من مناقب الإمام علي عند الزمخشري
- الإمامة وأهل البيت ج 2 - محمد بيومي مهران ص 369 :
42 - من مناقب الإمام علي عند الزمخشري :
لعل من الأهمية بمكان أن الإمام الزمخشري ( 467 - 538 ه / 1075 - 1144 م ) إنما قد أجمل مناقب الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه ، وكرم الله وجهه في الجنة - ( فيما صنفه عن مناقب العشرة المبشرين بالجنة ) في ثماني عشرة منقبة ، نوجزها فيما يأتي :
المنقبة الأولى : أنه أول من أسلم من الصبيان ، وأول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن زيد بن أرقم ، رضي الله عنه ، قال : أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، علي ( 3 ) .
المنقبة الثانية : أنه المتخلف على الودائع من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في وقت الهجرة ، وبقي بمكة ثلاث ليال بأيامها ، حتى رد ما كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من ودائع لأصحابها .
* هامش *
( 3 ) أنظر : مسند الإمام أحمد 4 / 368 ، 4 / 371 ، فضائل الصحابة 2 / 590 ، 592 ، القطيعي : زوائد الفضائل ( 1040 ) ،
ابن المغازلي ، مناقب علي رضي الله عنه ( رقم 14 ) ، الطبراني : المعجم الكبير 5 / 198 ، سنن البيهقي 6 / 206 ،
صحيح الترمذي 2 / 301 ، المستدرك للحاكم 3 / 136 ، الطبقات الكبرى 3 / 12 ، تاريخ الطبري 2 / 310 - 312 ،
أسد الغابة 4 / 17 ، الإستيعاب 3 / 31 ، مجمع الزوائد 9 / 101 ، 103 ، 114 . ( * )
ج 2 - ص 369
ثم خلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في وقت الخروج إلى غزوة تبوك على العيال والنساء بالمدينة حتى بكى رضي الله عنه ، قول : يا رسول الله إن قريشا تقول : إن رسول الله استثقله فتركه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي ( 1 ) .
المنقبة الثالثة : أن النبي صلى الله عليه وسلم ، لما آخى بين المهاجرين والأنصار ، جعل عليا أخا نفسه الكريمة ، وقال له : أنت أخي وصاحبي في الدنيا ، والآخرة ( 2 ) .
المنقبة الرابعة : أنه الممدوح بالسيادة ، لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال لفاطمة رضي الله
* هامش *
( 1 ) أنظر : صحيح البخاري 5 / 24 ، 6 / 3 ، صحيح مسلم 15 / 173 - 176 ،
النسائي : تهذيب الخصائص ص 19 ، 20 ، 28 ، 29 ، 39 ، 40 ، 41 ، 42 ، 43 ، 44 ، 45 ، 46 ، 72 ،
ابن حنبل: فضائل الصحابة 2 / 566 ، 567 ، 592 ، 610 ، 611 ، 612 ، 633 ، 642 ، 643 ، 663 ، 670 ، 675 ، 682 ، 684
مسند الإمام أحمد 1 / 170 ، 175 ، 177 ، 184 ، 330 ، 6 / 369 ، مجمع الزوائد 9 / 109 ، 110 ، 111 ، 119 ،
كنز العمال 3 / 154 ، 5 / 40 ، 6 / 154 ، 188 ، 395 ، 405 ، الطبقات الكبرى 3 / 14 ، 15 ،
حلية الأولياء 7 / 195 ، 196 ، 197 ، أسد الغابة 4 / 104 ، 106، الرياض النضرة 2 / 214 ، 215 ، 216 ، 216 ، 270 ، 326 ،
الصواعق المحرقة ص 73 ، 187 ، تحفة الأحوذي 10 / 228 ، صحيح ابن ماجة ص 12 ، سيرة ابن هشام 4 / 382 ،
شرح نهج البلاغة 13 / 210 - 211 ، الإصابة 2 / 509 ، صحيح الترمذي 10 / 235 ،
الخطيب البغدادي : تاريخ بغداد 1 / 324 ، 2 / 232 ، 3 / 288 ، 4 / 204 ، 7 / 452 ، 9 / 394 ، 10 / 43 ، 11 / 432 ،
مشكل الآثار 2 / 309 ، تاريخ ابن عساكر 1 / 107 ، زاد المعاد 3 / 530 .
( 2 ) أنظر : المستدرك للحاكم 3 / 14 ، 3 / 126 ، 3 / 159 ، الطبقات الكبرى 8 / 14 ، 15 ،
فضائل الصحابة 2 / 597 - 598 ، 638 - 639 ، 652 - 653 ، 2 / 666 - 667 ، تهذيب الخصائص للنسائي ص 18 ، 71 ، 72 ،
تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 170 ، تفسير الدر المنثور 2 / 81 ، تفسير ابن كثير 1 / 614 ، مجمع الزوائد 8 / 302 ، 9 / 134 ،
المسند 1 / 159 ، 230 ، كنز العمال 3 / 61 ، 6 / 394 ، 6 / 400 ، الإستيعاب 3 / 35 ، أسد الغابة 3 / 486 ، 4 / 109 . ( * )
ج 2 - ص 370
عنها ، ( زوجتك سيدا في الدنيا والآخرة ( 1 ) ، ولما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : علي سيد العرب ( 2 )
المنقبة الخامسة : أنه ولي الله ، وولي المؤمنين ، قال الله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله * والذين آمنوا * الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) ( 3 ) . وقد نزلت هذه الآية الكريمة في حق علي ، حين كان يصلي في المسجد ، وهو راكع ، قام سائل يسأل ، فمد علي يده إلى خلفه ، وأومأ إلى السائل بخاتمه ، فأخذه من إصبعه ( 4 ) .
هذا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كنت مولاه ، فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ) . وقد جاء هذا الحديث بطرق مختلفة ، وفي بعضها زيادة ( وانصر من نصره ، واخذل من خذله ) ( 5 ) .
* هامش *
( 1 ) المستدرك للحاكم 3 / 127 ، حلية الأولياء 2 / 42 ، 5 / 59 ، المنادي : كنوز الحقائق ص 188 .
( 2 ) حلية الأولياء 1 / 63 ، 5 / 38 ، مجمع الزوائد 9 / 116 ، 131 ، المستدرك للحاكم 3 / 124 ، 3 / 137 ،
كنز العمال 6 / 157 ، أسد الغابة 1 / 84 ، 3 / 147 ، الصواعق المحرقة ص 188 ، الرياض النضرة 2 / 233 .
( 3 ) سورة المائدة : آية 55 .
( 4 ) تفسير الكشاف 1 / 262 ، السيد مرتضى الحسيني الفيروزآبادي : فضائل الخمسة من الصحاح الستة 2 / 18 - 19 ( مؤسسة الأعلى - بيروت 1973 ) .
( 5 ) أنظر : ابن حنبل : فضائل الصحابة 2 / 598 - 599 ، صحيح الترمذي 2 / 298 ، صحيح ابن ماجة ص 12 ،
المستدرك للحاكم 2 / 129 ، 3 / 110 ، 116 ، 533 ، 371 ، كنز العمال 6 / 83 ، 6 / 397 ،
تهذيب الخصائص ص 50 - 54 ) أحاديث أرقام 65 ، 66 ، 67 ، 68 ، 69 ، 70 ، 71 ، 72 ، 73 ، 74 ) ،
مسند الإمام أحمد 4 / 372 ،
وانظر روايات أخرى في المسند ( 1 / 84 ، 88 ، 118 ، 119 ، 330 ، 4 / 368 ، 370 ، 388 ، 5 / 350 ، 366 ، 419 )
وفي فضائل الصحابة ( 2 / 563 ، 569 ، 584 ، 585 ، 592 ، 599 ، 613 ، 620 ، 649 ، 682 ، 683 ، 684 ، 688 ، 689 ، 705 ) وهي الأحاديث ( أرقام 947 ، 959 ، 989 ، 1007 ، 1021 ، 1022 ، 1035 ، 1060 ، 1104 ، 1167 ، 1175 ، 1177 ، 1206 ) ، وانظر : المطالب العالية => ( * )
ج 2 - ص 371
المنقبة السادسة : أنه أقضى الصحابة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : أقضاكم علي ، وقول عمر - فيما يروي البخاري - أقرؤنا أبي ، وأقضانا علي .
وعن ابن مسعود . رضي الله عنه - قال : كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي . وهو أعلم الصحابة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : أنا مدينة العلم ، وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب ( 1 ) .
المنقبة السابعة : أنه محبوب المؤمنين ، ومبغوض المنافقين ، قال له النبي صلى الله عليه وسلم : لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق ( 2 ) .
* هامش *
=> 4 / 59 - 60 ، مجمع الزوائد 9 / 103 ، تاريخ بغداد 7 / 377 ، 8 / 290 ، 12 / 343 ،
مجمع الزوائد 9 / 105 ، 106 ، 107 ، 108 ، 119 ، 116 ) .
( 1 ) أنظر عن علم الإمام علي وقضائه ( ابن حنبل : فضائل الصحابة 2 / 576 ، 581 ، 595 ، 635 ، 646 ، 647 ، 654 ، 699 ، 716 ، 719 ، 723 ، 764 ، الإستيعاب 2 / 38 ، 39 - 43 ، 44 ، حلية الأولياء 1 / 65 - 66 ، صحيح البخاري 6 / 23 ،
أسد الغابة 4 / 10099 فتح الباري 8 / 1671 ، السيوطي : تاريخ الخلفاء ص 170 - 171 ، المستدرك للحاكم 3 / 127 ، 3 / 305 ،
تفسير الطبري 26 / 116 ، الإصابة 2 / 509 ، الطبقات الكبرى 2 / 100 - 102 ، 3 / 38 ،
مسند الإمام أحمد 1 / 83 ، 88 ، 111 ، 131 ، 149 ، مسند أبي داود الطيالسي 1 / 16 ، 69 ، سنن البيهقي 10 / 86 ،
الباقوري : علي إمام الأئمة ص 169 - 247 ، محمد بيومي مهران : الإمام علي بن أبي طالب 2 / 160 - 193 ) .
( 2 ) أنظر : فضائل الصحابة 2 / 565 ، 566 ، 619 ، 622 ، 623 ، 639 ، 648 ، 671 ، 672 ، 693 ، 694 ،
المستدرك للحاكم 3 / 127 ، 130 ، 142 ، حلية الأولياء 1 / 66 - 67 ، صحيح الترمذي 5 / 641 ،
كنز العمال 6 / 154 ، 157 ، 158 ، 391 ، 394 ، مجمع الزوائد 9 / 108 ، 123 ، 129 ، 132 ،
الإستيعاب 2 / 37 ، 46 - 47 ، 51 ، صحيح مسلم 2 / 64 ، صحيح الترمذي 2 / 301 ، سنن النسائي 2 / 271 ،
صحيح ابن ماجة ص 12 ، مسند الإمام أحمد 1 / 84 ، 95 ، 128 ، تاريخ بغداد 2 / 255 ، 8 / 417 ، 14 / 426 ،
الرياض النضرة 2 / 284 ، 285 ، مشكل الآثار 1 / 50 ، شرح نهج البلاغة 4 / 110 ، 9 / 172 ،
كنوز الحقائق ص 188 ، تهذيب الخصائص ص 56 ، 59 - 62 . ( * )
ج 2 - ص 372
المنقبة الثامنة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اختصه بمناجاته يوم الطائف ، عن جابر - رضي الله عنه - قال : دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عليا ، يوم الطائف فانتجاه ، فقال الناس : لقد طال نجواه مع ابن عمه ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( ما أنا انتجيته ، ولكن الله انتجاه ) . وقال ومعنى قوله : ولكن الله انتجاه ، أي أن أمرني أن أنتجي معه ( 1 ) .
المنقبة التاسعة : أنه ذو الأذن الواعية ، روي أنه لما نزل قول الله تعالى : ( وتعيها أذن واعية ) ( 2 ) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سألت الله عز وجل أن يجعلها أذنك يا علي ، قال علي : فما نسيت شيئا بعد ذلك ، وما كان لي أن أنسى ) ( 3 ) .
وشرح الزمخشري عبارة ( أذن واعية ) في تفسيره المعروف باسم ( الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل ) فقال : أذن واعية من شأنها أن تعي وتحفظ ما سمعت به ، ولا تضيعه بترك العمل ، وكل ما حفظته من نفسك فقد وعيته ، ومن غير نفسك فقد وعيته ( 4 ) .
* هامش *
( 1 ) رواه الترمذي ( رقم 36538 ) عن الطبراني ( وانظر : محمد عبده يماني : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ص 111 ) .
( 2 ) سورة الحاقة : آية 12 .
( 3 ) رواه ابن جرير في التفسير 29 / 35 ، وأبو نعيم في معرفة الصحابة 1 / 306 - 307 ،
وابن المغازلي في مناقب علي رضي الله عنه ص 265 ، 319 ، وابن المؤيد في ( فرائد السبطين ) 1 / 198 ، 200 ،
وانظر : تفسير الدر المنثور للسيوطي 6 / 260 .
( 4 ) تفسير الكشاف 2 / 485 ، وانظر : ابن حجر : الكافي الشافي في تخريج أحاديث الكشاف ، حيث يقول : أخرجه سعيد بن منصور والطبري والثعلبي . ولعل من الجدير بالإشارة إلى أن الزمخشري لم ينفرد بهذا التفسير : فالإمام الطبري يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال لعلي : إني أمرت أدنيك ولا أقصيك ، وأن أعلمك ، وأن تعي ، وحق لك أن تعي ، فنزلت الآية . ( تفسير الطبري 29 / 35 ) .
وروى الحافظ ابن كثير في تفسيره بسنده عن علي بن حوشب قال : سمعت مكحول يقول : لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وتعيها أذن واعية ) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سألت الله ربي أن يجعلها أذن علي ، قال مكحول : فكان علي يقول : ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، شيئا قط ، فنسيته ( أنظر تفسير ابن كثير 4 / 647 - بيروت 1986 ) . ( * )
ج 2 - ص 373
المنقبة العاشرة : أنه جمع ثلاثة مفاخر لم تجمع لأحد سواه ، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : يا علي : أعطيت ثلاثا لم يعطهن أحد غيرك : صهرا مثلي ، وزوجة مثل فاطمة ، وولدين مثل الحسن والحسين .
المنقبة الحادية عشرة : أنه صعد على منكبي النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد روى الإمام علي - رضي الله عنه ، وكرم الله وجهه في الجنة - في قصة قمع الأصنام ، قال : انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلى الكعبة ، فقال لي : إجلس ،
فجلست فصعد على منكبي ، فقال لي : إنهض ، فنهضت فعرف ضعفي تحته ، فقال لي : إجلس ، فجلست ، ثم نهض بي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخيل إلي - أنني لو شئت نلت فوق السماء ، فصعدت إلى الكعبة ، وتنحى رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، وقال : إلق صنمهم الأكبر - صنم قريش - وكان من نحاس موتد بوتاد من حديد في الأرض ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عالجه ، فجعلت أعالجه ، حتى استمكنت منه ، فقال : إقذفه ، فقذفته حتى انكسر ، ونزلت من فوق الكعبة ، وانطلقت ، أنا والنبي صلى الله عليه وسلم ، نسعى ، وخشينا أن يرانا أحد من قريش وغيرهم ( 1 ) .
المنقبة الثانية عشرة : أنه حاز سهم جبريل - عليه السلام - من غنائم تبوك ، روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لما غزا تبوك استخلف عليا على المدينة ، فلما نصر رسوله ، وغنم المسلمون أموال المشركين ورقابهم ، جلس رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، وجعل يقسم السهام على المسلمين سهما سهما ، ودفع إلى علي بن أبي طالب سهمين ، فقام أحد الصحابة يسأل : يا رسول الله ، أوحي نزل من السماء ، أم أمر من نفسك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنشدكم الله ، هل رأيتم في رأس ميمنتكم صاحب الفرس
* هامش *
( 1 ) أنظر : الرياض النضرة 2 / 265 - 266 ، تهذيب الخصائص للنسائي ص 69 - 70 . ( * )
>>>