَيْرِهِ، وَاصْطَفَاهُمَا لِجَلاَلِهِ.
وَجَعَلَ اللَّعْنَةَ عَلَى مَنْ نَازَعَهُ فِيهِمَا مِنْ عِبَادِهِ، ثُمَّ اخْتَبَرَ بِذلِكَ مَلاَئِكَتَهُ الْمُقَرَّبِينَ، لَِيمِيزَ المُتَوَاضِعيِنَ مِنْهُمْ مِنَ الْمُسْتَكْبِرِينَ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَهُوَ الْعَالِمُ بِمُضْمَرَاتِ القُلُوبِ، وَمَحْجُوبَاتِ الْغُيُوبِ: (إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِين * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلاَّ إِبْلِيسَ) اعْتَرَضَتْهُ الْحَمِيَّةُ، فَافْتَخَرَ عَلَى آدَمَ بَخَلْقِهِ، وَتَعَصَّبَ عَلَيْهِ لاَِصْلِهِ.
فَعَدُوُّ اللهِ إِمَامُ الْمُتَعَصِّبِينَ، وَسَلَفُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، الَّذِي وَضَعَ أَسَاسَ الْعَصَبِيَّةِ، وَنازَعَ اللهَ رِدَاءَ الْجَبْرِيَّةِ، وَادَّرَعَ لِبَاسَ التَّعَزُّزِ، وَخَلَعَ قِنَاعَ التَّذَلُّلِ.
أَلاَ تَرَوْنَ كَيْفَ صَغَّرَهُ اللهُ بِتَكَبُّرِهِ، وَوَضَعَهُ بِتَرَفُّعِهِ، فَجَعَلَهُ فِي الدُّنْيَا مَدْحُوراً، وَأَعَدَّ لَهُ فِي الاْخِرَةِ سَعِيراً؟!
وَلَوْ أَرَادَ اللهُ سُبْحَانَهُ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ مِنْ نُور يَخْطَفُ الاَْبْصَارَ ضِيَاؤُهُ، وَيَبْهَرُ الْعُقُولَ رُوَاؤُهُ، وَطِيب يَأْخُذُ الاَْنْفَاسَ عَرْفُهُ، لَفَعَلَ، وَلَوْ فَعَلَ لَظَلَّتْ لَهُ الاَْعْنَاقُ خَاضِعَةً، وَلَخَفَّتِ الْبَلْوَى فِيهِ عَلَى المَلائِكَةِ.
وَلكِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ يَبْتَلِي خَلْقَهُ بِبَعْضِ مَا يَجْهَلُونَ أَصْلَهُ، تَمْيِيزاً بِالاخْتِبَارِ لَهُمْ، وَنَفْياً لِلاْسْتِكَبَارِ عَنْهُمْ، وَإِبْعَاداً لِلْخُيَلاَءِ مِنْهُم.
فَاعْتَبِروا بِمَا كَانَ مِنْ فِعْلِ اللهِ بِإِبْلِيسَ، إِذْ أَحْبَطَ عَمَلَهُ الطَّوِيلَ، وَجَهْدَهُ الْجَهِيدَ، وَكَانَ قَدْ عَبَدَ اللهَ سِتَّةَ آلاَفِ سَنَة، لاَ يُدْرَى أمِنْ سِنِي الدُّنْيَا أَمْ مِنْ سِنِي الاْخِرَةِ، عَنْ كِبْرِ سَاعَة وَاحِدَة.
فَمَنْ بَعْدَ إِبْلِيسَ يَسْلَمُ عَلَى اللهِ بِمِثْلِ مَعْصِيَتِهِ؟ كَلاَّ، مَا كَانَ اللهُ سُبْحَانَهُ لِيُدْخِلَ الْجَنَّةَ بَشَراً بِأَمْر أَخْرَجَ بِهِ مِنْهَا مَلَكاً، إِنَّ حُكْمَهُ فِي أَهْلِ السَّماءِ وأَهْلِ الاْرْضِ لَوَاحِدٌ، وَمَا بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ أَحَد مِنْ خَلْقِهِ هَوَادَةٌ فِي إِبَاحَةِ حِمىً حَرَّمَهُ عَلَى الْعَالَمينَ.
فَاحْذَرُوا عَدُوَّ اللهِ أَنْ يُعْدِيَكُمْ بِدَائِهِ، وَأَنْ يَسْتَفِزَّكُمْ[ بِنِدَائِهِ، وَأَنْ يُجْلِبَ عَلَيْكُمْ ]بِخَيْلِهِ وَرَجِلِهِ.
فَلَعَمْرِي لَقَدْ فَوَّقَ لَكُمْ سَهْمَ الْوَعِيدِ، وَأَغْرَقَ لَكُم بِالنَّزْعِ الشَّدِيدِ، وَرَمَاكُمْ مِنْ مَكَان قَرِيب، و(قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لاَُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الاَْرْضِ وَلاَُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)، قَذْفاً بِغَيْب بَعِيد، وَرَجْماً بِظَنٍّ غَيْرِ مُصِيب، صَدَّقَهُ بِهِ أَبْنَاءُ الْحَمِيَّةِ، وَإِخْوَانُ الْعَصَبِيَّةِ، وَفُرْسَانُ الْكِبْرِ وَالْجَاهِلِيَّةِ.
حَتَّى إِذَا انْقَادَتْ لَهُ الْجَامِحَةُ مِنْكُمْ، وَاسْتَحْكَمَتِ الطَّمَاعِيَّةُ مِنْهُ فِيكُمْ، فَنَجَمَتِ الْحَالُ مِنَ السِّرِّ الْخَفِىِّ إِلَى الاَْمْرِ الْجَلِيِّ، اسْتَفْحَلَ سُلْطَانُهُ عَلَيْكُمْ، وَدَلَفَ بِجُنُودِهِ نَحْوَ كُمْ، فَأَقْحَمُوكُمْ وَلَجَاتِ الذُّلِّ، وَأَحَلُّوكم وَرَطَاتِ الْقَتْلِ، وَأَوْطَأُوكُمْ إِثْخَانَ الْجِرَاحَةِ، طَعْناً فِي عُيُونِكُم، وَحَزّاً فِي حُلُوقِكُمْ، وَدَقّاً لِمَناخِرِكُمْ، وَقَصْداً لِمَقَاتِلِكُمْ، وَسوقاً بِخَزَائمِ الْقَهْرِ إِلَى النَّارِ المُعَدَّةِ لَكُمْ، فَأَصْبَحَ أَعْظَمَ فِي دِينِكُمْ جَرْحاً، وَأَوْرَى فِي دُنْيَا كُمْ قَدْحاً، مِنَ الَّذِينَ أَصْبَحْتُمْ لَهُمْ مُنَاصِبِينَ، وَعَلَيْهِمْ مُتَأَلِّبِينَ.
فَاجْعَلُوا عَلَيْهِ حَدَّكُمْ، وَلَهُ جَدَّكُمْ، فَلَعَمْرُ اللهِ لَقَدْ فَخَرَ عَلَى أَصْلِكُمْ، وَوَقَعَ في حَسَبِكُمْ، وَدَفَعَ فِي نَسَبِكُمْ، وَأَجْلَبَ بِخَيْلِهِ عَلَيْكُمْ، وَقَصَدَ بِرَجِلِهِ سَبِيلَكُمْ، يَقْتَنِصُونَكُمْ بِكُلِّ مَكَان، وَيَضْرِبُونَ مِنْكُمْ كُلَّ بَنَان، لاَ تَمْتَنِعُونَ بِحِيلَة، وَلاَ تَدْفَعُونَ بِعَزِيمَة، فِي حَوْمَةِ ذُلّ، وَحَلْقَةِ ضِيق، وَعَرْصَةِ مَوْت، وَجَوْلَةِ بَلاَء.
فَأَطْفِئُوا مَا كَمَنَ فِي قُلُوبِكُمْ مِنْ نِيرَانِ الْعَصَبِيَّةِ، وَأَحْقَادِ الْجَاهِلِيَّةِ، وإنَّمَا تِلْكَ الْحَمِيَّةُ تَكُونُ فِي الْمُسْلِمِ مِنْ خَطَرَاتِ الشَّيْطَانِ وَنَخَواتِهِ، وَنَزَغَاتِهِ وَنَفَثَاتِهِ.
وَاعْتَمِدُوا وَضْعَ التَّذَلُّلِ عَلَى رُؤُوسِكُمْ، وَإِلْقَاءَ التَّعَزُّزِ تَحَتْ أَقْدَامِكُمْ، وَخَلْعَ التَّكَبُّرِ مِنْ أَعْنَاقِكُمْ.
وَاتَّخِذُوا التَّوَاضُعَ مَسْلَحَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ عَدُوِّكُمْ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ، فَإِنَّ لَهُ مِنْ كُلِّ أُمَّة جُنُوداً وأَعْوَاناً، وَرَجِلاً وَفُرْسَاناً، وَلاَ تَكُونُوا كالْمُتَكَبِّرِ عَلَى ابْنِ أُمِّهِ مِنْ غَيْرِ مَا فَضْل جَعَلَهُ اللهُ فِيهِ سِوَى مَا أَلْحَقَتِ الْعَظَمَةُ بِنَفْسِهِ مِنْ عَدَاوَةِ الْحَسَدِ، وَقَدَحَتِ الْحَمِيَّةُ فِي قَلْبِهِ مِنْ نَارِ الْغَضَبِ، وَنَفَخَ الشَّيْطَانُ فِي أَنْفِهِ مِنْ رِيحِ الْكِبْرِ الَّذِي أَعْقَبَهُ اللهُ بِهِ النَّدَامَةَ، وَأَلْزَمَهُ آثَامَ الْقَاتِلِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
أَلاَ وَقدْ أَمْعَنْتُمْ فِي الْبَغْيِ، وَأَفْسَدْتُمْ فِي الاَْرْضِ، مُصَارَحَةً لله بِالمُنَاصَبَةِ، وَمُبَارَزَةً لِلْمُؤْمِنِينَ بِالُمحَارَبَةِ.
فَاللهَ اللهَ في كِبْرِ الْحَمِيَّةِ، وَفَخْرِ الْجَاهلِيَّةِ! فَإِنَّهُ مَلاَقِحُ الشَّنَآنِ، وَمَنَافِخُ الشَّيْطانِ، اللاِتي خَدَعَ بِهَا الاُْمَمَ الْمَاضِيَةَ، والْقُرُونَ الْخَالِيَةَ، حَتّى أَعْنَقُوا فِي حَنَادِسِ جَهَالَتِهِ، وَمهَاوِي ضَلاَلَتِهِ، ذُلُلاً عَنْ سِيَاقِهِ، سُلُساً فِي قِيَادِهِ، أَمْراً تَشَابَهَتِ الْقُلُوبُ فِيهِ، وَتَتَابَعَتِ الْقُرونُ عَلَيْهِ، وَكِبْراً تَضَايَقَتِ الصُّدُورُ بِهِ.
ألاَ فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ مِنْ طَاعَةِ سَادَاتِكُمْ وَكُبَرَائِكُمْ! الَّذِينَ تَكَبَّرُوا عَنْ حَسَبِهِمْ، وَتَرَفَّعُوا فَوْقَ نَسَبِهِمْ، وَأَلْقَوُا الْهَجِينَةَ عَلَى رَبِّهِمْ، وَجَاحَدُوا اللهَ مَا صَنَعَ بِهمْ، مُكَابَرَةً لِقَضَائِهِ، وَمُغَالَبَةً لاِلائِهِ، فَإِنَّهُمْ قَوَاعِدُ أَسَاسِ الْعَصَبِيَّةِ، وَدَعَائِمُ أَرْكَانِ الْفِتْنَةِ، وَسُيُوفُ إعْتِزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ.
فَاتَّقُوا اللهَ وَلاَ تَكُونُوا لِنِعَمِهِ عَليْكُمْ أَضْدَاداً، وَلاَ لِفَضْلِهِ عِنْدَكُمْ حُسَّاداً، وَلاَ تُطِيعُوا الاْدْعِيَاءَ الَّذِينَ شَرِبْتُمْ بِصَفْوِكُمْ كَدَرَهُمْ، وَخَلَطْتُمْ بِصِحَّتِكُمْ مَرَضَهُمْ، وَأَدْخَلْتُمْ فِي حَقِّكُمْ بَاطِلَهُمْ، وَهُمْ أَسَاسُ الْفُسُوقِ، وَأَحْلاَسُ الْعُقُوقِ، اتَّخَذَهُمْ إِبْلِيسُ مَطَايَا ضَلاَل، وَجُنْداً بِهمْ يَصُولُ عَلَى النَّاسِ، وَتَرَاجِمَةً يَنْطِقُ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ، اسْتِرَاقاً لِعُقُولِكُمْ، وَدُخُولاً فِي عُيُونِكُمْ، وَنَفْثاً فِي أَسْـمَاعِكُمْ، فَجَعَلَكُمْ مَرْمَى نَبْلِهِ، وَمَوْطِىءَ قَدَمِهِ، وَمأْخَذَ يَدِهِ.
فَاعْتَبِرُوا بَمَا أَصَابَ الاَْمَمَ المُسْتَكْبِرِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنْ بَأْسِ اللهِ وَصَوْلاَتِهِ، وَوَقَائِعِهِ وَمَثُلاَتِهِ، وَاتَّعِظُوا بِمَثَاوِي خُدُودِهِمْ، وَمَصَارعِ جُنُوبِهِمْ، وَاسْتَعِيذوا بِاللهِ مِنْ لَوَاقِحِ الْكبْرِ، كَمَا تَسْتَعِيذُونَهُ مِنْ طَوَارِقِ الدَّهْرِ، فَلَوْ رَخَّصَ اللهُ فِي الْكِبْرِ لاَِحَد مِنْ عِبَادِهِ لَرَخَّصَ فِيهِ لِخَاصَّةِ أَنبِيَائِهِ [وَأَولِيائِهِ]، وَلكِنَّهُ سُبْحَانَهُ كَرَّهَ إِلَيْهِمُ التَّكَابُرَ، وَرَضِيَ لَهُمُ التَّوَاضُعَ، فَأَلْصَقُوا بِالاَْرْضِ خُدُودَهُمْ، وَعَفَّرُوا فِي التُّرَابِ وُجُوهَهُمْ، وَخَفَضُوا أَجْنِحَتَهُمْ لِلْمُؤمِنِينَ، وَكَانُوا قَوْماً مُسْتَضْعَفِينَ، قَدِ اخْتَبَرَهُمُ اللهُ بالْـمَخْمَصَةِ، وَابْتَلاَهُمْ بِالْـمَجْهَدَةِ، وَامْتَحَنَهُمْ بِالْـمَخَاوِفِ، وَمَخَضَهُمْ بِالْمَكَارِهِ، فَلاَ تَعْتَبِرُوا الرِّضَى وَالسُّخْطَ بِالمَالِ وَالْوَلَدِ جَهْلاً بِمَوَاقِعِ الْفِتْنَةِ، وَالاِْخْتِبَارِ فِي مَوَاضِعِ الْغِنَى وَالاِْفْتِقارِ، فَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ: (أَيَحْسَبُونَ أَنَّ مَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَال وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لاَ يَشْعُرُونَ)، فَإِنَّ اللهَ سْبْحَانَهْ يَخْتَبِرُ عِبَادَهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ فِي أَنْفُسِهمْ بِأَوْلِيَائِهِ الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي أَعْيُنِهِمْ.
وَلَقَدْ دَخَلَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَمَعَهُ أَخُوهُ هَارُونُ(عليهما السلام) عَلَى فِرْعَوْنَ، وَعَلَيْهِمَا مَدَارِعُ الصُّوفِ، وَبِأَيْدِيهِمَا الْعِصِيُّ، فَشَرَطَا لَهُ ـ إِنْ أَسْلَمَ ـ بَقَاءَ مُلْكِهِ، وَدَوامَ عِزِّهِ، فَقَالَ: أَلاَ تَعْجبُونَ مِنْ هذَيْنِ يَشْرِطَانِ لِي دَوَامَ الْعِزِّ، وَبَقَاءَ الْمُلْكِ، وَهُمَا بِمَا تَرَوْنَ مِنْ حَالِ الْفَقْرِ وَالذُّلِّ، فَهَلاَّ أُلْقِيَ عَلَيْهِمَا أَسَاوِرَةٌ مِنْ ذَهَب؟ إِعْظَاماً لِلذَّهَبِ وَجَمْعِهِ، وَاحْتِقَاراً لِلصُّوفِ وَلُبْسِهِ! وَلَوْ أَرَادَ اللهُ سُبْحَانَهُ بأَنْبِيَائِهِ حَيْثُ بَعَثَهُمْ أَنْ يَفْتَحَ لَهُمْ كُنُوزَ الْذِّهْبَانِ، وَمَعَادِنَ الْعِقْيَانِ، وَمَغَارِسَ الْجِنَانِ، وَأَنْ يَحْشُرَ مَعَهُمْ طَيْرَ السَّماءِ وَوُحُوشَ الاَْرَضِينَ لَفَعَلَ، وَلَوْ فَعَلَ لَسَقَطَ الْبَلاَءُ، وَبَطَلَ الْجَزَاءُ، وَاضْمَحَلَّتِ الاَْنْبَاءُ، وَلَمَا وَجَبَ لِلْقَابِلِينَ أُجُورُ الْمُبْتَلِينَ، وَلاَ اسْتَحَقَّ الْمُؤمِنُونَ ثَوَابَ الْـمُحْسِنِينَ، وَلاَ لَزِمَتِ الاَْسْمَاءُ مَعَانِيَهَا، وَلكِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ رُسُلَهُ أُولِي قُوَّة فِي عَزَائِمِهِمْ، وَضَعَفَةً فِيَما تَرَى الاَْعْيُنُ مِنْ حَالاَتِهِمْ، مَعَ قَنَاعَة تَمْلاُ الْقُلُوبَ وَالْعُيُونَ غِنىً، وَخَصَاصَة تَمْلاَُ الاَْبْصَارَ وَالاَْسْمَاعَ أَذىً.
وَلَوْ كَانَتِ الاَْنْبِيَاءُ أَهْلَ قُوَّة لاَ تُرَامُ، وَعِزَّة لاَ تُضَامُ، وَمُلْك تُمَدُّ نُحْوَهُ أَعْنَاقُ الرِّجَالِ، وَتُشَدُّ إِلَيْهِ عُقَدُ الرِّحَالِ، لَكَانَ ذلِكَ أَهْوَنَ عَلَى الْخَلْقِ فِي الاِْعَتِبَارِ، وَأَبْعَدَ لَهُمْ مِنَ الاِْسْتَكْبَارِ، وَلامَنُوا عَنْ رَهْبَة قَاهِرَة لَهْمْ، أَوْ رَغْبَة مَائِلَة بِهِمْ، فَكَانَتِ النِّيَّاتُ مُشْتَرَكَةً، وَالْحَسَنَاتُ مُقْتَسَمَةً.

>>>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ]   موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Icon_minitime1الأربعاء 2 أبريل - 17:42:32

<<<


وَلكِنَّ اللهَ سْبْحَانَهُ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الاِْتِّبَاعُ لِرُسُلِهِ، وَالْتَّصْدِيقُ بِكُتُبِهِ، وَالْخُشُوعُ لِوَجْهِهِ، وَالاِْسْتِكَانَةُ لاَِمْرِهِ، وَالاِْسْتِسْلاَمُ لِطَاعَتِهِ، أُمُوراً لَهُ خَاصَّةً، لاَ تَشُوبُهَا مِنْ غَيْرِهَا شَائِبَةٌ، وَكُلَّمَا كَانَتِ الْبلْوَى وَالاِْخْتِبَارُ أَعْظَمَ كَانَتِ الْمَثُوبَةُ وَالْجَزَاءُ أَجْزَلَ.
ألاَ تَرَوْنَ أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ، اخْتَبَرَ الاَْوَّلِينَ مِنْ لَدُنْ آدَمَ صَلَّى اللهِ عَلَيْهِ، إِلَى الاخِرِينَ مِنْ هذا الْعَالَمِ، بَأَحْجَار لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ، وَلاَ تُبْصِرُ وَلاَ تَسْمَعُ، فَعَجَلَهَا بَيْتَهُ الْحَرَامَ الَّذِي جَعَلَهُ لِلنَّاسِ قِيَاماً.
ثُمَّ وَضَعَهُ بِأَوْعَرِ بِقَاعِ الاَْرْضِ حَجَراً، وَأَقَلِّ نَتَائِقِ الدُّنْيَا مَدَراً، وَأَضْيَقِ بُطُونِ الاَْوْدِيَةِ قُطْراً، بَيْنَ جِبَال خَشِنَة، وَرِمَال دَمِثَة، وَعُيُون وَشِلَة، وَقُرىً مُنْقَطِعَة، لا يَزْكُو بِهَا خُفٌّ وَلاَ حَافِرٌ وَلاَ ظِلْفٌ.
ثُمَّ أَمَرَ آدَمَ وَوَلَدَهُ أَنْ يَثْنُوا أَعْطَافَهُمْ نَحْوَهُ، فَصَارَ مَثَابَةً لِمُنْتَجَعِ أَسْفَارِهمْ، وَغَايَةً لِمُلْقَى رِحَالِهِمْ، تَهْوِي إِلَيْهِ ثِمَارُ الاَْفْئِدَةِ مِنْ مَفَاوِزِ قِفَار سَحِيقَة، وَمَهَاوِي فِجَاج عَمِيقَة، وَجَزَائِرِ بِحَار مُنْقَطِعَة، حَتَّى يَهُزُّوا مَنَاكِبَهُمْ ذُلُلاً يُهَلِّلُونَ لله حَوْلَهُ، وَيَرْمُلُونَ عَلَى أَقْدَامِهِمْ شُعْثاً غُبْراً لَهُ، قَدْ نَبَذُوا السَّرَابِيلَ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ، وَشَوَّهُوا بِإِعْفَاءِ الشُّعُورِ مَحَاسِنَ خَلْقِهِمُ، ابْتِلاَءً عَظِيماً، وَامْتِحاناً شَدِيداً، وَاخْتِبَاراً مُبِيناً، وَتَمْحِيصاً بَلِيغاً، جَعَلَهُ اللهُ تَعَالَى سَبَباً لِرَحْمَتِهِ، وَوُصْلَةً إِلَى جَنَّتِهِ.
وَلَوْ أَرَادَ سُبْحَانَهُ أَنْ يَضَعَ بَيْتَهُ الْحَرَامَ، وَمَشَاعِرَهُ الْعِظَامَ، بَيْنَ جَنَّات وَأَنْهَار، وَسَهْل وَقَرَار، جَمَّ الاَْشْجَارِ، دَانِيَ الِّثمارِ، مُلْتَفَّ الْبُنَى، مُتَّصِلَ الْقُرَى، بَيْنَ بُرَّة سَمْرَاءَ، وَرَوْضَة خَضْرَاءَ، وَأَرْيَاف مُحْدِقَة، وَعِرَاص مُغْدِقَة، وَزُرُوع نَاضِرَة، وَطُرُق عَامِرَة، لَكَانَ قَدْ صَغُرَ قَدْرُ الْجَزَاءِ عَلَى حَسَبِ ضَعْفِ الْبَلاَءِ.
وَلَوْ كَانَ الاِْسَاسُ الْـمَحْمُولُ عَلَيْهَا، وَالاَْحْجَارُ الْمَرْفُوعُ بِهَا، بَيْنَ زُمُرُّدَة خَضْرَاءَ، وَيَاقُوتَة حَمْرَاءَ، وَنُور وَضِيَاء، لَخَفَّفَ ذلِكَ مُضَارَعَةَ الشَّكِّ فِي الصُّدُورِ، وَلَوَضَعَ مُجَاهَدَةَ إبْلِيسَ عَنِ الْقُلُوبِ، وَلَنَفَى مُعْتَلَجَ الرَّيْبِ مِنَ الْنَّاسِ.
وَلكِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ يَخْتَبِرُ عِبَادَهُ بِأَنْوَاعِ الشَّدَائِدِ، وَيَتَعَبَّدُهُمْ بِأَلْوَانِ الْـمَجَاهِدِ، وَيَبْتَلِيهِمْ بِضُرُوبِ الْمَكَارِهِ، إِخْرَاجاً لِلتَّكَبُّرِ مِنْ قُلُوبِهِمْ، وَإِسْكَاناً لِلتَّذَلُّلِ فِي نُفُوسِهمْ، وَلِيَجْعَلْ ذلِكَ أَبْوَاباً فُتُحاً إِلَى فَضْلِهِ، وَأَسْبَاباً ذُلُلاًلِعَفْوِهِ.
فَاللهَ اللهَ فِي عَاجِلِ الْبَغْيِ، وَآجِلِ وَخَامَةِ الظُّلْمِ، وَسُوءِ عَاقِبَةِ الْكِبْرِ، فَإنَّهَا مَصْيَدَةُ إِبْلِيسَ الْعُظْمَى، وَمَكِيدَتهُ الْكُبْرَى، الَّتِي تُسَاوِرُ قُلُوبَ الرِّجَالِ مُسَاوَرَةَ السُّمُومِ الْقَاتِلَةِ، فَمَا تُكْدِي أَبَداً، وَلاَ تُشْوِي أَحَداً، لاَ عَالِماً لِعِلْمِهِ، وَلاَ مُقِلاًّ في طِمْرِهِ.
وَعَنْ ذلِكَ مَا حَرَسَ اللهُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ بِالصَّلَوَاتِ وَالزَّكَوَاتِ، وَمُجَاهَدَةِ الصِّيَامِ فِي الاَْيَّامِ الْمَفْرُوضَاتِ، تسْكِيناً لاََطْرَافِهِمْ، وَتَخْشِيعاً لاَِبْصَارِهمْ، وَتَذْلِيلاً لِنُفُوسِهِمْ، وَتَخْفِيضاً لِقُلُوبِهِمْ، وَإِذْهَاباً لِلْخُيَلاَءِ عَنْهُمْ، لِما فِي ذلِكَ مِنْ تَعْفِيرِ عِتَاقِ الْوُجُوهِ بالتُّرَابِ تَوَاضُعاً، وَالْتِصَاقِ كَرَائِمِ الْجَوَارِحِ بِالاَْرْضِ تَصَاغُراً، وَلُحُوقِ الْبُطُونِ بِالمُتونِ مِنَ الصِّيَامِ تَذَلُّلاً، مَعَ مَا فِي الزَّكَاةِ مِنْ صَرْفِ ثَمَرَاتِ الاَْرْضِ وَغَيْرِ ذَلِكَ إِلَى أَهْلِ الْمَسْكَنَةِ وَالْفَقْرِ.
انْظُرُوا إِلَى مَا فِي هذِهِ الاَْفْعَالِ مِنْ قَمْعِ نَوَاجِمِ الْفَخْرِ، وَقَدْعِ طَوَالِعِ الْكِبْرِ!
وَلَقَدْ نَظَرْتُ فَمَا وَجَدْتُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ يَتَعَصَّبُ لِشَيْء مِنَ الاَْشْيَاءِ إِلاَّ عَنْ عِلَّة تَحْتَمِلُ تَمْوِيهَ الْجُهَلاَءِ، أَوْ حُجَّة تَلِيطُ بِعُقُولِ السُّفَهَاءِ غَيْرَكُمْ، فَإِنَّكُمْ تَتَعَصَّبُونَ لاَِمْر مَا يُعْرَفُ لَهُ سَبَبٌ وَلاَ عِلَّةٌ.
أَمَّا إِبْلِيسُ فَتَعَصَّبَ عَلَى آدَمَ لاَِصْلِهِ، وَطَعَنَ عَلَيْهِ فِي خِلْقَتِهِ، فَقَالَ: أَنَا نَارِيٌّ وَأَنْتَ طِينِيٌّ.
وَأَمَّا الاَْغْنِيَاءُ مِنْ مُتْرَفَةِ الاُْمَمِ، فَتَعَصَّبُوا لاِثَارِ مَوَاقِعِ النِّعَمِ، فَـ (قَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلاَداً وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ)
فَإنْ كَانَ لاَ بُدَّ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ، فَلْيَكُنْ تَعَصُّبُهُمْ لِمَكَارِمِ الْخِصَالِ، وَمَحَامِدِ الاَْفْعَالِ، وَمَحَاسِنِ الاُْمُورِ، الَّتِي تَفَاضَلَتْ فِيهَا الْـمُجَدَاءُ وَالنُّجَدَاءُ مِنْ بُيُوتَاتِ الْعَرَبِ وَيَعَاسِيبِ الْقَبَائِلِ، بِالاَْخْلاَقِ الرَّغِيبَةِ، وَالاَْحْلاَمِ الْعَظِيمَةِ، وَالاَْخْطَارِ الْجَلِيلَةِ، وَالاْثَارِ الَمحْمُودَةِ.
فَتَعَصَّبُوا لِخِلاَلِ الْحَمْدِ مِنَ الْحِفْظِ لِلْجِوَارِ، وَالْوَفَاءِ بِالذِّمَامِ، وَالطَّاعَةِ لِلْبِرِّ، وَالْمَعْصِيَةِ لِلْكِبْرِ، وَالاَْخْذِ بِالْفَضْلِ، وَالْكَفِّ عَنِ الْبَغْيِ، وَالاِْعْظَامِ لِلْقَتْلِ، وَالاِْنْصَافِ لِلْخَلْقِ، وَالْكَظْمِ لِلْغَيْظِ، وَاجْتِنَابِ الْفَسَادِ فِي الاْرْضِ.
واحْذَرُوا مَا نَزَلَ بِالاُْمَمِ قَبْلَكُمْ مِنَ الْمَثُلاَتِ بِسُوءِ الاَْفْعَالِ، وَذَمِيمِ الاَْعْمَالِ، فَتَذَكَّرُوا فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ أَحْوَالَهُمْ، وَاحْذَرُوا أَنْ تَكُونُوا أَمْثَالَهُمْ.
فَإِذَا تَفَكَّرْتُمْ فِي تَفَاوُتِ حَالَيْهِمْ، فَالْزَمُوا كُلَّ أَمْر لَزِمَتِ الْعِزَّةُ بِهِ حَالَهُمْ، وَزَاحَتِ الاَْعْدَاءُ لَهُ عَنْهُمْ، وَمُدَّتِ الْعَافِيَةُ فِيهِ عَلَيْهِمْ، وَانْقَادَتِ النِّعْمَةُ لَهُ مَعَهُمْ، وَوَصَلَتِ الْكَرَامَةُ عَلَيْهِ حَبْلَهُم: مِنَ الاِْجْتِنَابِ لِلْفُرْقَةِ، وَاللُّزُومِ لِلاُْلْفَةِ، وَالتَّحَاضِّ عَلَيْهَا، وَالتَّوَاصِي بِهَا.
وَاجْتَنِبُوا كُلَّ أَمْر كَسَرَ فِقْرَتَهُمْ، وَأَوْهَنَ مُنَّتَهُمْ: مِنْ تَضَاغُنِ الْقُلُوبِ، وَتَشَاحُنِ الصُّدُورِ، وتَدَابُرِ النُّفُوسِ، وَتَخَاذُلِ الاَْيْدِي.
وَتَدَبَّرُوا أَحْوَالَ الْمَاضِينَ مِنَ الْمُؤمِنِينَ قَبْلَكُمْ، كَيْفَ كَانُوا فِي حَالِ التـَّمحِيصِ وَالْبَلاَءِ؟ أَلَمْ يَكُونُوا أَثْقَلَ الْخَلاَئِقِ أَعْبَاءً، وَأَجْهَدَ الْعِبَادِ بَلاَءً، وَأَضْيَقَ أَهْلِ الدُّنْيَا حَالاً؟! اتَّخَذَتْهُمُ الْفَراعِنَةُ عَبِيداً فَسَامُوهُم سُوءَ الْعَذَابِ، وَجَرَّعُوهُمُ الْمُرَارَ، فَلَمْ تَبْرَحِ الْحَالُ بِهِمْ فِي ذُلِّ الْهَلَكَةِ وَقَهْرِ الْغَلَبَةِ، لاَ يَجِدُونَ حِيلَةً فِي امْتِنَاع، وَلاَ سَبِيلاً إِلَى دِفَاع، حَتَّى إِذَا رَأَى اللهُ جِدَّ الصَّبْرِ مِنْهُمْ عَلَى الاَْذَى فِي مَحَبَّتِهِ، وَالاحْتَِمالَ لِلْمَكْرُوهِ مِنْ خَوْفِهِ، جَعَلَ لَهُمْ مِنْ مَضَايِقِ الْبَلاَءِ فَرَجاً، فَأَبْدَلَهُمُ الْعِزَّ مَكَانَ الذُّلِّ، وَالاَْمْنَ مَكَانَ
الْخَوْفِ، فَصَارُوا مُلُوكاً حُكَّاماً، وأَئِمَّةً أَعْلاَماً، وَبَلَغَتِ الْكَرَامَةُ مِنَ اللهِ لَهُمْ مَا لَمْ تَذْهَبِ الاْمَالُ إِلَيْهِ بِهِمْ.
فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانُوا حَيْثُ كَانَتِ الاَْمْلاَءُ مُجْتَمِعَةً، وَالاَْهْوَاءُ مُؤْتَلِفَةً، وَالْقُلُوبُ مُعْتَدِلَةً، وَالاَْيْدِي مُتَرَادِفَةً، وَالسُّيُوفُ مُتَنَاصِرَةً، وَالْبَصَائِرُ نَافِذَةً، وَالْعَزَائِمُ وَاحِدَةً، أَلَمْ يَكُونُوا أَرْبَاباً فِي أَقْطَارِ الاَْرَضِينَ، وَمُلُوكاً عَلَى رِقَابِ الْعَالَمِينَ؟
فَانْظُرُوا إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ فِي آخِرِ أُمُورِهِمْ، حِينَ وَقَعَتِ الْفُرْقَةُ، وَتَشَتَّتَتِ الاُْلْفَةُ، وَاخْتَلَفَتِ الْكَلِمَةُ وَالاَْفْئِدَةُ، وَتَشَعَّبُوا مُخْتَلِفِينَ، وَتَفَرَّقُوا مُتَحَارِبِينَ، قَدْ خَلَعَ اللهُ عَنْهُمْ لِبَاسَ كَرَامَتِهِ، وَسَلَبَهُمْ غَضَارَةَ نِعْمَتِهِ، وَبَقّى قَصَصَ أَخْبَارِهِمْ فِيكُمْ عِبَراً لِلْمُعْتَبِرِينَ.
فَاعْتَبِرُوا بِحَالِ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَبَنِي إِسْحَاقَ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ(عليهم السلام)، فَمَا أَشَدَّ اعْتِدَالَ الاَْحْوَالِ، وَأَقْرَبَ اشْتِبَاهَ الاَْمْثَالِ!
تَأَمَّلُوا أَمْرَهُمْ فِي حَالِ تَشَتُّتِهِمْ، وَتَفَرُّقِهِمْ، لَيَالِيَ كَانَتِ الاَْكَاسِرَةُ وَالْقَيَاصِرَةُ أَرْبَاباً لَهُمْ، يَحْتَازُونَهُمْ عَنْ رِيفِ الاْفَاقِ، وَبَحْرِ الْعِرَاقِ، وَخُضْرَةِ الدُّنْيَا، إِلَى مَنَابِتِ الشِّيحِ، وَمَهَا فِي الرِّيحِ، وَنَكَدِ الْمَعَاشِ، فَتَرَكُوهُمْ عَالَةً مَسَاكِينَ إِخْوَانَ دَ بَر وَوَبَر، أَذَلَّ الاُْمَمِ داراً، وَأَجْدَبَهُمْ قَرَاراً، لاَ يَأْوُونَ إِلَى جَنَاحِ دَعْوَة يَعْتَصِمُونَ بِهَا، وَلاَ إِلَى ظِلِّ أُلْفَة يَعْتَمِدُونَ عَلَى عِزِّهَا، فَالاَْحْوَالُ مُضْطَرِبَةٌ، وَالاَْيْدِي مُخْتَلِفَةٌ، وَالْكَثْرَةُ مُتَفَرِّقَةٌ، فِي بَلاَءِ أَزْل، وأَطْبَاقِ جَهْل! مِنْ بَنَات مَوْءُودَة، وَأَصْنَام مَعْبُودَة، وَأَرْحَام مَقْطُوعَة، وَغَارَات مَشْنُونَة.
فَانْظُرُوا إِلَى مَوَاقِعِ نِعَمِ اللهِ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِمْ حِينَ بَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولاً، فَعَقَدَ بِمِلَّتِهِ طَاعَتَهُمْ، وَجَمَعَ عَلَى دَعْوَتِهِ أُلْفَتَهُمْ، كَيْفَ نَشَرَتِ النِّعْمَةُ عَلَيْهِمْ جَنَاحَ كَرَامَتِهَا، وَأَسَالَتْ لَهُمْ جَدَاوِلَ نَعِيمِهَا، وَالْتَفَّتِ الْمِلَّةُ بِهِمْ فِي عَوَائِدِ بَرَكَتِهَا، فَأَصْبَحُوا فِي نِعْمَتِهَا غَرِقِينَ، وَفِي خُضْرَةِ عَيْشِهَا فَكِهِينَ، قَدْ تَرَبَّعَتِ الاُْمُورُ بِهِمْ، فِي ظِلِّ سُلْطَان قَاهِر، وَآوَتْهُمُ الْحَالُ إِلَى كَنَفِ عِزّ غَالِب، وَتَعَطَّفَتِ الاُْمُورُ عَلَيْهِمْ فِي ذُرَى مُلْك ثَابِت، فَهُمْ حُكَّامٌ عَلَى الْعَالَمِينَ، وَمُلُوكٌ فِي أَطْرَافِ الاَْرَضِينَ، يَمْلِكُونَ الاُْمُورَ عَلَى مَنْ كَانَ يَمْلِكُهَا عَلَيْهِمْ، وَيُمْضُونَ الاَْحْكَامَ فِيمَنْ كَانَ يُمْضِيهَا فِيهِمْ! لاَ تُغْمَزُ لَهُمْ قَنَاةٌ، وَلاَ تُقْرَعُ لَهُمْ صَفَاةٌ!
أَلاَ وَإنَّكُمْ قَد نَفَضْتُمْ أَيْدِيَكُمْ مِنْ حَبْلِ الطاعَةِ، وَثَلَمْتُمْ حِصْنَ اللهِ الْمَضْرُوبَ عَلَيْكُمْ، بَأَحْكَامِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ قَدْ امْتَنَّ عَلَى جَمَاعَةِ هذِهِ الاُْمَّةِ فِيَما عَقَدَ بَيْنَهُمْ مِنْ حَبْلِ هذِهِ الاُْلْفَةِ الَّتِي يَنْتَقِلُونَ فِي ظِلِّهَا، وَيَأْوُونَ إَلَى كَنَفِهَا، بِنِعْمَة لاَ يَعْرِفُ أَحَدٌ مِنَ الْـمَخْلُوقِينَ لَهَا قِيمَةً، لاَِنَّهَا أَرْجَحُ مِنْ كُلِّ ثَمَن، وَأَجَلُّ مِنْ كُلِّ خَطَر.
وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ صِرْتُمْ بَعْدَ الْهِجْرَةِ أَعْرَاباً، وَبَعْدَ الْمُوَالاَةِ أحْزَاباً، مَا تَتَعَلَّقُونَ مِنَ الاِْسْلاَمِ إِلاَّ بِاسْمِهِ، وَلاَ تَعْرِفُونَ مِنَ الاِْيمَانِ إِلاَّ رَسْمَهُ، تَقُولُونَ: النَّارَ وَلاَ الْعَارَ! كَأَنَّكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تُكْفِئُوا الاِْسْلاَمَ عَلَى وَجْهِهِ، انْتِهَاكاً لِحَرِيمِهِ، وَنَقْضاً لِمِيثَاقِهِ الَّذِي وَضَعَهُ اللهُ لَكُمْ حَرَماً فِي أَرْضِهِ، وأَمْناً بَيْنَ خَلْقِهِ.
وإِنَّكُمْ إِنْ لَجَأْتُمْ إِلَى غَيْرِهِ حَارَبَكُمْ أَهْلُ الْكُفْرِ، ثُمَّ لاَ جَبْرَائِيلُ وَلاَ مِيكَائِيلُ وَلاَ مُهَاجِرُونَ وَلاَ أَنْصَارٌ يَنْصُرُونَكُمْ إِلاَّ الْمُقَارَعَةَ بِالسَّيْفِ حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَكُمْ.
وَإِنَّ عِنْدَكُمُ الاَْمْثَالَ مِنْ بَأْسِ اللهِ تَعَالَى وَقَوَارِعِهِ، وَأَيَّامِهِ وَوَقَائِعِهِ، فَلاَ تَسْتَبْطِئُوا وَعِيدَهُ جَهْلاً بَأَخْذِهِ، وَتَهَاوُناً بِبَطْشِهِ، وَيأْساً مِنْ بَأْسِهِ، فَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَلْعَنِ الْقَرْنَ الْمَاضِيَ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ إِلاَّ لِتَرْكِهِمُ الاَْمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ المُنكَرِ، فَلَعَنَ السُّفَهَاءَ لِرُكُوبِ الْمَعَاصِي، وَالْحُلَمَاءَ لِتَرْكِ الْتَّنَاهِيْ!
أَلاَ وَقَدْ قَطَعْتُمْ قَيْدَ الاِْسْلاَمِ، وَعَطَّلْتُمْ حُدُودَهُ، وَأَمَتُّمْ أَحْكَامَهُ.
أَلاَ وَقَدْ أَمَرَنِيَ اللهُ بِقِتَالِ أَهْلِ الْبَغْي وَالْنَّكْثِ وَالْفَسَادِ فِي الاَْرْضِ، فَأَمَّا النَّاكِثُونَ فَقَدْ قَاتَلْتُ، وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَقَدْ جَاهَدْتُ، وَأَمَّا الْمَارِقَةُ فَقَدْ دَوَّخْتُ، وَأَمَّا شَيْطَانُ الرَّدْهَةِ فَقَدْ كُفِيتُهُ بِصَعْقَة سَمِعْتُ لَهَا وَجْبَةَ قَلْبِهِ وَرَجَّةَ صَدْرِهِ، وَبَقِيَتْ بَقِيَّةٌ مِنْ أَهْلِ الْبَغْيِ، وَلَئِنْ أَذِنَ اللهُ فِي الْكَرَّةِ عَلَيْهِمْ لاَُدِيلَنَّ مِنْهُمْ إِلاَّ مَا يَتَشَذَّرُ فِي أَطْرَافِ الاَْرْضِ تَشَذُّراً!
أَنَا وَضَعْتُ [فِي الصِّغَرَ] بَكَلاَكِلِ الْعَرَبِ، وَكَسَرْتُ نَوَاجِمَ قُرُونِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ.
وَقَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعِي مِنْ رَسُولِ اللهِ(صلى الله عليه وآله) بِالْقَرَابَةِ الْقَرِيبَةِ، وَالْمَنْزِلَةِ الْخَصِيصَةِ: وَضَعَنِي فِي حِجْرِهِ وَأَنَا وليدٌ يَضُمُّنِي إِلَى صَدْرِهِ، وَيَكْنُفُنِي فِي فِرَاشِهِ، وَيُمِسُّنِي جَسَدَهُ، وَيُشِمُّنِي عَرْفَهُ، وَكَانَ يَمْضَغُ الشَّيْءَ ثُمَّ يُلْقِمُنِيهِ، وَمَا وَجَدَ لِي كَذْبَةً فِي قَوْل، وَلاَ خَطْلَةً فِي فِعْل.
وَلَقَدْ قَرَنَ اللهُ تَعَالَى بِهِ(صلى الله عليه وآله) مِنْ لَدُنْ [أَنْ] كَانَ فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَك مِنْ مَلاَئِكَتِهِ يَسْلُكُ بِهِ طَرِيقَ الْمَكَارِمِ، وَمَحَاسِنَ أَخْلاَقِ الْعَالَمِ، لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ، وَلَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُهُ اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّهِ، يَرْفَعُ لي فِي كُلِّ يَوْم عَلَماً مِنْ أخْلاقِهِ، وَيَأْمُرُني بِالاقْتِدَاءِ بِهِ.
وَلَقَدْ كَانَ يُجَاوِرُ فِي كُلِّ سَنَة بِحِرَاءَ، فَأَرَاهُ وَلاَ يَرَاهُ غَيْرِي، وَلَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ وَاحِدٌ يَوْمَئِذ فِي الاِْسْلاَمِ غَيْرَ رَسُولِ اللهِ(صلى الله عليه وآله) وَخَدِيجَةَ وَأَنَا ثَالِثُهُمَا، أَرَى نُورَ الْوَحْيِ وَالرِّسَالَةِ، وَأَشُمُّ رِيحَ النُّبُوَّةِ.
وَلَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ الشَّيْطَانِ حِينَ نَزَلَ الْوَحْيُ عَلَيْهِ(صلى الله عليه وآله) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا هذِهِ الرَّنَّةُ؟ فَقَالَ: «هذَا الشَّيْطَانُ قَدْ أَيِسَ مِنْ عِبَادَتِهِ، إِنَّكَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ، وَتَرَى مَا أَرَى، إِلاَّ أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيّ، وَلكِنَّكَ وَزِيرٌ، وَإِنَّكَ لَعَلَى خَيْر».
وَلَقَدْ كُنْتُ مَعَهُ(صلى الله عليه وآله) لَمَّا أَتاهُ المَلاَُ مِنْ قُريْش، فَقَالُوا لَهُ: يَا مُحُمَّدُ، إِنَّكُ قَدِ ادَّعْيْتَ عَظِيماً لَمْ يَدَّعِهِ آبَاؤُكَ وَلاَ أحَدٌ مِن بَيْتِكَ، وَنَحْنُ نَسَأَلُكَ أَمْراً إِنْ أَجَبْتَنَا إِلَيْهِ وَأَرَيْتَنَاهُ، عَلِمْنَا أَنَّكَ نِبِيٌّ وَرَسُولٌ، وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ عَلِمْنَا أَنَّكَ سَاحِرٌ كَذَّابٌ.
فَقَالَ لهم(صلى الله عليه وآله): «وَمَا تَسْأَلُونَ؟».
قَالُوا: تَدْعُو لَنَا هذِهِ الشَّجَرَةَ حَتَّى تَنْقَلِعَ بِعُرُوقِهَا وَتَقِفَ بَيْنَ يَدَيْكَ.
فَقَالَ(صلى الله عليه وآله): «إِنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ، فإِنْ فَعَلَ اللهُ ذلِكَ لَكُمْ، أَتُؤْمِنُونَ وَتَشْهَدُونَ بِالْحَقِّ؟».
قَالُوا: نَعَمْ.
قَالَ: «فَإِنِّي سَأُرِيكُمْ مَا تَطْلُبُونَ، وإِنِّي لاََعْلَمُ أَنَّكُمْ لاَ تَفِيئُونَ إِلَى خَيْر، وَإِنَّ فِيكُمْ مَنْ يُطْرَحُ فِي الْقَلِيبِ، وَمَنْ يُحَزِّبُ الاَْحْزَابَ».
ثُمَّ قَالَ: «يَا أَيَّتُهَا الشَّجَرَةُ إِنْ كُنْتِ تُؤمِنِينَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الاْخِرِ، وَتَعْلَمِينَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ، فَانْقَلِعِي بعُرُوقِكِ حَتَّى تَقِفِي بَيْنَ يَدَيَّ بِإِذْنِ اللهِ».
فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ نَبِيّاً لاَنْقَلَعَتْ بِعُرُوقِهَا، وَجَاءَتْ وَلَهَا دَوِيٌّ شَدِيدٌ، وَقَصْفٌ كَقَصْفِ أَجْنِحَةِ الطَّيْرِ، حَتَّى وَقَفَتْ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ(صلى الله عليه وآله)مُرَفْرِفَةً، وَأَلْقَتْ بِغُصْنِهَا الاَْعْلَى عَلَى رَسُولِ اللهِ(صلى الله عليه وآله)، وَبِبَعْضِ أَغْصَانِهَا عَلَى مَنْكِبِي، وَكُنْتُ عَنْ يَمِينِهِ(عليه السلام).
فَلَمَّا نَظَرَ الْقَوْمُ إِلَى ذلِكَ قَالُوا ـ عُلُوّاً وَاسْتِكْبَاراً ـ: فَمُرْهَا فَلْيَأْتِكَ نِصْفُهَا وَيَبْقَى نِصْفُهَا.
فَأَمَرَهَا بِذلِكَ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ نِصْفُهَا كَأَعْجَبِ إِقْبَال وَأَشَدِّهِ دَوِيّاً، فَكَادَتْ تَلْتَفُّ بِرَسُولِ اللهِ(صلى الله عليه وآله).
فَقَالُوا ـ كُفْراً وَعُتُوّاً ـ: فَمُرْ هذَا النِّصْفَ فَلْيَرْجِعْ إِلَى نِصْفِهِ كَمَا كَانَ.
فَأَمَرَهُ فَرَجَعَ.
فَقُلْتُ أَنَا: لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، إِنِّي أَوَّلُ مْؤْمِن بِكَ يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَوَّلُ مَنْ آمَنَ بَأَنَّ الشَّجَرَةَ فَعَلَتْ مَا فَعَلَتْ بِأَمْرِ اللهِ تَصْدِيقاً لِنُبُوَّتِكَ، وإِجْلاَلاً لِكَلِمَتِكَ.
فَقَالَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ: بَلْ سَاحِرٌ كَذَّابٌ، عَجِيبُ السِّحْرِ خَفِيفٌ فِيهِ، وَهَلْ يُصَدِّقُكَ فِي أَمْرِكَ إِلاَّ مِثْلُ هذَا! يَعْنُونَنِي.
وَإِنِّي لَمِنْ قَوْم لاَ تَأخُذُهُمْ فِي اللهِ لَوْمَةُ لاَئِم، سِيَماهُمْ سِيَما الصِّدِّيقِينَ، وَكَلاَمُهُمْ كَلاَمُ الاَْبْرَارِ، عُمَّارُ اللَّيْلِ، وَمَنَارُ النَّهَارِ، مُتَمَسِّكُونَ بِحَبْلِ الْقُرْآنِ، يُحْيُونَ سُنَنَ اللهِ وسُنَنَ رَسُولِهِ، لاَ يَسْتَكْبِرُونَ وَلاَيَعْلُونَ، وَلاَيَغُلُّونَ وَلاَ يُفْسِدُونَ، قُلُوبُهُمْ فِي الْجِنَانِ، وَأَجْسَادُهُمْ في الْعَمَلِ!. (1)
1. (نهج البلاغة:خطبة 192)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ]   موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Icon_minitime1الأربعاء 2 أبريل - 17:44:18


الخطبة المونقة (الخالية من الألف)

[ روى الكلبي عن أبي صالح وأبو جعفر بن بابويه قدس سره بإسناده عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) أنه اجتمعت الصحابة فتذاكروا أن الألف أكثر دخولاً في الكلام فارتجل (عليه السلام) الخطبة المونقة وهي ]:

حمدت من عظمت منته وسبغت نعمته وسبقت رحمته غضبه، وتمت كلمته، ونفذت مشيئته، وبلغت قضيته، حمدته حمد مقر بربوبيته، متخضع لعبوديته، متنصل من خطيئته، متفرد بتوحده، مؤمل منه مغفرة تنجيه يوم يشغل عن فصيلته وبنيه، ونستعينه ونسترشده ونستهديه، ونؤمن به ونتوكل عليه وشهدت له شهود مخلص موقن، وفردته تفريد مؤمن متيقن، ووحدته توحيد عبد مذعن، ليس له شريك في ملكه ولم يكن له ولي في صنعه، جل عن مشير ووزير، وعن عون ومعين ونصير ونظير علم فستر، وبطن فخبر، وملك فقهر، وعصي فغفر، وحكم فعدل، لم يزل ولن يزول ليس كمثله شيء وهو بعد كل شيء، رب معتزز بعزته، متمكن بقوته، متقدس بعلوه متكبر بسموه ليس يدركه بصر، ولم يحط به نظر، قوي منيع، بصير سميع، رؤوف رحيم عجز عن وصفه من يصفه، وضل عن نعته من يعرفه، قرب فبعد، وبعد فقرب، يجيب دعوة من يدعوه، ويرزقه ويحبوه، ذو لطف خفي، وبطش قوي، ورحمة موسعة، وعقوبة موجعة، رحمته جنة عريضة مونقة، وعقوبته جحيم ممدودة موبقة، وشهدت ببعث محمد رسوله وعبده وصفيه ونبيه ونجيه وحبيبه وخليله، بعثه في خير عصر، وحين فترة، وكفر، رحمة لعبيده ومنه لمزيده، ختم به نبوته، وشيد به حجته، فوعظ، ونصح وبلغ وكدح، رؤوف بكل مؤمن رحيم، رضي ولي زكي، عليه رحمة وتسليم وبركة وتكريم، من رب غفور رحيم قريب مجيب، وصيتكم معشر من حضرني بوصية ربكم وذكرتكم بسنة نبيكم، فعليكم برهبة تسكن قلوبكم، وخشية تذري دموعكم، وتقية تنجيكم قبل يوم يبليكم ويذهلكم، يوم يفوز فيه من ثقل وزن حسنته، وخف وزن سيئته ولتكن مسألتكم وتملقكم مسألة ذل وخضوع، وشكر وخشوع، بتوبة ونزع، وندم ورجوع، وليغتنم كل مغتنم منكم صحته قبل سقمه، وشيبته قبل هرمه، وسعته قبل فقره، وفرغته قبل شغله، وحضره قبل سفره، قبل تكبر وتهرم وتسقم، يمله طبيبه ويعرض عنه حبيبه، ويقطع عمره ويتغير عقله، ثم قيل هو موعوك، وجسمه منهوك، ثم جد في نزع شديد، وحضره كل قريب وبعيد، فشخص بصره وطمح نظره، ورشح جبينه وعطف عرينه، وسكن حنينه، وحزنته نفسه، وبكته عرسه، وحفر رمسه، ويتم منه ولده، وتفرق منه عدده، وقسم جمعه، وذهب بصره وسمعه، ومدد وجرد وعري وغسل، ونشف وسجي، وبسط له وهيئ، ونشر عليه كفنه، وشد منه ذقنه، وقمص وعمم، وودع وسلم، وحمل فوق سرير، وصُلي عليه بتكبير، ونقل من دور مزخرفة، وقصور مشيدة، وحجر منجدة، وجعل في ضريح ملحود وضيق مرصود، بملبن منضود، مسقف بجلمود، وهيل عليه حفره، وحثي عليه قدره وتحقق حضره، ونسي خيره، ورجع عنه وليه، وصفيه ونديمه ونسيبه، وتبدل به قرينه وحبيبه، فهو حشو قبر، ورهين قفر، يسعى بجسمه دود قبره ويسيل صديده من منخره، يسحق برمته لحمه، وينشف دمه ويرم عظمه، حتى يوم حشره.
فنشر من قبره حين ينفخ في صور، ويدعى بحشر ونشور فثم بعثرت قبور، وحصلت سريرة صدور، وجيء بكل نبي وصديق وشهيد، وتوحد للفصل قدير، بعبده خبير بصير، فكم من زفرة تضنيه، وحسرة تنضيه، في موقف مهول، ومشهد جليل، بين يدي ملك عظيم وبكل صغير وكبير عليم، فحينئذ يلجمه عرقه، ويحصره قلقه، عبرته غير مرحومة، وصرخته غير مسموعة وحجته غير مقبولة، زاول جريدته، ونشر صحيفته، نظر في سوء عمله، وشهدت عليه عينه بنظره، ويده ببطشه، ورجله بخطوه، وفرجه بلمسه، وجلده بمسه، فسلسل جيده، وغلت يده، وسيق فسحب وحده، فورد جهنم بكرب وشدة فظل يعذب في جحيم، ويسقى شربة من حميم، تشوي وجهه وتسلخ جلده، وتضربه زبنيته بمقمع من حديد، ويعود جلده بعد نضجه كجلد جديد، يستغيث فتعرض عنه خزنة جهنم، ويستصرخ فيلبث حقبة يندم، نعوذ برب قدير، من شر كل مصير، ونسأله عفو من رضي عنه، ومغفرة من قبله، فهو ولي مسألتي، ومنجح طلبتي، فمن زحزح عن تعذيب ربه جعل في جنته بعزته وخلد في قصور مشيدة، وملك بحور عين وحفدة، وطيف عليه بكؤوس وسكن حظيرة قدس، وتقلب في نعيم، وسقي من تسنيم، وشرب من عين سلسبيل، ومزج له بزنجبيل، مختم بمسك وعبير، مستديم للملك، مستشعر للسرور، يشرب من خمور في روض مغدق ليس يصدع من شربه، وليس ينزف، هذه منزلة من خشي ربه، وحذر نفسه معصيته، وتلك عقوبة من جحد مشيئته، وسولت له نفسه معصيته، فهو قول فصل، وحكم عدل، وخبر قصص قص، ووعظ نص، تنزيل من حكيم حميد، نزل به روح قدس مبين، على قلب نبي مهتد رشيد، صلت عليه رسل سفرة مكرمون بررة، عذت برب عليم رحيم كريم من شر كل عدو لعين رجيم، فليتضرع متضرعكم وليبتهل مبتهلكم ويستغفر كل مربوب منكم لي ولكم وحسبي ربي وحده.(الإمام علي ع من المهد إلى اللحد)


الخطبة الخالية من النقط

الحمد لله الملك المحمود، المالك الودود مصور كل مولود، ومآل كل مطرود، ساطح المهاد وموطد الأطواد، ومرسل الأمطار ومسهل الأوطار، عالم الأسرار ومدركها، ومدمر الأملاك ومهلكها، ومكور الدهور ومكررها، ومورد الأمور ومصدرها، عم سماحه وكمل ركامه، وهمل، وطاوع السؤال والأمل، وأوسع الرمل وأرمل، أحمده حمداً ممدوداً، وأوحده كما وحد الأواه، وهو الله لا إله للأمم سواه ولا صادع لما عدله وسواه أرسل محمداً علماً للإسلام وإماماً للحكام مسدداً للرعاع ومعطل أحكام ودٍّ وسواع، أعلم وعلم، وحكم وأحكم، وأصل الأصول، ومهد وأكد الموعود، وأوعد أوصل الله له الإكرام، وأودع روحه السلام، ورحم آله وأهله الكرام، ما لمع رائل وملع دال، وطلع هلال، وسمع إهلال، اعملوا رعاكم الله أصلح الأعمال واسلكوا مسالك الحلال، واطرحوا الحرام، ودعوه، واسمعوا أمر الله وعوه، وصلوا الأرحام وراعوها وعاصوا الأهواء واردعوها، وصاهروا أهل الصلاح والورع وصارموا رهط اللهو والطمع، ومصاهركم أطهرالأحرار مولداً وأسراهم سؤدداً، وأحلاهم مورداً، وها هو أمكم وحل حرمكم مملكاً عروسكم المكرمه وما مهر لها كما مهر رسول الله أم سلمه، وهو أكرم صهر أودع الأولاد وملك ما أراد وما سها مملكه ولا وهم ولا وكس ملاحمه ولا وصم، اسأل الله حكم أحماد وصاله، ودوام إسعاده، وألهم كلاً إصلاح حاله والأعداد لمآله ومعاده وله الحمد السرمد والمدح لرسوله أحمد.(الإمام علي ع من المهد إلى اللحد)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ]   موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Icon_minitime1الأربعاء 2 أبريل - 17:47:54


قصار الكلام لأمير المؤمنين عليه السلام


حرف [ أ ]

إياكم و النمائم فإنها تورث الضغائن .

إذا فاتك الأدب فالزم الصمت .

الفكرة مرآة صافية و الاعتبار منذر ناصح .

العجب ممن خاف العقاب فلم يكف و رجا الثواب فلم يعمل .

الاعتبار يقود إلى الرشاد .

الكريم يلين إذا استعطف و اللئيم يقسو إذا لوطف .

أحسن إذا أحببت أن يحسن إليك .

العفاف زينة الفقر .

الشكر زينة الغنى .

الصبر زينة البلاء .

التواضع زينة الحسب .

الفصاحة زينة الكلام .

العدل زينة الإمارة .

السكينة زينة العبادة .

الحفظ زينة الرواية .

الإيثار زينة الزهد .

الخشوع زينة الصلاة .

الناس أبناء ما يحسنون.

العلم وراثة مستفادة , رأس العلم الرفق و آفته الخرق.

الجاهل صغير و إن كان شيخا .

العالم كبير و إن كان حدثا .

الأدب يغني من الحسب من عرف بالحكمة لحظته العيون بالوقار .

العلم في الصغر كالنقش في الحجر.

الآداب تلقيح الأفهام و نتائج الأذهان .

المودة أشبك الأنساب و العلم أشرف الأحساب .

العلم خير من المال لأن العلم يحرسك و أنت تحرس المال و العلم يزكو على الإنفاق و المال تنقصهالنفقة العلم حاكم و المال محكوم عليه .

الحلم سجية فاضلة .

أول عوض الحليم من حلمه أن الناس أنصاره على الجاهل .

التواضع يكسبك السلامة زينة الشريف التواضع .

النصح لمن قبله .

التدبير قبل العمل يؤمنك الندم .

احذر العاقل إذا أغضبته و الكريم إذا هنته و النذل إذا أكرمته و الجاهل إذا صاحبته.

الحاسد مغتاظ على من لا ذنب له إليه بخيل بما لا يملكه.

الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.

الحسد آفة الدين و حسب الحاسد ما يلقى.

الحسد لا يجلب إلا مضرة و غيظا يوهن قلبك , و يمرض جسمك , و شر ما استشعر قلب المرء الحسد , تغنم و نق قلبك من الغل تسلم.

الحسود سريع الوثبة بطيء العطفة مغموم و اللئيم مذموم.

الصبر ستر من الكروب و عون على الخطوب.

الصبر صبران صبر عند البلاء و أفضل منه الصبر عند المحارم.

الصبر مطية لا تكبو و القناعة سيف لا ينبو.

التثبت رأس العقل و الحدة رأس الحمق.

الأدب صورة العقل فحسن عقلك كيف شئت.

العقول مواهب و الآداب مكاسب.

إعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله.

الجمال في اللسان و الكمال في العقل .

العقول أئمة الأفكار و الأفكار أئمة القلوب و القلوب أئمة الحواس و الحواس أئمة الأعضاء.

الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر.

أفضل ما لقيت الله به نصيحة من قلب و توبة من ذنب.

إياكم و الجدل فإنه يورث الشك في دين الله.

اليوم عمل و لا حساب و غدا حساب و لا عمل.

التقي سائق إلى كل خير.

الكريم من أكرم عن ذل النار وجهه.

اتعظ بغيرك و لاتكن متعظا بك.

أدوا الأمانة و لو إلى قاتل الأنبياء.

الرغبة مفتاح العطب و التعب مطية النصب.

الشر داع إلى التقحم في الذنوب.

الجواد من بذل ما يضن بمثله.

أزرى بنفسه من استشعر الطمع.

أَشرف الغنى ترك المنى.

الحرص مفتاح التعب و داع إلى التقحم في الذنوب و الشره جامع لمساوئ العيوب الحرص علامة الفقر.

أَزرى بنفسه من استشعر الطمع، ورضي بالذل من كشف ضره، وهانت عليه نفسه من أَمر عليها لسانه.

البخل عار، والجبن منقصة، والفقر يخرس الفطن عن حجَّته، والمقلّ غريب في بلدته، والعجز آفة، وَالصَّبر شجاعة، والزّهد ثروة، والورع جنَّة، ونعم القرين الرّضى، والعلم وراثه كريمة، والادب حلل مجدَّدة، والفكر مرآة صافية، وصدر العاقل صندوق سرّه، والبشاشة حبالة المودّة، والاحتمال قبر العيوب .

المسالمة خبء الْعيوب، ومن رضي عن نَفسه كثر الساخط عليه، والصدقة دواء منجح، وأعمال العباد في عاجلهم، نصب أَعينهم في آجلهم.

اعجبوا لهذا الانسان ينظر بشحم ، ويتكلم بلحم ، ويسمع بعظم ، ويتنفس من خرم!!

إذا أَقبلت الدنيا على أحد أعارته محاسن غيره، وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه.

إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكراً للقدرة عليه.

أعجز الناس من عجز عن اكتساب الاخوان، وأَعجز منه من ضيع من ظفر به منهم.

إذا وصلت إليكم أَطراف النعم فلا تنفروا أَقصاها بقلة الشكر.

أقيلوا ذوي المروءات عثراتهم، فما يعثر منهم عاثر إلا ويده بيد الله يرفعه.

امش بدائك ما مشى بك.

أَفضل الزهد إخفاء الزهد.

إذا كنت في إدبار، والموت في إقبال، فما أسرع الملتقى!

الحذر الحذر! فوالله لقد ستر، حتى كأنه قد غفر.

الكفر على أَربع دعائم: على التعمق، والتنازع، والزيغ، والشقاق: فمن تعمق لم ينب إلى الحق، ومن كثر نزاعه بالجهل دام عماه عن الحق، ومن زاغ ساءت عنده الحسنة وحسنت عنده السيئة وسكر سكر الضلالة، ومن شاقّ وعرت عليه طرقه وأعضل عليه أَمره وضاق مخرجه.

الشك على أَربع شعب: على التماري، والهول، والتردد والاستسلام: فمن جعل المراء ديدناً لم يصبح ليله، ومن هاله ما بين يديه نكص على عقبيه، ومن تردَّد في الريب وطئته سنابك الشياطين، ومن استسلم لهلكة الدنيا والاخرة هلك فيهما.

إن أغنى الغنى العقل، وأَكبر الفقر الحمق، وأَوحش الوحشة العجب، وأكرم الحسب حسن الخلق.

إياك ومصادقة الاحمق، فإنه يريد أَن ينفعك فيضرك.

إياك ومصادقة البخيل، فإنه يقعد عنك أحوج ما تكون إليه.

إياك ومصادقة الفاجر، فإنه يبيعك بالتافه.

إياك ومصادقة الكذاب، فإنه كالسراب: يقرّب عليك البعيد، ويبعّد عليك القريب.

الظفر بالحزم، والحزم بإجالة الرأي، والرأي بتحصين الاسرار.

احذروا صولة الكريم إذا جاع، واللئيم إذا شبع.

أَولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة.

السخاء ما كان ابتداء، فأَما ما كان عن مسأَلة فحياء وتذمّم.

الصبر صبران: صبر على ما تكره، وصبر عما تحبّ.

الغنى في الغربة وطن، والفقر في الوطن غربة.

القناعة مال لا ينفد.

المال مادة الشهوات.

اللسان سبع، إن خلّي عنه عقر.

المرأة عقرب حلوة اللسبة.

إذا حيّيت بتحية فحيّ بأحسن منها، وإذا أسديت إليك يد فكافئها بما يربي عليها، والفضل مع ذلك للبادىء.

الشفيع جناح الطالب.

أَهل الدنيا كركب يسار بهم وهم نيام.

العفاف زينة الفقر، [والشكر زينة الغنى].

إذا لم يكن ما تريد فلا تبل كيف كنت.

إذا تم العقل نقص الكلام.

الدهر يخلق الابدان، ويجدّد الامال، ويقرّب المنيّة، ويباعد الامنيّة، من ظفر به نصب، ومن فاته تعب.

إن الامور إذا اشتبهت اعتبر آخرها بأَولها.

آه من قلّة الزاد، وطول الطريق، وبعد السفر، وعظيم المورد!

الحكمة ضالّة المؤمن، فخذ الحكمة ولو من أهل النفاق.

أوصيكم بخمس لو ضربتم إليها آباط الابل لكانت لذلك أهلاً: لا يرجون أحد منكم إلا ربه، ولا يخافن إلا ذنبه، ولا يستحيين أحد إذا سئل عما لا يعلم أَن يقول: لا أَعلم، ولا يستحيين أَحد إذا لم يعلم الشيء أن يتعلمه, وبالصبر، فإن الصبر من الايمان كالرأس من الجسد، ولا خير في جسد لا رأْس معه، ولا في إيمان لا صبر معه.

الفقيه كل الفقيه من لم يقنّط الناس من رحمة الله، ولم يؤيسهم من روح الله، ولم يؤمنهم من مكرالله.

أوضع العلم ما وقف على اللسان، وأَرفعه ما ظهر في الجوارح والاركان.

إن هذه القلوب تملّ كما تملّ الابدان، فابتغوا لها طرائف الحكمة.

إن أولى الناس بالانبياء أعلمهم بما جاؤوا به، ثم تلا(عليه السلام): " إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ [آل عمران : 68] ".

إن وليّ محمد من أَطاع الله وإن بعدت لحمته، وإن عدو محمد من عصى الله وإن قربت قرابته!

اعقلوا الخبر إذا سمعتموه عقل رعاية لا عقل رواية، فإن رواة العلم كثير، ورعاته قليل.

إن قولنا: (إِنَّا لله) إقرار على أَنفسنا بالملك، وقولنا: (وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) إقرار على أَنفسنا بالهلك.

إن الدنيا والاخرة عدوَّان متفاوتان، وسبيلان مختلفان، فمن أَحب الدنيا وتولاها أَبغض الاخرة وعاداها، وهما بمنزلة المشرق والمغرب، وماش بينهما، كلما قرب من واحد بعد من الاخر، وهما بعد ضرَّتان! .

إن الله افترض عليكم فرائض فلا تضيعوها، وحدَّ لكم حدوداً فلا تعتدوها، ونهاكم عن أَشياء فلا تنتهكوها، وسكت لكم عن أَشياء ولم يدعها نسياناً فلا تتكلفوها.

إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله ثم أساء رجل الظن برجل لم تظهر منه خزيةفقد ظلم! وإذا استولى الفساد على الزمان وأهله فأحسن رجل الظن برجل فقد غرَّر!

إضاعة الفرصة غصة.

إن لله ملكاً ينادي في كل يوم: لدوا للموت، واجمعوا للفناء، وابنوا للخراب.

الدنيا دار ممرّ إلى دار مقرّ، والناس فيها رجلان: رجل باع نفسه فأَوبقها، ورجل ابتاع نفسه فأَعتقها.

الصلاة قربان كل تقيّ، والحج جهاد كل ضعيف، ولكل شيء زكاة، وزكاة البدن الصيام، وجهاد المرأة حسن التبعّل.

استنزلوا الرزق بالصدقة، ومن أَيقن بالخلف جاد بالعطيَّة.

إن هذه القلوب أَوعية، فخيرها أوعاها.

الناس ثلاثة: فعالم ربّانيّ، ومتعلّم على سبيل نجاة، وهمج رعاع، أَتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق.

العلم خير من المال: العلم يحرسك وأَنت تحرس المال، والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو على الانفاق، وصنيع المال يزول بزواله.

المرء مخبوء تحت لسانه.

الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم، وعلى كل داخل في باطل إثمان: إثم العمل به، وإثم الرضى به.

اعتصموا بالذمم في أَوتادها.

الفقر الموت الاكبر.

الاعجاب يمنع من الازدياد.

الامر قريب والاصطحاب قليل.

الناس أعداء ما جهلوا.

إذا هبت أمراً فقع فيه، فإن شدّة توقّيه أعظم مما تخاف منه.

آلة الرياسة سعة الصدر.

ازجر المسيء بثواب الـمحسن.

احصد الشرّ من صدر غيرك بقلعه من صدرك.

اللجاجة تسلّ الرأي.

الطمع رقّ مؤبّد.

الرحيل وشيك.

إن للقلوب شهوة وإقبالاً وإدباراً، فأتوها من قبل .

إن هذه القلوب تملّ كما تملّ الابدان، فابتغوا لها طرائف الحكمة.

إن مع كل إنسان ملكين يحفظانه، فإذا جاء القدر خلّيا بينه وبينه، وإن الاجل جنّة حصينة.

أَيها الناس، اتقوا الله الذي إن قلتم سمع، وإن أضمرتم علم، وبادروا الموت الذي إن هربتم أَدرككم، وإن أقمتم أخذكم، وإن نسيتموه ذكركم.

أَول عوض الحليم من حلمه أَن الناس أَنصاره على الجاهل.

إن لم تكن حليماً فتحلّم، فإنه قلّ من تشبّه بقوم إلا أوشك أن يكون منهم.

اتقوا الله تقيّة من شمَّر تجريداً، وجدّ تشميراً، وكمّش في مهل، وبادر عن وجل ،نظر في كرّة الموئل، وعاقبة المصدر، ومغبّة المرجع.

الجود حارس الاعراض، والحلم فدام السفيه، والعفو زكاة الظفر، والسلوّ عوضك ممن غدر، والاستشارة عين الهداية وقد خاطر من استغنى برأْيه، والصبر يناضل الحدثان، والجزع من أعوان الزمان، وأشرف الغنى ترك المنى، وكم من عقل أسير تحت هوى أمير! ومن التوفيق حفظ التجربة، والمودَّة قرابة مستفادة، ولا تأمننّ ملولاً.

أغض على القذى والالم ترض أبداً.

الخلاف يهدم الرأي.

أَكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع.

العجب لغفلة الحسّاد عن سلامة الاجساد!

الطامع في وثاق الذلّ.

الايمان معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالاركان.

العدل الانصاف، والاحسان التفضّل.

إن قوماً عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجّار، وإن قوماً عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، وإن قوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الاحرار.

المرأة شر كلها، وشر ما فيها أَنه لا بدّ منها!

الحجر الغصيب في الدار رهن على خرابها.

اتق الله بعض التقى وإن قلّ، واجعل بينك وبين الله ستراً وإن رقَّ.

إذا ازدحم الجواب خفي الصواب.

إن لله في كل نعمة حقاً، فمن أَدَّاه زاده منها، ومن قصَّر منه خاطر بزوال نعمته.

إذا كثرت المقدرة قلت الشهوة.

احذروا نفار النعم، فما كل شارد بمردود.

الكرم أعطف من الرحم.

أفضل الاعمال ما أكرهت نفسك عليه.

أحلفوا الظالم. إذا أردتم يمينه. بأَنه برىء من حول الله وقوّته، فإنه إذا حلف بها كاذباً عوجل العقوبة، وإذا حلف بالله الذي لا إله إلا هو لم يعاجل، لانه قد وحّده سبحانه.

الحدَّة ضرب من الجنون، لان صاحبها يندم، فإن لم يندم فجنونه مستحكم.

إذا أملقتم فتاجروا الله بالصدقة.

الوفاء لاهل الغدر غدر عند الله، والغدر بأهل الغدر وفاء عند الله.

إن للخصومة قحماً.

إذا بلغ النساء نصَّ الحقاق فالعصبة أولى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ]   موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Icon_minitime1الأربعاء 2 أبريل - 17:49:55

إن الايمان يبدو لمظة في القلب، كلما ازداد الايمان ازدادت اللمظة.

إن الرجل إذا كان له الدين الظنون يجب عليه أن يزكّيه لما مضى إذا قبضه.

أحسنوا في عقب غيركم تحفظوا في عقبكم.

إن كلام الحكماء إذا كان صواباً كان دواء، وإذا كان خطأ كان داء.

أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أَن يكون حبيبك يوماً ما.

إن الطمع مورد غير مصدر، وضامن غير وفي. وربما شرق شارب الماء قبل ريّه،كلما عظم قدر الشيء المتنافس فيه عظمت الرزيَّة لفقده، والامانيّ تعمي أَعين البصائر، والحظّ يأتي من لا يأتيه.

اللهم إني أَعوذ بك أن تحسن في لامعة العيون علانيتي، وتقبح فيما أبطن لك سريرتي، محافظاً على رياء الناس من نفسي بجميع ما أنت مطّلع عليه مني، فأبدي للناس حسن ظاهري، وأفضي إليك بسوء عملي، تقرّباً إلى عبادك، وتباعداً من مرضاتك.

إذا أَضرَّت النّوافل بالفرائض فارفضوها.

إذا أرذل الله عبداً حظر عليه العلم.

أصدقاؤك ثلاثة، وأعداؤك ثلاثة: فأصدقاؤك: صديقك، وصديق صديقك، وعدوّ عدوّك , وأعداؤك: عدوّك، وعدوّ صديقك، وصديق عدوّك.

قال(عليه السلام) لرجل رآه يسعى على عدوّ له بما فيه إِضرار بنفسه: إنما أَنت كالطاعن نفسه ليقتل ردفه.

الناس أَبناء الدنيا، ولا يلام الرجل على حبّ أمّه.

إن المسكين رسول الله، فمن منعه فقد منع الله، ومن أَعطاه فقد أَعطى الله.

اتقوا ظنون المؤمنين، فإن الله تعالى جعل الحق على أَلسنتهم.

إن للقلوب إقبالاً وإدباراً، فإذا أقبلت فاحملوها على النوافل، وإذا أدبرت فاقتصروا بها على الفرائض.

قال(عليه السلام) لكاتبه عبيدالله بن أَبي رافع: أَلق دواتك، وأطل جلفة قلمك، وفرّج بين السطور، وقرمط بين الحروف، فإن ذلك أجدر بصباحة الخطّ.

اتقوا معاصي الله في الخلوات، فإن الشاهد هو الحاكم.

العمر الذي أعذر الله فيه إلى ابن آدم ستّون سنة.

إن الله سبحانه فرض في أَموال الاغنياء أقوات الفقراء، فما جاع فقير إلا بما منع به غني، والله تعالى سائلهم عن ذلك.

الاستغناء عن العذر أَعز من الصدق به.

أَقل ما يلزمكم لله أَلا تستعينوا بنعمه على معاصيه.

إن الله سبحانه جعل الطاعة غنيمة الاكياس عند تفريط العجزة!

السلطان وزعة الله في أرضه.

المسؤول حر حتى يعد.

الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر.

العلم علمان: مطبوع ومسموع، ولا ينفع المسموع إذا لم يكن المطبوع.

العفاف زينة الفقر، والشكر زينة الغنى.

الغنى الاكبر اليأْس عما في أيدى الناس.

الثناء بأَكثر من الاستحقاق ملق، والتقصير عن الاستحقاق عيّ أَو حسد.

أَشدّ الذنوب ما استهان به صاحبه.

أَكبر العيب أَن تعيب ما فيك مثله.

بنى رجل من عمّاله بناءً فخماً، فقال(عليه السلام): أَطلعت الورق رؤوسها! إن البناء ليصف عنك الغنى.

عزّى(عليه السلام) قوماً عن ميّت فقال: إن هذا الامر ليس بكم بدأ، ولا إليكم انتهى، وقد كان صاحبكم هذا يسافر، فعدّوه في بعض أَسفاره، فإن قدم عليكم وإلا قدمتم عليه.

أَيها الناس، ليركم الله من النعمة وجلين، كما يراكم من النقمة فرقين! إنه من وسّع عليه في ذات يده فلم ير ذلك استدراجاً فقد أَمن مخوفاً، ومن ضيّق عليه في ذات يده فلم ير ذلك اختباراً فقد ضيّع مأمولاً.

إذا كانت لك إلى الله سبحانه حاجة فابدأ بمسألة الصلاة على النبي(صلى الله عليه وآله)، ثم سل حاجتك، فإن الله أَكرم من أن يسأل حاجتين، فيقضي إحداهما ويمنع الاخرى.

الفكر مرآة صافية، والاعتبار منذر ناصح، وكفى أَدباً لنفسك تجنّبك ما كرهته لغيرك.

العلم مقرون بالعمل فمن علم عمل، والعلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل.

إن الله سبحانه وضع الثواب على طاعته، والعقاب على معصيته، ذيادة لعباده عن نقمته، وحياشة لهم إلى جنته.

أَيها الناس، اتقوا الله، فما خلق امرء عبثاً فيلهو، ولا ترك سدىً فيلغو! وما دنياه التي تحسنت له بخلف من الاخرة التي قبحها سوء النظر عنده، وما المغرور الذي ظفر من الدنيا بأعلى همّته كالاخر الذي ظفر من الاخرة بأدنى سهمته.

أَيها المؤمنون، إنه من رأى عدواناً يعمل به ومنكراً يدعى إليه، فأنكره بقلبه فقد سلم وبرىء، ومن أَنكره بلسانه فقد أجر وهو أفضل من صاحبه، ومن أنكره بالسيف لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الظالمين السفلى، فذلك الذي أَصاب سبيل الهدى، وقام على الطريق، ونوّر في قلبه اليقين.

أَول ما تغلبون عليه من الجهاد الجهاد بأيديكم، ثم بألسنتكم، ثم بقلوبكم; فمن لم يعرف بقلبه معروفاً، ولم ينكر منكراً، قلب فجعل أعلاه أسفله، وأسفله أعلاه.

إن الحق ثقيل مريء، وإن الباطل خفيف وبيء.

البخل جامع لمساوىء العيوب، وهو زمام يقاد به إلى كل سوء.

الكلام في وثاقك ما لم تتكلم به، فإذا تكلمت به صرت في وثاقه، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك، فربّ كلمة سلبت نعمة [وجلبت نقمة].

احذر أَن يراك الله عند معصيته، ويفقدك عند طاعته، فتكون من الخاسرين، وإذا قويت فاقو على طاعة الله، وإذا ضعفت فاضعف عن معصية الله.

الركون إلى الدنيا مع ما تعاين منها جهل، والتقصير في حسن العمل إذا وثقت بالثواب عليه غبن، والطمأنينة إلى كل أحد قبل الاختبار عجز.

أَلا وإن من البلاء الفاقة، وأَشدّ من الفاقة مرض البدن، وأشدّ من مرض البدن مرض القلب.

أَلا وإن من النعم سعة المال، وأفضل من سعة المال صحة البدن، وأفضل من صحة البدن تقوى القلب.

ازهد في الدنيا يبصّرك الله عوراتها، ولا تغفل فلست بمغفول عنك!

المنيَّة ولا الدنيَّة! والتقلّل ولا التوسل، ومن لم يعط قاعداً لم يعط قائماً، والدهر يومان: يوم لك، ويوم عليك; فإذا كان لك فلا تبطر، وإذا كان عليك فاصبر!.

إن للولد على الوالد حقاً، وإن للوالد على الولد حقاً: فحق الوالد على الولد أن يطيعه في كل شيء إلا في معصية الله سبحانه، وحق الولد على الوالد أَن يحسّن اسمه ويحسّن أَدبه ويعلّمه القرآن.

العين حق، والرقى حق، والسحر حق، والفأل حق، والطيرة ليست بحق، والعدوى ليست بحق، والطيب نشرة، والعسل نشرة، والركوب نشرة، والنظر إلى الخضرة نشرة.

القلب مصحف البصر.

التقى رئيس الاخلاق.

إن صبرت صبر الاكارم، وإلا سلوت سلوَّ البهائم.

الحلم عشيرة.

افعلوا الخير ولا تحقروا منه شيئاً، فإن صغيره كبير وقليله كثير، ولا يقولنّ أَحدكم: إن أَحداً أَولى بفعل الْخير منّي فيكون والله كذلك، إن للخير والشرّ أهلاً، فمهما تركتموه منهما كفاكموه أهله.

الحلم غطاء ساتر، والعقل حسام قاطع، فاستر خلل خلقك بحلمك، وقاتل هواك بعقلك.

إن للَّه عباداً يختصّهم بالنعم لمنافع العباد، فيقرّها في أيديهم ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم، ثم حوَّلها إلى غيرهم.

قال(عليه السلام) في بعض الاعياد: إنما هو عيد لمن قبل الله صيامه وشكر قيامه، وكل يوم لا يعصى الله فيه فهو يوم عيد.

إن أعظم الحسرات يوم القيامة حسرة رجل كسب مالاً في غير طاعة الله، فورّثه رجلاً فأنفقه في طاعة الله سبحانه، فدخل به الجنة، ودخل الاول به النار.

إن أخسر الناس صفقة ، وأخيبهم سعياً، رجل أَخلق بدنه في طلب آماله، ولم تساعده المقادير على إرادته، فخرج من الدنيا بحسرته، وقدم على الاخرة بتبعته.

الرزق رزقان: طالب، ومطلوب، فمن طلب الدنيا طلبه الموت حتى يخرجه عنها،من طلب الاخرة طلبته الدنيا حتى يستوفي رزقه منها.

اذكروا انقطاع اللذّات، وبقاء التبعات.

اخبر تقله.

أولى الناس بالكرم من عرفت به الكرام.

أَيما أَفضل: العدل، أَو الجود؟ فقال: العدل يضع الامور مواضعها، والجود يخرجها عن جهتها، والعدل سائس عام، والجود عارض خاص، فالعدل أشرفهما وأفضلهما.

الناس أَعداء ما جهلوا.

الزهد كله بين كلمتين من القرآن: قال الله عزوجل: " لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ [الحديد : 23] " ، فمن لم يأس على الماضي، ولم يفرح بالاتي، فقد أخذ الزهد بطرفيه.

الولايات مضامير الرجال.

إذا كان في رجل خلّة رائعة فانتظر أَخواتها.

الغنى والفقر بعد العرض على الله.

أَلا حرّ يدع هذه اللماظة لاهلها؟ إنه ليس لانفسكم ثمن إلا الجنة، فلا تبيعوها إلا بها.

الحلم والاناة توأمان ينتجهما علو الهمَّة.

الغيبة جهد العاجز.

الدنيا خلقت لغيرها، ولم تخلق لنفسها.

العين وكاء السَّه.

التوحيد أن لا تتوهمه، والعدل أَلا تتهمه.

وقال(عليه السلام) في دعاء استسقى به: اللهم اسقنا ذلل السحاب دون صعابها.

القناعة مال لاينفد.

أَشدّ الذنوب ما استخفَّ به صاحبه.

إذا احتشم المؤمن أخاه فقد فارقه.

اكبر الأعداء أخفاهم مكيدة.

الشرف بالعقل و الأدب لا بالأصل والحسب.

المرء عدّو ما جهل.

احتمل زلة وليك لوقت وثبة عدوك.

الحكمة ضالة المؤمن، و السعيد من وعظ بغيره.

الزاهد في الدنيا من لم يغلب الحرام صَبْرَه ، ولم يشغل الحلال شكره.

العلوم أربعة : الفقه للأديان ، و الطب للأبدان و النحو للسان ، و النجوم لمعرفة الأزمان.

العلم أنيس الوحشة ، وصاحب في الغربة ، ومحدّث في الخلوة ، وسلاح على الأعداء ، وزينة عند الاخَّلاء.

أسوء الناس حالاً من لم يثق بأحد لسوء ظنه ، ولم يثق بأحد لسوء فعله.

الناس بأمرائهم أشبه منهم بآبائهم .

السنة سنة رسول الله "ص" و البدعة ما خالفها ، و الفرقة أهل الباطل وإن كثروا ، و الجماعة أهل الحق وإن قلوا.

العامل بالظلم و المعين عليه و الراضي به شركاء ثلاثة.

إن الله يعذب ستة بستة : العرب بالعصبية ، و الدهاقين بالكبر ، و الأمراء بالجور ، والفقهاء بالحسد ، و التجار بالخيانة، و أهل الرُّسْتَاق بالجهل .

إياكم و الدّيْن فإنه مذلة بالنهار ومبهمَّة بالليل وقضاء في الدنيا و قضاء في الآخرة.

إن الله عز وجل يحب المحترف الأمين.

اتقوا فراسة المؤمن ، فانته ينظر بنور الله .

الحمى رائد الموت,وهي سجن الله في الأرض وهي تحت الذنوب كما يتحات الوبر من سنام البعير.

الحزم بضاعة,والتواني إضاعة.

الشهوات مصائد الشيطان.

العالم حي وان كان ميتا,والجاهل ميت وان كان حياً.

القدر يغلب الحذر.

اعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله.

قال "ع" – وقد أخبره رجل أنه يحبه ويحب بعض أعدائه –:أما الآن فأنت اعور فأما أن تعمى أو تبصر.

إذا جلست إلى عالم فكن إلى أن تسمع أحرص منك إلى أن تقول.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ]   موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Icon_minitime1الأربعاء 2 أبريل - 17:56:46


الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة.

القلة ذلة والشجاعة صبر ساعة.

الدهر يومان يوم لك ويوم عليك,فان كان لك فلا تبطر وإن كان عليك فلا تضجر.

أخبث الأعمال ما ورث الضلال.

اختبروا شيعتي بخصلتين:المحافظة على أوقات الصلاة والمواساة لإخوانهم بالمال,فان لم تكونا فأعزب ثم أعزب.

الكلام كله اسم وفعل وحرف,والاسم ما أنبأ عن المسمى,والفعل ما انبأ عن حركة المسمى,والحرف ما أنبأ عن معنى ليس بأسم ولا فعل.

إن تجزعوا فأهل ذلك الرحم,وإن تصبروا ففي ثواب الله عوض من كل فائت.

العجب ممن يدعو ويستبطيء الإجابة وقد سد طريقها بالمعاصي.

السلطان حياة الرعية وصلاح البرية.

العلم أكثر من أن يحصى فخذوا من كل شيء أحسنه .

الناس عالم ومتعلم وسائر الماس همج.

أن العقل لإقامة رسم العبودية لا لإدراك الربوبية.

أحسن الكنوز محبة القلوب.

الصبر مطية الظفر.

إِن أكرم الموت هو القتل والذي هو نفس ابن أبي طالب بيده لألف ضربة بالسيف في سبيل الله أهون عليَّ من ميتة على فراش.

العاقل من وعظته التجارب.

إِن من ورائكم فتناً عمياء مظلمة لا ينجو منها إِلا النُّوَمَة قيل يا أمير المؤمنين وما النومة؟قال الذي يعرف الناس ولا يعرفونه.

الفقر هو الموت الأكبر.

إذا غضب الله على أمة غلت أسعارها ولم تربح تجارتها ولم تزك ثمارها ولم تغزر أنهارها وغلبها أشرارها.

إخوان هذا الزمان جواسيس العيوب.

إذا طرق إخوانك فلا تدخر عنهم ما في البيت ولا تتكلف لهم ما وراء الباب.

اصحب السلطان بالحذر والصديق بالتواضع.

الخيانة تبطل الأمانة.

اللسان معيار أطاشه الجهل وأرجحه العقل.

إياك وما يسبق إلى القلوب إنكاره وإن كان عندك إعتذاره فليس كل سامع نكراً تطيق أن تسمعه عذراً.

إن اللبيب لا يتأثث في دار النقلة،ولنا دار أمن قد نقلنا إليها خير متاعنا،وانا عن قليل إِليها صائرون.

الدعاء مفاتيح النجاح ومقاليد الفلاح.

إِياك وما تعتذر منه فانه لا يعتذر من خير،وإِياك وكل عمل في السر يستحى منه في العلانية،وإِياك وكل عمل إذا ذكر لصاحبه أنكره.

إذا سألت لئيماً حاجة فغافصه فانه إِن فكر عاد إلى طبعه.

البشاشة فخ المودة،والصبر قبر العيوب،والغالب بالظلم مغلوب.

الماء سيد الشراب في الدنيا والآخرة.

أدّب اليتيم بما تؤدب به ولدك,واضربه مما تضرب منه ولدك.

انظروا من يرضع أولادكم فان الولد يشب عليه.

استجادة الحذاء وقاية للبدن وعون على الطهارة.

ان قطعية الرحم من الذنوب التي تعجل الفناء.

العقل غطاء ستير والفضل جمال ظاهر,فاستر خلل خلفك بفضلك,وقاتل هواك بعقلك تسلم لك المودة,وتظهر لك المحبة.

إن الله ركّبَ في الملائكة عقلاً بلا شهوة,وركب في البهائم شهوة بلا عقل,وركب في بني آدم كليهما,فمن غلب عقلهُ شهوتَه فهو خير من الملائكة ومن غلبت شهوته عقلهَ فهو شر من البهائم.

ان المؤمن لا يصبح إلا خائفاً وإن كان محسناً,ولا يمسي إلا خائفاً وإن كان محسناً,لأنه بين أمرين:بين وقت قد مضى لا يدري ما الله صانع به,وبين أجل قد اقترب لا يدري ما يصيبه من الهلكات.

الصبر صبران:صبر عند المصيبة حسن جميل,وأحسن من ذلك الصبر عند ما حرم الله عليك.والذكر ذكران:ذكر الله عند المصيبة وأفضل من ذلك ذكر الله عند ما حَرُمَ عليك فيكون حاجزاً.

ان علامة الراغب في ثواب الآخرة زهده في عاجل زهرة الدنيا,ألا وان زهد الزاهد في هذه الدنيا لا ينقصه مما قسم الله له,وإِن زَهِدَ,وإِن حرص الحريص على عاجل زهرة الدنيا لا يزيده فيها,وإن حَرَص,والمغبون من غبن حظه من الآخرة.

العجب ممن يقنط ومعه الممحاة قيل وما الممحاة؟قال:الاستغفار.

إنما يجمع الناس الرضا والسخط،فمن رضي أمراً فقد دخل فيه،ومن سخطه فقد خرج منه.

أدنى الإنكار أن تلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرة.

الزهد في الدنيا قَصْرُ الأمل,وشكر كل نعمة,والورع عن كل ما حرم الله.

العقل ولادة,والعلم إفادة,ومجالسة العلماء زيادة.

الدهر يومان يوم لك ويوم عليك,فان كان لك فلا تبطر,وان كان عليك فاصبر,وكلاهما عنك سيمضي.

أفضل العبادة الصبر والصمت وانتظار الفرج والصبر على ثلاثة أوجه صبر على المصيبة وصبر على الطاعة وصبر عن المعصية.

إِحذر العاقل إذا أغضبته,والكريم إذا أهنته,والنذل إذا أكرمته,والجاهل إذا صحبته.

إياكم والقياس في الأحكام فإن أول من قاس إِبليس.

العافية عشرة أجزاء,تسعة منها في الصمت,إلا عن ذكر الله.

الكلمة أسيرة في وثاق الرجل فإن أطلقها صار أسيراً في وثاقها.

المسلم مروءتان:مروءة في حضر ومروءة في سفر,فأما مروءة الحضر فقراءة القرآن ومجالسة العلماء والنظر في الفقه والمحافظة على الصلوات في الجماعات,وأما مروّة السفر فبذل الزاد وقلة الخلاف على من صحبك وكثرة ذكر الله في كل مصعد ومهبط وقيام وقعود.

الوصية تمام ما نقص من الزكاة.

إذا مات المؤمن العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء إلى يوم القيامة.

أيها الناس إذا علمتم فاعلموا فإن العالم العامل بغير علمه كالجاهل الذي لا يستفيق من جهله بل الحجة عليه أعظم والحسرة له أدوم.

أنصحكم لنفسه أطوعكم لربه وأغشكم لنفسه أعصاكم لربه ومن يطع الله يأمن ومن يعصيه يندم.

إِياكم وأصحاب الرأي فانهم أعداء السنن تفلتت منهم الأحاديث أن يحفظوها واعيتهم السنة أن يعوها ونازعوا الحق أهله وسئلوا عما لا يعلمون فعارضوا الدين بآرائهم فضلوا وأضلوا أما لو كان الدين بالقياس لكان باطن الرجلين أولى بالمسح من ظاهرهما.

الدنيا بالأموال والآخرة بالأعمال.

الناس من خوف الذل في ذل.

إِن للنكبات نهايات لا بد لأحد إذا نكب أن ينتهي إليها فينبغي للعاقل إذا أصابته نكبة أن ينام لها حتى تنقضي مدتها فان في دفعها قبل انقضاء مدتها زيادة في مكروهها.

الهيبة خيبة والفرصة خلسة والحكمة ضالة المؤمن فاطلبوها ولو عند المشرك تكونوا أحق بها وأهلها.

إِياكم والمراء والخصومة فانهما يمرضان القلب وينبت عليهما النفاق.

الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة وتركك حديثاً لم تروه خير من روايتك حديثاً لم تحصه , ان على كل حق حقيقة وعلى كل صواب نوراً فما وافق كتاب الله فخذوا به وما خالف كتاب الله فدعوه.

الحزم سوء الظن.

القريب من قربته المودة وإن بعد نسبه والبعيد من باعدته العداوة وإِن قرب نسبه ولا شيء أقرب من يد إلى جسد وان اليد إذا فسدت قطعت وإذا قطعت حسمت.

أخوك دينك فاحتط لدينك بما شئت.

السنة سنتان سنة في فريضة الأخذ بها هدى وتركها ضلالة وسنة في غير فريضة الأخذ بها فضيلة وتركها غير خطيئة.

العلم علمان علم لا يسع الناس إِلا النظر فيه وهو صبغة الإسلام وعلم يسع الناس ترك النظر فيه وهو قدرة الله عز وجل.

أحسن الكلام ما زانه حسن النظام, وفهمه الخاص والعام.

الحكمة شجرة تنبت في القلب,وتثمر على اللسان.

القليل مع التدبير أبقى من الكثير مع التبذير.

الناس كصور في صحيفة كلما طوى بعض نشر بعض.

الناس كالشجر,شرابه واحد وثمره مختلف.

المصيبة واحدة فإن جزعت كانت اثنتين.

أعجز الناس من عجز عن إصلاح نفسه.

أنفع الكنوز محبة القلوب.

الاقتصاد ينمي القليل و الإسراف يفني الجزيل.

الكيِّس من كان يومه خيراً من أمسه.

الخط لسان اليد،واللسان ترجمان العقل.

الشرف بالهمم العالية لا بالرمم البالية.

أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة،وأشرف أخلاق الكريم كثرة تغافله عما يعلم.

الهوى مطية الفتنة،واللجاج يفسد الرأي.

الإحسان يسترق الإنسان،والتواضع سلم الشرف،والحياء تمام الكرم،والبشر حُبَالة المودة،والانصاف يستديم المحبة،والحسود لا يسود،وأعظم الجهل معاداة القادر.

العلم إِحدى الحياتين،والمودة إِحدى القرابتين،والذكر الجميل أحد العمرين،والزوجة الصالحة إِحدى الراحتين،والهم إحدى الهرمين،والشهوة إحدى المغويين،والجوع خير من ذل الخضوع.

العالم حي بين الموتى،والجاهل ميت بين الأحياء.

اجملوا في الخطاب تسمعوا جميل الجواب.

إذا ملك الأراذل هلك الأفاضل وإذا حلت المقادير بطل التدبير.

الدعاء ترس المؤمن ومتى تكثر قرع الباب يفتح لك.

إِياكم والمزاح فانه يجر السخيمة ويورث الضغينة وهو السب الأصغر.

ان أشد الناس بلاء النبيون ثم الوصيون ثم الأمثل فالأمثل.

وإِنما يبتلي المؤمن على قدر أعماله الحسنة فمن صح دينه وحسن عمله اشتد بلاؤه وذلك ان الله لم يجعل الدنيا ثواباً لمؤمن ولا عقوبة لكافر ومن سخف دينه ضعف عمله وقل بلاؤه وان البلاء أسرع إلى المؤمن التقي من المطر إلى قرار الأرض.

الصبر في الأمور بمنزلة الرأس من الجسد فإذا فارق الرأس الجسد فسد الجسد وإذا فارق الصبر الأمور فسدت الأمور.

المؤمن مألوف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف.

إِن كمال الدين طلب العلم والعمل به ألا وإِن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال إِن المال مقسوم مضمون قد قسمه عادل بينكم وضمنه وسيفي لكم والعلم مخزون عند أهله وقد أمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه.

إذا حدثتم بحديث فاسندوه إلى الذي حدثكم به فان كان حقاً فلكم وإِن كان كذباً فعليه.

الفقر أزين للمؤمن من العذار على خد الفرس.

ألا أن القدر سر من سر الله مرفوع في حجاب الله مطوي عن خلق الله مختوم بخاتم الله سابق في علم الله وضع الله العباد عن علمه ورفعه فوق شهاداتهم ومبلغ عقولهم.

اجمعوا هذه القلوب واطلبوا لها طرف الحكمة فإنها تمل كما تمل الأبدان.

الجهاد ثلاثة جهاد بيد وجهاد بلسان وجهاد بقلب.فأول ما يغلب عليه من الجهاد جهاد اليد ثم جهاد اللسان ثم جهاد القلب.فإذا كان القلب لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً نكس وجعل أعلاه أسفله كما ينكس الجواب فينتثر ما فيه.

الدنيا جيفة فمن أرادها فليصبر على مخالطة الكلاب.

الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا.

أهل المعروف إلى اصطناعه أحوج من أهل الحاجة إليه لان لهم اجره وذكره وفخره فمهما اصطنع الرجل من معروف فإنما يبدأ بنفسه فلا يطلبن شكر ما صنع إلى نفسه من غيره.

العلم تحفة في المجالس وصاحب في السفر وانس في الغربة.

العلماء غرباء لكثرة الجهال بينهم .

استصلاح الأخيار بإكرامهم و الأشرار بتأديبهم والمودة قرابة مستفادة وكفى بالأجل حرزاً.

القتل أنفى للقتل.

إن أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان.

أفضل الفعال صيانة العرض.

الضغائن تورث كما تورث الأموال.

الصبر مفتاح الفرج.

المصــادر :

- كنز الفوائد (ج1,ج2) - نهج البلاغـة - مستدرك نهج البلاغـة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ]   موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Icon_minitime1الأربعاء 2 أبريل - 18:02:52


حرف [ ب ]

بسط الوجه زينة الحلم .

بذل المجهود زينة المعروف .

بالصبر يتوقع الفرج و من يدمن قرع الباب يلج.

بضاعة الآخرة كاسدة فاستكثر منها في أوان كسادها.

بقيّة السيف أبقى عدداً، وأكثر ولداً.

بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد.

بكثرة الصمت تكون الهيبة، وبالنصفة يكثر المواصلون، وبالافضال تعظم الاقدار، وبالتواضع تتمّ النعمة، وباحتمال المؤن يجب السؤدد ، وبالسيرة العادلة يقهر المناوىء ،بالحلم عن السفيه تكثر الانصار عليه.

بينكم وبين الموعظة حجاب من الغرّة.

بالإخلاص يكون الإخلاص.

سئل "ع" بماذا عرفت ربك؟فقال بفسخ العزائم ونقض الهمم لمّا هممتُ فحيل بيني وبين همي,وعزمت فخالف القضاء والقدر عزمي, علمت أن المدبّر غيري.

قال "ع" – في تلاوة القرآن – : بيِّنْه تبييناً ولا تهذّه هذّ الشعر,ولا تنثره نثر الرمل,ولا يكن همُّ أحدكم آخر السورة.

بصنع الله يستدل عليه وبالعقول تعتقد معرفته وبالتفكير تثبت حجته معروف بالدلالات مشهور بالبينات.

بالراعي تصلح الرعية وبالدعاء تصرف البلية,ومن ركب مركب الصبر اهتدى إلى مضمار النصر,ومن عاب عيب ومن شتم أجيب,ومن غرس أشجار التقى اجتنى ثمار المنى.

المصــادر :

- كنز الفوائد (ج1) - نهج البلاغـة - مستدرك نهج البلاغـة.



حرف [ ت ]

ترك ما لا يعنى زينة الورع .

تصفية العمل خير من العمل.

تمام الإخلاص تجنب المعاصي , من أحب المكارم اجتنب المحارم.

تذلّ الامور للمقادير، حتى يكون الحتف في التدبير.

توقّوا البرد في أَوله، وتلقّوه في آخره، فإنه يفعل في الابدان كفعله في الاشجار، أَوله يحرق وآخره يورق.

تنزل المعونة على قدر المؤونة.

ترك الذنب أهون من طلب التوبة.

تكلموا تعرفوا، فإن المرء مخبوء تحت لسانه.

قال(عليه السلام) في صفة الدنيا: تغرّ وتضرّ وتمرّ، إن الله تعالى لم يرضها ثواباً لاوليائه، ولا عقاباً لاعدائه، وإن أَهل الدنيا كركب بينا هم حلّوا إذ صاح بهم سائقهم فارتحلوا.

تختموا بخاتم العقيق فانه لا يصيب أحدكم غم ما دام ذلك عليه.

تختموا بالجزع اليماني فانه يرد كيد مردة الشياطين.

ترتيل القرآن حفظ الوقوف وبيان الحروف.

ترك الخطيئة أيسر من طلب التوبة,وكم من شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً,والموت فَضَح الدنيا فلم يترك لذي لب فرحاً.

تعطروا بالاستغفار لا تفضحنكم روايح الذنوب.

تعلموا القرآن فانه ربيع القلوب.

تعلموا شعر أبي طالب وعلموه أولادكم فانه كان على دين الله وفيه علم كثير.



المصــادر :

- كنز الفوائد (ج1) - نهج البلاغـة - مستدرك نهج البلاغـة.



حرف [ ث ]

ثمرة التفريط الندامة، وثمرة الحزم السلامة.

ثلاثة من أشد الأعمال:ذكر الله على كل حال,ومواساة الإخوان بالمال,وإنصاف الناس من نفسك.

ثلاث منجيات:تكف لسانك,وتبكي على خطيئتك,ويسعك بيتك.

ثبات الإيمان بالورع,وزواله بالطمع.

ثلاث يبلغن بالعبد رضوان الله كثرة الاستغفار وخفض الجانب وكثرة الصدقة وأربع من كن فيه فقد استكمل الإيمان من أعطى لله ومنع فيه وأحب الله وأبغض فيه.

ثلاث من كن فيه لم يندم ترك العجلة والمشورة والتوكل على الله عند العزم.



المصــادر :

- نهج البلاغـة - مستدرك نهج البلاغـة.


حرف [ ج ]

جهل المرء بعيوبه من أعظم ذنوبه.

جعل الله ما كان من شكواك حطّاً لسيئاتك، فإن المرض لا أَجر فيه، ولكنه يحطّ السيئات، ويحتّها حتَّ الاوراق، وإنما الاجر في القول باللسان، والعمل بالايدي والاقدام، وإن الله سبحانه يدخل بصدق النيّة والسريرة الصالحة من يشاء من عباده الجنَّة.

جاهلكم مزداد، وعالمكم مسوّف.

جمع الخير كله في ثلاث خصال:النظر والسكوت والكلام,فكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو,وكل كلام ليس فيه ذكر فهو لغو,وكل سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة,فطوبى لمن كان نظره عِبَراً وصمته تفكراً وكلامه ذكراً,وبكى على خطيئته وأمن الناسُ شره.



المصــادر :

- كنز الفوائد (ج1) - نهج البلاغـة - مستدرك نهج البلاغـة.


حرف [ ح ]

حسن الأدب زينة العقل .

حسن الخلق يبلغ درجة الصائم القائم .

حسن الخلق خير رفيق, رب عزيز أذله خلقه و ذليل أعزه خلقه .

حسن الأدب ينوب عن الحسب .

حسد الصديق من سقم المودّة.

حسن الخلق خير قرين.

حلال بّين وحرام بين, وشبهات بين ذلك,فمن ترك ما اشتبه عليه من الإثم فهو لما استبان له أترك,والمعاصي حمى الله,فمن يرتع حولها يوشك أن يدخلها.

حلمك على السفيه يكثر أنصارك عليه.

حببت إلي من دنياكم ثلاثة إِكرام الضيف والصوم في الصيف والضرب في سبيل الله بالسيف.



المصــادر :

- كنز الفوائد (ج1) - نهج البلاغـة - مستدرك نهج البلاغـة.


حرف [ خ ]

خير القول الصدق .

خفض الجناح زينة العلم .

خالطوا الناس مخالطة إن متّم معها بكوا عليكم، وإن عشتم حنّوا إليكم.

خذ الحكمة أَنى كانت، فإن الحكمة تكون في صدر المنافق فتتلجلج في صدره حتى تخرج فتسكن إلى صواحبها في صدر المؤمن.

خيار خصال النساء شرار خصال الرجال: الزهو والجبن والبخل، فإذا كانت المرأة مزهوّة لم تمكن من نفسها، وإذا كانت بخيلة حفظت ما لها ومال بعلها، وإذا كانت جبانة فرقت من كل شيء يعرض لها.

خذ من الدنيا ما أتاك، وتول عما تولى عنك، فإن أنت لم تفعل فأَجمل في الطلب.

خير الدعاء ما صدر عن صدر نقي.

خمس تذهب ضَيَاعاً:سراج في شمس،ومطر على سَبِخه،وطعام يقدم إلى شعبان،وامرأة تزف إلى عنّين،ومعروف يُصْطنَع إلى من لا يشكر.

خير المال ما أغناك وخير منه ما كفاك.



المصــادر :

- كنز الفوائد (ج1,ج2) - نهج البلاغـة - مستدرك نهج البلاغـة


حرب [ د ]


دخول الجنة رخيص و دخول النار غال.


المصــدر :

- كنز الفوائد (ج1).



حرف [ ر ]

رسولك ترجمان عقلك لا تأوي من لا عقل له فيكثر ضررك.

رأس الدين صحة اليقين.

رأي الشيخ أحبّ إليَّ من جلد الغلام.

ربَّ عالم قد قتله جهله، وعلمه معه لا ينفعه.

رسولك ترجمان عقلك، وكتابك أَبلغ ما ينطق عنك!

ردّوا الحجر من حيث جاء، فإن الشرَّ لا يدفعه إلا الشرّ.

ربّ مستقبل يوماً ليس بمستدبره، ومغبوط في أَول ليله قامت بواكيه في آخره.

ربَّ قول أنفذ من صول.

ربَّ رجاء يؤدي إلى الحرمان ، وربَّ ربح يؤدي إلى الخسران.

ربما اخطأ البصير قصده وأصاب الأعمى رشده.

رب عالم قتله علمه ورب جاهل نجاه جهله ورب كلام أنفذ من سهام ورب يسير أنمى من كثير.

رحم الله امرءاً عرف قدره فلم يتعد طوره.



المصــادر :

- كنز الفوائد (ج1) - نهج البلاغـة - مستدرك نهج البلاغـة.


حرف [ ز ]


زلة العالم كانكسار السفينة تغرق و تغرق .

زينة الرجل عقله من صحب جاهلا نقص من عقله.

زهدك في راغب فيك نقصان حظ، ورغبتك في زاهد فيك ذلّ نفس.



المصــادر :

- كنز الفوائد (ج1) - نهج البلاغـة .



حرف [ س ]

سيئة تسوءك خير عند الله من حسنة تعجبك.

سوسوا إيمانكم بالصدقة، وحصّنوا أَموالكم بالزكاة، وادفعوا أمواج البلاء بالدعاء.

سل تفقّهاً ولا تسأل تعنّتاً، فإن الجاهل المتعلّم شبيه بالعالم، وإن العالم المتعسّف شبيه بالجاهل المتعنّت.

سامِعُ الغيبة أحد المغتابين.

سادات الناس في الدنيا الأسخياء وساداتهم في الآخرة الأتقياء.

سرك أسيرك فإذا تكلمت به صرت أسيره.

ست من المروءة:ثلاث في الحضر وهي تلاوة كتاب الله وعمارة مساجد الله واتخاذ الإخوان , وثلاثة في السفر وهي بذل الزاد وحسن الخلق والمزاح في غير معاصي الله.





المصــادر :

- نهج البلاغـة - مستدرك نهج البلاغـة.



حرف [ ش ]

شدة الغضب تغير المنطق و تقطع مادة الحجة و تفرق الفهم .

شتّان بين عملين: عمل تذهب لذّته وتبقى تبعته، وعمل تذهب مؤونته ويبقى أَجره.

شاركوا الذي قد أَقبل عليه الرزق، فإنه أَخلق للغنى، وأجدر بإقبال الحظّ عليه.

شرّ الاخوان من تُكلّف له.

شكر العالم على علمه أن يبذله لمن يستحقه.

شوبوا أموالكم بالصدقة.

شر الناس إمام جائر ضل وضُلَّ به،أمات سنة مأخوذة وأحيا بدعة متروكة.

شرط الألفة ترك الكلفة.

شراركم المشاؤون بالنميمة,المفرقون بين الأحبة,المبتغون للبراء المعايب.

شكر العالم على علمه أن يبذله لمن يستحقه.

ثلاثة ليس معهن رابعة:من كانت الآخرة همه كفاه الله همه من الدنيا,ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته,ومن أصلح ما بينه وبين الله اصلح الله ما بينه وبين الناس.



المصــادر :

- كنز الفوائد (ج1) - نهج البلاغـة - مستدرك نهج البلاغـة.



حرف [ ص ]

صحة الجسد من قلّة الحسد.

صاحب السلطان كراكب الاسد: يغبط بموقعه، وهو أعلم بموضعه.

صواب الرأي بالدول: يقبل بإقبالها، ويذهب بذهابها.

صحبة الأحمق عذاب الروح.

صياح الديك صلاته،وضربه بجناحه ركوعه وسجوده.

صلة الرحم مثراة للمال و منسأة للأجل،وصدقة السر تطفئ الخطيئة،وصنائع المعروف تدفع ميتة السوء وتقي مصارع الهون.

دخل "ع" بيت مال البصرة فلما رأى ما فيه قال : صفراء بيضاء غري غيري المال يعسوب الظلمة وأنا يعسوب المؤمنين.



المصــادر :

- نهج البلاغـة - مستدرك نهج البلاغـة.


حرف [ ض ]


ضاحك معترف بذنبه أفضل من باك مدل على ربه.

ضع فخرك، واحطط كبرك، واذكر قبرك.



المصــادر :

- كنز الفوائد (ج1) - نهج البلاغـة .


حرف [ ط ]

طوبى لمن ذكر المعاد، وعمل للحساب، وقنع بالكفاف، ورضي عن الله.

طوبى للزاهدين في الدنيا، الراغبين في الاخرة، أولئك قوم اتخذوا الارض بساطاً، وترابها فراشاً، وماءها طيباً، والقرآن شعاراً، والدعاء دثاراً، ثم قرضوا الدنيا قرضاً على منهاج المسيح.

طوبى لمن ذلَّ في نفسه، وطاب كسبه، وصلحت سريرته، وحسنت خليقته،أنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من لسانه، وعزل عن الناس شرّه، ووسعته السنّة، ولم ينسب إلى البدعة.

سئل عن القدر، فقال: طريق مظلم فلا تسلكوه، وبحرعميق فلا تلجوه، وسرّ الله فلا تتكلّفوه.

طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس وطوبى لمن لزم بيته واشتغل بطاعة ربه وبكى على خطيئته فكان من نفسه في شغل وكان الناس منه في راحة.



المصــادر :

- نهج البلاغـة - مستدرك نهج البلاغـة.


حرف [ظ]


ظن الرجل قطعة من عقله.



المصــدر :

- كنز الفوائد (ج1).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ]   موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Icon_minitime1الأربعاء 2 أبريل - 18:05:20


حرف [ع ]

عاقبة الكذب شر عاقبة .

عجبا للعاقل كيف ينظر إلى شهوة يعقبه النظر إليها حسرة.

عند تصحيح الضمائر تغفر الكبائر.

عند الخوف يحسن العمل.

عيبك مستور ما أسعدك جدّك.

عجبت لمن يقنط ومعه الاستغفار.

عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذي منه هرب، ويفوته الغنى الذى إياه طلب، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء، ويحاسب في الاخرة حساب الاغنياء.

عجبت للمتكبّر الذي كان بالامس نطفة، ويكون غداً جيفة.

عجبت لمن شكّ في الله، وهو يرى خلق الله.

عجبت لمن نسي الموت، وهو يرى الموتى.

عجبت لمن أنكر النشأة الاخرى، وهو يرى النشأة الاولى.

عجبت لعامر دار الفناء، وتارك دار البقاء.

عظم الخالق عندك يصغّر الـمخلوق في عينك.

عليكم بطاعة من لا تعذرون بجهالته.

عاتب أخاك بالاحسان إليه، واردد شرّه بالانعام عليه.

عجب المرء بنفسه أحد حسَّاد عقله.

عرفت الله سبحانه بفسخ العزائم، وحلّ العقود.

عند تناهي الشدّة تكون الفرجة، وعند تضايق حلق البلاء يكون الرخاء.

علامة الايمان أَن تؤثر الصدق حيث يضرّك على الكذب حيث ينفعك،أن يكون في حديثك فضل عن علمك، وأن تتّقي الله في حديث غيرك.

عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه.

عبد الشهوة أذل من عبد الرق.

عمرت البلدان بحب الأوطان.

عدل السلطان خير من خصب الزمان.

عدو عاقل خير من صديق أحمق.

عليكم بالصبر فان به يأخذ الحازم واليه يرجع الجازم.

المصــادر :

- كنز الفوائد (ج1,ج2) - نهج البلاغـة - مستدرك نهج البلاغـة.


حرف [ غ ]

غضب الجاهل في قوله و غضب العاقل في فعله.

غيرة المرأة كفر، وغيرة الرجل إيمان.

قال"ع"- في وصفة التائبين - : غرسوا أشجار ذنوبهم نصب عيون قلوبهم وسقوها بمياه الندم فأثمرت لهم السلامة وأعقبتهم الرضا والكرامة.

غاية الجود بذل الموجود وشر الفقر فقر النفس.





المصــادر :

- كنز الفوائد (ج1) - نهج البلاغـة - مستدرك نهج البلاغـة.


حرف [ ف ]

فساد الأخلاق معاشرة السفهاء و صلاح الأخلاق معاشرة العقلاء.

فاعل الخير خير منه، وفاعل الشرّ شرّ منه.

فقد الاحبّة غربة.

فوت الحاجة أهون من طلبها إلى غير أهلها.

في تقلّب الاحوال علم جواهر الرجال.

في القرآن نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم.
فقيه واحد أشد على إبليس من ألف عابد.

في المناجاة سبب النجاة وبالاخلاص يكون الخلاص ،وإذا أشتد الفزع فإلى الله المفزع.

في الاعتبار غنى عن الاختبار.



المصــادر :

- كنز الفوائد (ج1) - نهج البلاغـة - مستدرك نهج البلاغـة.


حرف [ ق ]

قيمة كل امرئ ما يحسن.

قطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل , و العاقل من وعظته التجارب.

قلما تصدقك الأمنية رب طمع كاذب و أمل خائب.

قرنت الهيبة بالخيبة، والحياء بالحرمان، والفرصة تمرّ مرّ السحاب، فانتهزوا فرص الخير.

قلب الاحمق في فيه، ولسان العاقل في قلبه.

قدر الرجل على قدر همّته، وصدقه على قدر مروءته، وشجاعته على قدر أنفته،عفّته على قدر غيرته.

قلوب الرجال وحشيّة، فمن تأَلّفها أَقبلت عليه.

قلّة العِيال أحد اليسارين، والتودّد نصف العقل، والهمّ نصف الهرم.

قد بصّرتم إن أَبصرتم، وقد هديتم إن اهتديتم، وأسمعتم إن استمعتم.

قد أضاء الصبح لذي عينين.

قليل تدوم عليه أرجى من كثير مملول.

قطع العلم عذر المتعلّلين.

قوام [الدين و ]الدنيا بأَربعة: عالم مستعمل علمه، وجاهل لا يستنكف أَن يتعلّم، وجواد لا يبخل بمعروفه، وفقير لا يبيع آخرته بدنياه; فإذا ضيّع العالم علمه استنكف الجاهل أن يتعلَّم، وإذا بخل الغنيّ بمعروفه باع الفقير آخرته بدنياه.

قليل مدوم عليه خير من كثير مملول منه.

قلوب الرعية خزائن راعيها،فما أودعها من عدل أو جور وجده فيها.

قلة الكلام تستر العيوب وتقلل الذنوب.

قولوا خيراً تعرفوا به,واعملوا بالخير تكونوا من أهله,وصلوا أرحامكم وإن قطعوكم وعودوا بالفضل على من حرمكم,وادوا الأمانة إلى من ائتمنكم و أوفوا بعهد من عاهدتم,وإذا حكمتم فاعدلوا.

قولوا الخير تعرفوا به واعملوا الخير تكونوا من أهله ولا تكونوا عجلاً مذاييع فان خياركم الذين إذا نظر إِليهم ذكر الله وشراركم المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة المبتغون للبراء المعايب.

المصــادر :

- كنز الفوائد (ج1) - نهج البلاغـة - مستدرك نهج البلاغـة.


حرف [ ك ]

كل قول ليس لله فيه ذكر فلغو و كل صمت ليس فيه فكر فسهو و كل نظر ليس فيه اعتبار فلهو .

كفاك أدبك لنفسك ما كرهته لغيرك.

كن في الفتنة كابن اللبون ، لا ظهر فيركب، ولا ضرع فيحلب .

كن سمحاً ولا تكن مبذّراً، وكن مقدّراً ولا تكن مقتّراً.

كل معدود منقض، وكل متوقّع آت.

كان في الارض أمانان من عذاب الله سبحانه، وقد رفع أحدهما، فدونكم الاخر فتمسكوا به:أَما الامان الذي رفع فهو رسول الله(صلى الله عليه وآله) , وأما الامان الباقي فالاستغفار، قَال الله عزوجل: " وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الأنفال : 33] " .

قيل له (عليه السلام): كيف نجدك يا أميرالمؤمنين؟ , فقال: كيف يكون من يفنى ببقائه، ويسقم بصحّته، ويؤتى من مأمنه!

كم من مستدرج بالاحسان إليه، ومغرور بالستر عليه، ومفتون بحسن القول فيه! وما ابتلى الله أحداً بمثل الاملاء له.

كأن الموت فيها على غيرنا كتب، وكأن الحق فيها على غيرنا وجب، وكأن الذي نرى من الاموات سفر عما قليل إلينا راجعون! نبوّئهم أجداثهم،نأكل تراثهم، كأَنا مخلَّدون، قد نسينا كل واعظ وواعظة، ورمينا بكل جائحة!!

كم من صائم ليس له من صِيامه إلا الظمأ، وكم من قائم ليس له من قيامه إلا العناء، حبّذا نوم الاكياس وإفطارهم!

كم من أَكلة منعت أَكلات!

قال(عليه السلام) لما سمع قول الخوارج ـ لا حكم إلا لله ـ: كلمة حقّ يراد بها باطل.

كل وعاء يضيق بما جعل فيه إلا وعاء العلم، فإنه يتّسع.

كفى بالقناعة ملكاً، وبحسن الخلق نعيماً.

كم من مستدرج بالاحسان إليه، ومغرور بالستر عليه، ومفتون بحسن القول فيه،ما ابتلى الله سبحانه أحداً بمثل الاملاء له.

كل معاجل يسأَل الانظار، وكل مؤجَّل يتعلَّل بالتسويف.

كفى بالاجل حارساً!

كل مقتصر عليه كاف.

كفاك أدباً لنفسك اجتناب ما تكرهه من غيرك.

كفاك من عقلك ما أوضح لك سبيل غيّك من رشدك.

كلوا الرمان بشحمه فانه دباغ للمعدة.

كفى العلم شرفا أن يدعيه من لا يحسنه,ويفرح إذا نسب إليه من ليس من أهله,وكفى بالجهل خمولاً ان يتبرأ منه من هو فيه, ,ويغضب إذا نسب إليه.

كل شيء يعز إذا نزر ما خلا العلم فانه يعز إذا غزر .

كل ما يتصور في الأوهام فالله تعالى بخلافه.

كثرة الآمال تقطع أعناق الرجال.

كم من متعب نفسه مقّترٍ عليه,وكم من مقتصد في الطلب قد ساعدته المقادير.

كم من نظرة جلبت حسرة,وكم من كلمة سلبت نعمة.

المصــادر :

- كنز الفوائد (ج1,ج2) - نهج البلاغـة - مستدرك نهج البلاغـة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ]   موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Icon_minitime1الأربعاء 2 أبريل - 18:07:36


حرف [ ل ]

لا حافظ أحفظ من الصمت .

لا دليل أنصح من استماع الحق .

لا تحقرن عبدا آتاه الله علما فإن الله تعالى لم يحقره حين آتاه إياه .

لا كنز أنفع من العلم و لا قرين سوء شر من الجهل .

لا رأي لمن انفرد برأيه .

لا نسب أنفع من الحلم و لا حسب أنفع من الأدب و لا نصب أوجع من الغضب .

لا مروءة لكذوب و لا راحة لحاسد و يكفيك من الحاسد أنه يغتم وقت سرورك.

لا غنى مع فجور و لا راحة لحسود و لا مودة لملول.

لا عدة أنفع من العقل و لا عدو أضر من الجهل.

لا جمال أزين من العقل.

لا يزال العقل و الحمق يتغالبان على الرجل إلى ثماني عشرة سنة فإذا بلغها غلب عليه أكثرهما فيه.

ليس على العاقل اعتراض المقادير إنما عليه وضع الشيء في حقه.

لا شرف أعلى من الإسلام و لا كرم أعز من التقوى و لا معقل أحرز من الورع و لا شفيع أنجح من التوبة.

ليس مع قطيعة الرحم نماء و لا مع الفجور غنى.

لا خير في لذة تعقب ندامة.

لم يمت من ترك أفعالا يقتدى بها من الخير.

لن يكمل العبد حقيقة الإيمان حتى يؤثر دينه على شهوته و لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه.

لنا حق، فإن أعطيناه، وإلا ركبنا أَعجاز الابل، وإن طال السرى.

لا قربة بالنوافل إذا أَضرَّت بالفرائض.

لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الاحمق وراء لسانه.

لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أَن يبغضني ماأَبغضني، ولو صببت الدنيا بجماتها على المنافق على أَن يحبني ما أَحبني: وذلك أَنه قضي فانقضى على لسان النبي الامّيّ(صلى الله عليه و آله وسلم ) أَنه قال: [يا علي،] لا يبغضك مؤمن، ولا يحبّك منافق.

لا غنى كالعقل، ولا فقر كالجهل، ولا ميراث كالادب، ولا ظهير كالمشاورة.

لا تستح من إعطاء القليل، فإن الحرمان أقلّ منه.

لاترى الجاهل إلا مفرطاً أو مفرّطاً.

ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يكثر علمك، وأن يعظم حلمك، وأن تباهي الناس بعبادة ربّك، فإن أحسنت حمدت الله، وإن أسأت استغفرت الله.

لا خير في الدنيا إلا لرجلين: رجل أذنب ذنوباً فهو يتداركها بالتوبة، ورجل يسارع في الخيرات.

لا يقلّ عمل مع التقوى، وكيف يقلّ ما يتقبّل؟

لا يستقيم قضاء الحوائج إلا بثلاث: باستصغارها لتعظم، وباستكتامها لتظهر،بتعجيلها لتهنأَ.

لا يترك الناس شيئاً من أمر دينهم لاستصلاح دنياهم إلا فتح الله عليهم ما هو أضرّ منه.

لا يقيم أمر الله سبحانه إلا من لا يصانع، ولا يضارع، ولا يتّبع المطامع.

لو أَحبَّني جبل لتهافت.

لانسبنّ الاسلام نسبة لم ينسبها أحد قبلي:الاسلام هو التسليم، والتسليم هو اليقين، واليقين هو التصديق، والتصديق هو الاقرار، والاقرار هو الاداء، والاداء هو العمل.

لا يكون الصديق صديقاً حتى يحفظ أَخاه في ثلاث: في نكبته، وغيبته، ووفاته.

لكلّ امرىء عاقبة حلوة أو مرَّة.

لكلّ مقبل إدبار، وما أدبر كأن لم يكن.

لا يعدم الصبور الظفر وإن طال به الزمان.

لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

لا يعاب المرء بتأخير حقّه، إنما يعاب من أخذ ما ليس له.

لا خير في الصّمت عن الحكم، كما أَنه لا خير في القول بالجهل.

للظّالم البادي غداً بكفّه عضَّة.

لم يذهب من مالك ما وعظك.

لا يزهّدنّك في المعروف من لا يشكره لك، فقد يشكرك عليه من لا يستمتع بشيء منه، وقد تدرك من شكر الشاكر أَكثر مما أضاع الكافر، " وَاللهُ يُحِبُّ الْـمُحْسِنِينَ ".

لتعطفنّ الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضَّروس على ولدها ,و تلا عقيب ذلك: " وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ [القصص : 5] ".

ليس من العدل القضاء على الثّقة بالظّنّ.

قال لابنه الحسن(عليهما السلام): لا تدعونّ إلى مبارزة، وإن دعيت إليها فأجب، فإن الدَّاعي باغ، والباغي مصروع.

لو قد استوت قدماي من هذه المداحض لغيّرت أشياء.

لا تجعلوا علمكم جهلاً، ويقينكم شكّاً، إذا علمتم فاعملوا، وإذا تيقّنتم فأقدموا.

ليست الرَويّة كالـمعاينة مع الابصار، فقد تكذب العيون أهلها، ولا يغشّ العقل من استنصحه.

لو لم يتوعّد الله على معصية لكان يجب أن لا يعصى شكراً لنعمه.

لا تصحب المائق فإنّه يزيّن لك فعله، ويودّ أن تكون مثله.

لا يصدق إيمان عبد، حتّى يكون بما في يد الله سبحانه أوثق منه بما في يده.

لورأى العبد الاجل ومسيره لابغض الامل وغروره.

لكل امرىء في ماله شريكان: الوارث، والحوادث.

للظّالم من الرّجال ثلاث علامات: يظلم من فوقه بالمعصية، من دونه بالغلبة،يظاهر القوم الظّلمة.

لا تجعلنّ أكثر شغلك بأهلك وولدك: فإن يكن أهلك وولدك أولياء الله، فإنَّ الله لا يضيع أولياءه، وإن يكونوا أعداء الله، فما همّك وشغلك بأعداء الله؟!

لا تظنّنَّ بكلمة خرجت من أحد سوءاً، وأنت تجد لها في الخير مُحتملاً.

لاتسأل عمّا لا يكون، ففي الَّذي قد كان لك شغل.

لا تأمننّ على خير هذه الامّة عذاب الله، لقوله تعالى: " فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [الأعراف : 99] " ولا تيأسنّ لشرّ هذه الامّة من روح الله، لقوله سبحانه وتعالى: " إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ [يوسف : 87] ".

لا تقل ما لا تعلم، [بل لا تقل كلّ ما تعلم، ]فإن الله سبحانه قد فرض على جوارحك كلّها فرائض يحتجّ بها عليك يوم القيامة.

للمؤمن ثلاث ساعات: فساعة يناجي فيها ربّه، وساعة يرمّ معاشه، وساعة يخلّي بين نفسه وبين لذّتها فيما يحلّ ويجمل ,وليس للعاقل أن يكون شاخصاً إلاّ في ثلاث: مرمّة لمعاش، أو خطوة في معاد ، أو لذّة في غير محرّم.

لا تجعلنّ ذرب لسانك على من أنطقك، وبلاغة قولك على من سدّدك.

لا تخلّفنّ وراءك شيئاً من الدنيا، فإنك تخلّفه لاحد رجلين: إما رجل عمل فيه بطاعة الله فسعد بما شقيت به، وإما رجل عمل فيه بمعصية الله [فشقي بما جمعت له] فكنت عوناً له على معصيته، وليس أحد هذين حقيقاً أن تؤثره على نفسك.

لا ينبغي للعبد أن يثق بخصلتين: العافية، والغنى: بينا تراه معافى إذ سقم، وغنيّاً إذ افتقر.

ليس بلد بأحقّ بك من بلد، خير البلاد ما حملك.

لا خير في الصّمت عَن الحكم، كما أنّه لا خير في القول بالجهل.

لو كشف الغطاء لما ازددت يقينا.

لا تنظر إلى من قال وانظر إلى ما قال.

لم يَضِعْ من مالك ما بصرَّكَ صلاح حالك.

لا لباس اجمل من السلامة ولا داء أعيا من الجهل، ولا مرض أضنى من قلة العقل .

لا مرؤة لكذوب ، ولا وفاء لملول ، ولا راحة مع حسد ، ولا شرف مع سوء أدب ، ولا سَوْدَد مع انتقام ، ولا صواب مع ترك المشورة.

ليس العاقل من يعرف الخير من الشر, ولكن العاقل من يعرف خير الشرين .

لحوم البقر داء وألبانها دواء وأسمانها شفاء.

لا تجلس على الطعام إلا وأنت جائع,ولا تقم عنه إلا وأنت تشتهيه,وجوِّد المضغ وأعرض نفسك على الخلاء إذا نمت فإذا استعملت هذه استغنيت عن الطب .

لا تجد في أربعين اصلع رجل سوء,ولا تجد كوسجاً رجلا صالحاً,وأصلع سوء أحب إلي من كوسج صالح.

لا خير في علم ليس فيه تفهم,ولا خير في قراءة ليس فيها تدبر,ولا خير في عبادة ليس فيها نفقة.

لا تكونن ممن يعجز عن شكر ما أوتي ويبتغي الزيادة في ما بقي,ينهى ولا ينتهي,ويأمر الناس بما لا يأتي,يحب الصالحين ولا يعمل بأعمالهم,ويبغض المسيئين وهو منهم,ويكره الموت لكثرة ذنوبه,ولا يدعها في طول حياته.

لا تدخلن في مشورتك بخيلا يعدل بك عن الفضل ويعدك الفقر،ولا جبانا يضعفك عن الأمور،ولا حريصاً يزين لك الشره بالجور،فان البخل والجبن والحرص يجمعها سوء الظن بالله.

لا تعمل الخير رياء ولا تتركه حياء.

ليس منا من لم يحاسب نفسه كل يوم،فان عمل خيراً حمد الله واستزاده،وان عمل سوءاً استغفر الله منه.

للمرائي ثلاث علامات:ينشط إذا رأى الناس،ويكسل إذا كان وحده.ويحب أن يحمد في جميع أموره.

ليتزين أحدكم,لأخيه المسلم كما يتزين للغريب الذي يحب أن يراه في أحسن الهيئة.

لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً.

لا يجد عبد طعم الإيمان حتى يترك الكذبَ هزلَه وجدّه.

لا يصلح الكذب في جد ولا هزل ولا أن يعد أحدكم صبيّه ثم لا يفي له,إن الكذب يهدي إلى الفجور,والفجور يهدي إلى النار.

لا عليك أن تصحب ذا العقل وإن لم تحمد كرمه,ولا تَدَعنَّ صحبة الكريم,وفر كل الفرار من اللئيم الأحمق.

لا يأمن البَيَات من عَمِل السيئات.

قال "ع" :في قوله تعالى: (وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا [القصص : 77] ) قال لا تنس صحتك وفراغك ونشاطك ان تطلب بها الآخرة.

للمرء المسلم أخلاء ثلاثة:خليل يقول له أنا معك حيا وميتا وهو عمله,وخليل يقول له أنا معك حتى تموت وهو ماله,وخليل يقول له أنا معك إلى باب قبرك ثم أخليك وهو ولده.

لا دين لمن دان بطاعة مخلوق في معصية الخالق.

لا تصحبن في سفر من لا يرى لك من الفضل عليه مثل ما ترى له من الفضل عليك.

لا أقبل شهادة الفاسق إِلا على نفسه.

لا راحة لحسود ولا إخاء لملول ولا محب لسيء الخلق.

لو ان حملة العلم حملوه بحقه لأحبهم الله وأهل طاعته من خلقه,ولكنهم حملوه لطلب الدنيا فمقتهم الله وهانوا على الناس.

لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة من يسلكه.

لا تكن ممن ينهى الناس ولا ينتهي ويعجز عن شكر ما أوتي ويبتغي الزيادة في ما بقي.

لا تقطع أخاك على ارتياب ولا تهجره دون استعتاب.

للإيمان أربعة أركان الرضا بقضاء الله والتوكل على الله وتفويض الأمر إلى الله والتسليم لأمر الله.

لا يجد أحد طعم الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطاه وما أخطأه لم يكن ليصيبه.

ليجتمع في قلبك الإفتقار إلى الناس والاستغناء عنهم فيكون افتقارك إليهم في لين كلامك وحسن بشرك ويكون إِستغناؤك عنهم في نزاهة عرضك وبقاء عزك.

ليس بعاقل من انزعج من قول الزور فيه ولا بحكيم من رضي بثنا الجاهل عليه والناس أبناء ما يحسنون وقدر كل امريء ما يحسن فتكلموا في العلم تبين أقداركم.

لا يزال المسلم يكتب محسناً ما دام ساكناً فإذا تكلم كتب محسناً أو مسيئاً.

لو كان المؤمن في جحر ضب لقيض الله له من يؤذيه فيه .

لا يجلس في صدر المجلس إلا من جمع ثلاث خصال يجيب إذا سئل وينطق إذا عجز القوم عن الكلام ويشير بالرأي الذي فيه صلاح أهله.

لا تستصغر شيئاً من المعروف قدرت على اصطناعه ايثاراً لما هو اكثر منه فان اليسير في حال الحاجة إليه أنفع من الكثير في حال الاغتناء عنه.

المصــادر :

- كنز الفوائد (ج1,ج2) - نهج البلاغـة - مستدرك نهج البلاغـة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ]   موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Icon_minitime1الأربعاء 2 أبريل - 18:09:15


حرف [ م ]

من كثر كلامه كثر خطؤه و من كثر خطؤه قل حياؤه و من قل حياؤه قل ورعه و من قل ورعه مات قلبه و من مات قلبه دخل النار .

من علم أن كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه .

من تفكر اعتبر و من اعتبر اعتزل و من اعتزل سلم .

من عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن .

من دخل مداخل السوء اتهم أكثر من شي‏ء عرف به .

من مزح استخف به, من اقتحم البحر غرق .

ما ضاع امرؤ عرف قدره .

من جالس العلماء وقر و من خالط الأنذال حقر .

من حلم عن عدوه ظفر به .

من لانت كلمته وجبت محبته .

ما عطب من استشار .

من شاور ذوي الألباب دل على الصواب .

من استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ .

من كابد الأمور عطب.

من كف عنك شره فاصنع به ما سره .

من أمنت من أذيته فارغب في أخوته.

ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من الحاسد نفس دائم و قلب هائم و حزن لازم .

من ترك الاستماع من ذوي العقول مات عقله.

من جانب هواه صح عقله.

من أعجب برأيه ضل و من استغنى بعقله زل و من تكبر على الناس ذل.

من لم يكن أكثر ما فيه عقله كان بأكثر ما فيه قتله.

من ضاق صدره لم يصبر على أداء حق, من كسل لم يؤد حق الله.

من عظم أوامر الله أجاب سؤاله.

من تنزه عن حرمات الله سارع إليه عفو الله.

من تواضع قلبه لله لم يسأم بدنه طاعة الله.

من غرس أشجار التقى جنى ثمار الهدى.

من عرف عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره.

من نسي خطيئته استعظم خطيئة غيره.

من نظر في عيوب الناس و رضاها لنفسه فذلك الأحمق بعينه.

من أحبك نهاك و من أبغضك أغراك.

من أساء استوحش من عاب عيب.

من شتم أجيب.

من تورط في الأمور غير ناظر في العواقب فقد تعرض لمدرجات النوائب.

من أتى ذميا و تواضع له ليصيب من دنياه شيئا ذهب ثلثا دينه.

من لزم الاستقامة لزمته السلامة.

من نشر حكمة ذكر بها.

موت الأبرار راحة لأنفسهم و موت الفجار راحة للعالم.

من كتم علما فكأنه جاهل.

من كرم أصله حسن فعله.

من أهوى إلى متفاوت الأمور خذلته الرغبة.

من أطلق طرفه كثر أسفه.

من لجأ إلى الرجاء سقطت كرامته.

ما هدم الدين مثل البدع و لا أفسد الرجال مثل الطمع إياك و الأماني فإنها بضائع النوكى.

من تيقن أن الله سبحانه يراه و هو يعمل بمعاصيه فقد جعله أهون الناظرين.

من ضيّعه الاقرب أتيح له الابعد.

ما كلّ مفتون يعاتب.

من جرى في عنان أمله عثر بأجله.

من أبطأَ به عمله لم يسرع به حسبه.

من كفّارات الذّنوب العظام إغاثة الملهوف، والتّنفيس عن المكروب.

ما أضمر أحد شيئاً إلاّ ظهر في فلتات لسانه، وصفحات وجهه.

من ترك الشهوات كان حرا.

من أسرع إلى الناس بما يكرهون، قالوا فيه [بـ] ما لا يعلمون.

من أطال الامل أساء العمل.

من حذّرك كمن بشَّرك.

من نصب نفسه للناس إماماً فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسرته قبل تأديبه بلسانه، ومعلّم نفسه ومؤدّبها أحقّ بالاجلال من معلّم الناس ومؤدّبهم.

من ترك قول: لا أدري، أصيبت مقاتله.

من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن أصلح أمر آخرته أصلح الله له أمر دنياه، ومن كان له من نفسه واعظ كان عليه من الله حافظ.

من أَحبّنا أهل البيت فليستعدَّ للفقر جلباباً.

مثل الدنيا كمثل الحيَّة: ليّن مسّها، والسمّ النّاقع في جوفها، يهوِي إليها الغرّ الجاهل، ويحذرها ذو اللّبّ العاقل!

من قصَّر في العمل ابتلي بالهمّ، ولا حاجة لله فيمن ليس لله في نفسه وماله نصيب.

من أعطي أَربعاً لم يحرم أربعاً: من أعطي الدعاء لم يحرم الاجابة، ومن أعطي التوبة لم يحرم القبول، ومن أعطي الاستغفار لم يحرم المغفرة، ومن أعطي الشكر لم يحرم الزّيادة.

ما عال امرؤ اقتصد.

معرفة العلم دين يدان به، به يكسب الانسان الطاعة في حياته، وجميل الاحدوثة بعد وفاته، والعلم حاكم، والمال محكوم عليه.

من وضع نفسه مواضع التّهمة فلا يلومنّ من أساء به الظنَّ.

من ملك استأثر، ومن استبدّ برأيه هلك، ومن شاور الرّجال شاركها في عقولها، ومن كتم سرّه كانت الخيرة بيده.

من قضى حقّ من لا يقضي حقّه فقد عبده.

من استقبل وجوه الاراء عرف مواقع الخطا.

من أحدّ سنان الغضب لله قوي على قتل أشدّاء الباطل.

ما اختلفت دعوتان إلاّ كانت إحداهما ضلالة.

ما شككت في الحقّ مذ أريته.

ما كذبت ولا كذّبت، ولا ضللت ولا ضلّ بي.

من أبدى صفحته للحقّ هلك.

من لم ينجه الصبر أهلكه الجزع.

متى أشفي غيظي إذا غضبت؟ أحين أعجز عن الانتقام فيقال لي: لو صبرت؟ أم حين أقدر عليه فيقال لي: لو عفوت.

من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر، ومن خاف أمن، ومن اعتبر أبصر،من أبصر فهم، ومن فهم علم.

من لان عوده كثفت أَغصانه.

من نال استطال.

من أشرف أفعال الكريم غفلته عمَّا يعلم.

من كساه الحياء ثوبه لم ير النَّاس عيبه.

من أَصبح على الدّنيا حزيناً فقد أَصبح لقضاء الله ساخطاً، ومن أصبح يشكو مصيبةً نزلت به فقد أَصبح يشكو ربّه، ومن أَتى غنيَّاً فتواضع لغناه ذهب ثلثا دينه، ومن قرأ القرآن فمات فدخل النَّار فهو ممَّن كان يتَّخذ آيات الله هزواً، ومن لهج قلبه بحبّ الدّنيا التاط قلبه منها بثلاث: همٍّ لا يغبّه، وحرص لا يتركه، وأمل لا يدركه.

من يعط باليد القصيرة يعط باليد الطّويلة.

من أَطاع التَّواني ضيَّع الحقوق، ومن أَطاع الواشي ضيَّع الصَّديق.

من ظنَّ بك خيراً فصدّق ظنَّه.

مرارة الدّنيا حلاوة الاخرة، وحلاوة الدّنيا مرارة الاخرة.

مر أَهلك أَن يروحوا في كسب المكارم، ويدلجوا في حاجة من هو نائم، فوالَّذي وسع سمعه الاصوات ما من أَحد أَودع قلبا سرورا إلاّ وخلق الله له من ذلك السّرور لطفاً، فإذا نزلت به نائبة جرى إليها كالماء في انحداره حتَّى يطردها عنه كما تطرد غريبة الابل.

من تذكّر بعد السَّفر استعدَّ.

ما قال النَّاس لشيء: طوبى له، إلاّ وقد خبأ له الدَّهر يوم سوء.

ما أَكثر العبر وأَقلّ الاعتبار!

من بالغ في الخصومة أَثم، ومن قصَّر فيها ظلم، ولا يستطيع أَن يتّقي الله من خاصم.

ما أهمَّني ذنب أمهلت بعده حتَّى أصلّي ركعتين [وأسأل الله العافية].

ما المبتلى الَّذي قد اشتدَّ به البلاء، بأَحوج إلى الدّعاء من المعافى الّذي لا يأمن البلاء!

ما زنى غيور قطّ.

مودَّة الاباء قرابة بين الابناء، والقرابة إلى المودَّة أَحوج من المودَّة إلى القرابة.

ما ظفر من ظفر الاثم به، والغالب بالشرّ مغلوب.

من العصمة تعذّر المعاصي.

ماءُ وجهك جامد يقطره السّؤال، فانظر عند من تقطره.

قيل له (عليه السلام): لو سدّ على رجل باب بيته، وترك فيه، من أَين كان يأتيه رزقه؟فقال(عليه السلام): من حيث كان يأتيه أجله.

من ضنّ بعرضه فليدع المراء.

من الخرق المعاجلة قبل الامكان، والاناة بعد الفرصة.

من كثرت نعم الله عليه كثرت حوائج النَّاس إليه، فمن قام لله فيها بما يجب عرَّضها للدَّوام والبقاء، ومن لم يقم لله فيها بما يجب عرَّضها للزَّوال والفناء.

من هوان الدّنيا على الله أَنّه لا يعصى إلاَّ فيها، ولا ينال ما عنده إلاَّ بتركها.

من طلب شيئاً ناله أَو بعضه.

ما خير بخير بعده النَّاُ، وما شرّ بشرٍّ بعده الجنّة، وكلّ نعيم دون الجنّة محقور،كلّ بلاء دون النَّار عافية.

من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه.

من فاته حسب نفسه لم ينفعه حسب آبائه.

مقاربة النّاس في أَخلاقهم أمن من غوائلهم.

من أومأ إلى متفاوت خذلته الحيل.

ما أحسن تواضع الاغنياء للفقراء طلباً لما عند الله! وأحسن منه تيه الفقراء على الاغنياء اتّكالاً على الله.

ما استودع الله امرأ عقلاً إلاَّ استنقذه به يوماً ما!

من صارع الحقّ صرعه.

من صبر صبر الاحرار، وإلاَّ سلا سلوَّ الاغمار.

مسكين ابن آدم: مكتوم الاجل، مكنون العلل، محفوظ العمل، تؤلمه البقّة، وتقتله الشّرقة، وتنتنه العرقة.

من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن عمل لدينه كفاه الله أَمر دنياه، ومن أحسن فيما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين النَّاس.

من شكا الحاجة إلى مؤمن فكأنَّما شكاها إلى الله، ومن شكاها إلى كافر فكأنّما شكا الله.

ما كان الله ليفتح على عبد باب الشّكر ويغلق عنه باب الزّيادة، ولا ليفتح على عبد باب الدّعاء ويغلق عنه باب الاجابة، ولا ليفتح على عبد باب التّوبة ويغلق عنه باب المغفرة.

ما أنقض النَّوم لعزائم اليوم.

من اتّجر بغير فقه ارتطم في الرّبا.

من عظّم صغار المصائب ابتلاه الله بكبارها.

من كرمت عليه نفسه هانت عليه شهوته.

ما مزح امرؤ مزحة إلاَّ مجّ من عقله مجّة.

ما لابن آدم والفخر: أَوّله نطفة، وآخره جيفة، و لا يرزق نفسه، ولا يدفع حتفه.

منهومان لا يشعبان: طالب علم، وطالب دنيا.

ما الـمجاهد الشّهيد في سبيل الله بأعظم أَجراً ممّن قدر فعفّ، لكاد العفيف أن يكون ملكاً من الملائكة.

ما أخذ الله على أهل الجهل أَن يتعلَّموا حتَّى أخذ على أَهل العلم أَن يعلّموا.

من عَذُبَ لسانه كثرت إخوانه.

من حسنت به الظنون رمقته العيون.

من عمل في السر ما يستحي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر.

ما حار من استخار ولا ندم من استشار.

من أراد البقاء ولا بقاء,فليباكر الغذاء وليخفف الرداء وليقلَّ غشيان النساء.

سئل "ع" عن اعلم الناس , فقال: من جمع علم الناس إلى علمه.

من كان على يقين فشك فليمض على يقينه,فان الشك لا ينقض اليقين.

من أحبني وجدني عند مماته بحيث يحب,ومن أبغضني وجدني عند مماته بحيث يكره .

من افضل العبادة الصمت وانتظار الفرج.

من لم يتأمل بعين عقله لم يقع سيف حيلته إلا على مقاتله.

ما عبدتُكَ خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك,ولكن.وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك.

من عزّى الثكلى أظله الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.

من أفتى الناس بغير علم لعنته الأرض والسماء.

من سعادة الرجل أن تكون زوجته موافقة وأولاده أبراراً,وإخوانه أتقياء,و جيرانه صالحين,ورزقه في بلده.

من سئل فوق حقه استحق الحرمان.

من سرته الحسنة وساءته السيئة فهو مؤمن.

ما من أحد ابتلى وان عظمت بلواه بأحق بالدعاء من المعافى الذي لا يأمن البلاء.

من فسدت بطانته كان كمن غَصَّ بالماء فانه لو غص بغيره لأساغ الماء غصته.

مشي الماشي مع الراكب مفسدة للراكب ومذلة للماشي.

مرض الصبي كفارة لوالديه.

من طلب الدين بالجدل تزندق.

ما من لبن رضع به الصبي أعظم بركة عليه من لبن أمه.

من حفظ لسانه ستر الله عورته.

ما من شيء أحقَ بطول السجن من اللسان.

ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب.

من أشتبه عليكم أمره فانظروا إلى خلطائه.

مجالسة الأشرار توجب سوء الظن بالأخيار.

من مشى إلى صاحب بدعة فوقَّره فقد سعى في هدم الإسلام.

من كان له مال فإياه والفساد فان إعطاءه في غير حقه تبذير وإسراف , وهو يرفع ذكر صاحبه في الناس ويضعه عند الله, ولم يُضِع امرؤ ما له في غير حقه وعند غير أهله إلا حرمة الله شكرهم وكان لغيره ودهم.

من كان له مال فليصل به القرابة,وليحسن منه الضيافة وليفك به العاني والأسير,فإن الفوز بهذه الخصال مكارم الدنيا وشرف الآخرة.

من وجد ماء وترابا ثم افتقر فأبعده الله.

من مات بغير وصية مات ميتة جاهلية.

من كنوز الإيمان الصبر على المصائب,والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد,ولا إيمان لمن لا صبر له.

ما تحمد الله عليه فهو منه,وما تستغفر الله منه فهو منك.

من شاور ذوي الألباب دل على الصواب.

من تحرى القصد خفة عليه المؤن.

من كف عنك شره فاصنع به ما سره,ومن أمنت من أذيته فارغب في اخوّته.

من فتح على نفسه باباً من المسألة فتح الله عليه باباً من الفقر.

ما هدم الدين مثل البدع,ولا أفسد الرجال مثل الطمع.

موت الأبرار راحة لأنفسهم وموت الفجار راحة للعالم.

ما كان الرفق في شيء إِلا زانه,ولا كان الخرق في شيء إلا شانه.

من لانت كلمته وجبت محبته.

من رجا شيئاً طلبه,ومن خاف شيئا هرب منه.

ما من حركة إِلا وأنت تحتاج فيها إلى المعرفة.

من أعجبته آراؤه غلبته أعداؤه.

من زرع العدوان حصد الخسران ومن ذكر المنية نسي الأمنية ومن قعد به العقل قام به الجهل.

من عرف نفسه فقد عرف ربه.

ما من يوم يمر على ابن آدم إِلا قال له أنا يوم جديد وأنا عليك شهيد فقل فيّ خيراً واعمل خيراً أشهد لك به يوم القيامة فانك لن تراني بعد أبدا.

ما عظمت نعمة الله على عبد إلا عظمت عليه مؤونة الناس فمن لم يحتمل تلك المؤونة فقد عرض النعمة للزوال.

من أمل إنسانا هابه ومن جهل شيئا عابه والفرصة خلسة وعنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه.

من استغنى بالله افتقر الناس إليه ومن اتقى الله احبه الناس.

موت الإنسان بالذنوب اكثر من موته بالأجل وحياته بالبر اكثر من حياته بالعمر.

من أمل فاجراً كان أدنى عقوبته الحرمان.

من وعظ أخاه سراً فقد زانه ومن وعظه علانية فقد شانه.

مقتل الرجل بين لحييه والرأي مع الأناة وبئس الظهير الرأي الفطير.

من استحسن القبيح كان شريكاً.

من عجز عن معرفة نفسه فهو عن معرفة خالقه أعجز.

من بلغ السبعين اشتكى من غير علة.

من شرف هذه الكلمة وهي الحمد لله إن الله تعالى جعلها فاتحة كتابه وجعلها خاتمة دعوى أهل الجنة فقال " وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [يونس : 10] ".

المصــادر :

- كنز الفوائد (ج1,ج2) - نهج البلاغـة - مستدرك نهج البلاغـة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ]   موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Icon_minitime1الأربعاء 2 أبريل - 18:11:46


حرف [ ن ]

نفس المرء خطاه إلى أَجله.

نوم على يقين خير من صلاة في شكّ.

نحن النمرقة الوسطى، بها يلحق التَّالي، وإليها يرجع الغالي.

نعم الطّيب المسك، خفيف محمله، عطر ريحه.

قيل له "ع"ما التوبة النصوح ؟ فقال : ندم بالقلب و استغفار باللسان وعقد على أن لا يعود.

نعم الناصر الجواب الحاضر.

نبه بالتفكر قلبك وجاف عن الليل جنبك واتقي الله ربك.



المصــادر :

- نهج البلاغـة - مستدرك نهج البلاغـة.



حرف [ هـ ]

هانت عليه نفسه من أمر عليه لسانه .

همة العاقل ترك الذنوب و إصلاح العيوب.

همة الزاهد مخالفة الهوى و السلو عن الشهوات.

هلك فيَّ رجلان: محبّ غال ومبغض قال.

هلك خزَّان الاموال وهم أَحياء، والعلماء باقون ما بقي الدَّهر: أَعيانهم مفقودة،أَمثالهم في القلوب موجودة.

هلك امرؤ لم يعرف قدره.

قال(عليه السلام) وقد مرّ بقذر على مزبلة: هذا ما بخل به الباخلون , و روي في خبر آخر أَنه قال: هذا ما كنتم تتنافسون فيه بالامس!

قال(عليه السلام) في صفة الغوغاء: هم الَّذين إذا اجتمعوا غلبوا، وإذا تفرَّقوا لم يعرفوا , وقيل: بل قال: هم الَّذين إذا اجتمعوا ضرّوا، وَإذا تفرَّقوا نفعوا , فقيل: قد علمنا مضرة اجتماعهم، فما منفعة افتراقهم؟فقال: يرجع أَصحاب المهن إلى مهنهم، فينتفع النَّاس بهم، كرجوع البنَّاء إلى بنائه، والنَّسَّاج إلى منسجه، والخبّاز إلى مخبزه.

قيل له (عليه السلام): صف لنا العاقل , فقال(عليه السلام): هو الّذي يضع الشَّيء مواضعه , قيل: فصف لنا الجاهل , قال: قد فعلت.

المصــادر :

- كنز الفوائد (ج1,ج2) - نهج البلاغـة .


حرف [ و ]


واعجباه! أتكون الخلافة بالصَّحابة ولاتكون بالصَّحابة والقرابة؟

والله لدنياكم هذه أهون في عيني من عراق خنزير في يد مجذوم.

وجهوا آمالكم إلى من تحبه قلوبكم.

وكل الرزق بالحمق ووكل الحرمان بالعقل ووكل البلاء بالصبر.





المصــادر :

- نهج البلاغـة - مستدرك نهج البلاغـة.



حرف [ ي ]

يابن آدم، إذا رأيت ربَّك سبحانه يتابع عليك نعمه وأنت تعصيه فاحذره.

يأتي على النَّاس زمان لا يقرَّب فيه إلاَّ الماحل، ولا يظرَّف فيه إلاّ الفاجر، ولا يضعَّف فيه إلاَّ المنصف، يعدّون الصَّدقة فيه غرما، وصلة الرَّحم منّا، والعبادة استطالة على النَّاس! فعند ذلك يكون السّلطان بمشورة الاماء، وإمارة الصّبيان، وتدبير الخصيان!

رؤي عليه إزار خلق مرقوع، فقيل له في ذلك , فقال(عليه السلام): يخشع له القلب، وتذلّ به النَّفس، ويقتدي به الْمؤمنون.

ينزل الصَّبر على قدر المصيبة، ومن ضرب يده على فخذه عند مصيبته حبط أجره.

يابن آدم ما كسبت فوق قوتك، فأنت فيه خازن لغيرك.

يوم المظلوم على الظَّالم أشدّ من يوم الظَّالم على المظلوم.

يابن آدم، كن وصيَّ نفسك، واعمل في مالك ما تؤثرأن يعمل فيه من بعدك.

يابن آدم، لا تحمل همَّ يومك الَّذي لم يأتك على يومك الَّذي قد أَتاك، فإنّه إن يك من عمرك يأت الله فيه برزقك.

ينام الرَّجل على الثّكل، ولا ينام على الحرب.

يوم العدل على الظَّالم أَشدّ من يوم الجور على المظلوم!

يا أَسرى الرَّغبة أَقصروا فإنَّ المعرّج على الدّنيا لا يروعه منها إلاَّ صريف أَنياب الحدثان. أيّها النَّاس، تولَّوا من أَنفسكم تأْديبها، واعدلوا بها عن ضراوة عاداتها.

يغلب المقدار على التَّقدير، حتَّى تكون الافة في التَّدبير.

يأتي على النَّاس زمان عضوض، يعضّ الموسر فيه على ما في يديه ولم يؤمر بذلك، قال الله سبحانه: " وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [البقرة : 237] ", تنهد فيه الاشرار، وتستذلّ الاخيار، ويبايع المضطرّون، وقد نهى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) عن بيع المضطرّين.

يهلك فيَّ رجلان: محبّ مفرط، وباهت مفتر.

يا معشر التجار ، الفقه ثم المتجر ، الفقه ثم المتجر ، الفقه ثم المتجر و الله للرِّبا في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفا ، شوبوا أيمانكم بالصدق ، التاجر فاجر ، و الفاجر في النار إلا من اخذ الحق و أعطى الحق .

يا معشر التجار ، اتقوا الله ، وقدموا الاستخارة ، وتبركوا بالسهولة ، و اقتربوا من المبتاعين ، وتزينوا بالحلم ، و تناهوا عن اليمين ، وجانبوا الكذب ، وتجافوا عن الظلم ، و انصفوا المظلومين ، و لا تقربوا الزنا ، و أوفوا الكيل و الميزان ، ولا تبخسوا الناس أشياءهم ، ولا تعثوا في الأرض مفسدين.

يوشك أن يفقد الناس ثلاثا,درهماً حلالاً،ولساناً صادقاً وأخاً يستراح إليه.

يد الله فوق رأس الحاكم ترفرف بالرحمة فإذا حاف وكله الله إلى نفسه.

مر "ع" برجل يتكلم بفضول الكلام فوقف عليه وقال:يا هذا إنك تملي على حافظيك كتاباً إلى ربك,فتكلم بما يعنيك ودع ما لا يعنيك.

يا ابن آدم أزعمت أن الذي نهاك دهاك؟إِنما دهاك أسفلُك وأعلاك,وربك بريء من ذاك.

يا أهل الغرور ما الهجكم بدار خيرها زهيد وشرها عتيد ونعيمها مسلوب وعزيزها منكوب ومسالمها محروم ومالكها مملوك وتراثها متروك.

رأى "ع" رجلاً يجر ثيابه فقال"ع":يا هذا اقصر من ثيابك فانه أتقى وأنقى وأبقى.



المصــادر :

- نهج البلاغـة - مستدرك نهج البلاغـة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ]   موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Icon_minitime1الخميس 3 أبريل - 8:55:12


مواعظ الإمام علي عليه السلام


لا تكن ممن يرجو الاخرة بغير العمل، ويرجّي التوبة بطول الامل، يقول في الدنيا بقول الزاهدين، ويعمل فيها بعمل الراغبين، إن أعطي منها لم يشبع، وإن منع منها لم يقنع، يعجز عن شكر ما أوتي، ويبتغي الزيادة فيما بقي، ينهى ولا ينتهي، ويأمر بما لا يأتي، يحب الصالحين ولا يعمل عملهم، ويبغض المذنبين وهو أحدهم، يكره الموت لكثرة ذنوبه، ويقيم على ما يكره الموت له، إن سقم ظلَّ نادماً، وإن صحَّ أمن لاهياً، يعجب بنفسه إذا عوفي، ويقنط إذا ابتلي، إن أصابه بلاء دعا مضطراً، وإن ناله رخاء أعرض مغتراً، تغلبه نفسه على ما يظن، ولا يغلبها على ما يستيقن، يخاف على غيره بأدنى من ذنبه، ويرجو لنفسه بأَكثر من عمله، إن استغنى بطر وفتن، وإن افتقر قنط ووهن، يقصّر إذا عمل، ويبالغ إذا سأل، إن عرضت له شهوة أسلف المعصية وسوف التوبة، وإن عرته محنة انفرج عن شرائط الملة، يصف العبرة ولا يعتبر، ويبالغ في الموعظة ولايتعظ، فهو بالقول مدلّ، ومن العمل مقلّ، ينافس فيما يفنى، ويسامح فيما يبقى، يرى الغنم مغرماً، والغرم مغنماً، يخشى الْموت ولا يبادر الفوت، يستعظم من معصية غيره ما يستقل أَكثر منه من نفسه، ويستكثر من طاعته ما يحقره من طاعة غيره، فهو على الناس طاعن، ولنفسه مداهن، اللهو مع الاغنياء أحب إليه من الذكر مع الفقراء، يحكم على غيره لنفسه ولا يحكم عليها لغيره، يرشد غيره يغوي نفسه، فهو يطاع ويعصي، ويستوفي ولا يوفي، ويخشى الخلق في غير ربه، ولا يخشى ربه في خلقه. (نهج البلاغة: 811)

**************



إنما المرء في الدنيا غرض تنتضل فيه المنايا، ونهب تبادره المصائب، ومع كل جرعة شرق، وفي كل أَكلة غصص، ولا ينال العبد نعمةً إلا بفراق أخرى، ولا يستقبل يوماً من عمره إلا بفراق آخر من أجله , فنحن أَعوان المنون، وأنفسنا نصب الحتوف، فمن أَين نرجوا البقاء وهذا الليل والنهار لم يرفعا من شيء شرفاً إلا أَسرعا الكرة في هدم ما بنيا، وتفريق ما جمعا؟! (نهج البلاغة: 818)

**************



الناس في الدنيا عاملان:عامل عمل في الدنيا للدنيا، قد شغلته دنياه عن آخرته، يخشى على من يخلفه الفقر، ويأمنه على نفسه، فيفني عمره في منفعة غيره , وعامل عمل في الدنيا لما بعدها، فجاءه الذي له من الدنيا بغير عمل، فأحرز الحظين معاً، وملك الدارين جميعاً، فأصبح وجيهاً عندالله، لا يسأَل الله حاجة فيمنعه. (نهج البلاغة: 843)

**************



اعلموا علماً يقيناً أَن الله لم يجعل للعبد ـ وإن عظمت حيلته، واشتدت طلبته، وقويت مكيدته ـ أَكثر مما سمّي له في الذكر الحكيم، ولم يحل بين العبد في ضعفه وقلة حيلته وبين أن يبلغ ما سمّي له في الذكر الحكيم، والعارف لهذا العامل به أعظم الناس راحة في منفعة، والتارك له الشاكّ فيه أعظم الناس شغلاً في مضرَّة. وربَّ منعم عليه مستدرج بالنعمى، وربّ مبتلى مصنوع له بالبلوى ! فزد أَيها المستمع في شكرك، وقصّر من عجلتك، وقف عند منتهى رزقك. (نهج البلاغة: 844)

**************



كان لي فيما مضى أَخ في الله، وكان يعظمه في عيني صغر الدنيا في عينه، وكان خارجاً من سلطان بطنه فلا يشتهي ما لا يجد ولا يكثر إذا وجد، وكان أَكثر دهره صامتاً فإن قال بذّ القائلين ونقع غليل السائلين، وكان ضعيفاً مستضعفاً! فإن جاء الجدّ فهو ليث غاب وصل واد لا يدلي بحجة حتى يأتي قاضياً، وكان لا يلوم أَحداً على ما يجد العذر في مثله حتى يسمع اعتذاره، وكان لا يشكو وجعاً إلا عند برئه، وكان يقول ما يفعل ولا يقول ما لا يفعل، وكان إذا غلب على الكلام لم يغلب على السكوت، وكان على ما يسمع أحرص منه على أَن يتكلم، وكان إذا بدهه أَمران نظر أَيهما أَقرب إلى الهوى فخالفه , فعليكم بهذه الخلائق فالزموها وتنافسوا فيها، فإن لم تستطيعوها فاعلموا أَن أخذ القليل خير من ترك الكثير. (نهج البلاغة: 847)

**************



الاقاويل محفوظة، والسرائر مبلوَّة ، و " كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ [المدّثر : 38] "، والناس منقوصون مدخولون إلا من عصم الله، سائلهم متعنّت، ومجيبهم متكلف، يكاد أفضلهم رأياً يردّه عن فضل رأيه الرضى والسخط، ويكاد أصلبهم عوداً تنكؤه اللحظة، وتستحيله الكلمة الواحدة. معاشر الناس، اتقوا الله، فكم من مؤمل ما لا يبلغه، وبان ما لا يسكنه، وجامع ما سوف يتركه، ولعله من باطل جمعه، ومن حق منعه، أصابه حراماً، واحتمل به آثاماً، فباء بوزره، وقدم على ربه، آسفاً لاهفاً، قَدْ " خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ [الحج : 11] ". (نهج البلاغة: 858)

**************



من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره، ومن رضي برزق الله لم يحزن على ما فاته، ومن سلّ سيف البغي قتل به، ومن كابد الامور عطب، ومن اقتحم اللجج غرق، ومن دخل مداخل السوء اتهم، ومن كثر كلامه كثر خطؤه، ومن كثر خطؤه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه،من قل ورعه مات قلبه، ومن مات قلبه دخل النار، ومن نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذاك الاحمق بعينه. والقناعة مال لا ينفد، ومن أكثر من ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير، من علم أن كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه. (نهج البلاغة: 859)

**************



يا أيها الناس، متاع الدنيا حطام موبىء فتجنبوا مرعاه! قلعتها أَحظى من طمأْنينتها، وبلغتها أَزكى من ثروتها، حكم على مكثر منها بالفاقة، وأعين من غني عنها بالراحة، من راقه زبرجها أَعقبت ناظريه كمهاً، ومن استشعرالشغف بها ملات ضميره أشجاناً، لهن رقص على سويداء قلبه: هم يشغله، وغم يحزنه، كذلك حتى يؤخذ بكظمه فيلقى بالفضاء، منقطعاً أَبهراه، هيناً على الله فناؤه، وعلى الاخوان إلقاؤه , وإنما ينظر المؤمن إلى الدنيا بعين الاعتبار، ويقتات منها ببطن الاضطرار، ويسمع فيها بأذن المقت والابغاض، إن قيل أَثرى قيل أكدى! وإن فرح له بالبقاء حزن له بالفناء! هذا ولم يأتهم يوم فيه يبلسون. (نهج البلاغة: 864)

**************



لا شرف أعلى من الاسلام، ولا عز أَعز من التقوى، ولا معقل أَحصن من الورع،لا شفيع أَنجح من التوبة، ولا كنز أَغنى من القناعة، ولا مال أَذهب للفاقة من الرضى بالقوت، ومن اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الراحة، وتبوأ خفض الدعة، والرغبة مفتاح النصب، ومطية التعب، والحرص والكبر والحسد دواع إلى التقحم في الذنوب، والشر جامع مساوىء العيوب. (نهج البلاغة: 868)

**************



أيها الذام للدنيا، المغتر بغررها، [الـمخدوع بأباطيلها! أَتغتر بالدنيا ]ثم تذمها؟ أَ أَنت المتجرّم عليها، أَم هي المتجرّمة عليك؟ متى استهوتك، أَم متى غرّتك؟ أَبمصارع آبائك من البلى، أَم بمضاجع أمهاتك تحت الثرى؟ كم علّلت بكفّيك، وكم مرّضت بيديك! تبغي لهم الشفاء، وتستوصف لهم الاطباء، لم ينفع أَحدهم إشفاقك، ولم تسعف فيه بطلبتك، ولم تدفع عنه بقوتك! قد مثلت لك به الدنيا نفسك، وبمصرعه مصرعك , إن الدنيا دار صدق لمن صدقها، ودار عافية لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزوَّد منها، ودار موعظة لمن اتّعظ بها، مسجد أَحباء الله، ومصلَّى ملائكة الله، ومهبط وحي الله، ومتجر أَولياء الله، اكتسبوا فيها الرحمة، وربحوا فيها الجنة , فمن ذا يذمّها وقد آذنت ببينها، ونادت بفراقها، ونعت نفسها وأهلها، فمثّلت لهم ببلائها البلاء،شوّقتهم بسرورها إلى السرور؟! راحت بعافية، وابتكرت بفجيعة، ترغيباً وترهيباً، وتخويفاً وتحذيراً، فذمّها رجال غداة الندامة، وحمدها آخرون يوم القيامة، ذكَّرتهم الدنيا فذكروا، وحدَّثتهم فصدّقوا، ووعظتهم فاتعظوا. (نهج البلاغة: 803)

**************



الرزق رزقان: رزق تطلبه، ورزق يطلبك، فإن لم تأته أَتاك، فلا تحمل هم سنتك على هم يومك! كفاك كل يوم ما فيه، فإن تكن السنة من عمرك فإن الله تعالى سيؤتيك في كل غد جديد ماقسم لك، وإن لم تكن السنة من عمرك فما تصنع بالهم لما ليس لك، ولن يسبقك إلى رزقك طالب، ولن يغلبك عليه غالب، ولن يبطىء عنك ما قد قدر لك. (نهج البلاغة: 872)

**************



إن الذي في يدك من الدنيا قد كان له أهل قبلك، وهو صائر إلى أَهل بعدك، وإنما أنت جامع لاحد رجلين: رجل عمل فيما جمعته بطاعة الله فسعد بما شقيت به، أو رجل عمل فيه بمعصية الله فشقي بما جمعت له، وليس أحد هذين أهلاً أن تؤثره على نفسك تحمل له على ظهرك، فارج لمن مضى رحمة الله،لمن بقي رزق الله. (نهج البلاغة: 880)

**************



إن أولياء الله هم الذين نظروا إلى باطن الدنيا إذا نظر الناس إلى ظاهرها، واشتغلوا بآجلها إذا آشتغل الناس بعاجلها، فأَماتوا منها ما خشوا أن يميتهم، وتركوا منها ما علموا أنه سيتركهم، ورأوا استكثار غيرهم منها استقلالاً، ودركهم لها فوتاً، أعداء ما سالم الناس، وسلم ما عادى الناس! بهم علم الكتاب وبه علموا، وبهم قام الكتاب وبه قاموا، لايرون مرجواً فوق ما يرجون، ولا مخوفاً فوق ما يخافون. (نهج البلاغة: 884)

**************



المؤمن إذا نظر اعتبر ، و إذا سكت تفكر ، و إذا تكلم ذكر ، و إذا استغنى شكر ، و إذا أصابته شدة صبر ، فهو قريب الرضا ، بعيد السخط ، ينوي كثيراً من الخير ، ويعمل بطائفة منه ، ويتلهف على ما فاته كيف لم يعمل به ، و المنافق إذا نظر لها و إذا سكت سها و إذا تكلم لغا و إذا استغنى طغى و إذا أصابته شدة عصا فهو قريب السخط بعيد الرضا ، ينوي كثيراً من الشر ، ويعمل بطائفة منه ، ويتلهف على ما فاته كيف لم يعمل به. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)

**************



سئل عن الاستطاعة فقال للسائل : إنك سألت عن الاستطاعة فهل تملكها من دون الله أو تملكها مع الله ؟ فسكت ، فقال "ع": إن قلت تملكها مع الله قتلتك وإن قلت تملكها من دون الله قتلتك ، فقال السائل فما أقول : قال : تقول :إنك تملكها بالله الذي يملكها من دونك ، فإن ملَّكَك إياها كان ذلك من عطائه ، وإن سلبكها كان ذلك من بلائه ، فهو المالك لما ملَّك ، و القادر على ما أقدرك. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)

**************



قال "ع"للحارث الهمداني : إن خير شيعتي النمط الأوسط ، إليهم يرجع الغالي ، وبهم يلحق التالي و إنك امرؤ ملبوس عليك إن دين الله لا يعرَّف بالرجال فاعرف الحق تعرف أهله ، يا حارث ، إن الحق احسن الحديث ، و الصادع به مجاهد ، و بالحق أخبرك فأْعرني سمعك ثم خبّر به من كان له حصاة من أصحابك إلا أني عبد الله و أخو رسوله وصديقه وصاحب نجواه، أوتيت فهم الكتاب وفصل الخطاب – إلى أن قال – أنت مع من أحببت ، ولك ما اكتسبت . (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)

**************



في حديث كميل قال : سألت مولانا أمير المؤمنين فقلت له : أريد أن تعرفني نفسي فقال "ع": يا كميل ، و أي الأنفس تريد أن أعرِّفَك ؟ قلت : يا مولاي ، هل هي إلا نفس واحدة ؟ قال "ع": يا كميل ، إنما هي أربع : النامية النباتية، و الحسية الحيوانية ، و الناطقة القدسية ، و الكلية الإلهية ولكل واحدة من هذه خمس قوى و خاصيتان : فالنامية النباتية لها خمس قوى ، جاذبة وماسكة وهاضمة ودافعة ومربية ، ولها خاصيتان الزيادة و النقصان ، و انبعاثها من الكبد ، وهي أشبه الأشياء بنفس الحيوان ، و الحسية الحيوانية لها خمس قوى ، سمع وبصر وشم وذوق ولمس ، ولها خصيتان الشهوة و الغضب ، و انبعاثها من القلب ، وهي أشبه الأشياء بنفس السباع ، و الناطقة القدسية ولها خمس قوى ، فكر وذكر وعلم وحلم ونباهة ، وليس لها انبعاث ، وهي أشبه الأشياء بالنفوس الملكية ، ولها خاصيتان النزاهة و الحكمة ، و الكلية الإلهية ولها خمس قوى ، بقاء في فناء ونعيم في شقاء وعز في ذل وغنى في فقر وصبر في بلاء ، ولها خاصيتان ، الرضا و التسليم ، وهذه التي هي مبدؤها من الله ، و إليه تعود ، قال تعالى :" وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي" ، وقال تعالى :" يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً" ، و العقل وسط الكل ، لكيلا يقول أحدكم شيئاً من الخير و الشر إلا بقياس معقول. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)

**************



قال له إعرابي يوم الجمل : يا أمير المؤمنين ، أتقول إن الله واحد ؟ فحمل الناس عليه وقالوا : يا إعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين "ع"من تقسيم القلب ، فقال أمير المؤمنين : دعوه ، فإن الذي يريده الإعرابي هو الذي نريده من القوم ثم قال"ع": يا إعرابي ، إن القول في أن الله واحد على أربعة أقسام : فوجهان منهما لا يجوزان على الله ، ووجهان يثبتان فيه ، فأما اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل واحد يقصد به باب الأعداد فهذا ما لا يجوز لأن ما لا ثاني له ، لا يدخل في باب الأعداد ، ألا ترى أنه كفر من قال ثالث ثلاثة؟وقول القائل هو واحد,من الناس من يريد النوع من الجنس فهذا ما لا يجوز لأنه تشبيه,وجل ربنا عن ذلك وتعالى واما الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل هو واحد ليس له في الأشياء شبهة,كذلك ربنا,وقول القائل إِنه عز وجل أَحَدٌ,المعنى يعني به انه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم ,كذلك ربنا عز وجل. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)

**************



النساء أربع,جامع مجمع وربيع مربع وكرب مقمع وغل قمل يجعله الله في عنق من يشاء وينتزعه منه إذا شاء.((قال الصدوق"رضي الله عنه":جامع مجمع أي كثيرة الخير مخصبة وربيع مربع في حجرها ولد وفي بطنها آخر,وكرب مقمع سيئة الخلق مع زوجها,وغل قمل هي عند زوجها كالغل القمل وهو غل من جلد يقع فيه القمل فيأكله فلا يتهيأ له أن يحك منه شيء وهو مثل للعرب)). (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)

**************



قوام الدين بأربعة عالم مستعمل لعلمه,وغني لا يبخل بفضله,وجاهل لا يتكبر عن طلب العلم,وفقير لا يبيع اخرته بدنياه,فإذا كتم العالم علمه وبخل الغني بماله واستكبر الجاهل عن طلب العلم وباع الفقير اخرته بدنياه رجعت الدنيا القهقري فقيل كيف العيش يا أمير المؤمنين في ذلك الزمان؟فقال:خالطوهم في الظاهر,وخالفوهم في الباطن وللمرء ما اكتسب,وهو مع من احب,و انتظروا مع ذلك الفرج من الله عز وجل. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)

**************



ان الله تبارك وتعالى أخفى أربعة في أربعة:رضاه في طاعته,وسخطه في معصيته,وإِجابته في دعوته,ووليه في عباده,فلا تستصغرن شيئاً,من طاعته فربما وافق رضاه,ولا شيئا من معصيته فربما وافق سخطه,ولا شيئا من دعائه فربما وافق إجابته,ولا عبداً من عبيد الله فربما يكون وليه وأنت لا تعلم. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)

**************



قال(ع) لما مر على بعض المقابر السلام عليكم أهل الديار الموحشة والمحال المقفرة من المؤمنين والمؤمنات أنتم لنا سلف ونحن لكم تبع,وبكم عما قليل لاحقون,اللهم غفر لنا ولهم وتجاوز بعفوك عنا وعنهم,الحمد لله الذي جعل الأرض كفاتا أحياء وامواتا والحمد لله الذي خلقكم ومنها يبعثكم وعليها يحشركم,طوبى لمن ذكر المعاد.وأعد للحساب ورضي بالكفاف. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)

**************



جاء إليه (ع) رجل من ناحية الشام عليه سحنة السفر فقال :يا أمير المؤمنين،أنا شيخ كبير قد سمعت فيك من الفضل مالا أحصي وإِني أظنك ستُغتال،فعلمني ما علمك الله فقال "ع" :نعم يا شيخ،من اعتدل يوماه فهو مغبون،ومن كانت الدنيا همه اشتدت حسرته عند فراقها،ومن كان غده شراً من يومه فهو محروم،ومن لم يبال ما زُوِيَ عنه من آخرته إذا سلمت له دنياه فهو هالك،ومن لم يتعاهد النقص من نفسه غلب عليه الهوى،ومن كان في نقص فالموت خير له،يا شيخ،ارض للناس ما ترضاه لنفسك،وآت إلى الناس ما تحب،أن يؤتى إِليك. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)

**************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ]   موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Icon_minitime1الخميس 3 أبريل - 9:01:30

قال له زيد بن صوحان العبدي:يا أمير المؤمنين،أي سلطان أغلب وأقوى؟قال(ع):الهوى،قال فأي ذل أذل؟قال :الحرص على الدنيا،قال فأي فقر أشد؟قال:الكفر بالله بعد الإيمان,قال:فأي عمل أفضل،قال:التقوى،قال:فأي صاحب لك شر؟قال:المزين لك معصية الله،قال:فأي الخلْق أشقى؟قال:من باع دينه بدنيا غيره،قال:فأي الناس أكيس؟قال من أبصر رشده من غيه،قال:فأي الناس أحمق؟قال المغتر بالدنيا وهو يرى فيها من تقلب أحوالها،قال فأي المصائب أشد؟قال:المصيبة في الدين،قال:فأي الناس خير عند الله عز وجل؟قال "ع" :أخوفهم لله وأعلمهم بالتقوى وأزهدهم في الدنيا. . (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)

**************



إِن الله خلق خلقاً ضيق الدنيا عليهم زهدهم في حطامها فرغبوا في دار السلام التي دعاهم إليها وصبروا على ضيق المعيشة واشتاقوا إلى ما عند الله من الكرامة وبذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان الله وكانت خاتمة أعمالهم الشهادة فلقوا الله عز وجل وهو راض عنهم،وعلموا أن الموت سبيل من مضى ومن بقي،فتزودوا لأخرتهم ولبسوا الخشن وصبروا على الذل واحبوا في الله وأبغضوا في الله،أولئك المصابيح وأهل النعيم في الآخرة. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)

**************



الأخوان صنفان إخوان الثقة و إخوان المكاشرة فأما إخوان الثقة فهم كالكف والجناح والأهل والمال,فإذا كنت من أخيك على ثقة فابذل له مالك ويدك,وصاف من صافاه.وعاد من عاداه,واكتم سره,واعنه,واظهر منه الحسن,واعلم أيها السائل إنهم أعز من الكبريت الأحمر,و أما إخوان المكاشرة فإنك تصيب منهم لذتك,فابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه وحلاوة اللسان. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)

**************



إنما الدهر ثلاثة أيام أنت فيما بينهن:أمس مضى بما فيه فلا يرجع أبداً فإن كنت عملت فيه خيراً لم تحزن لذهابه وفرحت مما استقبلته منه,وإن كنت فرطت فيه فحسرتك شديدة لذهابه وتفريطك فيه انك من غد في غرة لا تدري لعلك لا تبلغه وان بلغته لعل حظك فيه التفريط مثل حظك في الأمس وانما هو يومك الذي أصبحت فيه وقد ينبغي لك ان عقلت وفكرت فيما فرطت في الأمس الماضي مما فاتك فيه من حسنات أن لا تكون اكتسبتها ومن سيئات ان لا تكون أقصرت عنها فاعمل عمل رجل ليس يأمل من الأيام إلا يومه الذي أصبح فيه. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)

**************



إذا كان ابن آدم في آخر يوم من أيام الدنيا و أول يوم من أيام الآخرة مثل له ماله وولده وعمله,فيلتفت إلى ماله فيقول له والله أني كنت عليك حريصاً وبك شحيحاً فمالي عندك؟فيقول له خذ مني كفنك,ويلتفت إلى ولده فيقول والله أني كنت لكم محباً وكنت عنكم محامياً فمالي عندكم فيقولون نؤديك إلى حفرتك ثم نواريك فيها,ويلتفت إلى عمله فيقول والله إني كنت فيك لزاهد وانك كنت علىَّ لثقيلا فيقول له أنا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتى أعرض أنا وأنت على ربك. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)

**************



من حلم ساد,ومن ساد استفاد,ومن استحيا حرم,ومن هاب خاب,ومن طلب الرياسة صبر على السياسة,ومن نسي زلته استعظم زلة غيره,ومن هتك حجاب غيره انهتكت عورات بيته,ومن أعجب برأيه ضل,ومن استغنى بعقله زل,ومن تجبر على الناس ذل,ومن تعمق في العمل مل,ومن صاحب الأنذال حقر,ومن جالس العلماء وقر,ومن خشي الله فاز,ومن عرف أجله قصر أمله. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)

**************



طلبت هذا العلم على ثلاثة أصناف ألا فاعرفوهم بصفاتهم صنف منهم يتعلمون العلم للمراء والجدل وصنف للاستطالة والحيل وصنف للفقه والعمل؛فأما صاحب المراء والجدل فانك تراه ممارياً للرجال في أندية المقال قد تسربل بالتخشع وتخلى من الورع فدق الله من هذا حيزومه وقطع منه خيشومه,و أما صاحب الاستطالة والحيل فان يستطيل على أشباهه من أشكاله ويتواضع للأغنياء من دونهم فهو لحلوائهم هاضم ولدينه حاطم فأعمى الله من هذا بصره ومحا من العلماء أثره,وأما صاحب الفقه والعمل فتراه ذا كآبة وحزن قام الليل في حندسه وانحنى في برنسه يعمل ويخشى فشد الله من هذا أركانه وأعطاه يوم القيامة أمانه. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)

**************



ينبغي للمسلم أن يجتنب مؤاخاة الفاجر والأحمق,فأما الفاجر فيزين لك فعله ويحب أن تكون مثله,ولا يعينك على أمر دينك و معادك فمقاربته جفاء وقسوة,ومدخله ومخرجه عليك شين وعار,وأما الأحمق فانه لا يشير عليك بخير ولا يرجى لصرف السوء عنك ولو أجهد نفسه,ولربما أراد منفعتك فضرك,فموته خير من حياته,وسكوته خير من نطقه,وبعده خير من قربه. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)

**************



ان لأهل الدين علامات يعرفون بها:صدق الحديث وأداء الأمانة والوفاء بالعهد وصلة الأرحام ورحمة الضعفاء وقلة المراقبة للنساء وبذل المعروف وحسن الخلق واتباع العلم وما يقرب إلى الله زلفى ألا وان المؤمن من نفسه في شغل والناس منه في راحة إذا جن عليه الليل افترش وجهه وسجد لله بمكارم بدنه يناجي الذي خلقه في فكاك رقبته ألا فهكذا كونوا. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)

**************



يا طالب العلم! انّ العلم ذو فضائلَ كثيرة، فرأسُه التّواضعُ و عينه البراءةُ من الحسدِ، و أُذُنه الفهم و لسانه الصّدق و حِفْظه الفَحص و قلبه حُسن النيّةِ، و عقله معرفة الاشياءِ و الامور، و يدُه الرحمةُ، و رجلُه زيارةُ العلماء و هِمَّته السلامةُ و حكمته الورعُ و مستقرُّه النجاةُ و قائده العافيةُ و مَركبُه الوفاء و سلاحه لينُ الكلمةِ وسيفه الرِّضا و قَوسُه المداراةُ و جيشُه محاورةُ العلماء و ماله الأدب و ذخيرتُه اجتناب الذّنُوب و زاده المعروف و ماؤُه المُوادَعةُ و دليلُه الهُدى و رفيقُه محبّة الأخيار. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)

**************



الذنوب ثلاثة ذنب مغفور وذنب غير مغفور وذنب نرجو لصاحبه ونخاف عليه فقيل له بيّنها لنا يا أمير المؤمنين , فقال اما الذنب المغفور فعبد عاقبه الله تعالى على ذنبه في الدنيا والله أجل وأكرم من أن يعاقب عبده مرتين و أما الذنب الذي لا يغفر فظلم العباد بعضهم لبعض و أما الذنب الثالث ذنب ستره الله على خلقه ورزقه التوبة منه فاصبح خائفا من ذنبه راجياً لربه , فنحن له كما هو لنفسه نرجو له الرحمة ونخاف عليه العقاب. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)

**************



قيل له (ع):ان ههنا رجلاً يتكلم في المشيئة فقال (ع) له:يا عبد الله خلقك الله لما شاء أو لما شئت؟قال:لما شاء.قال:فيمرضك إذا شاء أو إذا شئت؟قال:بل إذا شاء.قال:فيميتك إذا شاء أو إذا شئت؟قال:إذا شاء.قال فيدخلك حيث شاء أو حيث شئت؟قال:حيث شاء.قال :والله لو قلت غير هذا لضربت الذي فيه عيناك بالسيف.ثم قال (ع): "وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [التكوير : 29] " . (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)

**************



حسب المرء من عرفانه علمه بزمانه,ومن ورعه غض بصره وعفة بطنه ومن حسن خلقه كفه أذاه ومن سخائه بره بمن يجب عليه حقه وإِخراجه حق الله من ماله,وحسبه من صبره قلة شكواه ومن عقله إِنصافه من نفسُه ومن حلمه تركه الغضب عند مخالفته ومن صلاحه شدة خوفه من ذنوبه ومن شكره معرفة إِحسان من أحسن إليه,ومن تواضعه معرفته بقدره وحسبه من كمال المروة تركه ما لا يجمل به,ومن الحياء أن لا يلقى أحداً بما يكره ومن الأدب أن لا يترك ما لابد منه. (مستدرك نهج البلاغة: الباب الثالث)

**************



الايمان على أَربع دعائم: على الصبر، واليقين، والعدل، والجهاد: فالصبر منها على أَربع شعب: على الشوق، والشفق، والزهد، والترقّب: فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات، ومن أشفق من النار اجتنب الـمحرمات، ومن زهد في الدنيا استهان بالمصيبات، ومن ارتقب الموت سارع في الخيرات , واليقين منها على أَربع شعب: على تبصرة الفطنة، وتأول الحكمة، وموعظة العبرة، وسنة الاولين: فمن تبصَّر في الفطنة تبينت له الحكمة، ومن تبينت له الحكمة عرف العبرة، ومن عرف العبرة فكأَنما كان في الاولين , والعدل منها على أَربع شعب: على غائص الفهم، وغور العلم، وزهرة الحكم، ورساخة الحلم: فمن فهم علم غور العلم، ومن علم غور العلم صدر عن شرائع الحكم، ومن حلم لم يفرط في أَمره وعاش في الناس حميداً , والجهاد منها على أَربع شعب: على الامر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والصدق في المواطن، وشنآن الفاسقين: فمن أمر بالمعروف شدّ ظهور المؤمنين، ومن نهى عن المنكر أَرغم أنوف المنافقين،من صدق في المواطن قضى ما عليه، ومن شنىء الفاسقين وغضب لله غضب الله له وأَرضاه يوم القيامة. (نهج البلاغة: 774)

**************



فرض الله الايمان تطهيراً من الشرك، والصلاة تنزيهاً عن الكبر، والزكاة تسبيباً للرزق، والصّيام ابتلاء لاخلاص الخلق، والحجَّ تقربة للدين، والجهاد عزّاً للاسلام، والامر بالمعروف مصلحةً للعوامّ، والنهي عن المنكر ردعاً للسفهاء، وصلة الارحام منماةً للعدد، والقصاص حقناً للدماء، وإقامة الحدود إعظاماً للمحارم، وترك شرب الخمر تحصيناً للعقل، ومجانبة السرقة إيجاباً للعفّة، وترك الزنى تحصيناً للنسب، وترك اللواط تكثيراً للنسل، والشهادات استظهاراً على الـمجاحدات، وترك الكذب تشريفاً للصدق، والسلام أماناً من الـمخاوف، والامامة نظاماً للامة، والطاعة تعظيماً للامامة. (نهج البلاغة: 830)

**************



لا يقولنّ أحدكم: اللهم إني أعوذ بك من الفتنة، لانه ليس أحد إلا وهو مشتمل على فتنة، ولكن من استعاذ فليستعذ من مضلاَّت الفتن، فإن الله سبحانه يقول: " وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ [الأنفال : 28] "، ومعنى ذلك أَنه سبحانه يختبرهم بالاموال والاولاد ليتبيّن الساخط لرزقه والراضي بقسمه، وإن كان سبحانه أَعلم بهم من أنفسهم، ولكن لتظهر الافعال التي بها يستحق الثواب والعقاب، لان بعضهم يحب الذكور ويكره الاناث، وبعضهم يحب تثمير المال ويكره انثلام الحال. (نهج البلاغة: 790)

**************



لقد علّق بنياط هذا الانسان بضعة هي أعجب ما فيه: وذلك القلب، وله موادّ من الحكمة وأضداد من خلافها، فإن سنح له الرجاء أذلّه الطمع، وإن هاج به الطمع أهلكه الحرص،إن ملكه اليأس قتله الاسف، وإن عرض له الغضب اشتدّ به الغيظ، وإن أَسعده الرضى نسي التحفّظ،إن غاله الخوف شغله الحذر، وإن اتّسع له الامن استلبته الغرَّة، وإن أصابته مصيبة فضحه الجزع، وإن أفاد مالاً أَطغاه الغنى، وإن عضّته الفاقة شغله البلاء، وإن جهده الجوع قعد به الضعف، وإن أفرط به الشبع كظّته البطنة، فكل تقصير به مضرّ، وكلّ إفراط له مفسد. (نهج البلاغة: 795)

**************



لا مال أعود من العقل، ولا وحدة أَوحش من العجب، ولا عقل كالتدبير، ولا كرم كالتقوى، ولا قرين كحسن الخلق، ولا ميراث كالادب، ولا قائد كالتوفيق، ولا تجارة كالعمل الصالح، ولا ربح كالثواب، ولا ورع كالوقوف عند الشبهة، ولا زهد كالزهد في الحرام، ولا علم كالتفكّر، ولا عبادة كأَداء الفرائض، ولا إيمان كالحياء والصبر، ولا حسب كالتواضع، ولا شرف كالعلم، ولا مظاهرة أوثق من مشاورة. (نهج البلاغة: 797)

**************



يأْتي على النَّاس زمان لا يبقى فيهم من القرآن إلاّ رسمه، ومن الاسلام إلاَّ اسمه، مساجدهم يومئذ عامرة من البنى، خراب من الهدى، سكَّانها وعمَّارها شرّ أَهل الارض، منهم تخرج الفتنة، وإليهم تأوي الخطيئة، يردّون من شذَّ عنها فيها، ويسوقون من تأَخَّر عنها إليها، يقول الله تعالى: فبي حلفت لابعثنَّ على أولئك فتنة أَترك الحليم فيها حيران، وقد فعل، ونحن نستقيل الله عثرة الغفلة. (نهج البلاغة: 869)

**************



قال(عليه السلام) وقد رجع من صفين، فأَشرف على القبور بظاهر الكوفة: يا أَهل الديار الموحشة، والـمحالّ المقفرة، والقبور المظلمة.يا أهل التربة، يا أَهل الغربة، يا أهل الوحدة، يا أهل الوحشة، أنتم لنا فرط سابق، ونحن لكم تبع لاحق.أما الدور فقد سكنت، وأما الازواج فقد نكحت، وأما الاموال فقد قسمت.هذا خبر ما عندنا، فما خبر ما عندكم؟ , ثم التفت إلى أَصحابه فقال: أما لو أذن لهم في الكلام لاخبروكم أَن " خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى [البقرة : 197] ". (نهج البلاغة: 802)

**************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ]   موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Icon_minitime1الخميس 3 أبريل - 9:04:07


أدعية أمير المؤمنين عليه السلام


دعاء كميل

دعاء كميل هو في الحقيقة دعاء الخضر ( عليه السلام ) ، وإنما سمي بدعاء كميل لأن الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) علّم هذا الدعاء كميلَ بن زياد النخعي فلهذا نسب إليه هذا الدعاء وسمي باسمه . ويعتبر هذا الدعاء من الأدعية المعروفة بل يُعدُّ من أفضلها ، ويستحب قراءة هذا الدعاء في ليلة النصف من شعبان وفي كل ليلة جمعة . روى السيد بن طاووس في كتاب الإقبال ضمن حديث طويل : " ... إذا حفظت هذا الدعاء فأدع به كل ليلة جمعة أو شهر مرة أو في السنة مرة أو في عمرك مرة ، تُكفَ وتنصر وترزق ولن تعدم المغفرة ، يا كميل أوجب لك طُول الصحبة لنا أن نجود لك بما سئلت ثم قال أكتب ـ فكتب الدعاء وهو ـ :

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء وبقوتك التي قهرت بها كل شيء وخضع لها كل شيء وذلّ لها كل شيء وبجبروتك التي غلبت بها كل شيء وبعزتك التي لا يقوم لها شيء وبعظمتك التي ملأت كل شيء وبسلطانك الذي علا كل شيء وبوجهك الباقي بعد فناء كل شيء وبأسمائك التي ملأت أركان كل شيء وبعلمك الذي أحاط بكل شيء وبنور وجهك الذي أضاء له كل شيء يا نور يا قدوس يا أول الأولين ويا آخر الآخرين، اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم، اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل النقم، اللهم اغفر لي الذنوب التي تغير النعم، اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء، اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء، اللهم اغفر لي كل ذنب أذنبته وكل خطيئة أخطأتها، اللهم إني أتقرب إليك بذكرك وأستشفع بك إلى نفسك، وأسألك بجودك أن تدنيني من قربك وأن توزعني شكرك وأن تلهمني ذكرك، اللهم إني أسألك سؤال خاضع متذلل خاشع أن تسامحني وترحمني وتجعلني بقسمك راضياً قانعا وفي جميع الأحوال متواضعا، اللهم وأسألك سؤال من اشتدت فاقته وأنزل بك عند الشدائد حاجته وعظم فيما عندك رغبته، اللهم عظم سلطانك وعلا مكانك وخفي مكرك وظهر أمرك وغلب قهرك وجرت قدرتك ولا يمكن الفرار من حكومتك، اللهم لا أجد لذنوبي غافرا ولا لقبائحي ساترا ولا لشيء من عملي القبيح بالحسن مبدلاً غيرك، لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك ظلمت نفسي وتجرأت بجهلي وسكنت إلى قديم ذكرك لي ومنك علي، اللهم مولاي كم من قبيح سترته وكم من فادح من البلاء أقلته وكم من عثار وقيته وكم من مكروه دفعته وكم من ثناء جميل لست أهلاً له نشرته، اللهم عظم بلائي وأفرط بي سوء حالي وقصرت بي أعمالي وقعدت بي أغلالي وحبسني عن نفعي بعد آمالي وخدعتني الدنيا بغرورها ونفسي بجنايتها ومطالي يا سيدي فأسألك بعزتك أن لا يحجب عنك دعائي سوء عملي وفعالي ولا تفضحني بخفي ما اطلعت عليه من سري ولا تعاجلني بالعقوبة على ما عملته في خلواتي من سوء فعلي وإساءتي ودوام تفريطي وجهالتي وكثرة شهواتي وغفلتي، وكن اللهم بعزتك لي في كل الأحوال رؤوفا وعليّ في جميع الأمور عطوفا، إلهي وربي من لي غيرك أسأله كشف ضري والنظر في أمري، إلهي ومولاي أجريت عليّ حكماً اتبعت فيه هوى نفسي ولم أحترس فيه من تزيين عدوي فغرني بما أهوى وأسعده على ذلك القضاء فتجاوزت بما جرى عليّ من ذلك بعض حدودك وخالفت بعض أوامرك فلك الحمد عليّ في جميع ذلك ولا حجة لي فيما جرى عليّ فيه قضاؤك وألزمني حكمك وبلاؤك، وقد أتيتك يا إلهي بع تقصيري وإسرافي على نفسي معتذراً نادماً منكسراً مستقيلاً مستغفراً منيباً مقراً مذعناً معترفاً لا أجد مفراً مما كان مني ولا مفزعاً أتوجه إليه في أمري غير قبولك عذري وإدخالك إياي في سعة من رحمتك، اللهم فاقبل عذري وارحم شدة ضري وفكني من شد وثاقي يا رب ارحم ضعف بدني ورقة جلدي ودقة عظمي يا من بدأ خلقي وذكري وتربيتي وبري وتغذيتي هبني لابتداء كرمك وسالف برك بي، يا إلهي وسيدي وربي أتراك معذبي بنارك بعد توحيدك وبعدما انطوى عليه قلبي من معرفتك ولهج به لساني من ذكرك واعتقده ضميري من حبك وبعد صدق اعترافي خاضعاً لربوبيتك، هيهات أنت أكرم من أن تضيع من ربيته أو تبعد من أدنيته أو تشرد من آويته أو تسلم إلى البلاء من كفيته ورحمته، وليت شعري يا سيدي وإلهي ومولاي أتسلط النار على وجوه خرت لعظمتك ساجدة وعلى ألسن نطقت بتوحيدك صادقة وبشكرك مادحة وعلى قلوب اعترفت بإلهيتك محققة وعلى ضمائر حوت من العلم بك حتى صارت خاشعة وعلى جوارح سعت إلى أوطان تعبدك طائعة وأشارت باستغفارك مذعنة، ما هكذا الظن بك ولا أخبرنا بفضلك عنك يا كريم يا رب وأنت تعلم ضعفي عن قليل من بلاء الدنيا وعقوباتها وما يجري فيها من المكاره على أهلها على أن ذلك بلاء ومكروه قليل مكثه يسير بقاؤه قصير مدته فكيف احتمالي لبلاء الآخرة وجليل وقوع المكاره فيها وهو بلاء تطول مدته ويدوم مقامه ولا يخفف عن أهله لأنه لا يكون إلا عن غضبك وانتقامك وسخطك وهذا ما لا تقوم له السماوات والأرض، يا سيدي فكيف بي وأنا عبدك الضعيف الذليل الحقير المسكين المستكين، يا إلهي وربي وسيدي ومولاي لأي الأمور إليك أشكو ولما منها أضج وأبكي لأليم العذاب وشدته أم لطول البلاء ومدته فلأن صيرتني للعقوبات مع أعدائك وجمعت بيني وبين أهل بلائك وفرقت بيني وبين أحبائك وأوليائك، فهبني يا سيدي ومولاي وربي صبرت على عذابك فكيف أصبر على فراقك وهبني صبرت على حر نارك فكيف أصبر عن النظر إلى كرامتك أم كيف أسكن في النار ورجائي عفوك، فبعزتك يا سيدي ومولاي أقسم صادقاً لئن تركتني ناطقا لأضجن إليك بين أهلها ضجيج الآملين ولأصرخن إليك صراخ المستصرخين ولأبكين عليك بكاء الفاقدين ولأنادينك أين كنت يا ولي المؤمنين يا غاية آمال العارفين يا غياث المستغيثين يا حبيب قلوب الصادقين ويا إله العالمين أفتراك سبحانك يا إلهي وبحمدك تسمع فيها صوت عبد مسلم سجن فيها بمخالفته وذاق طعم عذابها بمعصيته وحبس بين أطباقها بجرمه وجريرته وهو يضج إليك ضجيج مؤمل لرحمتك ويناديك بلسان أهل توحيدك ويتوسل إليك بربوبيتك يا مولاي فكيف يبقى في العذاب وهو يرجو ما سلف من حلمك أم كيف تؤلمه النار وهو يأمل فضلك في عتقه منها أم كيف يحرقه لهيبها وأنت تسمع صوته وترى مكانه أم كيف يشتمل عليه زفيرها وأنت تعلم ضعفه أم كيف يتقلقل بين أطباقها وأنت تعلم صدقه أم كيف تزجره زبانيتها وهو يناديك يا ربه أم كيف يرجو فضلك في عتقه منها فتتركه فيها هيهات ما ذلك الظن بك ولا المعروف من فضلك ولا مشبه لما عاملت به الموحدين من برك واحسانك فباليقين أقطع لولا ما حكمت به من تعذيب جاحديك وقضيت به من إخلاد معانديك لجعلت النار كلها برداً وسلاما وما كان لأحد فيها مقراً ولا مقاما لكنك تقدست أسماؤك أقسمت أن تملأها من الكافرين من الجنة والناس أجمعين وان تخلد فيها المعاندين وأنت جل ثناؤك قلت مبتدئا وتطولت بالإنعام متكرما أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون، إلهي وسيدي فسألك بالقدرة التي قدرتها وبالقضية التي حتمتها حكمتها وغلبت من عليه أجريتها أن تهب لي في هذه الليلة وفي هذه الساعة كل جرم أجرمته وكل ذنب أذنبته وكل قبيح أسررته وكل جهل عملته كتمته أو أعلنته أخفيته أو أظهرته وكل سيئة أمرت بإثباتها الكرام الكاتبين الذين وكلتهم بحفظ ما يكون مني وجعلتهم شهوداً عليّ مع جوارحي وكنت أنت الرقيب عليّ من ورائهم والشاهد لما خفي عنهم وبرحمتك أخفيته وبفضلك سترته وأن توفر حظي من كل خير أنزلته أو إحسان فضلته أو بر نشرته أو رزق بسطته أو خطأ تستره يا رب يا رب يا رب يا إلهي وسيدي ومولاي ومالك رقي يا من بيده ناصيتي يا عليماً بضري ومسكنتي يا خبيراً بفقري وفاقتي يا رب يا رب يا رب أسألك بحقك وقدسك وأعظم صفاتك وأسمائك أن تجعل أوقاتي من الليل والنهار بذكرك معمورة وبخدمتك موصولة وأعمالي عندك مقبولة حتى تكون أعمالي وأورادي كلها ورداً واحداً وحالي في خدمتك سرمداً يا سيدي يا من عليه معولي يا من إليه شكوت أحوالي يا رب يا رب يا رب قو على خدمتك جوارحي واشدد على العزيمة جوانحي وهب لي الجد في خشيتك والدوام في الإتصال بخدمتك حتى أسرح إليك في ميادين السابقين وأسرع إليك في البارزين وأشتاق إلى قربك في المشتاقين وأدنو منك دنو المخلصين وأخافك مخافة الموقنين وأجتمع في جوارك مع المؤمنين، اللهم ومن أرادني بسوء فأرده ومن كادني فكده واجعلني من أحسن عبيدك نصيباً عندك وأقربهم منزلةً منك وأخصهم زلفةً لديك فإنه لا ينال ذلك إلا بفضلك وجد لي بجودك واعطف عليّ بمجدك واحفظني برحمتك واجعل لساني بذكرك لهجا وقلبي بحبك متيما ومنّ عليّ بحسن إجابتك وأقلني عثرتي واغفر زلتي فإنك قضيت على عبادك بعبادتك وأمرتهم بدعائك وضمنت لهم الإجابة فإليك يا رب نصبت وجهي وإليك يا رب مددت يدي فبعزتك استجب لي دعائي وبلغني مناي ولا تقطع من فضلك رجائي واكفني شر الجن والإنس من أعدائي يا سريع الرضا اغفر لمن لا يملك إلا الدعاء فإنك فعال لما تشاء يا من اسمه دواء وذكره شفاء وطاعته غنى ارحم من رأس ماله الرجاء وسلاحه البكاء يا سابغ النعم يا دافع النقم يا نور المستوحشين في الظلم يا عالماً لا يعلم صل على محمد وآل محمد وافعل بي ما أنت أهله وصلى الله على رسوله والأئمة الميامين من آله وسلم تسليماً كثيراً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ]   موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Icon_minitime1الخميس 3 أبريل - 9:12:52


دعاء الصباح

دعاء الصباح دعاء عظيم الشأن ، وهو مروي عن الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ،وقال السيد في كتاب المصباح ، أن وقت قراءة هذا الدعاء هو بعد نافلة الصبح ، أما العلامة المجلسي فقال أن وقت هذا الدعاء هو عقيب فريضة الصبح ، والعمل بكل واحد من القولين حسن .

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم يا من دلع لسان الصبح بنطق تبلجه وسرح قطع الليل المظلم بغياهب تلجلجه وأتقن صنع الفلك الدوار في مقادير تبرجه وشعشع ضياء الشمس بنور تأججه يا من دل على ذاته بذاته وتنزه عن مجانسة مخلوقاته وجل عن ملاءمة كيفياته يا من قرب من خطرات الظنون وبعد عن لحظات العيون وعلم بما كان قبل أن يكون يا من أرقدني في مهاد أمنه وأمانه وأيقظني إلى ما منحني به من مننه وإحسانه وكف أكف السوء عني بيده وسلطانه، صل اللهم على الدليل إليك في الليل الأليل والماسك من أسبابك بحبل الشرف الأطول والناصع الحسب في ذروة الكاهل الأعبل والثابت القدم على زحاليفها في الزمن الأول وعلى آله الأخيار المصطفين الأبرار وافتح اللهم لنا مصاريع الصباح بمفاتيح الرحمة والفلاح وألبسني اللهم من أفضل خلع الهداية والصلاح واغرس اللهم بعظمتك في شرب جناني ينابيع الخشوع واجر اللهم لهيبتك من آماقي زفرات الدموع وأدب اللهم نزق الخرق مني بأزمة القنوع، إلهي إن لم تبتدئني الرحمة منك بحسن التوفيق فمن السالك بي إليك في واضح الطريق وإن أسلمتني أناتك لقائد الأمل والمنى فمن المقيل عثراتي من كبوات الهوى وإن خذلني نصرك عند محاربة النفس والشيطان فقد وكلني خذلانك إلى حيث النصب والحرمان، إلهي أتراني ما أتيتك إلا من حيث الآمال أم علقت بأطراف حبالك إلا حين باعدتني ذنوبي عن دار الوصال فبئس المطية التي امتطت نفسي هواها فواهاً لها لما سولت لها ظنونها ومناها وتباً لها لجرأتها على سيدها ومولاها، إلهي قرعت باب رحمتك بيد رجائي وهربت إليك لاجئاً من فرط أهوائي وعلقت بأطراف حبالك أنامل ولائي فاصفح اللهم عما كنت أجرمته من زللي وخطأي وأقلني من صرعة رداي فإنك يا سيدي ومولاي ومعتمدي ورجائي وأنت غاية مطلوبي ومناي في منقلبي ومثواي، إلهي كيف تطرد مسكيناً التجأ إليك من الذنوب هاربا أم كيف تخيب مسترشداً قصد إلى جنابك ساعيا أم كيف ترد ظمآناً ورد إلى حياضك شاربا، كلا وحياضك مترعة في ضنك المحول وبابك مفتوح للطلب والوغول وأنت غاية المسئول ونهاية المأمول، إلهي هذه أزمة نفسي عقلتها بعقال مشيتك وهذه أعباء ذنوبي درأتها بعفوك ورحمتك وهذه أهوائي المضلة وكلتها إلى جناب لطفك ورأفتك فاجعل اللهم صباحي هذا نازلاً عليّ بضياء الهدى وبالسلامة في الدين والدنيا ومسائي جنة من كيد العدى ووقاية من مرديات الهوى إنك قادر على ما تشاء تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب لا إله إلا أنت سبحانك اللهم وبحمدك من ذا يعرف قدرك فلا يخافك ومن ذا يعلم ما أنت فلا يهابك ألفت بقدرتك الفرق وفلقت بلطفك الفلق وأنرت بكرمك دياجي الغسق وأنهرت المياه من الصم الصياخيد عذباً وأجاجا وأنزلت من المعصرات ماءً ثجاجا وجعلت الشمس والقمر للبرية سراجاً وهاجاً من غير أن تمارس في ما ابتدأت به لغوباً ولا علاجا فيا من توحّد بالعز والبقاء وقهر عباده بالموت والفناء صل على محمد وآله الأنقياء واسمع ندائي واستجب دعائي وحقق بفضلك أملي ورجائي يا خير من دعي لكشف الضر والمأمول لكل عسر ويسر بك أنزلت حاجتي فلا تردني من سنيّ مواهبك خائباً يا كريم يا كريم يا كريم برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على خير خلقه محمد وآله أجمعين.
ثم اسجد وقل : إلهي قلبي محجوب ونفسي معيوب وعقلي مغلوب وهواي غالب وطاعتي قليل ومعصيتي كثير ولساني مثر بالذنوب فكيف حيلتي يا ستار العيوب ويا علام الغيوب ويا كاشف الكروب اغفر ذنوبي كلها بحرمة محمد وآل محمد يا غفار يا غفار يا غفار برحمتك يا أرحم الراحمين.


في الثناء على الله (يستشير)

بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله الذي لا إله إلا هو الحيّ القيوم الدائم , الملك الحقّ المبين , المدبّر بلا وزير , ولا خلق من عباده يستشير , الأول غير موصوف , الباقي بعد فناء الخلق , العظيم الربوبيّة , نور السماوات والأرضين وفاطرهما , ومُبتدعهما , خلقهما بغير عمد ترونها , وفتقهما فتقاً , فقامت السماوات طائعات بأمره , واستقرّت الأرض بأوتادها فوق الماء , ثم علا ربّنا في السماوات العُلى , الرحمن على العرش استوى , له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى , فأنا أشهد بأنك أنت الله , لا رافع لما وضعت , ولا واضع لما رفعت , ولا مُعزّ لمن أذللت , ولا مُذلّ لمن أعززت , ولا مانع لما أعطيت , ولا مُعطي لما منعت , وأنت الله لا إله إلا أنت , كنت إذ لم تكن سماء مبنيّة , ولا أرض مدحيّة(1) , ولا شمس مضيئة , ولا ليل مظلم , ولا نهار مضيء , ولا بحر لُجّيّ(2) ولا جبل راس , ولا نجم سار , ولا قمر مُنير , ولا ريح تهبّ ولا سحاب يسكب , ولا برق يلمع , ولا رعد يُسبّح , ولا روح تتنفس , ولا طائر يطير , ولا نار تتوقد , ولا ماء يَطّرد(3). كنت قبل كل شيء , كوّنت كل شيء وقدّرت كل شيء , وابتدعت كل شيء , وأفقرت وأغنيت , وأمتّ وأحييت , وأضحكت وأبكيت , وعلى العرش استويت , فتباركت يا الله وتعاليت.
أنت الله الذي لا إله إلا أنت الخلاّق العليم , أمرك غالب , وعلمك نافذ , وكيدك قريب , ووعدك صادق , وقولك حق , وحكمك عدل , وكلامك هُدى , ووحيك نور , ورحمتك واسعة , وعفوك عظيم , وفضلك كبير , وعطاؤك جزيل , وحبلك متين , وإمكانك عتيد(4) , وجارك عزيز , وبأسك شديد , ومكرك مكيد. أنت يا رب موضع كل شكوى , شاهد كل نجوى(5) , حاضر كل ملأ مُنتهى كل حاجة , فرج كل حزين , غنى كل فقير مسكين , حصن كل هارب , أمان كل خائف , حرز الضعفاء , كنز الفقراء , مُفرّج الغمّاء(6) مُعين الصالحين. ذلك الله رب العالمين , ربّنا لا إله إلا أنت , تكفي المحتاج من عبادك , وناصر من توكل عليك , وأنت جار من لاذ بك , وتضرّع إليك , عِصمة من اعتصم بك من عبادك , ناصر من انتصر بك , تغفر الذنوب لمن استغفرك , جبّار الجبابرة , عظيم العظماء , كبير الكبراء , سيّد السادات , مولى المَوالي , صريخ المستصرخين , مُنفّس عن المكروبين , مُجيب دعوة المضّطرين , أسمع السامعين , أبصر الناظرين , أحكم الحاكمين , أسرع الحاسبين , أرحم الراحمين , خير الغافرين ؛ قاضي حوائج المؤمنين , مُغيث الصالحين. أنت الله لا إله إلا أنت رب العالمين , أنت الخالق وأنا المخلوق , وأنت المالك وأنا المملوك , وأنت الربّ وأنا العبد , وأنت الرازق وأنا المرزوق , وأنت المُعطي وأنا السائل , وأنت الجواد وأنا البخيل , وأنت القويّ وأنا الضعيف , وأنت العزيز وأنا الذليل وأنت الغنيّ وأنا الفقير , وأنت السيّد وأنا العبد , وأنت الغافر وأنا المُسيء , وأنت العالم وأنا الجاهل , وأنت الحليم وأنا العجول , وأنت الراحم وأنا المرحوم , وأنت المُعافي وأنا المُبتلى , وأنت المُجيب وأنا المُضطّر. وأنا أشهد بأنك أنت الله لا إله إلا أنت الواحد الفرد وإليك المصير , وصلى الله على محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين , واغفر لي ذنوبي , واستر عليّ عيوبي , وافتح لي من لدنك رحمة ورزقاً واسعاً يا أرحم الراحمين , والحمد لله رب العالمين , حسبنا الله ونعم الوكيل , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.*

(1) مدحية : مبسوطة.
(2) بحر لجي : بحر واسع.
(3) يَطّرد : يزداد.
(4) عتيد : حاضر.
(5) نجوى : حوار خفي.
(6) الغمّاء : الحزن , والكرب.
* مفاتيح الجنان , الصحيفة العلوية.


في نعت الله وتعظيمه

الحمد لله أول محمود , وآخر معبود , وأقرب موجود , البديء بلا معلوم لأزليّته(1) , ولا آخر لأوليّته , والكائن قبل الكون بلا كيان , والموجود في كل مكان بلا عيان , والقريب من كل نجوى بغير تدان(2) , علنت عنده الغيوب , وضلّت في عظمته القلوب , فلا الأبصار تُدرك عظمته , ولا القلوب على احتجابه تُنكر معرفته , يُمثّل في القلوب بغير مثال تحدّه الأوهام أو تُدركه الأحلام , ثم جعل من نفسه دليلاً على تكبّره على الضدّ والندّ , والشكل والمِثل , فالوحدانية آية الربوبية , والموت الآتي على خلقه مُخبر عن خلقه وقدرته , ثم خلقهم من نُطفة ولم يكونوا شيئاً , دليل على إعادتهم خلقاً جديداً بعد فنائهم , كما خلقهم أول مرّة , والحمدلله رب العالمين الذي لم يضره بالمعصية المتكبرون , ولم ينفعه بالطاعة المتعبّدون , الحليم عن الجبابرة المُدّعين , المُمهل الزاعمين له شركاء في ملكوته , الدائم في سلطانه بغير أمد , والباقي في مُلكه بعد انقضاء الأبد , والفرد الواحد الصمد , المُتكبر عن الصاحبة والولد , رافع السماء بغير عمد , ومُجري السحاب بغير صفد(3) , قاهر الخلق بغير عدد , لكن هو الله الواحد الفرد الأحد الذي لم يلد ولم يولد , ولم يكن له كفواً أحد. الحمد لله الذي لم يخل من فضله المُقيمون على معصيته , ولم يُجازه لأصغر نعمه المجتهدون في طاعته , الغنيّ الذي لا يُضيّق برزقه على جاحده(4) , ولا يُنقص عطاياه أرزاق خلقه , خالق الخلق ومُغنيه , ومُعيده ومُبديه ومُعاقبه , عالم ما أكنّته السرائر , وأخبته الضمائر , واختلفت به الألسن , وأنسته الأرض. الحيّ الذي لا يموت , والقيّوم الذي لا ينام , والدائم الذي لا يزول , والعدل الذي لا يجور , الصافح عن الكبائر بفضله , والمُعذّب من عذّب بعدله. لم يخف الموت فحلم , وعلم الفقر إليه فرحم , وقال في مُحكم كتابه : وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ. أحمده حمداً أستزيده في نعمته , وأستجير به من نقمته , وأتقرّب إليه بالتصديق لنبيه المصطفى لوحيه , المتخيّر لرسالته , المختصّ بشفاعته , القائم بحقه , محمد صلى الله عليه وآله وأصحابه , وعلى النبيين والمرسلين والملائكة أجمعين وسلم تسليماً. إلهي درست الآمال , وتغيّرت الأحوال , وكذبت الألسن , وأُخلفت العِداة إلا عِدتك , فإنك وعدت مغفرة وفضلاً , اللهم صل على محمد وآل محمد , وأعطني من فضلك , وأعذني من الشيطان الرجيم. سبحانك وبحمدك , ما أعظمك وأحلمك وأكرمك , وسع حلمك تمرّد المستكبرين , واستغرقت نعمتك شكر الشاكرين , وعظم حلمك عن إحصاء المُحصين , وجلّ طولك(5) عن وصف الواصفين , كيف لولا فضلك حلُمت عمن خلقته من نطفة ولم يك شيئاً , فربّيته بطيب رزقك , وأنشأته في تواتر نعمك , ومكّنت له في مهاد أرضك , ودعوته إلى طاعتك , فاستنجد على عصيانك بإحسانك , وجحدك وعبد غيرك في سلطانك , كيف لولا حلمك أمهلتني , وقد شملتني بسترك , وأكرمتني بمعرفتك , وأطلقت لساني لشكرك , وهديتني السبيل إلى طاعتك , وسهّلتني المسلك إلى كرامتك , وأحضرتني سبيل قربتك , فكان جزاؤك مني أن كافأتك عن الاحسان بالإساءة , حريصاً على ما أسخطك , مُستقلاً فيما أستحق به المزيد من نعمتك , سريعاً إلى ما أبعد عن رضاك , مُغتبطاً(6) بعزّة الأمل , مُعرضاً عن زواجر الأجل(7) , لم يُقنعني حلمك عني وقد أتاني توعّدك بأخذ القوة مني , حتى دعوتك على عظيم الخطيئة , أستزيدك في نعمك , غير مُتأهّب إليّ , لما قد أشرفت عليه من نقمتك , مُستبطئاً لمزيدك , ومُتسخّطاً لميسور رزقك , مُقتضياً جوائزك بعمل الفجار , كالمُراصد رحمتك بعمل الأبرار. مُجتهداً أتمنى عليك العظائم , كالمُدّل الآمن(8) من قصاص الجرائم , فإنا لله وإنا إليه راجعون , مصيبة عظم رزؤها , وجلّ عقابها(9). بل كيف لولا أملي ووعدك الصفح عن زللي , أرجو إقالتك(10) , وقد جاهرتك بالكبائر , مُستخفياً عن أصاغر خلقك , فلا أنا راقبتك وأنت معي , ولا راعيت حُرمة سترك عليّ. بأي وجه ألقاك , وبأي لسان أناجيك , وقد نقضت العهود والأيمان بعد توكيدها , وجعلتك عليّ وكيلاً , ثم دعوتك مُتقحّماً في الخطيئة فأجبتني , ودعوتني وإليك فقري فلم أجب , فواسوأتاه وقبيح صنعياه أيّة جُرأة تجرّأت! وأي تغرير غررت نفسي(11)! سبحانك , فبك أتقرب إليك , وبحقك أقسم عليك ومنك أهرب إليك. بنفسي استخففت عند معصيتي , لا بنفسك , وبجهلي اغتررت , لا بحلمك , وحقي أضعت , لا عظيم حقك , ونفسي ظلمت ولرحمتك الآن رجوت , وبك آمنت , وعليك توكلت , وإليك أنبت وتضرّعت فارحم إليك فقري وفاقتي(12) , وكبوتي(13) لحرّ وجهي , وحيرتي في سوأة ذنوبي , إنك أرحم الراحمين. يا أسمع مدعوّ , وخير مرجوّ , وأحلم مُغض(14) , وأقرب مُستغاث , أدعوك مستغيثاً بك استغاثة المتحيّر المستيئس من إغاثة خلقك , فعد بلطفك على ضعفي , واغفر لي بسعة رحمتك كبائر ذنوبي , وهب لي عاجل صنعك , إنك أوسع الواهبين. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين , يا الله يا أحد , يا الله يا صمد , يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد. اللهم أعيتني المطالب , وضاقت عليّ المذاهب(15) , وأقصاني الأباعد , وملّني الأقارب , وأنت الرجاء إذا انقطع الرجاء , والمستغاث إذا عظم البلاء , والملجأ في الشدة والرخاء , فنفّس كربة نفس إذا ذكّرها القنوط(16) مساويها أيست , فلا تُؤيسني من رحمتك يا أرحم الراحمين.*

(1) الأزلي : القديم.
(2) تدان : من دنا أي إقترب.
(3) صَفَد : ما يوثق به الاسير من قيد وغلّ.
(4) جاحده : منكره.
(5) طولك : عطاؤك.
(6) مغتبطاً : مسروراً.
(7) زواجر : ما ينذر بقرب الأجل.
(8) المُدلّ : الواثق بنفسه وجرأته.
(9) جلّ : عظم. الرزء : المصاب العظيم.
(10) إقالتك : من اقاله أي سامحه.
(11) غررت نفسي : عظمت نفسي.
(12) فاقتي : فقري.
(13) الكبوة : العثرة والسقوط.
(14) مغض : يتغاضى عن الذنوب : يتجاوز عنها.
(15) المذاهب : السبل.
(16) القنوط : اليأس.
* الصحيفة العلوية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ]   موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Icon_minitime1الخميس 3 أبريل - 9:16:36


في نعت الله ولكل مهم

اللهم إنك حي لا تموت , وصادق لا تكذب , وقاهر لا تُقهر , وخالق لا تُعان , وأبديّ لا تنفد , وقريب لا تبعد , وقادر لا تُضاد , وغافر لا تظلم , وصمد لا تُطعم(1) , وقيوم لا تنام , ومُجيب لا تسأم , وبصير لا ترتاب , وجبار لا تُعان , وعظيم لا تُرام , وعليم لا تُعلّم , وقوي لا تضعف وحليم لا تجهل , وعظيم لا توصف , ووفيّ لا تُخلف , وعادل لا تحيف(2) , وغالب لا تُغلب , وغني لا تفتقر , وكبير لا تصغر , وحكم لا تجور , ووكيل لا تُحقر , ومنيع لا تُقهر , ومعروف لا تُنكر , ووتر لا تستأنس , وفرد لا تستشير , ووهاب لا تملّ , وسميع لا تذهل , وجواد لا تبخل , وعزيز لا تذلّ , وحافظ لا تغفل , وقائم لا تسهو وقيّوم لا تنام وسميع لا تشك , ورفيق لا تعنف(3) , وحليم لا تعجل , وشاهد لا تغيب , ومُحتجب لا تُرى , ودائم لا تفنى , وباق لا تبلى , وواحد لا تُشبّه , ومُقتدر لا تُنازع. يا كريم , يا جواد , يا مُتكرّم , يا قريب , يا مجيب , يا مُتعال , يا جليل , يا سلام , يا مؤمن , يا مُهيمن , يا عزيز , يا مُتعزّز , يا جبار , يا مُتجبّر , يا كبير , يا متكبّر , يا طاهر يا مُتطهّر , يا قادر يا مقتدر , يا من ينادى من كل فجّ عميق بألسنة شتى , ولغات مختلفة , وحوائج مُتتابعة , لا يشغلك شيء عن شيء. أنت الذي لا تبيد ولا تفنيك الدهور , ولا تغيرك الأزمنة , ولا تحيط بك الأمكنة , ولا يأخذك نوم ولا سنة(4) , ولا يشبهك شيء. وكيف لا تكون كذلك , وأنت خالق كل شيء , لا إله إلا أنت , كل شيء هالك إلا وجهه أكرم الوجوه. سبوح ذكرك , قدوس أمرك , واجب حقك , نافذ قضاؤك , لازم طاعتك. صل على محمد وآل محمد , ويسر لي من أمري ما أخاف عُسره , وفرج عني وعن كل مؤمن ومؤمنة ما نخاف كربه , وسهل لي ما أخاف حُزونته , وخلصني مما أخاف هلكته. يا أرحم الراحمين , يا ذا الجلال والإكرام , لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين , وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.*

(1) الصمد : الرفيع , العالي.
(2) لا تحيف : لا تجور ولا تظلم.
(3) لا تعنف : لا تقسو.
(4) سنة : نُعاس.
* الصحيفة العلوية.


في الثناء على الله مما علمه أويسا

يا سلام , المؤمن , المهيمن , العزيز , الجبار , المتكبر , الطاهر , المُطهّر , القادر , القاهر , المقتدر , يا من ينادى من كل فج عميق(1) بألسنة شتى , ولغات مختلفة , وحوائج أخرى. يا من لا يُشغله شأن عن شأن , أنت الذي لا تغيرك الأزمنة , ولا تحيط بك الأمكنة , ولا يأخذك نوم ولا سنة. يسر لي من أمري ما أخاف عُسره , وفرج لي من أمري ما أخاف كربه , وسهل لي من أمري ما أخاف حُزونته , سبحانك لا إله إلا أنت إني كنت من الظالمين , عملت سوءا وظلمت نفسي , فاغفر لي , إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. والحمد لله رب العالمين , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , وصلى الله على نبيه محمد وآله وسلم تسليماً.*

(1) فج عميق : مكان بعيد.
* الصحيفة العلوية.


في الثناء على الله مما علمه أويسا -2

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك ولا أسأل غيرك , وأرغب إليك ولا أرغب إلى غيرك. أسألك يا أمان الخائفين , وجار المستجيرين , أنت الفتّاح ذو الخيرات , مقيل العثرات(1) , وماحي السيئات , وكاتب الحسنات , ورافع الدرجات , أسألك بأفضل المسائل كلها وأنجحها التي لا ينبغي للعباد أن يسألوا إلا بها وبك يا الله يا رحمن. وبأسمائك الحسنى , وأمثالك العليا , ونعمك التي لا تحصى , وبأكرم أسمائك عليك , وأحبّها إليك , وأشرفها عندك منزلة , وأقربها منك وسيلة , وأجزلها مبلغاً(2) , وأسرعها منك إجابة , وبإسمك المخزون الجليل الأجلّ , الأعظم , العظيم , الذي تحبه وترضاه وترضى عمن دعاك به , وتستجيب دعاءه , وحق عليك أن لا تحرم به سائلك , وبكل إسم هو لك في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان , وبكل إسم هو لك علّمته أحداً من خلقك , أو لم تعلّمه أحداً , وبكل إسم دعاك به حملة عرشك وملائكتك , وأصفياؤك من خلقك , وبحق السائلين لك , والراغبين إليك , والمتعوذين بك , والمتضرّعين لديك , وبحق كل عبد متعبد لك في برّ أو بحر أو سهل أو جبل. أدعوك دعاء من قد اشتدت فاقته , وعظم جرمه , وأشرف على الهلكة , وضعفت قوته , ومن لا يثق بشيء من عمله , ولا يجد لذنبه غافراً غيرك , ولا لسعيه سواك , هربت إليك غير مستنكف(3) , ولا مستكبر عن عبادتك. يا أنس كل فقير مُستجير , أسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت الحنّان , المنّان , بديع السماوات والأرض , ذو الجلال والإكرام , عالم الغيب والشهادة , الرحمن الرحيم. أنت الرب وأنا العبد , وأنت المالك وأنا المملوك , وأنت العزيز وأنا الذليل , وأنت الغنيّ وأنا الفقير , وأنت الحيّ وأنا الميت , وأنت الباقي وأنا الفاني , وأنت المُحسن وأنا المُسيء , وأنت الغفور وأنا المذنب , وأنت الرحيم وأنا الخاطىء , وأنت الخالق وأنا المخلوق , وأنت القوي وأنا الضعيف ؛ وأنت المعطي وأنا السائل , وأنت الآمن وأنا الخائف , وأنت الرازق وأنا المرزوق , وأنت أحق من شكوت إليه واستغثت به ورجوته , لأنك كم من مذنب قد غفرت له , وكم من مُسيء قد تجاوزت عنه. فاغفر لي , وتجاوز عني , وارحمني , وعافني مما نزل بي , ولا تفضحني بما جنيته على نفسي , وخذ بيدي وبيد والديّ , وولدي , وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين , يا ذا الجلال والإكرام.*


في ذكر أسماء الله الحسنى

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنت الله , وأنت الرحمن , وأنت الرحيم , الملك , القدوس , السلام , المؤمن , المهيمن , العزيز , الجبّار , المتكبر , الأول , الآخر , الظاهر , الباطن , الحميد , المجيد , المُبدىء , المُعيد , الودود , الشهيد , القديم , العليّ , الصادق , الرؤوف , الرحيم , الشكور , الغفور , العزيز , الحكيم , ذو القوة المتين , الرقيب , الحفيظ , ذو الجلال والإكرام , العظيم , العليم , الغنيّ , الوليّ , الفتّاح , المُرتاح , القابض , الباسط , العدل , الوفيّ , الحق , المبين , الخلاّق , الرزّاق , الوهّاب , التوّاب , الرب , الوكيل , اللطيف , الخبير , السميع , البصير , الديّان , المُتعال , القريب , المجيب , الباعث , الوارث , الواسع , الباقي , الحيّ , الدائم الذي لا يموت , القيوم , النور , الغفّار , الواحد , القهار , الأحد , الصمد , الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد , ذو الطول المُقتدر , علاّم الغيوب , البدىء , البديع , الداعي , الطاهر , المُقيت , المُغيث , الدافع , الرافع , الضارّ , النافع , المُعزّ , المُذلّ , المُطعم , المُنعم , المهيمن , المُكرم , المُحسن , المُجمل , الحنّان , المُفضل , المُحيي , المُميت , الفعّال لما يريد , مالك الملك تُؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء , وتُعزّ من تشاء , وتُذلّ من تشاء , بيدك الخير إنك على كل شيء قدير , تولج الليل في النهار , وتولج النهار في الليل , وتخرج الحي من الميت , وتخرج الميت من الحي , وترزق من تشاء بغير حساب. فالق الإصباح وفالق الحب والنوى , يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم. اللهم ما قلت من قول , أو حلفت من حلف , أو نذرت من نذر , في يومي هذا أو ليلتي هذه , فمشيئتك بين يدي ذلك كله , ما شئت منه كان , وما لم تشأ منه لم يكن , فادفع عني بحولك وقوتك , فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. اللهم بحق هذه الأسماء عندك , صل على محمد وآل محمد , واغفر لي وارحمني , وتب علي , وتقبّل مني , وأصلح لي شأني , ويسر لي أموري , ووسع علي في رزقي , وأغنني بكرم وجهك عن جميع خلقك , وصن وجهي ويدي ولساني عن مسألة غيرك , واجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً , فإنك تعلم ولا أعلم , وتقدر ولا أقدر , وأنت على كل شيء قدير , برحمتك يا أرحم الراحمين , وصلى الله على سيد المرسلين سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين.*
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
Asd_alhag
Admin
Asd_alhag


ذكر
عدد الرسائل : 485
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ]   موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ] - صفحة 2 Icon_minitime1الخميس 3 أبريل - 9:19:08


في ذكر أسماء الله الحسنى وهو دعاء المشلول (دعاء الشاب المأخوذ بذنبه)

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم , يا ذا الجلال والإكرام , يا حي , يا قيوم , لا إله إلا أنت , يا هُوَ , يا من لا يعلم ما هُوَ , ولا كيف هُوَ , ولا أين هُوَ , ولا حيث هُوَ إلا هُوَ , يا ذا المُلك والملكوت , يا ذا العزّة والجبروت , يا ملك , يا قدوس , يا سلام , يا مؤمن , يا مهيمن , يا عزيز , يا جبار , يا متكبر , يا خالق , يا بارىء , يا مُصوّر , يا مُقدّر , يا مُفيد , يا مُدبّر , يا شديد , يا مُبدىء , يا مُعيد , يا مُبيد , يا ودود , يا محمود , يا معبود , يا بعيد , يا قريب , يا مُجيب , يا رقيب , يا حسيب , يا بديع , يا رفيع , يا منيع , يا سميع , يا عليم , يا حكيم , يا حليم , يا كريم , يا قديم , يا عليّ , يا عظيم , يا حنّان , يا منّان , يا ديّان , يا مُستعان , يا جليل , يا جميل , يا وكيل , يا كفيل , يا مُقيل , يا مُنيل , يا نبيل , يا دليل , يا هادي , يا بادي , يا أول , يا آخر , يا ظاهر , يا باطن , يا قائم , يا دائم , يا عالم , يا حاكم , يا قاضي , يا عادل , يا فاضل , يا فاصل , يا واصل , يا طاهر , يا مُطهّر , يا قادر , يا مُقتدر , يا كبير , يا مُتكبّر , يا واحد , يا أحد , يا صمد , يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد , ولم تكن له صاحبة ولا كان معه وزير , ولا اتخذ معه مُشيراً , ولا احتاج إلى ظهير(1) , ولا كان معه من إله غيره. لا إله إلا أنت , فتعاليت عما يقول الظالمون علواً كبيراً. يا عليّ , يا شامخ , يا باذخ , يا فتّاح , يا نفّاح(2) , يا مُرتاح , يا مُفرّج , يا ناصر , يا مُنتصر , يا مُدرك , يا مُهلك , يا مُنتقم , يا باعث , يا وارث , يا طالب , يا غالب , يا من لا يفوته هارب , يا توّاب , يا أوّاب , يا وهّاب , يا مُسبّب الأسباب , يا مُفتّح الأبواب , يا من حيثما دُعي أجاب , يا طهور يا شكور يا عفوّ يا غفور , يا نور النور , يا مُدبّر الأمور , يا لطيف , يا خبير , يا مُجير , يا مُنير , يا بصير , يا ظهير , يا كبير , يا وتر(3) يا أبد , يا صمد , يا سند , يا كافي , يا شافي , يا وافي , يا مُعافي , يا مُحسن , يا مُجمل , يا مُنعم , يا مُفضل , يا مُتكرّم , يا مُتفرّد , يا من علا فقهر , يا من ملك فقدر , يا من بطن فخبر , يا من عُبد فشكر , يا من عُصي فغفر , يا من لا تحويه الفكر , ولا تدركه الأبصار ولا يخفى عليه أثر. يا رازق البشر , يا مُقدّر كل قدر , يا عالي المكان , يا شديد الأركان , يا مُبدّل الزمان , يا قابل القُربان , يا ذا المن والإحسان , يا ذا العزّ والسلطان , يا رحيم , يا رحمن , يا عظيم يا من هو كل يوم في شأن , يا من لا يشغله شأن عن شأن , يا عظيم الشأن , يا من هو بكل مكان , يا سامع الأصوات , يا مُجيب الدعوات , يا مُنجح الطلبات , يا قاضي الحاجات , يا مُنزل البركات , يا راحم العبرات , يا مقيل العثرات , يا كاشف الكربات , يا وليّ الحسنات , يا رافع الدرجات يا مؤتي السؤلات , يا محيي الأموات , يا جامع الشتات(4) , يا مُطّلعاً على النيات , يا رادّ ما قد فات , يا من لا تشتبه عليه الأصوات , يا من لا تُضجره المسألات , ولا تغشاه الظلمات , يا نور الأرض والسماوات , يا سابغ النعم , يا دافع النقم , يا بارىء النسم , يا جامع الأمم , يا شافي السقم , يا خالق النور والظُّلَم , يا ذا الجود والكرم , يا من لا يطأ عرشه قدم , يا أجود الأجودين , يا أكرم الأكرمين , يا أسمع السامعين , يا أبصر الناظرين , يا جار المستجيرين , يا أمان الخائفين , يا ظهير اللاّجين(5) , يا وليّ المؤمنين , يا غياث المستغيثين , يا غاية الطالبين , يا صاحب كل غريب , يا مُؤنس كل وحيد , يا ملجأ كل طريد , يا مأوى كل شريد , يا حافظ كل ضالة , يا راحم الشيخ الكبير , يا رازق الطفل الصغير , يا جابر العظم الكسير , يا فاك كل أسير , يا مغني البائس الفقير , يا عصمة الخائف المستجير , يا من له التدبير والتقدير , يا من العسير عليه يسير , يا من لا يحتاج إلى تفسير , يا من هو على كل شي قدير , يا من هو بكل شيء خبير , يا من هو بكل شيء بصير , يا مرسل الرياح , يا فالق الإصباح , يا باعث الأرواح , يا ذا الجود والسماح , يا من بيده كل مفتاح , يا سامع كل صوت , يا سابق كل فوت , يا مُحيي كل نفس بعد الموت , يا عدتي في شدتي , يا حافظي في غربتي , يا مُؤنسي في وحدتي , يا وليي في نعمتي , يا كهفي حين تُعييني المذاهب , وتُسلّمني الأقارب , ويخذلني كل صاحب , يا عماد من لا عماد له , يا سند من لا سند له , يا ذخر من لا ذخر له , يا حرز من لا حرز له , يا كهف من لا كهف له , يا كنز من لا كنز له , يا ركن من لا ركن له , يا غياث من لا غياث له(6) , يا جار من لا جار له , يا جاري اللصيق(7) , يا رُكني الوثيق , يا إلهي بالتحقيق , يا رب البيت العتيق , يا شفيق , يا رفيق , فُكّني من حلق المضيق , واصرف عني كل هم وغم وضيق , واكفني شر ما لا أطيق , وأعني على ما أطيق , يا راد يوسف على يعقوب , يا كاشف ضر أيوب , يا غافر ذنب داوود , يا رافع عيسى بن مريم ومُنجيه من أيدي اليهود , يا مُجيب نداء يونس في الظُّلمات , يا مُصطفي موسى بالكلمات , يا من غفر لآدم خطيئته , ورفع إدريس مكاناً عليّاً برحمته , يا من نجّى نوحاً من الغرق , يا من أهلك عاداً الأولى وثمود فما أبقى , وقوم نوح من قبل , إنهم كانوا هم أظلم وأطغى والمؤتفكة أهوى , يا من دمّر على قوم لوط , ودمدم على قوم شعيب , يا من اتخذ إبراهيم خليلاً , يا من اتخذ موسى كليماً , واتخذ محمداً صلى الله عليه وآله وعليهم أجمعين حبيباً , يا مؤتي لقمان الحكمة , والواهب لسليمان مُلكاً لا ينبغي لأحد من بعده , يا من نصر ذا القرنين على الملوك الجبابرة , يا من أعطى الخضر الحياة , وردّ ليوشع بن نون الشمس بعد غروبها , يا من ربط على قلب أم موسى , وأحصن فرج مريم ابنة عمران , يا من حصّن يحيى بن زكريا من الذنب , وسكّن عن موسى الغضب , يا من بشّر زكريا بيحيى , يا من فدى إسماعيل من الذبح بذبح عظيم , يا من قبل قُربان هابيل , وجعل اللعنة على قابيل , يا هازم الأحزاب لمحمد صلى الله عليه وآله , صل على محمد وآل محمد وعلى جميع المرسلين , وملائكتك المقرّبين , وأهل طاعتك أجمعين , وأسألك بكل مسألة سألك بها أحد ممن رضيت عنه , فحتمت له على الإجابة. يا الله يا الله يا الله , يا رحمن يا رحمن يا رحمن , يا رحيم يا رحيم يا رحيم , يا ذا الجلال والإكرام , يا ذا الجلال والإكرام , يا ذا الجلال والإكرام , بهِ بهِ بهِ بهِ بهِ بهِ بهِ أسألك , بكل إسم سمّيت به نفسك , أو أنزلته في شيء من كتبك , أو استأثرت به في علم الغيب عندك , وبمعاقد العزّ من عرشك , وبمنتهى الرحمة من كتابك , وبما لو أن ما في الأرض من شجرة أقلام , والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله , إن الله عزيز حكيم. وأسألك بأسمائك الحسنى التي نعتّها في كتابك فقلت : ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها , وقلت : ادعوني أستجب لكم , وقلت : وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان , فليستجيبوا لي , وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. وقلت : يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله , إن الله يغفر الذنوب جميعاً , إنه هو الغفور الرحيم(8). وأنا أسألك يا إلهي , وأدعوك يا رب , وأرجوك يا سيدي , وأطمع في إجابتي كما وعدتني , وقد دعوتك كما أمرتني , فافعل بي ما أنت أهله يا كريم. والحمد لله رب العالمين , وصلى الله على محمد وآله أجمعين.*

(1) ظهير : معين.
(2) النفاح : المعطي.
(3) وتر : فرد واحد.
(4) جامع الشتات : جامع المتفرقين.
(5) ظهير : مساعد ناصر.
(6) غياث : مغيث , معين.
(7) اللصيق : القريب.
(8) أسرفوا : تجاوزوا الحدود. لا تقنطوا : لا تيأسوا.
* مفاتيح الجنان , الصحيفة العلوية.


في ذكر اسم الله الأعظم

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك بإسمك المخزون , المكنون , العظيم , الأعظم , الأجلّ , الأكرم , الأكبر , البرهان , الحق , المهيمن , القدّوس , الذي هو نور من نور , ونور مع نور , ونور على نور , ونور فوق نور , ونور في نور , ونور أضاء به كل ظلمة , وكُسر به كل جبار رجيم , ولا تقوم به سماء , ولا تقرّ به أرض(1). يا من يُأمن به خوف كل خائف , ويبطل به سحر كل ساحر , وكيد كل كائد , وحسد كل حاسد , وبغي كل باغ , وتتصدّع لعظمته الجبال والبرّ والبحر , وتحفظه الملائكة حتى تتكلم به , وتجري به الفلك فلا يكون للموج عليه سبيل , وتذل به كل جبار عنيد وشيطان مريد(2) , وهو إسمك الأكبر الذي سمّيت به نفسك , واستويت به على عرشك , واستقررت به على كرسيّك , يا الله العظيم الأعظم , يا الله النور الأكرم , يا بديع السماوات والأرض , يا ذا الجلال والاكرام , أسألك بعزّتك وجلالك وقدرتك وبركاتك , وبحرمة محمد وآله الطاهرين عليهم السلام. أسألك بك وبهم أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تُعتقني ووالديّ والمؤمنين والمؤمنات من النار , وصل على محمد وآل محمد إنك حميد مجيد.*

(1) لا تقر : لا تثبت.
(2) مريد : خبيث , شرير.
* الصحيفة العلوية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asdh.ace.st
 
موسوعة أهل البيت [ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ]
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 4انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مـنتدى ثــــــــــار الله الإسلامـي :: ساحة أهل البيت عليهم السلام :: سيرة أهل البيت عليهــم السـلام-
انتقل الى: